Telegram Web Link
حكم تخصيص يوم الجمعة لزيارة المقابر

📬 #السؤال :

ما حكم تخصيص يوم الجمعة لزيارة المقابر؟

📜 #الجواب :

⚠️ لا أصل لذلك ، #والمشروع أن تزار القبور في أي وقت تيسر للزائر من ليل أو نهار.

👈 أما التخصيص بيوم معين أو ليلة معينة #فبدعة لا أصل له ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)). أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها.

📗 الموقع الرسمي للشيخ ابـن بـاز 📗

https://binbaz.org.sa/fatwas/5613/حكم-تخصيص-يوم-الجمعة_لزيارة-المقابر
لم يدرك من الجمعة إلا السجود

📬 #السؤال :

إذا دخلت المسجد والإمام يصلي الجمعة وهو جالس للتشهد هل أصليها جمعة أم ظهرًا؟

🗒 #الجواب

👈 إذا لم يدرك المسبوق من صلاة الجمعة إلا #السجود أو #التشهد ، فإنه يصلي #ظهرًا ولا يصلي جمعة ؛ لأن الصلاة إنما تدرك بركعة ؛ لقول النبي ﷺ : ((من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة)) ، وقوله ﷺ : ((من أدرك ركعة من الجمعة فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته)).

👈 فعلم بهذين الحديثين أن من لم يدرك ركعة من الجمعة #فاتته الجمعة ، وعليه أن يصلي ظهرًا. والله ولي التوفيق.

📚 #مجموع_الفتاوى لسماحة الشيخ ابـن بـاز رحمه الله

https://binbaz.org.sa/fatwas/5101/لم-يدرك-من-الجمعة-إلا-السجود
📬 من فتاوى في التوحيد والعقيدة
================
《طلب الحاجات من الاموات شرك أكبر 》
================
قال فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله


📌 اﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ اﻟﻤﻮﺗﻰ؛ اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻬﻢ، ﻭاﻟﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭاﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻟﻬﻢ. ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻤﺪﺩ،

ﻭﻳﻘﻮﻝ: اﻟﻤﺪﺩ اﻟﻤﺪﺩ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ. ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻙ اﻷﻛﺒﺮ، ﺃﻭ: ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ، اﺷﻒ ﻣﺮﻳﻀﻲ، ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ اﻟﺒﺪﻭﻱ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ اﻟﺤﺴﻴﻦ. ﺃﻭ: ﻳﺎ ﻓﻼﻥ، ﺃﻭ ﻳﺎ ﻓﻼﻧﺔ. ﺃﻭ: اﺷﻒ ﻟﻨﺎ ﻣﺮﺿﺎﻧﺎ.

ﺃﻭ: اﻟﻤﺪﺩ اﻟﻤﺪﺩ. ﺃﻭ: اﻧﺼﺮﻧﺎ. ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻬﻪ، ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﺑﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﺸﺮﻙ اﻷﻛﺒﺮ،

ﻭﻫﻜﺬا ﺇﺫا ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﺻﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﻊ اﻷﺷﺠﺎﺭ ﺃﻭ ﻣﻊ اﻟﺠﻦ، ﻛﻠﻪ ﺷﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ،


ﺃﻣﺎ اﻟﺤﻲ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻌﺎﺩﻳﺔ، اﻟﺤﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ، اﻟﻘﺎﺩﺭ، ﺗﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺃﺧﻲ، ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺬا، ﺃﻗﺮﺿﻨﻲ ﻛﺬا، اﻣﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﺎﺩﻣﻚ؛ ﻷﻧﻪ ﺁﺫاﻧﻲ، ﺃﻭ ﻭﻟﺪﻙ، ﺃﻭ ﺯﻭﺟﺘﻚ، اﻧﻬﻬﻢ ﻋﻨﻲ، ﻻ ﺗﺆﺫﻧﻲ ﺑﻜﺬا. ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ اﻷﺫﻯ، اﻟﺸﻲء اﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻙ،


ﺇﻧﻤﺎ اﻟﺸﺮﻙ ﻃﻠﺐ اﻷﻣﻮاﺕ، ﻭاﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑﺎﻷﻣﻮاﺕ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺳﺮا ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻳﻄﻠﺒﻬﻢ اﻟﻤﺪﺩ، ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺸﺮﻙ اﻷﻛﺒﺮ،


ﺃﻣﺎ ﺣﻲ ﺣﺎﺿﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﺗﺨﺎﻃﺒﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﺗﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺎﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻥ،
ﺗﻘﻮﻝ: ﺃﻗﺮﺿﻨﻲ ﻛﺬا. ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺰﺭﻋﺘﻲ ﻓﻲ ﻛﺬا. ﺃﻭ: ﺑﻌﻨﻲ ﻛﺬا. ﺃﻭ: ﻣﺎﺫا ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﺬا. ﺗﺸﺎﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﻛﺬا، ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ

ﻭﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺑﻴﻦ اﻷﺣﻴﺎء ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺸﺎﻓﻬﺔ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﻜﺎﺗﺒﺔ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﺎﺗﻒ - اﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻥ - ﺃﻭ اﻟﺒﺮﻗﻴﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ.


ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﺱ، ﺇﻧﻤﺎ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭاﻟﺸﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ اﻷﻣﻮاﺕ، ﺃﻭ اﻷﺻﻨﺎﻡ ﺃﻭ اﻷﺣﺠﺎﺭ ﺃﻭ اﻷﺷﺠﺎﺭ، ﺗﺪﻋﻮﻫﻢ ﺗﺴﺄﻟﻬﻢ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ، ﺗﺴﺄﻟﻬﻢ اﻟﻐﻮﺙ، اﻟﻤﺪﺩ، ﺃﻭ اﻟﻐﺎﺋﺒﻮﻥ ﻋﻨﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻚ،


ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻚ، ﻭﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﺳﺮا، ﺃﻭ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﺠﻦ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ، ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺸﺮﻙ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﻜﺮﺗﻪ اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﻧﻜﺮﻩ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺑﻌﺚ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺳﻞ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭﻩ ﻭاﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻪ،


ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻖ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﺧﻴﺮ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺭﺿﺎﻩ، ﻭﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ.



📚 المصدر : فتاوى نور على الدرب ( 1 / 22 )




=============
🌷 أخي الكريم.. أحتسب الأجر في نشر هذه الرسالة فإن نشر العلم من أعظم القربات عند الله،
🎙 خطبة بعنوان:

إصــــــــلاح القلــــــــوب
13-10-1422هـ
۩ الشَّيخ عَبْدُالرَّزاق البَدْر حَفِظهُ الله
_*🗒https://www.al-badr.net/dl/doc/cSBhdQ3b5W .*_
_*📝https://al-badr.net/muqolat/2554 .*_
*🎧https://www.al-badr.net/download/esound/khutob/007_002.mp3 .*

✍🏻__إنَّ أهمَّ ماينبغي على المسلم إصلاحه والعناية به:
قلبــــــــه الذي بين جنبيه.

فإن القلــــــــب:
هو أساس الأعمال، وأصل حركات البدن،
وهو لها بمثابة الملك لجنده،
فإن طاب القلــــــــب طاب البدن، وإن فسدَ فسد.

وقد كان ﷺ يهتم بإصلاح القلــــــــب غاية الاهتمام ويعنى به تمام العناية، ويوصي بذلك في كثير من أحاديثه الشريفة ويضمِّن ذلك كثيراً من أدعيته المنيفة،
فكان ﷺ يقول في دعائه: *((اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا))*[1]،
ويقول في دعائه: *((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ))*[2]،
ويقول في دعائه أيضًا: *((اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ))*[3]،
ويقول أيضًا: *((اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ))*[4]،
وكان يقول: *((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))*[5].

إنَّ الواجب على كل مسلم:
أن يهتم بتزكية قلبــــــــه وإصلاحه وتنقيته مع عنايته بإصلاح ظاهره واهتمامه بتكميل الأعمال،
إذ لاعبرة بصلاح الظاهر مع فساد الباطن!!
ومتى ماأصلح المسلم قلبــــــــه بالأعمال الزاكية والإخلاص والصدق والمحبة لله تعالى ولرسولهِﷺ استقامت جوارحه وصلح ظاهره، كما في حديث النعمان بن بشير قال: سمعت رسول اللهﷺ يقول: *((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ؛ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ))*[6].

فهذا الحديث العظيم: فيه أوضح إشارة إلى أنَّ صلاح حركات العبد الظاهرة بحسب صلاح حركة قلبــــــــه وباطنه،
فإن كان قلبــــــــه سليماً ليس فيه إلا محبة الله ومحبة مايحبه الله وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه صلحت حركات جوارحه كلها،
بخلاف ماإذا كان غالبه فاسداً قد استولى عليه حب الهوى واتباع الشهوات وتقديم حظوظ النفس؛ فإن كان كذلك فسدت حركات جوارحه كلها؛
ولهذا يقال: "القلــــــــب ملك الأعضاء وبقية الأعضاء جنوده"،
وهم مع هذا جنود طائعون له، منبعثون في طاعته وتنفيذ أوامره، لايخالفون في شيء من ذلك،
فإن كان الملك صالحاً كانت هذه الجنود صالحة،
وإن كان فاسداً كانت جنوده بسبب هذا فاسدة.

ولاينفع عند الله إلا القلــــــــب السليم، كما قال تعالى: *{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}*[الشعراء]،
👍🏻والقلــــــــب السليم: هو السالم من الآفات والمكروهات كلها،
وهو القلــــــــب الذي ليس فيه سوى محبة الله وخشية مايباعد منه.

~ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ثُمَّ الْقَلْبُ هُوَ الْأَصْلُ، فَإِذَا كَانَ فِيهِ مَعْرِفَةٌ وَإِرَادَةٌ سَرَى ذَلِكَ إلَى الْبَدَنِ بِالضَّرُورَةِ، لَايُمْكِنُ أَنْ يَتَخَلَّفَ الْبَدَنُ عَمَّا يُرِيدُهُ الْقَلْبُ ... فَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ صَالِحًا بِمَا فِيهِ مِنْ الْإِيمَانِ عِلْمًا وَعَمَلًا قَلْبِيًّا لَزِمَ ضَرُورَةُ صَلَاحِ الْجَسَدِ بِالْقَوْلِ الظَّاهِرِ وَالْعَمَلِ بِالْإِيمَانِ الْمُطْلَقِ ".

ولهذا فإنَّ من أعظم مايقوِّي إيمان الشخص الظاهر والباطن: أن يجاهد نفسه مجاهدة تامة في إصلاح قلبه وعمارته بمحبة الله، ومحبة مايحبه، وبغض مايبغضه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة،
ومن تمَّ له هذا👆🏻👈🏻 تمَّ له إيمانه.

ولهذا ثبت عن النبيﷺ أنه قال: *((مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ ، وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ ؛ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ))*[7]،
ومعنــــــــى هذا: أنَّ كل حركات القلــــــــب والجوارح إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان العبد بذلك باطناً وظاهرا،
ويلزم من صلاح حركات القلــــــــب صلاح حركات الجوارح، فإذا كان القلــــــــب صالحاً ليس فيه إلا إرادة الله وإرادة مايريده لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده،
سارعت إلى مافيه رضاه، وكفَّت عما يكرهه وعما يخشى أن يكون مما يكره وإن لم يتيقن ذلك.

إنَّ القلــــــــب لايخلو بحال من الفكر؛
- إمَّا في واجب آخرته ومصالحها،
- وإمَّا في مصالح دنياه ومعاشه،
- وإمَّا في الوساوس الباطلة والأماني الفاسدة والمقدرات المفروضة؛
ومن كان يريد إصلاح قلبــــــــه فعليه: أن يشغل فكره بما فيه صلاحه وفلاحه المحقق،
.؛ ففي باب العلوم والتصورات يشغله بمعرفة مايلزم من التوحيد وحقوقه.
.؛ وفي الموت ومابعده إلى دخول الجنة أو النار.
.؛ وفي آفات الأعمال وطرق التحرز منها.
.؛ وفي باب الإرادات والعزوم يشغله بإرادة ما ينفع إرادته وطرح إرادة مايضر إرادته.
وبذلك يكون المرء صحيحاً وقلبــــــــه سليماً مطمئناً.

☆ إنَّ أعظم عون للعبد على ذلك هو: تكثير الشواهد النافعة في القلــــــــب لتقوى صلته بالله ويزداد يقينه ويكمل إيمانه،
~ وقد أشار [العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " مدارج السالكين "] إلى جملة عظيمة من هذه الشواهد القلبية التي يعلم بها حقيقة هذا الأمر،
قال رحمه الله: " فأول شواهد السائر إلى الله والدار الآخرة أن يقوم به شاهد من الدنيا وحقارتها وقلة وفائها وكثرة جفائها وخسة شركائها وسرعة انقضائها ... فإذا قام بالعبد هذا الشاهد منها ترحَّل قلبه عنها وسافر في طلب الدار الآخرة ، وحينئذ يقوم بقلبه شاهد من الآخرة ودوامها وأنها هي الحيوان حقاً، فأهلها لا يرتحلون منها ولا يظعنون عنها بل هي دار القرار ومحط الرحال ومنتهى السير ... ثم يقوم بقلبه شاهدٌ من النار وتوقدها واضطرامها وبُعد قعرها وشدة حرها وعظيم عذاب أهلها فيشاهدهم وقد سيقوا إليها سُود الوجوه زُرق العيون والسلاسل والأغلال في أعناقهم ، فلما انتهوا إليها فتحت في وجوههم أبوابها فشاهدوا ذلك المنظر الفظيع وقد تقطعت قلوبهم حسرة وأسفا ... فإذا قام بقلب العبد هذا الشاهد انخلع من الذنوب والمعاصي واتباع الشهوات ولبِس ثياب الخوف والحذر ... وعلى حسب قوة هذا الشاهد يكون بعده من المعاصي والمخالفات ... فيقوم به بعد ذلك شاهد من الجنة وماأعدَّ الله لأهلها فيها مما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر، فضلا عما وصفه الله لعباده على لسان رسوله من النعيم المفصل الكفيل بأعلى أنواع اللذة من المطاعم والمشارب والملابس والصور والبهجة والسرور.
فيقوم بقلبه شاهد دار قد جعل الله النعيم الدائم بحذافيره فيها ، تربتها المسك، وحصباؤها الدر، وبناؤها لَبِنُ الذهب والفضة وقصب اللؤلؤ، وشرابها أحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، وأبرد من الكافور، وألذ من الزنجبيل، ونساؤها لو برز وجه إحداهن في هذه الدنيا لغلب على ضوء الشمس، ولباسهم الحرير من السندس والإستبرق، وخدمهم ولدان كاللؤلؤ المنثور، وفاكهتهم دائمة، لامقطوعة ولاممنوعة، وفرش مرفوعة، وغذاؤهم لحم طير مما يشتهون، وشرابهم عليه خمرة لافيها غول ولاهم عنها ينزفون، وخضرتهم فاكهة مما يتخيرون، وشاهدهم حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، فهم على الأرائك متكئون، وفي تلك الرياض يحبرون، وفيها ماتشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون.
فإذا انضم إلى هذا الشاهد شاهد يوم المزيد والنظر إلى وجه الرب جل جلاله وسماع كلامه منه بلا واسطة ... فهناك يسير القلب إلى ربه أسرع من سير الرياح في مهابها ، فلا يلتفت في طريقه يمينا ولا شمالا".

إن هذه الشواهد العظيمة: إذا اعتنى بها العبد في حياته وأعمل فكره فيها كانت أعظم عون له على تطهير قلبه وتنزيهه من الأوصاف المذمومة والإرادات السافلة، وعلى تخليته وتفريغه من التعلق بغير الله سبحانه، وكانت أعظم باعث له على العبادة والمحبة والخشية والإنابة والافتقار إلى الله والسعي في مرضاته تبارك وتعالى.

💥 ثم إنَّ الفتن التي تصيب القلــــــــوب نوعان:
1) فتن الشهوات.
2) وفتن الشبهات والغي والضلال.

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول اللهﷺ قال: *((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَادَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ))*[8].

فقسَّم ﷺ في هذا الحديث القلــــــــوب عند عرض الفتن عليها إلى قسمين:

1-) قلــــــــب إذا عرضت عليه فتنة أشربها القلــــــــب كما يشرب السفنج الماء فنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يُشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود ويتنكر، وهو معنى قوله: ((كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا)) أي: منكوساً.
فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطيران:

# أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر؛ فلا يعرف معروفاً ولايُنكر منكرا؛ وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكراً والمنكر معروفا¿
¿ والسنة بدعة والبدعة سنة ؛
¿ والحق باطلاً والباطل حقا؛

# والثاني: تحكيمه هواه على ماجاء به الرسولﷺ وانقياده للهوى واتباعه له .
هذا👆🏻 قسم.
2-) والقسم👈🏻الثاني: قلــــــــب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه،
👍🏻فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردَّها فازداد نوره وإشراقه وقوته.

إنَّ الواجب على كل مسلم:
أن يهتمَّ بسلامة قلبــــــــه عندما تشرئب الفتن وتكثر البدع ويعظم الجهل بدين الله،
والله تعالى يقول: *{ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}*[الحج:78].
﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏

[1] متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: رواه البخاري (6316)، ومسلم (763).
[2] رواه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.
[3] عليه من حديث عائشة رضي الله عنها: رواه البخاري (6375)، ومسلم (589) [بعد الحديث (2705)].
[4] رواه مسلم (2722) من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.
[5] رواه الترمذي (2140) من حديث أنس رضي الله عنه، وصححه الألبانيُّ رحمه الله في (صحيح سنن الترمذي) (1739).
[6] رواه البخاري (52)، ومسلم (1599).
[7] رواه أبوداود (4681) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وصححه "لغيره" الألبانيُّ رحمه الله في (الصحيحة) (380).
[8] رواه مسلم (144).
~ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ৡ~
2025/10/03 18:25:30
Back to Top
HTML Embed Code: