Telegram Web Link
✍🏻 إذا عرفت هذا في مذهب أهل الحق حول كلامه تعالى، علمت أنه ليس معنى (( وكلَّم الله موسى تكليما)) أنه ابتدأ الكلام له بعد أن كان ساكتا، وأنه بعدما كلَّمه انقطع كلامه وسكت تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.. وإنما المعنى أنه تعالى أزال المانع عن موسى عليه السلام، وخلق له سمعًا وقوةً، حتى أدرك به كلامه القديم، ثم منعه بعد، ورده الى ما كان عليه قبل سماع كلامه، وهذا معنى كلامه لأهل الجنة.
قال مالك الصغير: ابن أبي زيد القيرواني في مقدمة الرسالة : ... وأنه فوق عرشِه المجيدُ بذاتِه وهو في كل مكان بعلمه...

يلبس المشبهة بهذه العبارة ليوهموا الناس بأن ابن ابي زيد رحمه الله يثبت لله فوقية حسية على العرش كما يقولون

فنقول : معلوم من الدين بالضرورة أن الله كان و لم يكن شيء غيره ثم خلق القلم و خلق بعده المخلوقات
و معلوم من الدين بالضرورة أن الله لا يتصف بصفة حادثة

و هذا الذي نص عليه ابن ابي زيد القيرواني في أول رسالته فقال : "وله الأسماء الحسنى والصفات العلى. لم يزل بجميع صفاته وأسمائه. تعالى أن تكون صفاته مخلوقة وأسماؤه محدثة "

ففوقية الله على العرش يستحيل أن تكون صفة حادثة و العرش حادث فتكون فوقية معنوية لأن الفوقية الحسية توجب قطعا أنه لم يكن فوقه ثم بعد خلقه صار فوقه و هذا باطل كما نص عليه مالك الصغير

ويزيد لها إضافة لفظ "بذاته " فهذه الفوقية فوقية ذاتية و مقابل الذاتي هو العرضي

و الفوقية الحسية تقتضي وجود أمران ذات الله و العرش فهي عرضية و ليست ذاتية

و الخلاصة الفوقية التي يعنيها ابن ابي زيد القيرواني هي فوقية معنوية كما نص عليها أهل السنة جميعا خلافا للمجسمة لأنه إن قال بالحسية لزم التناقض في كلامه بوصف الله بصفة حادثة و حاشاه أن يقولها و هو عالم القيروان الذي شهد له كبار علماء الأمة بالعلم و منهم إبن رشد الجد حيث شهد له بمعرفة أصول الدين التي إختص بمعرفتها الأشعرية و نص على أن ابن ابي زيد القيرواني لم يخالف الأشعرية.. والله الموفق
#انتقاص الصحابة طعن في الدين إذ هم من نقلوه لنا وبلغونا إياه
- أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسي الهمذاني، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن عبدل يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سليمان التستري يقول: سمعت أبا زرعة يقول: " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة " .
- وأبو زرعة هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، من موالي بني مخزوم، كان أحد أعلام الأئمة. قال عنه الإمام أحمد: ما جاز الجسر أحفظ من أبي زرعة. وقال الإمام أبو حاتم: إن أبا زرعة ما خلف بعده مثله. توفي سنة 264.
** إن الطاعن في الصحابة ، ودون أن يظهر عداءه للإسلام ، يسعى لتهديم الإسلام في أصوله ، من حيث إن القرآن نقله لنا الصحابة والسنة قد حفظوها ونقلوها كذلك ، فطعن الناقل طعن بالمنقول بداهة !!
هل هناك دليل على تزوير كتاب الإبانة للأشعري؟
كتاب الإبانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ليس هو الكتاب المتداول بين أيدي الناس اليوم من المطبوع، والتي عبثت به مطابع المجسمة أدعياء السلفية الكاذبة..!
والإبانة الذي ألفه إمامنا أبو الحسن الأشعري رحمه الله كان موافقا لمعتقد أهل السنة والجماعة و الذي نقل فيه معتقد السلف الصالح وعقيدتهم التي أجتمعوا عليها..
فقد جاء في مقدمة كتاب (تبيين كذب المفتري) تعليق للإمام الكوثري حيث قال:
"والنسخة المطبوعة في الهند من الإبانة نسخة مصحَّفة محرفة تلاعبت بها الأيدي الأثيمة، فيجب إعادة طبعها من أصل موثوق".
انتهى كلام الكوثري.
فهل هناك ما يؤكد أن الكتاب دخله تحريف وتزوير؟
نعم شاء الله عز وجل في سابق علمه أن يكشف هذه الحقيقة ويفضح هذه الطريقة التي أتبعها المجسمة في تزوير كلام إمام أهل السنة..
فقد ألهم الله حافظ دمشق ومحدثها
الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى :أن ينقل في كتابه تبيين كذب المفتري( الذي ألفه للدفاع عن الإمام الأشعري) فصلين من الإبانة الأصلية التي كانت في زمانه لتكون شاهده على تزوير المجسمة وتلاعب الأيدي الآثمة بها.
عند مقارنة كتاب الإبانة المطبوعة المتداولة
وطبعة الدكتورة فوقية ( وهي نسخة محققة من أربع مخطوطات للكتاب محفوظة في اماكن مختلفة من العالم)، مع الفصلين المنقولين عند ابن عساكر يتبين بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب.
وهذه بعض الأمثلة على ذلك:
1_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 16 ما نصُّه :
"وأنكروا أن يكون له عينان مـع قوله تجري بأعيننا"
وعند ابن عساكر ص 157:
"وأنكروا أن يكون له عين"
2_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 22 ما نصُّه:
"وأن له سبحانه عينين بلا كيف"
وعند ابن عساكر ص 158 :
"وأن له عيناً بلا كيف"
3_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 69 ما نصُّه:
"إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟
قيل له نقول: إن الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى) "
بينما جاء في طبعة الدكتورة فوقية ص 105:
"نقول إن الله عز وجل استوى على عرشه استواءً يليق به من غير حلول ولا استقرار"
فالعبارة الأخيرة محذوفة من الطبعة المتداولة!!
4_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 73 ما نصُّه:
"فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستوٍ على عرشه، والسماء بإجماع الناس ليست الأرض، فدل على أن الله تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه" .
بينما جاء في طبعة الدكتورة فوقية ص 113:
"فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه استواءً منزهاً عن الحلول والاتحاد".
5_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 57 ما نصُّه:
"وذكر هارون بن إسحاق قال سمعت إسماعيل بن أبي الحكم يذكر عن عمر بن عبيد الطنافسي أن حمّاداً بعث إلى أبي حنيفة: إني بريء مما تقول، إلا أن تتوب. وكان عنده ابن أبي عقبة، قال، فقال:
أخبرني جارك أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب. وذكر عن أبي يوسف قال: ناظرت أبا حنيفة شهرين حتى رجع عن خلق القرآن) اهـ
بينما جاء في كتاب الاعتقاد للبيهقي ص 112ما نصه:
"روّينا عن محمد بن سعيد بن سابق أنه قال :
سألت أبا يوسف فقلت :
أكان أبو حنيفة يقول القرآن مخلوق؟
فقال : معاذ الله، ولا أنا أقوله.
فقلت : أكان يرى رأي جهم؟
فقال : معاذ الله، ولا أنا أقوله. رواته ثقات" اهـ
هذه بعض الشواهد التي تدل على التزوير والتدليس وتلاعب الأيدي الخبيثة في كتاب الأبانة!
والغرض من تزوير الأبانة هي محاولة تسويق
فكرة أن الإمام رجع عن معتقده في آخر حياته!
وهذه الحقيقة باطلة من ثلاث وجوه :
الأولى :
ان كتاب الأبانة قد ألفه الإمام الأشعري عند دخوله بغداد وهو من أوائل الكتب التي ألفها الإمام في حين كان كتاب اللمع من آخر ما ألفه..
والمجسمة وأدعياء السلفية يعكسون الحقيقة ويقولون ان الأبانة آخر ما ألفه الأشعري.!
الثانية :
لم ينقل أحد من تلاميذ الإمام او من تلاميذ تلاميذه انه رجع عن معتقده لمعتقد آخر، والإمام شخصية يشار إليها بالبنان، ولايمكن ان يكون رجوعه أمرا ثانويا او خافيا على أحد!
الثالث :
عقول المجسمة السخيفة لم تقدر على الرد
ومقابلة الحجة بالحجة فلم يكن امامهم غير التزوير والتلاعب بالكتب، وخاصة في زماننا...
فالكتب المطبوعة في مطابعهم
يتم تزويرها وتتعرض بأستمرار
لبعض الحذف والبتر..
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
نموذج للفهم السطحي والاعتقاد الباطل..!نسأل الله أن يهديه..
"وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
يقول الإمام الطبري: وله ملك كل شيء, لأنه لا شيء من خلق الله إلا وهو ساكنٌ في الليل والنهار.
يقول الإمام أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي شيخ المحدثين والشافعية في عصره:
وإذا قال الكافر: ‌لا ‌إله ‌إلا ‌ساكن ‌السماء، لم يكن مؤمنا، لأن سكان السماء الملائكة وإن قال: لا إله إلا الله ساكن السماء كان هذا زيادة كفر منه، لأن السكن غير جائز على الله تعالى واحتظار الأمكنة ليس من صفاته، وإن قال: لا إله ما خلا الله أو لا إله سوى الله، أو لا إله غير الله، أو لا إله ما عدا الله، أو لا إله حاش الله، فهذا كله بمنزلة أن يقول: لا إله إلا الله، وهكذا إن قال: من إله إلا الله، أو ما في إله إلا إله واحد(المنهاج في شعب الإيمان)
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري:
أَيْ لَا يَكْفِي قَوْلُهُ لَا رَحْمَنَ أَوْ لَا بَارِئَ أَوْ ‌لَا ‌إلَهَ ‌إلَّا ‌سَاكِنُ ‌السَّمَاءِ أَوْ إلَّا اللَّهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْأَصْلُ؛ لِأَنَّ السُّكُونَ مُحَالٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى.
(أسنى المطالب )
مسألة التفويض والتأويل:
التفويض شرعا: رد العلم بهذه المتشابهات الى الله تعالى وعدم الخوض في معناها وذلك بعد تنزيه الله تعالى عن ظواهرها غير المرادة للشارع.
التأويل شرعا: صرف اللفظ عن الظاهر بقرينة تقتضي ذلك.
_وهذان المذهبان هما المذهبان المعتبران المأثوران عن أهل السنة والجماعة في أبواب المتشابه ولاعتبار لمن جنح إلى التعطيل أو التشبيه من المذاهب الأخرى التي رفضتها الأمة…
وهذه النصوص المتشابهة في الصفات إما أن تثبت أو تنفى، ونفيها تعطيل ظاهر لأنه نفي لما أثبت الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما الإثبات فإما أن يكون معه حمل الكلام على ظاهره وحقيقته التي يعهدها البشر، أو أن يصرف الكلام معه عن هذا الظاهر وهذه الحقيقة.
ولا يقال: نحملها على الظاهر ونفوض العلم بالكيفية إلى الله تعالى لأن هذه الكيفية التي فوض العلم بها إلى الله تعالى هي ذاتها المعنى الذي زعموا إثباته لأن معاني هذه الألفاظ كيفيات فإن أثبت المعنى فقد أثبت الكيفية وإذا فُوّضت الكيفية فقد فوّض المعنى.
✍️ بهذين المذهبين تنحصر القسمة الصحيحة في هذه القضية، لهذا نرى العلماء ينصّون عندما يعرض لهم شيء من هذه المتشابهات على أنه (إما تفويض وإما تأويل). إذ ليس بعدهما إلا التشبيه أو التعطيل.
قال صاحب الجوهرة الإمام إبراهيم اللقاني رحمه الله تعالى:
وكل نص أوهم التشبيها... أوله أو فوض ورم تنزيها.
✍️مذهب جمهور السلف التفويض والمذهب في هذا عند أهل العلم من الائمة:"مالك من انس وسفيان الثوري وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم" أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف.
فقوله: (نؤمن بها) هذا إثبات لها وبه يفارقون أصحاب التعطيل وقوله: (ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف) تفويض لله تعالى في معانيها. وقوله: (ولا يقال كيف) أي بلا استفسار من معانيها،أو تعيين المراد بها، وبه يفارقون أصحاب التشبيه.
وروى الخلال عن الإمام أحمد رضي الله عنه بسند صحيح:(نؤمن بها ونصدق ولا كيف ولا معنى).
وروى الإمام الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى بسنده عن الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى (الاعتقاد صفحة 93) قال: «كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه». قال الإمام عدي بن مسافر رحمه الله تعالى (اعتقاد اهل السنة والجماعة)…
«وتقرير مذهب السلف كما جاء من غير تمثيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا حمل على الظاهر».
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ( المجموع واحد صفحة 25) اختلفوا في آيات الصفات وأخبارها، هل يخاض فيها بالتأويل أم لا؟.. فقال قائلون: تتأول على ما يليق بها، وهذا أشهر المذهبين للمتكلمين.
وقال آخرون: لا تتأول بل يمسك عن الكلام في معناها ويوكّل علمها إلى الله تعالى، ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى وانتفاء صفات الحوادث عنه، فيقال مثلا: نؤمن بأن ((الرحمن على العرش استوى))، ولا نعلم حقيقة معنى ذلك والمراد به، مع أننا نعتقد أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن الحلول وسمات الحدوث، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم وهي أسلم.
فإن أي لفظ يدل في حقيقته على شيء من الجسمانيات والكيفيات متى ما جُهل معناه كان السؤال عن المراد منه بكلمة "كيف".. وفي حديث فضل عيادة المريض الذي أخرجه مسلم، ما يدل على هذا، وذلك حين يقول الله تعالى لعبده: (مرضت فلم تعدني.. استطعمتك فلم تطعمني.. استسقيتك فلم تسقني..) كل ذلك والعبد يقول: "ربي كيف أعودك وأنت رب العالمين؟!.. ربي كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟!.. ربي كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟!..، فهو لم يفهم المعنى المراد من اللفظ بعد ان استحالت حقيقته في عقله، فسأل بـ " كيف؟ " عن المعنى المراد لا أنه أثبت حقيقة المرض والاستطعام والاستسقاء لله تعالى لكنه لم يعلم كيفية لها ولم يثبت كيفية كذلك، وكان سؤاله بكيف استنكار لا استفهام..لأن الله تعالى لا يُطعم ولا يُسقى.. ليس كمثله شيئ...
فعندما يقال في جواب السائل:"بلا كيف" يفهم منه أنه "بلا معنى" لأن لفظ ال "كيف" هنا مستفهم به عن المعنى، وبنفيه ينتفي المعنى المستفهم عنه به،فهو من قبيل نفي الملزوم من طريق نفي اللازم فالكيف لازم للمعنى الظاهر وبنفيه نفي للمعنى الظاهر، من هنا يتبين مراد السلف بقولهم:"بلا كيف"، ومنه تعلم أن ينسب للسلف إثبات المعاني الحقيقية لهذه الألفاظ والتفويض في كيفياتها يَنسب لهم التشبيه من حيث لا يدري.
إذ لا يعقل أنهم كانوا يسمعون مثلا قوله تعالى: «يد الله فوق ايديهم» أو «بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء» أو «الرحمن على العرش استوى» أو «ثم استوى إلى السماء» أو «يوم يكشف عن ساق» أو قوله صلى الله عليه وسلم:«يضحك ربنا» أو «ينزل ربنا» أو «يعجب ربنا»..... الخ.
ثم لا يفهمون من كل ذلك أي معنى، كما هو الحال مع الحروف التي في فواتح السور، كلا، فإن هذه الألفاظ لها في لغة العرب معانٍ مجازية معروفة ومشهورة لا شكّ أن السلف فهموها إجمالا، ولكنهم لفرط تقواهم وخشيتهم لله تعالى وتهيبهم لذلك المقام الأقدس، ثم لعدم الاضطرار إلى التعيين لأحد المعاني لخلو عصرهم من المبطلين الذين يحملون كلام الله تعالى وكلام رسول لله صلى الله عليه وسلم على وجوه فاسدة لا تحتملها لغة العرب وتتنافى مع التقديس والتنزيه؛ لهذا وذاك أحجموا عن التعيين والتصريح واكتفوا بهذا الفهم الإجمالي لها، وصرّح بها الخلق بعدهم (أي بالتأويل) لأنهم اضطروّا لما اقتضى ذلك وحتمه عليهم.

لذلك إذا سمعت في عبارات بعض السلف.. "إننا نؤمن بأن له تعالى وجها لا كالوجوه، ويدا لا كالأيدي.." فلا تظن أنهم أرادوا أن ذاته العلية منقسمة الى أجزاء وأبعاض فجزء منها يد وجزء منها وجه! غير أنه لا يشابه الايدي والوجوه التي للخلق!! حاشاهم من ذلك وما هذا إلا التشبيه بعينه وإنما أرادوا بذلك أن لفظ الوجه واليد قد استعمل في معنى من المعاني وصفة من الصفات التي تليق بالذات العلية كالعظمة والقدرة، غير أنهم يتورعون عن تعيين تلك الصفة تهيّبا من التهجم على ذلك المقام الأقدس.(أهل السنة والجماعة شهادة علماء الأمة وأدلتهم.. ص144.145.146..)
فهو اشتراك في اللفظ لا في المعنى كقولك أن سميع لقول المعلم، فهذا لفظا يشترك مع قول الله تعالى وصفته أنه سميع، لكن ليس في ذلك أي تشابه في المعنى أو أي وجه آخر ولا حتى مجهولاً...
✍️فحقيقة مذهب السلف وهو الحق عندنا أن كل من بلغه حديث من هذه الأحاديث من عوام.. الخلق يجب فيه سبعة أمور: التقديس، التصديق، الاعتراف بالعجز، السكوت، الإمساك، الكف، التسليم لأهله.
1- التقديس: تنزيه الرب تعالى عن الجسمية وتوابعها.
2- التصديق: فهو الإيمان بما قاله صلى الله عليه وسلم، وأن ما ذكره حق، وهو فيما قاله صادق، وانه حق على الوجه الذي قاله وأراده.
3- الاعتراف بالعجز: فهو ان يقرّ بأن معرفة مراده ليس على قدر طاقته، وأن ذلك ليس من شأنه وحرفته.
4 - السكوت: فأن لا يسأل عن معناه، ولا يخوض فيه، ويعلم أن سؤاله عنه بدعة، وأنه في خوضه فيه مخاطر بدينه.
5- الإمساك: ألا يتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى، والزيادة فيها، ولنقصان منه، والجمع والتفريق، بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك الوجه، من الإيراد والإعراب والتصريف والصيغة.
6- الكف: أن يكف باطنه عن البحث عنه والتفكير فيه.
7- التسليم لأهله: ألا يعتقد أن ذلك إن خفي عليه لعجزه، فقد خفي على الرسول صلى الله عليه وسلم أو على الأنبياء أو على الصديقين والأولياء.
يقول الضحاك عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم.. فنهاهم الله عز وجل؛ إعظاما لنبيه ﷺ فقال: قولوا: يا نبي الله، يا رسول الله. (وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير).

وقال مقاتل: لا تسموه إذا دعوتموه: يا محمد، ولا تقولوا يا بن عبدالله، ولكن عظموه وشرِّفوه، وقولوا: يا رسول الله، يا نبي الله.

وقال قتادة: أمر الله تعالى أن يُهاب نبيه ﷺ، وأن يُبَجَّل، وأن يُعظَّم، وأن يُسوَّد. -أي: تقولوا سيدنا-.

وقال مالك عن زيد بن أسلم: أمرهم أن يشرفوه.
وقد صرح أئمتنا بحرمة ذلك -ندائه باسمه ﷺ-.
وذلك لما في في النداء بالاسم من ترك التعظيم؛ إذ مثله يقع من بعضنا لبعض، وقد قال تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾.
قال أئمتنا: وإنما يُنادى بنحو: يا نبي الله، يا رسول الله، فقول الزين المراغي: (الأولى لمن عمل بالأثر أن يقول الله: يا رسول الله).. وهمٌ، بل الصواب: أن ذلك واجبٌ، لا أولى.
والكنية كالاسم.. فيحرم النداء بها أيضًا.

[ابن حجر الهيتمي]
الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في أصول الاعتقاد، وإنما سموا بالأشاعرة نسبة للإمام الجليل أبي الحسن الأشعري، وسموا بالماتريدية نسبة للإمام أبي منصور الماتريدي رضي الله عنهما . كما سمي أتباع الشافعي بالشافعية، وأتباع أبي حنيفة بالحنفية ، وأتباع مالك بالمالكية وأتباع أحمد بالحنابلة، وكلٌّ أهل السنة والجماعة وفي أصول العقائد متحدون

قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة:54}

أخرج الحافظ ابن عساكر فى تبيين كذب المفترى والحاكم فى المستدرك " لما نزلت: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هم قومك يا أبا موسى) وأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي موسى الأشعري" اهـ. وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ورواه الإمام الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم كذلك، وابن سعد في طبقاته والطبراني في معجمه الكبير وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجالُه رجالُ الصحيح.

قال القشيرى: فأتباع أبى الحسن الأشعرى من قومه لأن كل موضع أضيف فيه قوم إلى نبي أريد به الأتباع، قاله القرطبى فى تفسيره (ج6/220) .

وقال البيهقى: وذلك لما وجد فيه من الفضيلة الجليلة والمرتبة الشريفة للإمام أبى الحسن الأشعرى رضى الله عنه فهو من قوم أبى موسى وأولاده الذين أوتوا العلم ورزقوا الفهم مخصوصاً من بينهم بتقوية السنة وقمع البدعة بإظهار الحجة ورد الشبهة ".ذكره ابن عساكر في تبيين كذب المفتري.

وذكر الإمام البخاري في صحيحه باب " قدوم الأشعريّين وأهل اليمن وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم هم منّي وأنا منهم" اهـ.

ولما نزلت هذه الآية قدم بعد ذلك بيسير سفائن الأشعريين وقبائل اليمن فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبًا الايمان يمان والحكمة يمانية .."

وأخرج البخاري في صحيحه عن عمران بن الحصين أن النبي أتاه أناس من بني تميم فقال عليه الصلاة والسلام: "اقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا بشرتنا فأعطنا مرتين فتغير وجهه - أي للأسف عليهم كيف ءاثروا الدنيا-، فجاءه أناس من أهل اليمن فقال:" يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم " قالوا: قد قبلنا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان، قال: "كان الله ولم يكن شىء غيره". أي كان الله في الأزل ولم يكن مكان ولا زمان ولا جهة ولا عرش ولا سماء ولا جسم ولا حركة ولا سكون ولا مخلوق ثم خلق الله الخلق ، وبعد خلقه الخلق لازال كما كان ، فهو سبحانه موجود بلا كيف ولا مكان ولا جهة.
ونحن نحمد الله تعالى على هذه العقيدة السنية التى نحن عليها والتى كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ، والتى مدحَ الرسول صلى الله عليه وسلم معتنقها ، فقال فيما رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني والحاكم بسند صحيح : " لَتُفْتَحَنَّ القسطنطينية فلنِعم الأمير أميرها ولنِعم الجيش ذلك الجيش" ، ولقد فتحت القسطنطينية بعد تسعمائة عام، فتحها السلطان محمّد الفاتح الماتريدي رحمه الله ، وكان سنيّاً يعتقد أن الله موجود بلا مكان ويحب الصوفية الصادقين ويتوسل بالنبىّ صلى الله عليه وسلم .

والسلطان محمد الفاتح والجيش الذي كان معه كانوا ماتريدية أشعرية وقد شهد لهم الرسول بأنهم على حال حسن . وكذا سائر السلاطين العثمانيين الذين ذبّوا عن بيضة المسلمين وحموا حمى الملّة قرونًا متتالية.

وعلى هذا الاعتقاد مئات الملايين من المسلمين سلفًا وخلفًا في الشرق والغرب تدريسًا وتعليمًا ويشهد بذلك الواقع المُشاهَد، ويكفي لبيان حقّية هذا كون الصحابة والتابعين وأتباع التابعين (وهم السلف الصالح) ومن تبعهم بإحسان على هذه العقيدة، فممن تبعهم بإحسان :
ومنهم الوزير المشهور نظام الملك والسلطان العادل العالم المجاهد صلاحُ الدين الأيوبي رحمه الله فإنّه أمر أن تذاع أصول العقيدة على حسب عبارات الأشعري على المنائر قبل أذان الفجر، وأن تُعلّم المنظومة التي ألّفها لهُ محمد بن هبة البرمكي للأطفال في الكتاتيب، ومما جاء فيها:
وصانع العالم لا يحويه
قطر تعالى الله عن تشبيه
قد كان موجودا ولا مكانا
وحكمه الآن على ما كانا
سبحـانه جلَّ عن المكان
وعزَّ عن تغيـر الزمـان
فقد غـلا وزاد في الغلو
من خصـه بجـهة العلو
وهذه العقيدة تدرس في جامعة الأزهر في مصر وفي جامعة الزيتونة في تونس بل وسائر المغرب العربي، وكذا في أندنوسيا وماليزيا وباكستان وتركيا وبلاد الشام والسودان واليمن والعراق والهند وإفريقيا وبخارى والداغستان وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين .

ومنهم الملك الكامل الأيّوبي والسلطان الأشرف خليل بن المنصور سيف الدين قلاوون، بل وكل سلاطين المماليك.
بعض أسماء علماء الأمة الأشاعرة:

قال الإمام قاضي القضاة الحافظ تاج الدين السبكي في كتابه معيد النعم ومبيد النقم ص75 {وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة، ولله الحمد في العقائد يد واحدة، كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة والجماعة أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى، لا يحيد عنها إلا رعاع من الحنفية والشافعية لحقوا بأهل الإعتزال ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم وبرّأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلا أشعري عقيدة، وبالجملة عقيدة الأشعرية هي ما تضمّنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة} انتهى

أبو إسحاق الإسفرايينيّ / أبو نُعَيم الأصبهانيّ/ الشيخ أبو محمد الجوينيّ / عبد الملِك أبو المعالي الجوينيّ/ أبو منصور التماميّ / الإسماعيليّ/ البيهقيّ /الدارقطنيّ / الخطيب البغداديّ/ أبو القاسم /القشيريّ وابنه أبو النصر/ أبو إسحاق الشيرازيّ/ نصر المقدسيّ/ الإمام الغزاليّ/ الفراوي
أبو الوفاء ابن عقيل الحنبليّ/ الدمغانيّ / الإمام أبو الوليد الباجيّ/ أحمد الرفاعيّ/ أبو القاسم ابن عساكر
السِّلافيّ/ القاضي عياض المالكيّ/ الإمام النوويّ/ الإمام فخر الدين الرازيّ/ القرطبيّ/ عزُّ الدين ابن عبد السّلام / أبو عمروِ ابن الحاجب/ القاضي ابن دقيق العيد/ الإمام علاء الدين الباجيّ / تقي الدين السّبكيّ/ العلائيّ/ زين الدين العراقيّ/ ابن حجر العسقلانيّ/ الإمام مرتضى الزبديّ/ زكريا الأنصاريّ
بهاء الدين الرواس/ وليّ الله الدهلويّ/ محمّد عليش المالكيّ/ الشيخ عبد الله الشرقاويّ/ أبو المحاسن القاوقجيّ/ الإمام حسين الجسر الطرابلسيّ وغيرهم كثير
من أهل التفسير وعلوم القرآن
القرطبي وابن العربي والرازي وابن عطية والمحلي والبيضاوي والثعالبي وأبو حيان وابن الجزري والزركشي والسيوطي والآلوسي والزرقاني والنسفي والقاسمي وغيرهم كثير

من أهل الحديث وعلومه:

الحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي عياض وابن الصلاح والمنذري والنووي والعز بن عبد السلام والهيثمي والمزي وابن حجر وابن المنير وابن بطال وشراح الصحيحين , وشراح السنن , والعراقي وابنه وابن جماعة والعيني والعلائي وابن فورك وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن الزملكاني والزيلعي والسيوطي وابن علان والسخاوي والمناوي وعلي القاري والبيقوني واللكنوي والزبيدي وغيرهم كثير

من أهل الفقه وأصوله:

فمن الحنفية: ابن نجيم والكاساني والسرخسي والزيلعي والحصكفي والميرغناني والكمال بن الهمام والشرنبلالي وابن أمير الحاج والبزدوي والخادمي وعبد العزيز البخاري وابن عابدين والطحطاوي وغيرهم كثير

ومن المالكية: ابن رشد والقرافي والشاطبي وابن الحاجب وخليل والدردير والباقلاني والدسوقي وزروق واللقاني والزرقاني والنفراوي وابن جزي والعدوي وابن الحاج والسنوسي وابن عليش والعز بن عبدالسلام وغيرهم كثير

ومن الشافعية: الجويني وابنه والرازي والغزالي والآمدي والشيرازي والاسفرائيني والمتولي والسمعاني وابن الصلاح والنووي والرافعي وابن الرفعة والأذرعي والإسنوي والسبكي وابنه والبيضاوي والحصني وزكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والرملي والشربيني والمحلي وابن المقري والبجيرمي والبيجوري وابن القاسم وقلوبي وعميرة والغزي وابن النقيب والعطار والبناني والدمياطي وآل الأهدل وغيرهم كثير

من أهل التواريخ والسير والتراجم:

القاضي عياض والمحب الطبري وابن عساكر والخطيب البغدادي وأبو نعيم الأصبهاني وابن حجر والمزي والسهيلي والصالحي والسيوطي وابن الأثير وابن خلدون والتلمساني والصفدي وابن خليكان وغيرهم كثير

ومن أهل اللغة:

الجرجاني والغزويني وابن الأنباري والسيوطي وابن مالك وابن عقيل وابن هشام وابن منظور والفيروزآبادي والزبيدي وابن الحاجب والأزهري وأبو حيان وابن الأثير والجرجاني والحموي وابن فارس والكفوي وابن آجروم والحطاب والأهدل وغيرهم كثير

ومن القادة:

نورالدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس وسلاطين الأيوبيين والمماليك, والسلطان محمد الفاتح وسلاطين العثمانيين وغيرهم كثير
والحمد لله رب العالمين، والعزة للإسلام، والله تعالى أعلم وأحكم


وليس مُرادنا بما ذكرنا إحصاء الأشاعرة والماتريدية فمن يُحصي نجوم السماء أو يحيط علمًا بعدد رمال الصحراء ؟

فالأشعرية والماتريدية هم أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية. لان عامة الأمة المسلمة وعلماءهم منهم ولا يجمع الله أمة حبيبه إلا على ما ارتضاه لهم...
♦️ قال شيخ الإسلام العلامة الإمام محمد زاهد الكوثري الحنفي الماتريدي النقشبندي:

ويحكي العلامة ابن خلدون عن مشايخه: (إن شرح البخاري دَين على الأمة لم يقم بوفائه أحد من العلماء حسبما يجب) . ولو عاش ابن خلدون إلى زمن ظهور الشرحين [العمدة والفتح] لربما حكم لهما بقضاء هذا الدَين، ويميل السخاوي إلى أن القائم بذلك . . هو شيخه ابن حجر، وصاحب "كشف الظنون" حكم لهما بوفاء الدَين على حد سواء .

لكن الظاهر أن للعيني الحظ الأوفر في ذلك عند من أنصف ولم يتجبر، فمن خاض في بحار شرحه الفياض . . يرى نفسه أنه في ملتقى سبل العلوم، قام فطاحل العلماء من كل فن على مسالكها بتيار من الأنوار، يضيؤون طرق الفهم من جميع المناحي؛ لغة وإعراباً وبلاغةً واستنباطاً وكشفاً عن تراجم الرجال وضبط كناهم وألقابهم وأسمائهم وأنسابهم، وبياناً لفوائدَ حديثية ولطائف إسنادية ومسائل أصلية وفرعية ودقائق عقلية ونقلية، وتخريجاً لأدلة الأحكام الخلافية مع المحاكمة بينها، وبسطاً لمذاهب العلماء في الصدر الأول .

ويجد فرق ما بينهما فرق ما بين البدر والشهاب، ويحكم للعيني بأنه هو القائم بقضاء هذا الدَين بلا ارتياب، وللناس فيما يعشقون مذاهب، شكر الله سعيهما ونفع الأمة بهما .

_تذهيب التاج اللجيني .
الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (2/ 242)
وَفِي شَرْحِ اللُّبَابِ لِلْمُنْلَا عَلَى الْقَارِئِ: ثُمَّ مِنْ آدَابِ الزِّيَارَةِ مَا قَالُوا، مِنْ أَنَّهُ يَأْتِي الزَّائِرُ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْ الْمُتَوَفَّى لَا مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ لِأَنَّهُ أَتْعَبُ لِبَصَرِ الْمَيِّتِ...
#المعية حتى في عالم البرزخ
- لا يبنى على الرؤيا حكم إلا إذا كان القاص لها قصها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رآه فقد رأى الحق ، لأن الشيطان لا يتكونه
- تبين الرؤيا معية الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر له - صلى الله عليه وسلم - في عالم البرزخ ، و يا ليت الأعمى عن الحق يبصر قبل سكرات الموت ، ويوقن أن هذه الفتنة كانت بعد مقتل الفاروق من المجوسي اللعين بداية الفتن الكبرى اللاحقة ، إذ هي بذرتها السامة التي رعت شجرة زقومها
- قد قال عثمان الخليفة الراشد المظلوم لكثير بن الصلت: يا كثير! أنا والله مقتول غدا .
- قال: بل يُعلي الله كعبك ويكبت عدوَّك ، قال: ثم أعادها الثالثة، فقال مثل ذلك.
- قال: عمّ تقول يا أمير المؤمنين؟ ! قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر وعمر، فقال لي: يا عثمان! أنت عندنا غدا، وأنت مقتول غدا؛ فأنا والله مقتول. قال: فقتل، فخرج عبد الله بن سلام إلى القوم قبل أن يتفرقوا، فقال: يا أهل مصر! يا قتلة عثمان! قتلتم أمير المؤمنين، أما والله؛ لا يزال عهد منكوث ، ودم مسفوح ، ومال مقسوم، لا سقيتم".
- قال الهيثمي: "رجاله ثقات".
قال الفاكهي المكي من علماء القرن الثالث الهجري في كتابه اخبار مكة في قديم الدهر وحديثه:
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
ما مطرت مكة قط إلا كان( للخندمة عزة )
والخندمة هي مقبرة دفن فيها 70 نبيا وتقع جنوب شرق مكة وتبعد عن الحرم المكي حوالي 13 كلم
معنى كلام ابن عباس ان الغيث ينزل على مكة المكرمة ببركة ال 70 نبيا عليهم الصلاة والسلام
أفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ لِلدُّعَاء

يَوْمِ عَرَفَة

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال :
(خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَة ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) .
حديث حسن ، رواه الترمذي ٣٥٨٥

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
*فَهَذَا اليَوْمُ - أَيْ يَوْمُ عَرَفَة - أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ لِلدُّعَاء ، فينبغي أَنْ يَسْتَفْرِغَ الإِنْسَانُ وُسْعَهُ في الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَقِرَاءَةِ القُرآن .

الأذكار للنووي ٣٣٣

عن عائشة رضي الله عنها ، أَنَّ رسول الله ﷺ قال :
*(مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ ‌يَوْمِ عَرَفَة⁩) .*
* صحيح الإمام مسلم⁩ ١٣٤٨*

قال الإمام ابن رجب رحمه الله :
يُعتِقُ اللهُ مِنَ النَّارِ مَنْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَمَنْ لَمْ يَقِفْ بِهَا مِنْ أهلِ الأَمْصَارِ (أي البُلْدَان) مِنَ المسلمين ، فَلِذَلِكَ صَارَ اليَومُ الَّذِي يَلِيهِ عِيدًا لِجَمِيعِ المسلمينَ في جَمِيعِ أَمْصَارِهِمْ ، مَنْ شَهِدَ المَوْسِمَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يَشْهَدهُ لِاشْتِرَاكِهِمْ في العِتْقِ وَالمَغْفِرَةِ يوم عَرَفَة .لطائف المعارف ٢٧٦
أحبابنا الكرام في قناة اهل السنة والجماعة
جميعا..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🌷عيدكم مبارك🌷
🌹🌹وكل عام وأنتم بخير...🌹🌹
وتقبل الله منا و منكم صالح الأعمال..
ونسأل الله أن يجعل هذا العيد مباركاً على جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها...
ونرجو منكم الدعاء...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا...
🌿حفظكم الله تعالى أين ما كنتم...
🌿
روى البخاري ومسلم أن الصحابي عتبان بن مالك قال للنبي ﷺ:
«ﻭﻭﺩﺩﺕ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻧﻚ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﻓﺘﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ، ﻓﺃﺗﺨﺬﻩ ﻣﺼﻠﻰ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ:
(ﺳﺄﻓﻌﻞ ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ).. ثم صلى بهم.
---------------
١- عنون ابن حبان في صحيحه فوق هذا الحديث:
«ذكر ما يستحب للإمام من إعطاء رعيته ما يؤملونه من الأسباب التي بها يتبركون من ناحيته».

٢- قال الإمام ابن بطال في شرحه للبخاري:
«فيه التبرك بمصلى الصالحين».

٣- قال ابن عبد البر في التمهيد:
«في هذا الحديث من الفقه التبرك بالمواضع التي صلى فيها رسول الله ﷺ».

٤- قال القاضى عياض في الإكمال شرح صحيح مسلم:
«فيه التبرك بالفضلاء ومشاهد الأنبياء وأهل الخير ومواطئهم...».

٥- قال سيدي الإمام النووي في شرح مسلم:
«وفيه التبرك بالصالحين وآثارهم...».

٦- وبقوله قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري.

٧- وقال البدر العيني في شرحه للبخاري فيه فائدة:
«التبرك بآثار الصالحين».

٨- قال الشوكاني في نيل الأوطار:
«وفيه أنه يشرع لمن دعي من الصالحين للتبرك به الإجابة».
---------
جزى الله خيرا من جمعه
عجيب!

ذكروا في ترجمة الإمام أبي حنيفة أنه لما سافر إلى الحج وجد أناسا متعلقين برجل يريدون إقامة الحد عليه
فسأل عن جرمه
فقالوا: السكر!

قال: وكيف عرفتم.
قالوا وجدنا معه ركوة خمر!

قال:
ومعه آلة الزنى.. هلا رجمتموه !!!
فتركوا الرجل وتفرقوا عنه
الفتاوى التاتارخانية في الفقه الحنفي ص45 ج4

عجيب هو فهم الصبيان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام..
الذين يريدون أن يفهموا الشريعة بطريقتهم الظاهرية العوجاء!! وهم في كل عصر لهم أشباه في الفكر والفهم القاصر .
لطيفة قرآنية:
جاء رجل إلى علي رضي الله عنه فقال : إن في بطني وجعاً، فقال له علي رضيٌّ الله عنه: ألك زوجة؟

قال: نعم، قال: اذهب فاستوهب منها شيئاً من مالها طيِّبة به نفسُها، ثم اشتر به عسلاً، ثم اسكبْ عليه من ماء السماء، ثم اشربْه،

فإن الله تعالى يقول في كتابه في مال الزوجة

"فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئًا"

و في العسل قال: "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس".

وفي ماء السماء قال:
"ونزلنا من السماء ماء مباركا".

فإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيِّ والمريِّ شُفيتَ إن شاء الله.
فذهب الرجل ففعل ذلك فشُفي.

" الدر المنثور " للسيوطي رحمه الله تعالى.
2024/09/30 14:18:10
Back to Top
HTML Embed Code: