Telegram Web Link
• وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : كُنَّا فِي مَجْلِسِ أبِي مُوسَى بِشْرِ بْنِ مُوسَى -يَعْنِي ابْنَ صَالِحِ بْنِ شَيْخِ بْنِ عَمِيرَةَ الأسَدِيَّ- وَمَعَنَا أبُو العَبَّاسِ بْنُ سُرَيْجٍ الفَقِيهُ القَاضِي فَخَاضُوا فِي ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ وَأنَّهُ لَمْ يُدْخِلْ ذِكْرَ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي كِتَابِهِ الَّذِي ألَّفَهُ فِي اخْتِلَافِ الفُقَهَاءِ فَقَالَ أبُو العَبَّاسِ بْنُ سُرَيْجٍ : وَهَلْ أُصُولُ الفِقْهِ إلَّا مَا كَانَ يُحْسِنُهُ أحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ؟ ، حِفْظُ آثَارِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَالمَعْرِفَةُ بِسُنَّتِهِ وَاخْتِلَافُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.

[الآداب الشرعية والمنح المرعية].
• «بَابُ البَيَانِ عَنْ حَثِّهِ عَلَى الاتِّبَاعِ فِي الأجْوِبَةِ بِكُلِّ مَكَانٍ» .. قَالَ المَيْمُونِيُّ : قَالَ لِي أحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : إيَّاكَ أنْ تَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ لَيْسَ لَكَ فِيهَا إمَامٌ!.

[تهذيب الأجوبة لابن حامد].
• وَقَالَ فِي رِوَايَةِ المَرُّوذِيِّ : إنَّ الَّذِي يُفْتِي النَّاسَ يَتَقَلَّدُ أمْرًا عَظِيمًا -أوْ قَالَ : يُقْدِمُ عَلَى أمْرٍ عَظِيمٍ- ، يَنْبَغِي لِمَنْ أفْتَى أنْ يَكُونَ عَالِمًا بِقَوْلِ مَنْ تَقَدَّمَ وَإلَّا فَلَا يُفْتِي. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ المَيْمُونِيِّ : مَنْ تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ لَيْسَ لَهُ فِيهِ إمَامٌ أخَافُ عَلَيْهِ الخَطَأ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ : لَا نَزَالُ نَتَعَلَّمُ مَا وَجَدْنَا مَنْ يُعَلِّمُنَا. وَقَالَ أحْمَدُ : نَحْنُ إلَى السَّاعَةِ نَتَعَلَّمُ. وَسَألَهُ إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ عَنِ الحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ «أجْرَؤُكُمْ عَلَى الفُتْيَا أجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ» : مَا مَعْنَاهُ؟. قَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : يُفْتِي بِمَا لَمْ يَسْمَعْ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أبِي حَرْبٍ : سَمِعْتُ أبَا عَبْدِاللهِ وَسُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُفْتِي بِغَيْرِ عِلْمٍ ، قَالَ : يُرْوَى عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ : «يَمْرُقُ مِنْ دِينِهِ». وَنَقَلَ المَرُّوذِيُّ أنَّ رَجُلًا تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ أنْكَرَهُ عَلَيْهِ أبُو عَبْدِاللهِ ، قَالَ : هَذَا مِنْ حُبِّهِ الدُّنْيَا ؛ يُسْألُ عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي لَا يُحْسِنُ فَيَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى الجَوَابِ!.

[الآداب الشرعية والمنح المرعية].
قال الإمام أحمد :

تَرَكُوا الحَدِيثَ وَأقْبَلُوا عَلَى الغَرَائِبِ! ، مَا أقَلَّ الفِقْهَ فِيهِمْ!.

[الكفاية في معرفة أصول علم الرواية].
"يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ ،
يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ؟ ، مَنْ يَسْألُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَهُ؟".

«اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، واقْدُرْ لَنَا الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أرْضِنَا بِهِ».
• وَذُكِرَ لَهُ الفَوَائِدُ فَقَالَ : الحَدِيثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ قَدْ يُحْتَاجُ إلَيْهِ فِي وَقْتٍ ، وَالمُنْكَرُ أبَدًا مُنْكَرٌ.

[العلل للإمام أحمد - رواية المروذي].
• قَالَ أبُو بَكْرٍ الطَّالْقَانِيُّ صَاحِبُ ابْنِ المُبَارَكِ لِأبِي عَبْدِاللهِ : قَدْ رَوَى ابْنُ المُبَارَكِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ. فَقَالَ : هَكَذَا؟. فَقَالَ : نَعَمْ. فَقَالَ : مَاذَا رَوَى عَنْهُ؟. فَقَالَ : أخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ إيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ : «إيَّاكَ وَالشَّاذَّ مِنَ العِلْمِ!». قَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : مَا كَانَ أحْسَنَ عَقْلَهُ!. -يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ-.

[العلل للإمام أحمد - رواية الأثرم].
• سَألْتُ أبِي عَنِ الرَّجُلِ تَكُونُ لَهُ الكُتُبُ المُصَنَّفَةُ فِيهَا قَوْلُ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَاخْتِلَافُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَيْسَ لِلرَّجُلِ بَصَرٌ بِالحَدِيثِ الضَّعِيفِ المَتْرُوكِ مِنْهَا فَيُفْتِي بِهِ وَيَعْمَلُ بِهِ ، قَالَ : لَا يَعْمَلُ حَتَّى يَسْألَ مَا يُؤْخَذُ بِهِ مِنْهَا فَيَكُونُ يَعْمَلُ عَلَى أمْرٍ صَحِيحٍ ، يَسْألُ عَنْ ذَلِكَ أهْلَ العِلْمِ.

[مسائل الإمام أحمد - رواية ابنه عبدالله].
عن أبي بكر الأثرم قال :

سَمِعْتُ أبَا عَبْدِاللهِ أحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ : إنَّمَا هُوَ السُّنَّةُ وَالاتِّبَاعُ وَإنَّمَا القِيَاسُ أنَّ تَقِيسَ عَلَى أصْلٍ فَأمَّا أنْ تَجِيءَ إلَى الأصْلِ فَتَهْدِمَهُ ثُمَّ تَقُولَ هَذَا قِيَاسٌ فَعَلَى أيِّ شَيْءٍ كَانَ هَذَا القِيَاسُ؟!. قِيلَ لِأبِي عَبْدِاللهِ فَلَا يَنْبَغِي أنْ يَقِيسَ إلَّا رَجُلٌ عَالِمٌ كَبِيرٌ يَعْرِفُ كَيْفَ يُشَبِّهُ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ؟. فَقَالَ : أجَلْ ، لَا يَنْبَغِي.

[الفقيه والمتفقه].
عن عبدالملك الميموني قال :

سَمِعْتُ أبَا عَبْدِاللهِ وَسُئِلَ عَنْ أصْحَابِ الرَّأيِ : يُكْتَبُ عَنْهُمُ الحَدِيثُ؟. فَقَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ : «إذَا وَضَعَ الرَّجُلُ كِتَابًا مِنْ هَذِهِ الكُتُبِ كُتُبِ الرَّأيِ أرَى أنْ لَا يُكْتَبَ عَنْهُ الحَدِيثُ وَلَا غَيْرُهُ». قَالَ أبُو عَبْدِاللهِ : وَمَا تَصْنَعُ بِالرَّأيِ وَفِي الحَدِيثِ مَا يُغْنِيكَ عَنْهُ؟! ، أهْلُ الحَدِيثِ أفْضَلُ مَنْ تَكَلَمَّ فِي العِلْمِ ، عَلَيْكَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَا رُوِيَ عَنْ أصْحَابِهِ أبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَإنَّهُ سُنَّةٌ.

[تهذيب الكمال في أسماء الرجال].
عن محمد بن يزيد المستملى قال :

سَألَ رَجُلٌ أحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فَقَالَ : أكْتُبُ كُتُبَ الرَّأيِ؟. قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، عَلَيْكَ بِالآثَارِ وَالحَدِيثِ. فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : إنَّ عَبْدَاللهِ بْنَ المُبَارَكِ قَدْ كَتَبَهَا. فَقَالَ لَهُ أحْمَدُ : ابْنُ المُبَارَكِ لَمْ يَنْزِلْ مِنَ السَّمَاءِ ، إنَّمَا أُمِرْنَا أنْ نَأخُذَ العِلْمَ مِنْ فَوْقٍ.

[طبقات الحنابلة].
قال الإمام أحمد :

مَنْ رَغِبَ عَنْ فِعْلِ النَّبِيِّ ﷺ فَهُوَ عَلَى غَيْرِ الحَقِّ ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ فِعْلِ أصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ فَلَيْسَ هُوَ مِنَ الدِّينِ فِي شَيْءٍ.

[الورع للمروذي].

روى الآجري في الشريعة عن أبي عمرو الأوزاعي قال : عَلَيْكَ بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ وَإنْ رَفَضَكَ النَّاسُ وَإيَّاكَ وَآرَاءِ الرِّجَالِ وَإنْ زَخْرَفُوا لَكَ بِالقَوْلِ. وروى اللالكائي في السنة عن أبي عمرو الأوزاعي قال : اصْبِرْ نَفْسَكَ عَلَى السُّنَّةِ وَقِفْ حَيْثُ وَقَفَ القَوْمُ وَقُلْ بِمَا قَالُوا وَكُفَّ عَمَّا كَفُّوا عَنْهُ وَاسْلُكْ سَبِيلَ سَلَفِكَ الصَّالِحِ فَإنَّهُ يَسَعُكَ مَا وَسِعَهُمْ. وروى كذلك عن عمر بن عبدالعزيز قال : سَنَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَوُلَاةُ الأمْرِ بَعْدَهُ سُنَنًا ، الأخْذُ بِهَا تَصْدِيقٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتِكْمَالٌ لِطَاعَتِهِ وَقُوَّةٌ عَلَى دِينِ اللهِ ، لَيْسَ لِأحَدٍ تَغْيِيرُهَا وَلَا تَبْدِيلُهَا وَلَا النَّظَرُ فِي رَأيِ مَنْ خَالَفَهَا ، فَمَنِ اقْتَدَى بِمَا سَنُّوا اهْتَدَى ، وَمَنِ اسْتَبْصَرَ بِهَا أبْصَرَ ، وَمَنْ خَالَفَهَا وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ وَلَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَوَلَّاهُ وَأصْلَاهُ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. وروى صاحب الحلية عن الصقر بن رستم قال : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : ثَلَاثٌ لَا يُقْبَلُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ : الشِّرْكُ وَالكُفْرُ وَالرَّأيُ. قِيلَ : وَمَا الرَّأيُ؟. قَالَ : يَتْرُكُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ وَيَعْمَلُ بِرَأيِهِ.
قال أبو بكر الآجري :

عَلَامَةُ مَنْ أرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا سُلُوكُ هَذَا الطَّرِيقِ كِتَابِ اللهِ وَسُنَنِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَسُنَنِ أصْحَابِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ وَمَا كَانَ عَلَيْهِ أئِمَّةُ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ إلَى آخِرِ مَا كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ مِثْلَ الأوْزَاعِيِّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أنَسٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ وَمَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ طَرِيقَتِهِمْ وَمُجَانَبَةُ كُلِّ مَذْهَبٍ يَذُمُّهُ هَؤُلَاءِ العُلَمَاءُ.

[كتاب الشريعة].
قال حرب الكرماني :

هَذَا مَذْهَبُ أئِمَّةِ العِلْمِ وَأصْحَابِ الأثَرِ وَأهْلِ السُّنَّةِ المَعْرُوفِينَ بِهَا المُقْتَدَى بِهِمْ فِيهَا [مِنْ لَدُنْ أصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ إلَى يَوْمِنَا هَذَا] ، وَأدْرَكْتُ مَنْ أدْرَكْتُ مِنْ عُلَمَاءِ أهْلِ العِرَاقِ وَالحِجَازِ وَالشَّامِ وَغَيْرِهِمْ عَلَيْهَا ، فَمَنْ خَالَفَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ المَذَاهِبِ أوْ طَعَنَ فِيهَا أوْ عَابَ قَائِلَهَا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ خَارِجٌ مِنَ الجَمَاعَةِ زَائِلٌ عَنْ مَنْهَجِ السُّنَّةِ وَسَبِيلِ الحَقِّ ، وَهُوَ مَذْهَبُ أحْمَدَ وَإسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ وَعَبْدِاللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الحُمَيْدِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ جَالَسْنَا وَأخَذْنَا عَنْهُمُ العِلْمَ ... وَالدِّينُ إنَّمَا هُوَ كِتَابُ اللهِ وَآثَارٌ وَسُنَنٌ وَرِوَايَاتٌ صِحَاحٌ عَنِ الثِّقَاتِ بِالأخْبَارِ الصَّحِيحَةِ القَوِيَّةِ المَعْرُوفَةِ المَشْهُورَةِ يَرْوِيهَا الثِّقَةُ الأوَّلُ المَعْرُوفُ عَنِ الثَّانِي الثِّقَةِ المَعْرُوفِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يَنْتَهِي ذَلِكَ إلَى النَّبِيِّ ﷺ أوْ أصْحَابِ النَّبِيِّ أوِ التَّابِعِينَ أوْ تَابِعِ التَّابِعِينَ أوْ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الأئِمَةِ المَعْرُوفِينَ المُقْتَدَى بِهِمْ المُتَمَسِّكِينَ بِالسُّنَّةِ وَالمُتَعَلِّقِينَ بِالأثَرِ الَّذِينَ لَا يُعْرَفُونَ بِبِدْعَةٍ وَلَا يُطْعَنُ عَلَيْهِمْ بِكَذِبٍ وَلَا يُرْمَوْنَ بِخِلَافٍ ، وَلَيْسُوا أصْحَابَ قِيَاسٍ وَلَا رَأيٍ ؛ لِأنَّ القِيَاسَ فِي الدِّينِ بَاطِلٌ وَالرَّأيُ كَذَلِكَ وَأبْطَلُ مِنْهُ ، وَأصْحَابُ الرَّأيِ وَالقِيَاسِ فِي الدِّينِ مُبْتَدِعَةٌ جَهَلَةٌ ضُّلَّالٌ إلَّا أنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ أثَرٌ عَمَّنْ سَلَفَ مِنَ الأئِمَّةِ الثِّقَاتِ فَالأخْذُ بِالأثَرِ أوْلَى ، وَمَنْ زَعَمَ أنَّهُ لَا يَرَى التَّقْلِيدَ وَلَا يُقَلِّدُ دِينَهُ أحَدًا فَهَذَا قَوْلُ فَاسِقٍ مُبْتَدِعٍ عَدُوٍّ للهِ وَلِرَسُولِهِ ﷺ وَلِدِينِهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِسُنَّةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، إنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إبْطَالَ الأثَرِ وَتَعْطِيلَ العِلْمِ وَإطْفَاءَ السُّنَّةِ وَالتَّفَرُّدَ بِالرَّأيِ وَالكَلَامِ وَالبِدْعَةَ وَالخِلَافَ ، فَعَلَى قَائِلِ هَذَا القَوْلِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ! ؛ فَهَذَا مِنْ أخْبَثِ قَوْلِ المُبْتَدِعَةِ وَأقْرَبِهَا إلَى الضَّلَالَةِ وَالرَّدَى ، بَلْ هُوَ ضَلَالَةٌ ، زَعَمَ أنَّهُ لَا يَرَى التَّقْلِيدَ وَقَدْ قَلَّدَ دِينَهُ أبَا حَنِيفَةَ وَبِشْرًا المَرِيسِيَّ وَأصْحَابَهُ! ، فَأيُّ عَدُوٍّ لِدِينِ اللهِ أعْدَى مِمَّنْ يُرِيدُ أنْ يُطْفِئَ السُّنَنَ وَيُبْطِلَ الآثَارَ وَالرِّوَايَاتِ وَيَزْعُمُ أنَّهُ لَا يَرَى التَّقْلِيدَ وَقَدْ قَلَّدَ دِينَهُ مَنْ قَدْ سَمَّيْتُ لَكَ وَهُمْ أئِمَّةُ الضَّلَالِ وَرُءُوسُ البِدَعِ وَقَادَةُ المُخَالِفِينَ؟! ، فَعَلَى قَائِلِ هَذَا القَوْلِ غَضَبُ اللهِ! .. فَهَذِهِ الأقَاوِيلُ الَّتِي وَصَفْتُ مَذَاهِبُ أهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ وَالأثَرِ وَأصْحَابِ الرِّوَايَاتِ وَحَمَلَةِ العِلْمِ الَّذِينَ أدْرَكْنَاهُمْ وَأخَذْنَا عَنْهُمُ الحَدِيثَ وَتَعَلَّمْنَا مِنْهُمُ السُّنَنَ وَكَانُوا أئِمَّةً مَعْرُوفِينَ ثِقَاتٍ أهْلَ صِدْقٍ وَأمَانَةٍ يُقْتَدَى بِهِمْ وَيُؤْخَذُ عَنْهُمْ وَلَمْ يَكُونُوا أصْحَابَ بِدَعٍ وَلَا خِلَافٍ وَلَا تَخْلِيطٍ وَهُوَ قَوْلُ أئِمَّتِهِمْ وَعُلَمَائِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُمْ ، فَتَمَسَّكُوا بِذَلِكَ رَحِمَكُمُ اللهُ وَتَعَلَّمُوهُ وَعَلِّمُوهُ ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ.

[كتاب المسائل].
Forwarded from تزكية
قال ابن رجب في لطائف المعارف :

ولَمَّا كانَ شَعبانُ كالمُقَدِّمَةِ لرَمضانَ شُرِعَ فيهِ ما يُشرَعُ في رَمضانَ من الصِّيامِ وقِراءَةِ القُرآنِ ليَحصُلَ التَّأهُّبُ لتَلَقِّي رَمضانَ وتَرتاضَ النُّفُوسُ بذلِك على طاعَةِ الرَّحمَنِ ... يا مَن فَرَّطَ في الأوقاتِ الشَّريفَةِ وضَيَّعَها وأودَعَها الأعمالَ السَّيِّئَةَ وبِئسَ ما استَودَعَها :

مَضَى رَجَبٌ وَمَا أحْسَنْتَ فِيهِ
وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبَارَكْ

فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأوْقَاتَ جَهْلًا
بِحُرْمَتِهَا أفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ

فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَهْرًا
وَيُخْلِي المَوْتُ كَرْهًا مِنْكَ دَارَكْ

تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ

عَلَى طَلَبِ السَّلَامَةِ مِنْ جَحِيمٍ
فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ
#شعبان
قال الإمام أحمد :

لَا نَتَعَدَّى الأثَرَ وَالاتِّبَاعَ.

[السنة للخلال].
عن أبي بكر المروذي قال :

كَانَ أبُو عَبْدِاللهِ كَثِيرَ التَّوَاضُعِ ... وَكَانَ إذَا بَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ صَلَاحٌ أوْ زُهْدٌ أوِ اتِّبَاعُ الأثَرِ سَألَ عَنْهُ وَأحَبَّ أنْ يُجْرِيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَعْرِفَةً.

[الآداب الشرعية والمنح المرعية].
2025/02/05 19:56:30
Back to Top
HTML Embed Code: