°°
عَلمنَا التَّقوَى يَا رَبّ ، واَسبِلْ عَلَى أروَاحنَا رِدَاء الرَّضَا بقضَاءكَ وقَدرِكْ، اللَّهُمَّ إنَّ هَذِهِ الأمَّة دٌونَ مَدَدٍ مِنكَ ثَاعِبَةُ جِرَاحُهَا،مُمزَقةُ أشلَاؤهَا، اللَّهّمَّ أنتَ الَّذي قَالَ فِي كِتَابِه « إنَّ الدَّينَ عِندَ اللَّه الإسلَامْ » وأنَا هُنَا أدعُوكَ ، يَا رَبّ قَد نَال الإسلَام وأهلَه مَا نَالَهُم ، اللَّهُمَّ حِفظَاً للإسلَامِ وأهِلهِ إلَى يَومِ لُقيَاكَ عِند الحَشر والنَّشر.




ـ اللَّهمَّ عِزَّاً وتَمكِينَاً ونصرَاً •|

علاج الفتور والتّساهل في المراجعة


🏷 أولاً :
من توفيق الله لك ورحمته بك أن جعلك تشعر بهذا التقصير حتى تتداركه وهذه نعمةٌ تستوجب الشّكر.

🏷 ثانيًا :
‏من الأسباب المُعينةِ على إتمامِ ‌الوردِ⁩ اليوميّ؛ تقسيمه على سائر اليوم حتى لا يثقُل عليك، كما قيل :
‏إذا العبءُ الثقيلُ توزّعتهُ
‏أكفُّ القومِ خفَّ على الرّقابِ
‏فالإتيان به في جلسةٍ واحدة قد يُفضي إلى الملل والفتور ...

🏷ثالثًا :
‏أن تستعيذِ بالله من ‌ الذّنوبِ⁩ صغيرها وكبيرها؛ فَهيَ أصلُ كلِّ خسارةٍ وبوار، وكما قيل:
‏آفةُ العلمِ النّسيان، وأصلُ النّسيانِ عصيان.

🏷 ‏رابعًا:
‏أن تعلم أنّهُ إنّما يثقُل الورد اليوميّ - في الغالب -على من لم يُتقن..
‏فإنَّ المُتقن يكونُ الوِرد عندهُ أخفَّ من الماءِ الزُّلال.

- وقبل هذا وذاك..:
أكثِر من سؤالِ المولى جلّ جلاله أن يجعل هذا ‌القرآنَ⁩ ربيعَ قلبك ونور صدرك.. وأن يرزقك إقامةَ حروفهِ وحدودهِ؛ وأن يجعلك من أهلهِ العالمين العاملين..
‏فأدمِن ‌الدعاء⁩ دائمًا؛ فإنّه يفتحُ لك المغاليق..

قرابةُ أسبوعٍ يفصلنا عن شهر الخير والبركات، فاللهم بلّغنا رمضان والأمة الإسلامية_وعلى رأسهم غزة_في أحسن حال..🤍

سلسلة السلف و رمضآن 🌙1️⃣



محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح


[ كان محمّد بن إسماعيل البخاريّ إذا كان أول ليلة من شهر رمضان،
يجتمع إليه أصحابه ;
فيصلي بهم :
« ويقرأ في كل ركعة عشرين آية. » وكذلك إلى أن يختم القرآن.
وكان «يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن.»
« فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال. »
وكان «يختم بالنهار كل يوم ختمة ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة.»
ويقول : « عند كل ختم دعوة مستجابة .» (١)


قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ترجمته للإمام البخاري :
« وقد كان رحمه الله يصلي في كل ليلة ثلاث عشرة ركعة،
وكان يختم القرآن في كل ليلة من رمضان ختمة. » (٢)

ومما قيل عنه رحمه الله :
قالَ الحسن بن مُحَمَّد السمرقندي:
كانت فيه ثلاث خصال:

١-كانَ قليل الكلام.
٢-وكان لا يطمع فيما عند الناس.
٣-وكان لا يشتغل بأمور الناس. (٣)

_________________
(١) تهذيب الكمال: (٢٤ / ٤٤٦)
(٢) البداية و النهاية: (11 / 31)
(٣) النكت على صحيح البخاري للعسقلاني : (٩٣/١)

سلسلة السلف ورمضان🌙 2️⃣



أبو عبد الله : أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (١٦٤- ٢٤١ هـ)

قال عبدالله بن أحمد:
« كان أبي يصلِّي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة،
فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته،
فكان يصلِّي في كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة ،وقد كان قرب من الثمانين.
وكان يقرأ في كل يوم سُبُعًا، يختم في سبعة أيام.
وكانت له ختمة في كل سبع ليال، سوى صلاة النهار.
وكان ساعة يصلي عشاء الآخرة ينام نومة خفيفة.
ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو. » (١)

قال صالح ابن أحمد بن حنبل :
« كان أبي يختم من جمعة إلى جمعة، فإذا ختم دعا، فيدعو ونؤمّن على دعائه. » (٢)

قال ابن الجوزي :
« وكان أحْمَد بْن حنبل يقرأ القرآن كثيراً ولا يُدرى متى يختم.» (٣)

قال الأثرم:
« كان أحمد بن حنبل يصلي مع الناس التراويح كلها، يعني الأشفاع إلى آخرها، ويوتر معهم. » (٤)

من نُسُكه ووقاره رحمه الله :
رُوي عن خلف بن سالم أنه قال: كنا في مجلس يزيد بن هارون، فمزح يزيد مع مستمعيه، فتنحنح أحمد بن حنبل، فضرب بيده على جبينه وقال:
«ألا أعلمتموني أن أحمد هنا حتى لا أمزح؟» (٥)

⬅️ وقد تجنب ابن حنبل المزاح لأنه كان يرى أن رواية السُنة عبادة، ولا مزاح في وقت العبادة...اهـ.





_______
(١) صفة الصفوة لابن الجوزي [جـ 2 صـ 349: 348]
(٢) سيرة الإمام أحمد لابنه صالح (١١٩)
(٣) تلبيس إبليس لابن الجوزي: (١٢٨/١)
(٤) الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه : (٤٣٨/٦)
(٥) سير أعلام النبلاء: (٣٧١/٩)

سلسلة السلف ورمضان 🌙3️⃣



سفيان الثوري : أبو عبد الله سفيان الثوري (97 هـ-161 هـ) فقيه كوفي، وأحد أعلام الزهد ، وإمام من أئمة الحديث النبوي ،وواحد من تابعي التابعين.

⬅️ شغله في رمضان ،
قال عنه عبد الرزاق:
« كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. » (١)

⬅️ كان سفيان الثوري رحمه الله له أوراد قبل نومه للقرآن والسُنة؛
فقد روى عبدالرزاق الصنعاني :
« كان الثوري قد جعل على نفسه لكل ليلة جزءً من القرآن، وجزءً من الحديث، فيقرأ جزئه من القرآن، ثم يجلس على الفراش، فيقرأ جزئه من الحديث، ثم ينام» (٢)

⬅️ كانُ السلف يَسْتَحِبُّونَ لِمَن أتى المَساجِدَ الثَّلاَثَةَ، أنْ يَخْتِمَ بِها القُرْآنَ قَبْل أنْ يَخْرُجَ،
(المَسْجِدُ الحَرامُ، ومَسْجِدُ النَّبِيِّ ﷺ، ومَسْجِدُ بَيْتِ المَقْدِسِ.)
وقد رُوِيَ ؛ « أنَّ سُفْيانَ الثَّوْرِيَّ كانَ يَخْتِمُ بِهِ القُرْآنَ. » (٣)

⬅️ قيامه في العشر الآواخر؛
قال سفيان الثوري: « أحبُ إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه ، ويُنهِض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. » (٤)

⬅️ مما رُؤي فيه من المنامات بعد وفاته :
حكى الحافظ الذهبي في ترجمة الإمام سفيان الثوري:
‏« أن الثوري رُؤي في المنام في الجنة يطير من نخلة إلى نخلة، وقيل له ما صنعت؟
‏فقال : أنا مع السفرة الكرام البررة. وقيل له: أي الأعمال وجدت أفضل؟
‏قال: القرآن. » (٥)

⬅️ وهذه الرؤيا تدُل على لزومه للقرآن ؛
وهي مصداق الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (2 / 195)
قوله صلى الله عليه وسلم : مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السفرة الكِرام الْبَرَرَةِ. »





_______
(١) لطائف المعارف: (١٧١/١)
(٢) تقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : (١١٦)
(٣) إعلام الساجد للزركشي : (٢٨٨)
(٤) لطائف المعارف: (١٨٦/١)
(٥) سير أعلام النبلاء : (٧/ ٢٧٩)

سلسلة السلف ورمضان 🌙4️⃣



الأسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النخعي رحمه الله ، كُنْيَتُهُ أبُو عُمَرَ، مِن كِبارِ التّابِعِينَ وهو كوفي ، وأحد رواة الحديث ، مِنَ الزُّهّادِ الثَّمانِيَةِ، مَشْهُورٌ بِالزُّهْدِ، والتَّقَشُّفِ، والحَجِّ الكَثِيرِ، والعِبادَةِ. (المتوفي سنة 75 هـ)

عن إبراهيم قال:
« كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ. » (١)

وعَنْ رياح بْن الحارث النَّخَعِيّ؛ قالَ: سافرت مَعَ الأسود بْن يَزِيدَ إلى مَكَّة؛
« فكان إذا حضر وقت الصَّلاة نزل عَلى أيِّ حالٍ كانَ عَلَيْهِ، إنْ كانَ عَلى حزونة نزل فصلى، وإن كانَ فِي صعودٍ أو هبوط نزل ولم ينتظر.» (٢)

وعَنِ الأشْعَثِ بْنِ سُلَيْم؛ قالَ:
« خَرَجْتُ مَعَ الأسْوَدِ بْن يَزِيدَ إلى مَكَّة فكان إذا حَضَرَتِ الصَّلاة أناخَ ولَوْ عَلى حَجَرٍ. » (٣)

قال التابعي أَبِو إِسْحَاقَ السبيعي :
« طاف الأَسْوَدَ-بن يزيد النخعي - بِالْبَيْتِ ثَمَانِينَ مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ.» (٤)

سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنِ الأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، فَقالَ:
« كانَ صَوّامًا، قَوّامًا، حَجّاجًا، أهْلُ بَيْتٍ خُلِقُوا لِلْجَنَّةِ : (عَلْقَمَةُ، والأسْوَدُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ.) » (٥)
ومن اللطائف:
أن جميعهم ⬆️ أهل بيت واحد ، وكانوا رأساً في العِلمِ والعمل ، وكان يُقال عنهم « آل الأسود خُلِقوا للجنة ! »

وعَنْ عِمارَة بْنِ عُمَيْر؛ قالَ:
« ما كانَ الأسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ إلا راهِبًا مِنَ الرُّهْبان. » (٦)

وهو الذي قالت فيه أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها :
«ما بِالعِراقِ رَجُلٌ أكْرَمُ عَلَيَّ مِنَ الأسْوَدِ. ! » (٧)

الله أكبر ما أزكاها وأعظمها من شهادة .

______
(١) سير أعلام النبلاء (٤/ ٥١)
(٢) تاريخ ابن أبي خيثمة: (٦٤/٣)
(٣) تاريخ ابن أبي خيثمة: (٦٤/٣)
(٤) ابن سعد في الطبقات: (٨٣٦٣)
(٥) سير السلف للأصبهاني: (٦٩٠)
(٦) تاريخ ابن أبي خيثمة: (٦٤/٣)
(٧) الطبقات الكبرى : (٧٣/٦)

سلسلة السلف ورمضان 🌙5️⃣



الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (١٥٠-٢٠٤ هـ) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي.

قال الربيع بن سليمان المرادي المصري:
« كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين مرة كل ذلك في صلاة. » (١)


قال الربيع بن سليمان:
« كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة فإذا كان في شهر رمضان ختم في كل ليلة منها ختمة وفي كل يوم ختمة فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة. » (٢)


قال الكرابيسي:
« بِتُ مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل ، فما رأيته يزيد على خمسين آية فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين ولا يمر بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين ، قال : فكأنما ( جمع له الرجاء والرهبة جميعاً) » (٣)


وقال الربيع بن سليمان:
« كان للشافعي في كل شهر ثلاثون ختمة وفي شهر رمضان ستون ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة. » (٤)


وعن الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمانَ، قال:
«كانَ الشّافِعِيُّ قَدْ جَزَّأ اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أجْزاءٍ؛ الثُّلُثُ الأوَّلُ يَكْتُبُ، والثُّلُثُ الثّانِي يُصَلِّي، والثُّلُثُ الثّالِثُ يَنامُ» (٥)


‏قال الشافعي:
« كنت أقرئ الناس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفظت الموطأ قبل أن أحتلم. » (٦)


من أقواله المشهورة : قال حَرْمَلَةُ : سَمِعْتُ الشّافِعِيَّ، يَقُولُ:
« لَمْ أرَ أنْفَعَ لِلْوَباءِ مِنَ التَّسْبِيحِ. » (٧)


‏ ‏قال له شيخه أبو خالد مسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة ومفتيها:
« أفتِ يا أبا عبد الله؛ فقد والله آن لك أن تفتي. وكان الشافعي إذ ذاك له خمس عشرة سنة! » (٨)


شهادة من قامة لقامة !:
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
« كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس. » (٩)


______
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر: (٣٩٢/٥١)
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر: (٣٩٢/٥١)
(٣) تاريخ دمشق لابن عساكر: (٣٩٢/٥١)
(٤) تاريخ دمشق لابن عساكر: (٣٩٣/٥١)
(٥) حلية الأولياء: (١٣٥/٩)
(٦) السير :(٥٤/١٠)
(٧) حلية الأولياء : (١٣٦/٩)
(٨) ‏"تهذيب الأسماء واللغات للنووي: (٥٠/١)
(٩) مختصر تاريخ دمشق: (٣٨٤/٢١)

" ‏رممّ حفظك ..

- إذا كان البيت قديم؛ فقد جرت العادة أنّه يُرمّمّ، وكذا حفظك إذا كان مُتفلّت فلا بُدّ أن ترمّمه، أما الذي ليس في جوفه شيء من القرآن فهو كالبيت الخَرِبْ.

- معنى التّرميم: أن تنظر في مواطن الأخطاء من حفظك وتعيدها وتكرّرها حتى تصبح مُتقَنةً كالتي قبلها وبعدها. "

حتى تختصر الطريق على نفسك في الحفظ، عليك بالتّكرار ..
الذي يحفظ بلا تكرار سيجِد حفظه مهلهلًا ركيكًا، وإن كان متقنًا لوقتٍ ما؛ ما إن يتوقّف عن المراجعة ولو قليلا سيلحظ تفلّت محفوظه ..

- حَصِّن حِفظَك بِسِياجِ التّكرار