Telegram Web Link
والمَسلَكَ إلى رِضوانِك..
Photo
نفدَ الماء من المُخيم الحسيني بكل أرجائه
استعدوا للبلاء، فقد بانت معالمه
واذّن طف كربلاء ببداية المُصاب
إلتقىٰ الحُسين في مثل هذا اليوم بإبن سعد
رأىٰ الحقد وقد تجلبب جلبابه
وانتصب بهيئة بشر !!
كيفَ يلتقي ذلِكَ الطُهر بهذهِ الدناءة ؟!
ولكن، لابُدَ من ذلك
فتلكَ سياسة الحروب

حين رجع من لقاءهِ
كان الحُسين قد اشتاقَ إلىٰ نقاوة المُخيم
استقبلهُ أصحابه
واللّٰه مارأيتُ أصحاباً أوفىٰ مِن أصحابي
عايَشوه طوالَ تلكَ الرِحلة
كانوا معه في حِلهِ وترحاله
قيامه وقعوده
بينَ يديه وعن شِماله
ما إن يَجول ببصرهِ حتىٰ يلقاهُم جميعهُم بينَ يديه
مُلبين للنداء قبل صدوره
كانَ همّ الحُسين يَنجلي كُلَّما تَذكرَهُم
وألمهُ يَخف كُلَّما حدَّق بِهم
وكربه يُكشَف كُلَّما إبتسمَ أَحدهُم
كانت حكايا الّطف كثيرة معهم
وكانَ الحُسين يَخشىٰ مِن ساعة فُقدانهم
أَحَبَهُم، حتىٰ إنهُ كانَ لا يستطيع تَخيُّل مصارعهم

حبيب، بُرير، عابس، جون، نافع، وهب والنيف والسبعين

كانَ يعدّهم يومياً بأَسمائِهم، يشتاق إليهم، ويأنس بِهم
كانوا درعه الحصين الواقي
أخذوا العهد علىٰ أَنفسهم، لن ينال الحُسين سوءاً مادامَ فيهم عرق ينبض!
وهذا ماقد حصلَ بالفعل !!


لقد نفدَ الماء
وتبقىٰ القليل منهُ في قِرَب الهاشميات
لا بأس ..
فما زالَ الحُسين يَحيىٰ كقائد
ويجول في الساحة كإمام
ما زالَ عبد اللّٰه الرضيع يلعب مع رقية
وما زالَ القاسم يتكلم مع علي الأكبر
سكينة إلىٰ الآن تجلس مع الرباب
وزينب تدور بين الخيام
تداوي عليلاً
تطمأن على الرعية
ترقب أبا الفضل عند الحسين
إذن، ما يزال الجميع بخير
فالحمدُ لكَ يا واهب المنّة ..
...💔
فلنكتب للحسين ع رسائلنا..
بشرط أن لا يكون خطّها كخط أهل الكوفة..!
لأن لا تسقط خيمته في قلوبنا مرةً أخرى..
من أهم الإحياءات في عاشوراء إحياء الضمير!!
الشيخ حسين زين الدين.
Forwarded from والمَسلَكَ إلى رِضوانِك.. (Zahraa Ali Hussen)
#عاشوراء محطّة لـ إعادة النظر بِـ كل قراراتنا في هذه الحياة والتخطيط لما سـ يلي، في كل لحظة سنختار الري أم السقاية؟!
والمَسلَكَ إلى رِضوانِك..
Photo
يبدو إننا نقترب من النهايات دون أن نعلم
ويبدو إن علينا أن نُلَملِم أطرافَ العروج
وهذا مافعلهُ الحُسين في هذهِ الأيام
كانَ عليهِ أن يُلَملِم المشاعر المُبعثرة
بعد أن أكملَ صلاته
رفعَ يديهِ إلىٰ السماء
وقال:
يارب الحُسين
بحق الحُسين
إحمي عيال الحُسين

نادىٰ النساء من بني هاشم
هلموا إليَّ
احتار بمن يبدأ كلامهُ مَعهُم
سكتَ لبرهة
ثُمَّ اختصرَ المقال بجملة
(تَزودوا مِن أحبابَكم )
قالها بنفَس مُتقطع، وصوت مُتشحرج
قالها وهوَ يرىٰ مصرع الأكبر والقاسم وعون وجعفر أمامه

كُل واحدة منهم أدارت نظرها صوبَ حبيب قلبها
أطالت النظر في وجهه
إلا الرباب..
كانت تعتقد إنها مستثنية من الخطاب فحبيب قلبَها يغفو بينَ أحضانها
عبد اللّٰه الرضيع، لن يُصيبهُ مَكروه!!
في هذهِ الأثناء
كانَ عبد اللّٰه يَتلوع
يغفو هنيئة ثم يعود ليصرخ
باحِثاً عن قطرة يروي بها ظمئه
ثُمَّ يُغمىٰ عليهِ من شدّة العَطش
قامَ الحُسين مِن مكانه
كانَ يعلم إنَّ وجوده يَحرجهم

أرادَ أن يتركهم لِوحدهم
إلىٰ أن نادوه جميعهم
أبا عبد اللّٰه توقف
أنتَ قُلتَ تَزودوا من أحبابكم
وأنتَ! متىٰ سَنتزود مِنك ؟!
و أيُّ حبيبٍ بعدكَ يبقىٰ ؟!
ومن ساد القلوب سِواك ؟!
قف هنيئة. .
أحباب الروح كلهم، فداءاً بينَ يديك
ضحايا لتُراب أقدامك
فليذهب الجميع وتَحيا أنت !!
كانَ الجمع يتحدث بلغة الجميع
وواحدة يسودها الصمت!!

زينب، ياقلبُ وما أدراكَ ما زينب !!
كانت دموعها تَسقط بحرارة تحرق وجنتها
ولكن بدون أن يخرج منها صوت مسموع
أَمالت برأسها علىٰ عمود الخيمة
علَّ الدموع ترحمها، فتسقط على رمال الطف مُباشرةً


ذهب كلٌّ إلىٰ خيمتهِ
وبقيَّ أبا الفضل
مَنعهُ حيائهُ من أن يذهب للحُسين
يضمه
يخفف ألمه
ويُبدد وحشته
ظلَّ يُراقبه من بعيد
يتقدم خطوة ويرجع خطوة
إلىٰ أن لمحهُ الحُسين
أرادَ أَبا عبد اللّٰه أن يُضمد جروحه بقرب أبا الفضل، فاقتربَ منه
مع كل خطوة
كانت عينا الحُسين تذرف الدمع تلو الدمع
لم يتمالك أَبا الفضل نفسه
فهذه أولَ مرةٍ يرىٰ فيها دموع الحُسين
فقال لهُ:
مايُبكيك، فديتُكَ بنفسي أَيا سيدي
ومالِكَ قلبي وروحي
أدارَ الحُسين بعينهِ علىٰ مُخيم إبن سعد

"أبكي لقومٍ ستدخُل النار لأَنهُم قتلوني
أبكي لقلوبٍ كانت كالحِجارة أو أشدُّ قسوة
أبكي لأَفراد غَرَتهم الحياة الدنيا
أبكي لِما سيلقونه من العذاب من بعدي"

ذابَ أبا الفضل في رحمة قلب مولاه الحُسين
مُنذ متىٰ يبكي المقتول علىٰ من قَتله؟!
صَعُبت المُعادلة عليه
ولكن لا بأس!
فذلك جائز في شرع الحُسين
وكفى !!
والمَسلَكَ إلى رِضوانِك..
Video
غداً ..
سيعرج الحُسين بكله إلىٰ اللّٰه
فلا بأس، أن نشاركه بذلك العروج ولو لبضع لحظات
اهمسوا لبارئكم:
خُذنا إلىٰ حيث الحسين
طهرنا بالحسين
ومن ثُمَّ، إهدنا بالحسين
‏ما سَمعناه في عَشر ليالٍ
‏رأتهُ العقيلة في يوم واحد. 💔
ألا لعنة الله على الظالمين 💔
- حداد!

ينعىٰ الكون بأسرهِ، وبكل مايحويه
مقتل القائد البطل الذي لم يعرف التاريخ مثله
وسيُقام مجلس العزاء في موقعين :

في السماء عند المليك المُقتدر، بحضور المعزّى نبي الإنسان والإسلام، وملائكة العرش، وسُكان السماوات بطبقاتها
ويُقال إنهم سيُوزعون تُراب مخلوط بدم الحُسين بن علي لكُل من يحظر لمراسيم العزاء.

وفي الأرض عند كُل بقعة فيها، بحضور المعزّى خاتم الأوصياء وسلطان الأرض مهدي الأُمم،
وكل ماخلق الله من خلقِِ يملك قلباً يُمكنه التمييز بين وحشية وقباحة الباطل مقابل كل السلام الذي يحمله الحق،
وأيضاً يُقال إنهم سيوزعون مفاتيح الأُنس لكل من سيحظر لمراسيم العزاء في أي مكان !

وأما مراسيم الدفن
فعُذرا، يُقال إنه سيبقىٰ بلا دفن لثلاث أيام !

بمشهد مَهيب !
ومن غير سابق عهد
سجلت جميع الجهات الإعلامية التي كانت حاضرة في أرض الطف، أبشع صور الظلم والألم منذُ ساعات الصباح الباكر،
وإلى أن سقط هذا القائد مُثقلاً بالجراح،
من ثُمَّ بدأت مرحلة جديدة وهي شنّ حرب من نوع آخر على من تبقىٰ،
وهم ثُلة نساء وأطفال مع واحدة تقودهم تُدعى زينب ! وشاب يُقال إنهُ عليل ، ومفجوع بما جرىٰ أمامه،

إنتهت المعركة عند آخر ساعات الظهيرة من هذا اليوم قبل آلآف السنين !!

ولكن صداها يتوسع مداه ليخترق قوانين الفيزياء جميعها، إذ لا حدَّ له بلا مكان ولا زمان،

قالتها مستشارتهُ زينب بكلمة لإبنهِ السجاد !
(سيحيي عزاء أبيك بعد أعوام جموعٌ من الشيعة والمُحبين في هذا المكان،
ببقعة تُسمىٰ كربلاء! )

وصدقت،
بكفائتها وجدارتها و ثقافتها الإعلامية التي فاقت كُل محطات التلفزة الموجودة عندنا اليوم، ومُحلليها وقيادتها وكامراتها وأحدث أجهزتها ومراسليها !!
هي من تستحق بجدارة لقب المرأة الأكثر عظمة لإيصال مادتها الإعلامية بطريقة فنية !
فبعد آلآف السنين ! يتوافد من كان لهم قلب أو ألقوا السمع وهُم شهداء ليدخلوا للحُسين من باب رجاءه،
فيسقطوا على بساط فدائه، فرحين بما آتاهم الله من فضله !!
ليقولوا مقولة عابس وزُهير وحبيب:
هل وفينا يا ابن رسول الله ؟!
والمَسلَكَ إلى رِضوانِك.. pinned «- حداد! ينعىٰ الكون بأسرهِ، وبكل مايحويه مقتل القائد البطل الذي لم يعرف التاريخ مثله وسيُقام مجلس العزاء في موقعين : في السماء عند المليك المُقتدر، بحضور المعزّى نبي الإنسان والإسلام، وملائكة العرش، وسُكان السماوات بطبقاتها ويُقال إنهم سيُوزعون تُراب مخلوط…»
والمَسلَكَ إلى رِضوانِك..
Photo
ورحلَ الحُسين
وأمسىٰ المُخيم غريباً، وحيداً
صلاة العشائين التي حلّت قبل قليل
كانت تخلو من صوت الحُسين ونبضه
ما إن حانَ وقتها علت أصوات النساء بالبكاء
من سيُصلي فرض المغرب والعشاء بهم؟!
من سيعلو صوت التكبير من شفتيه؟!
وكأنهُ يوحد اللّٰه بكله مع كل صلاة
كانت الصلاة حزينة
رُبما بإمامة زينب، أو قد تكون بإمامة علي السجاد

"بالأمسِ كانوا معي
واليومَ قد رحلوا
وخَلَّفوا في سويد القلب نيرانا"

كانت رمال الصحراء حارة مُلتهبة
وكانَ عليهم الفرار فيها!
وإما قصة أقدامهم معَ الشوك فسيل الدماء منها يتحدث عنها
تحديدا في هذا الوقت نادىٰ السجاد عمتهِ
يا بقية أبي الحُسين
إجمعي الأطفال والنساء، كي لا يضيعوا في ظُلمات الصحراء
حاولت زينب أن تلُمَّ الجميع
ولكن مِن أين لها عباءةٌ كعباءةِ الحُسين لتحويهم بها ؟!
كانت تمشي في أرض الطف
تعثر بجثث أحبتها
وهيَ تستذكر لكل من تعثر بهِ، آخر موقف له..
أما حينَ وصلت للحُسين
احتارت ماذا ستذكُر !!
أغمضت عيناها
فلاحَت نظرة الحُسين لها بآخر رمقٍ فيه
حينَ نادتهُ :
أخي حُسين، إن كُنتَ حيا فأدرِكنا، وإن كُنتَ ميتاً فأَمرُنا وأمرك إلىٰ الله
استذكرت عينه التي كانت تقول لها بصمتْ
تباً لهم، ماتركوا في أخيكِ الحُسين بقية روح يُدرككِ بها، وبالإضافة
عليكِ مني السلام أُخيَّة ..
سلامٌ من قلبٍ قد تهشمَ حينَ رءآكِ تفرينَ من النار، قبلَ أن يتهشم من حوافر الخيل

بأيِّ قلبٍ شاهدتْ زينب كل ما رأتهُ اليوم ؟!
بأيِّ لسانٍ قالت حينما رأت رأسَ الحُسين وهم يهمون برفعهِ على الرمح

"مناراً في السماءِ
سليلُ الأنبياءِ"

علينا أن نشم دخان حرق الخيام من دواخلنا
علينا أن نحرق خيام إبليس التي تعشعشت في قلوبنا وعقولنا
لنكون وفاءاً لخيام الحُسين



أيا حُسين، كانت كربلاء طوال التسع أيام مُزهرة بكم
كانت تدب فيها الحياة لأنكُم فيها
كانت مُشرقةٌ بطلعتكم
واليوم أمست كربلاء
موحشة، غريبة، يسكُنها الوجع، الفقد، وقمة الألم!

دم الرضيع الذي رفعتهُ إلىٰ السماء
مازالَ يعيش بحمرته
ليملأَ سماءَ كربلاء في ليلة الحادي عشر من مُحرم
يحاولون أن يشعلوا الشموع ليبددون وحشة كربلاء
ولكن هيهات هيهات!
ستبقىٰ تحِن هذهِ الأرض إلىٰ قائدها
ومولاها
وسيدها..


لكَ السلام مِنا مولاي
بكُل ما أوتيَّ السلام من الرحمةِ والأمان
وإن كانَ الحُسين هو السلام
فالحُسين عليكم ورحمةُ اللّٰهِ وبركاتُه.
2024/09/29 13:23:45
Back to Top
HTML Embed Code: