Telegram Web Link

افهموا عن أهل السنة الأشاعرة ثم تكلموا:

لا أحد من أهل السنة الأشاعرة ينكر علو الله تعالى ولا استواءه على عرشه، ولا فوقيته، وإنما نقول: استوى على عرشه استواء يليق به بالمعنى الذي أراده بلا كيف، وليس بجلوس ولا استقرار ولا مماسة، ونقول: هو تعالى فوق خلقه فوقية مكانة لا مكان. إذ هو خالق المكان.
ولا يوجد في كتاب من كتب أهل السنة الأشاعرة أن الله بذاته في كل مكان، بل ننفي عنه المكان لأنه خالق المكان.
ونقول بنفي الجهة عن الله تعالى واستحالة ذلك في حقه تعالى.
ولا أحد من أهل السنة الأشاعرة ينفي أو ينكر صفاتِ الباري التي أثبتها لنفسه سبحانه من خلال الوحيين الشريفين، بل نؤمن بها ونثبتها لكن نفوض علم معانيها لله تعالى أو نؤولها بشروط.
ومذهب السلف الذي هو أحد قولي الأشاعرة عبارة عن تفويض المعنى ونفي الكيف، ولم يرد مطلقا عن واحد من الصحابة أو التابعين كلمة «حقيقة» أي له يد حقيقة أو عين حقيقة!!.
وإليك نصين لاثنين من كبار الأشاعرة فيهما تقرير ذلك:
قال الإمام البيهقي في "الاعتقاد" (ص: 117): «وفي الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف، فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال: {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11] ، وقال: {ولم يكن له كفوا أحد} [الإخلاص: 4] ، وقال: {هل تعلم له سميا} [مريم: 65]».
وقال ابن حجر رحمه الله تعالى في "الفتح" (6/ 136): «ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله أن لا يوصف بالعلو؛ لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى والمستحيل كون ذلك من جهة الحس».
قال الإمام الطوفي الحنبلي:
"ولقد طالما نظرت في كتب الفضلاء، فإذا رأيت فائدة مستغربة، أو حل أمر مشكل، أقرأ لمصنف الكتاب شيئا من القرآن، وأجعل له ثوابه على مذهبنا في ذلك، وإن كان المصنف ممن لا يعتقد وصوله".
شرح مختصر الروضة ص91
#حقائق_تائهة
مذهب الأشاعرة هو تقرير لمذاهب السلف الصحيحة في الاعتقاد، وهو مذهب البخاري ومسلم، والأئمة الأربعة، والتابعين والصحابة.
وكما أن القرون الثلاثة كان فيها عشرات الأئمة المجتهدين ثم تمحضت بعد ذلك في المذاهب الأربعة الفقهية.. كان هناك أيضاً عشرات المذاهب الاعتقادية تمحض الصحيح منها في مذهب الأشاعرة والماتريدية الذي تبعه اكثر من تسعة أعشار الأمة، ومعهم من وافقهم مفوضة أهل الحديث والاثر.
فكما أن المذاهب الأربعة لا يصح فكها ولا عزلها عن سلف الأمة.. كذلك المذهب الأشعري لا يصح فكه ولا عزله عن السلف.
وكما أن المذاهب الأربعة لا تخرج في مجموعها عن كلام الصحابة والسلف في الفروع.. كذلك المذهب الأشعري لا يخرج عن اعتقاد الصحابة في الأصول.
وكما أن المذاهب الأربعة ليست مجرد أقوال للأئمة الأربعة بل صارت منهج الفهم الصحيح للكتاب والسنة في الفروع .. كذلك الأشاعرة ليسوا مجرد فرقة أو إمام - وهو الأشعري - بل صار هو المعيار والمنهج الصحيح المعبر عن فهم الأمة للكتاب والسنة في الأصول.

جزى الله خيرا الكاتب وبارك فيه
س/ هل صحيح أن الأشاعرة والصوفية يقولون أن الله في كل مكان؟

ج/ نقول وبالله التوفيق:

الحمدلله المبدئ المعيد، الفعّال لما يريد، ذي العرش المجيد والبطش الشديد، الهادي صفوة العبيد إلى المنهج الرشيد والمسلك السديد

المنعم عليهم بعد شهادة التوحيد بحراسة عقائدهم من ظلمات التشكيك والترديد، السالك بهم إلى اتّباع رسوله المصطفى واقتفاء آثار صحبه الأكرمين بالتأييد والتسديد

المتجلي لهم في ذاته وأفعاله بمحاسن أوصافه التي لا يُدركها إلّا من ألقى السمع وهو شهيد

المُعرّف إيّاهم أنه في ذاته واحدٌ لا شريك له، فردٌ لا مثيل له، صمدٌ لا ضدّ له، مُنفردٌ لا ندّ له

وأنه واحد قديمٌ لا أوّل له، أزليّ لا بداية له، مستمرّ الوجود لا آخر له، أبديّ لا نهاية له، قيّومٌ لا انقطاع له، دائمٌ لا انصرام له، لم يَزَل ولا زال موصوفًا بنعوت الجلال، لا يُقضى عليه بالإنقضاء والإنفصال بتصرّم الآباد وانقراض الآجال، بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم

وأنه ليس بجسمٍ مصوّر ولا جوهرٍ محدودٍ مقدّر، وأنه لا يُماثل الأجسام، لا في التقدير ولا في قبول الإنقسام، وأنه ليس بجوهر، ولا تحله الجواهر، ولا بعرض ولا تحله الأعراض

بل لا يماثل موجودًا ولا يماثله موجود ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولا هو مثل شيء

وأنه لا يحده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السماوات

وأنه مستوٍ على العرش، على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، إستواءً منزّهًا عن المُمَاسّة والإستقرار، والتّمكّن والحلول والإنتقال

لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمُولون بلُطف قُدرته، ومقهورون في قبضته

وهو فوق العرش والسماء، وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى، فوقيّةً لا تزيده قُربًا إلى العَرش والسماء، كما لا تزيده بُعدًا عن الأرض والثرى

بل هو رفيع الدّرجات عن العرش والسماء، كما أنه رفيع الدّرجات عن الأرض والثرى

وهو مع ذلك قريبٌ من كل موجود، وهو أقربُ إلى العبد من حبل الوريد، وهو على كل شيء شهيد

إذ لا يُماثل قُربه قُرب الأجسام، كما لا تُماثل ذاته ذات الأجسام

وأنه لا يحل في شيء، ولا يحل فيه شيء

تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدّس أن يحدّه زمان، بل كان قبل أن خَلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان

وأنه بائنٌ عن خلقه بصفاته، ليس في ذاته سِواه، ولا في سِواه ذاته، وأنه مقدّس عن التّغيّر والإنتقال

لا تحله الحوادث، ولا تعتريه العوارض، بل لا يزال في نعوت جلاله منزّهًا عن الزّوال، وفي صفات كماله مُستغنيًا عن زيادة الإستكمال

وأنه في ذاته معلوم الوجود بالعُقول، مرئي الذات بالأبصار نعمةً منه ولُطفًا بالأبرار في دار القَرار، وإتمامًا منه للنّعيم بالنّظر إلى وجهه الكريم. اهـ

(حجة الإسلام أبي حامد الغزالي في إحياء علوم الدين/ المجلد 1 ص122/121).
كلام الشافعي في الأم ومطابقته مع عقيدة أبي الحسن الأشعري (غيض من فيض)
____

______
[[[[نفي الجهة لله ]]]]

(قَالَ الشَّافِعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ) : وَإِذَا مَرَّ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ عَامِدٌ لِلسَّلَامِ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ فَفِيهَا قَوْلَانِ، فَأَمَّا قَوْلُ عَطَاءٍ فَلَا يُحَنِّثُهُ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ إلَى أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ وَضَعَ عَنْ الْأُمَّةِ الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَفِي قَوْلِ غَيْرِهِ يَحْنَثُ فَإِذَا حَلَفَ أَنْ لَا يُكَلِّمَ رَجُلًا، فَأَرْسَلَ إلَيْهِ رَسُولًا، أَوْ كَتَبَ إلَيْهِ كِتَابًا فَالْوَرَعُ أَنْ يَحْنَثَ وَلَا يَبِينُ لِي أَنْ يَحْنَثَ؛ لِأَنَّ الرَّسُولَ وَالْكِتَابَ غَيْرُ الْكَلَامِ، وَإِنْ كَانَ يَكُونُ كَلَامًا فِي حَالٍ وَمَنْ حَنَّثَهُ ذَهَبَ إلَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 51] الْآيَةَ وَقَالَ إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي الْمُنَافِقِينَ {قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [التوبة: 94] وَإِنَّمَا نَبَّأَهُمْ بِأَخْبَارِهِمْ بِالْوَحْيِ الَّذِي يَنْزِلُ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيُخْبِرُهُمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِوَحْيِ اللَّهِ وَمَنْ قَالَ لَا يَحْنَثُ

((((قَالَ إنَّ كَلَامَ الْآدَمِيِّينَ لَا يُشْبِهُ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى كَلَامُ الْآدَمِيِّينَ بِالْمُوَاجَهَةِ))))
قلت: فهذا نص واضح في نفي الجهة مفهوم من تعليل الإمام الشافعي
_______
[[[[توافق الإرادة والمشيئة]]]]

قال الإم
ام أبو الحسن الأشعري، المجرد ص١٢٨
«ولا فرق عندنا بين المشيئة والإرادة»

وقال الإمام الشافعي في الأم ج١ص١٧٩
«والمشيئةُ إرادةُ الله تعالى»

_______
[[[[ اتحاد مقاصد الإمامين، وتقارب ألفاظهما يدل على كون أصول الأشعري شافعية ]]]]

قال الشافعي، الأم ج١ص٢٢٣
«والوقتُ مخلوقٌ لا يَملكُ لنَفسِهِ ولا لغَيرِهِ شيئاً»

وقال: أبو الحسن الأشعري، المجرد ص٤٠٣
«فلذلك لا يصحُّ التوقيتُ بالقديمِ تعالى، ولا بالباقِي، وإنما يصح بالحادثِ وما يجرِي مجْرَاهُ»
____

قلت: 
انظر ولا تظنن أن  الإمام أبامحمد الجويني وأبا إسحاق  الشيرازي والبيهقي وغيرهم قد حكموا بتوافق عقيدة الشافعي وابي الحسن جزافا بل جاء عن سبر وخبرة وممارسة فهم أبناء المذهب واهله ورواده والرائد لا يكذب أهله

منقول جزى الله خيرا الكاتب والجامع
دردشات نوعية (2)

حوار هادىء هادف .....
أقوى حوار مع أحد الإخوة السلفيين!

قال : أنا سلفي.
قلتُ : عجيب ! هل أنت من القرون الثلاث الأولى .. وعمرك حوالي 1400 سنة ؟
قال : لا ليس هذا قصدي.
قلت : نعم .. لعلك تقصد أنك على فعل السلف؟
قال : نعم
قلت : كان من السلف من يقيم الليل بركعة ومنهم من يختم في ليلة أو ثلاث أو أسبوع .. فأنت تختم بكم؟ .. وتصوم كم؟ عدا صدقاتهم ووو ...
قال : لا لست إلى هذه الدرجة .. ولا أقصد هذا ..
قلت : لعلك تقصد أنك تقلدهم في منهجهم ؟
قال : نعم، نعم، هذا قصدي 😃😃

قلت : ولكنهم اختلفوا في مسائل عديدة .. (وذكرت له بعض الأمثلة) فأنت تقلد من ؟
قال : أنا آخذ من الكتاب والسنة !!
قلت : وجميع المسلمين يأخذون من الكتاب والسنة .. فلماذا ميّزت نفسك ؟
قال : أنا لا أقلد المذاهب البدعية ؟
قلت : إذا ممن تأخذ الأحكام الفقهية ؟ هل أنت مجتهد ؟
قال : لا ولكن آخذ من السلف.
قلت : أي سلف تقصد ؟
فذكر أسماء لمشايخ معاصرين (أغلبهم سعوديين) ومن تيار واتجاه واحد معروف ..
قلت : ولكن هؤلاء ليسوا من السلف.
قال : كيف ؟ ومن نحن إذا ؟
قلت : أنت وهؤلاء ممن يعيش في القرن الخامس عشر الهجري .. والسلف هم أصحاب القرون الثلاثة الأولى .. فكيف أصبحتم من السلف ؟ ومن الطبيعي أن هؤلاء قد درسوا أحد هذه المذاهب التي تقول عنها بدعية وقلدوها وأخذوا منها ..
قال : كيف ! تقصد أننا مثل باقي المسلمين ؟
قلت : نعم .. ولا يقدر أحد أن يفهم عن الكتاب والسنة مباشرة إلا اذا درس علوم الأئمة حتى يتعلم ويفهم الأدلة والنصوص ومعانيها وكيفية الاستنباط .. ويعلم الإجماع والقياس ووو .. الخ .. فلا غنى أبدا لأي طالب علم عن علوم السابقين.
قال : ولكني سلفي ...
قلت : أنت لست سلفي .. ولكن هل تعلم ما أنت ؟
قال : ماذا ؟
قلت : من هم الشافعية ؟
قال : هم أتباع مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي في الفقه.
قلت : ومن هم الأشاعرة ؟
قال : هم من يتبع مذهب الإمام أبو الحسن الأشعري في العقائد.
قلت : إذن .. وماذا تسمي أتباع محمد عبد الوهاب النجدي ؟
قال : على هذا الاساس .. وهابية.
قلت : فأنت وهابي.
قال : وهل هذا مذهب خامس أو سادس ؟
قلت : بل هو من خرج على الدولة العثمانية في حينها .. وكفرها وكفر من لم يكفرهم .. وقاتلهم مستعينا بالانجليز .. فقتل وسلب ونهب .. حتى قطع الحج وقتل الحجاج .. وقد تكلم العلماء المعاصرين له من أهل الحجاز واليمن والشام ومصر وتونس .. وردوا عليه.
قال : وما دليلك ؟
قلت : اقرأ كتب الدرر السنية وتاريخ ابن غنام وابن بشر .. وهي من كتب الوهابية.
فقرأها .. فقال : عجيب .. كيف يقول بكفر من قال (لبيك اللهم لبيك) وجاء حاجا ؟! ولماذا قتلهم ونهب أموالهم بدعوى أنها غنائم وأنهم كفار ؟! ماذا يختلف هذا عن داعش ؟
قلت : وكيف تنتسب إلى جماعة ما ولم تقرأ أخبارهم وأفكارهم وتاريخهم ؟
قال : لقد غرر بي بسبب قوة إعلامهم وشهرة مشايخهم نجوم الفضائيات وانتشار كتبهم المجانية ...
قلت : فلماذا لا تعود إلى سواد الأمة وتكون أحد افرادها ؟
قال : ولكني سلفي ...
قلت : حسنا ... سنعيد الحوار من البداية ..
هل تقصد أن عمرك 1400 سنة.
#حقائق

قال الإمام التقيّ السبكيّ في شفاء السقام معلّقاً على حديث الشفاعة:
وأمّا إلهامهم سؤال سيدنا آدم ومن بعده - صلوات الله تعالى وسلامه عليهم- ولم يُلهَموا في الابتداء سؤالُ نبيّنا وسيدنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم !

فالحكمة فيه - والله تعالى أعلم -:
أنّهم لو سألوه ابتداءً لأمكن أن يقول قائل :يحتمل أن يكون غيره يقدر على هذا ، فأمّا إذا بذلوا الجهد في السؤال والاسترشاد، وسألوا غيره من رسل الله وأصفيائه وأولي العزم فامتنعوا ولم يألوهم جهداً في النصح والإرشاد ، ثم انتهَوْا إليه صلى الله عليه وآله وسلم فأجابهم وحصل غرضهم ؛ حصل العلم لكل أحد منهم بنهاية مرتبته صلى الله عليه وآله وسلم، وارتفاع منزلته، وكمال قربه، وتفضيله على جميع المخلوقين من الرسل الآدميّين والملائكة !

وحُقَّ لصاحب هذا المقام أن يكون سيّد الأمم ،وأن يُسار إلى زيارته على الرأس لا على القدم !

شفاء السقام ص ١٧٢
كيف تصبح سلفيا معاصرا مقال توضيحي لافت للإمام العارف بالله محمد زكي إبراهيم رحمه الله تعالى
بقلم : رائد العشيرة المحمدية الإمام الراحل الشيخ محمد زكي إبراهيم رحمه الله تعالى- من علماء الأزهـر-
نشره في مجلة ( المسلم ) في العدد الثالث في شهر شوال 1401 هـ ! أي قبل 30 عاما .
... بسم الله الرحمن الرحيم
السلفية العصرية هي النموذج الجديد أي ( الموديل العصري ) للإعلان عن التدين الحديث والإسهام في التطرف والتشدد والتنادي العصبي بالانفراد بخدمة الإسلام ويمكن تلخيص ( السلفية العصرية ) في بعض أصولها ومعالمها وقواعدها في ما يأتي :
أولا: أ
ن تعتقد انك وحدك ( لا شريك لك ) على الحق وان كل من لم يكن على ما أنت علية فهو مبطل خاطئ بل مرتد حلال العرض والدم والمال حتى ولو أوتي علم ( سيدنا ) محمد وتعبد موسى وزهد عيسى وخلة إبراهيم وصبر أيوب وكفاف نوح وبخاصة إذا كان حاكما أو عالما سابقا أو مجتهدا من المشاهير.
ثانيا: أن تعتقد انه لن يدخل الجنة معك أنت وطائفتك احد أبدا ، وان المسلمين من غير مذهبك كالكفار والمشركين هم وقود النار ولو كانوا من الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين .
ثالثا: أن تحتقر كل من خالفك وتحقد عليه بغِلٍ ظاهر وباطن ، وان تحاول هدمه وتحطيمه قولا وعملا بما يجوز ومالا يجوز وان تجعل سبه وشتمه عبادة من عباداتك التي لا تنتهي ولا تفتر في ( الحش ) أو في الدرس أو على المنبر !!.
رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله ، وان الله يجلس على العرش بذاته ، وانه ينزل ويصعد ويجيء ويضحك ويغضب ويذهب ، وان له أعين وأيدي وأرجل ، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل .
خامسا: أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد ( شمعون وبطرس ) ومات كما مات ( غاندي وغاليوم ) ، وانه لا معجزة له إلا القران ، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أو الخصائص مخرف ابله ، ولو كان البخاري ومسلم ، ثم قل إن أباه صلى الله عليه واله وسلم وأمه وجده وعمه في النار .
سادسا: إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة ، وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ ، ويا طالما ( قرعه ربه ) على خطئه ، وأن كل ميزته أنه ( طارش ) يعني ( ساعي ) قرآن ، أداه بالأمانة ، وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك .
سابعا : عندما تقصد إلى المدينة المنورة ، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر ، ولكن اجعل مقصدك زيارة ( أحجار ) المسجد ، فذلك هو المطلوب الشرعي ، لكيلا تقع في وثنية حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، أو مناجاة روحه الشريف .
ثامنا : ولا بد أن تتذكر أن ( جهلة ) الصحابة ، و ( حمقى ) التابعين قد أدخلوا القبر النبوي ضمن المسجد ( فاستوجبوا اللعن ) حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد .
تاسعا : إذا ذكرت مولانا الإمام بن الإمام أخي الإمام أبي الأئمة سيد شباب أهل الجنة ، أبي عبدالله الحسين بن علي وفاطمة ، فقل : إنه قتل عدلا ، وليس شهيدا ، لأنه خرج على الوالي الشرعي ( يزيد بن معاوية ) فاستحق القتل هو ومن معه ، أما أن ( يزيد ) كان واليا فاسقا فاجرا داعرا ، فليس هذا من شأن الحسين ، ولا من شأن أهل بيته ، وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة .
عاشرا : إذا ذكرت زيارة المشهد الحسيني الشريف ، فقل : إن الرأس المدفون بهذا المشهد هو رأس رجل راهب على ما قاله ( ابن تيمية ) ، وأن الرأس الحسيني ذهب حيث ذهب ، فلم يدخل مصر ، وأن الضريح القائم بمصر الآن ( وثن ورجس ) يتعين هدمه وتسوية قبته بأرضه ، كما فعل السلف باللات والعزى .
حادي عشر : وقل مثل هذا عن جميع أهل البيت الأشرف نساءً ورجالاً في مشاهدهم ومساجدهم ، وألحق بهم كبار الأئمة من أمثال الشافعي والليث بن سعد والشعراني والبدوي والدسوقي والحنفي والشاذلي والمرسي والرفاعي ومن والاهم ، وقل إنها جميعا طواغيت وأصنام ، والمشغولون بها وثنيون ، خير منهم عباد البقر ، وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم .
بقلم : رائد العشيرة المحمدية الإمام الراحل الشيخ محمد زكي إبراهيم - من علماء الأزهـر- رحمه الله تعالى

https://www.tg-me.com/ahlussonna
شرح حديث : ( ينزلُ رَبُّنا كل ليلةٍ إلى السَماءِ الدُنيا ):
معنى هذا الحديث أن المَلك ينزلُ كُلَ ليلةٍ بأمرِ الله إلى السَماء الدُنيا فيقولُ مُبلغاً عن الله: (إن ربكم يقول: هل من مستغفرٍ فأغفر له هل من داعٍ فاستجيبَ له هل من سائلٍ فأُعطيه).
وهذا التفسيرُ للحديث وردَ في حديثٍ رواه الحافظُ النسائي في كتاب (عملِ اليومِ والليلة) من حديثِ أبي هُريرة رضي اللهُ عنه قال : قال رسول الله : ( إن الله يمهلُ حتى إذا مضى شطر الليلِ الأول أمر منادياً فيُنادي إن رَبَكم يقول: هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطيه حتى ينفجرَ الفَجر ).
هذه رواية النسائي فسرت رواية البخاري المشهورة على ألسنة الناس بأن المقصود هنا نزول الملك وليس نزول رب العالمين وهذا يسميه أهل العلم من باب حذف المضاف، ينزل ربنا أي ينزل ملك ربنا عندما نقول ملك ربنا هنا صار لفظ ربنا مضافا إليه والملك هو المضاف فحذف المضاف، فقال الرسول بالوحي من الله: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا كما هو معروف أن من أمر بشىءٍ ولو هو لم يباشر فعله يقال فعل فلانٌ كذا بنى الأمير المدينة، ما معنى بنى الأمير المدينة ؟ معناه أمر ببنائها، ، وهنا ينزل ربنا معناه الله يأمر الملك فينزل الملك.
أما على قول المشبهة فهم يجعلون الله جسمًا قاعدًا على العرش وينزل فيفرغ منه العرش إلى السماء الدنيا على زعمهم الله يتصاغر لأن العرش أكبر جسم خلقه الله والسماء الدنيا بالنسبة للعرش شئ قليل، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما السماوات السبع في جنب الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة) والفلاة هي الأرض البرية (الصحراء) يعني كم النسبة بين العرش والسماء من حيث الحجم لا يعلم ذلك إلا الله. جعلوا الله متصاغرًا جعلوا الله جسمًا وجعلوه ذا أعضاء وجعلوه متنقلاً وجعلوه متصاغرًا.
وليُعلم أنهُ لا يجوزُ حَملُ هذا الحديث على النُزولِ الحقيقي الذي هو انتقالٌ من مكانٍ إلى مكان لأنَّ هذا لا يجوزُ على الله وهو ضِد قَولِ الله تعالى: {ليسَ كمثلهِ شىء}.
وقد قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. اهـ
ونقول لزيادة الفائدة:
شرح حديث النزول من شرح الإمام ابن بَطَّالٍ (ت 449 هـ) على صحيح البخاري ومن فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ومن تفسير القرطبي (ت 671 هـ) الجامع لأحكام القرآن.
يقول الإمام ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري: المراد بحديث النزول نزول الرحمة.
ثم قال: ويحتمل أن يكون المراد نزول بأمر الله، كما لو قيل ضرب اﻷمير اللص أو نادى اﻷمير في المدينة.
ثم قال: ويؤيد ذلك ما رواه النسائي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل اﻷول ثم يأمر مناديا ينادي: هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر فيغفر له، هل من سائل يعطى).
الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، يؤول حديث النزول فيقول هو نزول الملك الذي ينزل بأمر الله.
ويقول القرطبي في تفسيره: المراد بحديث النزول نزول الملك بأمر الله، على تقدير حذف المضاف، ويؤيد ذلك رواية البخاري: (يُـنـزل ربنا) بضم الياء.
وقد قال الحافظُ العِراقي في ألفيته: وخيرُ مافسرتهُ بالواردِ معناهُ أحسنُ مايفسرُ بهِ الحديث الوارد الحديث.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تفكروا في كل شىء ولا تفكروا في ذات الله) يعني كل شئ من خلق الله تفكروا فيه لكن في ذات الله لا تفكروا في ذات الله لأن الإنسان لا يستطيع أن يحيط معرفة بذات ربه سبحانه وتعالى.
والله أعلم وأحكم.
2025/07/07 21:32:23
Back to Top
HTML Embed Code: