Telegram Web Link
الحلقة الرابعة والعشرون
#الاستقامة

روى الإمام مسلم في صحيحه عن سفيان بن عبد الله الثّقفيّ قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال صلى الله عليه وسلم: "قل: آمنت بالله، ثمّ استقم".
الاستقامة كلمة جامعة، تأخذ بمجامع الدّين والدّنيا، وتتحقّق بها معالي الأمور، وأعلى الدّرجات والأجور، وبها يكمل الإيمان، ويضمن الأمن يوم البعث والنّشور، وتعمّ الخيرات والبركات، ويسعد الأفراد

قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأحقاف:13-14).
وقال أبو بكر الصّدّيق -رضي الله عنه-: لم يشركوا بالله شيئا، ولم يلتفتوا إلى إله غيره، ثمّ استقاموا على أنّ الله ربّهم. ويقول الحسن البصريّ -رحمه الله-: استقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته. ويقول عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنّهي، ولا تروغ روغان الثعلب

وفي الصّحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: "لن ينجّي أحدا منكم عمله"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: "ولا أنا، إلاّ أن يتغمّدني الله برحمة منه وفضل، فسدّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدّلجة، والقصد القصد تبلغوا"؛ ولأجل هذا فقد أرشد النبيّ الكريم –صلى الله عليه وسلم- أمّته بقوله: "استقيموا ولن تحصوا" (رواه مسلم)، وبقوله –صلى الله عليه وسلم-: "سدّدوا وقاربوا" (متفق عليه). والسّداد هو حقيقة الاستقامة، وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد؛ وأعظم من ذلك وأجلّ قول الحقّ تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} (فصلت من الآية:6). وهو توجيه إلهيّ كريم لجبر ما قد يحصل من ضعف بشريّ، وقصور إنسانيّ.

ولقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام -رضي الله عنهم- بالاستقامة، وهو صفوة الخلق، وهم أفضل الأمّة، قال سبحانه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (هود:112-113).


وانظروا إلى هذا المثال التقريبي للاستقامة قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: خطّ لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خطّا، ثمّ قال: "هذا سبيل الله"، ثمّ خطّ خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثمّ قال: "هذه سبل (متفرّقة) على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه"، ثمّ قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:153). (رواه أحمد والدّارميّ والحاكم بإسناد صحيح).


ورمضان فرصة فريدة للتدريب على هذه العبادة والسعي للدرجات العالية فيها فالله الله في الاستقامة بعد رمضان
VID-20240403-WA0000 (1).mp4
2.3 MB
‏فيديو من عبدالحميد للحج والعمرة
تسجيل جديد 10
‏مقطع صوتي من فرست للبيع والشراء
الحلقة الخامسة والعشرون
#المجاهدة

مجاهدة النفس من أهم المهمات، وهو الجهاد الأكبر وهو حق الجهاد، وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله». (رواه أحمد)، وقال بعض الصحابة رضي الله عنهم لمن سأله عن الجهاد: ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها.

إن الله أمر بمجاهدة النفس على لزوم الطاعة، والبعد عن المعصية، فقال تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [الحج: 78]. قال عبد الله بن المبارك: هو مجاهدة النفس والهوى، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

ولجهاد النفس مراتب ينبغي معرفتُها؛ قال ابن القيم -رحمه الله-: " جهاد النفس على أربع مراتب:

#الأولى: مجاهدتها على تعلُّم الهدى ودين الحق،
#الثانية: مجاهدتها على العمل به بعد علمه،
#الثالثة: مجاهدتها على الدعوة إلى الحق،
#الرابعة: مجاهدتها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله...

فإذا استكمل هذه المراتب الأربع، صار من الربَّانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يُسمَّى ربانيًّا حتى يعرف الحق، ويعمل به ويعلمه، فمن علِم وعمل وعلَّمَ فذاك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات".

صدق الشاعر حين قال:
وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ انْ تهْمِلْهُ شَب عَلَى
حب الرضَاعِ وَانْ تفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ 


#واعلم
أن مجاهدة النفس أولها صعبٌ وأخرها عذبٌ، قال أحد الصالحين: سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فما زلت أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك.

#النبي_القدوة
فقد كان النبي خيرَ قدوة في مجاهدة النفس، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً». (متفق عليه) فلم يكون صلى الله عليه وسلم يركن لعفو ربه أو منزلته عند سيده ومواله بل كان يجتهد بأبي وأمه رسول الله أكثر من غيره في طاعة الله سبحانه


#صور_مشرقة
عن أبىّ بن كعب رضى الله عنه قال: «كان رجل لا أعلم رجلاً أبعدَ من المسجد منه وكانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفى الرمضاء، فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جمع الله لك ذلك كُلَّهُ» (رواه مسلم).  

#نصيحتي : عليكم -أيها الصائمون- بالصبر على أداء الطاعات، ومجاهدة النفس على ذلك، وخاصة في هذا الشهر الفضيل فإنه لا يتم الإيمان إلا بالصبر، قال ابن رجب -رحمه الله-:" وأعظم مجاهدة النفس على طاعة الله عمارة بيوته بالذكر والطاعة".

#عبدالحميددحابه
#للتاريخ :

والله ثم والله*
إنه انتصار عظيم
لأمة الإسلام وأهلها
أن تستمر حرب ستة أشهر بين قوى عظمى تمتلك كل أسلحة الدمار برا وجوا وبحرا *وثلة مؤمنة بسيطة* لا تمتلك إلا ما صنعته الأيادي الصادقة "بدون إعلان منتصر فيها"

#عبدالحميددحابه
‏صورة من فرست للبيع والشراء
نصر عجيب
حدث أسطوري
مليون شخص في رفح
خلال ستة أشهر من الحرب
إلى درجة أن مجموع قنابل ذرية ضرب عليهم ولا أحد منهم يريد الخروج من رفح *غزة* إلى مصر نهائيا
#عبدالحميددحابه
الحلقة السادسة والعشرون
#الشكر_لله


شُكْرُ النِّعْمَةِ من أجل وأطيب الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم، وهي من مكارم الأخلاق. الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير

لغة /  الاعترافُ والامتنانُ بِمَا قَدَّمْتَ. 

اصطلاحاً
الجزاء على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان.

كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم عليه السلام-:
في سورة النحل ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٢٠ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٢١﴾ [النحل:120–121].[3] 
ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، في سورة الإسراء فقال: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ٣﴾ [الإسراء:3][3] 

وفي الحديث قال رسول الله ﷺ: (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر اللهالبيهقي.

وقال رسول الله ﷺ: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) مسلم والترمذي وأحمد].

وقال عمر بن عبد العزيز عن الشكر: تذكروا النعم؛ فإنَّ ذكرها شكرٌ. والرضا بقضاء الله شكر.

أركان الشكر :
الاعترافُ بالنعم باطنًا مع محبَّة المُنعِم.
التحدُّثُ بها ظاهرًا مع الثناء على الله.
صرفُها في طاعة الله ومرضاته واجتناب معاصِيه.

وعلى المسلم أن يشكر ربه بالمحافظة على نعمه واستخدمها في طاعته ومساعدة الناس بها على طاعته وخاصة في رمضان فالاعمال الصالحة تضاعف.

#عبدالحميددحابه
2024/09/28 01:32:46
Back to Top
HTML Embed Code: