Telegram Web Link
اللهم لك الحمد.
الله أكبر والعزّة لله
لا تعلمون كم هي مدى فرحتنا -نحن السّوريين خاصّة- بهلاك هذا الرّافضي الخبيث: حسن نصر الشّيطان وأصحابه على يد من هو أخبث منه!
فالحمد لله ربّ العالمين..
اللهمّ أتمم علينا فرحتنا بهلاك بشّار الأسد وأعوانه..
كم كنا نتمنّى أن نرى لحيته ملطّخة بدمائه النّجسة، لكنّنا رضينا بأن يكون رفاتًا ورمادًا.
اللهمّ لك الحمد، اللهمّ اشفِ صدور قوم مؤمنين.
اللَّهمَّ اضْرِبِ الظَّالمينَ بالظَّالمينَ، وأخرِجِ المُسلِمِينَ من بينِهم سالِمِينَ مُعافَينَ..
( وَكَذَلِكَ نُوَلّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ).

قال ابن زيد: "نسلّط بعض الظّلمة على بعض فيهلكه ويذلّه".
علّق القرطبيّ بقوله: "وهذا تهديد للظّالم إن لم يمتنع من ظلمه؛ سلّط الله عليه ظالمًا آخر".

وقال ابن كثير: "كذلك نفعل بالظّالمين، نسلّط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم من بعضهم ببعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم". اهـ
مَن دَهَنَ يدَهُ بطِيبٍ للمُصافَحةِ:

قال الإمامُ البُخاريُّ في الأدَبِ المُفرَدِ ( ١٠١٢ ): حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ سعيدٍ قال: حدَّثنا خالدُ بنُ خِداشٍ قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ المِصريُّ، عن قُرَيشٍ البصريِّ -هو ابنُ حيَّانَ-، عن ثابتٍ البُنانيِّ "أنَّ أنسًا كان إذا أصبحَ ادَّهنَ يدَهُ بدُهنٍ طيِّبٍ، لمُصافحةِ إخوانِه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ خالدُ بنُ خِداشٍ صدوقٌ.

وأنسٌ هو ابنُ مالكٍ الصَّحابيُّ الجليلُ.

وشيخُ البُخاريِّ هو أبو قُدامةَ السَّرخَسيُّ.

فائدةٌ: هذا إسنادٌ نازلٌ للبُخاريِّ، عادةً ما يكونُ بينه وبين ابنِ وهبٍ رجلٌ واحدٌ؛ فإنَّه يروي عن ابنِ وهبٍ بواسطةِ أصحابِه: أصبغَ بنِ الفَرَجِ -ورَّاقِ ابنِ وهبٍ-، وأحمدَ بنِ صالحٍ، وسعيدِ بنِ أبي مريمَ، ويحيى بنِ سُلَيمانَ، وغيرِهم.

فائدةٌ أُخرى: ليس لخالدِ بنِ خِداشٍ في صحيحِ البُخاريِّ شيءٌ، وروى عنه مُسلِمٌ في صحيحِه حديثًا واحدًا مُتابَعةً.
وليس لقُرَيشِ بنِ حيَّانَ في صحيحَيهما شيءٌ، وهو ثِقةٌ.
قال الإمامُ البُخاريُّ في الأدَبِ المُفرَدِ ( ١٢٥٦ ): حدَّثنا مُوسى بنُ إسماعيلَ قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ دُكَينٍ، سَمِعَ كثيرَ بنَ عُبَيدٍ قال: كانَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها إذا وُلِدَ فيهم مولودٌ -يعني: في أهلِها- لا تسألُ: غُلامًا ولا جاريةً، تقولُ: خُلِقَ سَويًّا؟ فإذا قيل: نعم، قالت: الحمدُ للهِ ربِّ العالَمِينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا إسنادٌ حسنٌ؛ عبدُ اللهِ بنُ دُكَينٍ صدوقٌ، وهو كوفيٌّ سكنَ بغدادَ، وليس له في الكُتُبِ السِّتَّةِ شيءٌ، ويُكنى أبا عُمَرَ.

وكثيرٌ هو ابنُ عُبَيدٍ القُرَشيُّ، مولى أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، ورضيعُ عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ.
يروي عن عائشةَ، وأُختِها أسماءَ، وأبي هُرَيرةَ، وزيدِ بنِ ثابتٍ.
وعنه ابنُه سعيدٌ، وحفيدُه عنبسةُ، وعبدُ اللهِ بنُ عونٍ، وغيرُهم.

ذكَرَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ ( ٥ / ٣٣٠ - ٣٣٢ )، والذَّهبيُّ في الكاشفِ ( ٢ / ١٤٦ برقم ٤٦٣٩ ) وقال: "وُثِّقَ".

وذكَرَهُ البُخاريُّ في التَّاريخِ الكبيرِ ( ٧ / ٢٠٦ )، وابنُ أبي حاتمٍ في الجرحِ والتَّعديلِ ( ٧ / ١٥٥ )، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
اللهمّ شتّت شمل اليهود والرّافضة، وفرّق جمعهم، واجعل تدبيرهم في تدميرهم، وكيدهم في نحورهم.
وهل يستوي في النَّاسِ عِنِّينُ هِمَّةٍ
فلم تُغرِهِ مِثلَ الفُحولِ الفضائلُ

ومن طَرفُهُ يرمي شماريخَ سُورَةٍ
فليس له إلَّا ذُرى المجدِ شاغلُ

وذا الدِّينُ أجدِرْ أن يقومَ به فتًى
أمينٌ لأعباءِ الأمانةِ حاملُ
أرجو منكم دعمَ القناةِ ونشرَها.

غِراسُ السَّلَفِ:
قال الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".

- رابط القناة:
https://www.tg-me.com/Salafi_s

- بوت القناة:
@G_Salafi_bot
لذَّةُ العِلمِ:

قال المُزَنيُّ: سمعتُ الشَّافعيَّ يقولُ: سُئِلَ بعضُ السَّلَفِ: ما بلَغَ من اشتِغالِكَ بالعِلمِ؟ قال: هو سُلُوِّي إذا اهتممتُ، ولذَّتي إذا سلوتُ.
وأنشدني الشَّافعيُّ لنفسِه:
وما أنا بالغَيرانِ من دُونِ أهلِهِ ** إذا أنا لم أُضحي غيورًا على عِلمي
طبيبُ فُؤادي مذ ثلاثينَ حجَّةً ** وصَيقلُ ذِهني والمُفرِّجُ عن همِّي

رواه البيهقيُّ في مناقبِ الشَّافعيِّ ( ٢ / ١٠١ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ٧٧ ).
الحمدُ للهِ نعمةِ السُّنَّةِ:

قال الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ في مدارجِ السَّالِكينَ ( ٣ / ١٢٧ ): ..ودخلتُ يومًا على بعضِ أصحابِنا، وقد حصل له وَجدٌ أبكاهُ. فسألتُه عنه؟ فقال: ذكرتُ ما منَّ اللهُ به عليَّ من السُّنَّةِ ومعرفتِها، والتَّخلُّصِ من شُبَهِ القومِ وقواعدِهِمُ الباطلةِ، ومُوافَقةِ العقلِ الصَّريحِ، والفِطرةِ السَّليمةِ لِما جاء به الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فَسرَّني ذلك حتَّى أبكاني.
شيوخٌ روى عنهم الإمامُ البُخاريُّ في صحيحِه ومات قبلهم، مع نُبذةٍ يسيرةٍ عنهم:

* تُوُفِّيَ البُخاريُّ سنةَ ( ٢٥٦هـ ).

١ - أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الوزيرِ الجَرَويُّ المِصريُّ.

يروي عن أحمدَ بنِ حنبلٍ، والحارثِ بنِ مِسكِينٍ، وعبدِ الأعلى بنِ مُسهِرٍ، وأبي عُبَيدٍ القاسمِ بنِ سلَّامٍ، ويحيى بنِ حسَّانَ، وغيرِهم.

روى عنه البُخاريُّ، وأبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا، وإبراهيمُ الحربيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، والسَّرَّاجُ، والمحامليُّ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.

وكان إمامًا ثقةً زاهدًا فاضلًا عابدًا ورعًا من أعيانِ المُحدِّثِينَ.

عاشَ بعدَ البُخاريِّ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٧هـ ).

له في صحيحِ البُخاريِّ ثلاثةُ أحاديثَ ( ١٣٠٣ و٤٦٥٠ و٤٨٣٧ ).

٢ - لُؤلُؤٌ: أبو يعقوبَ إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ البَغَويُّ.

يروي عن إسماعيلَ بنِ عُلَيَّةَ، ووكيعِ بنَ الجرَّاحِ، ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ العنبريِّ، وغيرِهم.

وروى عنه البُخاريُّ، والبزَّارُ، وابنُ أبي الدُّنيا، وابنُ أبي داودَ، وابنُ أبي حاتمٍ، والسَّرَّاجُ، وغيرُهم.

وكان إمامًا ثقةً مأمونًا، عاشَ بعدَ البُخاريِّ ثلاثَ سِنينَ؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٩هـ ).

له في البُخاريِّ حديثانِ ( ٤٥٦٢ و٦٤٥٥ ).

٣ - أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ خَلَفٍ الحدَّاديُّ البغداديُّ.

يروي عن حمَّادِ بنِ أُسامةَ، وزيدِ بنِ الحُبابِ، وسُرَيجُ بنُ النُّعمانِ، وأبي يحيى الحِمَّانيِّ، وابنِ نُمَيرٍ، وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، وغيرِهم.

وروى عنه البُخاريُّ، والمحامليُّ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ خُزَيمةَ، والسَّرَّاجُ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.

وكان مُقِرئًا ثقةً فاضلًا، عاشَ بعدَ البُخاريِّ خمسَ سِنينَ؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٦١هـ ).

له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٥٠٤٨ ).

٤ - ابنُ المُنادي: أبو جعفرٍ مُحمَّدُ بنُ أبي داودَ البغداديُّ.

يروي عن حفصِ بنِ غِياثٍ، وحمَّادِ بنِ أُسامةَ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، ومكِّيِّ بنِ إبراهيمَ، وعبدِ اللهِ بنِ بكرٍ السَّهميِّ، ويحيى بنِ معينٍ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وروحِ بنِ عُبادةَ، وغيرِهم.

وروى عنه البُخاريُّ، وحفيدُه أبو الحُسَينِ ابنُ المُنادي، وأبو القاسمِ البغويُّ، وابنُ أبي الدُّنيا، وابنُ أبي حاتمٍ، وأبو العبَّاسِ الأصمُّ، وغيرُهم.

وكان شيخَ وقتِه، إمامًا مُحدِّثًا ثقةً.

عاشَ بعدَ البُخاريِّ ستَّ عشرةَ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٧٢هـ )، وعُمِّرَ، فقد عاش مائةَ سنةٍ وسنةً وأشهُرًا.

له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٤٩٦١ ).

٥ - أبو الحُسَينِ عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ المجيدِ اليَشكُريُّ الواسطيُّ.

يروي عن يزيدَ بنِ هارونَ، ووهبِ بنِ جريرٍ، ورَوحِ بنِ عُبادةَ، وغيرِهم.

وروى عنه البُخاريُّ، وأبو القاسمِ البغويُّ، وابنُ صاعدٍ، والمحامليُّ، وابنُ أبي حاتمٍ، وابنُ أبي الدُّنيا، وغيرُهم.

وكان إمامًا ثقةً.

عاشَ بعدَ البُخاريِّ ثمانيَ عشرةَ سنةً؛ تْوفِّيَ سنةَ ( ٢٧٤هـ ).

له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ٥٠٢٦ ).

٦ - أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ يحيى بنِ عبدِ اللهِ بنِ خالدٍ الذُّهليُّ النَّيسابوريُّ.

الثِّقةُ الأجلُّ، شيخُ الإسلامِ، الإمامُ العلَّامةُ الحافظُ، عالِمُ أهلِ المشرقِ، وأميرُ المُؤمنينَ في الحديثِ.

يروي عن أحمدَ بنِ حنبلٍ، وأحمدَ بنِ صالحٍ المِصريِّ، وإسحاقَ بنِ راهَويهِ، وحجَّاجٍ الأعورِ، وسعيدِ بنِ منصورٍ، وسُلَيمانَ بنِ حربٍ، وأبي عاصمٍ الضَّحَّاكِ بنِ مَخلَدٍ، والحُمَيديِّ، وأبي مُسهِرٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعبدِ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيِّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وعليِّ ابنِ المدينيِّ، وقُتَيبةَ بنِ سعيدٍ، وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، وخلقٍ كثيرٍ.

وروى عنه البُخاريُّ، وأبو داودَ، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ وأبو زُرعةَ الرَّازيَّانِ، وابنُ خُزَيمةَ، وخلقٌ كثيرٌ.

وكان البُخاريُّ إذا روى عنه ينسبُه إلى أحدِ جُدودِه؛ لِما وقع بينهما في مسألةِ اللَّفظِ.
أمَّا مُسلِمٌ؛ فوقفَ مع شيخِه البُخاريِّ، فتركَ الرِّوايةَ عن الذُّهليِّ، ولم يروِ له في صحيحِه شيئًا.
رحم اللهُ الجميعَ..

فكان البُخاريُّ إذا روى عنه يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدٌ، هكذا بلا نسبةٍ، وتارةً يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، وتارةً يقولُ: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ خالدٍ.

انظُرِ الأحاديثَ التَّاليةَ: ( ١٢٤٠ و١٩٥٢ و٢٦٩٣ و٢٨٠٩ و٤٢٧٣ و٤٤٣٨ و٤٧٢٩ و٤٨٠٧ و٥٧٣٩ و٦٧٢٢ و٦٧٨٥ و٦٩٠٨ و٧١٥٥ و٧٥١١ ).

في سنةِ وفاةِ الذُّهليِّ عِدَّةُ أقوالٍ؛ فقيل: تُوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٨هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٧هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٦هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٢هـ ).

وصوَّبَ الخطيبُ البغداديُّ وأبو حامدٍ ابنُ الشِّرقيِّ وجماعةٌ من العُلَماءِ وفاتَه سنةَ ( ٢٥٨هـ ).

وقال الخطيبُ في تاريخِ بغدادَ ( ٤ / ٦٦٣ ) عن باقي الأقوالِ إنَّها وهمٌ.
فيكونُ على هذا: قد عاشَ الذُّهليُّ بعد البُخاريِّ سنتَينِ.

٧ - أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ سِنانِ بنِ أسدٍ القطَّانُ الواسطيُّ.

يروي عن حمَّادِ بنِ أُسامةَ، وزيدِ بنِ الحُبابِ، وأبي عاصمٍ الضَّحَّاكِ بنِ مَخلَدٍ، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ مهديٍّ، وعفَّانَ بنِ مُسلِمٍ، وأبي مُعاويةَ الضَّريرِ، ومُعاذِ بنِ مُعاذٍ العنبريِّ، ووكيعِ بنِ الجرَّاحِ، ويحيى القطَّانِ، ويزيدَ بنِ هارونَ، وغيرِهم.

وروى عنه ابنُه جعفرٌ، والبُخاريُّ، ومُسلِمٌ، وأبو داودَ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، وأبو حاتمٍ، وابنُه عبدُ الرَّحمنِ، وابنُ خُزَيمةَ، وزكريَّا بنُ يحيى السَّاجيُّ، وابنُ صاعدٍ، وغيرُهم.

وكان إمامًا حافظًا ثِقةً ثبتًا جليلَ القدرِ.

في سنةِ وفاتِه عِدَّةُ أقوالٍ؛ فقيل: تُوفِّيَ سنةَ ( ٢٥٦هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٨هـ ) وقيل: سنةَ ( ٢٥٩هـ ).

له في البُخاريِّ حديثٌ واحدٌ ( ١٦١٠ ).

٨ - أبو عليٍّ الحُسَينُ بنُ مُحمَّدِ بنِ زيادٍ القبَّانيُّ النَّيسابوريُّ.

الإمامُ الحافظُ، شيخُ المُحدِّثِينَ في خراسانَ، وأحدُ أركانِ الحديثِ وحُفَّاظِ الدُّنيا، رحلَ وأكثرَ السَّماعَ، وصنَّفَ.

يروي عن إسحاقَ بنِ راهويه، وأحمدَ بنِ مَنِيعٍ، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ، وأبي معمرٍ الهُذَليِّ، وأبي مُصعَبٍ الزُّهريِّ، والقواريريِّ، والبُخاريِّ، وغيرِهم.

وهو من تلاميذِ الإمامِ البُخاريِّ، وكان مُلازِمًا للبُخاريِّ في إقامتِه بنيسابورَ.
وقد روى البُخاريُّ عنه حديثًا واحدًا، وهذا من قبيلِ روايةِ الأكابرِ عن الأصاغرِ.

قال البُخاريُّ ( ٥٦٨٠ ): حدَّثني الحُسَينُ، حدَّثنا أحمدُ بنُ منيعٍ، حدَّثنا مروانُ بنُ شُجاعٍ… فذكرَ حديثًا لابنِ عبَّاسٍ.

قال أبو نصرٍ الكَلاباذيُّ في رجالِ صحيحِ البُخاريِّ ( ١ / ١٧٥ ): "الحُسَينُ هذا هو عندي ابنُ مُحمَّدِ بنِ زِيادِ القبَّانيُّ النَّيسابوريُّ، وعنده مُسنَدُ أحمدَ بنِ منيعٍ، وبلغني أنَّه كان يلزمُ البُخاريَّ ويهوى هواه لما وقع له بنيساورَ ما وقع". اهـ

وقال الحُسَينُ هذا مرَّةً: "حدَّثتُ البُخاريَّ بحديثٍ عن سُرَيجِ بنِ يُونسَ، فرأيتُ في كتابِ بعضِ الطَّلَبةِ قد سَمِعَهُ من البُخاريِّ عنِّي".

عاش الحُسَينُ بعد البُخاريِّ ثلاثًا وثلاثينَ سنةً؛ تُوُفِّيَ سنةَ ( ٢٨٩هـ ).

وليس للحُسَينِ في صحيحِ البُخاريِّ إلَّا حديثٌ واحدٌ.
روايةُ صغارِ الصَّحابةِ عن النَّبيِّ صلِّى اللهُ عليه وسلَّم:

قال البراءُ بنُ عازبٍ رضي اللهُ عنهما: "ليس كلُّنا كان يسمعُ حديثَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانت لنا ضَيعةٌ وأشغالٌ، ولكنَّ النَّاسَ لم يكونوا يكذبونَ يومئذٍ، فيُحدِّثُ الشَّاهِدُ الغائبَ".

وفي روايةٍ: "ما كلُّ ما نُحدِّثُكُمُوهُ سمعناه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكنْ حدَّثنا أصحابُنا، وكانت تشغلُنا رِعيةُ الإبِلِ".

وفي روايةٍ: "ما كلُّ ما نُحدِّثُكم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سمعناه منه، ولكنْ سمعنا وحدَّثنا أصحابُنا، ولكنَّا لا نكذبُ".

وهو أثرٌ صحيحٌ.
رواه من طُرُقٍ عنه: الإمامُ أحمدُ في المُسنَدِ ( ١٨٤٩٨ و١٨٤٩٣ ) وفي العِلَلِ ومعرفةِ الرِّجالِ ( ٢ / ٤١٠ برقم ٢٨٣٥ - رواية ابنه عبد الله )، والفَسَويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ٢ / ٦٣٤ )، والحاكمُ في المُستَدرَكِ ( ٣٢٦ و٤٣٨ )، وأبو نُعَيمٍ في معرفةِ الصَّحابةِ ( ١١٦٥ )، والرَّامَهُرمُزيُّ في المُحدِّثِ الفاصلِ ( ١٣٣ )، والخطيبُ البغداديُّ في الجامعِ لأخلاقِ الرَّاوي ( ١٠٢ ) وفي الكفايةِ ( ١٢١٠ ).

وحدَّثَ أنسُ بنُ مالكٍ رضي اللهُ عنه بحديثٍ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له رجلٌ: أنتَ سمعتَه من رسولِ اللهِ؟ فغضب غضبًا شديدًا، وقال: "واللهِ ما كلُّ ما نُحَدِّثُكم سمعناه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولكن كان يُحدِّثُ بعضُنا بعضًا، ولا يتَّهمُ بعضُنا بعضًا".

رواه ابنُ سعدٍ في الطَّبقاتِ ( ٧ / ٢١ )، والحاكمُ ( ٦٤٥٨ )، والخطيبُ في الجامعِ ( ١٠٣ )، والمِزِّيُّ في التَّهذيبِ ( ٣ / ٣٧٠ - ٣٧١ ).
وإسنادُه صحيحٌ.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما من قومٍ يجلسونَ مجلسًا، لم يذكروا اللهَ فيه، ولم يُصلُّوا على نبيِّهم، إلَّا كان ذلك المجلسُ تِرَةً عليهم من اللهِ".
تِرَةً: يعني حسرةً وندامةً.
قال الحافظُ السُّيوطيُّ في "تاريخِ الخُلَفاءِ" ( ص٦٤٠ - ٦٤١ ): قال الذَّهبيُّ: كان في هذا العصرِ رأسَ الأشعريَّةِ: أبو إسحاقَ الإسفرايينيُّ، ورأسَ المُعتزلةِ: القاضي عبدُ الجبَّارِ، ورأسَ الرَّافضةِ: الشَّيخُ المُفيدُ، ورأسَ الكرَّاميَّةِ: مُحمَّدُ بنُ الهَيصَمِ، ورأسَ القُرَّاءِ: أبو الحسنِ الحَمَّاميُّ، ورأسَ المُحدِّثينَ: الحافظُ عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدٍ، ورأسَ الصُّوفيَّةِ: أبو عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميُّ، ورأسَ الشُّعَراءِ: أبو عُمَرَ ابنُ درَّاج، ورأسَ المُجَوِّدِينَ: ابنُ البوَّابِ، ورأسَ المُلوكِ: السُّلطانُ محمودُ بنُ سُبُكتِكينَ.
قلتُ (القائل هو السّيوطيّ): ويُضَمُّ إلى هذا رأسُ الزَّنادقةِ: الحاكمُ بأمرِ اللهِ، ورأسُ اللُّغَويِّينَ: الجوهريُّ، ورأسُ النُّحاةِ ابنُ جِنِّيٍّ، ورأسُ البُلَغاءِ: البديعُ، ورأسُ الخُطَباءِ: ابنُ نُباتةَ، ورأسُ المُفَسِّرينَ: أبو القاسمِ بنُ حبيبٍ النَّيسابوريُّ، ورأسُ الخُلَفاءِ: القادرُ باللهِ؛ فإنَّه من أعلامِهم، تفقَّه وصنَّفَ، وناهيكَ بأنَّ الشَّيخَ تقيَّ الدِّينَ ابنَ الصَّلاحِ عدَّهُ من الفُقَهاءِ الشَّافعيَّةِ، وأورَدَهُ في طبقاتِهم، ومُدَّتُه في الخلافةِ من أطولِ المُدَدِ. اهـ

قلتُ: تصرَّفَ السُّيوطيُّ بنصِّ الذَّهبيِّ تصرُّفًا واضحًا.
ونصُّ الذَّهبيِّ كما في تاريخِ الإسلامِ ( ٩ / ١٧١ - ١٧٢ ) من ترجمةِ ابنِ الهَيصَمِ قال: "وهو الذي ناظرَ الإمامَ أبا بكرِ بنَ فُوركَ بحضرةِ السُّلطانِ محمودِ بنِ سُبُكتِكينَ، وليس للكرَّاميَّةِ مِثلُه في معرفةِ الكلامِ والنَّظَرَ، فهو في زمانِه رأسُ طائفتِه، وأخبَرُهم وأخبَثُهم، كما أنَّ القاضيَ عبدَ الجبَّارِ في هذا العصرِ رأسُ المُعتَزِلةِ، وأبا إسحاقَ الإسفرايينيَّ رأسُ الأشعريَّةِ، والشَّيخَ المُفِيدَ رأسُ الرَّافضةِ، وأبا الحسنِ الحَمَّاميَّ رأسُ القُرَّاءِ، وأبا عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميَّ رأسُ الصُّوفيَّةِ، وأبا عُمَرَ بنَ درَّاجٍ رأسُ الشُّعَراءِ، والسُّلطانَ محمودًا رأسُ المُلوكِ، والحافظَ عبدَ الغنيِّ الأزديَّ رأسُ المُحدِّثينَ، وابنَ هلالٍ رأسُ المُجَوِّدِينَ". اهـ

وقولُه: "في هذا العصرِ": أي في القرنِ الرَّابعِ.
"لقد شَهِدَتِ الأندَلُسُ حضارةً رائعةً إبَّانَ الخِلافةِ الإسلاميَّةِ، ضاهَتْ حضارةَ المَشرِقِ الإسلاميِّ في جميعِ نواحي الحياةِ؛ فكانَتْ غِرناطةُ وقُرطبةُ وأشبيليَّةُ وغيرُها من أُمَّهاتِ مُدُنِ الأندَلُسِ تُحاكي أخَواتِها بغدادَ ودِمشقَ والقاهرةَ وغيرَها في نشاطِها العِلميِّ، وتقدُّمِها وازدِهارِها، وكانتْ تلك المُدُنُ حاضرةَ الدُّنيا آنذاك.
وإنَّ الآثارَ الإسلاميَّةَ العظيمةَ التي لا تزالُ ماثِلةً في فِردَوسِنا المفقودِ لَتنطِقُ بما كان عليه المُسلِمُونَ من تقدُّمٍ وازدِهارٍ، وقد ذَكَرْنا لمحةً مُوجَزةً حولَ مكتباتِ الأندَلُسِ في عصرِ ازدِهارِه؛ ولكنَّ ذلك المجدَ التَّليدَ وتلك الحضارةَ الرَّائعةَ خرَجَتْ من أيدي المُسلِمِينَ في الأندَلُسِ حين دبَّ الضَّعفُ في الخِلافةِ واستقلَّ الحُكَّامُ في مُقاطَعاتِهم في عصرِ مُلوكِ الطَّوائفِ، وتفشَّى النِّزاعُ بينهم حتَّى جرَّ بعضهم إلى حُروبٍ وفِتَنٍ لا تمت إلى الدَّينِ بصِلَةٍ.
وممَّا يُؤسفُ له أنَّ بعضَ الحُكَّامِ استعانَ بالإسبانِ على خُصومةِ المُسلِمِينَ؛ ممَّا هيَّأَ للأعداءِ فرصةَ الانقِضاضِ على تلك الغنيمةِ الباردةِ؛ ففتكوا بأبناءِ المُسلِمِينَ، وسلبوا أموالَهم، واحتلُّوا دِيارَهم، وطردوا جلَّهم من تلك الدِّيارِ العامرةِ، وحرقوا المكتباتِ وسرقوا بعضَ مُحتَوياتِها، وجمعوا ما بقي منها في خزائنَ خاصَّةٍ بهم.
وقد جرَّأَ ضعفُ المُسلِمِينَ الإسبانَ، فانقضُّوا على بعضِ مُدُنِ المغربِ الأقصى، وحملوا منه كلَّ ما وجدوه فيها، حتَّى كُتُبَ العلمِ، وذلك سنةَ ( ٨١٧ هـ )، وقام الإسبانُ بحملةٍ لتنصيرِ المُسلِمِينَ سنةَ ( ٧٨٩هـ )، وكأنَّ الكنيسةَ كانَتْ تخشى الفِكرَ الإسلاميَّ، وتخشى أن يطَّلِعَ الإسبانيُّونَ على التُّراثِ الإسلاميِّ؛ فأمرَ المطران خمينس -رأسُ الكنيسةِ- سنةَ ( ٩٠٥هـ ) بجَمعِ الكُتبِ الإسلاميَّةِ من أنحاءِ الأندَلُسِ، وكُدِّسَتْ في أكبر ساحاتِ غِرناطةَ، واحتفل بإحراقِها، وقُدِّر عددُ ما أحرقَ يومَذاك بما لا يقلُّ عن مائةِ ألفِ مخطوطٍ". اهـ

لمحاتٌ في المكتبةِ والبحثِ والمصادرِ ( ص٦٠ - ٦١ هامش ) للدُّكتور مُحمَّد عجاج الخطيب.
2024/11/16 13:44:14
Back to Top
HTML Embed Code: