{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا} الإسراء 5

قال (ولتعلن علوا كبيرا ) كما قلنا بقتل الانبياء وبالفساد في الارض وبأكل الربا وبشرب الخمر وببيع الخنازير وايضا يخادعون الله وهو خادعهم أمرهم بتعظيم السبت فخانوا الله جل في علاه وكان لهم ما لهم من الحيل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قاتل الله اليهود حرم الله عليهم الشحوم فأذابوه وجملوه وأكلوا ثمنه.
في قوله (فإذا جاء وعد أولاهما ) يعني أولى المرتين (بعثنا عليكم عبادا لنا ) اختلف العلماء في من بعثهم الله جل في علاه انهم جالوت وجنوده او بختنصر او انهم غير هؤلاء او العمالقة فالصحيح والله تعالى اعلى واعلم انه بختنصر فسامهم سوء العذاب فقتل منهم تقتيلا وملك الكلدانيين اغار بحملاته على مصر وفتح القدس واحرقها واجلى بني اسرائيل الى بابل انظر هنا عندما طغوا وبغوا وتكبروا فاعلم ان الله تعالى لا يسلط على بني اسرائيل من يهلكهم الا بعد الطغيان والكبر و بعد العياث في الارض فسادا بعث الله عليهم بختنصر فأبادهم فسامهم سوء العذاب قال ( عبادا لنا) عبادا لنا هم خلق من خلق الله جل في علاه فاذا المسألة بيد الله فكلما كان المرء مع ربه كلما كان الله جل في علاه له وليس عليه وكلما تكبر وتجبر على اوامر ربه جل في علاه كلما كان الله له بالمرصاد سلط الله عليه من لا يخافه ومن لا يرحمه ووصفهم الله تعالى ببأس شديد وهذا معناها انهم كانوا من الطغيان وايضا الجبروت ومن القوة بمكان قال ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد) يعني عدد وقوة وعتاد وهذه قد بلغوا الشأو في مسألة تعاظم القوة عندهم بالعدد والعدة والعتاد معناه انهم ساموهم شر العذاب ( فجاسوا خلال الديار ) اختلف العلماء في تفسيره بعضهم قال جاسوا خلال الديار يعني مشوا بين منازلهم بعد تقتيلهم وقال مجاهد فجاسوا من التجسس يتجسسون اخبارهم ولم يكن قتال وقال الزجاج طافوا خلال الديار ينظرون هل بقي احد لم يقتلوه والجوس طلب الشيء باستقصاء
طبعا اذا قلنا بهذا التفسير الثاني الذي قاله المجاهد فجاسوا خلال الديار دلالة على ان التجسس يحرم بل هو كبيرة من الكبائر فقلنا صاحبه يفسق بهذا قال (فجاسوا خلال الديار )والمعنى الثاني انهم قتلوهم بين بيوتهم يعني اخرجوهم بين البيوتات واعدموهم وقتلوهم وكانت الدماء تسيل وقيل في قول الله جل في علاه ( فجاسوا خلال الديار ) يعني عاثوا وافسدوا في الديار كما فعل التتار يعني ان اردت ان ترى حال اليهود حينما طغوا وبغوا وتكبروا واغفلوا اوامر الله جل في علاه سلط الله عليهم بختنصر فأذاقهم قتلا وسامهم سوء العذاب لما تباعد الخليفة العباسي وتباعدت الامة الاسلامية عن دين الله وحاربوا دين الله جل في علاه ونشروا البدع واماتوا السنن وتحكم في الوزارة ابن العلقمي الرافضي الخبيث هو الذي اتى بالتتار والله كسروا الاسلام في كل ما تملكوه اعوذ بالله ابن العلقمي هو السبب في دخول هولاكو فدخل الى العراق احياها الله جل في علاه وامات الله اهل البدع والضلالة من الروافض الخبثاء من الكفرة فدخلوا فقتلوا كل من ببغداد ملايين والكتب احرقت بأسرها
فقتلوهم شر قتلة وانظر كيف الله جل في علاه لما تمسك اهل مصر بالديانة وتمسكوا بالسنة وكان عليهم قطز ماذا حدث? رد الله جل في علاه التتار بكيدهم وبغيظهم لم ينالوا خيرا فهنا الحق ان نقول (فجاسوا خلال الديار) المعاني الثلاثة صحيحة تجسسوا اخبارهم وقتلوهم وجمعوهم وسفكوا دماءهم وعاثوا في الارض فسادا
(فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ) لانه كوني ولان الله جل في علاه من سننه الكونية هكذا ولذلك لما انزل العقاب الوخيم والعذاب الاليم على قوم لوط قال ( وما هي من الظالمين ببعيد )

إذا وقر في قلب المؤم خيرية اختيار الله له اطمأن ورضي وسكن ولو جه العواقب

صباح الخير

‏ *أثر مخيف نسأل الله السلامة !* 💔
◀️قال سعيد بن جبير رحمه الله:
يؤتى بالعبد يوم القيامة فَيدفع لهُ كتابه، فلا يرى فيه صلاته ولا صيامه، ولا حتى أعماله الصالحة، فيقول يا ربّ! هذا كتابُ غيري! كانت لي حسنات ليست في هذا الكتاب!! فيقال له
*- إن ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب عملك باغتيابك الناس.*
🌹🕊️

‏مواقف لاتنسى !
‏-دخلت امرأة من الأنصار على عائشة في حادثة الإفك، وبكت معها كثيرًا دون أن تنطق بكلمة .
‏فقالت عائشة رضي الله عنها: لا أنساها لها .
‏-وعندما تاب الله على كعب بن مالك بعدما تخلَّف عن غزوة تبوك دخل المسجد،فقام إليه طلحة يهرول؛واحتضنه .
‏فقال كعب: لا أنساها لطلحة .

‏كُلّ الطُرق تحثك على التمهّل في السير!
إلّا طريقك إلى الله .. كُن موسويًا فيه:
﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ﴾

القبر مهولٌ فتذكّر حبسَك!.. والحساب طويلٌ فخلِّصْ نفسَك!

-ابنُ الجوزي -رحمهُ اللَّه-

﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾

[﴿الأنعام﴾: ٥٩]

مَن لا يَعزُبُ عن علمه من الأحوال ما لا ثوابَ فيه ولا عقاب؛ كسقوطِ ورقةٍ من نبتة، ووجودِ حَبَّة في بقعة نائيةٍ من كونه؛ فلن تغيبَ عنه أعمالُ عباده التي جرى عليها التكليف.

أيقظ قلبك!

يقول ابن القيم رحمه الله:
"ذكرُ الله يُنبّه القلب من نومِه ويوقظه من سِنَتِه؛ والقلب إذا كان نائمًا فاتته الأرباح والمتاجر وكان الغالب عليه الخُسران، فإذا استيقظ وعلم مافاته في نومته شَدّ المِئزر وأحيا بقية عمره واستدرك مافاته، ولا تحصل يقظته إلا بالذكر، فإن الغفلة نومٌ ثقيل".

﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾

ما تحصده أجسادنا من الطاعات، تحرقه ألسنتنا من الزّلات، لنْ تنفعك ضحكات جُلسائك وأنت تسخر وتهمِز وتلمِز وتعيب، إنّ الأمر جلل،

اللهم احفظ ألسنتنا وجوارحنا عن كل ما يغضبك.

﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣) ﴾ [الأنبيَاء]

{ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ } أي: لا يقلقهم إذا فزع الناس أكبر فزع، وذلك يوم القيامة، حين تقرب النار، تتغيظ على الكافرين والعاصين فيفزع الناس لذلك الأمر وهؤلاء لا يحزنهم، لعلمهم بما يقدمون عليه وأن الله قد أمنهم مما يخافون. { وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ } إذا بعثوا من قبورهم، وأتوا على النجائب وفدا، لنشورهم، مهنئين لهم قائلين: { هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } فليهنكم ما وعدكم الله، وليعظم استبشاركم، بما أمامكم من الكرامة، وليكثر فرحكم وسروركم، بما أمنكم الله من المخاوف والمكاره.

تفسير السعدي
القارئ #إدريس_أبكر

‏أعط القرآن يعطيك، هذه حقيقة!
فكلما زاد وردك، زاد تعلقك به وسهل عليك
وكلما تدبّرته رقَّ قلبك وتأثر بالآيات
وكلما أعطيته من وقتك؛ رأيت بركة ذلك في يومك،
فبقدر ماتعطي القرآن؛ ترى أثر ذلك في حياتك.

‏مواساة القرآن مختلفة تمامًا ..
فما من أحد يؤمن ويوقن أن القرآن شفاء ورحمة، إلا ووجد فيه ما يزيل عنه حزنه، وما يشفي له وجع قلبه، وما يسلي به خاطره.

-القرآن حياة القلوب .

‏﴿فاسْتَبِقُوا الخَيْراتِ﴾

الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدرٌ زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها، ومن سبق في الدُّنيا إلى الخيرات، فهو السابقُ في الآخرةِ إلى الجنّات.

-السَّعدي رحمهُ الله

‏"غايَة الخلق والأمر أن يُذكر وأن يُشكر، يُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر، وهو سُبحانَهُ ذاكرٌ لمن ذكره، شاكرٌ لمن شكره"

-ابن القيّم رحمهُ الله

صدرٌ لم ينعم بالقرآن قراءة وتدبرًا واستشفاء= موقد هم وخزانة رماد مقفلة!

وجدان العلي.

{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}

أشدُّ أنواعِ العُقوباتِ أن تنحرفَ؛ ويوهمكَ الشَّيطانُ باستقامتِكَ!

• ابنُ الجوزيّ

يجد المُؤمن أنَّه أحوَج ما يَكون إلى القُرآن إذا اشتدَّت المِحَن.. وأصبحَ غريبًا حتى بين أهلِهِ وبينَ ولدِه.. لَن يجد سَلوةً مِن حزنِهِ وهمِّه وغمِّه وغُربتِه أعظَم مِن سَلوة القرآن.

-الشنقيطي