مُلهَمٌ°~♡ 855

هذه أول مرة أشارك شعورا او عملًا على الملأ، ولكن من جمال التجربة وددت أن لو أشارك بها كل من أحببت....

طوال الوقت وكنت أظن أني بارة بأبي وأمي وهم أيضا متعلقين بي تعلقا شديدا ولله الحمد ، ولكن نبهنا الشيخ بارك الله فيه، على أمر التفنن في البر وادهاشهم به؛ فقررت التفكر في شأن علاقتي بهم كلًا على حدة..

فحال أبي وأمي كالآتي: أبي ملازم لفراش المرض منذ فترة طويلة وبالتالي أمي لا تفارقه أبدا، وأحاول جاهدة طوال الوقت أن اخفف عنهم وألبي طلباتهم... ولكن بعد لقاء اليوم كان الوقع مختلف على هذه العلاقة الفطرية الراقية

#أمي

أبدأ ب أمي ♡
فكرت في حالها!! كم انقطعت عن العالم الخارجي بكل ما فيه من مباحات! رجاءًا في الأجر من الله وحبا في أبي وارتباطا به...

فقررت أن افصلها لساعات عن هذا العبئ الجميل على قلبها، فأخذتها لنزهة وحدنا في الصباح الباكر وجلسنا في مكان مناسب وتناولنا ما تحب من الطعام والشراب وأخذتها لتشتري كل ما ينقصها من خصوصيات لها، وأغلقت هاتفي تمامًا وانفصلت معها بكل كياني، وظللت أذكّرها بكل مواقفها الجميلة معي وفضلها الذي لا ينتهي، وقلت لها هذه النزهة ضمن نزه عدة أنتِ أخذتيني فيها بمفردي وشاركتيني فيها بأجمل المشتريات...
أمي كانت صامتة تنظر لي نظرات مختلطة بكل المشاعر التي تتخيلونها، كم كانت سعيدة بهذه النزهة البسيطة جدا! وشعرت بها وقد اكتسبت طاقة حب واحتواء، وشعرت هي بأنها لم تضيع وسط مسؤولياتها، وأنه ما زال لها جزء خاااص بها!!
ولكن صراحة أنا من سعدت أكثر منها، فكما انها كانت تحتاج لذلك بقوة، فاكتشفت أني ايضًا احتاجه بشدة!

#أبي

أحدثكم بشيء قليل عن أبي♡: أبي شخصية رياضية جدا وكان حريصا جدا على الحياة الصحية بكل أشكالها، وكان لا يظهر عليه عمره الحقيقي ابدا، وكان محب لصلة الرحم حبا جما لدرجة أنه كان يسافر بلادا بعيدة جدا جدا ليزور قريب من الدرجة السابعة مثلا، ويرى احتياجاتهم كلها...
وإذ بهذا الشخص بهذا الوصف يلازم فراش المرض، بل ويمنعه الأطباء من زيارة أي أحد له،
فمع رضاه ببلاءه وشكره الدائم عليه، ولكن كان أكثر ما يؤلمه هو انقطاعه عن أقاربه وأنه لم يعد يستطيع زيارتهم كما كان!
•واليوم استعنت بالله وتواصلت مع ابناء أقاربنا من أول درجة لأبعد درجة واتفقنا ان نقيم لكل من الرجال والنساء من محارمه لقاء فيديو جماعي عبر الهاتف

وفااااجئت أبي!!!

ياااااه!!! لم استطع ان اصف مدى سعادته بهذا الأمر فكأنما دبت فيه الحيوية من جديد، وظل يضحك ويضحك معهم من صميم قلبه.. وكان كالطفل الغائب عن اهله! فظل يُطلعهم على زرعاته التي زرعها بيده، ومكانه المفضل في شرفة المنزل، بل وأطلعهم على أدويته الكثيرة وأماكن الجلسات في جسده، ولكن كل هذا لم يكن بحزن أو أسى، بل بمزاح وضحك وكأنه كان منتظر مشاركة من يحب شأنه الجديد على حياته التي كانت تتسم: "بالصحية والرياضية"
•أغلق معهم أبي وقال لي جملتين اخترقوا قلبي والله!
الأولى "ربنا يجبر قلبك زي ما جبرتيلي قلبي"

والثانية: سؤال يحمل في طياته أمل وترقبٍ بعينيه ! "هتعملي كده تاني يا شيماء"؟

وأنا في المقابل أبكي وأبكي! يا الله يا الله!
كم كنت في جهل من التفنن بالبر وإن كان بسيط!!

كيف لي كنت أتناسى هذا الأمر بحجة مرضه ومنعه من الزيارة! ((وهنا ظهر لي المعنى الحرفي ل التفنن في البر)) فللأسف فهمنا البر من زاويتنا نحن!
فليس البر بتقديم المناسب لي، بل بالمدهش لهم!

#شيخي

أما عن شيخنا المبارك الموفق:
كنت اود أن أرد لحضرتك جزء لا يُذكر من هذا البر، لطالما كنت سببا في إسعاد هذه القلوب العطشى للتفنن في البر، وإعطاؤنا مفاتيح لأبواب بر كانت متربة مهجورة...!!
فما كان بيدي شيء سوى أن أطلب لشيخنا الدعاء من أبي وهو في معية ربه سبحانه وتعالى، فالمدهش انه أدهشني بكم دعوات أطلق الله بها لسانه من حيث لا يحتسب! فأبي بعادته بسيط في دعواته جدا ولكن سمعت منه اليوم ما لم اسمعه منه من قبل.. سبحان الملك!

#التفنن_بالبر
#تطبيق_من دروس التزكية

139 views22:08