أقولُ: نعم، ذَكَروا إسماعيلَ ابنَ عُليَّةَ من تلاميذِ أيَّوبَ السَّختِيانيِّ، ولم يذكروا إسماعيلَ بنَ عيَّاشٍ.
لكن في نفسِ الوقتِ لم أرَ أحدًا ذكرَ إسماعيلَ ابنَ عُليَّةَ من شُيوخِ مُحمَّدِ بنِ مُصفَّى الحِمصيِّ؟
فالأقربُ أنَّه ابنُ عيَّاشٍ، لأنَّه حِمصيٌّ من بلدِ مُحمَّدِ بنِ مُصفَّى.
واللهُ أعلمُ..
لكن في نفسِ الوقتِ لم أرَ أحدًا ذكرَ إسماعيلَ ابنَ عُليَّةَ من شُيوخِ مُحمَّدِ بنِ مُصفَّى الحِمصيِّ؟
فالأقربُ أنَّه ابنُ عيَّاشٍ، لأنَّه حِمصيٌّ من بلدِ مُحمَّدِ بنِ مُصفَّى.
واللهُ أعلمُ..
نهايةُ عامِ (٢٠٢٤):
أعظمُ وأجلُّ خبَرَينِ سُرَّ بهما المُسلِمونَ عامَّةً والسُّوريُّونَ خاصَّةً في هذا العامِ: هلاكُ الرَّافِضيِّ حسنِ نصرِ الشَّيطانِ وبعضِ قادةِ حزبِ اللَّاتِ على أيدي إخوانِ القِرَدَةِ والخنازيرِ.
وإسقاطُ نظامِ بشَّارٍ في سوريا، وهُروبُه منها إلى روسيا خائبًا مذمومًا مدحورًا.
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ).
أعظمُ وأجلُّ خبَرَينِ سُرَّ بهما المُسلِمونَ عامَّةً والسُّوريُّونَ خاصَّةً في هذا العامِ: هلاكُ الرَّافِضيِّ حسنِ نصرِ الشَّيطانِ وبعضِ قادةِ حزبِ اللَّاتِ على أيدي إخوانِ القِرَدَةِ والخنازيرِ.
وإسقاطُ نظامِ بشَّارٍ في سوريا، وهُروبُه منها إلى روسيا خائبًا مذمومًا مدحورًا.
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ).
قال الذَّهبيُّ في السِّير ( ١٢ / ٦٨ ): "فالعِلمُ بحرٌ بلا ساحلٍ، وهو مُفرَّقٌ في الأُمَّةِ، موجودٌ لمَنِ الْتَمَسَهُ".
شِركُ السَّرائرِ!
قال الإمامُ أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ في المُصنَّفِ ( ٨٦٢٧ ): حدَّثنا أبو خالدٍ الأحمرُ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إيَّاكم وشِركَ السَّرائرِ"، قالوا: وما شِركُ السَّرائرِ؟ قال: "أن يقومَ أحدُكم يُزيِّنُ صلاتَهُ جاهِدًا لينظرَ النَّاسُ إليه، فذلك شِركُ السَّرائرِ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ أبو خالدٍ -وهو سُلَيمانُ بنُ حيَّانَ- صدوقٌ، وقد تُوُبِعَ.
وسعدٌ هو ابنُ إسحاقَ بنِ الصَّحَّابيِّ كعبِ بنِ عُجرةَ.
ورواه ابنُ خُزَيمةَ ( ٩٣٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٢٨٧٤ ) من طريقِ أبي خالدٍ الأحمرِ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، به.
ورواه البيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ٣٦٢٩ ) وفي شُعَبِ الإيمانِ ( ٢٨٧٣ ) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ سعيدٍ الأصبهانيِّ، عن أبي خالدٍ الأحمرِ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، به.
قال البيهقيُّ: "وذِكرُ جابرٍ فيه غيرُ محفوظٍ واللهُ أعلمُ؛ فقد رواه أبو سعيدٍ الأشجُّ، عن أبي خالدٍ الأحمرِ دونَ ذِكرِ جابرٍ فيه".
قلتُ: روايةُ الأشجِّ عند ابنِ خُزَيمةَ.
وقد رواه عن أبي خالدٍ أيضًا دون ذِكرِ جابرٍ: أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ.
وقد تابعَ أبا خالدٍ الأحمرَ: عيسى بنُ يونسَ السَّبيعيُّ:
رواه ابنُ خُزَيمةَ ( ٩٣٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٢٨٧٢ ) من طريقِ عيسى بنِ يُونسَ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، به.
وقد تابعَ سعدَ بنَ إسحاقَ: عمرُو بنُ أبي عَمرٍو المخزوميُّ مولى المُطَّلبِ:
رواه أحمدُ ( ٢٣٦٣١ و٢٣٦٣٦ )، والبغويُّ في شرحِ السُّنَّةِ ( ٤١٣٥ ) من طريقِ عمرِو بنِ أبي عَمرٍو، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ.
ولفظُهما: "إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغرُ"، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما الشِّركُ الأصغرُ؟ قال: "الرِّياءُ، إنَّ اللهَ يقولُ يومَ تُجازى العِبادُ بأعمالِهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تُراءون بأعمالِكم في الدُّنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً؟".
ورواه الطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٤٣٠١ ) من طريقِ إسماعيلَ بنِ أبي اُوَيسٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ مُحمَّدٍ، عن عمرِو بنِ أبي عَمرٍو، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، عن رافعِ بنِ خَدِيجٍ، به.
وإسماعيلُ بنُ أبي أُوَيسٍ تكلَّموا في حِفظِه، وهو صدوقٌ، ثبتٌ في خالِه الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ.
ولعلَّ ذِكرَ رافعِ بنِ خَدِيجٍ غيرُ محفوظٍ، واللهُ أعلمُ.
ورواه أحمدُ ( ٢٣٦٣٠ ) من طريقِ اللَّيثِ بنِ سعدٍ، عن يزيدَ بنِ الهادِ، عن عمرِو بنِ أبي عَمرٍو، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، به.
عَمرٌو لم يَسمَعْه من محمودِ بنِ لبيدٍ، بينهما عاصمُ بنُ عُمَرَ بنِ قتادةَ كما تقدَّمَ.
فائدةٌ:
هذا رياءٌ بأوصافِ العِبادةِ لا بأصلِها، وهو من الرِّياءِ المحظورِ؛ لأنَّ فيه تعظيمَ المخلوقينَ.
وقد قال بِشرُ بنُ الحارثِ الحافي: سمعتُ خالدًا الطَّحَّانَ وهو يُذكِّرُ ويقولُ: "إيَّاكم وسرائرَ الشِّركِ"، قلتُ: وكيف سرائرُ الشِّركِ؟ قال: "أن يُصلِّيَ أحدُكم فيُطوِّلَ في رُكوعِه وسُجودِه حتَّى يَلحظَهُ الحدقُ".
رواه أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٨ / ٣٤٣ ).
قال الإمامُ أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ في المُصنَّفِ ( ٨٦٢٧ ): حدَّثنا أبو خالدٍ الأحمرُ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إيَّاكم وشِركَ السَّرائرِ"، قالوا: وما شِركُ السَّرائرِ؟ قال: "أن يقومَ أحدُكم يُزيِّنُ صلاتَهُ جاهِدًا لينظرَ النَّاسُ إليه، فذلك شِركُ السَّرائرِ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ أبو خالدٍ -وهو سُلَيمانُ بنُ حيَّانَ- صدوقٌ، وقد تُوُبِعَ.
وسعدٌ هو ابنُ إسحاقَ بنِ الصَّحَّابيِّ كعبِ بنِ عُجرةَ.
ورواه ابنُ خُزَيمةَ ( ٩٣٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٢٨٧٤ ) من طريقِ أبي خالدٍ الأحمرِ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، به.
ورواه البيهقيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ٣٦٢٩ ) وفي شُعَبِ الإيمانِ ( ٢٨٧٣ ) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ سعيدٍ الأصبهانيِّ، عن أبي خالدٍ الأحمرِ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، به.
قال البيهقيُّ: "وذِكرُ جابرٍ فيه غيرُ محفوظٍ واللهُ أعلمُ؛ فقد رواه أبو سعيدٍ الأشجُّ، عن أبي خالدٍ الأحمرِ دونَ ذِكرِ جابرٍ فيه".
قلتُ: روايةُ الأشجِّ عند ابنِ خُزَيمةَ.
وقد رواه عن أبي خالدٍ أيضًا دون ذِكرِ جابرٍ: أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ.
وقد تابعَ أبا خالدٍ الأحمرَ: عيسى بنُ يونسَ السَّبيعيُّ:
رواه ابنُ خُزَيمةَ ( ٩٣٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٢٨٧٢ ) من طريقِ عيسى بنِ يُونسَ، عن سعدِ بنِ إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، به.
وقد تابعَ سعدَ بنَ إسحاقَ: عمرُو بنُ أبي عَمرٍو المخزوميُّ مولى المُطَّلبِ:
رواه أحمدُ ( ٢٣٦٣١ و٢٣٦٣٦ )، والبغويُّ في شرحِ السُّنَّةِ ( ٤١٣٥ ) من طريقِ عمرِو بنِ أبي عَمرٍو، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ.
ولفظُهما: "إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشِّركُ الأصغرُ"، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما الشِّركُ الأصغرُ؟ قال: "الرِّياءُ، إنَّ اللهَ يقولُ يومَ تُجازى العِبادُ بأعمالِهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تُراءون بأعمالِكم في الدُّنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً؟".
ورواه الطَّبرانيُّ في المُعجَمِ الكبيرِ ( ٤٣٠١ ) من طريقِ إسماعيلَ بنِ أبي اُوَيسٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ مُحمَّدٍ، عن عمرِو بنِ أبي عَمرٍو، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، عن رافعِ بنِ خَدِيجٍ، به.
وإسماعيلُ بنُ أبي أُوَيسٍ تكلَّموا في حِفظِه، وهو صدوقٌ، ثبتٌ في خالِه الإمامِ مالكِ بنِ أنسٍ.
ولعلَّ ذِكرَ رافعِ بنِ خَدِيجٍ غيرُ محفوظٍ، واللهُ أعلمُ.
ورواه أحمدُ ( ٢٣٦٣٠ ) من طريقِ اللَّيثِ بنِ سعدٍ، عن يزيدَ بنِ الهادِ، عن عمرِو بنِ أبي عَمرٍو، عن محمودِ بنِ لبيدٍ، به.
عَمرٌو لم يَسمَعْه من محمودِ بنِ لبيدٍ، بينهما عاصمُ بنُ عُمَرَ بنِ قتادةَ كما تقدَّمَ.
فائدةٌ:
هذا رياءٌ بأوصافِ العِبادةِ لا بأصلِها، وهو من الرِّياءِ المحظورِ؛ لأنَّ فيه تعظيمَ المخلوقينَ.
وقد قال بِشرُ بنُ الحارثِ الحافي: سمعتُ خالدًا الطَّحَّانَ وهو يُذكِّرُ ويقولُ: "إيَّاكم وسرائرَ الشِّركِ"، قلتُ: وكيف سرائرُ الشِّركِ؟ قال: "أن يُصلِّيَ أحدُكم فيُطوِّلَ في رُكوعِه وسُجودِه حتَّى يَلحظَهُ الحدقُ".
رواه أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٨ / ٣٤٣ ).
اللَّهُمَّ عوِّضْ أهلَ غزَّةَ الحبيبةَ خيرًا، وتقبَّلْ شُهَداءَهم، واشْفِ مَرضاهم، وداوِ جَرحاهم، واحْقِنْ دِماءَهم، وأطْعِمْ جائعَهم، واكْسُ عاريَهم، وآوِ مُشَرَّدَهم، وقَوِّ ضعيفَهم، وأصلِحْ دِيارَهم وبُيوتَهم، وأغْنِهِم بفضلِكَ، وانْصُرْهُم نصرًا عزيزًا مُؤزَّرًا.
قال الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ -وقد ذكرَ حديثًا من طريقِ شُعبةَ بنِ الحجَّاجِ- في إعلامِ المُوقِّعِينَ ( ٥ / ٨١ ): "وهذا حديثٌ فيه شُعبةُ، وإذا كان شُعبةُ في حديثٍ؛ فاشْدُدْ يدَيكَ به، فمن جعلَ شُعبةَ بينه وبين اللهِ فقد استوثقَ لدِينِه". اهـ
قلتُ: انظُرْ إلى دقَّةِ هذا التَّوثيقِ ما أجمَلَهُ!
وقد كان هذا الإمامُ الجليلُ -أعني شُعبةَ- مُتَثَبِّتًا في الحديثِ، مُنَتقيًا له، مُتَحرِّيًا فيه، وأخبارُه في هذا مُستَفِيضةٌ.
قلتُ: انظُرْ إلى دقَّةِ هذا التَّوثيقِ ما أجمَلَهُ!
وقد كان هذا الإمامُ الجليلُ -أعني شُعبةَ- مُتَثَبِّتًا في الحديثِ، مُنَتقيًا له، مُتَحرِّيًا فيه، وأخبارُه في هذا مُستَفِيضةٌ.
قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في زوائدِ الزُّهدِ لأبيه ( ٩٨٦ ): حدَّثنا هُدبةُ بنُ خالدٍ، حدَّثنا همَّامٌ، حدَّثنا قتادةُ، عن أنسٍ، عن أبي هُرَيرةَ قال: "ألا أدلُّكم على غنيمةٍ باردةٍ؟"، قالوا: ماذا يا أبا هُرَيرةَ؟ قال: "الصَّومُ في الشِّتاءِ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ بَصرِيٌّ صحيحٌ، على شرطِ البُخاريِّ ومُسلِمٍ.
وهمَّامٌ هو ابنُ يحيى العَوذيُّ البصريُّ، وقتادةُ هو ابنُ دِعامةَ السَّدُوسيُّ البصريُّ، وأنسٌ هو ابنُ مالكٍ الأنصاريُّ الصَّحابيُّ الجليلُ.
وفي الإسنادِ لطيفةٌ، وهي: روايةُ صحابيٍّ عن مِثلِه؛ أنسِ بنِ مالكٍ، عن أبي هُرَيرةَ.
وقد روى أنسٌ عن جمعٍ من الصَّحابةِ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ١ / ٣٨١ ) من طريقِ عبدِ اللهِ، عن هُدبةَ، بهذا الإسنادِ.
وقد ثبتَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "الصَّومُ في الشِّتاءِ الغنيمةُ البارِدةُ".
وهو حديثٌ حسنٌ بشواهدِه؛ يُنظَرُ: السِّلسِلةُ الصَّحيحةُ ( ٤ / ٥٥٤ - ٥٥٦ برقم ١٩٢٢ ) للشَّيخِ الألبانيِّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ بَصرِيٌّ صحيحٌ، على شرطِ البُخاريِّ ومُسلِمٍ.
وهمَّامٌ هو ابنُ يحيى العَوذيُّ البصريُّ، وقتادةُ هو ابنُ دِعامةَ السَّدُوسيُّ البصريُّ، وأنسٌ هو ابنُ مالكٍ الأنصاريُّ الصَّحابيُّ الجليلُ.
وفي الإسنادِ لطيفةٌ، وهي: روايةُ صحابيٍّ عن مِثلِه؛ أنسِ بنِ مالكٍ، عن أبي هُرَيرةَ.
وقد روى أنسٌ عن جمعٍ من الصَّحابةِ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ١ / ٣٨١ ) من طريقِ عبدِ اللهِ، عن هُدبةَ، بهذا الإسنادِ.
وقد ثبتَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "الصَّومُ في الشِّتاءِ الغنيمةُ البارِدةُ".
وهو حديثٌ حسنٌ بشواهدِه؛ يُنظَرُ: السِّلسِلةُ الصَّحيحةُ ( ٤ / ٥٥٤ - ٥٥٦ برقم ١٩٢٢ ) للشَّيخِ الألبانيِّ.
العِبادةُ المفقودةُ:
قال وكيعُ بنُ الجرَّاحِ في الزُّهدِ له ( ٢٢٤ ): حدَّثنا مالكُ بنُ مِغوَلٍ والمسعوديُّ، عن عَونِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ قال: سألتُ أُمَّ الدَّرداءِ: ما كان أفضلُ عبادةِ أبي الدَّرداءِ؟ قالت: التَّفكُّرُ والاعتِبارُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ كُوفيٌّ صحيحٌ.
ورواه أحمدُ بنُ حنبلٍ في الزُّهدِ ( ٧٢٠ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٧ / ١٤٩ ) من طريقِ وكيعٍ، بهذا الإسنادِ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ١ / ٢٠٨ ) و ( ٤ / ٢٥٣ ) و ( ٧ / ٣٠٠ ) من طريقِ سُفيانِ بنِ عُيَينةَ وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، عن مالكِ بنِ مِغوَلٍ، عن عَونٍ، به.
ورواه أبو الشَّيخِ في العَظَمةِ ( ٤٦ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ١ / ٢٠٨ ) من طريقِ عاصمِ بنِ عليٍّ وعَمرِو بنِ مرزوقٍ، عن المسعوديِّ، عن عونٍ، به.
ورواه ابنُ المُبارَكِ في الزُّهدِ ( ٢٧٢ )، والنَّسائيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١١٨٥٠ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٧ / ١٤٩ ) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ عجلانَ، عن عونٍ، به.
ولفظُ ابنِ المُبارَكِ: "أيُّ عبادةِ أبي الدَّرداءِ كانَتْ أكثرَ؟".
ورواه بإسنادٍ آخرَ: هنَّادٌ في الزُّهدِ ( ٩٤٤ ) قال: حدَّثنا أبو مُعاوِيةَ، عن الأعمشِ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عن أُمِّ الدَّرداءِ، قال: قيل لها: ما كان أفضلُ عَمَلِ أبي الدَّرداءِ؟ قالت: "التَّفكُّرُ".
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثِقاتٌ.
ورواه أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٧٣٠٨ )، وأبو داودَ في الزُّهدِ ( ٢٠٨ )، وأبو الشَّيخِ في العَظَمةِ ( ٤٥ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ١ / ٢٠٨ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١١٨ ) من طريقِ أبي مُعاويةَ وابنِ فُضَيلٍ وجريرٍ، عن الأعمشِ، به.
وثبتَ عن أبي الدَّرداءِ رضي اللهُ عنه أنَّه قال: "تفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قيامِ ليلةٍ".
رواه أحمدُ في الزُّهدِ ( ٧٤٦ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٧٣٠٧ )، وهنَّادٌ ( ٩٤٣ )، وابنُ سعدٍ في الطَّبقاتِ الكُبرى ( ٧ / ٣٩٢ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١١٧ ) من طريقِ أبي مُعاوِيةَ، عن الأعمشِ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عن أُمِّ الدَّرداءِ، عن أبي الدَّرداءِ.
وإسنادُه صحيحٌ.
التَّفكُّرُ في آياتِ اللهِ الشَّرعيَّةِ والكَونيَّةِ من أفضلِ العِباداتِ، وأجلِّ الطَّاعاتِ.. إذ تُثمِرُ هذه العبادةُ العظيمةُ إيمانًا راسِخًا في القلبِ باللهِ عزَّ وجلَّ وعظَمَتِه.
ويُنظَرُ في فضيلةِ التَّفكُّرِ: كتابُ "مِفتاحِ دارِ السَّعادةِ" للإمامِ ابنِ قيِّمِ الجوزيَّةِ؛ فقد تكلَّمَ في هذا الموضوعِ فأوعبَ.
وللدُّكتور عبدِ المجيدِ الوعلان رسالةٌ جامعيَّةٌ بعنوانِ: "الدِّلالاتِ العقَدَيَّةِ للآياتِ الكَونيَّةِ"، وهي رسالةٌ عظيمةُ النَّفعِ.
قال وكيعُ بنُ الجرَّاحِ في الزُّهدِ له ( ٢٢٤ ): حدَّثنا مالكُ بنُ مِغوَلٍ والمسعوديُّ، عن عَونِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ قال: سألتُ أُمَّ الدَّرداءِ: ما كان أفضلُ عبادةِ أبي الدَّرداءِ؟ قالت: التَّفكُّرُ والاعتِبارُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ كُوفيٌّ صحيحٌ.
ورواه أحمدُ بنُ حنبلٍ في الزُّهدِ ( ٧٢٠ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٧ / ١٤٩ ) من طريقِ وكيعٍ، بهذا الإسنادِ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ١ / ٢٠٨ ) و ( ٤ / ٢٥٣ ) و ( ٧ / ٣٠٠ ) من طريقِ سُفيانِ بنِ عُيَينةَ وأبي نُعَيمٍ الفضلِ بنِ دُكَينٍ، عن مالكِ بنِ مِغوَلٍ، عن عَونٍ، به.
ورواه أبو الشَّيخِ في العَظَمةِ ( ٤٦ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ١ / ٢٠٨ ) من طريقِ عاصمِ بنِ عليٍّ وعَمرِو بنِ مرزوقٍ، عن المسعوديِّ، عن عونٍ، به.
ورواه ابنُ المُبارَكِ في الزُّهدِ ( ٢٧٢ )، والنَّسائيُّ في السُّنَنِ الكُبرى ( ١١٨٥٠ )، وابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٤٧ / ١٤٩ ) من طريقِ مُحمَّدِ بنِ عجلانَ، عن عونٍ، به.
ولفظُ ابنِ المُبارَكِ: "أيُّ عبادةِ أبي الدَّرداءِ كانَتْ أكثرَ؟".
ورواه بإسنادٍ آخرَ: هنَّادٌ في الزُّهدِ ( ٩٤٤ ) قال: حدَّثنا أبو مُعاوِيةَ، عن الأعمشِ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عن أُمِّ الدَّرداءِ، قال: قيل لها: ما كان أفضلُ عَمَلِ أبي الدَّرداءِ؟ قالت: "التَّفكُّرُ".
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثِقاتٌ.
ورواه أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٧٣٠٨ )، وأبو داودَ في الزُّهدِ ( ٢٠٨ )، وأبو الشَّيخِ في العَظَمةِ ( ٤٥ )، وأبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ١ / ٢٠٨ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١١٨ ) من طريقِ أبي مُعاويةَ وابنِ فُضَيلٍ وجريرٍ، عن الأعمشِ، به.
وثبتَ عن أبي الدَّرداءِ رضي اللهُ عنه أنَّه قال: "تفكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قيامِ ليلةٍ".
رواه أحمدُ في الزُّهدِ ( ٧٤٦ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٣٧٣٠٧ )، وهنَّادٌ ( ٩٤٣ )، وابنُ سعدٍ في الطَّبقاتِ الكُبرى ( ٧ / ٣٩٢ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١١٧ ) من طريقِ أبي مُعاوِيةَ، عن الأعمشِ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ، عن سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عن أُمِّ الدَّرداءِ، عن أبي الدَّرداءِ.
وإسنادُه صحيحٌ.
التَّفكُّرُ في آياتِ اللهِ الشَّرعيَّةِ والكَونيَّةِ من أفضلِ العِباداتِ، وأجلِّ الطَّاعاتِ.. إذ تُثمِرُ هذه العبادةُ العظيمةُ إيمانًا راسِخًا في القلبِ باللهِ عزَّ وجلَّ وعظَمَتِه.
ويُنظَرُ في فضيلةِ التَّفكُّرِ: كتابُ "مِفتاحِ دارِ السَّعادةِ" للإمامِ ابنِ قيِّمِ الجوزيَّةِ؛ فقد تكلَّمَ في هذا الموضوعِ فأوعبَ.
وللدُّكتور عبدِ المجيدِ الوعلان رسالةٌ جامعيَّةٌ بعنوانِ: "الدِّلالاتِ العقَدَيَّةِ للآياتِ الكَونيَّةِ"، وهي رسالةٌ عظيمةُ النَّفعِ.
وصيَّةٌ عظيمةٌ:
قال أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في "الإشرافِ في منازلِ الأشرافِ" ( ١٥٥ ): حدَّثني أزهرُ بنُ مروانَ قال: حدَّثنا جعفرُ بنُ سُلَيمانَ قال: حدَّثنا أبو كعبٍ قال: قلتُ للحسنِ: يا أبا سعيدٍ، إنِّي أُريدُ سفرًا فزَوِّدْني، قال: "أعِزَّ أمرَ اللهِ حيثُ كنتَ؛ يُعِزَّكَ اللهُ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ أزهرُ وجعفرٌ صدوقانِ.
وأبو كعبٍ هو عبدُ ربِّه بنُ عُبَيدٍ الأزديُّ الجُرمُوزيُّ البصريُّ، صاحبُ الحريرِ، وهو ثقةٌ.
والحسنُ هو ابنُ يسارٍ البصريُّ، التَّابعيُّ الإمامُ الكبيرُ الزَّاهدُ.
ورواه عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في زوائدِ الزُّهدِ لأبيه ( ١٤٧٩ ) قال: حدَّثنا هارونُ بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثنا سيَّارٌ، حدَّثنا جعفرٌ، حدَّثنا أبو كعبٍ الأزديُّ قال: قال رجلٌ للحسنِ رحمه اللهُ: إنِّي أُرِيدُ سفرًا فزَوِّدْني، قال: "ابنَ أخي، أعِزَّ أمرَ اللهِ حيثما كنتَ؛ يُعِزَّكَ اللهُ عزَّ وجلَّ".
وهذا إسنادٌ حسنٌ كسابقِه.
وهارونُ هو ابنُ عبدِ اللهِ الحمَّالُ، وسيَّارٌ هو ابنُ حاتمٍ العَنَزيُّ، وجعفرٌ هو ابنُ سُلَيمانَ الضُّبَعيُّ.
ورواه ابنُ المُبارَكِ في الزُّهدِ ( ٦٩ ) قال: حدَّثنا سُفيانُ قال: قال رجلٌ للحسنِ: أوصِني، قال: "أعِزَّ أمرَ اللهِ يُعِزَّكَ اللهُ".
وهذا إسنادٌ مُنقَطِعٌ؛ سُفيانُ الثَّوريُّ لم يُدرِكِ الحسنَ البصريَّ.
ورواه أبو بكرٍ الدِّينَوَريُّ في المُجالَسةِ وجواهرِ العِلمِ ( ٢٥٨٩ ) قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ يُونُسَ، نا سعيدُ بنُ عامرٍ، نا أبو كعبٍ صاحبُ الجُرَيريِّ قال: أتيتُ الحسنَ وأنا أرِيدُ الهِندَ، فقلتُ: يا أبا سعيدٍ، أوصِني، قال: "أعِزَّ أمرَ اللهِ أينَ ما كنتَ يُعِزَّكَ اللهُ".
قال: فنفعني اللهُ بكلامِه.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ لضعفِ مُحمَّدِ بنِ يُونُسَ الكُدَيميِّ، وقد اتُّهِمَ بوضعِ الحديثِ.
والمعروفُ أنَّ أبا كعبٍ يُقالُ له: صاحبُ الحريرِ.
ورواه الفَسَويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ٢ / ٢٦٤ ) -ومن طريقِه البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٥٢٦ )- من طريقِ عُقبةَ بنِ مُكرِمٍ، عن سعيدِ بنِ عامرٍ، عن أُبَيِّ بنِ كعبٍ! قال: أردتُ أن أخرجُ إلى الهندِ فقلتُ للحسَنِ: أوصِني، فقال: "أَعِزَّ أمرَ اللهِ أينما كُنتَ يُعِزَّكَ اللهُ".
هكذا جاء عندهما.. وهذا إسنادٌ صحيحٌ، لكن فيه خطأٌ، الصَّوابُ: عن أبي كعبٍ، وليس أُبيّ بن كعبٍ!
وهذا لفظُ البيهقيِّ، والنَّصُّ عند الفسويِّ فيه تحريفٌ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ١٥٢ ) من طريقِ الحُمَيديِّ قال: ثنا سُفيانُ بنُ عُيَينةَ قال: ثنا أبو مُوسى قال: سمعتُ الحسنَ يقولُ -وأتاه رجلٌ فقال: إنِّي أُرِيدُ السِّندَ فأوصِني- قال: "حيثما كنتَ فأعِزَّ اللهَ يُعِزَّكَ".
قال: فحفظتُ وصيَّتَهُ فما كان بها أحدٌ أعزَّ منِّي حتَّى رجعتُ.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثِقاتٌ.
وأبو موسى هو إسرائيلُ بنُ مُوسى، من ثِقاتِ أصحابِ الحسنِ البصريِّ، وأظنُّه هو الذي طلبَ الوصيَّةَ من الحسنِ، وأبهمَ نفسَهُ تواضُعًا؛ لأنَّهم ذكروا في ترجمتِه أنَّه نزلَ السِّندَ والهِندَ، وهو القائلُ: "فحفظتُ وصيَّتَهُ..".
واللهُ أعلمُ...
قال أبو بكرِ بنُ أبي الدُّنيا في "الإشرافِ في منازلِ الأشرافِ" ( ١٥٥ ): حدَّثني أزهرُ بنُ مروانَ قال: حدَّثنا جعفرُ بنُ سُلَيمانَ قال: حدَّثنا أبو كعبٍ قال: قلتُ للحسنِ: يا أبا سعيدٍ، إنِّي أُريدُ سفرًا فزَوِّدْني، قال: "أعِزَّ أمرَ اللهِ حيثُ كنتَ؛ يُعِزَّكَ اللهُ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ حسنٌ؛ أزهرُ وجعفرٌ صدوقانِ.
وأبو كعبٍ هو عبدُ ربِّه بنُ عُبَيدٍ الأزديُّ الجُرمُوزيُّ البصريُّ، صاحبُ الحريرِ، وهو ثقةٌ.
والحسنُ هو ابنُ يسارٍ البصريُّ، التَّابعيُّ الإمامُ الكبيرُ الزَّاهدُ.
ورواه عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ في زوائدِ الزُّهدِ لأبيه ( ١٤٧٩ ) قال: حدَّثنا هارونُ بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثنا سيَّارٌ، حدَّثنا جعفرٌ، حدَّثنا أبو كعبٍ الأزديُّ قال: قال رجلٌ للحسنِ رحمه اللهُ: إنِّي أُرِيدُ سفرًا فزَوِّدْني، قال: "ابنَ أخي، أعِزَّ أمرَ اللهِ حيثما كنتَ؛ يُعِزَّكَ اللهُ عزَّ وجلَّ".
وهذا إسنادٌ حسنٌ كسابقِه.
وهارونُ هو ابنُ عبدِ اللهِ الحمَّالُ، وسيَّارٌ هو ابنُ حاتمٍ العَنَزيُّ، وجعفرٌ هو ابنُ سُلَيمانَ الضُّبَعيُّ.
ورواه ابنُ المُبارَكِ في الزُّهدِ ( ٦٩ ) قال: حدَّثنا سُفيانُ قال: قال رجلٌ للحسنِ: أوصِني، قال: "أعِزَّ أمرَ اللهِ يُعِزَّكَ اللهُ".
وهذا إسنادٌ مُنقَطِعٌ؛ سُفيانُ الثَّوريُّ لم يُدرِكِ الحسنَ البصريَّ.
ورواه أبو بكرٍ الدِّينَوَريُّ في المُجالَسةِ وجواهرِ العِلمِ ( ٢٥٨٩ ) قال: حدَّثنا مُحمَّدُ بنُ يُونُسَ، نا سعيدُ بنُ عامرٍ، نا أبو كعبٍ صاحبُ الجُرَيريِّ قال: أتيتُ الحسنَ وأنا أرِيدُ الهِندَ، فقلتُ: يا أبا سعيدٍ، أوصِني، قال: "أعِزَّ أمرَ اللهِ أينَ ما كنتَ يُعِزَّكَ اللهُ".
قال: فنفعني اللهُ بكلامِه.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ لضعفِ مُحمَّدِ بنِ يُونُسَ الكُدَيميِّ، وقد اتُّهِمَ بوضعِ الحديثِ.
والمعروفُ أنَّ أبا كعبٍ يُقالُ له: صاحبُ الحريرِ.
ورواه الفَسَويُّ في المعرفةِ والتَّاريخِ ( ٢ / ٢٦٤ ) -ومن طريقِه البيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ١٥٢٦ )- من طريقِ عُقبةَ بنِ مُكرِمٍ، عن سعيدِ بنِ عامرٍ، عن أُبَيِّ بنِ كعبٍ! قال: أردتُ أن أخرجُ إلى الهندِ فقلتُ للحسَنِ: أوصِني، فقال: "أَعِزَّ أمرَ اللهِ أينما كُنتَ يُعِزَّكَ اللهُ".
هكذا جاء عندهما.. وهذا إسنادٌ صحيحٌ، لكن فيه خطأٌ، الصَّوابُ: عن أبي كعبٍ، وليس أُبيّ بن كعبٍ!
وهذا لفظُ البيهقيِّ، والنَّصُّ عند الفسويِّ فيه تحريفٌ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ١٥٢ ) من طريقِ الحُمَيديِّ قال: ثنا سُفيانُ بنُ عُيَينةَ قال: ثنا أبو مُوسى قال: سمعتُ الحسنَ يقولُ -وأتاه رجلٌ فقال: إنِّي أُرِيدُ السِّندَ فأوصِني- قال: "حيثما كنتَ فأعِزَّ اللهَ يُعِزَّكَ".
قال: فحفظتُ وصيَّتَهُ فما كان بها أحدٌ أعزَّ منِّي حتَّى رجعتُ.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُه ثِقاتٌ.
وأبو موسى هو إسرائيلُ بنُ مُوسى، من ثِقاتِ أصحابِ الحسنِ البصريِّ، وأظنُّه هو الذي طلبَ الوصيَّةَ من الحسنِ، وأبهمَ نفسَهُ تواضُعًا؛ لأنَّهم ذكروا في ترجمتِه أنَّه نزلَ السِّندَ والهِندَ، وهو القائلُ: "فحفظتُ وصيَّتَهُ..".
واللهُ أعلمُ...
غِراسُ السَّلَفِ:
قال الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".
- رابط القناة:
https://www.tg-me.com/Salafi_s
- بوت القناة:
@G_Salafi_bot
قال الإمامُ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثَّوريُّ: "إنِ استطعتَ ألَّا تحكَّ رأسَك إلَّا بأثَرٍ فافْعَلْ!".
- رابط القناة:
https://www.tg-me.com/Salafi_s
- بوت القناة:
@G_Salafi_bot
قال الإمامُ أحمدُ في الزُّهدِ ( ١٧٦٨ ): حدَّثنا الأسودُ بنُ عامرٍ، حدَّثنا حمَّادٌ، عن حبيبٍ، عنِ ابنِ سِيرِينَ قال: "إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا جعل له واعِظًا من قلبِه يأمرُه وينهاهُ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
الأسودُ بنُ عامرٍ هو المعروفُ بشاذانَ، شاميٌّ سكنَ بغدادَ، وهو ثقةٌ إمامٌ.
فائدةٌ:
حمَّادٌ هذا مَن؟ ابنُ سَلَمةَ أم ابنُ زيدٍ؟
ننظرُ: الأسودُ بنُ عامرٍ عمَّن يروي من الحمَّادَينِ؟
يروي عن الاثنَينِ..
نبحثُ عن قرينةٍ أُخرى.. حبيبٌ -وهو ابنُ شهيدٍ الأزديُّ البصريُّ- مَن روى عنه منهما؟
نجدُ أنَّ حمَّادَ بنَ سَلَمةَ روى عن حبيبٍ، وليس لحمَّادِ بنِ زيدٍ روايةٌ عنه.
إذن، فحمَّادٌ هذا هو ابنُ سَلَمةَ.
وقد جاء أيضًا التَّصريحُ باسمِه في المصادرِ الأُخرى للأثَرِ.
وابنُ سِيرِينَ هو الإمامُ التَّابعيُّ الكبيرُ الثَّبتُ الحُجَّةُ مُحمَّدُ بنُ سِيرِينَ الأنصاريُّ البصريُّ.
من جلَّةِ أصحابِ أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه مع سعيدِ بنِ المُسيَّبِ وأبي سلمةَ وأبي صالحٍ والأعرجِ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٢٦٤ ) من طريقِ الإمامِ أحمدَ، عن الأسودِ بنِ عامرٍ، به.
ورواه هنَّادٌ في الزُّهدِ ( ٥٠٦ ) قال: حدَّثنا قبيصةُ، عن حمَّادِ بنِ سَلَمةَ، عن حبيبِ بنِ الشَّهيدِ، عن مُحمَّدِ بنِ سِيرِينَ قال: "إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا جعل له من قلبِه واعظًا يأمرُه وينهاهُ"، قال: "ويُجري اللهُ الخيرَ على يدَي مَن يشاءُ أو الشَّرَّ على يدَي مَن يشاءُ".
وقبيصةُ هو ابنُ عُقبةَ السُّوائيُّ الكُوفيُّ.
ورواه ابنُ بطَّةَ في الإبانةِ الكُبرى ( ١٧٢٣ ) من طريقِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خَلَفٍ قال: حدَّثنا حجَّاجٌ قال: حدَّثنا حمَّادٌ، عن حبيبِ بنِ الشَّهيدِ، به.
وحجَّاجٌ هو ابنُ مِنهالٍ الأنماطيُّ.
والحجَّاجُ يروي عن الحمَّادَينِ: ابنِ سَلَمةَ وابنِ زيدٍ، لكن الذي في السَّنَدِ هو ابنُ سَلَمةَ؛ للقرائنِ التي مرَّتْ معنا.
ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥٣ / ٢٢١ ) من طريقِ الحسنِ بنِ مُكرَمٍ، عن رَوحِ بنِ عُبادةَ، عن حبيبِ بنِ الشَّهيدِ، به.
وذكَرَهُ أبو القاسمِ التَّيميُّ في سِيَرِ السَّلفِ الصَّالحينَ ( ٣ / ٩٢٠ )، وابنُ الجوزيِّ في صفةِ الصَّفوةِ ( ٣ / ٢٤٣ ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
الأسودُ بنُ عامرٍ هو المعروفُ بشاذانَ، شاميٌّ سكنَ بغدادَ، وهو ثقةٌ إمامٌ.
فائدةٌ:
حمَّادٌ هذا مَن؟ ابنُ سَلَمةَ أم ابنُ زيدٍ؟
ننظرُ: الأسودُ بنُ عامرٍ عمَّن يروي من الحمَّادَينِ؟
يروي عن الاثنَينِ..
نبحثُ عن قرينةٍ أُخرى.. حبيبٌ -وهو ابنُ شهيدٍ الأزديُّ البصريُّ- مَن روى عنه منهما؟
نجدُ أنَّ حمَّادَ بنَ سَلَمةَ روى عن حبيبٍ، وليس لحمَّادِ بنِ زيدٍ روايةٌ عنه.
إذن، فحمَّادٌ هذا هو ابنُ سَلَمةَ.
وقد جاء أيضًا التَّصريحُ باسمِه في المصادرِ الأُخرى للأثَرِ.
وابنُ سِيرِينَ هو الإمامُ التَّابعيُّ الكبيرُ الثَّبتُ الحُجَّةُ مُحمَّدُ بنُ سِيرِينَ الأنصاريُّ البصريُّ.
من جلَّةِ أصحابِ أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه مع سعيدِ بنِ المُسيَّبِ وأبي سلمةَ وأبي صالحٍ والأعرجِ.
ورواه أبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٢ / ٢٦٤ ) من طريقِ الإمامِ أحمدَ، عن الأسودِ بنِ عامرٍ، به.
ورواه هنَّادٌ في الزُّهدِ ( ٥٠٦ ) قال: حدَّثنا قبيصةُ، عن حمَّادِ بنِ سَلَمةَ، عن حبيبِ بنِ الشَّهيدِ، عن مُحمَّدِ بنِ سِيرِينَ قال: "إذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا جعل له من قلبِه واعظًا يأمرُه وينهاهُ"، قال: "ويُجري اللهُ الخيرَ على يدَي مَن يشاءُ أو الشَّرَّ على يدَي مَن يشاءُ".
وقبيصةُ هو ابنُ عُقبةَ السُّوائيُّ الكُوفيُّ.
ورواه ابنُ بطَّةَ في الإبانةِ الكُبرى ( ١٧٢٣ ) من طريقِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ خَلَفٍ قال: حدَّثنا حجَّاجٌ قال: حدَّثنا حمَّادٌ، عن حبيبِ بنِ الشَّهيدِ، به.
وحجَّاجٌ هو ابنُ مِنهالٍ الأنماطيُّ.
والحجَّاجُ يروي عن الحمَّادَينِ: ابنِ سَلَمةَ وابنِ زيدٍ، لكن الذي في السَّنَدِ هو ابنُ سَلَمةَ؛ للقرائنِ التي مرَّتْ معنا.
ورواه ابنُ عساكرَ في تاريخِ دمشقَ ( ٥٣ / ٢٢١ ) من طريقِ الحسنِ بنِ مُكرَمٍ، عن رَوحِ بنِ عُبادةَ، عن حبيبِ بنِ الشَّهيدِ، به.
وذكَرَهُ أبو القاسمِ التَّيميُّ في سِيَرِ السَّلفِ الصَّالحينَ ( ٣ / ٩٢٠ )، وابنُ الجوزيِّ في صفةِ الصَّفوةِ ( ٣ / ٢٤٣ ).
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمُشرِكٍ أو مُشاحِنٍ".
حديثٌ -بمجموعِ طُرُقِه وشواهدِه- صحيحٌ؛ رُوِيَ عن جماعةٍ من الصَّحابةِ من طُرُقٍ مُختَلِفةٍ يشدُّ بعضُها بعضًا، وهم: أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، وابنتُه عائشةُ، وأبو مُوسى الأشعريُّ، ومُعاذُ بنُ جبلٍ، وأبو ثعلبةَ الخُشَنيُّ، وعوفُ بنُ مالكٍ، وأبو هُرَيرةَ، وعبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ.
ومن التَّابعينَ: عطاءُ بنُ يسارٍ، ومكحولٌ.
ومن أتباعِ التَّابعينَ: الفُضَيلُ بنُ فَضالةَ.
آثارٌ موقوفةٌ عليهم.
وقد تَتَبَّعَ تلك الطُّرُقَ واستَقْصاها واستَقْرأَها الشَّيخُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٣ / ١٣٥ - ١٣٩ ).
فجزاه اللهُ عنَّا خيرًا.
يقولُ ابنُ الأثيرِ الجَزَريُّ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ ( ٢ / ٤٤٩ ): "المُشاحِنُ: المُعادي، والشَّحناءُ: العداوةُ، والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ منه.
وقال الأوزاعيُّ: أرادَ بالمُشاحِنِ ها هنا صاحبَ البِدعةِ، المُفارِقَ لجماعةِ الأُمَّةِ". اهـ
وقال الطَّبرانيُّ في "الدُّعاءِ" إثرَ حديثِ عائشةَ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ( برقم ٦٠٦ ): سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حنبلٍ يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ في معنى حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ على عبادِه، فيغفرُ لأهلِ الأرضِ إلَّا لمُشركٍ أو مُشاحِنٍ"، قال: "المُشاحِنُ هم أهلُ البِدَعِ الذين يُشاحِنُونَ أهلَ الإسلامِ ويُعادُونَهم".
وقال الزَّمَخْشَريُّ في الفائقِ ( ٢ / ٢٢٦ ): "هو المُبتَدِعُ الذي يُشاحِنُ أهلَ الإسلامِ؛ أي يُعادِيهم". اهـ
وقال الطِّيبيُّ: " الشَّحناءُ: العداوةُ والبغضاءُ، ولعلَّ المُرادَ: ذمُّ البِغضةِ التي تقعُ بين المُسلِمينَ من قِبَلِ النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ لا للدِّينِ، فلا يأمنُ أحدُهم أذى صاحبِه من يدِه ولِسانِه؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى القِتالِ وما يُنهى عنه". اهـ
نقلَه القاريُّ في مِرقاةِ المفاتيحِ ( ٣ / ٣٨٦ )، والمُبارَكفوريُّ في مِرعاةِ المفاتيحِ ( ٤ / ٣٤٠ ).
كلاهما -المِرقاة والمِرعاة- شرحٌ لمِشكاةِ المصابيحِ.
ولم يصحَّ في ليلةِ النَّصفِ من شعبانَ شيءٌ سوى هذا الحديثِ؛ لا في فضلِها ولا في صيامِ يومِها ولا في قيامِ ليلِها؛ فإنَّ ذلك كلَّه من البِدَعِ الحوادثِ.
وثمَّةَ فائدةٌ:
قال الإمامُ ابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٢١ ): "فأمَّا صيامُ يومِ النِّصفِ منه؛ فغيرُ منهيٍّ عنه؛ فإنَّه من جُملةِ أيَّامِ البِيضِ الغرِّ المندوبِ إلى صيامِها من كلِّ شهرٍ".
ولا عِبرةَ بما ذكرَه ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ وغيرُه أنَّ بعضَ التَّابعينَ من أهلِ الشَّامِ كانوا يُعظِّمُونَها ويجتهدونَ في العبادةِ فيها، ووافقَهم على ذلك طائفةٌ من عُبَّادِ أهلِ البصرةِ!؛ فخيرُ الهديِ هديُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وقد ذكر ابنُ رجبٍ إنكارَ العُلَماءِ والفُقَهاءِ من التَّابعينَ من أهلِ الحجازِ ومَن بعدَهم على ذلك، وقالوا: ذلك كلُّه بدعةٌ.
ويُعجِبُني تعليقُ مُحقِّقِ كتابِ "لطائفِ المعارفِ" على تلك الآثارِ قولُه: "تقدَّمَ لكَ أنَّ الذي صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ولم يصحَّ عنه غيرُه أنَّ اللهَ سُبحانه يطَّلعُ على عبادِهِ تلكَ اللَّيلةَ فيغفرُ لهم جميعًا إلَّا مُشرِكًا أو مُشاحِنًا.
وعليه؛ فقدِ اختصَّ سُبحانه وتعالى هذه النِّعمةَ الجزيلةَ والهِبَةَ الجليلةَ بأهلِ التَّوحيدِ القويمِ والقلبِ السَّليمِ، ولم يختصَّ بها أهلَ الصيامِ والقيامِ وغيرِ ذلك من الصَّالحاتِ.
ومنْ هنا رأينا النَّبيَّ الكريمَ، الرَّؤُوفَ الرَّحيمَ بالمُؤمنينَ، الحريصَ على دلالتِهم على كُلِّ خيرٍ، لا يأمرُهم بقيامِ هذه اللَّيلةِ ولا بصيامِ نهارِها، بل ولا يفعلُه في نفسِه وهو أعلمُ الناسِ بمرضاةِ الربِّ تعالى وأحرصُهم عليها، وإنَّما رأيناهُ يفعلُ فيها ما كان يفعلُه في سائرِ الليالي.
وعلى هذا النَّهجِ سارَ الصَّحابةُ الكِرامُ، فلم يصحَّ عن واحدٍ منهم أنَّه عَنِيَ بهذهِ اللَّيلةِ عِنايةً خاصَّةً بقيامٍ، أو عَنِيَ بنهارِها بصيامٍ.
ثم جاء بعضُ الجِلَّةِ من التَّابِعينَ فاستحبُّوا قيامَ هذهِ اللَّيلةِ وصِيامَ نهارِها، وظلَّ السَّوادُ الأعظمُ منهم مُتَمسِّكينَ بمنهجِ سلفِهِم من الأصحابِ، بل صرَّح جماعةٌ منهم بكراهةِ تخصيصِ هذهِ اللَّيلةِ بقِيامٍ وتخصيصِ نهارِها بصيامٍ.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمُشرِكٍ أو مُشاحِنٍ".
حديثٌ -بمجموعِ طُرُقِه وشواهدِه- صحيحٌ؛ رُوِيَ عن جماعةٍ من الصَّحابةِ من طُرُقٍ مُختَلِفةٍ يشدُّ بعضُها بعضًا، وهم: أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، وابنتُه عائشةُ، وأبو مُوسى الأشعريُّ، ومُعاذُ بنُ جبلٍ، وأبو ثعلبةَ الخُشَنيُّ، وعوفُ بنُ مالكٍ، وأبو هُرَيرةَ، وعبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ.
ومن التَّابعينَ: عطاءُ بنُ يسارٍ، ومكحولٌ.
ومن أتباعِ التَّابعينَ: الفُضَيلُ بنُ فَضالةَ.
آثارٌ موقوفةٌ عليهم.
وقد تَتَبَّعَ تلك الطُّرُقَ واستَقْصاها واستَقْرأَها الشَّيخُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٣ / ١٣٥ - ١٣٩ ).
فجزاه اللهُ عنَّا خيرًا.
يقولُ ابنُ الأثيرِ الجَزَريُّ في النِّهايةِ في غريبِ الحديثِ ( ٢ / ٤٤٩ ): "المُشاحِنُ: المُعادي، والشَّحناءُ: العداوةُ، والتَّشاحُنُ: تَفاعُلٌ منه.
وقال الأوزاعيُّ: أرادَ بالمُشاحِنِ ها هنا صاحبَ البِدعةِ، المُفارِقَ لجماعةِ الأُمَّةِ". اهـ
وقال الطَّبرانيُّ في "الدُّعاءِ" إثرَ حديثِ عائشةَ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ( برقم ٦٠٦ ): سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حنبلٍ يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ في معنى حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ على عبادِه، فيغفرُ لأهلِ الأرضِ إلَّا لمُشركٍ أو مُشاحِنٍ"، قال: "المُشاحِنُ هم أهلُ البِدَعِ الذين يُشاحِنُونَ أهلَ الإسلامِ ويُعادُونَهم".
وقال الزَّمَخْشَريُّ في الفائقِ ( ٢ / ٢٢٦ ): "هو المُبتَدِعُ الذي يُشاحِنُ أهلَ الإسلامِ؛ أي يُعادِيهم". اهـ
وقال الطِّيبيُّ: " الشَّحناءُ: العداوةُ والبغضاءُ، ولعلَّ المُرادَ: ذمُّ البِغضةِ التي تقعُ بين المُسلِمينَ من قِبَلِ النَّفسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ لا للدِّينِ، فلا يأمنُ أحدُهم أذى صاحبِه من يدِه ولِسانِه؛ لأنَّ ذلك يُؤدِّي إلى القِتالِ وما يُنهى عنه". اهـ
نقلَه القاريُّ في مِرقاةِ المفاتيحِ ( ٣ / ٣٨٦ )، والمُبارَكفوريُّ في مِرعاةِ المفاتيحِ ( ٤ / ٣٤٠ ).
كلاهما -المِرقاة والمِرعاة- شرحٌ لمِشكاةِ المصابيحِ.
ولم يصحَّ في ليلةِ النَّصفِ من شعبانَ شيءٌ سوى هذا الحديثِ؛ لا في فضلِها ولا في صيامِ يومِها ولا في قيامِ ليلِها؛ فإنَّ ذلك كلَّه من البِدَعِ الحوادثِ.
وثمَّةَ فائدةٌ:
قال الإمامُ ابنُ رَجَبٍ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٢١ ): "فأمَّا صيامُ يومِ النِّصفِ منه؛ فغيرُ منهيٍّ عنه؛ فإنَّه من جُملةِ أيَّامِ البِيضِ الغرِّ المندوبِ إلى صيامِها من كلِّ شهرٍ".
ولا عِبرةَ بما ذكرَه ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ وغيرُه أنَّ بعضَ التَّابعينَ من أهلِ الشَّامِ كانوا يُعظِّمُونَها ويجتهدونَ في العبادةِ فيها، ووافقَهم على ذلك طائفةٌ من عُبَّادِ أهلِ البصرةِ!؛ فخيرُ الهديِ هديُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وقد ذكر ابنُ رجبٍ إنكارَ العُلَماءِ والفُقَهاءِ من التَّابعينَ من أهلِ الحجازِ ومَن بعدَهم على ذلك، وقالوا: ذلك كلُّه بدعةٌ.
ويُعجِبُني تعليقُ مُحقِّقِ كتابِ "لطائفِ المعارفِ" على تلك الآثارِ قولُه: "تقدَّمَ لكَ أنَّ الذي صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ولم يصحَّ عنه غيرُه أنَّ اللهَ سُبحانه يطَّلعُ على عبادِهِ تلكَ اللَّيلةَ فيغفرُ لهم جميعًا إلَّا مُشرِكًا أو مُشاحِنًا.
وعليه؛ فقدِ اختصَّ سُبحانه وتعالى هذه النِّعمةَ الجزيلةَ والهِبَةَ الجليلةَ بأهلِ التَّوحيدِ القويمِ والقلبِ السَّليمِ، ولم يختصَّ بها أهلَ الصيامِ والقيامِ وغيرِ ذلك من الصَّالحاتِ.
ومنْ هنا رأينا النَّبيَّ الكريمَ، الرَّؤُوفَ الرَّحيمَ بالمُؤمنينَ، الحريصَ على دلالتِهم على كُلِّ خيرٍ، لا يأمرُهم بقيامِ هذه اللَّيلةِ ولا بصيامِ نهارِها، بل ولا يفعلُه في نفسِه وهو أعلمُ الناسِ بمرضاةِ الربِّ تعالى وأحرصُهم عليها، وإنَّما رأيناهُ يفعلُ فيها ما كان يفعلُه في سائرِ الليالي.
وعلى هذا النَّهجِ سارَ الصَّحابةُ الكِرامُ، فلم يصحَّ عن واحدٍ منهم أنَّه عَنِيَ بهذهِ اللَّيلةِ عِنايةً خاصَّةً بقيامٍ، أو عَنِيَ بنهارِها بصيامٍ.
ثم جاء بعضُ الجِلَّةِ من التَّابِعينَ فاستحبُّوا قيامَ هذهِ اللَّيلةِ وصِيامَ نهارِها، وظلَّ السَّوادُ الأعظمُ منهم مُتَمسِّكينَ بمنهجِ سلفِهِم من الأصحابِ، بل صرَّح جماعةٌ منهم بكراهةِ تخصيصِ هذهِ اللَّيلةِ بقِيامٍ وتخصيصِ نهارِها بصيامٍ.
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
ثمَّ نَبَتَتْ نوابتُ لا يروي ظَمَأَهُم إلَّا مُخالَفةُ السُّنَّةِ، ولا يشفي غليلَهم إلَّا التَّقدُّمُ بينَ يدَي اللهِ ورسولِهِ؛ فتعلَّقُوا باجتهاداتِ أولئك الجِلَّةِ من التَّابِعِينَ أصحابِ الأجرِ الواحدِ، ونبَذُوا ما صحَّ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةِ الكرامِ أجمعينَ والسَّوادِ الأعظمِ من التَّابِعِينَ واتَّخذُوهُ وراءَهم ظهريَّا، فكان عاقبةُ أمرِهِم أنِ استحوذَ عليهم الشَّيطانُ، وشغلَهُم بالصِّيامِ والقيامِ، وأنساهُم تطهيرَ قلوبِهم من علائقِ الشَّركِ والغِلِّ والحِقدِ، فلم يلتفتوا إلى ذلك إلَّا نادِرًا، فكانوا من المحرومينَ في هذه اللَّيلةِ العظيمةِ جزاءً وِفَاقًا". اهـ
واللهُ تعالى أعلمُ.
واللهُ تعالى أعلمُ.
مكانةُ عائشةَ أُمِّ المُؤمنينَ العِلميَّةُ:
قال ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ في إعلامِ المُوقِّعينَ ( ٢ / ٣٩ ): "وأمَّا عائشةُ؛ فكانَتْ مُقدَّمةً في العِلمِ بالفرائضِ والأحكامِ والحلالِ والحرامِ". اهـ
وقال في هدايةِ الحيارى ( ص٢٨٨ ): "وكانَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها مُقدَّمةً في العِلمِ والفرائضِ والسُّنَنِ والأحكامِ والحلالِ والحرامِ والتَّفسيرِ". اهـ
وقال الذَّهبيُّ في السِّير ( ٢ / ١٤٠ ): "ولا أعلمُ في أُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بل ولا في النِّساءِ مُطلَقًا، امرأةً أعلمَ منها". اهـ
وقال ابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١١ / ٣٣٨ ): "ومن خصائصِها أنَّها أعلمُ نساءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بل هي أعلمُ النِّساءِ على الإطلاقِ". اهـ
قال ابنُ قيِّمِ الجوزيَّةِ في إعلامِ المُوقِّعينَ ( ٢ / ٣٩ ): "وأمَّا عائشةُ؛ فكانَتْ مُقدَّمةً في العِلمِ بالفرائضِ والأحكامِ والحلالِ والحرامِ". اهـ
وقال في هدايةِ الحيارى ( ص٢٨٨ ): "وكانَتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها مُقدَّمةً في العِلمِ والفرائضِ والسُّنَنِ والأحكامِ والحلالِ والحرامِ والتَّفسيرِ". اهـ
وقال الذَّهبيُّ في السِّير ( ٢ / ١٤٠ ): "ولا أعلمُ في أُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بل ولا في النِّساءِ مُطلَقًا، امرأةً أعلمَ منها". اهـ
وقال ابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنِّهايةِ ( ١١ / ٣٣٨ ): "ومن خصائصِها أنَّها أعلمُ نساءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بل هي أعلمُ النِّساءِ على الإطلاقِ". اهـ
٢٤ / شعبان..
هزُّوا رِماحَ الإيمانِ في صُدورِكم، وأغِيرُوا بشجاعتِكم على عسكرِ الشَّيطانِ والهوى في قُلوبِكم؛ فلقد أَتَتْكُم نفحةٌ ذاتُ أَرْجةٍ، وهبَّتْ عليكم نسائمُ رمضانَ العليلةُ..
هزُّوا رِماحَ الإيمانِ في صُدورِكم، وأغِيرُوا بشجاعتِكم على عسكرِ الشَّيطانِ والهوى في قُلوبِكم؛ فلقد أَتَتْكُم نفحةٌ ذاتُ أَرْجةٍ، وهبَّتْ عليكم نسائمُ رمضانَ العليلةُ..
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
جاءَ شهرُ الصِّيامِ بالبركاتِ *** فأكْرِمْ به من زائرٍ هو آتِ
اللَّهُمَّ لك الحمدُ أن بلَّغْتَنا شهرَ رمضانَ المُبارَكَ..
أُهَنِّئُكُم وأُبَشِّرُكُم كما هَنَّأَ وبَشَّرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَهُ رضي اللهُ عنهم:
عن أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبَشِّرُ أصحابَهُ: "قد جاءَكُم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترضَ اللهُ عليكم صِيامَهُ، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشَّياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ".
رواهُ الإمامُ أحمدُ ( ٨٩٩١ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٩١١١ )، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ١٤٢٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٣٢٨ ).
وأصلُه في الصَّحيحَينِ: البُخاريِّ ( ١٨٩٩ و٣٢٧٧ )، ومُسلِمٍ ( ١٠٧٩ ).
قال الحافظُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٤٨ ): قال بعضُ العُلَماءِ: هذا الحديثُ أصلٌ في تهنئةِ النَّاسِ بعضِهم بعضًا بشهرِ رمضانَ.
كيف لا يُبَشَّرُ المُؤمِنُ بفتحِ أبوابِ الجِنان؟!، كيف لا يُبَشَّرُ المُذنِبُ بغلقِ أبوابِ النِّيران؟!، كيف لا يُبَشَّرُ الغافلُ بوقتٍ يُغَلُّ فيه الشَّيطان؟!، من أينَ يُشبِهُ هذا الزَّمانَ زمان؟!. اهـ
ويُستَحبُّ الدُّعاءُ بهذه الأدعيةِ عندَ غُرَّةِ كلِّ شهرٍ:
١ - قال عبدُ اللهِ بنُ هِشامِ بنِ زُهرةَ القُرَشيُّ التَّيميُّ: كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتعلَّمونَ هذا الدُّعاءَ كما يتعلَّمونَ القُرآنَ إذا دخل الشَّهرُ أوِ السَّنَةُ: "اللَّهُمَّ أدخِلْهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسلامِ، وجِوارٍ من الشَّيطانِ، ورِضوانٍ من الرَّحمنِ".
رواه البَغَويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ١٥٣٩ ) من طريقِ عبدِ اللهِ بنِ وهبٍ، عن حَيوةَ بنِ شُرَيحٍ، عن زُهرةَ بنِ مَعبَدٍ، عن جدِّه عبدِ اللهِ بنِ هشامٍ.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ على شرطِ البُخاريِّ.
وذَكَرَهُ ابنُ حَجَرٍ في الإصابةِ ( ٦ / ٤٠٧ - ٤٠٨ ) وعزاه للبَغَويِّ، وقال: "وهذا موقوفٌ على شرطِ الصَّحيحِ".
ورواه الطَّبرانيُّ في الأوسطِ ( ٦٢٤١ ) من طريقِ رِشدينِ بنِ سعدٍ، عن زُهرةَ بنِ معبدٍ، عن جدِّه.
ورِشدينٌ ضعيفٌ، لكن تابعه حَيوةُ بنُ شُرَيحٍ.
وعبدُ اللهِ بنُ هشامٍ من صغارِ الصَّحابةِ:
روى البُخاريِّ ( ٢٥٠٢ ) من طريقِ زُهرةَ بنِ مَعبَدٍ، عن جدِّه عبدِ اللهِ بنِ هِشامٍ وكان قد أدركَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذهَبَتْ به أُمُّه زينبُ بنتُ حُمَيدٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، بايِعهُ، فقال: "هو صغيرٌ"، فمسحَ رأسَه ودعا له.
٢ - عن طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا رأى الهِلالَ قال: "اللَّهُمَّ أهِلَّهُ علينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ، ربِّي وربُّكَ اللهُ".
رواه أحمدُ ( ١٣٩٧ )، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ١٠٣ )، والتِّرمذيُّ ( ٣٤٥١ )، وابنُ أبي عاصمٍ في السُّنَّةِ ( ٣٧٦ )، وأبو يعلى ( ٦٦١ و٦٦٢ ).
وإسنادُه ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ من حديثِ ابن عُمَرَ، رواه ابنُ حبَّانَ ( ٨٨٨ )، والطَّبرانيُّ في الكبيرِ ( ١٢ / ٣٥٦ برقم ١٣٣٣٠ ) وفي إسنادِه ضعفٌ.
وشاهدٌ آخرُ من حديثِ رافعِ بنِ خديجٍ، رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩٠٨ ) وفي إسنادِ ضعفٌ.
وشاهدٌ آخرُ من حديثِ أنسٍ رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩٠٧ ) وإسنادُه ضعيفٌ.
وشواهدُ غيرُها..
وبمجموعِ هذه الشَّواهدِ حسَّنَ الحديثَ: التِّرمذيُّ، وابنُ حجرٍ.
وصحَّحهُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٤ / ٤٣٠ - ٤٣١ برقم ١٨١٦ ).
وقال الشَّيخُ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ عبدِ المُحسِنِ البدرُ حفظه اللهُ في فقهِ الأدعيةِ والأذكارِ ( ٣ / ٢٥٣ ): "لقد ورد في السُّنَّةِ دُعاءٌ يُستَحَبُّ للمُسلِمِ أن يقولَهُ عند رُؤيةِ الهِلالِ من كلِّ شهرٍ، فيه سُؤالُ الرَّبِّ سُبحانه أن يجعلَ هذا الشَّهرَ الذي هلَّ هلالُه شهرَ يُمنٍ وإيمانٍ وسلامةٍ وإسلامٍ، وهي دعوةٌ مُباركةٌ يحسُن بالمُسلمِ أن يدعوَ بها كلَّما رأى الهلالَ". اهـ ثم ذكرَ حديثَ طلحةَ السَّابقَ..
وممَّا يُستأنَسُ به ما وردَ عن السَّلفِ من الأدعيةِ عندَ استقبالِ شهرِ رمضانَ المُبارَكِ:
١ - قال الأوزاعيُّ: كان يحيى بنُ أبي كثيرٍ يدعو حضرةَ شهرِ رمضانَ: "اللَّهُمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسلِّمْ لي رمضانَ، وتسَلَّمْهُ منِّي مُتَقبَّلًا".
رواه أبو نُعيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٣ / ٦٩ ) وإسنادُه صحيحٌ.
٢ - عن النُّعمانِ بنِ المُنذِرِ، عن مكحولٍ أنَّه كان يقولُ إذا دخل رمضانُ: "اللَّهُمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسلِّمْ رمضانَ لي، وتسَلَّمْهُ منِّي مُتَقَبَّلًا".
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٣ ) وإسنادُه صحيحٌ.
جاءَ شهرُ الصِّيامِ بالبركاتِ *** فأكْرِمْ به من زائرٍ هو آتِ
اللَّهُمَّ لك الحمدُ أن بلَّغْتَنا شهرَ رمضانَ المُبارَكَ..
أُهَنِّئُكُم وأُبَشِّرُكُم كما هَنَّأَ وبَشَّرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَهُ رضي اللهُ عنهم:
عن أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبَشِّرُ أصحابَهُ: "قد جاءَكُم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترضَ اللهُ عليكم صِيامَهُ، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشَّياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ".
رواهُ الإمامُ أحمدُ ( ٨٩٩١ )، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٩١١١ )، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ١٤٢٧ )، والبيهقيُّ في شُعَبِ الإيمانِ ( ٣٣٢٨ ).
وأصلُه في الصَّحيحَينِ: البُخاريِّ ( ١٨٩٩ و٣٢٧٧ )، ومُسلِمٍ ( ١٠٧٩ ).
قال الحافظُ ابنُ رَجَبٍ الحنبليُّ في لطائفِ المعارفِ ( ص٣٤٨ ): قال بعضُ العُلَماءِ: هذا الحديثُ أصلٌ في تهنئةِ النَّاسِ بعضِهم بعضًا بشهرِ رمضانَ.
كيف لا يُبَشَّرُ المُؤمِنُ بفتحِ أبوابِ الجِنان؟!، كيف لا يُبَشَّرُ المُذنِبُ بغلقِ أبوابِ النِّيران؟!، كيف لا يُبَشَّرُ الغافلُ بوقتٍ يُغَلُّ فيه الشَّيطان؟!، من أينَ يُشبِهُ هذا الزَّمانَ زمان؟!. اهـ
ويُستَحبُّ الدُّعاءُ بهذه الأدعيةِ عندَ غُرَّةِ كلِّ شهرٍ:
١ - قال عبدُ اللهِ بنُ هِشامِ بنِ زُهرةَ القُرَشيُّ التَّيميُّ: كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتعلَّمونَ هذا الدُّعاءَ كما يتعلَّمونَ القُرآنَ إذا دخل الشَّهرُ أوِ السَّنَةُ: "اللَّهُمَّ أدخِلْهُ علينا بالأمنِ والإيمانِ، والسَّلامةِ والإسلامِ، وجِوارٍ من الشَّيطانِ، ورِضوانٍ من الرَّحمنِ".
رواه البَغَويُّ في مُعجَمِ الصَّحابةِ ( ١٥٣٩ ) من طريقِ عبدِ اللهِ بنِ وهبٍ، عن حَيوةَ بنِ شُرَيحٍ، عن زُهرةَ بنِ مَعبَدٍ، عن جدِّه عبدِ اللهِ بنِ هشامٍ.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ على شرطِ البُخاريِّ.
وذَكَرَهُ ابنُ حَجَرٍ في الإصابةِ ( ٦ / ٤٠٧ - ٤٠٨ ) وعزاه للبَغَويِّ، وقال: "وهذا موقوفٌ على شرطِ الصَّحيحِ".
ورواه الطَّبرانيُّ في الأوسطِ ( ٦٢٤١ ) من طريقِ رِشدينِ بنِ سعدٍ، عن زُهرةَ بنِ معبدٍ، عن جدِّه.
ورِشدينٌ ضعيفٌ، لكن تابعه حَيوةُ بنُ شُرَيحٍ.
وعبدُ اللهِ بنُ هشامٍ من صغارِ الصَّحابةِ:
روى البُخاريِّ ( ٢٥٠٢ ) من طريقِ زُهرةَ بنِ مَعبَدٍ، عن جدِّه عبدِ اللهِ بنِ هِشامٍ وكان قد أدركَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذهَبَتْ به أُمُّه زينبُ بنتُ حُمَيدٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، بايِعهُ، فقال: "هو صغيرٌ"، فمسحَ رأسَه ودعا له.
٢ - عن طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا رأى الهِلالَ قال: "اللَّهُمَّ أهِلَّهُ علينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامةِ والإسلامِ، ربِّي وربُّكَ اللهُ".
رواه أحمدُ ( ١٣٩٧ )، وعبدُ بنُ حُمَيدٍ ( ١٠٣ )، والتِّرمذيُّ ( ٣٤٥١ )، وابنُ أبي عاصمٍ في السُّنَّةِ ( ٣٧٦ )، وأبو يعلى ( ٦٦١ و٦٦٢ ).
وإسنادُه ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ من حديثِ ابن عُمَرَ، رواه ابنُ حبَّانَ ( ٨٨٨ )، والطَّبرانيُّ في الكبيرِ ( ١٢ / ٣٥٦ برقم ١٣٣٣٠ ) وفي إسنادِه ضعفٌ.
وشاهدٌ آخرُ من حديثِ رافعِ بنِ خديجٍ، رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩٠٨ ) وفي إسنادِ ضعفٌ.
وشاهدٌ آخرُ من حديثِ أنسٍ رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩٠٧ ) وإسنادُه ضعيفٌ.
وشواهدُ غيرُها..
وبمجموعِ هذه الشَّواهدِ حسَّنَ الحديثَ: التِّرمذيُّ، وابنُ حجرٍ.
وصحَّحهُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الصَّحيحةِ ( ٤ / ٤٣٠ - ٤٣١ برقم ١٨١٦ ).
وقال الشَّيخُ عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ عبدِ المُحسِنِ البدرُ حفظه اللهُ في فقهِ الأدعيةِ والأذكارِ ( ٣ / ٢٥٣ ): "لقد ورد في السُّنَّةِ دُعاءٌ يُستَحَبُّ للمُسلِمِ أن يقولَهُ عند رُؤيةِ الهِلالِ من كلِّ شهرٍ، فيه سُؤالُ الرَّبِّ سُبحانه أن يجعلَ هذا الشَّهرَ الذي هلَّ هلالُه شهرَ يُمنٍ وإيمانٍ وسلامةٍ وإسلامٍ، وهي دعوةٌ مُباركةٌ يحسُن بالمُسلمِ أن يدعوَ بها كلَّما رأى الهلالَ". اهـ ثم ذكرَ حديثَ طلحةَ السَّابقَ..
وممَّا يُستأنَسُ به ما وردَ عن السَّلفِ من الأدعيةِ عندَ استقبالِ شهرِ رمضانَ المُبارَكِ:
١ - قال الأوزاعيُّ: كان يحيى بنُ أبي كثيرٍ يدعو حضرةَ شهرِ رمضانَ: "اللَّهُمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسلِّمْ لي رمضانَ، وتسَلَّمْهُ منِّي مُتَقبَّلًا".
رواه أبو نُعيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٣ / ٦٩ ) وإسنادُه صحيحٌ.
٢ - عن النُّعمانِ بنِ المُنذِرِ، عن مكحولٍ أنَّه كان يقولُ إذا دخل رمضانُ: "اللَّهُمَّ سلِّمْني لرمضانَ، وسلِّمْ رمضانَ لي، وتسَلَّمْهُ منِّي مُتَقَبَّلًا".
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٣ ) وإسنادُه صحيحٌ.
Forwarded from غِرَاسُ السَّلَفِ 📚
٣ - قال عبدُ العزيزِ بنُ أبي روَّادٍ: "كان المسلمونَ يدعونَ عند حضرةِ شهرِ رمضانَ: اللَّهُمَّ أظَلَّ شهرُ رمضانَ وحضرَ، فسلِّمْهُ لي، وسلِّمْني فيه، وتسَلَّمْهُ منِّي، اللَّهُمَّ ارْزُقْني صِيامَه وقِيامَه صبرًا واحتِسابًا، وارْزُقْني فيه الجِدَّ والاجتِهادَ والقُوَّةَ والنَّشاطَ، وأعِذْني فيه من السَّآمةِ والفَترةِ والكَسَلِ والنُّعاسِ، ووفِّقْني فيه لليلةِ القدرِ، واجعَلْها خيرًا لي من ألفِ شهرٍ".
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٤ ) وإسنادُه صحيحٌ.
ورُويَ من حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ مرفوعًا، ولا يصحُّ.
شهرٌ مُبارَكٌ علينا عليكم إن شاء اللهُ 🌸 🌸
وكتبَ:
أبو عبدِ اللهِ الأثَريُّ.
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٩١٤ ) وإسنادُه صحيحٌ.
ورُويَ من حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ مرفوعًا، ولا يصحُّ.
شهرٌ مُبارَكٌ علينا عليكم إن شاء اللهُ 🌸 🌸
وكتبَ:
أبو عبدِ اللهِ الأثَريُّ.
قال سُفيانُ الثَّوريُّ: "لو أنَّ اليقينَ ثبتَ في القلبِ كما ينبغي؛ لطارَ فرحًا أو حُزنًا أو شوقًا إلى الجنَّةِ، وخوفًا من النَّارِ".
رواه أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٧ / ١٧ )، وذكَرَهُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ٧ / ٢٦٠ ).
رواه أبو نُعَيمٍ في الحِليةِ ( ٧ / ١٧ )، وذكَرَهُ الذَّهبيُّ في السِّير ( ٧ / ٢٦٠ ).