Telegram Web Link
"‏أحبكِ لأنّكِ أرق من أن ينسى طيفكِ
لذلك أنا هنا من أجلكِ أصلّي لكِ وأقبّلُ عيوبكِ قبلَ عينيكِ،
ورغمَ البعدِ يكفيني أن يصل صوتي إلى مسمعِ أذنيكِ
يكفي أن أعانقكِ بنبرةٍ، أن أمسِكَ يدكِ بكلمة، وأرمي خوفي كلّ خوفي في زهوِ ضحكتكِ
لم أستطع أن أبوحَ لكِ بكلِّ مافي داخِلي لأنني أحتاج الكثير والكثير من الفراشات والأزهار كي أكتبَ ملامحكَ، بعدها أيقنت أنّه لا مفردات تصِف لمعةً واحدة من عينيكِ يا سيدةَ قلبي


|رَغَد |.
إلتقينا،
لم يكن لقاؤنا على سطحِ غيمةٍ ولا في رحابةِ السماء
بل التقينا في فناء ليسَ فيه سوانا، وقفنا على شرفةِ البردِ بلقاءِ مبلل بغيثِ ضحكاتك الذي انهمر على روحي، أنا التي تبعثرتُ ولم أستطِع النطقَ كيفَ لي أن أحدّث جذور الياسمينِ، مرت دقائق ونحن صامتون
كلّ مِنّا يلتهِمُ ملامِح الآخر بعينيه، غصت انا بعينيك التي رأيتُ فيهما فلَكٌ ومجرتين وسبعة نجومٍ تعانِق بعضها والكثير الكثير من الشهب، لم أكن أريد أن أفسِد اللقاء بالكلام بل كنت أريد أن أبحِرَ في تفاصيلك، أن أحفظَ ملامِحك، لم يكن لديّ مانع أن أعيش عمرًا آخر أتأملك به فقط، طيلة اللقاء ولم أنطق سوى بكلمةٍ واحِدة "شَوق" كنت أقولها بتمعّنٍ وبطءٍ شديد، أحاول جاهِدًا تذوق اسمك،
عندها هممتِ للذهاب، كاد قلبي أن يشقّ صدري ويفرّ هاربًا إليك مني، لكنّه لم يكن الأمر بهذه السهولة
نحن لم نلتقِ فقط "نحن افترقنا حينَ التقينا"
ترى هل نلتقي مرًة أخرى ونضع أيدينا في جيبِ معطفٍ واحد أم نصبِح أعداء لا يجمعنا سوى ذكرياتٌ في جوفِ الليل وشرائِط موسيقى.

|رَغَد |.
-
بدأ النسيمُ يتلاعب في المكان،
لم يكتفِ بالهبوب بين الأزقةِ وأغصان الأشجار، بل فتكَ بداخِلي أيضًا عندَ تلك الكدمة تحديدًا،
حتى النسيم يتقصد تذكيري بكِ يا شوق!
أفتقدكِ الليلة كما في كلّ ليلة، ظننتُ أنّه شعورٌ عابرٌ لأيامٍ قليلة، ولكن في حقيقةِ الأمر، مضى الكثير دون أن أعي، يكاد أن يقضِ عليّ قبلَ أن ينتهي،
أتعلمين؛ أنا للآن لم أخبِر أحداً أنني كنتُ أحمِلكِ في أيسرِ صدري وقلبي بات حينها ممتلئاً بك،
ولهذِه اللحظة لم يعرِف أحد أن غيابك سبب كلّ البؤس الذي أحاط بي وكسا ملامحي،
خيبةُ الأصدقاء موجعةٌ جدًا،
خيبتك كانت قاضية يا شوق، هي أشبهُ بنهشِ العظام، قبل رحيلكِ كنت أملِك كلتا يدي، أمسِك يدكِ وألمِس وجهكِ وأمسح دموعكِ بهما، ذهبتِ أنتِ وبترت يدي لم أعد أستطيع أن ألمِس أو أحملَ شيء سوى خيبتي منكِ،
لأول مرةٍ أشعر أنني أريد أن أعود غريبًة عن كلّ من حولي، أحاول فقط أن أنجو يا شوق.


|رَغَد |.
-
من المفجع يا شوق أن يكون الإنسان بوطنٍ ذروة أحلامه فيهِ هي مغادرته، وطنٌ هاجر ثلثُ مواطنيه مع العصافيرِ التي نجت مِنَ الحرب تاركين خلفهم كلّ شيء، وثلثٌ ثائرٌ على حدوده يطالِب بحريتِه، والثلث الباقي ابتلع جمرَ الظلمِ وخضعَ للأمرِ الواقع وبقيَ صامِد،
وطنٌ لم تعد فيه القراءة مهرب ولا العائلة دفئًا ولا الأصدقاء ملجأً ولا النوم راحةً ولا العمل كافيًا لكسبِ قوتِ اليوم ولا رؤية النجوم تُنسي الهموم،
لم يعد لك حقٌ في تحقيق أبسط الأحلام فيه،
عقارِب الساعة أُرهِقت وظلامٌ يتخلله اليأس بات يحيط بنا حتى في وسط النهار، الحياة فيه لم تعد حياةً يا شَوق .


|رَغَد |.
-
دع كل شيء جانبًا وانهض لتحقيق أحلامك لا يُسمَح لك بالبكاء إلا وأنت تركض تجاه هدفِك، لا تسمح أن يعبرَ فيكَ الزمن وأنت تخبئ في داخِلك شيئًا بهيًّا لم تخرِجه ، فرّغ كلّ الخير والبراعة التي بداخلك، سلّم كلّ شيء قبل أن ترحل؛ إن كنت تملك فكرة جيدة لا تتردد في تنفيذها، أو علمًا نافعًا بلّغه، إن كنت تملك هدفًا ذا أثر نبيل حققه فإن الحياة حلقاتٌ دائرية ما تفعله اليوم يعودُ لكَ غدًا، لا تتوقف عن الإبداع والتميز، لا تنظر للخلفِ ولا تستسلم للإحباط، لا تدع الدنيا تسيّرك بل أنت افعل ذلك، إياك والاستسلام للظروف،
ثمّ إن جميع العظماء بدؤوا من اللاشيء ، الحياة ماهيَ إلا قِصة كُن أنتَ الباسِل والمِقدام والمِغوار فيها
لا توقف جماح طموحك ولا تضع سقفًا لأحلامك
أنتَ أقوى من الأيام لذا لا تجتازها دون وضعِ بصمةٍ لك فيها،
أنت عظيم اجعل كلّ ما يخصّك عظيمًا ..


|رَغَد |.
قرينةَ الرّوحِ وضماد الجروح،
ضِلعي وسُدس قلبي ورِمشاً يحمي عيني،
غصنٌ مزهرٌ تدلّى من حنوِّ أمي إلى حياتي يعطيها رونَقاً لامِعاً رقيقاً،
تخدِشها الحياة فتظهر الندوب على روحي،
في أكثر لحظاتي سعادة تَكن هيَ السّبب،
ألبستني إكليلاً مضاءاً ينيرُني في حينِ ضجيج من حولي مِن شدّة القتامة فكانت شمس سمائي التي لا تختفي ولا تغرُب
أختي هيَ جمهوري الوحيد .


|رَغَد |.
-
لا سلام إلا في حضنِ الأطفالِ، ولا أمان سوى بجانب الآباء، ولا راحةً إلا التي تختزِن في كفينِ الأمهات، ولا يوجد دفئًا كدفءِ وجودِ الأخوات، والسند هو فقط كتف الأخوة، وضماد الثغرات دائِمًا همُ الأصدقاء، ولا شيئًا يعانِق الروح كابتسامةُ الغرباء ولا حبًا كأنتِ يا شَوق!

|رَغَد |.
"قاوِم،
لا أحد يلتفِت لكَ عندَ سقوطِك
لن ينقِذك سوى رفيف أجنحتك التي تصنعها أنت لِنفسك."

|رَغَد |.
-
يمكِنك أن تدير شؤون حياتك بدونِ أحد،
أنت حقًا تستطيع العيش براحة بدون الإتكاء على أي صديق أو عابر، إياكَ والاعتقاد أن الإتكاء على الآخرين هو موضِعًا للأمان والسكينة.

|رَغَد |.
-
لأن مآسي الكون تبادُ بلمسةِ راحةِ كفيكِ
لأنكِ إلهامٌ يدغدغ أفكاري ونسمةُ حبّ يرتجف فؤادي مِنها،
لأن حديثكِ يحمِل كلّ بهجاتِ الكون ويقذفها في قلبي
ما أنتِ إلا ياسمينةٌ تدلّت من شرفةِ الجَنان،
أو شمعةً أوقِدت في ديجورِ أيامي،
لأن طمأنينة العمر تختبئ في عينيكِ،
لأنكِ مدهشة كالمطر، الشامات، الياسمين واللهفة
لأنني أراكِ مساري وجميع نجاحاتي
لأن بسمتكِ تتسلل إلى روحي كتسللِ كخيوطِ الشمس تعانقني من الداخِل،
لأنكِ وطن يحتويني في شتاتي ووجهتي الأولى والأخيرة،
ما زالت عيوني تبحثُ عنكِ
تراقِب السماء.. تعانِق المآذن ... تقبّل زهرةً أُشبِعت بالنَدى،
لأن وجهكِ نافذتي للنور، كلّي ظلام من دونك،
لأنكِ أقدسُ من أن يصفكِ اقتباس
باختصار انتِ غيمتي المؤنِسة ومِن الجيّد أنّكِ في حياتي .

|رَغَد |.
" أخرِجي أعوادَ السكّر من الماءِ فإنّها تذوبُ فيه سريعاً "
همستها دون وعي؛ عندما رأيتها تجلِس على صخرةٍ كنتِ تجلسين عليها عادًة واضعًة قدميها في الماء
كنت قد مررت صدفًة
ومنذ تِلك الصدفة اعتمدته طريقًا لي لأجدد الصدفة كلّ يوم
-
هذا اليوم الثالث عشر الذي آتي به إلى هنا
أختبئ خلف تِلك الشجرةِ لأرتوي من تأمّلها؛ إلا أنني في كلّ مرٍة يزداد عطشي لرؤياها، كانت طبقًا عنكِ يا شَوق،
ترَيني حفِظت ما تفعله عن ظهر قلب
تأتي باكرًا في الساعةِ السادسةِ صباحًا
تخلع حذائها لتضع أعواد الياسمين في الماء لسقياها وهي تقرأ روايتها المعتادة
تبقى ثلاثة وعِشرون دقيقًة على هذا الحال
تضع وردة بنفسجيًة علامًة على مكانِ وصولها
تخبئ روايتها في جيب مريولها المزهّر بألوان البنفسج الداكن كما تفعلين عادة،
تخلل أصابعها بين جديلتها لتطلق العنان لشعرها الحريري بالتلاعب مع النسيم
وتنهض لتسير حافيةَ القدمين وهي تدندن بعضاً من الطرب القديم
لم أتجرأ لحظة على إظهار نفسي لها
كانت رهبة الوقوف أمامها بدونِ حجةٍ لي أمر شاق جداً
وامتناع نفسي عن محادثتها أمر يشقّ فؤادي،
لا أحد يعلم عن مدى لوعتي واشتياقي لكِ سوىٰ تِلك الشجرة وسواكِ يا شَوق،
مرّ خمسة أيامٍ أخرىٰ
يبدو أنها انتهت من قراءة تلك الروايةِ؛ لأنها لم تضع وردة بنفسجيةً كعادتها
سَرت بمللِ
لم أعلم من أين جائتني تلك الطاقة والجرئة لأظهر أمامها تمامًا،
بقيَ نظرها مركزٌ على عينَي حتّى تلاشت كما لم تكُن،
هرولتُ لمكانِها الذي كنتِ تجلسين فيه دائمًا، مازِلت في ربيعِ عمركِ يا رَغد لمَ كلّ التلكَ الهلوسات، أردفت بخيبة: خريفُ غيابكِ مرّ بي كلي يا شَوق لم يعد شيء كما كان.


|رَغَد |.
يهزمنا توارينا كالريح بعدما تجلّينا إلى الأعلى البعيد إلى فوقِ الغيم

|رَغَد |.
🤍🔥
🖤
_ 💚
-
أمي بارِعة في الخياطة، هي لم تكن تخيط الثقوب التي في ثيابي بل تلئم ندوبات قلبي في كلّ مرة تبتسم فيها .

|رَغَد |.
-
أكتب لكِ بعد طولِ انقطاع
بوهنِي وقِلة حيلتي بانقطاعكِ عني، بقواي الخائِرة،
وَددتُ لوّ باستطاعتي بدءَ الحديث معك ومبادلة أبسط تفاصيلي معكِ كما كنت
ما زلتُ أتوقُ لضحكاتكِ المتوارية خلف كلماتك المنسدلة كخيوطِ الشمس على قلبي، ولكنَّها الأيّام يا شَوق تجعلنا قُساة كثيراً
حتّى ولو على أنفسنا
لا يهم لم يعد العتاب يجدي نفعًا
أنا لم أكتب سوى لأذكِّركِ؛
في نقاشٍ سابقٍ لنا
أخبرتكِ أن التلاحمَ الروحي يكون بانسجام الكيمياء في كلًّا من الطرفين
وكعادتكِ خالفتِني الرأي وقلتِ كلّما زاد البَين زادَ الوِد
جئت الآن لأقول لكِ:
كفاكِ لومَ الكيمياء لم تكن هيَ السبب بل جغرافيتكِ التي فعلت يا شَوق !.

|رَغَد |.
عِش مع اليقين التام بِفكرة العِوض،
تعويض إلهي لا يسعِدك فقط بل يفوق توقعاتك يمسحُ آلامك ويسكّن أنينك
ثِق بالله .

|رَغَد |.
هذهِ آخر رسالة لشخصكِ أنتِ يا شَوق، لم أتوقّع لحظًة أنه سيأتي يوم وأوثّق أمام العالم جميع انهزاماتي،
أنا يا شوق أردتكِ بجانبي كلّ العمر لكنّها الحياة يا حلوتي فرقتني عنكِ بل وأخذت تستلذ في تعذيبي لبعدك عني
أنا الآن سأمشي وحدي هنا في طريقٍ رسمناه سويةً في يومٍ ما، كجيشٍ مهزومٍ تخلّى عنه وطنه ولم يجد شيئًا يقاتل من أجلِه .

|رَغَد |.
2024/10/02 22:24:32
Back to Top
HTML Embed Code: