وَ أَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ، وَ أَثْخَنُوكَ‏  بِالْجِرَاحِ، وَ حَالُوا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الرَّوَاحِ، وَ لَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ، وَ أَنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَ أَوْلَادِكَ.
حَتَّى نَكَسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ، فَهَوَيْتَ إِلَى الْأَرْضِ جَرِيحاً، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوَافِرِهَا، وَ تَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِهَا ، قَدْ رَشَحَ‏  لِلْمَوْتِ جَبِينُكَ، وَ اخْتَلَفَتْ بِالانْقِبَاضِ وَ الِانْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَ يَمِينُكَ، تُدِيرُ طَرْفاً خَفِيّاً إِلَى رَحْلِكَ وَ بَيْتِكَ، وَ قَدْ شُغِلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَ أَهْلِكَ…

أعظَمَ اللهُ اُجورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَينِ (عليه السلام) وَجَعَلَنا وَإياكُم مِن الطَّالِبينَ بِثأرِهِ مَعَ وَليِّهِ الإمام المَهديّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام) .

ما أكثرك حين صِرت وحيدًا، كأنّما القوم قد أحاطهم رجُل

بأبي الغريب الوحيد..

قالَ ناعيهِ
على أرضِ الطفوف
جسمُهُ أصبحَ غمداً للسيوف
وغدت تحتكُّ مِن قُربِ المسافة
حيثُ لم يبقَ له عضوٌ معافى

عظم الله أجورنا وأجوركم

ليتني كنت نسمة ماء على شفتيك أيّها الحبيب في عصرية عاشوراء…
حبيبي سيّدي العطشان والغريب

والله إنّ هذا القلب لا يحتمل ما جرى على سيّده الحسين في العاشر
أسمع ببصيرة الصوت تمزّق الأنياط فيه
لهفي على صاحب الأمر، كيف يسكن قلبه؟!
كيف يهدأ صوت الآه فيه؟!
لهفي على زينب

أسأل الله أن لا تبرد هذه الحرارة أبدًا…

لمثله تُلطم الجباه و تُشقُّ الجيوب و تُلقى العمائم من الرّؤوس..
بنفسي مسلوب العمامة و الرّداء..

أتراني أعير وجهي صونًا و على وجهه تجول الخيول؟

وروي عن فاطمة بنت الحسين قولها : « وأما عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة في محرابها تستغيث الى ربها فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنة »

صلّى الله على زينب، مولاتي إمرأة كبيرة..
كيف مرّت عليها تلك اللّيالي؟!
لهفي على وحدتها، لحفي على صبرها
والله إنّ القلب ليتفطّر من هول المصاب


"مصدر الرواية: النقدي ص 62".

عادةً الميت يخلون على الترب خده
شلون دفنت أبوك حسين وهو راس ما عنده!💔
لهفي للإمام زين العابدين وهو يجمع أوصال والدهِ المُتناثرة🥀

١٣ مُحرَّم- دفن الأجساد الطّاهرة

ولمَّا أقرَّه في لحده وضع خدَّه على منحره الشريف قائلًا : طوبى لأرضٍ تضمَّنت جسدك الطّاهر  ، فإنّ الدُنيا بعدَك مُظلمة، والآخرةُ بنورك مشرقة، أمَّا الليل فمسهَّد، والحُزن سرمَد، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مُقيم، وعليك منّي السلام يا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )ورحمة الله وبركاته، وكتب على القبر : هذا قبر الحُــسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشاناً غريباً.

بِأَبِي الْمُسْتَضْعَفُ الْغَرِيبُ
سلام الله عليك يا أبا عبد الله.💔

عن الإمام الباقر عليه السّلام: "أصيب الحسين بن عليّ عليهما السلام ووُجد به ثلاثمائة وبضع وعشرون طعنة برمح أو ضمرة بسيف أو رمية بسهم"
لهفي عليك، بأبي أنت و أمي يا أبا عبدالله💔
السَّلَامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ‏ بِدَمِ الْجِرَاحِ، السَّلَامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَأْسَاتِ الرِّمَاحِ، السَّلَامُ عَلَى الْمُضَامِ‏ الْمُسْتَبَاحِ…

كان أحد الصالحين قبل أن يبدأ صلاته يقف واضعاً يده على صدره و بإحترام يقول:
السّلام عليك يا أبا عبد الله الحُـسين.
فسأله آخر: لماذا تُسلّم على الإمام قبل الصلاة؟
قال: لولا الإمام الحُـسين عليه السّلام لما بقيت لنا صلاة..

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ‏:
"أَيُّمَا مُؤْمِنٍ‏ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ عليه السلام دَمْعَةً حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً.

إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه، فيقول: وعزتي وجلالي ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك علي، فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا، قال: فيرفع فيقول ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني.

صادق الآل صلوات الله عليهم/ الكافي.

*…وقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً*
- الاسراء، ص٧٧.

«أُناجيك!
ولستُ الفَقيه بأسلوبِ الرَّقائق، ولساني غير فَصيح، ودَربي غير صَحيح. أنا الذي لا أملك سوى حسن الظَّنِّ بك، وأُحارب هوى نفسي باليقين، وأتلعثم حاليًا بكلِّ الكلمات عدا ندائي بالرَّجا: يا ربّ».

«إِن ضلّ قلبي فَقلبِي أنتَ تعرِفه!»🌷

نَستظلُّ بِكم حتى و أنتُم في صورة…🕊️💔
بأبي الشّــ.هيد لبّيك..

|محرّم ١٤٤٦هـ|

"إلهي…وإليك ألقيت بيدي"

إلهي أتَراني ما أتَيتُكَ إلاّ مِن حَيثُ الآمالِ، أم عَلِقتُ بَأطرافِ حِبالِكَ إلاّ حينَ باعَدَتني ذُنوبي عَن دارِ الوِصالِ ، فَبِئسَ المَطيَّةُ الَّتي امتَطَت نَفسي مِن هَواها، فَواهاً لَها لِما سَوَّلَت لَها ظُنونُها وَمُناها…

•من دُعاء الصّباح لأمير المؤمنين عليه السّلام