عن سيدِنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُنَيْنًا، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يُدْعَى بِالْإِسْلَامِ: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ».
فَلَمَّا حَضَرَ القِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتَ لَهُ آنِفًا: «إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَقَدْ مَاتَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِلَى النَّارِ».
فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ.
فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللهُ أَكْبُرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ».
ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا، فَنَادَى فِي النَّاسِ: «أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ».
"صحيح مسلم"، كتاب الإيمان،
يوجد مثل هذا الذي يُدعى بالإسلام ويدافع عن الدين باسم الدين اليوم كثير..ويبقى مصيره بالنسبة لنا مجهولاً، إلا أن كلامه يخرج منه وعليه كسوة النفاق والدجل والحيل..
فَلَمَّا حَضَرَ القِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتَ لَهُ آنِفًا: «إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَقَدْ مَاتَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِلَى النَّارِ».
فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ.
فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ ﷺ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللهُ أَكْبُرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ».
ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا، فَنَادَى فِي النَّاسِ: «أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ».
"صحيح مسلم"، كتاب الإيمان،
يوجد مثل هذا الذي يُدعى بالإسلام ويدافع عن الدين باسم الدين اليوم كثير..ويبقى مصيره بالنسبة لنا مجهولاً، إلا أن كلامه يخرج منه وعليه كسوة النفاق والدجل والحيل..
هل سألت نفسك: لماذا كان الإمام مالك لا يركب الحمار ونحوه في المدينة ولا يلبس النعال عند المسجد النبوي الشريف؛ تعظيما لترابها الذي دفن فيه النبي ﷺ؟
هل فعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم؟
الجواب: لا.
لماذا لم ينكر عليه أقرانه من العلماء، ولا من بعده، وذكروا هذا الفعل دون نكير؟
لماذا لم يقل له جلف غبي: لو كان خيرا لسبقونا إليه، ولست يا مالك أشد تعظيما للنبي ﷺ وحبا له من الصحابة؟
لأن الأمة كانت في عافية من هذا الغباء، وكان الخوارج مضروبين بالنعال لا يقدرون على نشر باطلهم وبث شبهاتهم وإثارة سخافاتهم وبلادتهم في الاعتراض على أهل العلم.
منقول
هل فعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضي الله عنهم؟
الجواب: لا.
لماذا لم ينكر عليه أقرانه من العلماء، ولا من بعده، وذكروا هذا الفعل دون نكير؟
لماذا لم يقل له جلف غبي: لو كان خيرا لسبقونا إليه، ولست يا مالك أشد تعظيما للنبي ﷺ وحبا له من الصحابة؟
لأن الأمة كانت في عافية من هذا الغباء، وكان الخوارج مضروبين بالنعال لا يقدرون على نشر باطلهم وبث شبهاتهم وإثارة سخافاتهم وبلادتهم في الاعتراض على أهل العلم.
منقول
سأل أحد المسلمين شيخا عن مسألة يقول فيها : فاجأ رجلٌ صاحبا له دميم الخلقة (ليس جميلا) ، فأراد ممازحته ، فاحتضنه من ظهره ، وصار ينادي عليه : من يشتري العبد ؟
هل هذا جائز ؟
فقال الشيخ : هذا حرام من ستة أوجه :
أولا : هو سخر من مسلم ، حين وصفه بالعبد ، والله عز وجل يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنّ} .
ثانيا : هو نبزه بلقب العبودية ، وقد حرم الله التنابز بالألقاب ، وسماه الله تعالى فسوقا ، فقال تعالى {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} .
ثالثا : هذا كذب صريح ، إذ كيف يصف الحر بأنه عبد ، بل ينادي عليه بين الناس بذلك ، والكذب محرم بالإجماع .
رابعا : هذا فيه ترويع بمسلم ، حيث فاجأه من خلفه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لمسلم أن يروع مسلما " .
خامسا : هذا فيه سخرية من خلقة الله للرجل الدميم ، وهذا قد يكون كفرا ، إذا كان اتهاما للخالق وسخرية بإحكام خلقه .
سادسا : فيه سخرية بحكم بيع العبد ؛ وتملك العبيد ثابت في الكتاب والسنة والإجماع ، والسخرية من أحكام الله كفر !
قال فضيلة الشيخ المفتي : فاحذر كل الحذر من هذا المزاح الخطير !
فذهب هذا المستفتي ، وسأل شيخا آخر ، وذكر له ما قال الشيخ الأول .
فقال المفتي الثاني : ما فعله هذا الرجل هو من المزاح الحلال ، وما قاله الشيخ السابق جهل وتخريف .
فسمع أحد الناس القولين : فقال : أما الأول فاستدل لفتواه بالكتاب والسنة ، وأما الثاني : فما زاد على أن سخر بفتوى الأول ، وما استدل لفتواه . والحاصل أن المفتي الثاني كثيرا ما يتحدث عن قبول الرأي الآخر وسعة الصدر للاختلاف ، ثم ها هو يسخر من قول يخالفه ، وبغير دليل !!!
فلما جمدت عقول بعض الناس عن الفهم ، قال ذلك السائل المستفتي ، يا أيها الإخوة ، لم أزد على أن سألت عن مزحة مزحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في حديث صحيح عنه ، فجاءت فتوى بتحريم مزحته عليه الصلاة والسلام !! ومن ستة أوجه !!!
هل سيعلم المسلمون أنه ليس كل استدلال يجعل الفتوى صحيحة ؟!
هل سيعلمون أن الأخذ بالظواهر دون فقه هو سبب ضلال الخوارج وغيرهم ؟!
هل سيعلمون الفرق بين الكذب والمزاح ، والسخرية والمزاح ؟!
فعن أنس (رضي الله عنه) أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا، وكان يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن زاهرا باديتنا، ونحن حاضروه ". وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلا دميما، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني من هذا، فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم، حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من يشتري العبد؟ " فقال: يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكن عند الله لست بكاسد أو قال: " لكن عند الله أنت غال " .
وهذه مزحة نبوية أسوقها بمناسبة العيد ، لعلها تدخل السرور على قلب مسلم !
طبعا هذه قصة خيالية ، تُصور الواقع ، وتبين سخافة الفتاوى البلهاء التي نسمعها من أدعياء العلم . أبيّن هذا ( وهو بيّن) حتى لا يترك الحكمة منها أحمق، بدعوى أنها قصة مفتعلة !
حاتم العوني.
هل هذا جائز ؟
فقال الشيخ : هذا حرام من ستة أوجه :
أولا : هو سخر من مسلم ، حين وصفه بالعبد ، والله عز وجل يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنّ} .
ثانيا : هو نبزه بلقب العبودية ، وقد حرم الله التنابز بالألقاب ، وسماه الله تعالى فسوقا ، فقال تعالى {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} .
ثالثا : هذا كذب صريح ، إذ كيف يصف الحر بأنه عبد ، بل ينادي عليه بين الناس بذلك ، والكذب محرم بالإجماع .
رابعا : هذا فيه ترويع بمسلم ، حيث فاجأه من خلفه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لمسلم أن يروع مسلما " .
خامسا : هذا فيه سخرية من خلقة الله للرجل الدميم ، وهذا قد يكون كفرا ، إذا كان اتهاما للخالق وسخرية بإحكام خلقه .
سادسا : فيه سخرية بحكم بيع العبد ؛ وتملك العبيد ثابت في الكتاب والسنة والإجماع ، والسخرية من أحكام الله كفر !
قال فضيلة الشيخ المفتي : فاحذر كل الحذر من هذا المزاح الخطير !
فذهب هذا المستفتي ، وسأل شيخا آخر ، وذكر له ما قال الشيخ الأول .
فقال المفتي الثاني : ما فعله هذا الرجل هو من المزاح الحلال ، وما قاله الشيخ السابق جهل وتخريف .
فسمع أحد الناس القولين : فقال : أما الأول فاستدل لفتواه بالكتاب والسنة ، وأما الثاني : فما زاد على أن سخر بفتوى الأول ، وما استدل لفتواه . والحاصل أن المفتي الثاني كثيرا ما يتحدث عن قبول الرأي الآخر وسعة الصدر للاختلاف ، ثم ها هو يسخر من قول يخالفه ، وبغير دليل !!!
فلما جمدت عقول بعض الناس عن الفهم ، قال ذلك السائل المستفتي ، يا أيها الإخوة ، لم أزد على أن سألت عن مزحة مزحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في حديث صحيح عنه ، فجاءت فتوى بتحريم مزحته عليه الصلاة والسلام !! ومن ستة أوجه !!!
هل سيعلم المسلمون أنه ليس كل استدلال يجعل الفتوى صحيحة ؟!
هل سيعلمون أن الأخذ بالظواهر دون فقه هو سبب ضلال الخوارج وغيرهم ؟!
هل سيعلمون الفرق بين الكذب والمزاح ، والسخرية والمزاح ؟!
فعن أنس (رضي الله عنه) أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا، وكان يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن زاهرا باديتنا، ونحن حاضروه ". وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلا دميما، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني من هذا، فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم، حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من يشتري العبد؟ " فقال: يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكن عند الله لست بكاسد أو قال: " لكن عند الله أنت غال " .
وهذه مزحة نبوية أسوقها بمناسبة العيد ، لعلها تدخل السرور على قلب مسلم !
طبعا هذه قصة خيالية ، تُصور الواقع ، وتبين سخافة الفتاوى البلهاء التي نسمعها من أدعياء العلم . أبيّن هذا ( وهو بيّن) حتى لا يترك الحكمة منها أحمق، بدعوى أنها قصة مفتعلة !
حاتم العوني.
حكم البناء على القبور عند بعض علماء المذاهب الأربعة:
أما البناء على القبور فعند السادة الشافعية:
وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "وأكره أن يبنى على القبر مسجداً ويصلى عليه وهو مستوى أو يصلى إليه. وأكره هذا للسنة والآثار، وأنه كره –والله تعالى أعلم-أن يعظم أحد من المسلمين، يعني يتخذ قبره مسجداً، ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده".[1]
وقال الإمام النووي الشافعي: "اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره"[2]
الشعراني يقول: أن السيوطي أفتى بعدم هدم مشاهد الصالحين بالقرافة.[3]
ابن حجر الهيتمي يقول: قال ابن عماد إن كانت أي المقبرة مواتا لم يحرم البناء فيها وإن كانت مملوكة جاز البناء فيها بإذن المالك الأمر.[4]
ويقول: أن بدر الدين الزركشي نقل في الخادم عن الشيخ الإمام شرف الدين الأنصاري كلاماً طويلا في الكلام على القرافة ذكر في أثنائه أن السلف شاهدوا هذه القرافة الكبرى والصغرى من الزمان المتقدم وبني فيها التراب والدور ولم ينكره أحد من علماء الأعصار لا بقول ولا فعل قال: وقد بنوا فيه قبة الإمام الشافعي. [5]
ثم يقول: أن الحاكم قال في مستدركه أثر تصحيح أحاديث النهي عن البناء والكتب على القبور ليس العمل عليها فإن أئمة المسلمين شرقاً وغرباً البناء على قبورهم وهو أمر أخذه الخلف عن السلف.[6]
وأما البناء على القبور عند الحنابلة:
هذا ابن مفلح الذي قال فيه ابن القيم: ما أعلم تحت أديم السماء أعلم في الفقه على مذهب أحمد من ابن مفلح [7]
يقول:" وظاهر كلامهم لا يحرم البناء مباهاة ولا لقصد التمييز".[8]
وكذا يقول ابن مفلح: وفى الوسيلة: يكره البناء الفاخر كالقبة، فظاهره: لا بأس ببناء ملاصق، لأنه يراد لتعليمه وحفظه دائمًا.[9]
و أما البناء على القبور عند السادة المالكية:
قال العلامة الحطاب المالكي في مواهب الجليل:"
ابن رشد: البناء على القبر على وجهين: أحدهما البناء على نفس القبر. والثاني البناء حواليه. فأما البناء على القبر فمكروه بكل حال، وأما البناء حواليه فيكره ذلك في المقبرة من ناحية التضييق فيها على الناس، ولا بأس به في الأملاك ".[10]
وقد سُئل ابن رشد المالكي عن قبر علا بناؤه نحو العشرة أشبار وأزيد هل يجب هدمه وتغير بدعته......فأجاب إن كان البناء على نفس القبر فلا يجوز ويهدم وإن لم يكن إلا حواليه كالبيت يبنى عليه فإن كان في ملك الرجل وحقه فلا يهدم عليه ".[11]
جاء في شرح مختصر خليل للخرشي: وهو يشرح قول العلامة خليل في مختصره وهو يتحدث عن البناء على القبر "وجاز للتمييز". قال الخرشي في شرحه لهذا النص "فإن قصد بالبناء التحويز والتمييز جاز، وظاهره سواء كانت الأرض مملوكة، أو مباحة، أو مُسَبَّلة للدفن، وهو الذي يفهم من كلام اللخمي وغيره".[12] وأما أما البناء على القبور عند الحنفية:
ابن عابدين يقول: وعن أبى حنيفة يكره أن يبنى عليه بناء من بيت أو قبة أو نحو ذلك.[13]
الطحطاوي يقول: فلا يكره الدفن في مكان بنى فيه كذا في البرهان قال في الشرح وقد اعتاد أهل مصر وضع الأحجار حفظا للقبور عن الإندارس والنبش ولا بأس به وفي الدر ولا يجصص ولا يطين ولا يرفع عليه بناء وقيل لا بأس به هو المختار.[14]
والنتيجة: لا يوجد أحد من علماء المسلمين ممن يعتد بكلامهم من أتباع المذاهب الأربعة قال بحرمة البناء على القبور وغاية ما دلت عليه نصوص الفقهاء في حكم البناء على القبور دورانه بين الإباحة والندب والكراهة ولا يوجد قول بالحرمة. إن في هدم البناء على القبور حاليا يؤدي إلى فتن عظيمة، ولابد من الوقوف مقابل هذه الفتن التي تسبب هدم الإسلام الأصيل التي فيها استحالت دماء المسلمين كما فعلت به الفرق الضالة. هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] .كتاب الأم لشافعي(1/246)
[2] . المجموع 5/270/.
[3] . حاشية الصاوي على الشرح الصغير (3/ 45)
[4] . الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 16)
[5] . الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 16)
[6] . الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 16)
[7] . كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 20)
[8] . الفروع وتصحيح الفروع (3/ 380)
[9] . الفروع وتصحيح الفروع (3/ 380)
[10] . المعيار للامام الونشريسي (1/ا317.)
[11] . المعيار للامام الونشريسي (1/ا317.)
[12] . شرح مختصر خليل للخرشي(2 / 140).
[13] . الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (2/ 237)
[14] . حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (ص: 611)
أما البناء على القبور فعند السادة الشافعية:
وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "وأكره أن يبنى على القبر مسجداً ويصلى عليه وهو مستوى أو يصلى إليه. وأكره هذا للسنة والآثار، وأنه كره –والله تعالى أعلم-أن يعظم أحد من المسلمين، يعني يتخذ قبره مسجداً، ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده".[1]
وقال الإمام النووي الشافعي: "اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره"[2]
الشعراني يقول: أن السيوطي أفتى بعدم هدم مشاهد الصالحين بالقرافة.[3]
ابن حجر الهيتمي يقول: قال ابن عماد إن كانت أي المقبرة مواتا لم يحرم البناء فيها وإن كانت مملوكة جاز البناء فيها بإذن المالك الأمر.[4]
ويقول: أن بدر الدين الزركشي نقل في الخادم عن الشيخ الإمام شرف الدين الأنصاري كلاماً طويلا في الكلام على القرافة ذكر في أثنائه أن السلف شاهدوا هذه القرافة الكبرى والصغرى من الزمان المتقدم وبني فيها التراب والدور ولم ينكره أحد من علماء الأعصار لا بقول ولا فعل قال: وقد بنوا فيه قبة الإمام الشافعي. [5]
ثم يقول: أن الحاكم قال في مستدركه أثر تصحيح أحاديث النهي عن البناء والكتب على القبور ليس العمل عليها فإن أئمة المسلمين شرقاً وغرباً البناء على قبورهم وهو أمر أخذه الخلف عن السلف.[6]
وأما البناء على القبور عند الحنابلة:
هذا ابن مفلح الذي قال فيه ابن القيم: ما أعلم تحت أديم السماء أعلم في الفقه على مذهب أحمد من ابن مفلح [7]
يقول:" وظاهر كلامهم لا يحرم البناء مباهاة ولا لقصد التمييز".[8]
وكذا يقول ابن مفلح: وفى الوسيلة: يكره البناء الفاخر كالقبة، فظاهره: لا بأس ببناء ملاصق، لأنه يراد لتعليمه وحفظه دائمًا.[9]
و أما البناء على القبور عند السادة المالكية:
قال العلامة الحطاب المالكي في مواهب الجليل:"
ابن رشد: البناء على القبر على وجهين: أحدهما البناء على نفس القبر. والثاني البناء حواليه. فأما البناء على القبر فمكروه بكل حال، وأما البناء حواليه فيكره ذلك في المقبرة من ناحية التضييق فيها على الناس، ولا بأس به في الأملاك ".[10]
وقد سُئل ابن رشد المالكي عن قبر علا بناؤه نحو العشرة أشبار وأزيد هل يجب هدمه وتغير بدعته......فأجاب إن كان البناء على نفس القبر فلا يجوز ويهدم وإن لم يكن إلا حواليه كالبيت يبنى عليه فإن كان في ملك الرجل وحقه فلا يهدم عليه ".[11]
جاء في شرح مختصر خليل للخرشي: وهو يشرح قول العلامة خليل في مختصره وهو يتحدث عن البناء على القبر "وجاز للتمييز". قال الخرشي في شرحه لهذا النص "فإن قصد بالبناء التحويز والتمييز جاز، وظاهره سواء كانت الأرض مملوكة، أو مباحة، أو مُسَبَّلة للدفن، وهو الذي يفهم من كلام اللخمي وغيره".[12] وأما أما البناء على القبور عند الحنفية:
ابن عابدين يقول: وعن أبى حنيفة يكره أن يبنى عليه بناء من بيت أو قبة أو نحو ذلك.[13]
الطحطاوي يقول: فلا يكره الدفن في مكان بنى فيه كذا في البرهان قال في الشرح وقد اعتاد أهل مصر وضع الأحجار حفظا للقبور عن الإندارس والنبش ولا بأس به وفي الدر ولا يجصص ولا يطين ولا يرفع عليه بناء وقيل لا بأس به هو المختار.[14]
والنتيجة: لا يوجد أحد من علماء المسلمين ممن يعتد بكلامهم من أتباع المذاهب الأربعة قال بحرمة البناء على القبور وغاية ما دلت عليه نصوص الفقهاء في حكم البناء على القبور دورانه بين الإباحة والندب والكراهة ولا يوجد قول بالحرمة. إن في هدم البناء على القبور حاليا يؤدي إلى فتن عظيمة، ولابد من الوقوف مقابل هذه الفتن التي تسبب هدم الإسلام الأصيل التي فيها استحالت دماء المسلمين كما فعلت به الفرق الضالة. هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] .كتاب الأم لشافعي(1/246)
[2] . المجموع 5/270/.
[3] . حاشية الصاوي على الشرح الصغير (3/ 45)
[4] . الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 16)
[5] . الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 16)
[6] . الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 16)
[7] . كشاف القناع عن متن الإقناع (1/ 20)
[8] . الفروع وتصحيح الفروع (3/ 380)
[9] . الفروع وتصحيح الفروع (3/ 380)
[10] . المعيار للامام الونشريسي (1/ا317.)
[11] . المعيار للامام الونشريسي (1/ا317.)
[12] . شرح مختصر خليل للخرشي(2 / 140).
[13] . الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (2/ 237)
[14] . حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح (ص: 611)
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
لقد جرت العادة في كل سنة من شهر ربيع الأول ان تبدأ النقاشات المتبادلة بين مجيز للاحتفال ، ومانع منه .
وكل واحد من الطرفين يأتي بالأدلة التي يرى انها تؤيد رأيه .
إخواني الأعزاء :
علينا أن نفرق هنا بين (الأصل وأثره) وهذه قضية ضرورية لفهم المسألة .
فالدليل يطلب للأصل ولا يطلب للأثر ، لأن الأثر تابع له ولازم من لوازم الفعل ...
فإذا كان الدليل مع جواز الفعل ، جاز أثره ، وإذا كان الدليل على حرمة الفعل ، حرم أثره .
وسأذكر أمثلة ليتضح المقام :
المثال الأول :
تعظيم المصحف ، هذا أصل ، يمكن للإنسان أن يطلب الدليل على تعظيم المصحف ..!!؟؟
ولكن هذا التعظيم له آثار متفاوتة بين الناس على حسب انفعالهم مع الأصل
فتقبيل المصحف مثلا ،، وتجليده ،، وطباعته ملونا ، هذه آثار الأصل وهو التعظيم للقرآن الكريم ... وهذه الآثار من تجليد المصحف ،،، وطباعتها ، وألوانه ….
لا يحق للمسلم ان يسأل عن دليلها ، لأنها آثار لتعظيم المصحف ، والدليل يطلب للأصول والأفعال لا للآثار ...
المثال الثاني :
بر الوالدين ، أصل وفعل يطلب المسلم الدليل عليه ،،، وهذا صحيح وسليم ،،،
وهناك أدلة من القرآن والسنة أوجبت على المسلم احترام والديه وهذا مما لا شك فيه ...
ولكن هناك آثار بر الوالدين يفعلها الناس ولم يأت بها دليل مستقل مثلا تقبيل أيديهما ،،، أو رأسهما ،،، أو انتظار جلوسهما ثم جلوس الأولاد وهكذا كثير من صور بر الوالدين التي لم يرد لها أدلة مستقلة تدل على كل جزئية فيها ...
فهل يصح لأحد أن يقول ما الدليل على جواز تقبيل يد الوالدين ،،، أو تغطيتهما عند النوم ...!!!؟؟؟
طبعا لا يصح ..!!!
لأن هذا العمل من آثار بر الوالدين ، فإذا جاز الأصل جاز الأثر ...
المثال الثالث :
تعظيم الكعبة أمر ثابت ،،، ولكن ما الدليل المستقل على تبديل كسوة الكعبة ..!!؟؟؟
أو غسلها واعتياد ذلك في كل عام ...!!!؟؟؟
المثال الرابع :
توقير العلماء أصل ثابت ،،، ولكن ما هو الدليل على كثير من صور التوقير التي نراها يضيق المقال عن ذكرها هذه التفصيلات ما دليلها ...!!!؟؟؟
والأمثلة كثيرة ، ولكن من هذه الأمثلة صار يمكننا تصور المسألة بشكل أوضح ..!!!
الاحتفال بالمولد ، هذا العمل ليس *أصلا* وإنما هو أثر من آثار التعظيم لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،،،
( فلا يصح ان يطلب عليه دليل )...
( فالأدلة تطلب للأصول وليس للآثار )...
يعني إن الأمر بتعظيم النبي عليه الصلاة والسلام أمر ثابت ولكن يقوم المسلمون ببعض مظاهر هذا الحب والتعظيم من أناشيد وأذكار واجتماع على قراءة سيرته العطرة وهكذا ،،،
هذه الآثار لا يصح أن تطلب لها دليلا مستقلا ، لأن الدليل ثبت للأصل وهو استحباب تعظيمه عليه الصلاة والسلام ....
قال تعالى ” لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ” ...
ومن هذه التقريرات نفهم معنى كلام العلماء فيما لا دليل عليه مستقل بأنه جائز أو مستحب لأنه لم يخالف الأصل ...
وهذا ما فعله الصحابة في جمع المصحف فقد كان جواب سيدنا أبي بكر رضي الله عنه واضحا ” لكنه خير ” ،،، أي لم يناقض أصول الإسلام العامة ،،، وإن هذا العمل يصب في تعظيم المصحف وأثر من آثار تعظيمه ....
ولو أردنا أن نطلب دليلا مستقلا على كل عمل لاحتجنا إلى أدلة لا متناهية إذ الوقائع والحوادث ليست متناهية ،،، ولبقينا في حلقة مفرغة ولضيقنا على الناس واسعا وحرمنا حلالا من حيث لا ندري ...
فنضيق دائرة الحلال ونوسع دائرة الحرام ... للأسف !!!
فمن كان يريد ان يطلب الدليل فعليه ان يوجهه الى الأصل وهو ما الدليل على تعظيم رسول الله عليه الصلاة والسلام ..!!!؟؟؟
ولا يطلب الدليل على اثر هذا التعظيم كعمل المولد او قراءة القصائد وما شابه ذلك ...
إشكال :
لكن كيف تجيبون على أن هناك بعض الآثار التي قد تخالف أصولها ...!!؟
الجواب :
إن الأثر الذي يناقض الأصل لا عبرة به ولا يقبل ،،،
ليس لأنه لا دليل عليه ولكن لأنه دخل في فعل يناقض أصولا شرعية ،،، ( فهو داخل في النهي وليس الجواز )...
ثم إن الأثر الذي يخالف الأصل مرفوض إذ هو لا قيام له من نفسه وإنما من الأصل ....
وعليه :فالمستفتي بما هو أثر لا يسأل عن الدليل ..!!!؟؟
والمفتي لا يأت بدليل على الأثر ،،، وإنما يبين للمستفتي أن هذه الآثار لا تخالف أصول الإسلام في شيء فهي مستحبة وهكذا ….
( ومن هنا لم يعترض أحد من الصحابة على تبرك الصحابة بوضوء النبي أو عرقه الشريف أو شعره عليه الصلاة والسلام ...!!! )
ولم نسمع فيما نعلم أحدا من علماء الصحابة طلب الدليل على هذه الأفعال ،،،
( السبب أنهم عرفوا أنها آثار لأصل ثابت عندهم وهو تعظيمه عليه الصلاة والسلام )....
لقد جرت العادة في كل سنة من شهر ربيع الأول ان تبدأ النقاشات المتبادلة بين مجيز للاحتفال ، ومانع منه .
وكل واحد من الطرفين يأتي بالأدلة التي يرى انها تؤيد رأيه .
إخواني الأعزاء :
علينا أن نفرق هنا بين (الأصل وأثره) وهذه قضية ضرورية لفهم المسألة .
فالدليل يطلب للأصل ولا يطلب للأثر ، لأن الأثر تابع له ولازم من لوازم الفعل ...
فإذا كان الدليل مع جواز الفعل ، جاز أثره ، وإذا كان الدليل على حرمة الفعل ، حرم أثره .
وسأذكر أمثلة ليتضح المقام :
المثال الأول :
تعظيم المصحف ، هذا أصل ، يمكن للإنسان أن يطلب الدليل على تعظيم المصحف ..!!؟؟
ولكن هذا التعظيم له آثار متفاوتة بين الناس على حسب انفعالهم مع الأصل
فتقبيل المصحف مثلا ،، وتجليده ،، وطباعته ملونا ، هذه آثار الأصل وهو التعظيم للقرآن الكريم ... وهذه الآثار من تجليد المصحف ،،، وطباعتها ، وألوانه ….
لا يحق للمسلم ان يسأل عن دليلها ، لأنها آثار لتعظيم المصحف ، والدليل يطلب للأصول والأفعال لا للآثار ...
المثال الثاني :
بر الوالدين ، أصل وفعل يطلب المسلم الدليل عليه ،،، وهذا صحيح وسليم ،،،
وهناك أدلة من القرآن والسنة أوجبت على المسلم احترام والديه وهذا مما لا شك فيه ...
ولكن هناك آثار بر الوالدين يفعلها الناس ولم يأت بها دليل مستقل مثلا تقبيل أيديهما ،،، أو رأسهما ،،، أو انتظار جلوسهما ثم جلوس الأولاد وهكذا كثير من صور بر الوالدين التي لم يرد لها أدلة مستقلة تدل على كل جزئية فيها ...
فهل يصح لأحد أن يقول ما الدليل على جواز تقبيل يد الوالدين ،،، أو تغطيتهما عند النوم ...!!!؟؟؟
طبعا لا يصح ..!!!
لأن هذا العمل من آثار بر الوالدين ، فإذا جاز الأصل جاز الأثر ...
المثال الثالث :
تعظيم الكعبة أمر ثابت ،،، ولكن ما الدليل المستقل على تبديل كسوة الكعبة ..!!؟؟؟
أو غسلها واعتياد ذلك في كل عام ...!!!؟؟؟
المثال الرابع :
توقير العلماء أصل ثابت ،،، ولكن ما هو الدليل على كثير من صور التوقير التي نراها يضيق المقال عن ذكرها هذه التفصيلات ما دليلها ...!!!؟؟؟
والأمثلة كثيرة ، ولكن من هذه الأمثلة صار يمكننا تصور المسألة بشكل أوضح ..!!!
الاحتفال بالمولد ، هذا العمل ليس *أصلا* وإنما هو أثر من آثار التعظيم لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،،،
( فلا يصح ان يطلب عليه دليل )...
( فالأدلة تطلب للأصول وليس للآثار )...
يعني إن الأمر بتعظيم النبي عليه الصلاة والسلام أمر ثابت ولكن يقوم المسلمون ببعض مظاهر هذا الحب والتعظيم من أناشيد وأذكار واجتماع على قراءة سيرته العطرة وهكذا ،،،
هذه الآثار لا يصح أن تطلب لها دليلا مستقلا ، لأن الدليل ثبت للأصل وهو استحباب تعظيمه عليه الصلاة والسلام ....
قال تعالى ” لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ” ...
ومن هذه التقريرات نفهم معنى كلام العلماء فيما لا دليل عليه مستقل بأنه جائز أو مستحب لأنه لم يخالف الأصل ...
وهذا ما فعله الصحابة في جمع المصحف فقد كان جواب سيدنا أبي بكر رضي الله عنه واضحا ” لكنه خير ” ،،، أي لم يناقض أصول الإسلام العامة ،،، وإن هذا العمل يصب في تعظيم المصحف وأثر من آثار تعظيمه ....
ولو أردنا أن نطلب دليلا مستقلا على كل عمل لاحتجنا إلى أدلة لا متناهية إذ الوقائع والحوادث ليست متناهية ،،، ولبقينا في حلقة مفرغة ولضيقنا على الناس واسعا وحرمنا حلالا من حيث لا ندري ...
فنضيق دائرة الحلال ونوسع دائرة الحرام ... للأسف !!!
فمن كان يريد ان يطلب الدليل فعليه ان يوجهه الى الأصل وهو ما الدليل على تعظيم رسول الله عليه الصلاة والسلام ..!!!؟؟؟
ولا يطلب الدليل على اثر هذا التعظيم كعمل المولد او قراءة القصائد وما شابه ذلك ...
إشكال :
لكن كيف تجيبون على أن هناك بعض الآثار التي قد تخالف أصولها ...!!؟
الجواب :
إن الأثر الذي يناقض الأصل لا عبرة به ولا يقبل ،،،
ليس لأنه لا دليل عليه ولكن لأنه دخل في فعل يناقض أصولا شرعية ،،، ( فهو داخل في النهي وليس الجواز )...
ثم إن الأثر الذي يخالف الأصل مرفوض إذ هو لا قيام له من نفسه وإنما من الأصل ....
وعليه :فالمستفتي بما هو أثر لا يسأل عن الدليل ..!!!؟؟
والمفتي لا يأت بدليل على الأثر ،،، وإنما يبين للمستفتي أن هذه الآثار لا تخالف أصول الإسلام في شيء فهي مستحبة وهكذا ….
( ومن هنا لم يعترض أحد من الصحابة على تبرك الصحابة بوضوء النبي أو عرقه الشريف أو شعره عليه الصلاة والسلام ...!!! )
ولم نسمع فيما نعلم أحدا من علماء الصحابة طلب الدليل على هذه الأفعال ،،،
( السبب أنهم عرفوا أنها آثار لأصل ثابت عندهم وهو تعظيمه عليه الصلاة والسلام )....
ومما مضى لا يحق لأحد أن يقول ما هو الدليل على استحباب فعل المولد ..!!!؟؟
أو هل فعله السلف الصالح ...!!!؟؟؟
لأن الجواب صار معروفا مما مضى بأن الصحابة قد أبدو آثار كثيرة تدل على محبتهم لسيدنا رسول الله وهي من أكبر ألوان وأشكال الاحتفال به عليه الصلاة والسلام ،،،
وفي أيامنا تظهر آثار لهذه المحبة والتوقير ليس شرطا أن يكون فعلها الصحابة ،،،
ولكن شرطها واحد فقط وهي الا تخالف أصول الإسلام ...
وفي الختام :
نقول : إن صور واشكال ونماذج وانفعالات وآثار محبته عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن تحصى أو تعد ،،، فالمحب واسع في آثار محبته ،،، ويتفنن في قربه من محبوبه ،،
لكن بمالا يخالف اصلا من أصول الإسلام ...
وإذا طلب أحدهم الدليل على استحباب الاحتفال بمولده الشريف ...!!!؟؟؟
فإننا نطالبه بمئات الأدلة على أفعاله التي لا يمكن أن يجد لها دليلا مستقلا إلا أنها لا تخالف أصول الإسلام ...
وإننا في ظل الهجمة التي تتكرر في كل سنة لتشويه صورة رسول الله عليه الصلاة والسلام أحوج ما نكون للتأكيد على هذا الاحتفال برسول الله وبمولده عليه الصلاة والسلام لتعريف العالم بأكمله بالإنسان الكامل والرحمة المهداة ...
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وآله
و الله تعالى اعلم
__
د ربيع العايدي ،الأردن
أو هل فعله السلف الصالح ...!!!؟؟؟
لأن الجواب صار معروفا مما مضى بأن الصحابة قد أبدو آثار كثيرة تدل على محبتهم لسيدنا رسول الله وهي من أكبر ألوان وأشكال الاحتفال به عليه الصلاة والسلام ،،،
وفي أيامنا تظهر آثار لهذه المحبة والتوقير ليس شرطا أن يكون فعلها الصحابة ،،،
ولكن شرطها واحد فقط وهي الا تخالف أصول الإسلام ...
وفي الختام :
نقول : إن صور واشكال ونماذج وانفعالات وآثار محبته عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن تحصى أو تعد ،،، فالمحب واسع في آثار محبته ،،، ويتفنن في قربه من محبوبه ،،
لكن بمالا يخالف اصلا من أصول الإسلام ...
وإذا طلب أحدهم الدليل على استحباب الاحتفال بمولده الشريف ...!!!؟؟؟
فإننا نطالبه بمئات الأدلة على أفعاله التي لا يمكن أن يجد لها دليلا مستقلا إلا أنها لا تخالف أصول الإسلام ...
وإننا في ظل الهجمة التي تتكرر في كل سنة لتشويه صورة رسول الله عليه الصلاة والسلام أحوج ما نكون للتأكيد على هذا الاحتفال برسول الله وبمولده عليه الصلاة والسلام لتعريف العالم بأكمله بالإنسان الكامل والرحمة المهداة ...
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وآله
و الله تعالى اعلم
__
د ربيع العايدي ،الأردن
البيان اللطيف في ذكر إحدى عشرة دليلا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه احتفلوا بالمولد النبوي الشريف:
الدليل الأول ] : أخرج مسلم في صحيحه (2/819) عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال : "ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أنزل علي" . وهذا نص في الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم لا يحتمل غيره . ولم أجد للمخالف جوابا عنه إلا طلب الاقتصار على الصيام فقط ، وهي ظاهرية محضة ، وتخصيص بدون مخصص ، لكنها مع ذلك موافقة لنا في مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف . ولله در الحافظ ابن رجب الحنبلي حيث قال في هذا المعنى في كتابه لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص98) : فيه إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده ، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وإرساله إليهم ، كما قال تعالى (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) (آل عمران:164) ، فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر" انتهى . والمقصود الوصول بهذه الطاعة إلى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد يتحقق هذه المقصود بأي وسيلة مشروعة ، فالوسائل لها حكم المقاصد إذا كان المقصد شرعيا .
[ الدليل الثاني ] : قد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم في صيام عاشوراء ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا : هو اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصوم تعظيما له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "نحن أولى بموسى" . وأمر بصومه . أخرجه البخاري (7/215 ومسلم (رقم 1130) . وفي هذا الحديث تأصيل لملاحظة الزمان والعناية به . وقد استدل أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، كما في فتوى له نقلها الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" انظر الحاوي للفتاوي (1/196) . فقال ما نصه : "فيستفاد منه الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم" انتهى .
[ الدليل الثالث ] : كان الصحابة رضي الله عنهم يتذاكرون فيه من سير الأنبياء ، فأرشدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذكر سيرته ، لأنه أفضل وأكمل الأنبياء والجامع لما كان متفرقا فيهم ، وما المولد إلا عمل بهذا الإرشاد النبوي لأن فيه ذكرا لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فقد أخرج الترمذي (تحفة الأحوذي 1/86) وقال الترمذي : غريب ، والدارمي (ا/26) والقاضي عياض في الشفا (1/408) : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، قال بعضهم : إن الله اتخذ إبراهيم خليلا ، وقال آخر : موسى كلمه الله تكليما ، وقال آخر : فعيسى كلمة الله وروحه ، وقال آخر : آدم اصطفاه الله ، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : قد سمعت كلامكم وعجبكم ، إن ابراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله وهو كذلك ، وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ، تحته آدم فمن دونه ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ، ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر . وهو حديث قوي ، وله شواهد رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/270-500) . وأصل الحديث في الصحيحين . ويؤيد هذه الرواية التي تؤكد على احتفاء الصحابة بذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا كعب الأحبار رضي الله عنه يتذاكر مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما خصه به ، فقال كعب : ما من فجر إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون أجنحتهم ويصلوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفا حتى يحفوا بالقبر فيضربون بأجنحتهم فيصلون على النبي سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين من الملائكة يزفونه –وفي لفظ يوقرونه- رواه إسماعيل القاضي وابن بشكوال والبيهقي في الشعب والدارمي وابن المبارك في الرقائق وهو حديث صحيح*.
الدليل الأول ] : أخرج مسلم في صحيحه (2/819) عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال : "ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أنزل علي" . وهذا نص في الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم لا يحتمل غيره . ولم أجد للمخالف جوابا عنه إلا طلب الاقتصار على الصيام فقط ، وهي ظاهرية محضة ، وتخصيص بدون مخصص ، لكنها مع ذلك موافقة لنا في مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف . ولله در الحافظ ابن رجب الحنبلي حيث قال في هذا المعنى في كتابه لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص98) : فيه إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده ، فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وإرساله إليهم ، كما قال تعالى (( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) (آل عمران:164) ، فصيام يوم تجددت فيه هذه النعمة من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين حسن جميل ، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر" انتهى . والمقصود الوصول بهذه الطاعة إلى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد يتحقق هذه المقصود بأي وسيلة مشروعة ، فالوسائل لها حكم المقاصد إذا كان المقصد شرعيا .
[ الدليل الثاني ] : قد صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم في صيام عاشوراء ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا : هو اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، ونحن نصوم تعظيما له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "نحن أولى بموسى" . وأمر بصومه . أخرجه البخاري (7/215 ومسلم (رقم 1130) . وفي هذا الحديث تأصيل لملاحظة الزمان والعناية به . وقد استدل أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، كما في فتوى له نقلها الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" انظر الحاوي للفتاوي (1/196) . فقال ما نصه : "فيستفاد منه الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة ، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم" انتهى .
[ الدليل الثالث ] : كان الصحابة رضي الله عنهم يتذاكرون فيه من سير الأنبياء ، فأرشدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذكر سيرته ، لأنه أفضل وأكمل الأنبياء والجامع لما كان متفرقا فيهم ، وما المولد إلا عمل بهذا الإرشاد النبوي لأن فيه ذكرا لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فقد أخرج الترمذي (تحفة الأحوذي 1/86) وقال الترمذي : غريب ، والدارمي (ا/26) والقاضي عياض في الشفا (1/408) : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، قال بعضهم : إن الله اتخذ إبراهيم خليلا ، وقال آخر : موسى كلمه الله تكليما ، وقال آخر : فعيسى كلمة الله وروحه ، وقال آخر : آدم اصطفاه الله ، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : قد سمعت كلامكم وعجبكم ، إن ابراهيم خليل الله وهو كذلك ، وموسى نجي الله وهو كذلك ، وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ، تحته آدم فمن دونه ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ، ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر . وهو حديث قوي ، وله شواهد رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/270-500) . وأصل الحديث في الصحيحين . ويؤيد هذه الرواية التي تؤكد على احتفاء الصحابة بذكرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا كعب الأحبار رضي الله عنه يتذاكر مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما خصه به ، فقال كعب : ما من فجر إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون أجنحتهم ويصلوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفا حتى يحفوا بالقبر فيضربون بأجنحتهم فيصلون على النبي سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين من الملائكة يزفونه –وفي لفظ يوقرونه- رواه إسماعيل القاضي وابن بشكوال والبيهقي في الشعب والدارمي وابن المبارك في الرقائق وهو حديث صحيح*.
* انظر جزء فضل الصلاة على النبي (ص83-84) رقم (102) من طريق ابن المبارك ، وفيه ابن لهيعة قد صرح بالتحديث ، وأخرجه الدارمي في سننه (1/420) بطريق آخر ورجاله ثقات ، وإقرار عائشة له حكم الموقوف ، انظر القول البديع (ص52)
[ الدليل الرابع ] : قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه : "مورد الصادي في مولد الهادي" : قد صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أنشد : إذا كان هذا كافرا جاء ذمه == وتبت يداه في الجحيم مخلدا أتى أنه في يوم الإثنين دائما == يخفف عنه بالسرور أحمدا فما الظن بالعبد الذي كان عمره == بأحمد مسرورا ومات موحدا
فإذا كان هذا الكافر الذي جاء القرآن بذمه يخفف عنه العذاب لفرحه بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فما بال الذي يحتفل بذلك . وهذا ما ذكره وقرره أيضا شيخ القراء والمحدثين الحافظ شمس الدين بن الجزري في "عرف التعريف بالمولد الشريف
قال البخاري قال البخاري رحمه الله تعالى: (حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني عروة بن الزبير قال: "وثوبية مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة[أي بشر حال، والحيبة والحوبة: الهم والحزن، والحيبة أيضًا الحاجة والمسكنة، النياية في غريب الحديث (1/466).].
قال: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أنّي سقيت في هذه بعتاقي ثويبة"[ صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب (وأمهاتهم اللاتي أرضعنكم) يحرم من الرضاعة ما حرم من النسب (3/243"
[ الدليل الخامس ] : قال الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في رسالة "حسن المقصد" (وهي في كتابه الحاوي 1/196) : وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عق عن نفسه بعد النبوة ، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين ، وتشيع لأمته كما كان يصلي على نفسه ، لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات . انتهى .
[ الدليل السادس ] : لقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في فضل الجمعة : "وفيه خلق آدم" أخرجه مالك في الموطأ (1/108) والترمذي (رقم 491) وقال : حسن صحيح . فقد تشرف يوم الجمعة بخلق آدم ، فبدلالة النص وفحوى الخطاب وقياس الأولى ثبت فضل اليوم الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . ولا يختص هذا الفضل بنفس اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط ، بل يكون له نفس الفضل كلما تكرر ، كما هو الفضل في يوم الجمعة .
[ الدليل السابع ] : فيما أخرجه البخاري (الفتح 8/270) وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . فقال : أي آية ؟ قال : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) (المائدة:3) فقال عمر : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه ، والمكان الذي نزلت فيه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم بعرفة يوم الجمعة . وأخرج الترمذي (5/250) عن ابن عباس نحوه وقال : فيه نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة ، وقال الترمذي : وهو صحيح . وفي هذا الأثر موافقة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على اتخاذ اليوم الذي حدثت فيه نعمة عظيمة عيدا ، لأن الزمان ظرف للحدث العظيم ، فعند عود اليوم الذي وقعت فيه الحادثة يكون موسما لشكر تلك النعمة وفرصة لإظهار الفرح والسرور بها .
[ الدليل الثامن ] : أعمال البر التي يشتمل عليها المولد ، إن الاحتفال بالمولد يشتمل على كثير من أعمال البر كالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذكر والصدقة ، ومدح وتعظيم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر شمائله الشريفة وأخباره المنيفة ، وكل هذا مطلوب شرعا ومندوب إليه . وما كان يبعث ويساعد على المطلوب شرعا فهو مطلوب ، لذا قال تعالى مخبرا أنه هو وملائكته يصلون على النبي (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (الأحزاب:56) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/506) : "والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملإ الأعلى ، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين ، وأن الملائكة تصلي عليه ، ثم أمر الله تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه أهل العالمين العلوي والسفلي" انتهى . وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدح نفسه وغيره من الأنبياء السابقين ، ورغب في ذلك ، وعمل به الصحابة بحضرته ، فرضي ودعا لمن مدحه وأثابه .
[ الدليل الرابع ] : قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه : "مورد الصادي في مولد الهادي" : قد صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سرورا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أنشد : إذا كان هذا كافرا جاء ذمه == وتبت يداه في الجحيم مخلدا أتى أنه في يوم الإثنين دائما == يخفف عنه بالسرور أحمدا فما الظن بالعبد الذي كان عمره == بأحمد مسرورا ومات موحدا
فإذا كان هذا الكافر الذي جاء القرآن بذمه يخفف عنه العذاب لفرحه بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فما بال الذي يحتفل بذلك . وهذا ما ذكره وقرره أيضا شيخ القراء والمحدثين الحافظ شمس الدين بن الجزري في "عرف التعريف بالمولد الشريف
قال البخاري قال البخاري رحمه الله تعالى: (حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني عروة بن الزبير قال: "وثوبية مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حيبة[أي بشر حال، والحيبة والحوبة: الهم والحزن، والحيبة أيضًا الحاجة والمسكنة، النياية في غريب الحديث (1/466).].
قال: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أنّي سقيت في هذه بعتاقي ثويبة"[ صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب (وأمهاتهم اللاتي أرضعنكم) يحرم من الرضاعة ما حرم من النسب (3/243"
[ الدليل الخامس ] : قال الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في رسالة "حسن المقصد" (وهي في كتابه الحاوي 1/196) : وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عق عن نفسه بعد النبوة ، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية ، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين ، وتشيع لأمته كما كان يصلي على نفسه ، لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات . انتهى .
[ الدليل السادس ] : لقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في فضل الجمعة : "وفيه خلق آدم" أخرجه مالك في الموطأ (1/108) والترمذي (رقم 491) وقال : حسن صحيح . فقد تشرف يوم الجمعة بخلق آدم ، فبدلالة النص وفحوى الخطاب وقياس الأولى ثبت فضل اليوم الذي ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . ولا يختص هذا الفضل بنفس اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط ، بل يكون له نفس الفضل كلما تكرر ، كما هو الفضل في يوم الجمعة .
[ الدليل السابع ] : فيما أخرجه البخاري (الفتح 8/270) وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . فقال : أي آية ؟ قال : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) (المائدة:3) فقال عمر : إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه ، والمكان الذي نزلت فيه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم بعرفة يوم الجمعة . وأخرج الترمذي (5/250) عن ابن عباس نحوه وقال : فيه نزلت في يوم عيد من يوم جمعة ويوم عرفة ، وقال الترمذي : وهو صحيح . وفي هذا الأثر موافقة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على اتخاذ اليوم الذي حدثت فيه نعمة عظيمة عيدا ، لأن الزمان ظرف للحدث العظيم ، فعند عود اليوم الذي وقعت فيه الحادثة يكون موسما لشكر تلك النعمة وفرصة لإظهار الفرح والسرور بها .
[ الدليل الثامن ] : أعمال البر التي يشتمل عليها المولد ، إن الاحتفال بالمولد يشتمل على كثير من أعمال البر كالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذكر والصدقة ، ومدح وتعظيم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر شمائله الشريفة وأخباره المنيفة ، وكل هذا مطلوب شرعا ومندوب إليه . وما كان يبعث ويساعد على المطلوب شرعا فهو مطلوب ، لذا قال تعالى مخبرا أنه هو وملائكته يصلون على النبي (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) (الأحزاب:56) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/506) : "والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملإ الأعلى ، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين ، وأن الملائكة تصلي عليه ، ثم أمر الله تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه أهل العالمين العلوي والسفلي" انتهى . وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدح نفسه وغيره من الأنبياء السابقين ، ورغب في ذلك ، وعمل به الصحابة بحضرته ، فرضي ودعا لمن مدحه وأثابه .
وأخرج أحمد (4/24) وابن أبي شيبة (6/180) والطبراني في المعجم الكبير (1/رقم842) عن الأسود بن سريع قال : قلت : يا رسول الله مدحت الله بمدحة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : هات وابدأ بمدحة الله . في إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو مختلف فيه ، وذكره الذهبي في جزئه المفيد "من تكلم فيه وهو موثق" برقم (249) ، وقال "صويلح الحديث" وقد روى له مسلم مقرونا بغيره . لكن أخرج حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان (ص413 رقم 723) عن أبي سعيد الأشج ، حدثنا عبد السلام بن حرب بن عوف عن الحسن ، عن الأسود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه . إسناده صحيح ، مسلسل بالثقات المحتج بهم في الصحيح ، وعوف هو ابن أبي جميلة ، والحسن هو البصري ، وقد سمع من الأسود . ومدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء على لسان عدد من الصحابة ، فقد أخرج أحمد في المسند (3/451) وابن عساكر في التاريخ (مختصر ابن منظور 12/158) عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه قال : وفينا رسول الله يتلو كتابه == إذا انشق معروف من الفجر ساطع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا == به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه == إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
والاستماع للحادي في المدح جائز لا شيء فيه ، ففي صحيح البخاري (كتاب الأدب باب ما يجوز من الشعر 5/294) عن سلمة بن الأكوع : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنيهاتك . قال : وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول : اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولاتصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا
ولهذا نظائر ، انظر صحيح البخاري (كتاب الأدب ، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه ، وباب المعاريض مندوحة عن الكذب) وفي صحيح مسلم في أوائل كتاب الشعر من صحيحه .
[ الدليل التاسع ] : ذكر ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" (2/634-635) وقال المروزي : سألت أبا عبد الله عن القوم يبيتون فيقرأ قارئ ويدعون حتى يصبحوا . قال : "أرجو أن لا يكون به بأس" ، وقال أبو سري الحربي قال أبو عبد الله : وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس –يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم- ويذكرون ما أنعم الله عليهم كما قالت الأنصار ؟ ...
[ الدليل العاشر ] : وأورد السيوطي في الدر المنثور عند تفسير سورة الجمعة من طريق عبد بن حميد وابن سيرين بسند صحيح : نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا : لو نظرنا يوما فاجتمعنا فذكرنا هذا الأمر ، الذي أنعم الله به علينا ، فقالوا : يوم السبت ، ثم قالوا : لا نجامع اليهود في يومهم ، قالوا : الأحد ، قالوا : لا نجامع النصارى في يومهم ، قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد بن زرارة فذبحت لهم شاة فكفتهم** انتهى .
ترى أيها القارئ أن هذا الحديث يمكن أن يستفاد منه أمور منها : - فيما يتعلق بالأمور المستجدة ، يمكن أن يفهم من هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقر ما يحدث من الأعمال مما يشهد له أصل من أصول الشريعة ، فقد أقرهم صلى الله عليه وآله وسلم على اجتماعهم في هذا اليوم ، دون أن ينتظروا إذنا منه فضلا عن أمر منه صلى الله عليه وآله وسلم . - يفهم من هذا الحديث كما استدل به ابن تيمية رحمه الله ضرورة مخالفة النصارى واليهود في كل ما هو من سماتهم وشيمتهم خصوصا ما له تعلق بأمر من أمور العبادات . - ويفهم منه استحباب ذكر النعمة والاحتفاء والاحتفال بأيامها ، وذلك أخذا من حديث الأنصار بمنة الله عليهم يوم وصلوا الإسلام ، ومن بحثهم عن يوم يختارونه لإظهار فرحتهم بذلك الحدث السعيد .
** ذكره ابن حجر في الفتح (2/355) ، ثم قال وهذا وإن كان مرسلا فله شاهد بإسناد حسن في حديث كعب بن مالك اه وذكره ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/635)
[ الدليل الحادي عشر ] : جميع الأحاديث والآثار التي تحض وتأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأعظم دليل بالابتهاج والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الإمام السخاوي رحمه الله تعالى في القول البديع (ص33) إن في الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أي وقت كان وكيفية ذلك على اختلاف أنواعه ، والأمر بتحسين الصلاة عليه والترغيب في حضور المجالس التي يصلي فيها عليه ، وإن علامة أهل السنة*** الكثرة منها ، وإن صلاة الملائكة عليه صلى الله عليه وآله وسلم على الدوام لدليل عظيم على توقيره وتعظيمه ، كما قال الإمام الحليمي في شعب الإيمان : إن التعظيم منزلة فوق المحبة ، فحق علينا أن نحبه ونبجله ونعظمه أكثر من إجلال عبد لسيده .. إلى أن قال : وبمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله تعالى بالآيات والأحاديث انتهى .
والاستماع للحادي في المدح جائز لا شيء فيه ، ففي صحيح البخاري (كتاب الأدب باب ما يجوز من الشعر 5/294) عن سلمة بن الأكوع : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنيهاتك . قال : وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول : اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولاتصدقنا ولا صلينا فاغفر فداء لك ما اقتفينا وثبت الأقدام إن لاقينا وألقين سكينة علينا إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا
ولهذا نظائر ، انظر صحيح البخاري (كتاب الأدب ، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه ، وباب المعاريض مندوحة عن الكذب) وفي صحيح مسلم في أوائل كتاب الشعر من صحيحه .
[ الدليل التاسع ] : ذكر ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم" (2/634-635) وقال المروزي : سألت أبا عبد الله عن القوم يبيتون فيقرأ قارئ ويدعون حتى يصبحوا . قال : "أرجو أن لا يكون به بأس" ، وقال أبو سري الحربي قال أبو عبد الله : وأي شيء أحسن من أن يجتمع الناس –يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم- ويذكرون ما أنعم الله عليهم كما قالت الأنصار ؟ ...
[ الدليل العاشر ] : وأورد السيوطي في الدر المنثور عند تفسير سورة الجمعة من طريق عبد بن حميد وابن سيرين بسند صحيح : نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا : لو نظرنا يوما فاجتمعنا فذكرنا هذا الأمر ، الذي أنعم الله به علينا ، فقالوا : يوم السبت ، ثم قالوا : لا نجامع اليهود في يومهم ، قالوا : الأحد ، قالوا : لا نجامع النصارى في يومهم ، قالوا : فيوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا في بيت أبي أمامة أسعد بن زرارة فذبحت لهم شاة فكفتهم** انتهى .
ترى أيها القارئ أن هذا الحديث يمكن أن يستفاد منه أمور منها : - فيما يتعلق بالأمور المستجدة ، يمكن أن يفهم من هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقر ما يحدث من الأعمال مما يشهد له أصل من أصول الشريعة ، فقد أقرهم صلى الله عليه وآله وسلم على اجتماعهم في هذا اليوم ، دون أن ينتظروا إذنا منه فضلا عن أمر منه صلى الله عليه وآله وسلم . - يفهم من هذا الحديث كما استدل به ابن تيمية رحمه الله ضرورة مخالفة النصارى واليهود في كل ما هو من سماتهم وشيمتهم خصوصا ما له تعلق بأمر من أمور العبادات . - ويفهم منه استحباب ذكر النعمة والاحتفاء والاحتفال بأيامها ، وذلك أخذا من حديث الأنصار بمنة الله عليهم يوم وصلوا الإسلام ، ومن بحثهم عن يوم يختارونه لإظهار فرحتهم بذلك الحدث السعيد .
** ذكره ابن حجر في الفتح (2/355) ، ثم قال وهذا وإن كان مرسلا فله شاهد بإسناد حسن في حديث كعب بن مالك اه وذكره ابن تيمية في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/635)
[ الدليل الحادي عشر ] : جميع الأحاديث والآثار التي تحض وتأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأعظم دليل بالابتهاج والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الإمام السخاوي رحمه الله تعالى في القول البديع (ص33) إن في الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أي وقت كان وكيفية ذلك على اختلاف أنواعه ، والأمر بتحسين الصلاة عليه والترغيب في حضور المجالس التي يصلي فيها عليه ، وإن علامة أهل السنة*** الكثرة منها ، وإن صلاة الملائكة عليه صلى الله عليه وآله وسلم على الدوام لدليل عظيم على توقيره وتعظيمه ، كما قال الإمام الحليمي في شعب الإيمان : إن التعظيم منزلة فوق المحبة ، فحق علينا أن نحبه ونبجله ونعظمه أكثر من إجلال عبد لسيده .. إلى أن قال : وبمثل هذا نطق الكتاب ووردت أوامر الله تعالى بالآيات والأحاديث انتهى .
أخيرا :
• قال سيدنا العباس رضي الله عنه يارسول الله إني أريد أن أمدحك.
• فقال رسول الله ﷺ هات لا يفضض الله فاك:
فكان من ضمن ما قاله سيدنا العباس...
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ
فَنَحْنُ فِي الضِّيَاءِ وَفِي النُّورِ وَسُبْلُ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ.
• الحديث عند الطبراني في المعجم والبهيقي في دلائل النبوة.
• قال سيدنا العباس رضي الله عنه يارسول الله إني أريد أن أمدحك.
• فقال رسول الله ﷺ هات لا يفضض الله فاك:
فكان من ضمن ما قاله سيدنا العباس...
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ
فَنَحْنُ فِي الضِّيَاءِ وَفِي النُّورِ وَسُبْلُ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ.
• الحديث عند الطبراني في المعجم والبهيقي في دلائل النبوة.
و من_آداب_صلاة_الجمعة :
أن يكثر بعدها من الدعاء ، وذكر الله تعالى ، فيأتي بالأوراد والأدعية المطلوبة وراء الصلوات ، كما سيأتي في هذا الكتاب ، ويأتي بما ورد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «من صلى الجمعة ثم قرأ بعدها: ﴿قل هو الله أحد ﴾والمعوّذتين، والحمد: سبعاً سبعاً حُفظ من مجلسه ذلك إلى مثله ». رواه أبو عبيد وابن الضُّريْس .
وأخرج سعيد بن منصور عن مكحول قال :
من قرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين و﴿قل هو الله أحد ﴾ سبع مرات يوم الجمعة ، قبل أن يتكلم، كُفّرَ عنه ما بين الجمعتين وكان محفوظاً .
وأخرج ابن زنجويه عن ابن شهاب قال : من قرأ : ﴿قل هو الله أحد ﴾ والمعوّذتين بعد صلاة الجمعة حين يُسَلّم الإمام قبل أن يتكلم سبعاً سبعاً كان مضموناً - أي : في ضمان الله تعالى - هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة .
والحنفي يأتي بهذه الأوراد بعد سنة صلاة الجمعة البعدية.
دعاء الإمام الغزالي رضي الله عنه :
« اللهم يا غنيُّ يا حميد ، يا مُبدئُ يا مُعيد ، يا رحيم يا وَدود : أغنني بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك» ثلاثاً بعد صلاة الجمعة ، فيه خير كثير .
من كتاب الصلاة في الإسلام
بقلم الشيخ الامام عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه .
أن يكثر بعدها من الدعاء ، وذكر الله تعالى ، فيأتي بالأوراد والأدعية المطلوبة وراء الصلوات ، كما سيأتي في هذا الكتاب ، ويأتي بما ورد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «من صلى الجمعة ثم قرأ بعدها: ﴿قل هو الله أحد ﴾والمعوّذتين، والحمد: سبعاً سبعاً حُفظ من مجلسه ذلك إلى مثله ». رواه أبو عبيد وابن الضُّريْس .
وأخرج سعيد بن منصور عن مكحول قال :
من قرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين و﴿قل هو الله أحد ﴾ سبع مرات يوم الجمعة ، قبل أن يتكلم، كُفّرَ عنه ما بين الجمعتين وكان محفوظاً .
وأخرج ابن زنجويه عن ابن شهاب قال : من قرأ : ﴿قل هو الله أحد ﴾ والمعوّذتين بعد صلاة الجمعة حين يُسَلّم الإمام قبل أن يتكلم سبعاً سبعاً كان مضموناً - أي : في ضمان الله تعالى - هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة .
والحنفي يأتي بهذه الأوراد بعد سنة صلاة الجمعة البعدية.
دعاء الإمام الغزالي رضي الله عنه :
« اللهم يا غنيُّ يا حميد ، يا مُبدئُ يا مُعيد ، يا رحيم يا وَدود : أغنني بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك» ثلاثاً بعد صلاة الجمعة ، فيه خير كثير .
من كتاب الصلاة في الإسلام
بقلم الشيخ الامام عبد الله سراج الدين الحسيني رضي الله عنه .
حال كل طالب علم سني مع المخالفين
- قال الإمام الفخر الرازي وهو مَن هو ؛ سلطان المتكلمين ، وشيخ المفسرين ، وحامل لواء أهل السنة والدين ، ناصر الأشاعرة ، وقاهر الخوارج والزنادقة : ( إن الأعداء والحسّاد لا يزالون يطعنون فينا وفي ديننا ، مع ما بَذَلْنَا من الجد والاجتهاد في نصرة اعتقاد أهل السنة والجماعة ، ويعتقدون أني لست على مذهب أهل السنة والجماعة ، وقد علم العالمون أنه ليس مذهبي ولا مذهب أسلافي إلا مذهب أهل السنة والجماعة ... وليس العجب من طَعن هؤلاء الأضداد الحسّاد ؛ بل العجب من الأصحاب والأحباب كيف قعدوا عن نصري والرد على أعدائي ) ا.هـ
- قال الإمام الفخر الرازي وهو مَن هو ؛ سلطان المتكلمين ، وشيخ المفسرين ، وحامل لواء أهل السنة والدين ، ناصر الأشاعرة ، وقاهر الخوارج والزنادقة : ( إن الأعداء والحسّاد لا يزالون يطعنون فينا وفي ديننا ، مع ما بَذَلْنَا من الجد والاجتهاد في نصرة اعتقاد أهل السنة والجماعة ، ويعتقدون أني لست على مذهب أهل السنة والجماعة ، وقد علم العالمون أنه ليس مذهبي ولا مذهب أسلافي إلا مذهب أهل السنة والجماعة ... وليس العجب من طَعن هؤلاء الأضداد الحسّاد ؛ بل العجب من الأصحاب والأحباب كيف قعدوا عن نصري والرد على أعدائي ) ا.هـ
(تفضل الأشياء وتشرف بنسبتها إلى الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم وسلم)
ومن ذلك:
١- أفضل المياه:
ذكر فقهاؤنا الشافعية التفضيل بين المياه، فجمعها التاج السبكي منظومة بقوله:
وأفضلُ المياه ماءٌ قد نبعْ
من بينِ اصَابعِ النبي المُتبعْ
يليه ماءُ زمزمٍ فالكوثرِ
فنيلُ مصرَ ثم باقي الأنهرِ
فأفضل المياه على الإطلاق ما نبع من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم، لكن ما وجه تفضيل ماء زمزم على الكوثر؟
ذكر شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى: أن ماء زمزم أفضل من الكوثر؛ لأن به غُسل قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن يغسل أفضل القلوب إلا بأفضل المياه.
٢- أفضل الأماكن:
أجمعوا على أفضلية مكة والمدينة على ما سواهما من البلدان.
ومكة أفضل من المدينة عند أبي حنيفة والشافعي وأحمد -رضي الله عنهم-. والمدينة أفضل عند مالك -رضي الله عنه -وبعض الشافعية، ويروى عن بعض الصحابة.
ومحل الخلاف في غير البقعة التي ضمت النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها أفضل بقاع الأرض بالإجماع كما قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى.
٣- أفضل الليالي:
ذكر فقهاء الشافعية أن أفضل الليالي: ليلة المولد الشريف، ثم ليلة القدر، ثم ليلة الجمعة، ثم ليلة الإسراء. وهذه بالنسبة لنا؛ أما بالنسبة له -صلى الله عليه وسلم- فليلة الأسراء هي أفضل الليالي؛ لأنه رأى فيها ربه بعيني رأسه على الصحيح. والليل أفضل من النهار"
وتفضيل ليلة المولد على ليلة القدر ذكره بعض الشافعية كما في حاشية الباجوري وحاشية الشرواني وغيرهما، وذكره بعض المالكية كما نقله الونشريسي في المعيار عن الشيخ الخطيب ابن مرزوق، وأنه ذكر واحداً وعشرين وجهاً ( دليلاً ) للتفضيل.
لكن لعل المراد بالتفضيل: تفضيل عين تلك الليلة المباركة لا ليلة المولد من كل عام كما وجهه بعضهم، وعليه فليلة القدر الآن هي الأفضل على الإطلاق، والله أعلم.
وصلى الله على السراج المنير المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن ذلك:
١- أفضل المياه:
ذكر فقهاؤنا الشافعية التفضيل بين المياه، فجمعها التاج السبكي منظومة بقوله:
وأفضلُ المياه ماءٌ قد نبعْ
من بينِ اصَابعِ النبي المُتبعْ
يليه ماءُ زمزمٍ فالكوثرِ
فنيلُ مصرَ ثم باقي الأنهرِ
فأفضل المياه على الإطلاق ما نبع من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم، لكن ما وجه تفضيل ماء زمزم على الكوثر؟
ذكر شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني رحمه الله تعالى: أن ماء زمزم أفضل من الكوثر؛ لأن به غُسل قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن يغسل أفضل القلوب إلا بأفضل المياه.
٢- أفضل الأماكن:
أجمعوا على أفضلية مكة والمدينة على ما سواهما من البلدان.
ومكة أفضل من المدينة عند أبي حنيفة والشافعي وأحمد -رضي الله عنهم-. والمدينة أفضل عند مالك -رضي الله عنه -وبعض الشافعية، ويروى عن بعض الصحابة.
ومحل الخلاف في غير البقعة التي ضمت النبي صلى الله عليه وسلم، فإنها أفضل بقاع الأرض بالإجماع كما قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى.
٣- أفضل الليالي:
ذكر فقهاء الشافعية أن أفضل الليالي: ليلة المولد الشريف، ثم ليلة القدر، ثم ليلة الجمعة، ثم ليلة الإسراء. وهذه بالنسبة لنا؛ أما بالنسبة له -صلى الله عليه وسلم- فليلة الأسراء هي أفضل الليالي؛ لأنه رأى فيها ربه بعيني رأسه على الصحيح. والليل أفضل من النهار"
وتفضيل ليلة المولد على ليلة القدر ذكره بعض الشافعية كما في حاشية الباجوري وحاشية الشرواني وغيرهما، وذكره بعض المالكية كما نقله الونشريسي في المعيار عن الشيخ الخطيب ابن مرزوق، وأنه ذكر واحداً وعشرين وجهاً ( دليلاً ) للتفضيل.
لكن لعل المراد بالتفضيل: تفضيل عين تلك الليلة المباركة لا ليلة المولد من كل عام كما وجهه بعضهم، وعليه فليلة القدر الآن هي الأفضل على الإطلاق، والله أعلم.
وصلى الله على السراج المنير المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم.
- أرسل إليَّ أحدهم رسالةً يريد أن يتذاكى ويختبرني : هل أنا مسلم أم كافر بالنسبة لمعايير دينه ، فسألني هكذا مباشرة بلا سلام : وين الله ؟
- فقلتُ : الله موجود بلا مكان ، وليس في كل مكان ، لأنّ المكان حيّز ، والحيّز مخلوق ، والقول بأنّ الله (فوق) أو (تحت) مستلزمٌ لوضع الله في ذلك الحيز ، وهذا مشكل من ثلاثة وجوه :
- الأول : وضع الله في حيز مستلزم لأن يكون الله جسماً موضوع في مساحةٍ ، وهذا القول كفر بإجماع الأمة .
- الثاني : أن ذلك المكان الذي هو الحيّز مخلوق ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيء غَيْره ) ، ثم الله خلق المكان ، فهو من خلقه ، فلو قلت بأنه حلَّ في مكان ؛ لم تختلف عن اليهود الذين قالوا : إن الله حلّ في عزير المخلوق ، وعن النصارى الذين قالوا : إن الله حل في المسيح المخلوق ، إذ تقول : إن الله حلّ في المكان المخلوق ، وهو الفوقية من جهة العرش ، ولما كان هذا باطل ، علمنا أن ما أدى إليه باطل كذلك .
- الثالث : لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيء غَيْره ) ، فأين كان الله قبل أن يخلق العرش ؟ فإن لم يكن في مكان ، ثم صار فوق العرش -بإضافة لفظة ذاته كما يضيفها الخوارج والسلف بريئون منها- ؛ لزمك القول بأن الله تحرّك وتغير من مكان إلى مكان ، أو من حال إلى حال ، وإبراهيم عليه السلام لم يستدل على بطلان ألوهية الكواكب إلا بتغيّرها وحركتها أصلاً ، فكان قول الخوارج مستلزم لما استدل به إبراهيم على بطلان ألوهية الكواكب ، فيلزمهم القول ببطلان ألوهية الله تعالى ، ولما كان هذا باطل ، علمنا أن ما أدى إليه باطل كذلك .
- قال : قوله تعالى [ءَأَمِنْتُم مَنْ فِي السَّمَاء] ، فالله في السماء ، وهذه حجة عليك .
- قلتُ : وقال أيضاً : [وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَمَا كُنْتُم] ، فإما أن يكون معك الآن في الحمَّام ، أو أنت كافر لمخالفتك لصريح القرآن .
- قال : هو معي بعلمه حيث كنت .
- قلتُ : وهو في السماء أمره حيث كان ، فإن أوّلت الثّاني ؛ أوّلنا الأول ، ضرورة أنه ما من قائل بالفرق .
- فبُهت .
منقول
- فقلتُ : الله موجود بلا مكان ، وليس في كل مكان ، لأنّ المكان حيّز ، والحيّز مخلوق ، والقول بأنّ الله (فوق) أو (تحت) مستلزمٌ لوضع الله في ذلك الحيز ، وهذا مشكل من ثلاثة وجوه :
- الأول : وضع الله في حيز مستلزم لأن يكون الله جسماً موضوع في مساحةٍ ، وهذا القول كفر بإجماع الأمة .
- الثاني : أن ذلك المكان الذي هو الحيّز مخلوق ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيء غَيْره ) ، ثم الله خلق المكان ، فهو من خلقه ، فلو قلت بأنه حلَّ في مكان ؛ لم تختلف عن اليهود الذين قالوا : إن الله حلّ في عزير المخلوق ، وعن النصارى الذين قالوا : إن الله حل في المسيح المخلوق ، إذ تقول : إن الله حلّ في المكان المخلوق ، وهو الفوقية من جهة العرش ، ولما كان هذا باطل ، علمنا أن ما أدى إليه باطل كذلك .
- الثالث : لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيء غَيْره ) ، فأين كان الله قبل أن يخلق العرش ؟ فإن لم يكن في مكان ، ثم صار فوق العرش -بإضافة لفظة ذاته كما يضيفها الخوارج والسلف بريئون منها- ؛ لزمك القول بأن الله تحرّك وتغير من مكان إلى مكان ، أو من حال إلى حال ، وإبراهيم عليه السلام لم يستدل على بطلان ألوهية الكواكب إلا بتغيّرها وحركتها أصلاً ، فكان قول الخوارج مستلزم لما استدل به إبراهيم على بطلان ألوهية الكواكب ، فيلزمهم القول ببطلان ألوهية الله تعالى ، ولما كان هذا باطل ، علمنا أن ما أدى إليه باطل كذلك .
- قال : قوله تعالى [ءَأَمِنْتُم مَنْ فِي السَّمَاء] ، فالله في السماء ، وهذه حجة عليك .
- قلتُ : وقال أيضاً : [وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَمَا كُنْتُم] ، فإما أن يكون معك الآن في الحمَّام ، أو أنت كافر لمخالفتك لصريح القرآن .
- قال : هو معي بعلمه حيث كنت .
- قلتُ : وهو في السماء أمره حيث كان ، فإن أوّلت الثّاني ؛ أوّلنا الأول ، ضرورة أنه ما من قائل بالفرق .
- فبُهت .
منقول
(من تبويب الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في الصحيح)
باب: من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب. قال في الفتح: بدعائهم وبركتهم.
باب: عمل صالح قبل القتال. وقال أبو الدرداء: إنما تقاتلون بأعمالكم.
باب: من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب. قال في الفتح: بدعائهم وبركتهم.
باب: عمل صالح قبل القتال. وقال أبو الدرداء: إنما تقاتلون بأعمالكم.