Telegram Web Link
💫 ختم الطاعات بالاستغفار
۩ الشَّيخ عَبْدُالرَّزاق البَدْر حَفِظهُ الله
_*📝https://www.al-badr.net/detail/Qy5zU9RnPv .*_

✍🏻__كثيرًا مايرد في القران الكريم الأمرُ بالاستغفار والحثُّ عليه والترغيبُ فيه وبيانُ ثماره وآثاره، ولاسيما في نهاية الطاعات وعند إتمام العبادات،
وقد كان من هدي النَّبيِّﷺ ختمُ الأعمال الصالحة بالاستغفار، فقد ثبت في صحيح مسلم: ((أنَّ رسول اللهﷺ كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً))([1])،
وورد ختم صلاة الليل بالاستغفار، قال الله تعالى:{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}([2])،
وقال تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}([3])،
فذكر أنهم يتهجدون ويتعبدون لله ويرون أنَّهم مقصِّرون فيسألون الله المغفرة، ولذا ختم - سبحانه - سورة المزمل وهي سورة قيام الليل بقوله: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}،
وشُرع للمتوضئ أن يختم وضوءه بالتوبة،
فإنَّ أحسن ماختمت به الأعمال التوبة والاستغفار، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِى مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ))([4])،
وقال تعالى في آيات الحجِّ: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}([5])،
والمراد بالإفاضة هنا: أي إلى منى يوم العاشر من ذي الحجة، حيث يقوم الحاجُّ بإكمال أعمال حجهم التي هي خاتمة أعماله.
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السِّعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية مبينا أنَّ الحكمة من ذلك ليكون جابراً لما حصل من العبد من نقص، ولما وقع منه من خلل أو تقصير: (فالاستغفار للخلل الواقع من العبد في أداء عبادته وتقصيره فيها، وذِكْرُ اللهِ شُكْرُ اللهِ على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة والمنَّة الجسيمة، وهكذا ينبغي للعبد كلَّما فرغ من عبادة أن يستغفرَ الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمَن يرى أنَّه قد أكملَ العبادةَ ومنَّ بها على ربِّه، وجعلت له محلاًّ ومنزلةً رفيعة، فهذا حقيق بالمقت ورد العمل كما أنَّ الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أُخر). اهـ.
وكان من هديه ﷺ ختم مجالسه بالاستغفار، روى أبوداود عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: ((كان رسول اللهﷺ يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاَّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك))([6])،
وروى أبوداود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّﷺ أنَّه قال: ((مَن جلس في مجلس فكثر فيه لغَطُه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللَّهمَّ ربَّنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاَّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاَّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك))([7]).
بل لقد ختم عليه الصلاة والسلام حياتَه العامرةَ بتحقيق العبودية وكمال الطاعة بالاستغفار، ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنَّها سمعت رسول اللهﷺ وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مُسنِدٌ إليها ظهرَه يقول: ((اللَّهمَّ اغفر لي وارحَمني وأَلحِقنِي بالرَّفيق الأعلى))([8])، مع ملازمة عظيمة منه ﷺ للاستغفار في أيام حياته الزكيَّة وعمره الشريف.
وكان هذا دأب السلف الصالح: قال ابن رجب رحمه الله: (كان السلف يرون: أن من مات عقب عمل صالح: كصيام رمضان أو عقيب حج أو عمرة يرجى له أن يدخل الجنة، وكانوا مع اجتهادهم في الصحة في الأعمال الصالحة يجددون التوبة والإستغفار عند الموت ويختمون أعمالهم بالإستغفار وكلمة التوحيد،
لما احتضر العلاء بن زياد بكى. فقيل له: مايبكيك؟ قال: كنت والله أحبُّ أن أستقبل الموت بتوبة. قالوا: فافعل رحمك الله. فدعا بطهور فتطهر ثم دعا بثوب جديد فلبسه ثم استقبل القبلة فأومأ برأسه مرتين أو نحو ذلك ثم اضطجع ومات.
ولما احتضر عامر بن عبدالله بكى وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون: اللهم إني أستغفرك من تقصيري وتفريطي وأتوب إليك من جميع ذنوبي لا إله إلا الله ثم لم يزل يرددها حتى مات رحمه الله.
وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه عند موته: اللهم أمرتنا فعصينا ونهيتنا فركبنا ولايسعنا إلا عفوك لا إله إلا الله ثم رددها حتى مات)([9])
وهذا الاستغفار ثماره وبركاته على أهله لاتُعدُّ ولاتُحصى في تتميم أعمالهم وجبر تقصيرهم، ورفعة مقامهم، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، من العمل الناقص إلى العمل التامّ، ويرفع العبدُ من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل،
فإنَّ العابد لله والعارف بالله في كلِّ يوم، بل في كلِّ ساعة، بل في كلّ لحظة يزداد علماً بالله وبصيرةً في دينه وعبوديته بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه ونومه ويقظته وقوله وفعله. ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقّها. فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، بل هو مضطرٌّ إليه دائماً في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد، لما فيه من المصالح وجلب الخيرات ودفع المضرّات، وطلب الزيادة في القوّة في الأعمال القلبية والبدنيّة اليقينية الإيمانية)([10]). اهـ.
وقد أعدَّ اللهُ في الدنيا والآخرة للمستغفرين من عظيم أجوره وكريم مواهبه وجزيل عطاياه ما لايمكن عدُّه والإحاطةُ به.
قال لله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)}([11])،
وقال تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}([12])،
وقال تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)}([13]).
روى ابن ماجة في سننه عن عبدالله بن بشر رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ: ((طوبى لِمَن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً))([14]).
💡فحري بالمؤمن أن يُلازم الاستغفار وأن يكثر منه، ولاسيما في ختام الطاعات جبرا لما فيه من نقص وتتميما لطاعته وعبادته وليفوز بثواب المستغفرين وكريم مآبهم.

ونسأل اللهَ - جلَّ وعلا - أن يجعلنا من عباده التوابين الأوّابين المستغفرين، وأن يتوب علينا.
إنَّه هو التواب الرحيم.
وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏
([1]) صحيح مسلم (591).
([2]) سورة آل عمران، الآية: 17.
([3]) سورة الذاريات، الآية: 18.
([4]) رواه الترمذي (50).
([5]) سورة البقرة، الآية: 199.
([6]) سنن أبي داود (4859).
([7]) سنن أبي داود (4858)، وسنن الترمذي (3433).
([8]) صحيح البخاري (4440).
([9]) لطائف المعارف (ص: 362 ).
([10]) مجموع الفتاوى (11/696).
([11]) سورة النساء، الآية: 110.
([12]) سورة الأنفال، الآية: 33.
([13]) سورة نوح، الآيات: 10 ـ 12.
([14]) سنن ابن ماجه (3818).
~ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ৡ~
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ليسَ أحَدٌ يُحاسَبُ إلّا هَلَكَ

قالَتْ: قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِداءَكَ، أليسَ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ:

*﴿فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِسابًا يَسِيرًا﴾*

قالَ: *ذاكَ العَرْضُ يُعْرَضُونَ ومَن نُوقِشَ الحِسابَ هَلَكَ.*

الراوي: عائشة أم المؤمنين • صحيح البخاري (٤٩٣٩)
📕📙التوحيد أولا📕📙

📩 رسائل ..
شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وكتبه📚
                     ..
          📖  كشف الشبهات  📖
          ( الدرس السادس والثلاثون )
🌱قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :

ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء
⬅️أو في غيبتهم في الأشياء التي لايقدر عليها إلاالله.
إذا ثبت ذلك ،
▪️فالاستغاثة بالأنبياء يوم القيامة يراد منها أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف،
👈وهذا جائز في الدنيا والآخرة أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك
🔸وتقول له:
👈ادع الله لي،كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته،
🔹وأما بعد موته فحاشا وكلا أنهم سألوه ذلك عند قبره،
بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره ،فكيف بدعائه نفسه.

◇◇◇
جزى الله خيراً من قرأها وساعدنا على نشرها
============
2025/07/13 14:05:09
Back to Top
HTML Embed Code: