Telegram Web Link
عن محمد بن علي بن حرب المروزي، قال: سمعتُ أبا وهبٍ يقول: قلت لابنِ المُباركِ: كم نُضيِّعُ فراغَنا في طلبِ العلمِ، فمتى نعملُ؟
فقال: يا أبا وهبٍ، طَلبُ العِلمِ عَملٌ.
فقلتُ له: فَسَدَ الناسُ يا أبا عبد الرحمن.
قال: الأمرُ بعدُ صالِحٌ ما دام في الناسِ مَن يَطلبُ الحديث.

[ ذم الكلام ]

أبو وهب هو محمد بن مزاحم العامري المروزي
قال ابن عبد الهادي المعروف بابن المِبرد في «جمع الجيوش» (ص265): أمَّا ما ذُكر من نهي النبي صلى الله عليه وسلم مِن الاغتياب؛ فهذا ليس هو مِن الاغتياب، وأنما هذا مِن الدينِ، الكلامُ في المبتدع وإظهار بدعته، والكذَّاب وبيان كذبه مِن الدينِ المُتعيَّن.
وأمَّا ما ذُكر مِن أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن سبِّ الأموات، فإن ذلك على وجه التحذير مِن أن يُتَّبع غير مُمتنع، والانتصار لأهلِ البدع أمر مذمومٌ أذمُّ مِن السبِّ.
عن مولى لأبي مسعود الأنصاري قال: دخل أبو مسعود على حذيفة رضي الله عنهما فقال: اعهد إلي،
فقال له: ألم يأتك اليقين؟
قال: بلى وعزة ربي ،
قال: فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ‌ما ‌كنت ‌تنكر ، وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون فإن دين الله واحد

وفي «الإبانة الكبرى» (600) عن إبراهيم, قال: كانوا يكرهون التلوُّنَ في الدِّين.

وفيه (28) قال عَديُّ بن حاتم رضي الله عنه: إنكم لن تزالوا بخيرٍ ما لم تَعرِفوا ما كنتم تُنكِرونَ، وتُنكِروا ما كنتم تَعرِفون، وما دامَ عالِمُكم يَتكلَّمُ بينكم غيرَ خائفٍ.

وفي «الحلية» (3/214) عن محمد بن كعب القُرظي، أنه سُئِلَ: ما علامة الخُذلان؟ قال: أن يستقبحَ الرجل ما كان يستحسن، ويستحسنُ ما كان قبيحًا.

قال ابن تيمية في «الانتصار لأهل الأثر المطبوع باسم «نقض المنطق» (ص72): أنك تجدُ أهلَ الكلام أكثرَ الناس انتقالًا من قولٍ إلى قول، وجزمًا بالقول في موضعٍ وجزمًا بنقيضه وتكفير قائله في موضعٍ آخر، وهذا دليلُ عدم اليقين؛ فإن الإيمانَ كما قال فيه قيصرُ لما سأل أبا سفيان عمَّن أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم: «هل يرجعُ أحدٌ منهم عن دينه سَخْطةً له بعد أن يدخل فيه؟ قال: لا. قال: وكذلك الإيمانُ إذا خالط بشاشتُه القلوبَ لا يَسْخَطُه أحد».
ولهذا قال بعض السَّلف ــ عمرُ بن عبد العزيز أو غيرُه ــ: «من جعَل دينَه غَرَضًا للخصومات أكثَر التنقُّل».
قال عصام بن يوسف البلخي:

عليكم بالآثارِ، وإيَّاكُم والرأيَ، فإنَّ أصحابَ الرأيِ أعداءُ السنَّةِ، أَعيتْهم الأحاديثُ أن يَحفظوها، فـ(إن)، و(إن)، و(أرأيتَ)؛ لا يكونُ عِلمًا.

[ ذم الكلام ]
عن الحسن البصري رحمه الله قال: رب نظرة أوقعت في قلب صاحبها شهوة ورب شهوة أورثت صاحبها حزنًا طويلًا.

[الزهد للإمام أحمد]

وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: كثرة النظر إلى الباطل، تذهب بمعرفة الحق من القلب.

[الحلية]

وقال بعضهم:
وكنتَ متى أرسلتَ طرْفَك رائدًا ... لقَلْبك يومًا أتعبتْكَ المناظرُ

رأيتَ الذي لا كُلُّه أنتَ قادرٌ ... عليه ولا عن بعضه أنتَ صابرُ

[عيون الأخبار]

وانظر هنا لمزيد فائدة
رد الأخ أبي عبد الله الرملي على المهون من بدعة المعتزلة وأنهم لم يكفرهم أئمة أهل السنة لأنهم إنما أرادوا تنزيه الله تعالى! وإبطال مزاعمه بالحجة والبرهان

https://www.tg-me.com/alramle5/1361
Forwarded from آثار وفوائد
كيف أصبحت ؟!

سلمان الفارسي (ت. حوالي 33 هـ)
سأل رجل سلمان الفارسي – صبيحة بناءه بأهله -: يا أبا عبد الله كيف أصبحت، كيف رأيت أهلك؟ فسكت، فأعاد القول، فسكت عنه. ثم قال: ما بال أحدكم يسأل عن الشيء قد وارته الأبواب والحيطان، إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء، أجيب أو سكت عنه.
(الحلية لأبي نعيم من طريق الحجاج بن فروخ).

أويس القرني (ت. ~ 37 هـ)
عن الشعبي قال: مر رجل من مراد على أويس القرني فقال كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحمد الله، قال: كيف الزمان عليك؟ قال كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أن لا يمسي، وإن أمسى ظن أن لا يصبح، فمبشر بالجنة، أو مبشر بالنار. يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يدع لمؤمن فرحا، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا، وإن قيامه بالحق لم يترك له صديقا.
(الحلية لأبي نعيم).

عائشة أم المؤمنين (ت. 58 هـ)
كانت إذا سُئلت: كيف أصبحت؟ قالت: «صالحة والحمد لله!»
(طبقات ابن سعد، مصنف ابن أبي شيبة).

الربيع بن خثيم (ت. 65 هـ)
قيل للربيع بن خثيم: كيف أصبحت يا أبا يزيد؟ يقول: «أصبحنا ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا».
(الزهد لوكيع، الزهد لهناد).

شريح القاضي (ت. 78 هـ)
إذا سُئل: كيف أصبحت؟ قال: «بنعمة من الله».
(طبقات ابن سعد 8743).

إبراهيم النخعي (ت. 96 هـ)
كان يُسْأل كيف أصبحتَ أو أصبحتم؟ قال: {بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [سورة آل عمران: 171].
(الطبقات لابن سعد).

أبو تميمة الهجيمي (ت. نحو 97 هـ)
قيل له: كيف أصبحت؟ قال: «بين نعمتين: ذنوب سُترت، ومودة قُذفت في قلوب العباد ولم أبلغها بعملي».
(مصنف ابن أبي شيبة، الشكر لابن أبي الدنيا 40).

عمر بن عبد العزيز (ت. 101 هـ)
قيل له: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: «أصبحت بطينًا بطيئًا متلوثًا في الخطايا، أتمنى على الله الآمال».
(سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم).

عامر الشعبي (ت. 100 هـ)
عن ابن عون قال: مررت بعامر الشعبي وهو جالس بفنائه فقلت: كيف أنت؟ فقال: كان شريح إذا قيل له: كيف أنت؟ قال: بنعمة -ومد إصبعه السبابة إلى السماء-.
(مصنف ابن أبي شيبة).

الحسن البصري (ت. 110 هـ)
جاء رجل إليه فقال: كيف أصبحت؟ قال: «أصبحت بين نعمتين؛ نعمة سُتر علي ذنبي، ونعمة وقعت في ألسن الناس يقولون ما ليس يرون مني».
(أخبار الشيوخ للمروذي، حلية الأولياء 2/346).

محمد بن واسع (ت. 123 هـ)
قيل له: كيف أصبحت؟ قال: «قريبًا أجلي، بعيدًا أملي، سيّئًا عملي». وقال أيضًا: «ما ظنك برجل يرحل كل يوم إلى الآخرة مرحلة».
(حلية الأولياء، مصنف ابن أبي شيبة).

يونس بن عبيد (ت. 139 هـ)
قيل له: كيف أصبحت؟ قال: «بين نعمتين لا أدري أيهما أفضل: ذنوب سترها الله، ومودة قذفها الله في قلوب العباد».
(زوائد الزهد لأحمد، مصنف ابن أبي شيبة).

عبد العزيز بن أبي رواد (ت. 159 هـ)
قال رجل لعبد العزيز بن أبي رواد: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت والله فى غفلة عظيمة عن الموت مع ذنوب كثيرة قد أحاطت بى، راحل يسرع كل يوم في عمري، ومؤمل لست أدري على ما أهجم، ثم بكى.
(الحلية لأبي نعيم).

الفضيل بن عياض (ت. 187 هـ)
قيل له: كيف أصبحت؟ قال: «في عافية». ثم سُئل عن حاله فقال: «كيف حال من كثرت ذنوبه وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده؟».
(حلية الأولياء).

المغيرة بن حبيب (أبو صالح الأسدي، ختن مالك بن دينار)
قيل له: كيف أصبحت؟ قال: «مغرقين في النعم، موقرين من الشكر، يتحبب إلينا ربنا وهو عنا غني».
(الشكر لابن أبي الدنيا، حلية الأولياء).

الإمام الشافعي (ت. 204 هـ)
قيل له وهو مريض: كيف أصبحت؟ قال: «أصبحت من الدنيا راحلًا، وللإخوان مفارقًا، ولسوء أفعالي ملاقيًا». ثم أنشد: «فلما قسى قلبي وضاقت مذاهبي … جعلت الرجا مني لعفوك سلما».
(مناقب الشافعي للبيهقي).

أحمد بن حنبل (ت. 241 هـ)
قيل له: كيف أصبحت؟ قال: «كيف يصبح من ربه يطالبه بالفرض، ونبيه بالسنة، وإبليس بالفحشاء، وملك الموت بالروح؟».
(طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى).

حكيم من الحكماء
كتب حكيم إلى حكيم: يا أخي كيف أصبحت؟ فأجاب: «أصبحت وبنا من نعم الله ما لا نُحصيه، مع كثرة ما نعصيه، فما ندري أيها نشكر، جميل ما ينشر، أو قبيح ما يستر؟».
(الشكر لابن أبي الدنيا).

وفيه آثار أخرى تحمل هذا المعنى: "كيف أصبحت؟"، واستقصاؤها صعب. وأشكر أخي أبا سليمان عبد الله التميمي، الذي ساعدني في هذا المنشور وأفادني وصححه لي.
قال حرملة بن يحيى: سمعتُ الشافعي يُفسِّرُ حديثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «التَّسبيحُ للرِّجالِ، والتَّصفيقُ لِلنِّساءِ»،
قال: لأنَّ صوتَ المرأةِ يَفتنُ في غيرِ صلاةٍ، فكَرِهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تكونَ في الصلاةِ تَفتِنُ الناسَ بصوتِهَا.
[آداب الشافعي ومناقبه]
فضائل القرآن والسور وذكر شيء من أخلاق أهله


نسخة مصورة ومكتوبة 👇
الحق لا يضيع

قال ‌البويطي: قلت للشافعي: ‌

إنك ‌تتعنَّى في تأليف الكتب وتصنيفها، والناس لا يلتفتون إليك ولا إلى تصنيفك!

فقال لي: إن هذا هو الحق، والحق لا يضيع.

[ تاريخ دمشق ]
— تفسير أبي الخطاب قتادة السدوسي — [نسخة معدلة]



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،


فهذه إعادة لرفع " تفسير قتادة السدوسي "
بعد قرابة سنة من المراجعة


فقد روى أبو الشيخ في " النوادر والنتف "،

عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال :
" صحة الكتاب أن يرى فيه اللّحاق والإصلاح والمحو ".


وسأقوم بحذف النسخة القديمة واعتماد هذه الأخيرة


وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


👇
عن أحمد بن خالد، قال: كنا عند الشافعي يومًا، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، عِبْتَ على الكوفيين أن تكلموا برأيهم - وذكر جماعة منهم - ، وهذا مالك والثوري قد تكلما بالرأي. فقال: مُتَعْتُ بكَ، إن هؤلاء الذين ذكرت مأمونين على عقد الدين.
[ذيل المناقب 74]
وانظر هنا
[لأول مرة في الشبكة بصيغة الشاملة القديمة bok]

ذيل مناقب الشافعي

(ذكر ما بلغنا عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه من الحكايات التي لم نخرجها في كتاب المناقب أو خرجناها فيه بإسناد آخر)

تأليف أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)

دراسة وتحقيق أبي عامر عبد الله شرف الدين الداغستاني

الطبعة الأولى
1443 هـ - 2022 م
2025/04/07 04:52:34
Back to Top
HTML Embed Code: