Telegram Web Link
‏كجذعٍ هجرتْهُ العصافيرُ
أقفُ وحدي
أكسرُ حدَّةَ الفراغِ
بقامةٍ ضئيلةٍ
وأصدُّ الرياحَ المنهكةَ
عن ظلٍّ يتطايرُ
ولا يلامسُ أطرافَ المطر.
حتماً ثمة رسالة وددت لو أنّك كتبتَها، لكنّك لم تجد لها من ساعي بريد..
وحدها الروايات تمكّننا من تهريب المشاعر و إطالة حياتها بين طيّات كتاب!

جئتك بشيء يمكن أن يعيش أكثر من الورود كي تتذكّريني!
منذ زمن أنا اقاومك ولكن الشتاء يفتح شهيتي للحماقات . كلما عاد، شعرت بنفسي ممتلئة بك ولاأستطيع مقاومة شهوة الكلمات .البرد والأمطار والثلوج والإيقاعات الحزينة تقربنا من بعض لدرجة النسيان والتلاشي.
لو تدري كم أحبك وكم أن عودة الشتاء تؤذيني
لأني أخاف فقدانك وأسأل نفسي ماذا يحصل لي لو فقدت وجهك وسرق الموت أحدنا؟؟؟
وبدأ هواء هذه المدينة الباردة يُدخل اليقين إلى ذاكرتي بأني سأفتقدك.
أمشي بلا هوادة. ألملم جرحا عميقا لا سلطان لي عليه. لا سبيل أمامي إلا حياة تظهر وتغيب كشمس عارية. سلاحي الأوحد حقيبة الأسفار المؤجلة وأحلام تنتظر فقط من يوقظها بعد غفوة السنوات البيضاء. في طريقي أحادث الرياح والعصافير، أغازل السماوات وغيمة الأعالي. وعندما يوقفني الموت في منعرجات الخوف. أنظر إلى عينيه الفارغتين ثم أمضي. لي الحق في هذه الفسحة، فلن تسرقها مني. انا سجين حلم مستحيل اسمه الحياة، ولك ان تفعل ما تشاء.
أين كنتِ كل هذا الوقت، ولماذا وصلتٍ متأخرة بعد كل هذه السنوات؟ أية قوة هذه التي تدفعني نحوك وأي جنون؟ لست إلا ظِلَّ طفل صغير مقفل الصدر على أسراره اليتيمة. مازلت إلى اليوم كلما التبست علي الأرقام أعدّ بأصابعي، وأشتهي الركض وراء السراب وأسابق الغيمات الهاربة من ظلها كلما فاض عليّ الوقت، مازلت أرتعش أمام البنفسج البري وعطر الحبر الاول. وأرتعش كورقة في مهب الريح والخوف،أي هبل هذا الذي يرميني بين كفيك النديتين، وعيناك تغيبان في سماء أخرى، تنتظران غيمة جنوبية تأتي من الربع الخالي أو من صحراء العطش ومدن الرمل المضاءة؟ ألم يحن بعد زمن لملمة جمل الحب الأخيرة والنعوت السخية والخروج من محنة اللغة.
أيتها المشتعلة بنار الفجر، في صحراء العدم، كم أشتهي اليوم أن أمًزق الورقة التي لم تستطع حفظ سري الدفين وفضحت قلبي أمام نجمة الفجر الهاربة. تركتها تحت وسادتك قبل أن أمتطي ليلا لم أكن سعيدا فيه. كم أشتهي أن أرمم هذه الذاكرة التي تسرق راحتي وأنت بعيدة. وكم أحلم بأن ألصق أجزاء الكأس التي تشققت بين أصابعك المستعلة حبا، بشيء من المستحيل والكثير من إشراقات القلب اليتيمة. كم أتمنى كما عشاق الزمن الهارب، أن أسلك هذا الطريق الصعب بدون أن ألتفت ورائي. كل التفاتة هي عمر يمضي في الفراغ. كم أشتهي لهذا الشيء الحارق الذي يشتعل في القلب والذي لا لون ولا طعم ولا دم له، أن ينطفيء للمرة الأخيرة، ويتركني أنا وظلي نركض وراء سحب الصيف الماضي الملونة ودفنها في صدري.
أراك إذ لا يراك غيري ، وسط غيمة هاربة بلا راحة و لا توقف و لا مطر .
أراك حيث لا قلب غير قلبي يفهمك حتى في انغلاق سرك.
سيروي الكثيرون أنهم رأوا مجنونا يعبر المسالك ويرقص على الماء. ولا أحد يعرف بعدها كيف اختفى. بعضهم عثر على قبعته تطفو على السيول، وكوفيته ملتصقة بجذع شجرة ميتة.
لا تصدقوا ما تسمعون.
ممطر هذا اليوم. ممطر قلبي. أغمض عيني كما لم يفعل أحد قبلي، لا لأنسى، لكن لأبقى. أمشي وحيدا تحت الماء، لا سؤال يسجنني ولا رعشة تأسرني. بلا مطرية تفصلني عن مائك، لا خوف من الغرق. لا سلطان على رأسي ولا على يديّ، في جيبي كل عواصف الدنيا، في كفي غيمات الفرح الأخيرة، في عيني سماء بألوان الطيف... هل في الحياة أجمل من أن يرقص عاشق على الماء؟
أشعر وكأنها نهايتي من كل شيء، أرتب شيئاً ما بداخلي وكأني حقا مغادر
إلى المجهول، ربما أعود غريبا كما السابق، أعود
مفردا، بطريقة ما أكف عن محبة
الأشياء من حولي بكل هذا الإفراط من الألم
أريد أن أنجو من كل هذا مني ومن سخطي
وهذا الحزن.
‏"سَأُرسِلُ لَكِ صِورَ مُدِنٍ كَثيرة
مَكتوبٌ في أسفلِها
هُنَا حَزنتُ لأنكِ لَستِ مَعي"
انتظرتكِ يوما مليئًا بالوقت، ولم تأتِي. انتظرتكِ شهرًا هرب بسرعة، ولم أرَكْ. انتظرتُ سنة، ثم قرنا ولم تظهري. مات العمر وأنتِ غائبة. فجأة عندما استيقظتُ في هذا الصباح على حافة زرقة عاشقة، رأيتك تتثاءبين، في عينيك غبش النوم كفراشة. .. أين كنتِ كل هذا الزمن؟ لم أرَ سرّا في عينيك سوى ابتسامة يصعب أن تنطفئ، عرفتُ منها أنك كنتِ هنا، بالضبط في سراب اللون والظلّ، وفي بعض دمي.
يبدو أن كلانا منفى من أرض لم يعد له فيها إلا الرماد والخوف الذي لن يتخلص منه.
الشمس هي الحبيبة الوحيدة التي لا تتخلف أبدا عن موعدها. لا بريق الرعود يمنعها، ولا أدخنة البراكين، ولا حتى عواصف المحيطات. في كل شروق نهار ٱخر يكبر فينا.
‏"المرة الأولى التي يخسرك فيها أحدهم
هي المرة الأخيرة
لا يوجد شخص في هذا العالم
يستحق أن يستحقّك مرتين"
كم أشتهي في هذا الصباح أن أمشي في ظلك بلا توقف. لا شأن لي. لا خوف بي. لا حقيبة في يدي، فقد أذبلتني الأسفار وأتعبك الانتظار. أن أعبر الجسور والمنافي ولا شيء في يدي إلا رعشتك. لا شيء في قلبي ألا حفنة مطر أغطيك بها كلما تصحر القلب. ولا شيء في العينين إلا شمس صغيرة، كلما أظلمت الروح، أشرقت فيها. لا شيء على وجهي إلا ملوحة بحر لا ينام وليل غطى خجلنا المباغت. أشتهي في هذا الصباح أيضا أن لا أقول شيئا، أن أمشي فقط وأستعيد وجهك وعطرك وبعض خوفك.
‏ثم جاء وجهكِ من أرضٍ بعيدة
حدّثني عن الحُب والدفء والأغنيات
وضحِكَ لي كما لم تفعل نجمة.
‏وأنتِ تعلمين أن لا أحد يشبهكِ في حضوركِ وفي غيابكِ ويبقى الناس سواسية في مجيئهم ورحيلهم إلا أنتِ تبقين كما أنتِ ترحلين وتعودين لا تغيرني عنكِ الأيام وليالي النسيان وحدكِ من تقف للذاكرة بالمرصاد.
‏أجلس في تلك الزاوية الموجعة من الروح ، كمن اضطرّته الحاجةُ إلى الغوص ، عميقاً ، إلى قاع الغرق ، بحثا عن يديه.
‏"إنّني أحد أولئك
الذين لا يذكرهم أحدٌ
لا ينتبه لهم أحدٌ
إذا عبروا
يتوارون في آخر المنعطف
هؤلاء الذين ترفُّ قلوبهم
الذين لا يملكون سوى نظراتهم
الذين يمشون في الهواء
يقطفون الغيم بأيديهم."
‏ثُمَّ قال : ما فعلَ بكَ حُبُّ فلانة !
.
يبدو أن بعض الأسئلة تبقى جديدة
مهما كانت قديمة !
2024/09/30 15:25:25
Back to Top
HTML Embed Code: