‏مؤكد أنك قصرت في مواسم عظيمة مرّت عليك في عمرك، فاتت عليك دون أن تغتنمها بكل ما تملك، أسرفت في لحظاتها حتى أشرفت ساعة ختامها، أنت في ليلة صبحها يومٌ عظيم، لا ينزل الله في نهارٍ إلا فيه، أنتَ تستقبل يومًا ليس عاديًا أبدًا!
هذه غنيمة العُمر!
تجبر ماسلف، إن لم تقبل عليه الآن فمتى؟
يدخل عليك عرفة وأنتَ المكسور من تصاريف الحياة، المبحوح من محاولات التصبّر، الثقيل من أحمال الخطايا، فيأتيك محملاً بالكرم، و مغمورًا بالفضل، فهات قلبك، وأنخ المطايا بباب ربّك، تعال بشكايتك تلق ربّك رؤوفًا رفيقًا، تعال بأوزارك تجده توابًا غفورًا، هذه المواسم العظيمة فرصتك 🍃

أقبل على ربّك، بثّ له موجعات أيامك،
‏و مكدرات عمرك و حاجاتك وأحلامك وأمنياتك،
سله أن يحبّك حبًا تتجاوز به الحياة حتى تنتهي بك وهو عنك راض، سله أن يُعظم الرضا في صدرك، واليقين في قلبك فتغدو الأمور الشديدة هيّنة عليك.


‏فأين المتلهفّين؟
وأين ذوي الأمنيات البعيدة، أينهم عن هذا كله؟

‏لَم أبِت بِمنى ليّلة ، ‏و لَم أقِف عَلى عِرفات ، ‏و لا الجِمار رَميتُ ،
‏و لا طُفت ولا سعيتُ ! ‏لِكنِني يَاربي أنَا كُل عَام قَلبي يُلبيك ،
‏لَبيك اللهُمّ لَبيك
لَبيك لا شَريك لكَ لَبيك..

من لم يستطع الوقوف بعرفة ، فليقف عند حدود الله الذي عرفه،
ومن لم يستطع المبيت بمزدلفة، فليبت عزمه على طاعة الله ليقربه ويزدلفه،
ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى، فليذبح هواه هنا ليبلغ به المنى،
ومن لم يستطع الوصول للبيت لأنه منه بعيد، فليقصد رب البيت فإنه أقرب إليه من حبل الوريد ..

التروية: يوم خرج الحُسين -عليه السلام- يروي بهجرته عطشَ الأرض، كي لا تظمأَ الأفئدةُ بعده أبدًا. 💚

إلهي..
إن لم نكن من حجيج عرفة ، فاجعلنا من حجيج المعرفة.💔

اسمعوها..💔

‏روي بسند معتبر عن الإمام جعفر الصادق (ع) عن يوم عرفة:

وتخيّر لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد، فإنه يوم دعاء ومسألة . وتعوّذ بالله من الشيطان؛ فإنّ الشيطان لن يذهلك في موطن قط أحب إليه من أنْ يذهلك في ذلك الموطن، وإياك أنْ تشتغل بالنظر إلى الناس، وأقبل قِبَلَ نفسك. 🌱

#حرم_الحُجاج

لقد ربط سيد الشهداء (ع) خروجه بـ :
"طلب الإصلاح في أمة جدي"..وهذا الإصلاح لا يناسب عامة الناس، بل إن الإصلاح يحتاج لمن"كان باذلاً فينا مهجته، موَطِّنًا على لقاء الله نفسه"، ووقود هذا الإصلاح هو جسد الإمام (ع) ومن معه...

‏كذلك الحركة الإصلاحية لـ العدل المنتظر (عج) تتطلب أشخاصًا يهيؤون أنفسهم وإلا لن يحتملوا هذا الإصلاح.
هذا النموذج كثيرًا ما يواجه أي شخص يطلب الإصلاح بالاتكال على الله، في بيئته أو محيطه أو عمله، فلن يصل إلى هدفه إلا بدفع الأثمان (على أنواعها) ..

‏ولكنه سيتكئ على قول علي الأكبر :
"أولسنا على الحق .. إذاً لا نبالي". 💜

‏تلك الطريقة التي يحب بها ربّه تجعل قلبي ينفطر ويذوب من ربّي خجلاً وبه ولهًا وشوقًا:

"فَبِأَيِّ شيءٍ أستقبلك يَا مَوْلَاي ، أبسمعي أَم بِبَصَرِي أَم بِلِسَانِي أَمْ بِرجلي ، أَلَيْسَ كُلُّهَا نِعَمَكَ عِنْدِي ، وَبِكُلّها عَصَيتك".

من دعائه في يوم عرفة..

‏إن من أشد البلاءات فتكًا بعقيدة الفرد هي بلاؤه في بصيرته..حين لا يدري أي المواقف مُحقة ومُشرفة وأيها باطلة ومُخزية..حين يختلط كل شيء في عقله حتى لكأنه يصبح فاقدًا لـ العقل ، وحين يبتلعه حوت وهمه ويودعه في ظلمات لا يبصر فيها شيئًا..حتى نفسه.. 👌👌

بصوتٍ كسير ، تُقرأ بهدوء وتأني :

إلهي، ماذا وجَدَ من فقدَك؟ وما الذي فقَدَ من وجدَك !!

‏لبَّيك ما شُقِيَ قلبٌ لجأَ إليك
لبَّيك وقُلوبنا من شتاتها تأوي إليك. 🤎