عندما يصطفيك أخوك من دون خلق الله جميعا بشيءٍ من البث والفضفضة فاعلم:
1. أن لك في قلبه مكانا ومنزلة؛ ولهذا أنزل بك حاجته؛ فالفضفضة حاجة كسائر الحاجات، بل ربما تزيد عن كثير من الحاجات .
2. أنه يراك بئرا ﻷسراره، ومستشارا ﻷموره؛ فكن جديرا بتلك المسؤولية؛ فالخيانة فيهما لا تكاد تغفر، والنكول عن واجبهما نُدبة غائرة لا تكاد تُمحى.
3. إيّاك أن تستخف بتباريحه، وإن كانت في أصلها خفيفة، أو تسخر من مشاعره، وإن كانت في حقيقتها تستدعي السخرية .. فهو ما أنزل بك حاجته لتستخف أو تسخر؛ بل ولا يجوز لك أن تحاكمه عليها، وإنما رأى فيك ملتجأ و كهف أمان؛ فلا تخذله في موطن يُفترض فيه ألا يُخذل .
4. أنصت إليه وأرعه سمعك واهتمامك، واستوعب منه واستوعبه .. وأظهر له الشفقة التي يريد .. والحدب الذي يرجو ..
وبعد أن تستوعبه نفسيا وعاطفيا = ناقشه بالعقل، وأشر عليه بالصواب بلطف.
فبعد احتواء عاطفته، أسكن هواجسه بعقلك.
ومن الخلل الذي يقع فيه البعض أن يقابل ذاك الملهوف بالحجج العقلية، و البراهين المنطقية؛ إذ المقام لا مقام جدال؛ بل مقام احتواء

جملة من الحكم يعوزها الناس في التعامل الراشد في ميدان اﻷخوة ..

__

محمد عبده ✨

لا بأس..

حاول اللّيلة مرّةً أخرى، ارفع يدك بذات الدّعاء، استشعر كلّ كلمةٍ فيه، ضُمّ إليك أسماء الذين تُحِبّ، أعطِهِم شيئًا من دفء قلبك، عَوِّد نفسك ألّا تَمُرّ ليلة دون دعاء، اللّيل لغة المُحبّين، والصّمت فيه مسموع، وهدوء اللحظة تُشعِل شيئًا فيك، فهلّا اقتربتَ ساعةً وسَجَدت؟ .. أيهدأ مَن لَا يقترب؟!
____


- تمكين ❣

إذا جلست مع صاحب بلاء، أو إنسان وقعت عليه مصيبة، أو شخص يمر بظروف صعبة في العموم طارئة عليه أو قديمة تلك الظروف، وهو رغم ما هو فيه يعلّق آماله بقدرة الله، لا تقل له إن الأمر على العكس معك تمامًا، وأنه لا يحدث إلا أنك تمضي في طريق وتجده سالكًا، وأن أمورك كلها على التيسير، وأن مرجع ذلك كله سلامة نيتك قبل أي شيء، وأنه لا شيء يحدث منك في الخفاء يستحق عقابًا من الله؛ وتظل تعيد وتزيد في تذكر روائع التوفيق في عمرك؛ لأنك تضغط على إنسان مرهق نفسيًا، كأنك مصرٌّ على أن يجف ريقه، ومصرٌّ على أن يشعر بأنه في متاهة، لأنك بهذا ربما تجرده من سلاحه الوحيد في مواجهة ظروفه، وهو سلاح الإيمان.
مع إنسان تعرفه ويجلس أمامك، أو مع شعب تشاهد تفاصيل مأساته عبر الشاشة وأنت مستريح في بيتك تحت الأغطية، لا يكن كل ما ينال المساكين منك هو الاتهام غير المباشر، لا تكن من ذلك النوع من الناس الذي يشبه العاصفة التي تمر على شجرة فتتركها عارية من الأوراق.
لست وحدك المؤمن بالله في هذا العالم، فلا تمر على الذين يؤمنون ويكافحون كي يحتفظوا بإيمانهم كاملًا نقيًا بأن ما هم فيه هو بلاء من الله، لا تمر عليهم وتتركهم وقد شعروا بأنهم لا قدر لهم عند ربهم.
_

#كن_جميلا
#محمود_توفيق

بسم الله،

فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ

_من قسـوة القلب أن تتـخذ من كـارثة وآية من آيات الله سبيـلًا للكوميكس والضحك
_من قسـوة القلب ألا تجعل لإخـوتك المسلمين المنكـوبين نصيبًا من دعائك وتضـرعك
_من قسـوة القلب أن يظل حالك بعد النُّـذُر الشـديدة والآيات المخيـفة كحالك قبلها، فلا تجد نفسك أقلـعت ولو عن معـصـية واحدة أنت قائم عليها، ولا أقبلت على نافـلة تتقرب بها من الله ولو ركعة وتر بعد صلاة العشـاء.

أن يكون هذا حالنا بعد ما رأينا أمس من آيات مفـزعة تقـرع القلوب، وفي شهر حـرام يقتـضي المزيد من خشـية الله، ومع إقبال شهـر رمضان وما يلزمه من استعداد واستزادة من القـربات، فهذا يعني أننا نحتاج وقفـة جـادة مع النفس وأخـذها بالحـزم والإلزام، وإلا فالمآلات وخـيـمة، وقانا الله شـر أنفسنا.
____

- منقـول ✨

- مشروع حفظ القرآن مشروع لا تُعرف فيه خسارة لأحد من العباد بدأ به، إن أنت أتممت الحفظ فتلك الغاية، وإن انقطعت قبل بلوغ الغاية - وُقيتَ - فقد حزت في صدرك ما عساه أن يكون حجاباً له من النار، وما من حرف تقرأه أو تكرره إلا ولك به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فإذا مهرت بالقرآن وحفظته فأنتَ مع السفرة الكرامِ البررة، وإن قرأته وتعاهدته وهو عليكَ شديد فلكَ بهِ أجران. ونفس تلاوتك ومحاولتك ومجاهدتك وصبرك وتكرارك عبادة تجد ثوابها عند الله عز وجل

والمقصود أنكَ ستكون في تجارةٍ مع الله لا تُعرف فيها خسارة، ومن أوفىٰ بعهدهِ من الله!
ثم إذا امتنَ الله عليك جعلَ القرآن ربيعَ قلبك ونور بصرك وجلاء حزنك وذهاب همك، فما عساه يبقى عليك من هذهِ الدنيا.
فلا معنى حينئذ للحديث عن البدء غداً، اليوم اليوم اليوم؛ لأن الربح والفوز والفلاح محقق لا ريب فيه.

__

- مُـحـمـد إبراهـيـم 🎗

اللَّهُمَّ صلِّ وسلم وبارك علىٰ نبينا مُحمد

أهلي في الشام وتركيا، ما عندي ما أنظِّر عليكم فيه، لكني أحسب أن الله اصطفى لكم منزلةً عنده لا يبلغها إلا من ابتُلي كبلواكم:

“أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل”
هنيئًا لكم هذه المثالية، هنيئًا لكم تُلوُّ الأنبياء!

- حالةٌ من العجزِ التام، وعدمِ القدرةِ على إتمامِ أيِّ عمل، رغم تكدُّسِ المهامِّ أمامي. من مقطعٍ لأخيه، ومن خبرٍ لآخر، المرءُ قلقٌ على إخوته، وعاجزٌ عن تخطِّي فوضى ما حوله. آمنتُ بالله، وآمنتُ باليومِ الآخر، وآمنتُ أنَّها أُمَّةٌ تُصابُ في دُنياها، لتُجزى بالخير في أُخراها، لكنَّ القهرَ يهدُّ القادِرين. لا إله إلا الله، اليوم الهادئُ نِعمة، وقطرةُ الماءِ نِعمة، والسَّقف الثَّابتُ نِعمة، وعددُ أفراد البيتِ الكاملِ نعمة، والمرءُ مستحٍ من دفءِ مضجَعه، وأمانِ سكَنه، وثباتِ الأرضِ تحت قدمَيه، ومقيَّدٌ إلا من الدعاءِ بما فتح الله عليه. والإيمانُ مُمتَحن، وذِكر الله مُستراح القلِقين، واستذكارُ البلاءِ مرحَمة، لنقنعَ أنَّ الدنيا دارُ نقصٍ وكدَر، وصبرًا آل ياسِر، فإنَّ موعدَكم الجنَّة.

____

عابدة أحمد ✨

﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾

﴿إنَّ صلاتَك سَكَنٌ لهم﴾؛ أي: طُمَأنينة لقلوبهم واستبشار لهم وسكينة.

"فإذا كانت صلاته ﷺ للمسلمين سكنًا وطمأنينة لهم، فكيف بصلاة ﷲ ﷻ عشر مرات عليك إذا صليت على النبي ﷺ مرةً فقط؟".

قال ﷺ:
(مَنْ صَلَّىٰ عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)

صلاة الله عليك رحمة ولطف وإخراج من الظلمات إلى النور بتفريج الكربات وقضاء الحوائج وكفاية الهموم ومغفرة الذنوب!

فأكثر من الصلاة علىٰ النبي لتنالَ هذهِ الأجورِ العظيمة.

اللهم صَلِّ وسَلِّم وبارك على سيدِنا ونبيِّنا وحبيبنا مُحمَّد ﷺ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
____

د/ حنان فؤاد ❤️

هذا الملف الذي بين يديك، إنّما هو جهد المُقلّ، جُمع ورُتب ليسهل تناقله ونشره، وفيه ماتراه من مواد مرئية ومسموعة ومكتوبة، تُعين على الاستعداد لرمضان وإعداد العدّة لاستقباله، فاقتبس منه ضياء لروحك وزاد لطريقك يعينك على الوصول -بعون الله- ✨

القرآنُ كلُّه نورٌ على نور..
وربَّ جملةٍ في القرآن تقرؤها مرارًا وتكرارًا تنتبهُ لها فجأةً فتضيءُ في نفسِك مصابيحَ منطفئةً، وتُلهِمُك من سُبُلِ الرشد ما تقضي عمرَكَ كلَّه في البحث عن بعضه..

اقرأ -مثلًا- وانتبه، وتأمل، قولَ الله تعالى:
"واصبر، وما صَبرُكَ إلا بالله".

اقرأ، وافهم، وذُق، واسجد لله ربِّك الذي هداك لنورِه، وذَلَّلَ لك كلامَه ليجري على لسانِك غَضًّا طَريًّا، ولولا ذاك لعجزت عنه الخلائقُ.

وانظرْ كيفَ فعلُه لو نزلَ على جبلٍ  أصمَّ صلبٍ صلدٍ جامدٍ:
"لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيتَه خاشعًا متصدعًا من خشية الله".

فلولا أن يَسَّرَ اللهُ القرآنَ للذِّكرِ، لَشقَّ على لسان ابنِ آدمَ وقلبِه أن يقرأ "كلامَ الله"!

"ولقد يسرنا القرآن للذكر"
قال مجاهد: يعني هَوَنَّا قراءتَه.
وقال السدي: يسرنا تلاوتَه على الألسن.
وقال الضحاك عن ابن عباس: لولا أن اللهَ يسره على لسان الآدميين ما استطاعَ أحدٌ من الخلق أن يتكلمَ بكلام الله عز وجل.

_

الأثير / مُحمد أحمـد ✨

••

🎙مَقاطِع مَسمُوعَةة تُساعِد على التَّهيُؤ القَلبِي لِرمَضَان 🌙")

- هَدي النَّبي -صَلى الله علَّيهِ وسلَّم- فِي رَمضان: د. حَسن بُخاري
https://youtu.be/bh-JIIl3Qzs

- كَيفَ نَستَفيدُ مِن رَمضان: د. خَالِد السَّبت
https://youtu.be/ya-Bb5sJj44

- رَمضَان سِباقٌ مَع النَّفس: عَبدِ الرحمَن ذَاكِر
https://youtu.be/B4mMeBLH3x0

- مَاهِي خطتُكَ لِرمضَان، ومَاذا أعددتَ له: د. خَالِد السَّبت
https://youtu.be/QgeHvB11_Lc

- رَتّب رمَضانَك: د. عَلي الشبيلي
https://youtu.be/9CSwhIbU7Zc

- أوَل لِيلَة فِي رَمضَان: د. خَالِد السَّبت
https://youtu.be/ZzJse3-B5Yg

- كَيف نَستَقبِل رَمضَان: د. خَالِد السَّبت
https://youtu.be/cNltRKmXlJE

- وصَايا قَبل لِقاء شهرِ رمَضان: د. مُحمَد الشَّنقيطِي
https://youtu.be/3cEfS6FVmOE

--
T.me/H2neeny

~♡

- العبدُ قد تنزل به النازلة؛ فيكون مقصوده طلب حاجته وتفريج كرباته، فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرُّع، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة ثم يكون في أول الأمر قصدُه حصول ذلكَ المطلوب من الرزق والنصر والعافية مُطلقًا، ثمَّ الدعاء والتضرُّع يَفتحُ له من أبواب الإيمان بالله عز وجل ومعرفته ومحبَّته، والتنعُّم بِذِكره ودُعائه ما يكون هو أحبَّ إليه وأعظم قدرًا عنده من تلك الحاجة التي همَّته وهذا من رحمة الله بعباده: يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العليَّة الدينية ..''

__

- شيخ الإسلام / ابن تيمية رحمه الله ✨

- اللهم صَلِ وسَلمْ وبَاركْ عَلىٰ نَبينا مُحَمدْ ❤️

بسم الله،

رمضان يدنو شيئًا فشيئًا، فإن كنت لا تزال تجد من نفسك فتـورًا وتكـاسلًا عن الاستـزادة من العـبـادات، وأهمّـك ما قد يـؤول إليه حالك في الشهر الكريم لو أنك ظللت متثـاقلًا هكذا، فعليك بالإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، فإن كثرة الصلاة على رسول الله ﷺ تُغـفر بها الذُّنـوب التي تَحـرمك القـربات، وتُقـضى بها حـاجتك إلى محـو قسـوة القلب التي تمنـعك الطـاعات، وتُكـفـى بها همـك بهـدايتك للعـبـادات.

وإن ١٠٠٠ صلاة على النبي ﷺ بصيغة (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم) _لا تأخذ من الوقت أكثر من ٣٥ دقيقة يمكنك توزيعها على يوم الجمعة كله_ يُرجى أن تكون بها من المكثرين فيُغـفر ذَنبك وتُكـفـى همـك ويُشـرح صـدرك للاستعـداد لرمضان، ومن يكثر فالله أكثر.

وصل اللهم وسلم على محمد وآله وصحبه.
---------

- منقـول ❣

بضعة أيام على رمضان 🌙

في هذه الأيام،
كثيرٌ مِنَّا أصابه الهمّ، لما يجد في قلبه من قسوة على مشارف شهر رمضان، أو لقصور همته وغفلته وتقصيره في الاستعداد للشهر،

مع رجائه في مغفرة الله عز وجل لذنوبه التي تحرمه التوفيق!

ها قد أتاك يوم الجمعة، يوم فضلٍ عظيم، فيه الصلاة على النبيﷺ حيث كفاية الهمّ ومغفرة الذنب مع صلاة الله عليك وصلاته رحمة، مع ساعة استجابة!

وهذا من أعظم ما ترجو عند استقبال شهر رمضان، أن يكفيك همك ويغفر لك ذنبك،

فأكثر من الصلاة على نبيك ﷺ،
(تُكفَى هَمَّك ويُغفَرُ لك ذَنبُك).

فالمُوفَّق من اغتنم ساعات يومه هذا بكثرةِ الصلاة على نبيِّه ﷺ،
وأقبلَ على ربِّه في ساعات الاستجابة مُتضرعًا بالدعاء في ذُلٍ وانكسار أن يوفِّقَه فيما هو آتٍ ويبارك له في الشهر، و يتقبل منه ويعتقه من النار.

ألحِّ على ربِّك:
اللهم لاتجعلني شقيٍّا ولا محرومًا.
اللهم لاتجعلني ممن خاب وخسر في رمضان.
اللهم لاقدرة لي على قلبي فأتِ بهِ إليك.

وصَلى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمد ﷺ وعلى آله وصحبه أجمعين
----------

د/ حــــنـــان فـــــؤاد

- تستطيع/ي في دقيقتين أن تُصلي علىٰ النبي "١٠٠ مرة" بتلكَ الصيغة " اللَّهُمَّ صلِّ علىٰ مُحمد" مُحصلاً ألفَ صلاةٍ في خلال " ٢٠ دقيقة " وربما تزيد دقيقة أو اثنين فلنتأمل ولننظر في حَالنا كمْ فَرطنا!

- احشد لرمضان كل أمانيك الغائبة، وحوائجك المُلحّة؛ لتضعها على عتبة افتقارك بين يدي ربك، فمن دخل رمضان محتشدًا راغبًا محسنًا ظنه بربّه = فإنه لا يكاد يخيب
عادتي أن أدخله بهذا الحشد فلا ينتهي رمضان حتى يُجاب لي فضلًا منهُ وكرما.

رمضان فرصتك فلا تُفلْتها من يدك.
واجعل هدفك الأسمى = المغفرة.

---------

💧محمد عبده 📝

شهرَ القرآن؛

أيا من وصلتَ الأرض بالسماء بحبلٍ نورانيٍّ لا يفترُ ضياهّ ولا يخبو على مرّ الدهور والأعوام، وبسلسلةٍ ذهبيّةٍ ما تزالُ تلمعُ ويزداد وهجها وبريقها ما تعاقب الليل والنهار! وبروحٍ قُدُسيٍّ ما سكن نفسًا إلا وهبها طيب الحياة وهنائتها، وطهرت من أدرانها وخبثها!

أيا شهر رمضان!
لقد عظمت منزلتك وارتفعت أقدارك على سائر الشهور أن كنت محلّ تشريفٍ وتكريمٍ: لنزول القرآن!
«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ..».

ويا أيها القرآن الحكيم!
لقد ارتفعت أقدار الرجال وعظمت منزلتهم وتبوّأوا المحلّ الأرفع والمكان الأطهر والجلال الأقدس والجمال الأسنى أن كانت قلوبهم محلّ تشريف وتكريمٍ: لحفظك وضمّك وفهمكَ وتدبرك!
رَوَى الإِمَام أَحْمد، عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن لله أهلينَ من النَّاس"، قَالُوا: وَمن هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "أهل الْقُرْآن هم أهل الله وخاصته".

ويا أيها القلبُ المُكرّم!
لقد أصبحت أهلًا لنظر الله واصطفائهِ، ومضغةً تتباهى على سائر الأعضاء وتتبخترُ دلالًا وطهرًا، وتسيلُ رقةً ورحمةً، وتفيضُ علومًا وحِكَمًا؛ وكان بصلاحها صلاح كل الجسد وبفسادها عطبُ كل الجسد، لقد أصبحت مباركًا -بكل ما حوت هذه الكلمة من سموّ المعاني وآفاق الدلالة- أن كنت محلّ تشريفٍ وتكريمٍ: لتدبّرِ آيات الكتاب العزيز! فطب حياةً، ولتهنأ بفوزك العظيم السابق!
«كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ» «وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ».

ويا أيتها الحياة!
لقد كنتِ تسيرينَ قبل القرآن مسيرًا معوجّا، تتخبطين في ظلماتٍ من فوقها ظلمات، يكاد المرء فيها أن ينكر نفسه وعقله.. وكنتِ عن هدي التشريعات الحكيمة والسنن القويمة عمياء.. والإنسان فيكِ ما هو إلا قطعة من الشقاء، يسير على طريق من الضلال، فأبدلكِ الله بالقرآن خيرا فانتفى الشقاء عن الإنسان وارتفع عنه ضيقُ الصدر وعنتِ الدنيا وحرج الذلة والشرك، وسار طريقه مِضواءً أبدا ورحمةً دوما!
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» «..قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ» «طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ»

وحذّر أنه إذا رجعت البشرية لسيرتها الأولى، فلا مفر من أن يهجم عليها الشقاء من كل ناحية، والمعيشة الضنك: أي الضيقة، لأقصى ما يتخيله إنسانٌ من الضيق في أوسع معانيه وشمولها، والعمى: في كل شيءٍ فلا بصر ولا بصيرة، ولا دالٍّ أو مساندٍ إذا انتفى البصرُ والبصيرة؛ باختصار؛ فإن حياة المرء وأخراه لتنقلبُ: جحيما وأنكالا.
«وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا. قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ».

فأي كلمات هي كلماتك أيها القرآن؟ وأي هدى هو هداك؟ وأي بصر وبصيرة توهب للمرء الذي يأخذك بقوة؟ وأي رحمة هي رحمتك؟ وأي سمو وطهر هو فرقانك؟ وأي شفاء من حمأة الشهوات ونكاية الشبهات هو شفاءك؟ وأي موعظة بليغة هي موعظتك؟ وأيُّ شهر بل أيُّ ليلة مباركة هي تلك التي شرفت وكرمت ورفعت، وكرم لأجلها المؤمنين وشرفوا ورفعوا لأنها كانت محلّ نزولك؟!
«تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا»
«إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا»
«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ».
___

💧علي زينهم ✨