‏مئة عام عشتُها، كان آخرَها اثنان وسبعون عامًا قضيتُها في الشهور الاثني عشر الماضية، ما زال فيّ من الطاقة ما يجعلني أُشغلك بأن تفكر في عمري الحقيقي، أعرف أنك لا تحب الرياضيات مثلي، ولكن هذا لا يمنع إشباع فضولك من أن يطرح 72 من 100 حتى يخرج لك الرقم 28، فتظن أن عمري 28 عامًا، أخطأتَ هذه المرة؛ فقد نسيتَ أن تضيف عليها 12 شهرًا، لا بأس يا عزيزي، فقط أريد لك أن تعلم أن الناس هنا قد سقطوا من الأبعاد التي يعيش فيها البشر، إلى بُعد آخر، هو أشبه بمنازل الأخرة وأهوالها وجحيمها، شربوا ما لا يُشرب وأكلوا الأعلاف والحشائش وخرجوا من تحت الأنقاض وفقدوا كل شيء، ولكن فيهم من الأسرار ما يجعلهم أشبه بأهل الآخرة حقًّا، يحبون الله ورسوله، ويرضون بقضاء ربهم حلوه ومره، قائمون على أمور دينهم، ألا يكفيهم أن النبي قال فيهم: لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم.

لم يخافوا حدوث سـابعٍ من أكـتوبر كما يكذبون ويدلسون لتبرير هذه المجـازر التي تحدث، لم يكفيهم عامٌ من الإنتقام على يومٍ كهذا، بل أرادوا أخذ الثأر والإنتقام من الكل الفلسطيني ليكون هذا اليوم بمثابة خنجرٍ في خاصرتنا وفي أرواحنا، في ماضينا ومستقبلنا، هُم يريدون الثأر، ونحن كشعبٍ أعزل من ندفع الثمن.

سنة واحدة كانت كل لحظة فينا تُساوي عاماً كاملاً من الموت 💔
7Oct- 2023
7Oct- 2024

بعد عام من الإبادة، أشعر بتشوّه أبديّ، لن ترممّه سعادة عمر بأكمله.

اشتقتلك يا غزة.

لو عشنا في الخيامِ آلاف السنين تبقى هذه الحياة لا تُشبهنا ولا تناسبنا، لا ننتمي إليها ولا تنتمي إلينا، ليست منا ولسنا منها، تبقى مُرةً ولو زينها الجميع وتظاهر بأنها غير ذلك.

لو قضينا باقي عمرنا ونحنُ نقف في طوابير الإذلال نبقى أبناء عِز، أبناء حياةٍ كريمةٍ ما أجبرنا على الوقوف في هذه الطوابير إلا ضنك الحياة ومأساوية العَيش.

لو ظلت حياتنا إلى الأبد هكذا، سنظل إلى الأبد لا ننتمي إليها ولا تنتمي إلينا.

‏"من أكبر النِّعم على الإنسان أن يكون له
‏رفيقًا حنونًا."

‏والله لو رأيتم قهر الناس في غزة لما صدقتم أن بشراً يستطيع أن يتحمل كل هذه الأهوال ويبقى على قيد الحياة ولا يموت !!
‏والله لو كان صخراً لتفجر، ولو كان بحراً لتبخر، ولو كان جبلاً لتصدع، ولو كان حديداً لذاب !!
‏اخجلوا من سطحية همومكم أمام ما رأينا من عظيم البلاء، ولا تعتادوا المشهد فالله يرى ويشهد !!

غزة بحاجةٍ إلى عناقٍ كبير يُشبه عناق الأم لطفلها..تحتاج هذا العناق للبكاء فقط.

ستبقى لنا غزة وإن أصابها خذلان العالم كله 💔

اللص لا يصبح مالكًا أبداً..
نحن لسنا إرهابيين!!

نحن بحاجة إلى السلام ؟

400 يوم من الإبادة، 400 يوم و لم يُحرك أحد ساكن، 400 يوم مرت و كأنها 400 سنة.

لقد بلغ التعب مُنتهاه، لم تعد تواسينا الكلمات

اللهم اني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال

والله ما بكينا من شدة القـ صـ ف، وما بكينا من شدة الخوف، وما بكينا من شدة الفقد، وما بكينا من شدة الجوع، وما بكينا من شدة الوجع، والله ما بكينا إلا من شدة خـذلان إخواننا لنا، وتفريطهم بنا، وهواننا عليهم !!
فاللهم بقدر الخـذلان الذي ذقناه، والقهر الذي تجرعناه، والألم الذي فاض بنا حتى ملأ أرجاء الكون، اجعل عوضك الجميل لنا معجزة لا نتوقعها، وفرجك العظيم لا يخطر على بال بشر !!

يبدو أن الله أرادها خالِصة لنا من دون النّاس، هو لم يمنعنا عن العَالم، بل منعَ العالم أن يكونوا معَنا.

هُناك الكثير من الأصدقاء والأحباب في الدول العربية قلوبهم حاضرة، ينصرون الحق، يسألون عنا ويتألمون لألمنا، لا يهمهم ما يفقدون ولا ما سينزل عليهم في سبيل نصرة إخوانهم المستضعفين، هؤلاء هُم منَّا ونحن منهم، واننا والله نحبهم وندعوا لهم من قلوبنا.