نحن يا إخوتي إذ نتحلق حول كتاب الله، فإنا لا نفعل ذلك لاستخراج الفوائد أو اكتساب الحسنات فحسب، بل نفعل ذلك -قبل كل شيءٍ- لننجو من الضلال، كما قال الرسول ﷺ: «كتاب الله عز وجل هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة»، فالأمر جد، والشأن شأن إسلامٍ وكفر، وهدايةٍ وضلالة، ولا عاصم -بتوفيق الله- أعظم من التمسك بكتاب الله تمسُّك الغريق بحبل النجاة!

﴿ وَكَيْفَ تَكفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران]

ومن هنا يُعلم أنَّ من "اكتفى" بالعناية بألفاظ القرآن من الحفظ والقراءات والمخارج -على شرف ذلك وأهميته- دون أن يكون حظه الأعظم منه في ساحات معانيه وبصائره وأنواره الهادية: فقد ضيَّع العناية بأكبر مقاصده، وفوَّت تذوق ألذ ما فيه.