Telegram Web Link
أما بالنسبة للأساتذة: فإنني أوصيهم أن يتقوا الله عزَّوجلَّ في أداء المهمة التي من أجلها عينوا في هذه المدرسة، أو في هذا المعهد، أو في هذه الكلية، وأن يتجنبوا كلام اللغو الذي لا فائدة فيه، بل فيه مضرة، فإن بعض الأساتذة -وهم ولله الحمد قليل- إذا دخل في الدرس صار يتكلم بكلام لغو لا علاقة له فيما قرر عليه، وهذا حرام عليه؛ لأنه
قيام بعمل ليس موكولاً إليه في عمل موكول إليه فيغير هذا بهذا.
وكلامي هذا لايعني أنه يُمنع الأستاذ من كلمة طيبة -في بعض الأحيان- تكون موجهة للطلبة؛ لأن الأستاذ في الحقيقة يجب أن يكون معلماً مربياً، فإذا قدرنا أنه قد خصص لهذه الساعة، أو الحصة قدراً معيناً من المقرر وانتهى قبل انتهاء الحصة، فحينئذٍ يجيء دور التوجيه، والإرشاد، فيوجههم إلى مافيه الخير في دينهم، ودنياهم، ويدع الكلام اللغو الذي لافائدة فيه.

وكذلك عليه - أي: على الأستاذ- ألا يفرق بين الشريف والوضيع، والقريب والبعيد، والغني والفقير، يجب أن يكون الطلبة عنده سواء؛ لأن المدرس كالقاضي يجب أن يجعل الناس عنده سواء، لايقل: هذا قريبي، أو هذا ابن صديقي، أو هذا ابن الأمير، أو هذا ابن الوزير، أو هذا ابن الرئيس، يجب أن يكون الكل عنده سواء ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا﴾[فصلت:46].

وإني أرشد الأساتذة إلى أمر هام جداً ألا وهو تكوين الشخصية أمام الطلبة،
بمعنى: أن يري الأستاذ الطلبة بأنه له السلطة عليهم حتى يهابوه ويحترموه، وليعلم أن الهيبة إنما تكون من أول وهلة،
بمعنى: أن الأستاذ إذا ضاعت هيبته في أول الأمر فلن يستطيع ردها في آخر الأمر، لكن إذا أرى الطلبة هيبة من أول أمره هابوه، وصار يتحكم فيهم من جهة حضور القلب في الدرس، أو عدم حضوره، ولهذا يبلغنا عن أناس من الأساتذة تهاونوا في أول أمرهم مع الطلبة، ثم عجزوا بعد ذلك عن إدراك مايريدونه من الطلبة، تجد الطلبة يمتهنونهم غاية الامتهان؛ لأنهم لم يروهم هيبةً في أول الأمر، ويقول العوام: "إن الرمح الأول على أول ركزة" إذا كانت الهيبة في قلوب الطلاب من أول الأمر فحينئذٍ يملك الأستاذ الطلاب تماماً.

وإنني أوصي مدراء المدارس والمسئولين عنها من كتاب أو غيرهم: أن يراقبوا، ويتابعوا الدراسة، والعمل بين الأساتذة، وبين الطلاب،
بمعنى: ألا يقولوا نحن نعتمد على الأستاذة فقط، فالأستاذ قد يقصر، تجد بعض الأساتذة ربما يتأخر عن حضور الدوام من أوله، أو يتقدم في الخروج أو ما أشبه ذلك،
المهم أنه على المدراء -مدراء المدارس والمعاهد والعمداء- أن يتابعوا من تحت أيديهم من أساتذة وطلاب وكتاب وغير ذلك؛ حتى يتعاونوا على البر والتقوى.
وأما الإهمال وكون المدير يبقى في مكان إدارته، ولايسأل، ولايبحث، فهذا فيه قصور،
ينبغي للمدير أن يذهب هو بنفسه، ويتفقد الفصول، والطلاب، والأساتذة، ومعاملتهم مع طلابهم، لاسيما إذا كان الأستاذ جديداً حتى يعرف القصور فيه، ويحاول أن يتمم ذلك.

ثم إني أوصي الطلاب - ولاسيما من تقدموا في العلم- بحسن النية والقصد، بأن ينووا بطلبهم العلم إحياء الشريعة، والدفاع عنها، وهداية الخلق، وبيان الحق، حتى يجعل الله في علمهم بركة، وأن يكونوا هم أول من يعمل بعلمهم، حتى لايكونوا من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، أعاذنا الله وإياكم منها.

على طلاب العلم أن يحرصوا على تنفيذ ماعلموه حتى لايضيع عليهم الوقت، وهم بذلك سيحصلون على العلم، فإن من تعلم فعمل ورَّثه الله علم ما لم يكن يعلمه،
ولهذا قيل في الحكمة: "العلم يهتف بالعمل فإن أجاب والا ارتحل"،
ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾[محمد:17]،
وقال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾[المائدة:13].

أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل عامنا هذا عام خير وبركة، وعلم نافع، وعمل صالح، وأن يجعلنا من دعاة الحق وأنصاره،
إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
نبقى مع أسئلة هذا اللقاء وهو الثامن والأربعون...
~ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ৡ~
👍🏻توجيهات عامة في بداية العام الدراسي
۩ الإمامُ ابن عثيمين رحمه الله
● اللقاء الشهري [58/1]
🎧http://binothaimeen.net/upload/ftawamp3/mm_058_01.mp3

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ثم إني أشكر الله سبحانه وتعالى أن يسر العودة إلى هذا اللقاء المبارك بعد الإجازة، وهو اللقاء الذي يتم كل شهر في الجامع الكبير بعنيزة في مساء ثالث سبت من الشهر،
وهذه الليلة ليلة الأحد الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى عام تسعة عشر وأربعمائة وألف.
وأنبه إخواني أنه سيوزع - إن شاء الله - بعد نهاية اللقاء كتيب صغير فيه الأصول الثلاثة وأدلتها، والدروس المهمة لعامة الأمة، وصفة الحج والعمرة، وأذكار اليوم والليلة،
بعد انتهاء اللقاء - إن شاء الله تعالى -.
أقول: إنه كان من المقرر أن نستمر في الكلام على المعاملات، لكن نظراً لاستقبال العام الدراسي الجديد، لعل من الأحسن أن نتكلم حول هذا الموضوع.
فأقول: إن الله سبحانه وتعالى جعل أهلينا أمانةً عندنا، وأوجب علينا رعايتهم، وقال عزَّوجلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[التحريم:6]،
وقال نبينا محمدﷺ: ((الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته)).
ومن السائل له؟ السائل له هو الله عزَّوجلَّ، وذلك يوم القيامة حين لايجد مفراً من السؤال.
وإن الواجب على الرجل في أهله من زوجات وبنين وبنات وغيرهم أن يتفقد أحوالهم؛ لأنهم مهما كانوا فهم معرضون للخطر، والإهمال، والغفلة،
ولأنه إذا صار يراقبهم ويتابع أحوالهم، حصلت بينه وبينهم الألفة والتقارب،
وأكثر الناس اليوم - وأستغفر الله إن قلت أكثر - مهملون لأولادهم من البنين والبنات، لايسأل الابن: أين ذهب؟ ولا من صاحبه؟ ولا من صديقه؟ ولا ماذا عمل في واجباته الدراسية؟ 👈🏻وهذا خطأ.

* حث الطلاب على الاجتهاد وعدم الإهمال.
وعلى الطالب أن يجتهد في ابتداء الدراسة من أول العام؛ لأنه إذا ترك الاجتهاد في أول العام تراكمت عليه المعلومات وعجز عن هضمها في المستقبل،
لكن إذا كان يأخذ كل درس في حينه، ويراجعه، ويتمهل فيه؛ سهل عليه في آخر العام أن يراجعه؛
لأن الدرس قد رسخ في ذهنه فتسهل عليه المراجعة وتكون النتيجة طيبة،
أما إذا أهمل وتمنى على الله الأماني وقال: الوقت أمامي طويل ونحن في أول السنة؛ فإنه سيضيع عليه الوقت، وسيعجز في آخر الأمر عن هضم العلوم.
وليعلم أنه ليس المقصود من التعلم أن يحمل الإنسان بطاقة شهادة!!
👈🏻المقصود من التعلم: هو إدراك العلم،
أما هذه البطاقة فهي وإن كانت ميزاناً ظاهراً في عصرنا لكنها لاتفيد الإنسان شيئاً،
هذه واحدة خلاصتها: أني أحث الشباب المتعلمين على أن يتداركوا أمرهم من أول السنة، وأحث أولياء أمورهم على مراقبتهم والنظر في أحوالهم ومن أصدقاؤهم؟ وإلى أين يذهبون؟ ومتى يرجعون؟

* معرفة الطالب أن ثمرة العلم العمل.
ثانياً: ماهي ثمرة العلم؟
👈🏻ثمرة العلم العمل، وعلم بلا عمل فالجهل خير منه،
فلابد من العمل بما علم الإنسان وإلا أصبح الجاهل خيراً منه،
فمثلاً: إذا علمنا أنه يجب على الإنسان أن يصلي الصلوات مع الجماعة إن كان رجلاً، وأن يكون أداء الصلاة بحضور قلبه وتدبره لما يقوله ويفعله وجب علينا أن نطبق هذا؛ لأن ذلك هو الثمرة،
إذا علمنا أن بر الوالدين واجب - الأم والأب - فالواجب أن نقوم ببرهما، يعني: بالإحسان إليهما بالقول، والفعل، والمال، بكل مايسمى براً؛ لأن بر الوالدين بعد حق الله تعالى كما قال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾[النساء:36]،
وقال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾[الإسراء:23]،
وقال الله تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾[لقمان:14].
🚫وليعلم أن العقوق من أكبر الكبائر؛ لقول النبيﷺ: (("ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين". وكان متكئاً فجلس فقال: "ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور". وما زال يكررها حتى قالوا: ليته سكت)).
ثم ليعلم -أيضاً- أن الإنسان إذا بر بوالديه برَّ به أبناؤه وبناته؛ لأن البر -كما يقول العامة- أسلاف،
من بر بوالديه بر به أولاده، وهذا جزاء عاجل، والجزاء الآجل عند الله أعظم وأبقى.

* احترام المدرسين وتوقيرهم.
ثالثاً: إذا علمنا أن الواجب القيام بحقوق المدرس فلنطبق هذا،
لنحترم المدرس حتى يحترمنا، وكثير من الطلاب لايحترمون الأساتذة، ويسخرون منهم، وتجد المدرس يدرس والطالب غافل يعبث في دفتره، يعبث في الماسة، يكلم صاحبه، يضع رأسه على الماسة وينام،
👈🏻كل هذا ينافي الأدب.
فالواجب على الإنسان أن يحترم المعلم؛ لأنه مربٍّ موجه،
كما أن الواجب على المدرس -أيضاً- أن يراعي شعور الطلاب، بحيث يتنزل معهم ويناقشهم، ولايعنف عليهم، ويبذل لهم صدق المقال، ولايظهر أمامهم إلا بالأخلاق الفاضلة؛ لأن التلميذ يكتسب من أخلاق معلمه، أكثر مما يكتسب من أخلاق أمه وأبيه.
وإن بعض المدرسين يهمل هذا الجانب، فتجده يحضر إلى الطلاب ولايبالي بهم، وكأنهم أمامه بَهْمٌ، وإذا قام أحد يسأل سؤال استرشاد قمعه وقال: اجلس. ولايمكن الطلاب من المناقشة معهم؛ لأنه يخشى إن ناقشوه أن يكون فاشلاً؛ إذ أنه لم يُحضِّر ولم يهتم،
وهذا خطأ وخيانة للوظيفة التي هو فيها،
فالواجب أن يكون أمام الطلاب على وجه مرضي مقبول، حتى ينتفعوا من علمه إذا كان لديه علم.

* مراقبة الوالد لابنته عند الذهاب إلى المدرسة.
وإن من المهم -أيضاً- ولاسيما بالنسبة للبنات أن يراقب الإنسان كيف تذهب ابنته إلى المدرسة؛
فإن بعض البنات تجدها تطلب من أمها أحسن الثياب وأجملها، وكلما ظهرت موضة قالت لأمها: اشتريها لي؛ حتى تماري بذلك زميلاتها، وهذا خطأ عظيم،
وكنت أظن أن نظام الرئاسة توحيد اللباس، وإذا كان هذا نظامها فالواجب الأخذ به ولايجوز أن يتعداه الإنسان؛
💡لأن ولاة الأمور إذا أمروا بأمر ليس فيه معصية لله ورسوله، فالواجب على الأمة اتباعه؛ لقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء:59].
ومن المهم أن ينظر من الذي يذهب بابنته، أو أخته إلى المدرسة،
💡فإنه لابد في ركوب المرأة مع السائق أن يكون معهما إما امرأة، وإما محرم،
فلا يجوز للسائق أن يخلو بالمرأة؛ لقول النبيﷺ: ((ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)).
وما ظنك باثنين الشيطان ثالثهما؟
بعض الناس يتهاون في هذا الأمر تهاوناً كثيراً، حتى إني سمعت أن بعضهم يركب ابنته الشابة مع السائق الذي ليس بمحرم لها، ثم إذا قارب باب المدرسة نزلت وذهبت، وكأنها لم تأت وحدها مع السائق!!
﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ﴾[النساء:108] يخافون الناس ولايخافون الله!
وخطر هذا عظيم لاتستهن به، لا تقل: نحن في أمان، لاتقل: هذا الرجل -الذي ليس من محارمها- رجل مأمون، فاثنان ثالثهما الشيطان ليس بينهما أمان.
لذلك أرى: أنه إذا كان هناك من يحمل البنات، أو المدرسات، لايركب معه امرأة وحدها أبداً؛ لأن ذلك خلوة محرمة، ولكن تركب اثنتان فلا بأس،
فإذا قال: كل امرأة في بيتها كيف تركب امرأتان؟
نقول: الحمد لله، إذا كانت المرأتان متقاربتين في البيوت تأتي إحداهما إلى الأخرى وتركبان مع السائق اثنتين، هذا إذا لم يكن مع السائق أحد من النساء من محارمه، فإن كان معه أحد من النساء من محارمه فهذا كاف.

أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العام عام خير ورشد، وهدى وصلاح للآباء والأمهات، والأبناء والبنات،
إنه على كل شيء قدير.

ونأتي الآن إلى دور الأسئلة ونرجو الله أن يوفق فيها للصواب ...
~ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ৡ~
سلسلة كاملة/ بدعة الاحتفال بذكرى المولد النبوي - الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
•••••••• *مراقبة الله* ••••••••

الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله
2024/09/27 07:31:41
Back to Top
HTML Embed Code: