Telegram Web Link
في حكم الاحتفال برأس #السنة_الميلادية

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فيجدر التنبيهُ ـ أوَّلًا ـ إلى أنه ليس للإسلام رأيٌ في المسائل الفقهية والعَقَدية على ما جاء في سؤالكم؛ لأنَّ الآراء تُنْسَبُ لأهلِ المذاهب الاجتهادية المختلِفة، وإنما للإسلام حكمٌ شَرْعِيٌّ يتجلَّى في دليله وأمارته.

ثمَّ اعْلَمْ أنَّ كُلَّ عملٍ يُرادُ به التقرُّبُ إلى الله تعالى ينبغي أَنْ يكون وَفْقَ شَرْعِه وعلى نحوِ ما أدَّاهُ نبيُّهُ صلَّى الله عليه وسلَّم، مُراعِيًا في ذلك الكمِّيةَ والكيفية والمكان والزمان المعيَّنة شرعًا، فإِنْ لم يَهْتَدِ بذلك فتحصلُ المُحْدَثاتُ التي حذَّرَنا منها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قوله: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»(١)، وقد قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ﴾ [الحشر: ٧]، وقال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣﴾ [النور].

والاحتفالُ بمولِدِ المسيحِ ـ عند النصارى ـ لا يختلف حكمُه عن حكمِ الاحتفال بالمولد النبويِّ؛ إذ لم يكن موجودًا على العهد النبويِّ، ولا في عهدِ أصحابِه وأهلِ القرون المفضَّلة، وإنَّ كُلَّ ما لم يكن على عهدِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابِه دِينًا لا يكون اليومَ دِينًا على ما أشارَ إليه مالكٌ ـ رحمه الله ـ لمَّا قال: «مَنِ ابْتَدَعَ فِي الإِسْلَامِ بِدْعَةً يَرَاهَا حَسَنَةً فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم قَدْ خَانَ الرِّسَالَةَ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗا﴾ [المائدة: ٣]»(٢). فضلًا عن أنَّ مِثْلَ هذه الأعمالِ هي مِنْ سُنَنِ أهلِ الكتاب مِنَ النصارى الذين حذَّرَنا الشرعُ مِنِ اتِّباعِهم بالنصوص الآمرة بمُخالَفتهم وعدَمِ التشبُّه بهم؛ لذلك ينبغي الاعتصامُ بالكتاب والسنَّة اعتقادًا وعلمًا وعملًا؛ لأنه السبيلُ الوحيدُ للتخلُّص مِنَ البِدَعِ وآثارِها السيِّئة».

🔗 http://ferkous.com/home/?q=fatwa-161 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1420

الجزائر في: ٢٤ شعبان ١٤١٦ﻫ
الموافق ﻟ: ١٥ جانفي ١٩٩٦م

(١) أخرجه أبو داود في «السنَّة» بابٌ في لزوم السنَّة (٤٦٠٧)، والترمذيُّ في «العلم» بابُ ما جاء في الأخذ بالسنَّة واجتنابِ البِدَع (٢٦٧٦)، وابنُ ماجه في «المقدِّمة» بابُ اتِّباعِ سنَّةِ الخلفاء الراشدين المهديِّين (٤٢)، مِنْ حديثِ العرباض بنِ سارية رضي الله عنه. وحسَّنه البغويُّ في «شرح السنَّة» (١/ ١٨١)، والوادعيُّ في «الصحيح المسند» (٩٣٨)، وصحَّحه ابنُ الملقِّن في «البدر المنير» (٩/ ٥٨٢)، وابنُ حجرٍ في «موافقة الخُبْر الخَبَر» (١/ ١٣٦)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٥٤٩) وفي «السلسلة الصحيحة» (٢٧٣٥)، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه ﻟ: «مسند أحمد» (٤/ ١٢٦).

(٢) ذَكَره الشاطبيُّ في «الاعتصام» (١/ ٢٨).
في الاحتفال بـ #فصول_السنة

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فاعْلَمْ ـ وفَّقَك اللهُ لكُلِّ خيرٍ ـ أنَّ الفرق بين العبادة والعادة: أنَّ العبادةَ يُلْتَمَسُ مِنْ ورائِها الأجرُ والثواب والتقرُّبُ إلى الله سبحانه وتعالى بسائرِ أنواعِ الطاعات، وهي لا تصحُّ إلَّا بما شَرَعَ اللهُ تعالى، فكُلَّما وُجِدَتْ هذه المعاني أُضِيفَتْ إلى العبادة، أمَّا إذا خَلَتْ منها فهي إلى العادةِ أَقْرَبُ، ولَمَّا كانَتْ هذه الاحتفالاتُ وتخصيصُ أيَّامها بالأكل والشرب والإطعام والفرحة على سبيل الاعتياد والدوام؛ جانَسَتْ بشَكْلِها أعيادَ المسلمين التي يُتوخَّى مِنْ ورائها الْتماسُ الأجرِ وتحقيقُ المودَّة والقُرْبةِ والألفة والاجتماعِ في ذلك اليوم أكلًا وشربًا ولهوًا، وما إلى ذلك ممَّا يُعْرف في الأفراح؛ لذلك فالقولُ بأنها عادةٌ فقط غيرُ صحيحٍ لِمُلابَستها لأفعالِ أعيادِ أهلِ الإسلام، وأهلُ الإسلام ليس لهم إلَّا عيدانِ: عيدُ الأضحى وعيدُ الفطر.

ومِنْ جهةٍ أخرى فإنَّ الاحتفال بفصول السَّنَة هو أَشْبَهُ بالاحتفال بالنجوم الذي كانَتِ الصابئةُ تفعله على أنها مؤثِّرةٌ فاعلةٌ في الإيجاد والخَلْق، ومثلُ هذا الاعتقاد يُنَافي التوحيدَ لكونه شركًا أكبر، ومثلُ هذه العاداتِ ـ إذا حَمَلْناها على كونها مجرَّدةً عن العبادة ـ معروفةٌ عند النصارى؛ حيث يعظِّمون مَطْلَعَ الربيعِ باحتفالهم لخصوصياتِ ثمارِ الربيع كالكَرَزِ والفرولة وغيرِها ممَّا ينبت وينضج في فصلِ الربيع. ولا شكَّ أنَّ التشبُّه بالصابئة والنصارى ومَنْ يُشاكِلهم لا يجوز، وذلك ـ فضلًا عن جَعْلِ ما لم يَشْرَعْه اللهُ عِيدًا ـ معدودٌ مِنَ التقدُّم بين يَدَيِ الله ورسوله، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ [الحُجُرات: ١]؛ إذ كلُّ ما كان مِنْ أعيادِ الجاهلية أَبْطَله اللهُ تعالى، وذلك أنه لَمَّا قَدِمَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينةَ وَجَدَ للأنصار يومين يلعبون فيهما ويعتبرونهما عيدَيْن؛ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الفِطْرِ»(١)، كما أنَّ الاحتفال بمثلِ هذه المواسِمِ لم يكن معروفًا عند السلف الصالح، وما ذَكَرَها أهلُ العلم في كُتُبِهم، ولو كانَتْ خيرًا لَسَبَقونا إليها.

وَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفْ
وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَفْ».

🔗 http://ferkous.com/home/?q=fatwa-404 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1422


الجزائر في: ٩ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٧ أفريل ٢٠٠٦م

(١) أخرجه أبو داود في «الصلاة» بابُ صلاةِ العيدين (١١٣٤)، والنسائيُّ في «صلاة العيدين» (١٥٥٦)، مِنْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه. وصحَّحه ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (٢/ ٤٤٢)، والألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢٠٢١).
يقول تاجر سوداني :«كنت أعمل في التجارة مع صديقي السعودي ( سعود ) في مدينة بريدة .
وفي ذات يوم ذهبت لصلاة الجمعة في الجامع الكبير كعادتي .

فقال الإمام :«الصلاة على #الجنازة».

فتساءلنا:«من هو المتوفى؟».

فإذا هي الصدمة ، إنه صديق العمر سعود #توفي بسكتة قلبية رحمه الله في الليل ولم أعلم بالخبر
كان هذا الحادث عام 1415 هـ قبل الجوالات ووسائل الاتصال السريعة

صدمت بشدة ، وصلّينا على الجنازة ، على حبيبي وصديق عمري رحمه الله.

وبعد شهور من الحادث : بدأت أصفّي حساباتي المادية مع أبناء سعود وورثته .

وكنت أعلم أن سعود رحمه الله عليه دين بمبلغ 300 ألف ريال لأحد التجار فطلب مني التاجر أن أذهب معه للشهادة بخصوص الدين عند أبناء سعود وحيث أن الدين لم يكن مثبتًا بشكل واضح ، لأنه تم عبر عدة صفقات ، لم يتضح لأبناء سعود هل والدهم سدد ثمن الصفقات أم لا ؟

ورفض أبناء سعود التسديد ما لم يكن هناك أوراق ثابتة تثبت أن والدهم لم يسدد المبلغ .

ولأن العلاقة بيننا نحن التجار تحكمها الثقة ، لم يوثق ذلك التاجر مراحل التسديد بوضوح ، ولم تقبل شهادتي ،

وصارحني ابن سعود قائلاً:«لم يترك لنا والدي سوى 600 ألف ريال ، فهل نسدد الدين الذي لم يهتم صاحبه بإثباته ونبقى بلا مال ؟!».

دارت بي الدنيا وتخيلت صديقي سعود معلقًا في قبره مرهونًا بدينه !

كيف أتركك وأتخلى عنك يا صديق الطفولة ويا شريك التجارة !؟

بعد يومين لم أنم فيهما ، وكنت كلما أغمضت عيني بدت لي ابتسامة سعود الطيبة ، وكأنه ينتظر مني مساعدة .

عرضت محلي التجاري بما فيه من بضائع للتقبيل والبيع ، وجمعت كل ما أملك ، وكان المبلغ 450 ألف ريال ، وسددت دين سعود وبعد أسبوعين جاءني التاجر الدائن لسعود ، وأعاد لي مبلغ 100 ألف ريال وقال أنه تنازل عنها عندما عرف أني بعت بضاعتي ومحلي ، من أجل تسديد دين صديقي المتوفى .

التاجر الدائن ذكر قصتي لمجموعة من تجار بريدة ، فاتصل بي أحدهم وأعطاني محلّين كان قد حولهما لمخزن ، وذلك لأعود لتجارتي من جديد ، وأقسم لي أن لا أدفع ولا ريال !.

وما إن استلمت المحلين ونظفتهما ، إلا وسيارة كبيرة محملة بالبضائع ، نزل منها شاب صغير في الثانوية وقال : هذه البضائع من والدي التاجر فلان ، ويقول لك : عندما تبيعها تسدد لنا نصف قيمتها فقط ، والنصف الباقي هدية لك ، وكلما احتجت بضاعة فلك منا بضايع على التصريف .

أشخاص لا أعرفهم بدؤوا بمساعدتي

من كل مكان ، وانتعشت تجارتي أضعاف ما كانت قبل تلك الحادثة !

ونحن الآن في رمضان 1436 هـ ، والحمدلله لقد أخرجت زكاة مالي 3 ملايين ريال !

🍂 https://www.tg-me.com/abd_el_majid_ben_moussa/173
في حكم #الوجبات_الخاصة بالأعياد البدعية

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فاعْلَمْ أنَّ اللهَ تعالى أَبْطَلَ أعيادَ الجاهلية، وأَبْدَلَ أهلَ الإسلامِ بها عيدَيْنِ يجتمعون فيهما للذِّكْرِ والصلاةِ وهُما: عيدُ الفِطْرِ وعيدُ الأضحى؛ فقَدْ ثَبَتَ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لَمَّا قَدِمَ المدينةَ وَجَدَ للأنصار يومين يلعبون فيهما ويعتبرونهما عيدَيْن؛ فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الفِطْرِ»(١)، كما شَرَعَ اللهُ تعالى لأهلِ الإسلامِ الاجتماعَ للعبادةِ وذِكْرِ الله يومَ الجمعة ويومَ عَرَفةَ وأيَّامَ التشريق، أمَّا ما عدا ذلك فلا يجوز الاحتفالُ به، وسواءٌ في ذلك الأعيادُ الدينية: كعيدِ المسيح ورأسِ السنةِ الميلادية، وعيدِ الأُمِّ، والكرِسْمِسْ للنصارى، أو عيدِ اليوبيل لليهود، وكذلك أعياد الرافضة: كعيد الغدير، وعيد المعراج، وعاشوراء، وليلةِ أَوَّلِ شعبانَ وليلةِ نصفه، وليلةِ رجبٍ وليلةِ نصفه، والاحتفالِ بالمولد النبويِّ عندهم وعند المتصوِّفة، والاحتفالِ برأس القرن الهجريِّ ونحو ذلك، والأعيادُ الأخرى: كأعياد الميلاد، وأشباهُ ذلك مِنْ مُحْدَثاتِ الأمورِ التي سَلَكَ فيها كثيرٌ مِنَ المسلمين طريقَ أعداءِ الله مِنَ اليهود والنصارى وأَشْباهِهم، وقَلَّدوهم في أعيادهم وأخلاقهم وسِيرَتِهم وسائِرِ أنماطِ حياتهم، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: «يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟» قَالَ: «فَمَنْ»(٢).

فالواجب ـ إذَنْ ـ تركُ كُلِّ ما لم يَشْرَعِ اللهُ لنا مِنَ الأعيادِ وتركُ توابِعِها ومُلْحَقاتِها: كالاجتماع فيها على الدروس أو المحاضَرات أو الطعام أو إقامةِ الأفراح؛ لأنَّ «تَوَابِعَ الشَّيْءِ مِنْهُ»، ويُلْحَقُ حكمُه بها جريًا على قاعدةِ: «التَّابِعُ تَابِعٌ»، وأسبابُ المنع والتحريم يمكن تلخيصُها فيما يلي:

أوَّلًا: أنَّها مِنْ مُحْدَثات الأمور، وقد ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»(٣)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، [وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ]، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، [وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ]»(٤)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم ـ أيضًا ـ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٥)، وقد وَرَدَ بلفظٍ أَعَمَّ منه في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»([٦]).

ثانيًا: ولأنَّ الاحتفالَ بالمواسِمِ والأعياد البدعيةِ تقدُّمٌ بين يَدَيِ اللهِ ورسولِه في اعتبارِ أيَّامٍ مخصوصةٍ لم يعتبرها الشرعُ أعيادًا، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ١﴾ [الحُجُرات].

ثالثًا: ولأنَّ فيه تشبُّهًا باليهود والنصارى ومَنْ على شاكِلَتِهم في أعيادهم وتقاليدهم وعاداتهم، وهو نوعٌ مِنَ الموالاة لهم، وقد قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡ﴾ [المائدة: ٥١]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(٧).

وعليه، فالمشارَكةُ في هذه الأعيادِ غيرِ المشروعةِ بالاجتماع على المَوائِدِ والاحتفالِ على المِنَصَّاتِ إقرارٌ بالبدعة ورضًى بما نهى اللهُ عنه، والامتثالُ لأَمْرِه والابتعادُ عن نَهْيِه هو عنوانُ محبَّةِ الله ورسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١﴾ [آل عمران]، قال ابنُ كثيرٍ ـ رحمه الله ـ: «هذه الآيةُ الكريمة حاكمةٌ على كُلِّ مَنِ ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقةِ المحمَّدية؛ فإنه كاذبٌ في دعواه في نَفْسِ الأمرِ حتَّى يَتَّبِعَ الشرعَ المحمَّديَّ والدِّينَ النبويَّ في جميعِ أقواله وأفعاله وأحواله، كما ثَبَتَ في الصحيح عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»»(٨).

قلت: ويندرج ضِمْنَ العملِ المردودِ مشارَكةُ الخبَّازين وصُنَّاعِ الحلويَّات والطبَّاخين وتُجَّارِ اللحومِ البيضاء والدِّيكِ الروميِّ وغيرِهم لأجلِ إحياءِ هذه المناسَباتِ المُحْدَثَة؛ لِمَا فيها مِنَ التعاون الآثم وتجاوُزِ حدودِ الشرع، وقد نهى اللهُ عن مِثْلِ هذا التعاونِ بقوله سبحانه: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ
وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٢﴾ [المائدة].

واللهَ أسألُ أَنْ يُصْلِحَ حالَ المسلمين، ويُزَكِّيَ قلوبَهم وأعمالَهُم ممَّا يُخالِفُ صفاءَ الدِّين، وأَنْ يُوفِّقَهم للتمسُّك بكتابِ ربِّهم وسُنَّةِ نبيِّهم محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولاتِّباعِ سبيلِ المؤمنين؛ إنه وَلِيُّ ذلك والقادرُ عليه».

🔗 http://ferkous.com/home/?q=fatwa-428 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1426

الجزائر في: ٢٤ ربيع الثاني ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٢١ ماي ٢٠٠٦م

(١) أخرجه أبو داود في «الصلاة» بابُ صلاةِ العيدين (١١٣٤)، والنسائيُّ في «صلاة العيدين» (١٥٥٦)، مِنْ حديثِ أنسٍ رضي الله عنه. وصحَّحه ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (٢/ ٤٤٢)، والألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٢٠٢١).

(٢) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الاعتصام بالكتاب والسنَّة» بابُ قولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» (٧٣٢٠)، ومسلمٌ في «العلم» (٢٦٦٩)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه.

(٣) أخرجه أبو داود في «السنَّة» بابٌ في لزوم السنَّة (٤٦٠٧)، والترمذيُّ في «العلم» بابُ ما جاء في الأخذ بالسنَّة واجتنابِ البِدَع (٢٦٧٦)، وابنُ ماجه في «المقدِّمة» بابُ اتِّباعِ سنَّةِ الخلفاء الراشدين المهديِّين (٤٢)، مِنْ حديثِ العرباض بنِ سارية رضي الله عنه. وحسَّنه البغويُّ في «شرح السنَّة» (١/ ١٨١)، والوادعيُّ في «الصحيح المسند» (٩٣٨)، وصحَّحه ابنُ الملقِّن في «البدر المنير» (٩/ ٥٨٢)، وابنُ حجرٍ في «موافقة الخُبْر الخَبَر» (١/ ١٣٦)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٥٤٩) وفي «السلسلة الصحيحة» (٢٧٣٥)، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه ﻟ: «مسند أحمد» (٤/ ١٢٦).

(٤) أخرجه مسلمٌ في «الجمعة» (٨٦٧) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما. وما بين المعكوفين مِنْ زيادة النسائيِّ في «صلاة العيدين» باب: كيف الخُطبة؟ (١٥٧٨). انظر: «الإرواء» للألباني (٣/ ٧٣).

(٥) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه ـ بهذا اللفظ ـ مسلمٌ في «الأقضية» (١٧١٨)، والبخاريُّ في «الصلح» باب: إذا اصطلحوا على صُلْحِ جَوْرٍ فالصلحُ مردودٌ (٢٦٩٧) بلفظ: «... مَا لَيْسَ فِيهِ...»، مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها.

(٦) أخرجه مسلمٌ في «الأقضية» (١٧١٨) مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها.

(٧) أخرجه أبو داود في «اللباس» بابٌ في لُبْسِ الشُّهْرة (٤٠٣١) مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. والحديث حسَّنه ابنُ حجرٍ في «فتح الباري» (١٠/ ٢٧١)، وصحَّحه العراقيُّ في «تخريج الإحياء» (١/ ٣٥٩)، والألبانيُّ في «الإرواء» (١٢٦٩) وفي «صحيح الجامع الصغير» (٦١٤٩)، وانظر: «نصب الراية» للزيلعي (٤/ ٣٤٧).

(٨) «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (١/ ٣٥٨).
في حكم لفظة « #الزهَر » وعلاقتها بالنَّرد

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فالمراد بلفظ «الزهَر» بالعامِّية الجزائرية هو الحظُّ، مأخوذٌ مِن زهر النَّرْد، وهو أحَدُ مكوِّنات النردشير المتمثِّل في لعبةٍ ذات صندوقٍ وحجارةٍ وفصَّيْن، تعتمد على الحظِّ، وتُنْقَلُ فيها الحجارةُ على حَسَبِ ما يأتي به الفصُّ «وهو الزهر»، وتُعْرَفُ عند العامَّةِ بالطاولة(١).

وزَهْرُ النَّردِ قطعتان مِن العظم: صغيرتان مكعَّبتان، حُفِرَ على الأوجه الستَّةِ لكلٍّ منها نُقَطٌ سُودٌ مِن واحدٍ إلى ستٍّ(٢).

فإذا قال للمتسابق: «ارْمِ زَهْرَك» أي: زَهْرَ النرد لينظر حظَّه على حَسَب رقم الزهر، فاسْتُعِيرَ بعده في الحظِّ على عموم الأشياء والأحوال.

وعند جمهور أهل العلم أنَّ اللعب بالنَّرد حرامٌ، لحديثِ بُرَيْدةَ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ(٣) فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ»(٤)، وعن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يقول: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ»(٥)، وقال مالكٌ ـ رحمه الله ـ: «مَن لَعِبَ بالنرد فلا أرى شهادتَه إلَّا باطلة؛ لأنَّ الله تعالى قال: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ﴾ [يونس: ٣٢]، وهذا ليس مِن الحقِّ فهو مِن الضلال»(٦).

أمَّا بذلُ العِوض بالنرد فهو حرامٌ اتِّفاقًا(٧)، وهو مِن المَيْسر في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: ٩٠]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ﴾ [المائدة: ٣].

وإذا كانت هذه اللفظةُ تحملُ معنَى سوءٍ محرَّمٍ فينبغي ـ والحال هذه ـ اجتنابُ استعمالها عند التخاطب، لقوله صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ»(٨)».

🔗 http://ferkous.com/home/?q=fatwa-930 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1430

الجزائر في: ١٥ شعبان ١٤٢٩ﻫ
الموافق ﻟ: ١٦ أوت ٢٠٠٨م

(١) «المعجم الوسيط» (٢/ ٩١٢).

(٢) المصدر السابق (١/ ٤٠٤).

(٣) قال الزبيدي في «تاج العروس» (٩٢١٩): «يقال النردشير، إضافة إلى واضعه أردشير بن بابك من ملوك الفرس، وقوله: «شير بمعنى حلو»، وَهْمٌ، فالحلو: شيرين كما هو معروفٌ عندهم».

(٤) أخرجه مسلم في «الشعر» (٢٢٦٠)، واللفظ لأبي داود في «الأدب» باب في النهي عن اللعب بالنرد (٤٩٣٩)، مِن حديث بُرَيْدة رضي الله عنه.

(٥) أخرجه أبو داود في «الأدب» بابٌ في النهي عن اللعب بالنرد (٤٩٣٨)، وابن ماجه في «الأدب» باب اللعب بالنرد (٣٧٦٢)، مِن حديث أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه. والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير» (٩/ ٦٣١)، وحسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (٦٥٢٩).

(٦) انظر: «تفسير القرطبي» (٨/ ٣٣٧).

(٧) انظر: «الفروسية» لابن القيِّم (٣٠٢).

(٨) أخرجه البخاري في «الهِبَة» باب: لا يَحلُّ لأحَدٍ أَنْ يرجع في هِبَتِه وصدقتِه (٢٦٢٢) مِن حديث ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.
قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

” وَلَا شَكَّ أَنَّ وَسِيلَةَ التَّفْجِيرِ وَالتَّدْمِيرِ وَالِانْتِحَارِ وَالِاغْتِيَالِ وَغَيْرِهَا فَاسِدَةٌ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، وَاسْتِخْدَامُهَا عَمَلًا دَعَوِيًّا تَأْبَاهُ شَرِيعَةُ الإِسْلَامِ بِمَا تَجُرُّهُ مِنْ مُهْلِكَاتٍ عِظَامٍ وَمَفَاسِدَ وَآثَامٍ، فَمِنْ جُمْلَتِهَا: هَلَاكُ النَّاسِ بِالِاعْتِدَاءِ عَلَى حُرْمَةِ بِلَادِ المُسْلِمِينَ، وَتَرْوِيعُ الآمِنِينَ فِيهَا، وَإِزْهَاقُ أَرْوَاحِ الأَبْـرِيَـاءِ وَالأَنْـفُـسِ المَـعْـصُـومَـةُ، وَإِتْـلَافٌ لِأَمْـوَالِـهِـمْ وَجُهُودِهِمْ، وَتَضْيِيعُ مُمْتَلَكَاتِهِمْ “

الكَلِمَةُ الشَّهْرِيَّةُ رَقَمْ : 32

🔗 https://youtu.be/dW_CJHX9Lus https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1431
قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

” فَإِنَّ الإِضْـرَابـَاتِ وَالِاعـْتـِصـَامَـاتِ وَالـمُـظَــاهَـرَاتِ وَسَــائِـــرَ أَسَــالِـيـبِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ هِيَ مِنْ عَادَاتِ الكُفَّارِ وَطُرُقِ تَعَامُلِهِمْ مَعَ حُكُومَاتِهِمْ، وَلَيْسَتْ مِنَ الدِّينِ الإِسْلَامِيِّ فِي شَيْءٍ، وَلَيْسَ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الإِيمَانِ المُطَالَبَةُ بِالحُقُوقِ -وَلَوْ كَانَتْ مَشْرُوعَةً- بِسُلُوكِ طَرِيقِ تَرْكِ العَمَلِ وَنَشْرِ الفَوْضَى وَتَأْيِيدِهَا، وَإِثَارَةِ الفِتَنِ، وَالطَّعْنِ فِي أَعْرَاضِ غَـيْــرِ الـمُـشَـارِكِــيـنَ فِـيـهَا، وَغَـيْـرِهَا مِمَّا تَرْفُضُهُ النُّصُوصُ الشَّرْعِيَّةُ وَيَأْبَاهُ خُلُقُ المُسْلِمِ تَرْبِيَةً وَمَنْهَجًا وَسُلُوكًا  “

الفَتْوَى رَقَمْ : 320

🔗 https://youtu.be/MobZNF5uyzg https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1434
حياكن الله وبياكن يا غاليات ..🌸

سنفتح المحادثة يا جميلات ..🌸

https://www.tg-me.com/+q81MMPhmWTBkNzk0
قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

” فَاعْلَمْ أَنَّ العُلَمَاءَ أَجْمَعُوا عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ الحَاكِمِ المُتَغَلِّبِ، وَأَنَّ طَاعَتَهُ خَيْرٌ مِنَ الخُرُوجِ عَلَيْهِ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَقْنِ الدِّمَاءِ وَتَسْكِينِ الدَّهْمَاءِ، وَلِمَا فِي الخُرُوجِ عَلَيْهِ مِنْ شَقِّ عَصَا المُسْلِمِينَ وَإِرَاقَةِ دِمَائِهِمْ وَذَهَابِ أَمْوَالِهِمْ، فَإِذَا اسْتَتَبَّ الأَمْرُ وَتَمَّ لَهُ التَّمْكِينُ -وَإِنْ لَمْ يَسْتَجْمِعْ شُرُوطَ الإِمَامَةِ- صَحَّتْ إِمَامَتُهُ وَوَجَبَتْ بَيْعَتُهُ وَطَاعَتُهُ فِي المَعْرُوفِ، وَحَرُمَتْ مُنَازَعَتُهُ وَمَعْصِيَتُهُ؛ فَأَحْكَامُهُ نَافِذَةٌ، وَلَا يَجُوزُ الخُرُوجَ عَلَيْهِ قَوْلًا وَاحِدًا  “.

الكَلِمَةُ الشَّهْرِيَّةُ رَقَمْ : 3

🔗 https://youtu.be/m31UVsSdx64 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1439
في حكم التجنُّس بـ #جنسية_الكفار

قال الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله:

«فإنه لا يجوز التجنُّسُ بالجنسية الكُفرية ولو مع المُحافَظةِ على الجنسيةِ الأصلية؛ للآثار السَّلْبية التي تعود على دِينِ المسلمِ وعقيدتِه، ويكفي أَنْ يُعْلَمَ أنه يَترتَّبُ عليه الرِّضا الضِّمْنِيُّ بتطبيقِ الأعراف والقوانين الكفرية لذلك البلد على المتجنِّس، فضلًا عن التحاكمِ إليهم، والاعتزازِ بكونه مُواطِنًا كَنَدِيًّا، وما يُفْضي إليه مِن المودَّةِ والتشبُّه بأفعالهم وأقوالهم، وهو ما يُنافي الإيمانَ إمَّا في كمالِه أو في أصلِه بحَسَبِ الحال، قال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡ..﴾ [المجادلة: ٢٢]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡ﴾ [المائدة: ٥١]، وقال تعالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗ﴾ [آل عمران: ٢٨]؛ ففي هذه الآياتِ السابقةِ تصريحٌ بالنهي عن اتِّخاذ الكافرين أولياءَ مِن دونِ المؤمنين، وفيها تبرُّؤُ اللهِ مِن فاعِلِه، ولا شكَّ أنَّ المتجنِّسَ بجنسيةٍ كفريةٍ قد طَلَبَ وَلايةَ الكافرين واختارَ ـ عن طواعِيَةٍ ـ الانضمامَ إليهم؛ فهو معهم في الاجتماعِ والنصرة والمَنْزِل والمودَّة، ويَعُدُّه المشركون منهم؛ لذلك كان مشمولًا بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ جَامَعَ الْمُشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْلُهُ»(١) ولو كان مدفوعًا إلى ذلك لأسبابٍ ماليةٍ أو لأغراضٍ تجاريةٍ أو غيرِها؛ لأنَّ فيه تقديمًا للدنيا على الدين، وقد ذمَّ الله تعالى ذلك بقوله: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا عَلَى ٱلۡأٓخِرَةِ﴾ [النحل: ١٠٧]، وكذلك ولو كان مُحافِظًا على الجنسية الأصلية؛ لمُنافاةِ الجنسية الكفرية لمبدإ الولاء والبَراء، وهو أَوْثَقُ عُرَى الإسلام.

هذا، والمسلمُ مُطالَبٌ بإكمالِ دِينِه وزيادةِ إيمانِه بتحقيقِ العبودية لله تعالى وإظهارِ الإسلام؛ إذ مِن شروطِ إباحة السفر إلى بلاد الكفرِ: إظهارُ الدِّين والجهرُ بشعائره على سبيل الكمال بلا مُعارَضةٍ في شيءٍ منها، مع القدرة على إقامةِ مبدإِ الولاء والبَراء. ومَن لا يقدر على ذلك فالواجبُ عليه أَنْ يعودَ مِن حيث جاءَ ويجتهدَ في كَسْبِ رِزْقِه ويكتفِيَ بالقليل، ولْيَسْأَلِ اللهَ العونَ والتوفيقَ والسَّدادَ؛ فهو خيرُ مُعِينٍ وأَحْسَنُ كفيلٍ».

🔗 http://ferkous.com/home/?q=fatwa-29 https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1441

الجزائر في: ٢٤ مِن المحرَّم ١٤٢٤ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٧ مـارس ٢٠٠٣م

(١) أخرجه أبو داود في «الجهاد» بابٌ في الإقامة بأرض الشرك (٢٧٨٧) مِن حديث سَمُرَةَ بنِ جندبٍ رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٦١٨٦).
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
«ما يفعله الجاهل بنفسه أشد مما يفعله العدو بعدوه، هذا ما يفعله بعض " القوم " بعد بيان شهادة للتاريخ بكتب الشيخ #محمد_فركوس حفظه الله ولم يتكلم أحد، وعندما أنكرت وبينت، قامت الدنيا ولم تقعد حتى الساعة، لا قعدت ولا رضي من اتخذ إله هواه وعاطفته، أسأل الله أن يهديهم عاجلا غير آجل وفي أقرب الآجال، وأن يبصرهم بالحق.

وأزيدكم من الشعر بيتا، فائدة يتناقلها بعض " القوم " حجة لهم للشيخ #ربيع_المدخلي حفظه الله:«فأنت إذا وجد خلاف فلا تتكلم، ابحث عن الحق، ولا تخض في هذه الأمور»، زعما بأنهم لا يتدخلون في هذا الموضوع، وهم قد فعلوا ما رمو به علامة البلد به من قطع وبتر وهذه تكملة قول الشيخ ربيع:«فأنت إذا وجد خلاف فلا تتكلم، ابحث عن الحق، ولا تخض في هذه الأمور حتى تعرف المصيب من المخطئ، عندئذٍ يجب أن تصدع بالحق؛ لأن هذا من نصرة الإسلام ونصرة الحق». كتابه بهجة القاري حفظه الله.

ويمثلني قول الشاعر:
"أقولُ الحَقَّ ما عَرَفْتهُ نَفْسي
ويَخْسَأُ لا يُنَهْنِهُني الهَجينُ"».

🌹 ~ #كوثر_عبدالمجيد

https://www.tg-me.com/a9wal_ferkousse/1443
2024/10/05 15:26:42
Back to Top
HTML Embed Code: