Telegram Web Link
{ نظم شبهات المرجفين على شيخنا الناصح الأمين}
بالحـــمد لله النظام أبتدي.....والشكر للمولى العظيم الصمد
ثم صـــلاة الله تغشى أحمد.....وآله وصـــحبه أل الهدى
ما طار طير في السما وما جرى.....نهر وما العين على الدنيا ترى
وبعــــد لا شك بأن العلما....قد حصهم بالفضل رافع السما
وأنه مـــن دون شك أو مرا.....عليهمُ يحــــرم جزماً يُفترى
وأن مـــن يطعن فيهم يطعن.....في الدين هـــذا واضح وبيِّن
ومـــن خيار العلما في عصرنا.....يحيى الحجوريِّ الهــمام شيخنا
فكم عليه كَــــذَب الحساد.....وألَّبوا وحــــرَّشوا وكادوا
ولفَّـــــقوا ياصاحبي وبتروا.....وفضـــل دماج البغاةُ أنكروا
وأكــــذب القوم بلا امتراءِ.....طفل عبيد حامــــل الحذاءِ
غِمرٌ سفيهٌ كاذبٌ وجاهـــلُ.....ملــــــبِّسٌ محرِّفٌ وسافل
ذاك البصيري عـرفات البرمكي.....ليس له لا شــك من عقل زكي
لم يتـــق الرحمــن فيما ينقله.....مـــن كــذب وربنا سيسأله
فكم ليحيى الشيـــخ قولاً بتره.....وفي العباد دون خـــوفٍ نشره
وكم نرى قـــولاً لشيخي حرَّفه.....من قال عنه خائنٌ قــــد أنصفه
وقد هجـــوتُ الغِمر في قصيدة.....طيبة جميلة مـــــــــفيدة
وذا نظام ما به يلبِّـــــــس.....وكـــــل حينٍ عند شيخٍ يجلس
فأستـــعين الله في البـــدء بما.....أشـــرت فلتدعوا لمن قـد نظما
في ذكــــر ما للشيخ يحيى يُنسب.....والله نرجـــــوا أجرنا ونطلب
مِــن ذاك أن الشــر يا ذا يُنسب.....إلى الرســول لا مــرا قد كذبوا
ما قال هـــــــذا شيخنا وإنما.....هــــذا افتراء عرفات ذي العما
وأن قـــول المصطفى لا يُقـــبل.....إلا بحــــجة كذا قـــد نقلوا
والشيخ جــزماً دون شكٍ أنــكره.....وغــير هـــذا الإفترا ما أكثره
وعنــد عثمان التقيُّ بـــــدع.....يا قـــــوم توبوا للإله وارجعوا
فكـــم وربي شيخنا الفذ سُمــع.....يقــول ما في في الصحاب مبتدع
ومـــن فِراء الماكرين الفـــجرة.....وشبـــه المرضى الشواذ المنكرة
بأن شيخي قـــد رمى الصـــحابه.....بقتـــلهم عثـمان ذي الإصابه
حاشاه شيخي الفـــذ يوماً يطــعن.....في صـحب خــير الخلق أو يمتهن
ولم يقـــــل في الأقرع الصـحابي.....قولاً يشين فاستمـــــع صوابي
ونحن أيضاً نُلفه يُكــــــــرِّر.....بأن مــــن سبَّ الصحاب يكفر
كــفراً صريحاً دون ما تفــــصيل.....هـــــذا كلامٌ جا به الدليل
ما فصَّــــــل الطعن سوى الإمام.....هـــــل عندكم عليه من كلام
هـــــذا ومنها أن شيخي يفـرح.....بمـن له في العالمين يمـــــدح
ما كان والرحمن هــــــذا طبعه.....فـــــكم أتانا زجره وقمعه
إذا مـــدحناه بما فيــــــه وما.....يـــرضى بمدحٍ طبعُ خير العلما
وأنه يا صاحبي يقـــــــــول.....أن الذي يقــوله الرســـول
معظمه وحيٌ وحتماً لم نــــــره....قال بهذا القـــول جزماً أو يره
بل قال يا ذا إن كــــــل السنةِ.....وحيٌ مــــن المولى عظيم المنةِ
لا يقبلن نصيحةً مــــــن أحـد.....وذا افـتراءٌ والإله الصـــمد
فما عــــــرفنا الشيخ إلا منصفا.....وقابـــلا للنصح دون ما خفا
وأنه فظٌّ غــــــليظٌ وشـــديد.....وذا كــلامٌ لم يقــل به رشيد
بل شيخنا سهــــــلٌ قــريبٌ ليِّنُ.....وذا نـــــراه واضحٌ وبيِّن
لكنه لله دوماً يغــــــــــضب.....وناصحٌ معلِّـــــمٌ مؤدِّب
وأنه يُـــــــــلزم بالتقــليد له....وذا وربي شيخنا ما فــــعله
بـــــــــل يكره القليد والعصب.....ومــــن يقل بغير هذا كذبا
وغير هـــــــــذا من فِرا وشُـبهِ.....لعــرفات البرمكي ذي السفهِ
تمت بفــــــــضل الله ليلة الأحد.....أبياتها خمســون بيتاً في العدد
وكان هـــــــذا في جماى الأولى.....لعشــرة واثنين فضل المولى
وفي الختام أسأل المـــــــولى العلي.....بفضــله للأجر أن يكتب لي
والحــــــــــمد للهِ على الختامِ.....كما بــــدأنا أول النظام

كتبها/ أبو عمران عاصم بن أحمد البيطار العتمي
ليلة الأحد/12
*الدعوة إلى التقارب بين أهل السنة والحزبيين دعوة فاشلة*

فضيلة الشيخ المحدث الناصح الأمين (يحيى بن علي الحجوري) حفظه الله تعالى.

¤ قبل أكثر من خمس سنوات تقريبا ¤

قال الشيخ يحيى حفظه الله ورعاه: الدعوة إلى تقارب السلفيين مع الحزبيين فاشلة، يبلغ الشاهدُ الغائبَ ؛ من علمناه حزبيا فإنه نقول عنه حزبي، وأما الدعوة إلى التقارب من السلفيين إلى الحزبيين وخلاص ومكان أنتم أخوة ومابينكم شيء،
كيف مابينكم شيء؟
أربع سنين وهم يدوكون على صدر الدعوة، ويفرقون الشباب، ويضيعون الأوقات، ويبيّعون البيوت، ويحذرون، وينفرون، ويسبون، ويشتمون، ويضللون، ويبدعون، وينكرون، وكذلك يزهدون في الخير، ويحثون على الدنيا، وما إلى ذلك، كل هذا نسيا منسيا؟
هذا كلام فارغ، صفر على الشمال، لا يدعو إليه إلا مخذول، ولايقره إنسان عرف هذا وعنده غيره على السنة، فاشل: الذي يدعو إلى هذا سيتعب، صحيح والله، يتعب، يهرول، يجري، ومرد الناس إلى الحق، قلوا أو كثروا، زادوا أو نقصوا،
*الدعوة إلى تضييع الشباب لايجوز* ، هذه دعوة إلى تضييع شباب أهل السنة الذين تربوا على السنة الصحيحة النافعة، شباب وشيبان، لكن غالبا ما يكون هذا من الطائشين، وأما العقلاء ربما عندهم تأنّي، *إنما السبيل لهؤلاء الضايعين النصح فقط، إن قبلوه بها ونعمت، وإن ما قبلوه ضروا أنفسهم، غير هذا تضييع جهود*

✍🏻 أبو المجد بن محمد
ليلة الأربعاء ١٧ صفر ١٤٤١ من الهجرة

*إذا فسد العالم أفسد معه غيره وكان ضرره أكثر من فساد الجاهل*
*من الدرس الرابع من شرح تائية أبي إسحاق الألبيري، لشيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه*

*إذا ما لم يفدك العلم خيرا * * * فخير منه أن لو قد جهلتا*
يشير بهذا على أنه إن لم يستفد من العلم خيرا وتدينا لله سبحانه و تعالى واستقامة على شرع الله، ونفعا لنفسه وللمسلمين بما هو من معاني كلمة خير،
فخير منه أن قد جهلت، بمعنى: أنك في عداد الجاهلين، بل إن الجاهل قد يكون معذورا وأنت لست معذورا، وهكذا الجاهل، ليس ممقوتا على أفعاله عند الناس لجهله، فلو فعل الجاهل فعلةً ذميمة وفعل العالم نظيرها لصاح الناس على العالم أكثر من صياحهم على الجاهل، واعتبروا ذلك من العالم، بمالم يعتبروه في حق الجاهل، وهكذا إذا لم يستفد من العلم فهو كالعادم للعلم، فمن لم يستفد من علمه شيئا فهو كالجاهل، بل إن الجاهل أصليا بغير ما يتعلم، ماكان تعب في العلم ثم صار العلم حجة عليه، أما هذا فتعب وصار أسوأ حالا من الجاهل، وقد قال الله عز وجل ( فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) أي: صار الشيطان متبعا له أكثر، قال تعالى( واتل عليهم نبأ الذين ءاتيناه ءاياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين )
وقال صلى الله عليه وسلم " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ "
وقد لا يكون هذا الجدل عند الجاهل، يكون هذا الجدل بنصرة الباطل عند من قد اهتدى ثم زاغ، ويتبعه الشيطان أكثر من غيره، وعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ " سنن الدارمي.
فالعالم الذي يضل، والذي لا يستفيد من علمه يحمل من أوزاره وأوزار غيره، والجاهل يحمل وزره، قال الله عز وجل ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون )
والعالم الذي يضل غيره أيضا يُتبرأ منه يوم القيامة، قال تعالى ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ¤ وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار )
وممن تسعر بهم النار: من أوتي القرآن وأوتي العلم فصار حجة عليه ويندلج أقطاب بطنه ويجتمع به أهل النار من جهال وغيرهم، ويقولون: مالك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر، قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه، ومعناه أنه يتعجب منه جٌهّال الناس إذا صار إلى هذا الحال، ويلجم بلجام من نار، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". سنن أبي داود
وقال سفيان بن عيينه فيما نقله شيخ الإسلام: من فسد من عبادنا ففيه شبه بالنصارى، ومن فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود،
ومن تلك الأمثلة وتلك الحكم أيضا:
يامعشر القراء يا ملح البلد ***
من يصلح الملح إذا الملح فسد.
فالجاهل قد ربما يأتي إليه العالم فيصلح من شأنه إن شاء الله، أما العالم إذا فسد فإنه يفسد ويفسد غيره قال تعالى( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) المائدة
فيصير حاله أسوأ من حال الجاهل من عدة وجوه،
فخير منه أن لو قد جهلتا: وليسمعناه مدح الجهل، فالجهل شر على الإنسان من حيث أنه أستعيذ منه ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) وأضراره معروفه، ولكن المقصود؛ أن علما لم تنتفع به عداده في عداد الجُهّال، بل هو أسوأ حالا ،قال تعالى(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) الفرقان

✍🏻 أبو المجد بن محمد
ليلة الخميس ١٨ صفر ١٤٤١من الهجرة

🕋 مجموعة الطلاب بمكة 🕋
بحث نفيس لشيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله مأخوذ من منتقى ابن الجارود رحمه الله
غاص فيه شيخنا كعادته في دقائق المسائل الفقهية والحديثية وآثار السلف
وخلص إلى ترجيح رفع اليدين في جميع تكبيرات الجنازة متراجعا حفظه الله عما كان قد رجحه في " جامع المسائل والترجيحات"
لظهور الترجيح في المرجوح
وصحة الأثر عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم في رفع اليدين في كل تكبيرة من تكبيرات الجنازة
ولا يعلم لهما مخالف من الصحابة
والصحابي عند القاعدة المعروفة كلامه أو فعله حجة
بشرطين:
الأول: مالم يخالف النص
الثاني : مالم يوجد له مخالف من الصحابة
وهذه القاعدة متوفرة في أثر هذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهم
فدونك أخي هذا البحث الذي هو في غاية النفاسة
من شيخنا وحبيبنا الجليل يحيى الحجوري حفظه الله
كتبه: أبو عبدالرحمن عبدالعزيز العبدلي عفا الله عنه
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
من درسنا في منتقى ابن الجارود رحمه الله، هذا ما ترجح عندنا في:
رفع اليدين في الصلاة على الجنازة.
حاصله: أنه قد نقل الإجماع على رفع اليدين في أول تكبيرة من الصلاة على الجنازة، قال ابن المنذر في الأوسط (5/468): أجمع عوام أهل العلم على أن المصلي على الجنازة يرفع يديه في أول تكبيرة يكبرها.
وقال ابن رشد في بداية المجتهد (1/171): وأجمع العلماء على رفع اليدين في أول التكبير على الجنازة.
وقال ابن قدامة في المغني (2/366): أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْمُصَلِّيَ عَلَى الْجَنَائِزِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ يُكَبِّرُهَا.
ومستند هذا الإجماع:
مثل حديث مَالِكَ بْنَ الحُوَيْرِثِ رضي الله عنه أنه «إِذَا صَلَّى كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ يَدَيْهِ»، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ هَكَذَا أخرجه البخاري (737) ومسلم (391).
وحديث ابن عمر كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا قَامَ لِلصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ كَبَّرَ. أخرجه البخاري (736) ومسلم (390)
وحديث وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ، أخرجه مسلم (401).
وهذا شامل لصلاة الجنازة وغيرها من الصلوات.
ثانيا: أن هذا الرفع في تكبير الجنازة وغيرها من الصلوات مستحب وليس بواجب.
وقد نقل الإجماع على ذلك، قال ابن المنذر في الأوسط (3/137): أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ ﷺكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِنَّ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَرْفَعَ الْمَرْءُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ.
قال النووي في شرح المهذب (3/251): وأجمعت الأمة على استحباب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام ، ونقل ابن المنذر وغيره الإجماع فيه..
وتعقبه ابن العراقي رحمه الله في طرح التثريب (2/223) فقال: وفي حكاية هذا الإجماع نظر.. وحكى أن بعضهم قال بوجوب رفع اليدين في تكبيرة الإحرام.
قلت: وعلى تقدير أن الإجماع على استحباب ذلك غير منضبط فهو قول أكثر أهل العلم وجماهيرهم.
وبعد هذا اختلف العلماء في رفع اليدين في صلاة الجنازة، وحاصل الخلاف على قولين؛ بعد إجماعهم على رفع اليدين في التكبيرة الأولى من تكبيرة الجنازة.
القول الأول: قول من قال لا ترفع الأيدي في التكبير على الجنازة إلا في التكبيرة الأولى
واحتجوا بحديثين: أحدهما حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أخرجه الترمذي (1077) والدارقطني (2/75) رقم (1813) وأبو يعلى (5851) من طريق أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ: كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ، وَوَضَعَ اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى.
ومدار سنده على يزيد بن سنان الرهاوي قال الإمام الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.
وقال البيهقي في الصغرى تحت (491) بتحقيقنا: وهو مما تفرد به يزيد بن سنان الرهاوي.
قلت: ويزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ضعيف، قال النسائي متروك، وقال مرة: ليس بثقة، وقال أبو داود وابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد وابن المديني ضعيف كما في ترجمته من التهذيب.
على ان هذا الحديث لو ثبت فلا صراحة فيه أنه لم يرفع يديه إلا في التكبيرة الأولى فقط ولا يرفع بعدها كما يلاحظ من لفظه.
الحديث الثاني صريح:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عَلَى الْجِنَا
ْتَلَفُوا فِيمَا سِوَاهَا، كَانَ حُكْمُ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حُكْمَ مَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ.
وقال النووي في المجموع (5/185): السنة أن يرفع يديه في كل تكبيرة من هذه الأربع حذو منكبيه.
وبهذا قال ابن قدامة في المغني وغيرهم كثير.
والحمد لله رب العالمين
كتبه أبو عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري
بتاريخ 20/3/1438هـ
زَةِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ ثُمَّ لَا يَعُودُ».
أخرجه الدارقطني (1814) والعقيلي في ترجمة الفضل بن السكن من كتابه الضعفاء (3/347) من طريق عُبَيْدُ اللهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ , ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ , عَنِ الْفَضْلِ بْنِ السَّكَنِ , حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ , ثنا مَعْمَرٌ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فذكر الحديث.
وسنده ضعيف جداً فيه الحجاج بن نصير مترجم في التهذيب والميزان قال ابن المدينى: ذهب حديثه، و قال أبو حاتم : منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، ترك حديثه ، كان الناس لا يحدثون عنه، وقال البخارى: يتكلمون فيه، وقال في موضع آخر: سكتوا عنه، وقال النسائي: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه، وقال العقيلي: أدخل في حديثه ما ليس منه فترك.
والفضل بن السكن قال العقيلي: لا يقيم الحديث، وهو مع ذلك مجهول، وقال الذهبي فيا

لميزان لا يعرف وضعفه الدارقطني.
وقد خالفه إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ عند العقيلي فرواه عن هشام بن يوسف عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ «كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى ثُمَّ لَا يَرْفَعُ بَعْدُ»، وتابع هشام بن يوسف على هذه الطريق عبد الرزاق في المصنف (3/470) وعنه العقيلي في الضعفاء بالرقم السابق.
وفي إسناده شيخ معمر مبهم، وسيأتي عن ابن عباس خلافه.
وأخرج عبد الرزاق عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: بَلَغَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَ ذَلِكَ أي مثل قول ابن عباس. وهذا أيضا ضعيف لانقطاعه.
فعلم بما سبق أنه لم يثبت للقول بأنه لا يرفع إلا في الأولى حديث، كما لم نر له أثرا ثابتا عن صحابي.
أما آثار من بعد الصحابة وأقوالهم فجاء:
عن سويد بن غفلة وهو صحيح.
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11508) حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ نِفَاعَةَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سُوَيْدٌ «يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا، فَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ».
وأبو أسامة وعبد الواحد إمامان ثقتان، ونفاعة بن مسلم مترجم في الجرح والتعديل (8/511) قال أبو حاتم لا بأس به، ووثقه ابن معين؛ فالأثر إلى سويد بن غفلة صحيح.
الأثر الثاني عن إبراهيم النخعي حسن.
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11504): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ «إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فَكَبَّرَ، ثُمَّ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيمَا بَقِيَ، وَكَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا».
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (1/363) فقال حدثنا الوليد بن عبد الله به؛ وهذا إسناد حسن؛ الوليد بن عبد الله وثقه ابن معين، و قال أبو زرعة: لا بأس به، و قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الإمام أحمد وأبو داود: ليس به بأس، قال الحافظ صدوق يهم. اهـ فهو حسن الحديث
حسن الحديث كما في ترجمته من التهذيب.
الأثر الثالث: عن الحسن بن عبيد الله؛ صحيح.
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11505): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ «يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ عَلَى الْجِنَازَةِ». وسنده صحيح.
ولم أر في مصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق وجزء رفع اليدين للإمام البخاري سوى هذه الثلاثة الآثار ثابتة، أما ما لا يثبت فمنها.
أثر عبد الله بن عمر
وقال محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (1/362)
اُخْبُرْنَا مُحَمَّد بن ابان عَن عبد الْعَزِيز بن حَكِيم الْحَضْرَمِيّ قَالَ رأيت عبد الله بن عمر اذا صلى على الْجِنَازَة رفع يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَة الاولى وَلَا يرفع فِي غَيرهَا.
ومحمد بن أبان بن صالح شيخ محمد بن الحسن ضعيف؛ وهذه الرواية إلى ابن عمر منكرة، وصح عنه خلاف هذا كما سيأتي.
وأثر أبان بن عثمان
أخرجه البخاري رحمه الله في رفع اليدين (109) فقال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو معشر يوسف البراء عن موسى بن دهقان قال رأيت أبان بن عثمان يصلي على الجنازة يرفع يديه في أول تكبيرة، وموسى بن دهقان ضعيف.
أما سفيان الثوري
فقد عزى هذا القول إليه الترمذي في جامعه تحت (1077) بغير إسناد وقد قال في علله الصغير: فما كان فيه من قول سفيان الثوري فأكثره ما حدثنا به محمد بن عثمان الكوفى حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان.
ومنه ما حدثني به أبو الفضل مكتوم بن العباس الترمذي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابى عن سفيان.
وعليه: فإن كان الترمذي رواه عن الثوري من الإسناد الأول فهو صحيح، وإن كان بالإسناد الثاني فشيخه العباس قال الذهبي في الميزان لا يعرف. وقد ذكر هذا عن الثوري ابن المنذر في الأوسط (5/470) بغير إسناد، ولم أقف له على إسناد، ولا تميز لنا من أي الإسنادين رواه الترمذي فيتوقف في الحكم بثبوته.
وقد عزى الطحاوي
إليه قولا آخر يوافق الجمهور قال رحمه الله في اختلاف العلماء (1/391): قال أصحابنا والحسن بن حي والثوري في إحدى الروايتين لا ترفع اليدين في تكبير الجنازة إلا في الأولى.
وروي عن مالك والثوري أنه يرفع في التكبيرات كلها. اهـ
وأما الإمام مالك فالأقوال عنه مختفلة
فنسب إليه القول بهذا، ونسب إليه القول بقول الجمهور الآتي، ونسب إليه القول بعدم الرفع في تكبيرات الجنازة مطلقا لا في الأولى ولا في غيرها.
قال في المدونة (1/176): قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: لَا تُرْفَعْ الْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ.
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَحَضَرْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ.
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَكَانَ مَالِكٌ يَرَى رَفْعَ الْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَ

ةِ إلَّا فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ.
فهذا القول الأول يوافق قول أبي حنيفة بعدم الرفع إلا في الأولى.
والقول الثاني: كما في المدونة: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَقَالَ لِي مَالِكٌ: إنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَرْفَعَ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرَاتِ الْأَرْبَعِ. اهـ وهذا يوافق قول الجمهور بالرفع في التكبيرات كلها.
ونقل ابن المنذر في الأوسط (5/426) قولا ثالثا عنه فقال: وَحَكَى ابْنُ الْقَاسِمِ: «أَنَّهُ حَضَرَهُ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ، فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ وَلَا غَيْرِهَا». قلت: كذا جاء في المطبوع من الأوسط لابن المنذر مع أنه في المدونة: بلفظ: (فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ) فالله اعلم.
قال ابن بطال في شرح البخاري (3/206): وذكر ابن حبيب عن ابن القاسم أنه لم يكن يرى الرفع في الأولى ولا في غيرها، قال ابن أبى زيد: والمعروف عن ابن القاسم الرفع في الأولى، خلاف ما ذكره عنه ابن حبيب. اهـ. وانظر النوادر والزيادات على ما في المدونة لابن أبي زيد القيرواني (1/589).
وعلى هذا فنسبة ذلك إليه بهذا الحال غير منضبط لا بالقول بالرفع في كل التكبيرات، ولا بالقول بالرفع في أول تكبيرة لاضطراب النقل عنه في ذلك وبهذا يتبين أن عزو بعض العلماء هذا القول إليه بالرفع في كل المواضع غير دقيق، وأن القول عنه بعدم الرفع إلا في الأولى مطلقا غير دقيق لكونه نقل عنه هذا وهذا. وأن هذا التفصيل من أصحاب مالك هنا أدق فهو قول متجاذب.
وأشهر القائلين بأنه لا يرفع إلا في التكبيرة الأولى هو أبو حنيفة رحمه الله:
قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني في كتاب الحجة (1/362) بَاب رفع الْيَدَيْنِ فِي صَلَاة الْجِنَازَة، وَقَالَ أبو حنيفَة رَحمَه الله لَا يرفع يَدَيْهِ الا فِي التَّكْبِيرَة الأولى.
وجاء في كتابه الأصل (1/428): قلت فَكيف الصَّلَاة على الْمَيِّت قَالَ إِذا وضعت الْجِنَازَة تقدم الإِمَام واصطف الْقَوْم خَلفه فَكبر الإِمَام تَكْبِيرَة وَيرْفَع يَدَيْهِ وَيكبر الْقَوْم مَعَه ويرفعون أَيْديهم ثمَّ يحْمَدُونَ الله تَعَالَى ويثنون عَلَيْهِ ثمَّ يكبر الإِمَام التَّكْبِيرَة الثَّانِيَة وَيكبر الْقَوْم وَلَا يرفعون أَيْديهم...
وقال القدوري في التجريد (1/1111) وهو من أوسع كتب الحنفية: قال أصحابنا: يرفع يديه في التكبيرة الأولى من صلاة الجنازة ثم لا يرفع، أي في غيرها.
قلت: ومن المعلوم أن أبا حنيفة رحمه الله لا يرى رفع اليدين في سائر الصلوات إلا في التكبيرة الأولى، وقوله هنا جار على أصله في جميع الصلوات، وقد توالى رد الأئمة وانكارهم عليه في ذلك لمخالفته لعدد من الأدلة في رفع اليدين في الصلاة في ثلاثة مواضع بعد تكبيرة الإحرام. اهـ وجرى على قوله هذا هنا.
وبهذا قال ابن حزم في المحلى (مسألة 573):
قال: وَلَا تُرْفَعُ الْأَيْدِي إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ فَقَطْ، وقال في ص: (128) من هذه المسألة: وَأَمَّا رَفْعُ الْأَيْدِي فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ رَفَعَ فِي شَيْءٍ مِنْ تَكْبِيرِ الْجِنَازَةِ إلَّا فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ فَقَطْ، فَلَا يَجُوزُ فِعْلُ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ عَمَلٌ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَأْتِ بِهِ نَصٌّ، وَإِنَّمَا جَاءَ عَنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: أَنَّهُ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، وَلَيْسَ فِيهَا رَفْعٌ وَلَا خَفْضٌ؟ وَالْعَجَبُ مِنْ قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ: بِرَفْعِ الْأَيْدِي فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ( ) وَلَمْ يَأْتِ قَطُّ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَنْعِهِ مِنْ رَفْعِ الْأَيْدِي فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ.
وتبع ابن حزم على ذلك العلامة الشوكاني في نيل الأوطار (4/71) تحت رقم: (1429) فقال:
وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِي غَيْرِ ا
جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] فَوَجْهُ الدَّلَالَةِ أَنَّ الله تَعَالَى أَثْنَى عَلَى مَنْ اتَّبَعَهُمْ.. الخ تلك الأدلة التي سردها هناك.
وقال العلامة العثيمين رحمه الله أما إذا كان الصحابي من الفقهاء المعروفين بالفقه فإن قوله حجة بشرطين:
الشرط الأول:
ألا يخالف قول الله ورسوله؛ فإن خالف قول الله ورسوله وجب طرحه والأخذ بما قال الله ورسوله. قال ابن عباس رضي الله عنهما: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر و عمر( ) ، وقال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ [النور:63] أي: عن أمر الرسول ﷺ: أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] قال الإمام أحمد : أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك؛ لعله إذارد

بعض قول الرسول أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك، نسأل الله العافية.
الشرط الثاني:
أن لا يخالف قول صحابي آخر؛ فإن خالف قول صحابي آخر وجب النظر في الراجح؛ لأنه ليس قول أحدهما أولى بالقبول من الآخر، ولكن ننظر في الراجح، فإذا كان أحد المختلفين أدنى من الآخر في الفقه في دين الله قدم الأعلم،
وهو مقتضى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) فقدم أولاً سنته؛ لأن سنته ﷺ مقدمة على كل شيء. مثال ذلك: ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه إذا كان في حج أو عمرة قبض على لحيته وقص ما زاد عن القبضة، فهذا في ظاهره مخالف لقول الرسول ﷺ: (وفروا اللحى وحفوا الشوارب)، ففعل ابن عمر هنا لا يحتج به على عموم قول الرسول ﷺ؛ لأن قول الرسول مقدم على فعل ابن عمر.. الخ اهـ من سلسلة لقاءات الباب المفتوح(59)
قلت: وعلى نظير ذلك قام اعتقاد السلف على إثبات أن الكرسي موضع قدمي الرحمن وغيرها من المسائل.
وليس في القول الأول دليل، ولا أثر صحابي ولهذا قال أكثر أهل العلم وجماهيرهم بالرفع في كل تكبيرات الجنازة إلا من تقدم ذكرهم في القول الآول؛ وهم : سويد بن غفلة، وإبراهيم النخعي، والحسن بن عبيد الله، وتبعهم أبو حنيفة، ثم أخذ بذلك ابن حزم، والشوكاني، والألباني، وشيخنا مقبل رحمه الله، وأخذت به في جامع الأدلة والترجيحات.
وبهذا البحث رجح لي قول جماهير أهل العلم في المسألة أن الرفع في الأربع التكبيرات كلها من تكبيرات الجنازة أخذا بأثري ابن عمر، وابن عباس الذين لم نر لهما مخالفا، وبهذا القول قال:
2 نافع بن جبير
قال الإمام البخاري في رفع اليدين (110) حدثنا علي بن عبد الله وإبراهيم بن المنذر قالا حدثنا معن بن عيسى حدثنا أبو الغصن قال رأيت نافع بن جبير يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة.
وسنده حسن؛ أبو الغصن هو ثابت بن قيس قال الحافظ في التقريب: صدوق يهم.
3 قيس بن حازم.
قال ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنف (11503): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِمرُ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ: صَلَّيْت خَلْفَ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَلَى جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا , يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.. وأخرجه البخاري في رفع اليدين (108) من طريق عمر به.
و أخرجه عبد الرزاق (3 /6359) من «المصنف»، فقال: حدثنا ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، وهذا سند صحيح؛ فإن سفيان بن عيينة روى عن إسماعيل بن أبي خالد في «الصحيحين»، وإسماعيل ثبت في قيس.
4 مكحول الشامي:
قال الإمام البخاري رحمه الله في رفع اليدين (112) حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا زيد بن حباب حدثنا عبد الله بن العلاء قال: رأيت مكحولا صلى على جنازة وكبر عليها أربعا ويرفع يديه مع كل تكبيرة
5 محمد بن شهاب الزهري
قال الإمام البخاري في رفع اليدين (114) حدثنا علي بن عبد الله حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة على الجنازة. وأخرجه عبد الرزاق (3/469) عن معمر به وهو صحيح.
6 الحسن البصري:
قال الإمام البخاري رحمه الله في رفع اليدين (118) حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن الأشعث قال : « كان الحسن يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة. وسنده صحيح ابن أبي عدي هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وأشعث هو بن عبد الملك الحمراني.
7 محمد بن سيرين:
قال ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنف (11507) حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلاَةِ ، وَإِذَا رَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ , وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ عَلَى الْجِنَازَةِ. وسنده صحيح ابن عون هو عبد الله بن عون.
8 عطاء بن أبي رباح
قال ابن أبي شيبة في المصنف (11500) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْب
ِيرَةٍ وَمَنْ خَلْفَهُ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ.
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (3 /رقم 6358) عن ابن جريج به، وسنده صحيح؛ فإن ابن جريح أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح، فعنعنته عنه لا تضر، قال: لزمت عطاء سبع عشرة سنة، كذا في «التهذيب» لابن حجر.
9 ولإمام أحمد بن حنبل
ذكره أبو داود في ( مسائل الإمام أحمد) (217 ) قال: ورأيت أحمد يرفع يديه مع كل تكبيرة علي الجنازة إلي حذاء أذنيه، وانظر مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (518) فقال: سألت أبي عن الصلاة على الجنازة قلت لابي يرفع يديه مع كل تكبيرة قال نعم روي ذلك عن ابن عمر.
10 الشافعي:
قال في ( الأم) : ويرفع المصلي يديه كلما كبر علي الجنازة للأثر والقياس علي السنة في الصلاة . وقال : وعلي ذلك أدركنا أهل العلم ببلدنا .
ومن الآثار الضعاف في ذلك:
أثر عمر بن الخطاب
قال ابن المنذر في الأوسط (4/282) حدثنا موسى بن هارون، قال: ثناأبي

قال : ثنا إسحاق بن عيسى ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي زرعة اللخمي ، قال : كان عمر بن الخطاب يرفع يديه في كل تكبيرة من الصلاة على الجنازة ، وفي الفطر والأضحى.
وأخرجه البيهقي في الكبرى (3/293) وقال: وهذا منقطع؛ قلت: وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
وأبو زرعة اللخمي لم أجد من ذكره سوى العجلي في معرفة الثقات (2/403) وقال: مصري تابعي ثقة ، وذكره ابن العديم في تاريخ حلب (10/4455) وقال: كان مع مسلمة بن عبد الملك حين غزا القسطنطينية وكان من وجوه عسكر مسلمة.
وموسى مولى زيد بن ثابت
قال الإمام ابن أبي شيبة في المصنف (11501): حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ نُعَيْمٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْك فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ مِنَ الْجِنَازَةِ.
وموسى بن نعيم هذا لم نجد له ترجمة. وداود بن قيس هو الفراء ثقة، غير أني ما رأيت له رواية عن موسى هذا في «تهذيب الكمال».
وعمر بن عبد العزيز
قال ابن أبي شيبة (11499) حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ أَنَسٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ من تكبير الْجِنَازَةِ. واخرجه البخاري في تاريخه الكبير (7/104) وفي إسناده غيلان بن أنس مجهول، قال بن معين كما في «التهذيب»: ليس يروي عنه غير الأوزاعي، وقال الحافظ في «التقريب»: مقبول.
سالم مولى ابن عمر
قال ابن أبي شيبة: (11502- حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَالِمًا كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ أَرْبَعًا , يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.
وسنده ضعيف؛ خالد بن أبي بكر: هو ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، روى عن عمْي أبيه؛ سالم، وحمزة، وغيرهما، وعنه معن بن عيسى، وآخرون، وقال البخاري: له عن سالم مناكير.
وهب بن منبه
قال الإمام البخاري رحمه الله في رفع اليدين (113) حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أبو مصعب صالح بن عبيد قال: « رأيت وهب بن منبه يمشي مع جنازة ، فكبر أربعا يرفع يديه مع كل تكبيرة » وفي إسناده صالح بن عبيد قال أبو حاتم : مجهول، وذكر أثره هذا المزي عند ترجمته من التهذيب.
وجاء في المدونة: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْخَطَّابِ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَمُوسَى بْنَ نُعَيْمٍ وَابْنَ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، كَانُوا إذَا كَبَّرُوا عَلَى الْجِنَازَةِ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.
قلت: تقدم تخريج بعض هذه الآثار، والبقية لم أجدها، وبعض من نقل عنهم ابن وهب قد عاصرهم كيحيى بن سعيد القطان فإن ابن وهب توفي سنة (197) وتوفي يحيى بن سعيد بعده بسنة كما في التهذيب.
وأما أثر عروة فذكره الشافعي في الأم بلاغا فقال: وَبَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلُ ذَلِكَ. اهـ ولم أجدهما بإسناد متصل.
قال الإمام الترمذي: رَأَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ من أَصْحَابِ النبي ﷺ وَغَيْرِهِمْ أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ يَدَيْهِ في كل تَكْبِيرَةٍ على الْجَنَازَةِ وهو قَوْلُ بن الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وإسحاق.
واختار هذا القول ابن المنذر في الأوسط (5/469)، فقال: بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ أَقُولُ اتِّبَاعًا لَهُ، وَلَأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا بَيَّنَ رَفْعَ الْيَدَيْنِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ يُكَبِّرُهَا الْمَرْءُ وَهُوَ قَائِمٌ، وَكَانَتْ تَكْبِيرَاتٍ الْعِيدَيْنِ وَالْجَنَائِزِ فِي مَوْضِعِ الْقِيَامِ، ثَبَتَ رَفْعُ الْيَدَيْنِ فِيهَا، قِيَاسًا عَلَى رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي التَّكْبِيرِ فِي مَوْضِعِ الْقِيَامِ، وَلَمَّا أَجْمَعُوا أَنْ الأيدي تُرَفَعَ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ وَاخ
لتَّكْبِيرَةِ الْأُولَى شَيْءٌ يَصْلُحُ لِلِاحْتِجَاجِ بِهِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَفْعَالُ الصَّحَابَةِ وَأَقْوَالُهُمْ لَا حُجَّةَ فِيهَا، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَصَرَ عَلَى الرَّفْعِ عِنْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُشْرَعْ فِي غَيْرِهَا إلَّا عِنْدَ الِانْتِفَالِ مِنْ رُكْنٍ إلَى رُكْنٍ كَمَا فِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَلَا انْتِقَالَ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ.
والعلامة الألباني في كتابه الجنائز فقرة: (75) قال:
ولم نجد في السنة ما يدل على مشروعية الرفع في غير التكبيرة الأولى، فلا نرى مشرعية ذلك، وهو مذهب الحنفية وغيرهم، واختاره الشوكاني وغيره من المحققين، وإليه ذهب ابن حزم، وساق قول ابن حزم السابق.

القول الثاني قول من قال برفع اليدين في كل تكبيرات الجنازة:
حجتهم في ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنه أخرجه الدارقطني في ال

ه ﷺ عق عن نفسه بعد ما بعث، ثم ذكر منها أحاديث أخرى. اهـ
وعباد بن صهيب، مترجم في «الميزان» للذهبي، قال البخاري، والنسائي وغيرهما: متروك.
وكما سبق في القول الأول أنه لم يثبت أن النبي ﷺ لم يرفع في تكبيرات الجنازة إلا في الأولى شيء عنه ﷺ، فكذلك هنا لم يثبت أنه ﷺ رفع في الأربع التكبيرات شيء.
فلم يثبت حديث في ذلك لا نفيا، ولا إثباتا بنص أهل الشأن.
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2696): رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ ثُمَّ لَا يَعُودُ وَإِسْنَادُهُمَا ضَعِيفَانِ وَلَا يَصِحُّ فِيهِ شَيْءٌ.
وقال المباركفوري في شرح الترمذي (1077) لم أجد حديثا صحيحا في هذا الباب.
وقال الموصلي في المغني عن الحفظ والكتاب باب: (36) رفع اليدين في تكبيرات الجنازة قال: ولا يصح عن النبي ﷺ ولا أنه لم يرفع.
وقال الفيروز آبادي في رسالة ما لم يثبت فيه حديث من الأبواب باب رفع اليدين في تكبيرات الجنازة لم يصح فيه شيء، وهكذا قال العجلوني في كشف الخفاء (2/566) وباب رفع اليدين في تكبيرات الجنازة لم يصح فيه شيء.
وقال وتقدم في الفصل قبله نفي ابن حزم والشوكاني والألباني رحمهم الله ثبوت شيء مرفوعا في الباب.
أما آثار الصحابة رضوان الله عليهم:
فصح عن ابن عمر رضي الله عنه
علقه البخاري تحت باب السنة في الصلاة على الجنازة بصيغة الجزم، ووصله ابن أبي شيبة في المصنف (11498): فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ عَلَى الْجِنَازَةِ.
وتقدم سوق بعض طرقه غير هذا عند ذكر المرفوع وبيان رجحان وقفه.
وجاء عن ابن عمر من فعله خلاف هذا ولا يثبت كما سبق في القول الأول.
والأثر الثاني عن ابن عباس
عزاه الحافظ في التلخيص الحبير رقم (2689) فقال: وَقَدْ صَحَّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي تَكْبِيرَاتِ الجنازة رواه سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
قلت: ولم أقف على سنده، وابن حجر إمام في الشأن، مقبول النقل، فهذا أثران صحيحان عن صحابيين جليلين وهما: ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يرفعان في التكبيرات كلها من تكبيرات الجنازة، ولم أر لهما مخالفا من الصحابة، وجماهير العلماء على أن الموقوف على الصحابي إذا لم يخالف دليلا ولم يخالفه غيره من الصحابة أنه حجة.
قال ابن القيم في اعلام الموقعين (2/186): وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ بَلْ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ مِنْ قَلَّدْتُمُوهُ أَنَّ أَقْوَالَ الصَّحَابَةِ حُجَّةٌ: يَجِبُ اتِّبَاعُهَا، وَيَحْرُمُ الْخُرُوجُ مِنْهَا كَمَا سَيَأْتِي..
وقال في (4/92): وَإِنْ لَمْ يُخَالِفْ الصَّحَابِيُّ صَحَابِيًّا آخَرَ فَإِمَّا أَنْ يَشْتَهِرَ قَوْلُهُ فِي الصَّحَابَةِ أَوْ لَا يَشْتَهِرُ، فَإِنْ اشْتَهَرَ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الطَّوَائِفِ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ إجْمَاعٌ وَحُجَّةٌ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: هُوَ حُجَّةٌ وَلَيْسَ بِإِجْمَاعٍ. اهـ المراد
وقال في: (4/93): قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَالْعِلْمُ طَبَقَاتٌ، الْأَوْلَى: الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، الثَّانِيَةُ: الْإِجْمَاعُ فِيمَا لَيْسَ كِتَابًا وَلَا سُنَّةً، الثَّالِثَةُ: أَنْ يَقُولَ صَحَابِيٌّ فَلَا يُعْلَمُ لَهُ مُخَالِفٌ مِنْ الصَّحَابَةِ، الرَّابِعَةُ: اخْتِلَافُ الصَّحَابَةِ، الْخَامِسَةُ: الْقِيَاسُ.
ثم سرد ابن القيم رحمه الله الأدلة على وجوب اتباع الصحابي مالم يخالف دليلا أو يخالفه أحد قال: أَحَدُهَا: مَا احْتَجَّ بِهِ مَالِكٌ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ
*الصبر في طلب العلم*

من الدرس الرابع من شرح تائية أبي إسحاق الألبيري،
لشيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه.

*وتذكر قولتي لك بعد حين * * * * وتغبطها إذا عنها شغلتا*

وفعلا؛ قال ابن عباس رضي الله عنه: كان بعض الصحابة يمرون عليه وهو يطلب العلم ويقولون: من سيحتاجك يا ابن عباس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون؟

فكان يمشي إلى بيوت أكابر الصحابة وربما جلس عند الباب والغبار يسكعه والتراب، ثم يخرج فيأخذ منه الحديث ويمشي معه ويأخذ منه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمر على ذلك،

فبعد حين مر ذلك الرجل من عند ابن عباس وعنده الناس وهم بحاجة إليه، ملتفون عليه، يأخذون منه العلم، قال: لقد كان هذا أعقل مني،

وهكذا، *(ستذكر قولتي لك بعد حين)،* يذكر الإنسان ساعة المضايق أنه ما يحتاج الناس إلا إلى العلم وأهله، قال تعالى: *(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)،*

ويذكر الإنسان أيضا يوم القيامة قال تعالى: *(وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)*

وقال تعالى: *(وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ)*

وهكذا العلم يبرز في أوقاته وأحيانه ووقت الشدائد واللوازم؛

فلهذا يتذكر الناس،
يا ليتني فعلت،
يا ليتني اجتهدت،
انظروا هذا كان زميلي طلبنا العلم أنا وإياه كذا وكذا ومن هذه الأشياء،
طيب وما الذي أقعدك؟
ما المكلف؟

همتك أقعدتك، وعلت بهم هممهم بعد توفيق الله سبحانه وتعالى.


🖋 أبو المجد بن محمد
ليلة الاثنين ٢١ ربيع أول ١٤٤١ من الهجرة
والله الموفق لكل خير

🕋 مجموعة الطلاب بمكة 🕋
◐الجــوبــ↝ــة الســ↜ـلفيــة◐

➲ 【قًالُ ابّنَ سِيَرَيَنَ: إنَ ُهذَا الُْعلُمٌ دِيَنَ فَانَظٌرَوَا ْعمٌنَ تْأٌخذَوَا دِيَنَكِمٌ. اﻧﻈﺮ اﺑﻦ ﺳﻌﺪ 7 / 194 ﻭاﻟﺤﻠﻴﺔ 2 / 278 1 / 14 ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ 】

❏ مثبتـــــــة.
3:00عصراً إلــــ↜ـى 10:00مساءاً
┈┈•••❀◈📮◈❀•••┈┈

📬قنوات مميزة هادفة:

فوائد ٲﺑو םבםנ السـﻣاوي

【 ِالجـــ↜ــرح والتعديـ↝ــل

【 ِالعـــــلامة مقبـــل الوادعي


موقف الإسلام من الصوفية

❐ لُلــُإشِتْــ↜ـــرَاكِ

┈┈•••❀◈📮◈❀•••┈┈
◐الجــوبــ↝ــة الســ↜ـلفيــة◐

➲ 【قًالُ ابّنَ سِيَرَيَنَ: إنَ ُهذَا الُْعلُمٌ دِيَنَ فَانَظٌرَوَا ْعمٌنَ تْأٌخذَوَا دِيَنَكِمٌ. اﻧﻈﺮ اﺑﻦ ﺳﻌﺪ 7 / 194 ﻭاﻟﺤﻠﻴﺔ 2 / 278 1 / 14 ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ 】

❏ مثبتـــــــة.
3:00عصراً إلــــ↜ـى 10:00مساءاً
┈┈•••❀◈📮◈❀•••┈┈

📬قنوات مميزة هادفة:

فوائد ٲﺑو םבםנ السـﻣاوي

【 ِالجـــ↜ــرح والتعديـ↝ــل

【 ِالعـــــلامة مقبـــل الوادعي


موقف الإسلام من الصوفية

❐ لُلــُإشِتْــ↜ـــرَاكِ

┈┈•••❀◈📮◈❀•••┈┈
*الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر*

من الدرس السادس من شرح تائية أبي إسحاق الألبيري، لشيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه

*سجنتَ بها وأنت لها محب * * * فكيف تحب ما فيه سجنتا*
ومعناه على أن الإنسان يبغض السجن لما فيه من ضيق يحصل له فيه، أما قول النبي يوسف عليه الصلاة والسلام( السجن أحب إلى مما يدعونني إليه )
أي: على ما في السجن من شدة فدعوتهن لي إلى هذا أشد عليا، وتقديم السجن ومايحصل فيه من ضرر أهون عليا من أن أقع في الفاحشة، ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب وأكن من الجاهلين)
والدنيا هذه سجن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )
فأنت فيها أيها المؤمن مسجون،
ولا يتعارض هذا مع قول الله عز وجل( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) النحل
فيقال كيف يكون مسجونا وهو في حياة طيبة وعده الله بها، يقال مهما كان فيه من حياة طيبة ومن راحة نفس هدوء بال مهما كان فيه بالنسبة لما أعد الله له يعد مسجونا لقول النبي صلى الله عليه وسلم " قَالَ اللَّهُ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } ". البخاري
وقال تعالى( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة
فمن هنا أنت في هذه الدنيا مادمت من أصحاب الإيمان الصلاح والهدى ماهي دارك، أنت فيها إلى دار أعظم وأنعم، وفي الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ. وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ ".
والشاهد أنه ينسى جميع ما صار له من آلام وأحزان وغير هذا مما حفت به الدنيا كما دل عليه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم " حجبت الجنة بالمكاره وحجبت النار بالشهوات"
ومما يدل على أنها سجن لكن هذا السجن كما تقدم بالنسبة لما هو قادم عليه، وإلا فإن المؤمن مهما حصلت له من آلام يرجو من الله خيرا فيخفف ذلك عنه قال تعالى(  وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) النساء
ومعناه أن هذا الرجاء من المؤمن يهون عليه ما يحصل له من مصائب ومصاعب وأنكاد وأكباد وغير ذلك، لاسيما من جانب الاحتساب فإنه إذا احتسب هان عليه ذلك، ونقل ابن عبد الهادي وغيره عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه حين سجن قال: مايصنع بي أعدائي أنا سجني خلوة، وإخراجي من دياري سياحة، وقتلي شهادة، ما يصنع بي أعدائي، فلما كان محتسبا هان في عينه كل ذلك واعتبر ذلك خيرا، وذكر أهل العلم أن المحن في أهل الهدى منح، يعتبرها الصالحون المحتسبون منحا، فإذا صبر واحتسب هان عليه ذلك، فهذا لا يدل أن الحياة الطيبة ما يحصلها شيء من الآلام بل تحصل آلام قوله تعالى( فلنحيينه حياة طيبة ) هو في حياة طيبة مادام في عبادة ربه على مرض أو عافية، في حياة طيبة على سقم أو ألم، على صحة أو مرض، ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث صهيب " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"
فإذا هو في خير دائما وهو في حياة طيبة ومع هذا فهو في هذه الدنيا بالنسبة لآخرته سجين ويؤيد هذا الحديث أنه مسجون ما أخرجه صاحب الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "  إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ : قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ : يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا ؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ، إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ "
فإذا في هذا الحال هو خرج من سجن واستبشر، وتأمل كيف بعض الناس إذا احتضر كيف يبرق وجهه إذا بُشر بما أعد الله له إلا خوف عليهم ولا هم يحز
نون، فإنك ترى ملامح السرور في وجهه، ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " جاء عن عبادة وعن عدد من الصحابة، فهو يحب أن يلقى ربه كما قال بعض الصحابة: غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه، فكانوا يستبشرون، وفاطمة رضي الله عنها أتت إلى أبيها تزوره فلما رأها وكانت مشيتها لا تخطئ مشيته تشبه مشيت النبي صلى الله عليه وسلم قال : مرحبا بابنتي ثم قام وأجلسها بجانبه ثم همس في أذنها فبكت، ثم همس أخرى فاستبشرت فعجبت عائشة قالت: عجبت من بكاء وفرح فأسرت إليها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وما أخبرتها بالسر فلما مات قالت ما ذاك فقالت: أخبرني أنه مقبوض فبكيت فإن جبريل عليه السلام دراسه العام مرتين وكان يدارسه كل عام مرة وإني مقبوض فبكيت، قالت: فقال إنك أول أهلي لحوقا بي فضحكت، فهي استبشرت بلقاء الله بخروجها من هذه الدنيا لأن المؤمن في سجن في هذه الدنيا فيفرح بلقاء ربه وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "  لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا ؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ".
فهو فرح.
قال تعالى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران
كل هذا يفيد أنه إن خرج من هذه الدنيا فرح كأنه خرج من سجن مظلم مع أنه في هذه الحياة الدنيا يكون في حياة طيبة كما وعده الله، والله يدافع عنه، والله يكرمه وهو في خير بالنسبة لغيره في الدنيا، ولكن ما أعد الله له في الجنة أعظم، فهذا معنى :
سجنت بها وأنت لها محب،
لو أن إنسان دخل السجن وجاء الإفراج يخرج جريا مستريح، هرب، كأنه يتمنى اليوم قبل غد أن يخرج وما يحب أن يبقى في ذلك السجن ولكن هذا يتعجب من أن الناس محبون للبقاء في سجنهم بهذا : وأنت لها محب أي: وأنت محبا لها مع انها سجن، سجن المؤمن، فكيف تحب مافيه سجنت وهو كلام مبني على أدلة منها ما ذكرنا، فلذلك لا يجب حب الدنيا بما يجرفك إلى اللهو فيها والانشغال فيها فإن هذا حب لشيء لا ينبغي أن يحب كما أنه لا ينبغي أن يحب السجن بالنسبة لك أيها المسجون،
وأما نبي الله يوسف عليه الصلاة السلام فلم يخرج من السجن لا رغبة فيه ولكن أبى حتى تبرأ ساحته وحتى يظهر فضله ومكرمته وأنه ما راودها قال تعالى( قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) يوسف
وقال صلى الله عليه وسلم في قصة يوسف ولو طلب مني الخروج لخرجت قال هذا من باب التواضع في الثناء على يوسف من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم.

فرغه 🖋 أبو المجد بن محمد ليلة الاثنين ٢٨ ربيع أول ١٤٤١ من الهجرة والله الموفق لكل خير

🕋 مجموعة الطلاب بمكة 🕋
*المرء وما تمتع به الأطعمة مصيرة بين التراب*

من الدرس السادس من شرح تائية أبي إسحاق الألبيري، لشيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه


*وتطعمك الطعام وعن قريب * * * ستطعم منك ما فيها طعمتا*
تطعمك: أي أنت تأكل في هذه الدنيا الطعام وتمتع بأنواع الأطعمة مما أحل الله لك في هذه الدنيا وعن قريب هذا اللحم كله الذي أنت تغذيه يذهب إلى التراب تأكله الدود وتطعم منك الأرض ما منها طعمت قال تعالى(۞ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ (55) طه
فمهما كان هذا الجسد المنعم، والله تصور هذا الحال، هذا الوجه النظر، هذا الجسد المنعم وإذا به في حفرة تحت التراب، بين التراب، وهنيئا له لمن حصل التراب فبعض الناس يجرمون فمنهم يحصل له أن تأكله الأسماك أو تتخطفه السباع أو ما تمكنوا من دفنه أو شيء من ذلك، وهذا الجسد بعد حين سواء كان جسد مأمور أو أمير، صغير. أو كبير، غني أو فقير كله نازل في التراب في ثوب واحد وفي حفرة واحدة لا فضل لأحد على أحد في ذلك.


فرغه 🖋 أبو المجد بن محمد ليلة الاثنين ٢٨ربيع أول ١٤٤١ من الهجرة والله الموفق لكل خير

🕋 مجموعة الطلاب بمكة 🕋
*اتقوا الله يا أصحاب الواتسابات اتركوا الواتسابات وعودوا إلى مناقشة الأمور من أبوابها*

نصيحة لشيخنا
يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله
ضمن الدرس الستون
من كتاب العلم
من صحيح الإمام البخاري
الأحد 27 ربيع الأول 1441 هجرية
مسجد السنة بقرية العمود
من بلاد مراد بمأرب حفظها الله



قال شيخنا يحيى حفظه الله ورعاه:
واتقوا الله يا أصحاب الواتسابات في المسلمين وفي الحق وفي الدعوة السلفية وكفوا ألسنتكم وكفوا أصابعكم وأناملكم التي تشتغلون بها على هذه الواتسابات بما قد يضر، صاحبه قد يَضُر ويُضَر، وعلى الجميع العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، العناية بالعلم والإقبال عليه والله فيه غنية عن غيره من ضياع الأوقات، وهكذا أيضا الإقبال على مادلت عليه الأدلة من العبادة ونحن في أزمنة هرج والهرج الحروب والفتن والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: العبادة في الهرج كهجرة إلي فهي فرصة سانحة لمن وفقه الله أن يهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يلقه أي يلحق بالركب حتى وإن كان تبعا ومضاعفة أجر من الله سبحانه وتعالى لهذا الصنف، وهكذا أيضا لكم مايشغلكم عما أنتم تشتغلون به ولكم مايوجف عليكم عما أنتم توجفون به، وليكن الإنسان بعيد النظر، ثم جانب آخر أيضا بالغ الأهمية التفريط فيه تفريط في أمر خطير جدا وهو جانب الأخوة في الله، جانب المحبة في الله، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا،
هل أنت كالبنيان وإلا كالمعول؟
المؤمن للمؤمن بنيان يعني حجر بجانب حجر يقويه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
هل هذا لسائر المؤمنين أم فقط لناس مخصوصين؟
كل من كان مؤمنا ؛ يستحق هذا بقدر ما عنده من الإيمان والإستقامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
الحب في الله والبغض في الله من أوثق عُرى الإيمان، هناك للإيمان عُرىً كثيرة ولكن هذا من أوثق عراها،
*ومن عجيب الأمور* أنه ربما يحصل بين طالب وأخيه كذا شيء فلا تدري إلا ويحمل القضية ما لا تتحمل من الخلاف وما إلى ذلك، *وضابط ذلك ملاكه* تقوى الله، والحرص على الخير، والله هذا خير الدعوة السلفية والله خير، والحرص عليها بأمور كثيرة ومن تلك المعاني الإقبال على ما يعني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز "
وقال صلى الله عليه وسلم:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"
احرص على ماينفعك؛ على طاعة الله فالعمر قصير قال تعالى( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
والمشاحة، وعدم طيب النفوس ليس من سمات هدات طلاب العلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى"،
وهكذا الحذر من نزغات الشيطان
قال تعالى( ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)
عليم بمن يستحق أن يزكى ممن علم الله أنه سيزيغ قلبه، قال تعالى(  إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)
وهكذا أيضا الحفاظ على الأخوة بأمور عظيمة، والله من أجلها التواضع  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ اللَّهَ تعالى أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، ولَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
قال تعالى(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ(89)
وقال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
هذه صفات في كتاب الله صفات المؤمنين، ليست ذلة خوف وضعة ولكن ذلة تواضع ومحبة كما قال تعالى(  وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
أي الوالدان من سياق الآيات، فهذا تواضع محمود، خفض جناح محمود، ذل محمود ليس مذموم، المذموم أمام العدو فلا تولوهم الأدبار، وأما هذا ذل رحمة، ذل أخوة، ذل تواضع، ذل محبة، على ذلك سار النبي صلى الله عليه وسلم، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه قال تعالى(مُّحَمَّدٌ رَّسُول
ُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)
*فاترك يا أخي اترك، اترك هذه الواتسابات واترك القلقلة فيها، والشغل فيها* ، والأمور تعالج إن حصل بينك وبين أخيك شيء تعالج بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذي الرأي وعقلاء الناس قال تعالى(  وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)
وقال تعالى( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)
وقال تعالى(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)
لهذا أنصح نفسي وإخواني السامعين حفظهم الله أن من حصل بينه وبين أخيه خلاف ثم نشر عنه، فقد كنا مرة في درس في المملكة وبعض الحاضرين عندنا بينهم بعض الخلاف فهذا يكتب في هذا وهذا يكتب في هذا في الحلقة نفسها وما نخرج وما نخرج من الحلقة إلا وقد يتواصلون من هناك فلان قال عني وذاك يقول فلان قال عني، على الواتساب في حلقة واحدة ويكتبون إلى دول شتى من الحلقة، كل واحد يكتب ضد الآخر، هذا حُمْقٌ، هذه حماقة، طيب عشرة نفر أو مجموعة كذا،
طيب أنت لو تجلس عند واحد قضية في خمس دقائق انتهت قضيتكم عشر دقائق ما يحتاج إلى *واتسابك هذا كسره الله*
هذا الوتساب كسره الله مايُحتاج إليه،
فالشاهد بارك الله فيكم ماهو هذا صحيح، هذا يضر، يضر هذه الكتابات والنشر تضر،
*من كتب كتابا مثل هذا فليمحه* والآخر أيضا إن كتب في أخيه فليمحه وليحذفه، * وعودوا إلى مناقشة الأمور من أبوابها قال تعالى( وأتوا البيوت من أبوابها )
بالأدلة الشرعية والنفوس الزكية والخطابات البهية كالكلام الطيب والترافق ، إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق وقال صلى الله عليه وسلم :" ماكان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، ونسأل الله التوفيق، أظن أنا نكتفي بهذه التعليقة على هذه الفقرة وهي تعليقة عابرة وكلام ابن عباس رضي الله عنه كلام جيد فيما يتعلق بالزجر وخرج مخرج الغيرة.

فرغه 🖋 أبو المجد بن محمد
الاثنين ٢٨ ربيع أول ١٤٤١ من الهجرة والله الموفق لكل خير

🕋 مجموعة الطلاب بمكة 🕋
خلاصة نصيحة الوالد العلامة المحدث الفقيه يحيى بن علي الحجوري حفظه الله لأبنائه السلفيين في مدينة إب وفقهم الله :

١- الأمر بتقوى الله سبحانه وتعالى
٢- الحث على العلم النافع والعمل به والحرص على الوقت
٣- الحث على العبادة عند اشتداد الفتن وليكن عند الواحد بعد نظر
٤- الحث على المحبة والأخوة في الله فلا تكونوا معاول هدم للبنيان
٥- عدم تحميل الأمور ما لا تتحمل من الخلاف بين طالب العلم وإخوانه وملاك ذلك في التقوى
٦- الحرص على ما ينفع وترك ما لا يعني
٧- الحث على السماحة وطيب النفس والحذر من نزغات الشيطان
٨- الحفاظ على الأخوة بالتواضع وخفض الجناح من الذل
للمؤمنين فلا يفخر أحد على أحد ولا يبغ أحد على أحد
٩- معالجة الأمور بالكتاب والسنة والرجوع للعقلاء من أهل العلم
١٠- الكتابات التي نشر تضر ولا تنفع ويجب مسحها وحذفها
١١- العودة لمناقشة الأمور من أبوابها
١٢- ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

انتخب هذه الفوائد
أبو عبد الله وهب بن عبد الله الذيفاني غفر الله له ولوالديه.
الإثنين ٢٨/ربيع الأول/١٤٤١ هـ.
2024/09/24 02:28:40
Back to Top
HTML Embed Code: