وكانت من عادتي ألا أجعلك تنام وأنت حزين خوفًا من أن يسري الهمُّ في جسمك، ويدّب في عروقك، وكنت أُنازعك وأُضاحكك حتى تنام وأنت فَرِحٌ مسرور ، فيُشفَ عقلك ويصفو، أما أنا فكنتُ أنام بكل هذا الضيق والحُزن المُختبئ وراء ضحكاتي.. لو كنتَ دقيق ولو قليلاً لرأيت هذا الحزن في عينيّ .
لا أحب مجالسة الأشخاص الذين يتركوني في حالة دفاع دائمة , أدافع عن أفكاري , أدافع عن مقاصدي , أدافع عن نفسي , أدافع عما أحب , أدافع عن حقي , وعن غاياتي وآمالي , إنني أهرب حقاً كلما تحولت الأحاديث لهذه المناطق المؤسفة.
مثل مخـاوف "حزمي بن سعد"ابتداء من:
"تعشّى الحزن طرّاف كبدي وشبع وقام
وأنا خايف يعوّد ويفطر عالباقي "
"تعشّى الحزن طرّاف كبدي وشبع وقام
وأنا خايف يعوّد ويفطر عالباقي "
يا الله لاتلحق قراراتي بندم، وأعطني القوة كل القوة التي تشّد أزر قلبي ولا يفلت من أمره ضعفاً وحنيناً.
أنا في صف الصمت والصامتين، الذين عندما خانتهم المفردات أجمع عن وصف مالا أستطاعوا إبدائه كفّوا عن محاولة شرح أنفسهم، والتجئوا للصمت
تشدني الطريقه التي يلتئم بها الانسان، الإلحاح الذي يتحول بمرور الوقت إلى صمت لا يشبه الرضا ولا يشبه الجزع.