الهوى والأهواء الضالة مثل داء الكلب:
عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة ، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ، #ويخرج_من_أمتي_أقوام تتجارى_بهم تلك الأهواء كما يتجارى_الكلب_بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ، والله يا معشر العرب ، لئن لم تقوموا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لغير ذلك أحرى أن لا تقوموا به " . حديث معاوية هذا، أخرجه أبوداود في سننه ، وأخرجه أيضاً الحاكم في المستدرك وقال بعد ذكره طرق حديث أبي هريرة: هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث.
وقد ذكر الإمام الشاطبي حول هذا الحديث في كتابه الاعتصام كلاما جميلا ومنه : أن النبي عليه صلى الله عليه وسلم أخبر بما سيكون في أمته من هذه الأهواء التي افترقوا فيها إلى تلك الفرق ، وأنه يكون فيهم أقوام تداخل تلك الأهواء قلوبهم حتى لا يمكن في العادة انفصالها عنها وتوبتهم منها ، على حد ما يداخل داء الكلب جسم صاحبه فلا يبقى من ذلك الجسم جزء من أجزائه ولا مفصل ولا غيرهما إلا دخله ذلك الداء ، وهو جريان لا يقبل العلاج ولا ينفع فيه الدواء ، فكذلك صاحب الهوى إذا دخل قلبه ، وأشرب حبه ، لا تعمل فيه الموعظة ولا يقبل البرهان ، ولا يكترث بمن خالفه ...))
انتهى النقل وكلام الشاطبي طويل حول هذا الحديث يمكن الرجوع إلى كتابه الاعتصام .
عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الكتاب تفرقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة ، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ، #ويخرج_من_أمتي_أقوام تتجارى_بهم تلك الأهواء كما يتجارى_الكلب_بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ، والله يا معشر العرب ، لئن لم تقوموا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لغير ذلك أحرى أن لا تقوموا به " . حديث معاوية هذا، أخرجه أبوداود في سننه ، وأخرجه أيضاً الحاكم في المستدرك وقال بعد ذكره طرق حديث أبي هريرة: هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث.
وقد ذكر الإمام الشاطبي حول هذا الحديث في كتابه الاعتصام كلاما جميلا ومنه : أن النبي عليه صلى الله عليه وسلم أخبر بما سيكون في أمته من هذه الأهواء التي افترقوا فيها إلى تلك الفرق ، وأنه يكون فيهم أقوام تداخل تلك الأهواء قلوبهم حتى لا يمكن في العادة انفصالها عنها وتوبتهم منها ، على حد ما يداخل داء الكلب جسم صاحبه فلا يبقى من ذلك الجسم جزء من أجزائه ولا مفصل ولا غيرهما إلا دخله ذلك الداء ، وهو جريان لا يقبل العلاج ولا ينفع فيه الدواء ، فكذلك صاحب الهوى إذا دخل قلبه ، وأشرب حبه ، لا تعمل فيه الموعظة ولا يقبل البرهان ، ولا يكترث بمن خالفه ...))
انتهى النقل وكلام الشاطبي طويل حول هذا الحديث يمكن الرجوع إلى كتابه الاعتصام .
(مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا...)
ليس معناه إحياء سنة ميتة يحيها المسلم بل معناه الابتداء بفعل خيرٍ من الخيرات لا يتعارض مع أصول الدين وأحكامه يعتبر سنة حسنة واستدلال البعض بأن المقصود هو إحياء السنة الميتة المنسية بحديث الترمذي وابن ماجة وهو استدلال بحديث ضعيف والحديث هو: "مَن أحيا سُنَّةً مِن سنَّتي، (قد أُميتَت بَعدي) فعمِلَ بِها النّاسُ، كانَ لهُ مِثلُ أجرِ مَن عملَ بِها، لا ينقُصُ مِن أجورِهِم شَيئًا، ومَن ابتَدَع بِدعَةً (لا يرضاها اللَّهُ ورسولُهُ) فعمِلَ بِها، كانَ علَيهِ مثلُ أَوزارِ مَن عَملَ بها لا ينقصُ مِن أوزارِهِم شيئًا"
أخرجه الترمذي (٢٦٧٧)، وابن ماجه (٢٠٩) وهو ضعيف كما قال غير واحد من العلماء وقال ابن الجوزي لا يصح وحتى الألباني الذي يستشهدون به قال عنه ضعيف
فهذا الحديث ليس في محل النزاع ولا يستقيم الاستدلال به من ثلاث وجوه فلنتأملها :
#الأول : أن الحديث ضعيف لا يرقى لمعارضة حديث صحيح عند الإمام مسلم فكيف نقيّد الحديث الصحيح بحديث ضعيف جاء في سياق لمعنى مختلف
#الثاني: نص الحديث الأول أن السنة الحسنة في الإسلام عامة ومن سن في الإسلام... سنة حسنة ... ولم يقل من أحيا سنة ميتة ومعلوم أن معنى سنّ يختلف عن معنى أحيا فحملهما على نفس المعنى من الجنف في فهم اللغة فضلاً عن فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
#الثالث وهو مهم أيضاً: تتمة الحديث ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة.. ولو فهمنا معنى سنّ سنة حسنة بمعنى أحيا سنة ميتة لقيل بناءَ على هذا الفهم أن في الاسلام سنّة سيئة من أحياها فعليها وزرها ووزر من عمل عليها وهذا باطل لأنه لا يوجد في الإسلام سنة سيئة ثم ماتت بل السيئة ليست من الإسلام، فيبقى المعنى الأصلي الذي جاء الحديث لسياقه وهو ابتداء فعل الخيرات والمبرّات وهذا ما فهمه العلماء ولننظر إلى الإمام النووي رحمه الله تعالى حبيبنا نحن الشافعية وتاج رؤوسنا
قال الإمام النووي أيضا "في شرحه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى "(16/226-227) : قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا...) إلى ءاخره. فيه: الحث على الابتداء بالخيرات، وسن السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات، وسبب هذا الكلام في هذا الحديث أنه قال في أوله: "فجاء رجل بصرة كادت كفه تعجز عنها فتتابع الناس". وكان الفضل العظيم للبادي بـهذا الخير والفاتح لباب هذا الإحسان. وفي هذا الحديث: تخصيص قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وأن المراد به المحدثات الباطلة والبدع المذمومة.اهـ.
ما أعظم الإمام النووي في هذا الفهم الذي يردّ به على كل فهم لا يستقيم مع اللغة ولا السنة ولا الفقه السديد!
، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة. رواه البيهقي في مناقب الشافعي (ج1/469) وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/267).
https://www.tg-me.com/ahlussonna
ليس معناه إحياء سنة ميتة يحيها المسلم بل معناه الابتداء بفعل خيرٍ من الخيرات لا يتعارض مع أصول الدين وأحكامه يعتبر سنة حسنة واستدلال البعض بأن المقصود هو إحياء السنة الميتة المنسية بحديث الترمذي وابن ماجة وهو استدلال بحديث ضعيف والحديث هو: "مَن أحيا سُنَّةً مِن سنَّتي، (قد أُميتَت بَعدي) فعمِلَ بِها النّاسُ، كانَ لهُ مِثلُ أجرِ مَن عملَ بِها، لا ينقُصُ مِن أجورِهِم شَيئًا، ومَن ابتَدَع بِدعَةً (لا يرضاها اللَّهُ ورسولُهُ) فعمِلَ بِها، كانَ علَيهِ مثلُ أَوزارِ مَن عَملَ بها لا ينقصُ مِن أوزارِهِم شيئًا"
أخرجه الترمذي (٢٦٧٧)، وابن ماجه (٢٠٩) وهو ضعيف كما قال غير واحد من العلماء وقال ابن الجوزي لا يصح وحتى الألباني الذي يستشهدون به قال عنه ضعيف
فهذا الحديث ليس في محل النزاع ولا يستقيم الاستدلال به من ثلاث وجوه فلنتأملها :
#الأول : أن الحديث ضعيف لا يرقى لمعارضة حديث صحيح عند الإمام مسلم فكيف نقيّد الحديث الصحيح بحديث ضعيف جاء في سياق لمعنى مختلف
#الثاني: نص الحديث الأول أن السنة الحسنة في الإسلام عامة ومن سن في الإسلام... سنة حسنة ... ولم يقل من أحيا سنة ميتة ومعلوم أن معنى سنّ يختلف عن معنى أحيا فحملهما على نفس المعنى من الجنف في فهم اللغة فضلاً عن فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
#الثالث وهو مهم أيضاً: تتمة الحديث ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة.. ولو فهمنا معنى سنّ سنة حسنة بمعنى أحيا سنة ميتة لقيل بناءَ على هذا الفهم أن في الاسلام سنّة سيئة من أحياها فعليها وزرها ووزر من عمل عليها وهذا باطل لأنه لا يوجد في الإسلام سنة سيئة ثم ماتت بل السيئة ليست من الإسلام، فيبقى المعنى الأصلي الذي جاء الحديث لسياقه وهو ابتداء فعل الخيرات والمبرّات وهذا ما فهمه العلماء ولننظر إلى الإمام النووي رحمه الله تعالى حبيبنا نحن الشافعية وتاج رؤوسنا
قال الإمام النووي أيضا "في شرحه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى "(16/226-227) : قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا...) إلى ءاخره. فيه: الحث على الابتداء بالخيرات، وسن السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات، وسبب هذا الكلام في هذا الحديث أنه قال في أوله: "فجاء رجل بصرة كادت كفه تعجز عنها فتتابع الناس". وكان الفضل العظيم للبادي بـهذا الخير والفاتح لباب هذا الإحسان. وفي هذا الحديث: تخصيص قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وأن المراد به المحدثات الباطلة والبدع المذمومة.اهـ.
ما أعظم الإمام النووي في هذا الفهم الذي يردّ به على كل فهم لا يستقيم مع اللغة ولا السنة ولا الفقه السديد!
، قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة. رواه البيهقي في مناقب الشافعي (ج1/469) وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/267).
https://www.tg-me.com/ahlussonna
Telegram
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
إسلامية وسطية علمية شاملة
الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه : أنَّ امْرَأةً مِنَ الأنْصارِ قالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: يا رَسُولَ اللَّهِ ألاَ أجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَإنَّ لِي غُلاَمًا نَجّارًا قالَ: «إنْ شِئْتِ»، قالَ: فَعَمِلَتْ لَهُ المِنبَرَ، فَلَمّا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ قَعَدَ النَّبِيُّ ﷺ عَلى المِنبَرِ الَّذِي صُنِعَ، فَصاحَتِ النَّخْلَةُ الَّتِي كانَ يَخْطُبُ عِنْدَها، حَتّى كادَتْ تَنْشَقُّ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ حَتّى أخَذَها، فَضَمَّها إلَيْهِ، فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ، حَتّى اسْتَقَرَّتْ، قالَ: «بَكَتْ عَلى ما كانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ»
واستفاضت عن الصحابة ومن بعدهم حتى بلغت مبلغ التواتر.
https://www.tg-me.com/ahlussonna
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه : أنَّ امْرَأةً مِنَ الأنْصارِ قالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: يا رَسُولَ اللَّهِ ألاَ أجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَإنَّ لِي غُلاَمًا نَجّارًا قالَ: «إنْ شِئْتِ»، قالَ: فَعَمِلَتْ لَهُ المِنبَرَ، فَلَمّا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ قَعَدَ النَّبِيُّ ﷺ عَلى المِنبَرِ الَّذِي صُنِعَ، فَصاحَتِ النَّخْلَةُ الَّتِي كانَ يَخْطُبُ عِنْدَها، حَتّى كادَتْ تَنْشَقُّ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ حَتّى أخَذَها، فَضَمَّها إلَيْهِ، فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ، حَتّى اسْتَقَرَّتْ، قالَ: «بَكَتْ عَلى ما كانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ»
صحيح البخاري ٢٠٩٥
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ صلى الله عليه وسلم : «ابْنُوا لِي مِنْبَرًا» فَسُوِّيَ لَهُ مِنْبَرٌ - إِنَّمَا كَانَ عَتَبَتَيْنِ - فَتَحَوَّلَ مِنَ الْخَشَبَةِ إِلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: فَحَنَّتْ إِلَيْهِ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْوَالِهِ، قَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ أَسْمَعُ ذَلِكَ قَالَ: فَوَاللهِ مَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ فَمَشَى إِلَيْهَا فَاحْتَضَنَهَا فَسَكَنَتْ، فَبَكَى الْحَسَنُ، وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِلَيْهِ، أَفَلَيْسَ الرِّجَالُ الَّذِينَ يَرْجُونَ لِقَاءَهُ أَحَقَّ أَنْ يَشْتَاقُوا إِلَيْهِ.البيهقي في دلائل النبوة ٢/٥٥٩
وحديث حنين الجدع شوقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم له روايات عديدة فيها زيادات واستفاضت عن الصحابة ومن بعدهم حتى بلغت مبلغ التواتر.
https://www.tg-me.com/ahlussonna
Telegram
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
إسلامية وسطية علمية شاملة
قَالَ القاضي عياض رحمه الله تعالى في الشفا بتعريف حقوق المصطفى:
وجدير بمواطن عمّرت بالوحي والتنزيل وَتَرَدَّدَ بِهَا جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَعَرَجَتْ مِنْهَا الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ، وَضَجَّتْ عَرَصَاتُهَا بِالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَاشْتَمَلَتْ تُرْبَتُهَا عَلَى جَسَدِ سَيِّدِ الْبَشَرِ، وَانْتَشَرَ عَنْهَا مِنْ دِينِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مَا انْتَشَرَ، مَدَارِسُ وآيات، وَمَسَاجِدُ وَصَلَوَاتٌ، وَمَشَاهِدُ الْفَضَائِلِ وَالْخَيْرَاتِ، وَمَعَاهِدُ الْبَرَاهِينِ وَالْمُعْجِزَاتِ، وَمَنَاسِكُ الدِّينِ، وَمَشَاعِرُ الْمُسْلِمِينَ، وَمَوَاقِفُ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَمُتَبَوَّأُ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، حَيْثُ انْفَجَرَتِ النُّبُوَّةُ، وَأَيْنَ فَاضَ عُبَابُهَا ، وَمُوَاطِنُ طُوِيَتْ فِيهَا الرِّسَالَةُ، وأول أرض مسّ جلد المصطفى تراثها ، أَنْ تُعَظَّمَ عَرَصَاتُهَا، وَتُتَنَسَّمَ نَفَحَاتُهَا، وَتُقَبَّلَ رُبُوعُهَا وجدرانها..
يَا دَارَ خَيْرِ الْمُرْسَلِينَ وَمَنْ بِهِ ... هُدِيَ الْأَنَامُ وَخُصَّ بِالْآيَاتِ
عِنْدِي لِأَجْلِكِ لَوْعَةٌ وَصَبَابَةٌ ... وَتَشَوُّقٌ مُتَوَقِّدُ الْجَمَرَاتِ
وَعَلَيَّ عَهْدٌ إِنْ مَلَأْتُ محاجري ... من تلكم الجدران وَالْعَرَصَاتِ
لَأُعَفِّرَنَّ مَصُونَ شَيْبِيَ بَيْنَهَا ... مِنْ كَثْرَةِ التَّقْبِيلِ وَالرَّشَفَاتِ
لَوْلَا الْعَوَادِي وَالْأَعَادِي زُرْتُهَا ... أَبَدًا وَلَوْ سَحْبًا عَلَى الْوَجَنَاتِ
لَكِنْ سَأُهْدِي مِنْ حفيل تحيتي ... لقطين تلك الدار والحجرات
أَزْكَى مِنَ الْمِسْكِ الْمُفَتَّقِ نَفْحَةً ... تَغْشَاهُ بِالْآصَالِ وَالْبَكَرَاتِ
وَتَخُصُّهُ بِزَوَاكِي الصَّلَوَاتِ ... وَنَوَامِيَ التَّسْلِيمِ وَالْبَرَكَاتِ
الشفا بتعريف حقوق المصطفى - (2/ 59)
وجدير بمواطن عمّرت بالوحي والتنزيل وَتَرَدَّدَ بِهَا جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَعَرَجَتْ مِنْهَا الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ، وَضَجَّتْ عَرَصَاتُهَا بِالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَاشْتَمَلَتْ تُرْبَتُهَا عَلَى جَسَدِ سَيِّدِ الْبَشَرِ، وَانْتَشَرَ عَنْهَا مِنْ دِينِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ مَا انْتَشَرَ، مَدَارِسُ وآيات، وَمَسَاجِدُ وَصَلَوَاتٌ، وَمَشَاهِدُ الْفَضَائِلِ وَالْخَيْرَاتِ، وَمَعَاهِدُ الْبَرَاهِينِ وَالْمُعْجِزَاتِ، وَمَنَاسِكُ الدِّينِ، وَمَشَاعِرُ الْمُسْلِمِينَ، وَمَوَاقِفُ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَمُتَبَوَّأُ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، حَيْثُ انْفَجَرَتِ النُّبُوَّةُ، وَأَيْنَ فَاضَ عُبَابُهَا ، وَمُوَاطِنُ طُوِيَتْ فِيهَا الرِّسَالَةُ، وأول أرض مسّ جلد المصطفى تراثها ، أَنْ تُعَظَّمَ عَرَصَاتُهَا، وَتُتَنَسَّمَ نَفَحَاتُهَا، وَتُقَبَّلَ رُبُوعُهَا وجدرانها..
يَا دَارَ خَيْرِ الْمُرْسَلِينَ وَمَنْ بِهِ ... هُدِيَ الْأَنَامُ وَخُصَّ بِالْآيَاتِ
عِنْدِي لِأَجْلِكِ لَوْعَةٌ وَصَبَابَةٌ ... وَتَشَوُّقٌ مُتَوَقِّدُ الْجَمَرَاتِ
وَعَلَيَّ عَهْدٌ إِنْ مَلَأْتُ محاجري ... من تلكم الجدران وَالْعَرَصَاتِ
لَأُعَفِّرَنَّ مَصُونَ شَيْبِيَ بَيْنَهَا ... مِنْ كَثْرَةِ التَّقْبِيلِ وَالرَّشَفَاتِ
لَوْلَا الْعَوَادِي وَالْأَعَادِي زُرْتُهَا ... أَبَدًا وَلَوْ سَحْبًا عَلَى الْوَجَنَاتِ
لَكِنْ سَأُهْدِي مِنْ حفيل تحيتي ... لقطين تلك الدار والحجرات
أَزْكَى مِنَ الْمِسْكِ الْمُفَتَّقِ نَفْحَةً ... تَغْشَاهُ بِالْآصَالِ وَالْبَكَرَاتِ
وَتَخُصُّهُ بِزَوَاكِي الصَّلَوَاتِ ... وَنَوَامِيَ التَّسْلِيمِ وَالْبَرَكَاتِ
الشفا بتعريف حقوق المصطفى - (2/ 59)
من انحرافات أهل الزيغ أن يستدلوا بالدليل في غير محله
ومن ذلك أن يخالف أحدهم المذاهب الأربعة مجتمعة
ثم يستدل لنفسه بقوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116]،
مع أن الآية إنما تنهى عن متابعة أهل الضلالة في ضلالتهم،
لا عن متابعة أهل الهداية في هدايتهم،
كيف والعلماء هم أئمة الهدى
الشيخ سيف..
ومن ذلك أن يخالف أحدهم المذاهب الأربعة مجتمعة
ثم يستدل لنفسه بقوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116]،
مع أن الآية إنما تنهى عن متابعة أهل الضلالة في ضلالتهم،
لا عن متابعة أهل الهداية في هدايتهم،
كيف والعلماء هم أئمة الهدى
الشيخ سيف..