Telegram Web Link
التوازن الروحي للطالب الأكاديمي

بقلم: يقين محمد

إن لم يتحقق التوازن الروحي للطالب فلا تنفعه قوة الجسد لما للروح من تقديس وعظمة عند الله تبارك وتعالى كما ان أهل البيت (عليهما السلام) قد فصلوا في كلامهم كم أن للروح من أهمية قصوى.

المتدبر في القرآن الكريم يلاحظ أن العديد من الآيات تحدّثت عن الميزان والموازين والقسط والقدر والاعتدال والوسطية بل إن القرآن يصرح بان هذه الأمة تميزت عن غيرها بكونها أمة وسطا
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [١]. والوسط معناه الأفضل في كلّ شيءٍ لأنّ تشريعاته وأحكامه كلّها لا تتصادم مع أيّ بعد من أبعاد الإنسان النّفسيّة والجسديّة والعقليّة، ولا تتصادم مع سنّة التّطور، بل تحثّ على العلم والعمل وتمجّد العقل والعمل والتّفكير والتأمّل. بل جعلت التدبّر من أعظم العبادات. فالموازين والمكاييل والمقاييس هي مقادير وضعها الإنسان ليضبط بها التّعاملات المادّية تحقيقًا للعدل، وكذلك توزن أعمال العبد يوم القيامة بموازين أشدّ دقةً لا تظلم شيئًا، ولا تغادر صغيرة ولا كبيرة تحقق أصلاً من أصول العدل، والجزاء والحساب، تلكم القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى في: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [٢].



ونحن اليوم نعيش نتائج بعض المواقف المتطرّفة يمينًا أو يسارًا مما عطّل حركة الحياة وأدّى بنّا إلى التّنازع والفشل والضعف. ولما ابتعدنا عن منهج الوسطية والاعتدال ولم نحقّق الميزان ولم نحكم بالعدل ساءت حالُنا وتقهقرنا في كلّ المجالات، ولم نستطع الخروج من دائرة التخلّف الحضاري والتبعيّة والضّعف والمهانة .فإذا أخسرنا الميزان خسرنا الدّنيا والآخرة .


إذاً، فالوجود كله قائم على التوازن: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [٣].

وكل هذا ناتج عن شريعة اتصفت بالكمال والشمولية بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذريته، الذين هم أولى من فصلوا وبينوا عن التوازن، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [٤].

كيفية التوازن بين الحياة الدراسية والشخصية؟

أحد أكبر العوائق التي تواجه الطلاب أثناء فترات الدراسة هو الخلط الكبير الذي يسبب لبسًا كبيرًا، والذي يحدث عند الطلاب نتيجة الخلط الكبير بين الحياة الدراسية بكل تفاصيلها ومشاكلها، والحياة الشخصية بكل ما فيها من أحداث وأشخاص، مما يؤثر بالسلب على الحياة الدراسية والحياة الشخصية أيضًا، كما أن التعود على ذلك يجعل الأمر يستمر ويتطور ليصل إلى الحياة العملية والوظيفية أيضًا في المستقبل، ولهذه المشكلة العديد من الخطوات التي تؤدي لحلها بشكل كامل، ورغم أن تلك الحلول تستلزم الكثير من الوقت والمجهود لإتقانها والتعود عليها، إلا أنها ستحل هذه المشكلة إلى الأبد.


خصّص وقتًا محددًا للمذاكرة

الخطوة الأولى للوصول إلى تلك النقطة من التوازن بين الحياة الشخصية والعملية هو تخصيص وقت محدد للمذاكرة، وتخصيص وقت آخر للراحة ولعيش الحياة بشكلها الصحيح، ويجب أن يحدث ذلك بدون مبالغة في أي من الجانبين، فلا يجب على المذاكرة أن تسيطر على حياتك بشكل كامل، ولا يجب أن تجعل حياتك الشخصية تؤثر على الوقت الذي ستنجز فيه دروسك ومهامك الدراسية، فتقسيم الأوقات والجدولة يعتبر العامل الأساسي في النجاح الدراسي بشكل مريح وسلس، مما يجعلك تحقق النجاح دون معاناة ودون أن تشعر بأية مشكلة.



وقت المذاكرة كن مجتهدًا

هنا يجب أن تعلم أنك بعد ما خصصت وقتًا محددًا للدراسة ووقتًا آخر لحياتك الشخصية، سيتوجب عليك على مستوى حياتك الدراسية أن تكون مجتهدًا قدر ما تستطيع، فبما أنك قد خصصت وقتًا للمذاكرة يجب عليك أن تترك القلم بعد نهاية هذا الوقت، ولذلك ففي هذا الوقت يجب عليك أن تنجز جميع مهامك الدراسية بالشكل الأمثل، بغض النظر أن هذا سيضمن لك النجاح، فإنه أيضًا سيجعلك مرتاح البال عندما تعود إلى حياتك الشخصية، وسيبعد عنك القلق والتفكير في الدراسة بعد انتهاء وقتها، لأنك إذا فكرت في الدراسة بعد انتهاء مذاكرتك فهي هكذا لا زالت تأخذ من وقتك، فلن تكون قد أنجزت المذاكرة ولا استمتعت بحياتك.


لقد كان الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (سلام الله عليهم أجمعين) إذا لاحظوا افراطًا أو تفريطًا في سلوك الناس او الاصحاب في جانب مادي او معنوي صححوا ذلك الخطأ على الفور واهتموا بتقويم ذلك الانحراف، حرصا منهم (عليهم السلام) على تنقية الاسلام مما يُلصق به فعل العابثين من الجاهلين، وحفاظاً على مصلحة المسلمين وعموم البشر، وإسعادهم.


الهوامـــش:

[١] سورة البقرة: الآية ١٤٣.

[٢] سورة الزلزلة: الآية ٧_٨.

[٣] سورة يس: الآية ٤٠.

[٤] سورة المائدة: الآية ٣.
قال النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله):
الْأَئِمَّةُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ تِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ الْحُسَيْنِ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ ثُمَّ قَالَ أَلَا إِنَّ مَثَلَهُمْ فِيكُمْ كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا ومَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَك‏.

- مناقب آل أبي طالب عليهم السلام،
Forwarded from العُروَةُ الوثقَىٰ (ضُـــحــىٰ)
مهم
لتأدية الزيارة وطلب الحاجات.. جموع الزائرين تقف على أعتاب باب الحوائج أبي الفضل العباس (عليه السلام) في ليلة الجمعة المباركة

#الحسين_نهج
#العتبة_العباسية_المقدسة
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

أكثروا من الصلاة علي في كل جمعة فمن كان أكثركم صلاة علي كان أقربكم مني منزلة، .

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم.

المصدر:بحار الانوار ج٨٦ ص٣٥٨
2024/10/01 22:35:32
Back to Top
HTML Embed Code: