الدعاء يخترق السموات حتى يصل إلى الله ، ولا يرده أحد قال سبحانه : ﴿ادعوني أَستَجِب لَكُم﴾ [غافر: ٦٠]
ويداه مبسوطتان ، وخزائنه ملأى ؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار"
السحاء: دائمة الصب.

صلى عليك الله ما صلى امرؤٌ
‏وترنمت بمديحك الأبرارُ

‏صلى عليك الله ما زكَّى امرؤٌ
‏وجرت عيون الأرض والأنهارُ

‏صلى عليك الله ما طيرٌ شدا
‏وتمثلت أخلاقَك الأخيارُ

لا يخدعك حماس البدايات؛ ثم يصيبك الفتور الذي يحجب نور النهايات، فهي أيام عتق من النار، وما تلك إلا غاية الفلاح في هذه الدنيا.

من نِعم الله علينا أن بلغنا رمضان، وكان من بيننا من وافته المنية قبيل الشهر بساعات،
فاعتبروا ... واغتنموا ... وأروا الله من أنفسكم خيرا

عباد اللهِ شهرُ رمضان قد انتصف؛ فمَن منكم حَاسبَ فيه نفسَه للهِ وأنصف؟

مَن منكم قام في هذا الشَّهرِ بحقِّه الذي عَرَف؟
مَن منكم عَزَمَ قبل غلقِ أبوابِ الجنَّةِ أن يُبنى له فيها غُرَفًا مِن فوقِها غُرَف؟

ألَا إنَّ شهرَكم قد أخذَ في النَّقصِ فزيدوا أنتم في العملِ، فكأنَّكم به وقد انصرف، فكلُّ شهرٍ عسى أن يكونَ منه خَلَف، وأمَّا شهرُ رمضانَ فمِن أينَ لكم منه خَلَف؟

تنصَّفَ الشهرُ وا لهفاه وانهدما
واختصَّ بالفوزِ بالجنَّاتِ مَن خَدَما

وأصبحَ الغافلُ المِسكينُ مُنكسِرًا
مِثلي، فيا ويحَهُ يا عُظمَ ما حُرِما

مَن فاتَهُ الزَّرعُ في وقتِ البِدارِ فما
تراهُ يحصُدُ إلَّا الهمَّ والنَّدَما

طُوبى لمن كانَتِ التَّقوى بضاعتَه
في شهرِه وبحبلِ اللهِ مُعتَصِما.

- ابن رجب الحنبلي، لطائف المعارف.