من داخل المركز الامتحاني

رافقوهم بالدعوات

رأي يخالف المستهزئين بقرار ‎#جامعة_صنعاء...

أرغب بتوجيه سؤال لكل من تعامل مع بيان جامعة صنعاء بسخرية:
لو كانت جامعة أوروبية أو أميركية أصدرت بيانا تدين فيه القمع بحق الطلاب اليمنيين الذين تعرضوا للفصل والقمع من قبل جامعة يمنية على خلفية مطالب محقة لهم وتعلن ترحيبها بهم إذا ما أرادوا.. هل كنتم ستنظرون للموقف هذا من زاوية ساخرة أو مستهزئة؟؟؟

بالتأكيد لا، وكنتم ستشيدون بهذا الموقف وستتداولة وسائل الإعلام على أنه موقف إيجابي، وسنرى العناوين التي تقول إن الجامعة الفلانية أدانت قمعهم ورحبت بطلاب اليمن وووو.. إلخ.
رغم أنه مجرد موقف يشعر من خلاله الطلاب أن مطالبهم محقة وأن هناك من يساندهم ويقف خلفهم، وأنهم بإصرارهم على الموقف والمطالب يكسبون ترحيب ودعم العالم بمختلف لغاته وجغرافيته وليسوا خاسرين.

من هذا المنطلق أعلنت جامعة صنعاء موقفها كأي موقف عالمي تجاه احتجاجات طلاب ‎#الجامعات_الأميركية، وباعتبارها أكبر مؤسسة بحثية وأكاديمية في ‎#اليمن، الذي هو في قلب المعركة، ومن المعيب ألا يكون لها موقف تجاه قضية طلاب مثل طلابها في أي مكان في العالم، لكن هل هذا يعني أن الطلاب سيتحركون للدراسة في اليمن؟ بالتأكيد لا.

فأين يكمن أهمية موقف جامعة صنعاء؟

إضافة إلى ما يتركه من شعور لدى الطلاب بأن هناك من يقف خلفهم، قد يكون هذا الموقف وهذا الإعلان حافزا لإعلان جامعات أخرى في بلدان كبرى مثل روسيا والصين وأوروبا موقفا مشابها يحشر الجامعات الأميركية في زاوية ضيقة.

وفي حال إعلان جامعات دولية كبرى نفس الموقف فهذا سيدفع بالطلاب المحتجين في الجامعات الأميركية إلى مزيد من الثبات على المطالب، كما يمكنه أن يشعل حماسة طلاب بقية الجامعات الأميركية والأوروبية إلى التظاهر، وهذا ينعكس بشكل إيجابي على القضية الأساسية لنا جميعا (‎#فلسطين).

لقد كانت جامعة صنعاء أول جامعة في العالم تشهد تظاهرة طلابية داعمة لفلسطين وللمقاومة في غزة، وكانت أول جامعة يحتشد طلابها للتنديد بالعدوان الصهيوني الأميركي البريطاني على غزة قبل خمسة أشهر، وها هي أعرق جامعات العالم في أميركا وأوروبا تشهد احتجاجات طلابية كبرى، يُحسب لجامعة صنعاء شرف السبق فيه.

لم يكن ثمة داع لذلك الكم من السخرية والاستهزاء والابتذال من موقف الجامعة، فهي في الأول والأخير أكبر جامعة في اليمن وكلنا نلنا شرف الانتساب إليها ذات وقت ونعتز ونفتخر بكوننا تخرجنا منها وتلقينا تعليمنا الجامعي في أكنافها، والتقليل من قدرها هو تقليل من قدر كل طالب تخرج منها أو لا يزال يدرس فيها.

بقلم عبد القادر عثمان

‎#لن_نترك_فلسطين
‎#PalestineNotAlone