‏"ولقد كنَّا سادةَ الدُّنيا قبلَ أنْ كانت هذهِ العادات الغربيَّة ؛ التي رأينَا منها ومنْ أثرِها فِينا ما أفسَد رجولةَ رجَالنَا ؛ وأنوثةَ نسائنا عَلى السَّواء."

وكان يُقال:

"ذهب فلانُ إلي أوروبا وما ننكر من أمره شيئاً، فلبث فيها بضع سنين،ثم عاد وما بقىٰ مما كنا نَعرفه منه شيء ."

أي غالباً ما تتبدل أخلاقه وطباعه وحدوده بتأثر المحيط إلا عباد الله منهم المخلصين.

«فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ»

الإمام أبو جَعفَر مُحمّد الجَواد بن الإمام عَليّ بن مُوسى بن جَعفَر بن مُحَمّد بن عَليّ بن الحُسين بن عَليّ بن أبي طالِب عَلَيهم السَّلام ، وهذه هي السِّلسِلَة الذهبيَّة التي لو قُرِأَتْ على الصُّمّ البُكْم لَبَرِؤا بإذن الله عزَّوجلَّ.
-كما يَقول المَأمون العباسيّ-.

ويقول أحمد بن حنبل : "لو قَرأتَ هذا الإسناد على مَجنون لَبَرِئ مِن جِنّته.

ســَلامٌ بِالغَــداةِ وَبِالعَشــِيِّ
عَلــى جَـدَثٍ بِأَكنـافِ الغَـرِيِّ

لَئِن حَجّـوا إِلى البَلَدِ القَصِيِّ
فَحَجّـي مـا حَيِيـتُ إِلـى عَلِـيِّ

مما قالَهُ ابن أبي الحديد في شَرح نَهج البَلاغة:

«اِعلَم أنَّ أميرَ المؤمنين عَليه السَّلام لو فَخرَ بنفسهِ وبَالَغ في تعديد مَناقِبهِ وفَضائلهِ بفَصاحَتهِ التي آتاهُ الله تعالى إياها واختَصَهُ بها، وسَاعدَه على ذَلك فُصَحَاء العَرَب كافة لَمْ يَبلغوا إلى مِعشَار ما نَطقَ به الرَّسول الصَّادِق (صَلواتُ الله عَلَيه وآله) في أمره، ولستُ أعني بذلك الأخبارَ العامة الشائعة التي يَحتَجُ بها الإمامية على إمامَتِه كخبر الغدير والمَنزلة وقِصة بَراءة و خَبر المُناجاة وقصة خَيبَر وخبر الدَّار بمَكة في ابتِداء الدَّعوة ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصَة التي رواها فيه أئمة الحديث التي لَم يحصل أقل القليل مِنها لِغيره.»

من النساء المواليات لأمير المؤمنين صلوات الله عليه في زمن الإمام الصادق عليه السلام امرأة تسمى: حُبًى.

فقد روى الكشي - رحمه الله - بإسناده عن عقبة، قال: «أقامت حُبّى أُخت مُيَسِّر بمكة ثلاثين سنة أو أكثر حتّى ذهبَ أهلُ بيتها وفنوا أجمعين إلا قليلاً»، قال: فقال مُيَسِّر لأبي عبد الله - عليه السلام - : جعلت فداك، إنَّ أُختي حُبّى قد أقامت بمكة حتّى ذهب أهلها، وقرابتها تحزن عليها، وقد بقي منهم بقيَّة يخافون أن يذهبوا كما ذهب مَن مضى ولا يرونها، فلو قلت لها فإنّها تقبل منك، قال الإمام: «يا مُيَسِّر، دعها فإنَّه ما يُدفَع عنكم إلَّا بدعائها»،
قال: فألحّ على أبي عبد الله، قال لها: «يا حُبّى، ما يَمْنَعُكِ مِنْ مُصَلَّى عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلِيٌّ؟»، قال: فانصرَفَتْ.

لاحظ، مجرد أنْ شوّقها الإمام لمُصلّى أمير المؤمنين، انصرفت دون سؤال، وفي هذا دلالة عظيمة على شدة ولائها.

https://www.tg-me.com/maadenrahma

عن الإمام جَعفَر بن مُحَمّد الصَّادِق (عَلَيهِ السَّلام):

" ما مِنْ وُلدِه - أي ولد أمير المؤمنين علي عَلَيهِ السّلام- وَلَا أَهْـلِ بَيْتِـهِ أَحَدٌ أَقْرَبُ شَبَهاً بِهِ في لِباسِهِ وَفِقْهِهِ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلام"
_______________________
م: الإرشاد، الشيخ المفيد قُدِّس سِرَّه