Telegram Web Link
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
سنة الجمعة القبلية عند ابن تيمية رحمه الله تعالى
يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى في كتابه الأساس في السنة وفقهها _قسم العبادات -
مبينا القول سنة الجمعة القبلية ج٣ ص ١٥٥٢ وما بعدها :

1817 - روى ابن خزيمة عن أيوب، قال: قلت لنافع: أكان ابن عمر يصلي قبل الجمعة؟ فقال: قد كان يطيل الصلاة قبلها، ويصلي بعدها ركعتين في بيته، ويحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

قال ابن خزيمة: باب إباحة ما أراد المصلي من الصلاة قبل الجمعة من غير حظر أن يصلي ما شاء وأراد من عدد الركعات والدليل على أن كل ما صلى قبل الجمعة فتطوع لا فرض منها. قال ابن خزيمة في خبر أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "وصلى ما كتب له". وفي خبر سلمان: "ما قدر له"، وفي خبر أبي أيوب "فيركع إن بدا له".

تحقيق في سنة الجمعة القبلية:
قال الشوكاني في (النيل 3/ 312): وقد اختلف العلماء هل للجمعة سنة قبلها أو لا؟ فأنكر جماعة أن لها سنة قبلها وبالغوا في ذلك، قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يؤذن للجمعة إلا بين يديه ولم يكن يصليها وكذلك الصحابة لأنه إذا خرج الإمام انقطعت الصلاة ... اهـ. وبعد أن ذكر حديث ابن عمر السابق ذكره، إنه كان يطيل الصلاة قبل الجمعة، وإسناده صحيح.

1819 - روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام".

قال (الشوكاني 3/ 313): والحديثان يدلان على مشروعية الصلاة قبل الجمعة ولم يتمسك المانع من ذلك إلا بحديث النهي عن الصلاة وقت الزوال وهو مع كون عمومه مخصصاً بيوم الجمعة كما تقدم ليس فيه ما يدل على المنع من الصلاة قبل الجمعة على الإطلاق، وغاية ما فيه المنع في وقت الزوال وهو غير محل النزاع، والحاصل أن الصلاة قبل الجمعة مرغب فيها عموماً وخصوصاً، فالدليل على مدعي الكراهة على الإطلاق اهـ، وانظر (المغني 2/ 366) (وإعلاء السنن 7/ 7 - 10).

وقد سئل الشيخ محمد يوسف الدجوي عن سنة الجمعة القبلية فأفتى رحمه الله في مجلة الأزهر (ج 10/ مجلد 4/ سنة 1352) بما يلي:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه، وبعد: قبل أن نخوض بك في غمرات البحث والاستدلال يجب أن تعرف أن هنا شيئاً ينبغي التنبيه له، وهو أن المسائل الاجتهادية الفرعية يكفي فيها الظن ولا ينبغي فيها التنازع.

وكل من طلب فيها الدليل القطعي فهو جاهل لا ينبغي أن يكون في عدادالعلماء، ولو عقلوا لعرفوا أن الناس لا يتركون أئمتهم المشهود لهم بالخير والدين والعلم والتبريز في كل فضيلة، ويتبعوا هؤلاء المشهود لهم بما لا نطيل القول فيه، وهو غني عن البيان وأي شيء يريدون بعد أن عرَّفنا صلى الله عليه وسلم أن "المخطئ له أجر والمصيب له أجران" فلم يكتف برفع الوزر عن المخطئ بل جعل له أجراً. وقد عرف ذلك العلماء من أئمة الهدى، حتى ذهب كثير منهم إلى أن الحق يتعدد تبعاً لظن المجتهد، فإن الله لم يكلفه إلا بما أداه إليه اجتهاده، فكأن الحق بالنسبة إليه هو ما اعتقده، وليس المقصود من التكليف إلا تحقيق العبودية، وعدم الخروج على الله ورسوله، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

وقد قالوا: إن المجتهد يجب عليه اتباع ظنه، ويحرم عليه التقليد. فأي شيء بقي بعد ذلك؟ ولكنهم ملبسون يريدون التهويش حباً في الظهور، أو جاهلون لا يمكنهم التعمق في البحث ولا الوقوف على منازع الأئمة، ولا ما أصله العلماء في ذلك.

وإن من أكبر بلايانا التي نئن منها ولا ندري منتهاها وجود طائفة بيننا لا تفهم ولا تقلد من يفهم {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (1). ولو كان عندهم أدنى شفقة على المسلمين أو إخلاص لهم لعرفوا أن الدين النصيحة، وأنه ليس من الدين ولا من العقل أن نعرض العامة للخوض في الأدلة والموازنة بين المجتهدين، فذلك ليس من شأنهم ولا هو في متناول قدرتهم، ولا نتيجة له إلا ضعف الثقة بأئمتهم وتشكيكهم في دينهم وعقيدتهم والآن نذكر لك مما استدل به الشافعي- رضي الله عنه- على سنة الجمعة ما يكفي بعضه للاجتهاد المعقول المقبول.

ولا نزال نكرر أن الظن كاف في هذا الباب ولا يطلب غيره، وأنه متى وصل إليه المجتهد وجب عليه اتباعه والقول به. وهاك قليلاً من كثير.

فمن ذلك:
1820 - روى عبد الله بن الزبير عن ابن حبان في صحيحه والدارقطني والطبراني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان".

1821 - روى الطبراني في الأوسط "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الجمعة أربعاً وبعدها أربعاً" ذكره العيني في (عمدة القارئ) ولم يعلق عليه، وقد ساقه للاستدلال.
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
سنة الجمعة القبلية عند ابن تيمية رحمه الله تعالى
وقال في الفتح: روى الطبراني في الأوسط عن علي "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الجمعة أربعاً وبعدها أربعاً" وعلق عليه بقوله: وفيه محمد بن عبد الرحمن السهمي، وهو ضعيف عند البخاري وغيره. ولكن هذا الطعن الذي ذكره الفتح لا يمنع الاستدلال به، لا لأن الجرح غير مفسر كما قال بعضهم، بل لأن الطعن غير متفق عليه، فإن البخاري ضعفه، ولكن إماماً آخر من أئمة الحديث وثقه وهو ابن عدي، فيصح أن نقول: إن هذا مثل عكرمة الذي وثقه البخاري واحتج به، وضعفه غيره، ومثل سويد بن سعيد الذي احتج به مسلم وقد اشتهر الطعن فيه. وبالجملة فحديثنا هذا غير متفق على تجريح رواته، فيصح الاحتجاج به عند من لا يرى تجريح محمد بن عبد الرحمن السهمي المذكور.

1822 - روى أبو داود عن ابن عمر أنه كان يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين، ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

والخلاصة أن الصلاة قبل الجمعة مرغب فيها عموماً وخصوصاً. وقد قال بعض العلماء: لم يتمسك المانع من الصلاة قبل الجمعة إلا بحديث النهي عن الصلاة وقت الزوال، وهو مع كون عمومه مخصصاً بيوم الجمعة ليس فيه ما يدل على المنع من الصلاة قبل الجمعة على الإطلاق، فإن غاية ما فيه المنع في وقت الزوال وهو غير محل النزاع.

وعلى كل حال فما تقدم كاف للمنصف، ولا حاجة للإطالة فيه.

وبعد: فهؤلاء الناس إنما يقصدون التلبيس على المسلمين وإيقاع الشقاق فيما بينهم بتفريق كلمتهم وفصم عرى وحدتهم، وحباً في الظهور. فعلى ولاة الأمر أن يردعوهم عن ذلك بالزجر البليغ والتأديب الشديد، كما كان يفعله الحكام في العصور الأولى، وكما تفعله الحقانية الآن مع من يحكم برأيه ويقضي بمذهبه الخاص.

فعلى الوعاظ وأئمة المساجد ألا يتعرضوا لمن يقلد إماماً من الأئمة الأربعة، ويدعوه وما اختار لنفسه من تلك المذاهب التي تلقاها المسلمون بالقبول، وقامت البراهين على أنها مستمدة من كتاب الله وسنة رسول الله.

وإني مالكي والمالكية لا يرون سنة الجمعة. ولكني لا أحب الخروج على أئمة الهدى وورثة الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسائل الاجتهادية يكفي فيها هذا وأقل من هذا على ما شرحنا لك. وما من أمة لا تعظم أئمتها ولا تحترم علماءها وعظماءها إلا ذهب ريحها وحق القول عليها.

نسأل الله أن يقينا شر مضلات الفتن، ومزالق الأهواء بمنه وكرمه.

يوسف الدجوي

عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف
قال الإمام تاج الدين السبكي رضي الله عنه:

ثم أقول: للأشاعرة قولان مشهوران في إثبات الصفات، هل تمر على ظاهرها مع اعتقاد التنزيه، أو تُؤَوَّل؟
والقول بالإمرار مع اعتقاد التنزيه هو المعزو إلى السلف، وهو اختيار الإمام في الرسالة النظامية -أي: إمام الحرمين الجويني رحمه الله- وفي مواضع من كلامه، فرجوعه معناه الرجوع عن التأويل إلى التفويض، ولا إنكار فِي هذا، ولا في مقابله، فإنها مسألة اجتهادية، أعني مسألة التأويل أو التفويض مع اعتقاد التنزيه.

إنما المصيبة الكبرى والداهية الدهياء الإمرَارُ على الظاهر، والاعتقاد أنه المُراد، وأنه لا يستحيل على الباري، فذلك قول المجسمة عباد الوثن، الذين في قلوبهم زيغ يحملهم الزيغ على اتّباع المتشابه، ابتغاء الفتنة، عليهم لعائن الله تترى واحدةٌ بعد أخرى، ما أجرأهم على الكذب، وأقل فهمهم للحقائق

[طبقات الشافعية الكبرى]
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
أرواح المؤمنين (ابن قيم الجوزية) ------------------------------------------- "وقد تواترت الرؤيا من أصناف بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها ما لا تقدر على مثله حال اتصالها بالبدن، مِن هز.يمة الجيو.ش الكثيرة بالواحد والاثنين والعدد القليل ونحو ذلك. وكم قد رُئِيَ…
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم إلى ما هديتنا ، أخرجه أحمد وله طرق يشد بعضها بعضاً ، انظر الفتح الرباني ترتيب المسند ج7 ص89 وشرح الصدور للسيوطي .
وجاء عن ابن المبارك بسنده إلى أبي أيوب ، قال : تعرض أعمال الأحياء على الموتى ، فإذا رأوا حسناً فرحوا واستبشروا ، وإن رأوا سوءاً قالوا : اللهم راجع بهم . (أنظر كتاب الروح لابن القيم)

وما ذهب إليه ابن القيم ـ رحمه الله ـ هو ظاهر كلام الشيخ ا ابن تيمية حيث قال: في مجموع الفتاوى: وَأَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ النَّسَائِي وَمَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمْ: أَنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يُعَلَّقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ إلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ ـ وَفِي لَفْظٍ: ثُمَّ تَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ ـ وَمَعَ ذَلِكَ فَتَتَّصِلُ بِالْبَدَنِ مَتَى شَاءَ اللَّهُ وَذَلِكَ فِي اللَّحْظَةِ بِمَنْزِلَةِ نُزُولِ الْمَلَكِ وَظُهُورِ الشُّعَاعِ فِي الْأَرْضِ وَانْتِبَاهِ النَّائِمِ، هَذَا وَجَاءَ فِي عِدَّةِ آثَارٍ أَنَّ الْأَرْوَاحَ تَكُونُ فِي أَفْنِيَةِ الْقُبُورِ، قَالَ مُجَاهِدٌ: الْأَرْوَاحُ تَكُونُ عَلَى أَفْنِيَةُ الْقُبُورِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ يَوْمِ دَفْنِ الْمَيِّتِ لَا تُفَارِقُهُ، فَهَذَا يَكُونُ أَحْيَانًا، وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْأَرْوَاحَ مُرْسَلَةٌ تَذْهَبُ حَيْثُ شَاءَتْ. انتهى.

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن أعمالكم تعرض على أقاربكم من الأموات فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم إلى ما هديتنا ، أخرجه أحمد وله طرق يشد بعضها بعضاً ، انظر الفتح الرباني ترتيب المسند ج7 ص89 وشرح الصدور للسيوطي .
وجاء عن ابن المبارك بسنده إلى أبي أيوب ، قال : تعرض أعمال الأحياء على الموتى ، فإذا رأوا حسناً فرحوا واستبشروا ، وإن رأوا سوءاً قالوا : اللهم راجع بهم . (أنظر كتاب الروح لابن القيم)
[نصوص الامام أحمد في تفويض معاني الصفات ]

قال المروذي قال أبو عبد الله رضي الله عنه :« ونحن نؤمن بالأحاديث في هذا ونقرها، ونمرها كما جاءت بلا كيف، ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تعالى، نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة، ونعوذ بالله من الزلل، والارتياب والشك إنه على كل شيء قدير ».
الإبانة ( 7 / 58).

قال حنبل: قال أبو عبد اللَّه في الأحاديث التي تروى "إن اللَّه تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا" واللَّه يُرى، وأنه يضع قدمه وما أشبه بذلك: نؤمن بها ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى، ولا نرد شيئًا منها، ونعلم أن ما قاله الرسول صلى اللَّه عليه وسلم حق إذا كانت بأسانيد صحاح .
إبطال التأويلات 1/ 45
قال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبل حدثهم قال سألت: أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى "أن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا" و"أن الله تعالى يرى" و"أن الله تعالى يضع قدمه" وما أشبه هذه الأحاديث فقال أبو عبد الله: « نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ولا نرد منها شيئا » بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية .
وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه : « قبل موته بيوم عن أحاديث الصفات فقال : تمر كما جاءت ونؤمن بها ولا نرد منها شيئًا إذا كان بأسانيد صحاح ، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ومن تكلم بمعناها ابتدع ».
اعتقاد الإمام المنبل أحمد لأبي الفضل التميمي ( 87).
ثبوت رواية حنبل ( لا كيف ولا معنى ) ونقض عدم ثبوتها وفساد تأويل من أولها.
وطي صفحة حصر المذهب الحنبلي في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

يعتمد النافون _ التيميون _ لقول الإمام أحمد رحمه الله وعلماء المذهب ( بتفويض معاني الصفات الخبرية ) و رد راوية الإمام حنبل بن اسحق بن حنبل على :
على نقد شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهما الله - للرواية .. دون بحث علمي متجرد ، فيجد القارئ أنهم يكررون كلامه دون نظرة علمية متجردة ، بل دون الرجوع إلى مدونات المذهب الحنبلي العقدية .
فتارة : يشير إلى ضعفها وأن حنبل له مفاريد ينفرد بها من الروايات في الفقه والجماهير يرروون خلافه .
وتارة : يؤولها : بقوله :« فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى - أي لا نكيفها ولا نحرفها بالتأويل، فنقول: معناها كذا - ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، إذا كان بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء (ردء تعارض العقل (2 /31) ).
نقض عدم ثوبتها :
1.نقل الخلال وغيره لهذه الرواية دون تعقب أو نقد مثلما نقل ونقد غيرها من الروايات الفقهية كما في المقال الثاني .
2. تقي الدين نفسه من روى رواية حنبل ( لا كيف ولا معنى ). لمن قال بأنها لا تثبت .

3.من أهم المسائل التي ينقض بها كلام تقي الدين : مسلكه في التعامل مع روايات حنبل .
فنجد مثلًا : رغم تصريح الخلال وابي بكر بغلط حنبل في رواية قبول شهادة اهل الذمة في بعضهم البعض ، إلا أن ابن تيمية أخذ بها :

فههنا مسألة : لماذا ردّ ثم أوّلَ رواية عقدية لم يصرح بخطأ نقلها الخلال ولا أبو بكر أو غيرهما ، ثم في مسألة صرح ايمة المذهب بغلط حنبل في نقلها ثم يأخذ بها :
قال المرداوي : وعنه: أن شهادة بعض أهل الذمة تقبل على بعض، نقلها حنبل، وخطأه الخلال في نقله، قال أبو بكر عبد العزيز: هذا غلط لا شك فيه، قال أبو حفص البرمكي: تقبل شهادة السبي بعضهم على بعض إذا ادعى أحدهم أن الآخر أخوه، والمذهب: الأول، والظاهر: غلط من روى خلاف ذلك، قاله المصنف، والشارح، واختار رواية قبول شهادة بعضهم على بعض: الشيخ تقي الدين - رحمه الله -.....».
ولنا أن رواية حنبل ثابتة عن الإمام أحمد رضي الله عنه .
والأدلة على ذلك :
1.أن علماء المذهب تلقوها بالقبول ونقلوها كابرًا عن كابر في مصنفاتهم العقدية ، منذ عصر الإمام إلى يومنا هذا ولم يخالف في ذلك سوى تقي الدين .
2.لم ينتقد أحد من علماء المذهب رواية حنبل بالخصوص أو أولها ، لاسيما وقد ذكرنا أمثلة على دقة وأمانة علماء المذهب في النقل والنقد .
فساد تأويل من أولها :
أما فساد تأويل شيخ الإسلام لهذه الرواية فهو واضح جلي بيّن حيث قال :ولا كيف ولا معنى - أي لا نكيفها ولا نحرفها بالتأويل، فنقول: معناها كذا - ولا نرد منها شيئاً .
فهو شرح لعبارة دون تصريح للإمام في رواية أخرى بين خلافها ، وما يدل على قولي هذا هو تواتر نقل هذه الرواية عن أئمة المذهب من الخلال الى يومنا هذا . لاسيما وأن المذهب على مسألة تفويض المعنى ، وشيخ الإسلام تأولها على أصله أنه ( والراسخون في العلم معطوف على إلا الله).
أما القول بأن حنبل تفرد بها .
فهذا قول من لايعلم عن المذهب شيئا .

فالرواية ليست مما تفرد به لأن الرواية نقلها غير حنبل كالمَرُّوْذِيُّ وغيره نقل مثلها عن الامام التي نقلها ابن بطة : قال المروذي قال أبو عبد الله رضي الله عنه :« ونحن نؤمن بالأحاديث في هذا ونقرها، ونمرها كما جاءت بلا كيف، ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تعالى، نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة، ونعوذ بالله من الزلل، والارتياب والشك إنه على كل شيء قدير ». الإبانة ( 7 / 58).



منقول
نفي بعض علماء الحنابلة الجسمية والمكان عن الله عز وجل
- قال عثمان ابن قائد النجدي الحنبلي المتوفى سنة 1097 هجري في كتابه نجاة الخلف في اعتقاد السلف : "ويجب الجزم بأنه تعالى واحد أحد فرد صمد عالم بعلم قادر بقدرة مريد بإرادة ... وبأنه سبحانه ليس بجوهر ولا جسم ولا عرض لا تحكمه الحوادث لا يحل في حادث ولا ينحصر فيه فمن اعتقد أو قال أن الله تعالى بذاته في كل مكان أو في مكان فكافر، بل يجب الجزم بأنه تعالى بائن من خلقه، فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان". انتهى
- وقال مرعي الكَرْمي المقدسي الحنبلي المتوفّى سنة 1033 هـجري في أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات: " قال المازري: "وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث - حديث فإن الله خلق ءادم على صورته- فأجراه على ظاهره وقال الله صورة لا كالصور، قال وهذا كقول المجسمة جسم لا كالأجسام، لما رأوا أهل السنة يقولون الله تعالى شيء لا كالأشياء، والفرق أن لفظة شيء لا تفيد الحدوث ولا تتضمن ما يقتضيه، وأما جسم وصورة فيتضمنان التأليف والتركيب وذلك دليل الحدوث". انتهى
كما نقل الشيخ مرعي عن ابن الهمام الحنفي قوله عن صفة الاستواء مرتضياً له : " أما كون الاستواء بمعنى الاستيلاء على العرش مع نفي التشبيه فأمر جائز ... – إلى أن قال – إذا خيف على العامة عدم فهم الاستواء إلا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية ، فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء"" . انتهى
- وقال ابن عادل الحنبلي المتوفى سنة 880 هجري في تفسيره اللباب :" فصل في الرد على شبهة المجسمة: تمسكت المُجَسِّمَةُ في إثبات الأعْضَاء للَّه - تعالى - بهذه الآية ، وسائر الآيات المُنَاسِبَة ، كقوله تعالى : "ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ" - الرحمن : 27 - والجوابُ : أن قوله تعالى : " قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ " - الإخلاص : 1 - يقتضي الوحْدَانيَّة التَّامَّة ، وذلك يُنَافِي التركيب من الأعضاء والأجزاء ، فثبت أنَّهُ لا بُدَّ من التَّأويل". انتهى
وقال أيضا: "انَّه تعالى ليس بِجِسْمٍ؛ لأنَّ الجسم لا ينفَكُّ عن الحَرَكَةِ والسُّكُون وهما مُحْدَثَانِ ، وما لا يَنْفَكُّ عن المُحْدَثِ فَهُو مُحْدَثٌ ، ولأنَّ كُلَّ جسم فهو مُتَنَاهٍ في المِقْدَار ، وكلّ ما كان متناهياً في المقدار فهو محدثٌ ، ولأنَّ كلَّ جسم فهو مؤلَّفٌ من الأجزاء ، وكلّ ما كان كذلك افتقر إلى ما يؤلِّفُهُ ويُركِّبُهُ ، وكلّ ما كان كذلك فهو مُحْدَثٌ ، فَثَبت بهذه الوجوه أنَّه يمتنع كونه تعالى جِسْماً ، فيمتَنِعُ أنْ يكون عُضْواً جُسْمَانِياً" . انتهى
- وقال الحافظ الفقيه الحنبليّ أبو الفرج بن الجوزيّ المتوفى سنة 597 هجري في كتاب دفع شبه التشبيه - المعروف باسم "الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب"- ما نصه : «رأيت مَن تكلّم من أصحابنا ـ أي بعض المنتسبين إلى الحنابلة ـ في الأصول بما لا يصلح وانتدب للتصنيف ثلاثة أبو عبد الله بن حامد وصاحبه القاضي، وابن الزاغونيّ، فصنّفوا كتبًا شانوا بها المذهب، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوامّ، فحملوا الصفات على مقتضى الحسّ، فسمعوا أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجهًا زائدًا على الذات، وعينين وفمًا ولَهَوات وأضراسًا وأضواء لوجهه هي السُّبُحَات ويدين وأصابع وكفًّا وخِنصِرًا وإبهامًا وصدرًا وفخذًا، وساقين ورجلين، وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس، وقالوا يجوز أن يُحَسَّ ويُمَسّ، ويُدني العبد من ذاته، وقال بعضهم: ويتنفّس، ثم إنهم يُرضون العوام بقولهم: لا كما يُعقل». انتهـى
- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه المتوفى سنة 513 هـجري ما نصه : “تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة، هذا عين التجسيم، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها” انتهـى
نقله عنه ابن الجوزي في الباز الأشهب
وقال ابن عقيل: أن من قال أن العرش يحمل الله فهو كافر.
نقله عنه ابن المبرد في تحفة الوصول إلى علم الأصول.
- وقال الكلوذاني الحنبلي المتوفى سنة 510 هجري في القصيدة الدالية:
قالوا : فأنت تراه جسما مثلنا قلت المجسم عندنا كالملحد
- و قال القاضي أبو يعلى الحنبلي المتوفى سنة 458 هجري في مختصر المعتمد، ما نصه: "فصل فيمن يعتقد أن الله تعالى جسم من الأجسام، ويعطيه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال من مكان إلى مكان فهو كافر؛ لأنه غير عارف بالله تعالى، لأن الله تعالى يستحيل وصفه بهذه الصفات، فإذا لم يعرف الله وجب أن يكون كافرًا". انتهى
وقال أيضا في مختصر المعتمد: "ولا يجوز عليه الحد، ولا نهاية، ولا القبل ولا البعد، ولا تحت ولا قدام، ولا خلف، لأنها صفات توجب المكان". انتهى
وقال: " فأجاز أحمد رحمه الله إطلاق القول بأنه في السماء لا على وجه الحد لورود الشرع بإطلاق ذلك، ولم يجز القول في مكان لأن الشرع لم يرد بإطلاقه". انتهى
وقال عن الاستواء: "والواجب إطلاق هذه الصفة… لا على معنى القعود والمماسة… وخلافًا للكرامية والمجسمة أن معناه المماسة للعرش بالجلوس عليه". انتهى
وفي طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: "قال الوالد السعيد: فمن اعتقد أن الله سبحانه جسم من الأجسام وأعطاه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال: فهو كافر لأنه غير عارف بالله عز وجل لأن الله سبحانه يستحيل وصفه بهذه الصفات وإذا لم يعرف الله سبحانه: وجب أن يكون كافراً". طبقات الحنابلة ( 2 / 212) .
قال الإمام محمد بن بدر الدين بن بلبان الدمشقي الحنبلي في كتابه مختصر الإفادات ص: 489 [فمن اعتقد أو قال إن الله بذاته في كل مكان أو في مكان فكافر] ا
وقال في ص: 490 [ولا يشبه شيئًا ولا يشبهه شيء، فمن شبهه بشيء من خلقه فقد كفر كمن اعتقده جسمًا أو قال إنه جسم لا كالأجسام] وقال الإمام أحمد رضي الله عنه [من قال الله جسم لا كالأجسام كفر] رواه عن الإمام أحمد أبو محمد البغدادي صاحب الخصال من الحنابلة كما رواه عن أبي محمد الحافظ الفقيه الزركشي في كتابه “تشنيف المسامع” المجلد 4 ص 684ا

- وهذا أيضا ما كان عليه أبو الفضل التميمي، المتوفى سنة 410 هجري:

عقيدة أبي الفضل التميمي الحنبلي و موافقته للأشاعرة
أبو الفضل التميمي هو رئيس الحنابلة في بغداد وابن رئيسها، وهو من كبار فقهاء المذهب الحنبلي، توفي سنة 410 للهجرة، وهو من الحنابلة المتقدمين -طبقة الحنابلة المتقدمين تنتهي حوالي 403 هجري -

قال عنه الذهبي: "الامام الفقيه رئيس الحنابلة". انتهى
وقال الخطيب البغدادي: قال عنه الخطيب البغدادي: "كان صدوقًا، دفن إلى جنب قبر الإمام أحمد، وحدثني أبي وكان ممن شيعه أنه صلى عليه نحو من خمسين ألفا رحمه الله". انتهى
وقد كان أكثر المتقدمين من الحنابلة وبعض المتأخرين يوافقون ما قرره الإمام أبو الحسن الأشعري باعتراف ابن تيمية، حيث قال في التعارض: "وكان القدماء من أصحاب أحمد كأبي بكر عبد العزيز و أبي الحسن التميمي وأمثالهما يذكرونه - أي الإمام الأشعري- في كتبهم على طريق ذكر الموافق للسنة في الجملة، ويذكرون ما ذكره من تناقض المعتزلة". انتهى
وقال التاج السبكي في طبقات الشافعية :"أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه ، وذكره غير ما مرة ،من أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل، هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه". انتهى
وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في معرض ترجمة برهان الدين إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هِلَال بن بدر القَاضِي برهَان الدّين الزرعي الْحَنْبَلِيّ ما نصه: " ولد سنة 688 وَسمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر والموازيني وَابْن القواس واليونيني وَحدث وتفقه وبرع واشتغل على ابْن تَيْمِية وَابْن الزملكاني والقزويني وَمهر وَتقدم فِي الْفتيا ودرس بأماكن مِنْهَا الْمدرسَة الحنبلية عوضا عَن ابْن تَيْمِية حَيْثُ سجن فمقتته الْحَنَابِلَة لذَلِك وَكَانَ أَيْضا أشعري المعتقد فِي الْغَالِب من أَحْوَاله وَكتب الْخط الْحسن الْفَائِق قَالَ ابْن رَافع كَانَ من أذكياء النَّاس". انتهى
وأما ابن تيمية، فهذه الموافقة والمودة بين كبار الأشاعرة ومتقدمي الحنابلة لم تعجبه لأن ذلك يهدم عليه أهواءه، وزعم أن الأشعرية ينتحلون ذلك فقط للانتساب لأهل السنة، فقال في مجموع الفتاوى : "ولهذا لما كان أبو الحسن الأشعري وأصحابه منتسبين إلى السنة والجماعة كان منتحلا للإمام أحمد ذاكرا أنه مقتد به متبع سبيله وكان بين أعيان أصحابه من الموافقة والمؤالفة لكثير من أصحاب الإمام أحمد ما هو معروف حتى إن أبا بكر عبد العزيز يذكر من حجج أبي الحسن في كلامه مثل ما يذكر من حجج أصحابه لأنه كان عنده من متكلمة أصحابه، وكان من أعظم المائلين إليهم التميميون أبو الحسن التميمي وابنه وابن ابنه ونحوهم ". انتهى
ويكفي لدفع أكاذيب ابن تيمية أن متقدمي الحنابلة اعترفوا بفضل الأشعرية في الذب عن الشريعة الغراء، فقد قال الذهبي في السير:" أمر شيخ الحنابلة أبو الفضل التميمي مناديا يقول بين يدي جنازة أبي بكر الباقلاني: هذا ناصر السنة والدين، والذاب عن الشريعة، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة.ثم كان يزور قبره كل جمعة". انتهى
وقد كان أبو الفضل التميمي صديقا للقاضي ابي بكر الباقلاني الأشعري المالكي وموادا له، تجمعهما محبة كبيرة. وهذه المودة بين الباقلاني وأبي الفضل ذكرها ابن تيمية نفسه في مجموع الفتاوى، فقال: " وكان بين أبي الحسن التميمي وبين القاضي أبي بكر بن الباقلاني من المودة والصحبة ما هو معروف مشهور". انتهى
وقال في درء التعارض: "وكان بين التميميين وبين القاضي أبي بكر وأمثاله من الائتلاف والتواصل ما هو معروف وكان القاضي أبو بكر يكتب أحيانا في أجوبته في المسائل محمد بن الطيب الحنبلي ويكتب أيضا الأشعري ولهذا توجد أقوال التميميين مقاربة لأقواله وأقوال أمثاله المتبعين لطريقة ابن كلاب". انتهى ..
وقال في درء التعارض: "وكان بين التميميين وبين القاضي أبي بكر وأمثاله من الائتلاف والتواصل ما هو معروف وكان القاضي أبو بكر يكتب أحيانا في أجوبته في المسائل محمد بن الطيب الحنبلي ويكتب أيضا الأشعري ولهذا توجد أقوال التميميين مقاربة لأقواله وأقوال أمثاله المتبعين لطريقة ابن كلاب". انتهى

ولذلك كان الإمام أبو الفضل التميمي يكثر من ذكر اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، و يعدد أقواله في التنزيه ومجانبته للمجسمة، وكان أبو الفضل قد أخذ عن أبيه، وهو عن الإمام الخرقي وغلام الخلال وهما من أعيان الحنابلة.
وقد نقل الإمام البيهقي في كتابه مناقب الإمام أحمد عن أبي الفضل أن الإمام أحمد قال ما نصه: "أنكر أحمد على من قال بالجسم، وقال: إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف, والله سبحانه خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسماً لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجيء في الشريعة ذلك فبطل" انتهى.
وهذا الكلام بنصه ورد في ذيل طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى في ما ينقله عن الإمام أحمد.
كما ورد في ذيل طبقات الحنابلة أيضا أن أبا الفضل قال ما نصه: "كان الإمام أحمد رحمه الله يقول: إن لله تعالى يدين، وهما صفة له في ذاته، ليستا بجارحتين، وليستا بمركبتين، ولا جسم ولا من جنس الأجسام، ولا من جنس المحدود والتركيب والأبعاض والجوارح، ولا يقاس على ذلك، ولا له مرفق، ولا عضد، ولا فيما يقتضى ذلك من إطلاق قولهم: "يد" إلا ما نطق القرآن الكريم به، أو صحَّت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم السنة فيه" انتهى
وهذه النصوص التي ذكرها أبو الفضل التميمي تدل أن الإمام أحمد كان على مذهب التفويض في بعض الصفات الخبرية.
ولما كانت هذه العقائد المروية عن الامام أحمد تخالف ما كان عليه ابن تيمية، حاول الطعن فيها فقال في مجموع الفتاوى : "اعتمد الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه الذي صنفه في مناقب الإمام أحمد لما ذكر اعتقاده اعتمد على ما نقله من كلام أبي الفضل عبد الواحد بن أبي الحسن التميمي وله في هذا الباب مصنف ذكر فيه من اعتقاد أحمد ما فهمه ولم يذكر فيه ألفاظه وإنما ذكر جمل الاعتقاد بلفظ نفسه وجعل يقول وكان أبو عبدالله وهو بمنزلة من يصنف كتابا في الفقه على رأي بعض الأئمة ويذكر مذهبه بحسب ما فهمه ورآه وإن كان غيره بمذهب ذلك الإمام أعلم منه بألفاظه وأفهم لمقاصده فإن الناس في نقل مذاهب الأئمة قد يكونون بمنزلتهم في نقل الشريعة ومن المعلوم أن أحدهم يقول حكم الله كذا أو حكم الشريعة كذا بحسب ما اعتقده عن صاحب الشريعة بحسب ما بلغه وفهمه وإن كان غيره أعلم بأقوال صاحب الشريعة وأعماله وأفهم لمراده". انتهى
فان كان متقدمو الحنابلة نقلوا عقيدة الامام أحمد بحسب ٱرائهم وفهمهم، فهل كان المتأخرون منهم الذين تلبسوا بلوثة التجسيم أفهم منهم؟ وان كانت هذه العقيدة المروية عن أحمد قد نقلها بعض الحنابلة في كتبهم من غير الطعن فيها فما بال هذا الحراني يتكلف رد هذه العقائد السنية في تنزيه الله عز وجل المنقولة بالسند المتصل للإمام أحمد؟
وهذا الأمر ليس غريبا عن ابن تيمية الذي صرح بتبديع السلف و الخلف، حيث قال في مجموع الفتاوى: "وكثير ‌من ‌مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم". انتهى
ومن هنا ينبغي التنبيه إلى ان الكلام في العقائد لا يثبت الا بالأسانيد المتصلة الصحيحة، وليس بمجرد ما تم العثور عليه في الكتب. فالنسخة الرائجة من عقيدة الإمام المبجل أحمد ابن حنبل التي ألفها أبو الفضل التميمي موافقة في مجملها للعقائد الأشعرية إلا في ما يتعلق بمسألة كلام الله، حيث دس فيها بعض المجسمة عبارات تدل على أن الله يتكلم بحرف وصوت، و هذا يتناقض مع بعض العقائد المذكورة في النسخة المحرفة نفسها، حيث جاء فيها أن الإمام أحمد قال: "ان الله عز و جل واحد لا من عدد لا يجوز عليه التجزؤ ولا القسمة وهو واحد من كل جهة وما سواه واحد من وجه دون وجه". انتهى
فإن كان الإمام أحمد ينفي التجزؤ و القسمة عن الله و صفاته فكيف يكون كلامه عز وجل حرفا، و الحروف يطرأ عليها التعاقب والتجزؤ؟
كما ورد في تلك النسخة أن الإمام أحمد قال: "وعلم الله تعالى بخلاف ذلك كله صفة له لا تلحقها آفة ولا فساد ولا إبطال وليس بقلب ولا ضمير واعتقاد ومسكن ولا علمه متغاير". انتهى
فإن كان علم الله لا يلحقه إبطال و لا يتغير فكيف تكون صفة الكلام بخلاف صفة العلم؟
ثم لو كان الله متكلما بحرف و صوت لكان كلامه، بعضه أفضل من بعض، و لتعلقت إرادته بكلامه وهو ممتنع شرعا و عقلا بل إرادته متعلقة بكل ممكن عقلي يجوز إيجاده تارة و إعدامه تارة أخرى، وهذا أيضا بخلاف ما نقله أبو الفضل التميمي عن الإمام أحمد أنه قال: "والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست إرادته كإرادات الخلق". انتهى

وحتى ابن تيمية قد أثبت عن أبي الفضل التميمي أنه لا يقول بإثبات الصفات الاختيارية و قيام الحوادث بذات الله عز و جل فقال في مجموع الفتاوى: " وسلك - أي أبي الفضل التميمي- طريقة ابن كُلاب في الفرق بين الصفات اللازمة كالحياة و الصفات الاختيارية وأن الرب يقوم به الأول دون الثاني- كثير من المتأخرين، من أصحاب مالك، والشافعي، وأحمد، كالتميميين أبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل التميمي، وابن ابنه رزق الله التميمي، وعلى عقيدة الفضل التي ذكر أنها عقيدة أحمد اعتمد أبو بكر البيهقي فيما ذكره من مناقب أحمد من الاعتقاد". انتهى

ومن الحنابلة الذين وافقوا الأشعرية في صفة الكلام الشيخ محمد بن أحمد البهوتي الخلوتي، حيث وجه كلام شيخه الشيخ منصور البهوتي في كتاب الشهادات وبين أنه قائل بأن الكلام هو المعنى القديم القائم بذات الله سبحانه موافقة الأشعرية. وهذا مذكور في حاشية منحة الرحمن على قلائد العقيان.
ولينظر أيضا لتناقض العبارة المنسوبة لأبي الفضل التميمي، حيث زعموا أنه قال: "وكان -أي الإمام أحمد- يقول إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف". انتهى
فهل يقول هؤلاء أن الحرف الذي تكلم به الله غير مخلوق؟ ومعلوم أن الحروف أعراض تتعاقب، والتعاقب ينافي الأزلية.
وما أحسن قول الإمام أحمد الذي نقله أبو الفضل في المخطوط : "لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى قديم بجميع صفاته". انتهى
فكلام المخلوقين محدث بجميع صفاته على غير تفصيل سواء الصوت أو الحرف أو اللغة و البارئ كلامه بخلاف ذلك كله.
ملاحظة عدد 1:
يزعم بعض المجسمة أن الحافظ ابن حجر اثبت في الفتح أن الإمام أحمد نسب الصوت لله عز وجل ونص عبارته : "وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت فقال لي أبي بل تكلم بصوت هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره". انتهى
وجواب هذا الادعاء أن هذا الكلام ليس لابن حجر، بل هو نقله من كلام بعض من أثبت الصوت لله بدليل أن ابن حجر صدّر الكلام بقوله: "وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه وانه يجوز ان يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه. وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل...."
وهذا الأثر مذكور أيضا في النسخ الرائجة لكتاب السنة المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد، ولا يصح عنه.
صلينا اليوم صلاة التراويح ((عشرين ركعة))
-الصحابة في خلافة عمر وعثمان وعلي (عشرون ركعة)
ـالتابعين (عشرون ركعة)
الا اهل المدينة فستة وثلاثون ركعة
ـالحنفية (عشرون ركعة)
ـالشافعية (عشرون ركعة)
ـالحنابلة (عشرون ركعة)
ـالمالكية ستة وثلاثون ركعة
ـحتى ابن حزم (عشرون ركعة)
ـوحتى ابن تيمية (عشرون ركعة)
ـوحتى الشوكاني (عشرون ركعة )
-الحرمان الشريفان (عشرون ركعة) إلا وقت فيروس كورنا عشر ركعات إلا في العشر الأواخر فعشرون ركعة

فهل يجمع الصحابة والسلف والأئمة والعلماء على خلاف السنة..!
*هَذِهِ بَعْضُ الأُمُورِ التي لَا تُفَطِّرُ الصَّائِمَ**

1ـ تَحْلِيلُ الدَّمِ.
2ـ الاكْتِحَالُ.
3ـ الاسْتِحْمَامُ.
4ـ المِكْيَاجُ.
5ـ الاحْتِلَامُ.
6ـ الإِبَرُ العَضَلِيَّةُ أَو الوَرِيدِيَّةُ أَو الجِلْدِيَّةُ العِلَاجِيَّةُ.
7ـ إِبَرُ الأنسولين لِمَرْضَى السُّكَّرِ.
8ـ بَلْعُ الرِّيقِ وَالنُّخَامَةِ.
9ـ اسْتِعْمَالُ العُطُورِ.
10ـ لَصْقَاتُ النيكوتين.
11ـ رُعَافُ الأَنْفِ، وَقَلْعُ الضِرْسِ مَعَ خُرُوجِ الدَّمِ.
12ـ قَطْرَةُ العَيْنِ.
13ـ السِّبَاحَةُ وَالغَوْصُ، مَعَ الاحْتِرَازِ مِنَ ابْتِلَاعِ المَاءِ.
14ـ السِّوَاكُ.
15_ تَذَوُّقُ الطَّعَامِ بِاللِّسَانِ دُونَ البَلْعِ، للضَّرُورَةِ.
16ـ اسْتِخْدَامُ مَعْجُونِ الأَسْنَانِ.
17ـ مُرَطِّبُ الشَّفَتَيْنِ دون ابتلاعه او وجود طعمه
18ـ السيرومُ الوَرِيدِيُّ بِكُلِّ أَنْوَاعِهِ.
19ـ القَيْءُ غَيْرُ المُتَعَمَّدِ.
20ـ الأَكْلُ وَالشُّرْبُ نَاسِيَاً.
21ـ الإِبَرُ تَحْتَ الجِلْدِ.
22ـ الغَسِيلُ الكلوي إِنْ كَانَ مِنَ الوَرِيدِ.
23ـ طُلُوعُ الفَجْرِ قَبْلَ الغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ.
24ـ القُبْلَةُ.
25ـ الاغْتِسَالُ، وَالمَضْمَضَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ.
26ـ اسْتِنْشَاقُ المُخَاطِ إلى الأَنْفِ أَو الجَوْفِ إِنْ لَمْ يُمْكِنِ التَّحَرُّزُ مِنْهُ.
27ـ الحِجَامَةُ وَسَحْبُ الدَّمِ.
28ـ إِبْرَةُ تَخْدِيرِ الأَسْنَانِ.
29ـ الغَرْغَرَةُ بِالمَاءِ، مَعَ الاحْتِرَازِ مِنَ ابْتِلَاعِ شَيءٍ مِنَ المَاءِ أَو الدَّوَاءِ.

*الأُمُورِ التي تُفَطِّرُ الصَّائِمَ*

1ـ غَسِيلُ المَعِدَةِ، وَهُوَ إِدْخَالُ السيروم المِلْحِيِّ للمَعِدَةِ وَإِخْرَاجُهُ.
2ـ الحِقْنَةُ الشَّرْجِيَّةُ التي تُسْتَخْدَمُ للإِمْسَاكِ ـ التَّحَامِيلُ ـ.
3ـ قَطْرَةُ الأَنْفِ وَقَطْرَةُ الأُذُنِ.
4ـ بَخَّاخُ الرَّبْوِ.
5ـ بَخَّاخَاتُ الأَنْفِ.
6ـ غَازَاتُ الهَوَاءِ المُسْتَخْدَمَةُ للتَّنْوِيمِ أَو التَّخْدِيرِ.
7ـ القَيْءُ عَمْدَاً.
8ـ الدُّخَانُ.
9ـ الاسْتِمْنَاءُ بِاليَدِ.
10ـ الحَبَّةُ تَحْتُ اللِّسَانِ.
11ـ التَّحَامِيلُ.
12ـ الإِبَرُ المُغَذِّيَةُ.
13ـ دَوَاءُ الغَرْغَرَةِ إِذَا ابْتَلَعَ شَيْئًا مِنْهُ.
15ـ اسْتِنْشَاقُ البَخُّورِ عَمْدَاً مَعَ العِلْمِ
****
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
توجيه_العلماء_لحديث_إذا_سمع_أحدُكم.docx
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يدعْه حتى يقضي حاجته ". رواه أبو داود

يقول فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسن هيتو حفظه الله تعالى في كتابه فقه الصيام معلقاً على حديث أبي داود السابق :
وأما ما يقوله بعض الناس من أن الإنسان إذا كان على طعام وسمع النداء ، فإنه يتمه حتى يشبع ، أو كان يريد الشرب ، والكأس في يده ، فإنه يشرب حتى يرتوي ، فإنه كلام مخالف لهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة التي ذكرناها ، ومن فعل هذا فقد أفطر .
وأما ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يدعْه حتى يقضي حاجته ".
فقد قال البيهقي عقب روايته : وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادي قبل طلوع الفجر ، بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر ، ليكون موافقاً لحديث عائشة وابن عمر ، رضي الله عنهم ، قال :
وعلى هذا تتفق الأخبار .وهذا الذي قاله البيهقي هو الذي فهمه من قبله ، وأقره عليه من أتى بعده ، وهو الذي اتفق عليه أهل العلم لصحة الأحاديث السابقة وصراحتها في أن الطعام لا يجوز بعد المناداة والأذان للفجر .

هذا الحديث: (إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ) رواه أبو داود. *جاء في "علل ابن أبي حاتم" (رقم/340، 759): "قال أبي: هذا الحديث ليس بصحيح"* .
*وقال ابن القطان رحمه الله: "وهو حديث مشكوك في رفعه" انتهى من "بيان الوهم والإيهام" (2/ 282).*
* إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم "وقال البيهقي : هذا أرجح ، فإنه محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أن المنادِي كان ينادي قبل طلوع الفجر بحيث يقع شربُه قبل طلوع الفجر." ،*
وعلى فرض صحته فقد حمله العلماء على الأذان المشكوك في دلالته على طلوع الفجر، وفي قول آخر حُمل على الأذان الأول الذي يؤذن بليل وليس للفجر، أما الأذان الثاني (أذان طلوع الفجر حقيقة) فلا يحل الأكل بعده. *لذلك قال العلماء:* وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم : " إذا سمع أحدُكم النداء والإناء على يده .." ، خبراً عن النداء الأوّل ، ليكون موافقاً لما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : " لا يمنعَنَّ أحداً منكم أذان بلال من سحوره ، فإنما ينادى ليوقظَ نائمَكم و يرجع قائمكم -
وعلى المسلم أن يحتاط لدينه وعباداته فيتَّبع أقوال جماهير علماء الأمة، ويبتعد عن الأقوال الشاذة والمخالفة. والله تعالى أعلم.
قال الإمام النووي رحمه الله:
{فرع} ذكرنا أن من طلع الفجر وفي فيه طعام فليلفظه ويتم صومه فإن ابتلعه بعد علمه بالفجر بطل صومه وهذا لا خلاف فيه ودليله حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " رواه
البخاري ومسلم وفي الصحيح أحاديث بمعناه

(وأما) حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا سمع_أحدكم_النداء_والإناء_على_يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " وفي وراية " وكان المؤذن يؤذن إذا بزع الفجر " فروى الحاكم أبو عبد الله الرواية الاولي وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ورواهما البيهقي ثم قال وهذا إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علم أنه ينادى قبل_طلوع_الفجر بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر
قال: وقوله إذا بزغ يحتمل أن يكون من كلام من دون أبي هريرة أو يكون خبرا عن الأذان الثاني ويكون قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده " خبرا عن #النداء_الأول ليكون موافقا لحديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قال وعلى هذا تتفق الأخبار وبالله التوفيق والله أعلم.

ينظر المجموع للإمام النووي رحمه الله تعالى.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
https://www.tg-me.com/ahlussonna/2804
قال سليمان التيمي رحمه الله :
لو أخذت برخصة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله ..

و قال بعضهم : من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا

و قال الاوزاعي رحمه الله :
من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام
لفتة طيبة من الدكتور نمر السيد مصطفى نذكرها لاهميتها وتعلقها بالإمام الشافعي رحمه الله يقول:
ما عقيدة أهل الشام؟

إن عقيدة أهل الشام هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي اتفقت عليها الأمة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده مرورا بأئمة المسلمين وعلمائهم الذين حفظوا العلوم ونقلوها وحفظوا القرآن الكريم والقراءات والسنة النبوية والتفسير والفقه وأصول الفقه وطرق الاستدلال وألفوا الكتب وما زال العالم الإسلامي يدرس علومهم..
فعقيدة أهل الشام هي عقيدة أولئك العلماء والسلف الصالح.
فإن قيل:
أليس عقيدة أهل الشام هي العقيدة الأشعرية؟
والأشعرية هي علم الكلام وعلم الكلام مذموم وقد ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة وغيرهم من السلف؟
فالجواب:
إن الإمام الشافعي وأبو يوسف رحمهما الله وغيرهم من السلف عندما ذموا علم الكلام كانوا على حق وجميع علماء المسلمين منذ عهد السلف إلى يومنا هذا ومنهم علماء الشام يذمون علم الكلام الذي ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف رحمهما الله !
فعلم الكلام الذي ذمه الإمام الشافعي وأبو يوسف وسائر السلف الصالح لا علاقة له بذم الأشاعرة لا من قريب ولا بعيد ومن ظن أنه يذم الأشاعرة فبسبب ابتعاده عن العلم لأن هذا الذم كان قبل ولادة الإمام أبي الحسن الأشعري وكان موجها إلى المعتزلة الذين أخذوا بعلم الكلام وقدموا من خلاله العقل على الكتاب والسنة وصاروا يتطاولون على أهل السنة والجماعة من أهل الحديث النبوي ويزعمون أنهم أهل العقول والفهم والفكر وأن أهل الحديث بسطاء سطحيون لا حجة لديهم وظل أهل الحديث يعانون من المعتزلة حتى ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري فدرس علم الكلام ثم رد بإبداعه وذكائه عليهم وفند حججهم بعلم الكلام ذاته الذي طوعه لموافقة الكتاب والسنة وعلم الكلام علم سيال أي يمكن تطويع قواعده للاحتجاج على الفريق الآخر وعند ذلك اندحر المعتزلة وأعز أهل الحديث الذين هم أهل السنة والجماعة وارتفع شأنهم وأذل المعتزلة والمبتدعة فكان فضله كبيرا في الإسلام قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: (كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى نشأ الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم) أي أذلهم وأبطل حججهم.
وقد أوضح الإمام أبو الحسن الأشعري منهجه فقال: (قولنا الذي نقول به وديانتنا التي بها ندين التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل نضر الله وجهه قائلون)
فكان جميع المسلمين على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري الذي يتفق مع عقيدة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حتى في عام ٤٠٨ في عهد الخليفة العباسي القادر اجتمع المسلمون كلهم على هذه العقيدة التي صاغها العلماء وسموها العقيدة القادرية نسبة إلى اسم الخليفة ليجتنب المسلمون عقيدة المعتزلة والقدرية والمجسمة والمعطلة ونحوهم
ثم في عهد نظام الملك اجتمع المسلمون قاطبة على العقيدة النظامية التي صاغها الإمام الجويني وهي العقيدة الأشعرية وهي لا تختلف عن العقيدة القادرية إلا أن القادرية كانت مختصرة والنظامية (أي الأشعرية) موسعة.
على أن مسائل العقيدة لا ينبغي أن يخوض بها إلا العلماء وأهل الاختصاص للرد على الفرق المبتدعة والإلحادية وأما سائر المسلمين فقد صاغ لهم الإمام الجويني العقيدة الأشعرية في سطرين وهي:
(من اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهو مشبه ومن اطمأن إلى النفي المحض فهو معطل
وإن قطع بموجود اعترف بالعجز عن إدراك حقيقته فهو موحد)
أي من شبه الله بشيء من المخلوقات فهو مشبه قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الشورى. 11)
ومن نفى أو أنكر أي صفة وصف الله بها نفسه فهو معطل وأما العقيدة الصحيحة فهي أن نؤمن بكل ما وصف الله به ذاته على مراده وما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد نبيه صلى الله عليه وسلم دون تشبيه ولا تجسيم ولا تعطيل.
ولا يجوز أن نخوض في صفات الله تعالى وإنما الإيمان هو أن نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة ونفوض المعاني لله تعالى
وقد جاء رجل اسمه صبيغ في عهد عمر رضي الله عنه فصار يسأل مثل هذه الأسئلة في العقيدة فضربه عمر على رأسه فقال ذهب الذي برأسي يا أمير المؤمنين. لأن الخوض في ذلك حرام.
فالتفويض هو الإيمان الذي نلقى به الله تعالى وهو العقيدة التي كان عليها المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا
على أن علماء الشام يتميزون بأن علومهم متصلة بالسند إلى الصحابة الكرام وقد دخل الشام عشرة الآلاف صحابي رضي الله عنهم كانوا ينشرون العلم وما زال علمهم يتوارث من جيل إلى جيل والشام قبلة العلماء وطلبة العلم منذ عهد الصحابة إلى يومنا هذا لذا وردت أحاديث كثيرة في فضل الشام منها قوله صلى الله عليه وسلم ( إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو نور ساطع عُمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام).
فعقيدة الأشاعرة هي عقيدة السلف الصالح وجميع علماء المسلمين التي تسمى عقيدة أهل السنة والجماعة.
الشيخ نمر السيد مصطفى.
التراويح عشرون ركعة بإجماع الصحابة الكرام رضي الله عنهم
فيأتي الذين يدعون اتباع السلف ويردون إجماع الصحابة رضي الله عنهم ويخالفون اجماع الصحابة رضي الله عنهم وياخذون باراء بعض الشيوخ المعاصرين فهل نأخذ بآراء هؤلاء المشايخ المعاصرين مهما علا شأنهم
ونترك اجماع الصحابة الكرام رضي الله عنهم واتفاق المذاهب الأربعة قبل أربعة عشر قرنا إلى اليوم
حتى ظهرت هذه الفرقة التي خالفت اجماع الامة ويرفعون شعار اتباع السلف الصالح
وهنا نشير ان من اراد ان يصلي ثمان ركعات فليصل او اقل او اكثر ولا حرج عليه
والمصيبة فيمن يتهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة السنة المطهرة عندما يقول ويدعي جهلا ان السنة ثمان ركعات والزيادة عليها بدعة
اللهم وفقنا للصواب وسدد ألسنتنا وقلوبنا
أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ
#البيان_الصريح_في_مشروعية_الذكر_بين_التراويح #سلسلة_المسائل_العلمية : #المسألة_الثامنة_والثلاثون 📝البيان الصريح في مشروعية الذكر بين التراويح - الاستراحة -التسبيحات -الطواف لأهل مكة والزيادة لأهل المدينة -تأصيل الأذكار -الذكر بعد الوتر - الصلاة على النبي…
ما حكم قراءة سورة الإخلاص في استراحة التراويح بين كل 4 ركعات؟

الجواب:
أصل مشروعية صلاة التراويح قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم
وسميت سنة قيام رمضان بصلاة التراويح نسبة إلى الترويحة أي الاستراحة التي كان يفعلها السلف بين كل تسليمتين.
قال الإمام زكريا الأنصاري: (وسميت كل أربع منها ترويحة، لأنهم كانوا يتروحون عقبها، أي يستريحون) أسنى المطالب1/200
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وسميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين) الفتح 4/250
وقد نص على مشروعية الاستراحة واستحبابها أئمة المذاهب الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ونقلوا ذلك عن السلف
جاء في الموسوعة الكويتية 27/144: (اتفق الفقهاء على مشروعية الاستراحة بعد كل أربع ركعات، لأنه المتوارث عن السلف، فقد كانوا يطيلون القيام في التراويح، ويجلس الإمام والمأمومون بعد كل أربع ركعات للاستراحة)
ولا شك أن السلف كانوا يغتنمون الاستراحة في الذكر وتلاوة القرآن وغير ذلك من الطاعات
وثبت عن السلف من أهل مكة أنهم كانوا يطوفون سبعاً بين كل ترويحتين كما حكى الإمام مالك رحمه الله تعالى
قال الكاساني: (ومنها: أن الإمام كلما صلى ترويحة قعد بين الترويحتين قدر ترويحة يسبح ويهلل ويكبر، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو) البدائع 1/291
وفي مساجد حماه توارث الناس قراءة (الصمدية) أي سورة الإخلاص ثلاث مرات في الاستراحة بعد كل تسليمتين وقد صلى في هذه المساجد العلماء المعتبرون ولم ينكروا ذلك على الناس ..
فقراءة الصمدية لا تسمى بدعة كما يزعم البعض لأن البدعة أمر مخترع في الدين على خلاف قواعده
وذكر الله تعالى أو قراءة القرآن بين ركعات التراويح لا يخالف قواعد الدين، بل هو ما جرى عليه فعل السلف الصالح

فقراءة سورة الإخلاص بعد التراويح الجهر مستحب لعموم الأدلة فيها :

- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا الْمُعَوِّذَاتِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ»
رواه أحمد والنسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم على شرط مسلم
والمعوذات تشمل سورة الإخلاص وسميت بذلك للتغليب
- روى البحاري في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ»
فدل على انهم كانوا يجهرون بالذكر دبر الصلوات مع النبي صلى الله عليه وسلم
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟» فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن»
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وغيرهم
- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَوْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ قَرَأَ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ». رواه الطبراني بأسانيد احدها جيد
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ: مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِلِهِ، وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ))
رواه الطبراني وابو يعلى بسند ضعيف
2025/03/09 02:45:00
Back to Top
HTML Embed Code: