Telegram Web Link
سلسلة #معرفة_الله (15-15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ8/2/2002
اليمن - صعدة

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} (الزمر: من الآية71)؟!! الملائكة أنفسهم يندهشون من أهل جهنم وعندما يرون الملايين تساق إلى جهنم، {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ} (الزمر: من الآية71) تلك الآيات التي تهديكم، تلك الآيات التي فيها ما يبعدكم عن أن تصلوا إلى جهنم {وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} (الزمر: من الآية71)؟!
أليس هذا حاصل في القرآن في كثير من الآيات الكريمة، سور بأكملها تتحدث عن اليوم الآخر؟ سور القرآن مليئة بالحديث بالإنذار لعباد الله من اليوم الآخر، بالآيات التي تهدي الناس إلى ما يبعدهم من سوء الحساب ومن عذاب جهنم في اليوم الآخر، أليس هذا في القرآن كثير؟ أليس القرآن في كل بيت؟ فلماذا لا نخاف؟ ولماذا نخاف الآخرين؟ بمجرد ورقة واحدة، أو واحد من زبانيتهم يخيفنا، ولا نخاف من أي شيء من كل ما نسمع الحديث عنه في كتاب الله الكريم، الذي بين أيدينا وفي كل بيت من بيوتنا؟
{قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الزمر: من الآية71) {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ} (الزمر: من الآية72) ما دام وقد جاءتكم رسل يتلون عليكم آيات ربكم، وقد أنذرتم لقاء يومكم هذا، إذا ًما بقي هناك أي عذر لكم {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} (الزمر: من الآية72)
ويقول الله سبحانه وتعالى أيضا: {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} (الشورى: من الآية44)، هل هناك سبيل إلى أن نرجع إلى الدنيا، يبحثون عن الخروج من جهنم بأي وسيلة، ولو بوعد أنهم سيعودون إلى الدنيا ثم ينطلقون في الأعمال الصالحة {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} (الشورى: من الآية45)، كأن هذا في القيامة وهم في المحشر؛ ينظرون إلى جهنم؛ لأن جهنم تبرز يوم القيامة كما قال الله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} (الشعراء:91) فيرونها وهي تلتهب وتستعر، ويسمعون صوتها، زفيرها، وشهيقها، يتساءلون: {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} (الشورى: من الآية44)، هل هناك ما يبعدنا عن هذه النار؟
{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ} مطأطئين رؤوسهم ومستكينين {مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} إلى جهنم {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيم} (الشورى: من الآية45). المؤمنون وهم يرون أولئك الذين كانوا في الدنيا كبارا، الذين كانوا في الدنيا معرضين عن دين الله ويسخرون من عباد الله سيرون أنهم في خسارة عظيمة، وهم يرونهم في وضع سيء، هكذا خاشعين من الذل ينظرون إلى جهنم نظرات مخيفة، نظرات شزر: لا يحاول أن يملأ عينه من رؤيتها، لا يحاول من شدة الخوف، هناك يتجلى من هو الخاسر، تجلت الخسارة على أفظع ما يمكن أن تتصور: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ - حقيقة هم - الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}، {أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ}.
لأنه هنا لاحظوا في الدنيا قد يرى أي شخص من المنافقين إذا ما تعرض الناس لأي شيء فرأوهم مثلا يقادون إلى السجون أليسوا هم من يسخرون؟ أليسوا هم من يرون أولئك المؤمنين خاسرين؟ المنافقون، الجاهلون الذين لا يعرفون من هو الخاسر الحقيقي، يرونك وأنت في السجن، وأنت تعمل في سبيل الله، يرونك وأنت تطارد فيعتبرون أنفسهم أنهم حكماء وأذكياء أنهم هاهم آمنون في بيوتهم، وأن أولئك خاسرون.
وقد يقول للبعض: [ألم نقل لك بأن هذا العمل سيضيعك من بيتك وأهلك؟ كان احسن لك تبطل وتجلس بين مالك وتجلس في بيتك وبين أولادك وما لك حاجة].

هم ينظرون إلى ما يتعرض له المؤمنون أنه خسارة، لكن الخسارة الحقيقية التي هم فيها، الخسارة الحقيقية التي سيلقونها هم {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، أما من رأونا أننا خسرنا أنفسنا وأهلنا في الدنيا فليست خسارة، لو خسرت بيتك، لو خسرت أهلك وأولادك فطردت من بينهم فإن هذه ليست خسارة في سبيل الله. وقد يصل بك الأمر إلى أن تخسر نفسك وأهلك وأولادك ولكن في ذل وفي استكانة على أيدي أعداء الله وفي وضعية لا فضل لك فيها؛ لأنك كنت من قعدت، كنت من سكت، ومن توانيت حتى وصل الأمر بك إلى أن تخرج من بيتك غصبًا عنك، ثم لا فضل لك عند الله لا في الدنيا ولا في الآخرة.
أولسنا نرى الفلسطينيين يخرجون من بيوتهم؟ وتدمر بيوتهم ويطردو
ن من بين أهلهم؟ من قبل من؟ من قبل أعدائهم، وأعداء الأمة اليهود، وهكذا يصل الأمر بالناس إلى هذه الدرجة.
فمن يقول: إنه يريد أن يحافظ على نفسه وأهله وبيته وماله قد يخرج منها رغمًا عنه، ثم لا يكون خروجه منها في سبيل الله بل حسرة وندامة، وتحت وطأة أقدام أعداء الله، أما المؤمن المجاهد الصابر الذي يعمل في سبيل الله فلو خسر نفسه، ولو خسر أهله وبيته وماله فإنه ليس خاسرًا، هو من سيقول فيما بعد عندما تتجلى له الأمور، وهو يرى أولئك الذين يرون أنفسهم في الدنيا أنهم كانوا أذكياء لم يتعرضوا - في مرحلة مؤقتة فقط وليس على الإطلاق - لم يتعرضوا لما تعرضت له أنت في سبيل الله، ستراهم أنت يوم القيامة ثم ترى أن كل ما نالك في الدنيا ليس خسارة، إن الخاسرين الحقيقيين هم أولئك الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة وليس نحن، وليس أنت الذي خسرت نفسك وأهلك في الدنيا.
وقد يأتي الشيطان ليقول لك عندما تتعرض لحالة كهذه وأنت مجاهد في سبيل الله قد يقول لك: [لو أنك ما دخلت في هذا الموقف كنت مثل فلان، شف فين فلان فوق بيتهم مكيف شف فين فلان بين مزرعته يشتغل وماله حاجة]، فيوحي لك بأنك في خسارة، وأنك أوقعت نفسك في ورطة وخسارة، يوم القيامة سيتضح لك الأمر إذا ما حاولت أن تدفع الشيطان عنك، وأن تعود إلى صوابك وترى نفسك أنك في مقام تتعرض فيه للربح عند الله يوم القيامة، سترى أنت أولئك هم الخاسرون حقيقة وليس أنت الذي خسرت نفسك وأهلك في الدنيا.
لهذا قال الله: {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا}، لأن الكثير من المؤمنين هم من يصنفون عند الآخرين خاسرين: تخسر دراستك، تخسر شهادتك، تخسر بيعك وشراءك، خسرت مالك، خسرت بيتك، هكذا يتعرض المؤمنون للكلام الكثير من قبل الآخرين فيصفون كل ما يتعرضون له بأنه خسارة، ويصفونك بأنك أحمق وأنت تنطلق في عمل ما، أو تقول كلمة حق بشكل صريح، يعتبرونك أنك أحمق؛ لأنك تعرض نفسك للخسارة، فهؤلاء المؤمنون الذين تحملوا في الدنيا ما يقال ضدهم وصبروا واستقاموا هم من ستتجلى لهم الأمور يوم القيامة فيقولون للآخرين، ويقولون لأنفسهم: {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا} حينئذ والله صح {إِنَّ الْخَاسِرِينَ - هم أولئك - الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، ونحن نراهم يسحبون على وجوههم في السلاسل والأغلال إلى جهنم، أليست هذه هي الخسارة الحقيقية؟
قد يراك أحد الناس - كما حصل فعلا في بلادنا وحصل في مناطق أخرى - فيرون أحدا من الناس من هذا الصف وهو يقاد به إلى السجن فيرون أنفسهم في ربح أنهم رأوا أولئك، ومن هم أولئك؟ هم في الواقع الذين لم يتعرضوا لأي أذى أو ضر من جانبهم، لأن المؤمن هو من لا يضر الآخرين، وهذه هي من الأشياء التي تعتبر مما تدهش الإنسان أمام المنافقين: أن المنافق يحمل غيظا وحقدا على المؤمنين، وهو يتأكد في قرارة نفسه أنه غير خائف منهم لا على نفسه ولا على ماله، هو لا يتوقع منهم أن ينهبوا ماله، هو لا يخاف أي شيء من ضرهم وأذاهم ولكنك تراه يفرح ويرتاح والمؤمنون يقادون إلى السجن. ألم يحصل كهذا؟
وقد يرى الإنسان نفسه وهو في حالة كهذه في ألم شديد، لكن أنت عد إلى كتاب الله لتعرف أن المواقف ستتغير، وأن هناك في القيامة سيتجلى من هو الخاسر الحقيقي، ومن هو الرابح الحقيقي.
{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} أليست هذه هي الخسارة؟ أم خسارة المؤمن في هذه الدنيا التي يفرح بها الآخرون، وأنهم أوقعوه فيها، بتقاريرهم، بوشايتهم بنفاقهم بكذبهم!

ما هي الخسارة التي سيوقعونه فيها؟ قد تكون لو هلك هو في نفسه فهي فترة محدودة لا يحس بعدها بشيء من الألم بل سيكون شهيدا يفرح يعيش حيا يرزق، ويستبشر ويفرح بتلك الحالة التي قد وصل إليها فيما بعد، أو يرى نفسه فوقه ظلل من الإسمنت، وتحته أرض مبلطة، يرى نفسه يقاد إلى السجن في سيارة، هل هذه هي الخسارة؟ أم خسارة من يقاد إلى جهنم في السلاسل والأغلال ويسحب على وجهه؟ ومن سيكون في سجن جهنم من فوقه ظلل من النار ومن تحته ظلل؟ أليست هذه هي الخسارة؟
ولهذا جاء في الآية الأخرى: {قُلْ} قل يا محمد للناس، لأولئك الذين يسخرون من المؤمنين ويعدونهم خاسرين عندما ينالهم شيء وهم ينطلقون في سبيل الله ليست هذه خسارة: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ - الحقيقيين هم - الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يوم القيامة وليس هنا في الدنيا {أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الخسران الحقيقي والواضح {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}.
هكذا يقول الله لنا سبحانه وتعالى؛ ليعلمنا كيف تكون مشاعرنا، وما هي المشاعر التي نحملها ونحن في أي مرحلة صعبة، وأنت في مواجهة أي خطر ينالك أو يحدق بك، لا تعد شيئا في هذه الدنيا ينالك في سبيل الله خسارة، وهذه
هي قاعدة عامة وثابتة، وسنة من سنن الله سبحانه وتعالى: أن من يعمل لدينه وفي سبيله، وينطلق في رضاه، ليس هناك أمامه أي خسارة على الإطلاق، لا خسارة مادية، ولا خسارة معنوية أبدا.
Forwarded from 🌸A🏵
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from 🌸A🏵
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from 🌸A🏵
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from 🌸A🏵
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قروب يمانيون
@Y_EM_EN

برعاية
@JayshALyaman
هام
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يدعو الشعب للخروج الكبير في ميدان السبعين بذكرى 3 أعوام من الصمود

#إلى_السبعين_صباح_الإثنين

@JayshALyaman
دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة( من نحن ومن هم)
( ٢ )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: شهر شوال 1422هـ
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
يعرفون من هم ومن نحن, لاحظ الفارق يأتي خبراء وهم يعرفون من نحن, نحن أمة لو ننهض, لو يخلصون لنا, لو يخلصون معنا فبين أيدينا كتاب عظيم, بين أيدينا دين عظيم قد نشكل خطورة على حضارتهم, هم يخرجون إلينا وهم يحتقروننا وحريصون على أن لا نعلم شيئاً إلا فضلات معرفتهم التي فقط تؤهلنا لأن نكون سوقاً استهلاكية لمنتجاتهم, هي مجرد أن تعرف كيف تشغل منتجاتهم فقط لا كيف تصنع مثلها, أو كيف تنافسهم في التصنيع على نحوها.
عندما نرسل طلاباً إلى الخارج منح دراسية أيضاً وهم جاهلون, ولا نشرح لهم أي مجتمع سيصلون إليه, في نفس الوقت مما يعزز المسألة ويزيد الطين بلة هو أنهم لا يحظون برعاية, بل يشكون كثيراً ويعانون كثيراً من اختلاس مساعداتهم المالية, وسرق للمساعدات, وتأخير لها, وأرقام بسيطة, فيعيشون هناك [أزمات مالية كبيرة] فيعود وهو كتلة من الإزدراء لهذا المجتمع, ولهذه الدولة.
يوم كنا في مجلس النواب كانت تأتي شكاوى كثيرة من طلاب في مختلف البلدان، يشكون من أن مساعداتهم تتأخر, أزمات كثيرة مالية معيشية يعانون منها بسبب تأخير مساعداتهم, وقلة مساعداتهم, ومماطلة السفارات والملحقيات الثقافية في صرفها, وأخذ منها, شكاوى كثيرة كانت تأتي.
عندما يعود الطالب ماذا يمكن أن يعمل؟ قد يأتي - ولازدرائه لهذه الأمة, ولهذه الدولة - يعمل لمصلحة نفسه فقط, وإذا ما عمل داخل مؤسسة حكومية مثلاً, داخل مصنع يهتم بنفسه فقط, لا يحمل أي مشاعر من الإهتمام بواقع هذه الأمة, وأن يعمل على رفعتها, وأن يخلص لها.
فرح الناس عندما أصبح لدينا عطلة يومين, فرحوا, بينما كانوا في ألمانيا وفي اليابان العمال يصيحون: لا, عندما تكون ساعات العمل قليلة, لا, يريدون أن تكون ساعات العمل طويلة! في اليابان عندما كانوا يرسلون طلاباً كان اليابانيون يحرصون على أن يحافظوا على هويتهم, وتقاليدهم كشعب متميز بتقاليده وهويته، هو شعب ظُلم من قبل الآخرين, من قبل الغرب, ظلم من قبل أمريكا, فيرسلوا طلاباً على مستوى من الوعي, يفهم من هو, ويفهم ما هي مهمته, هو أن يسافر في رحلة ومنحة دراسية وأن يتعلم حتى ولو عند أعدائه لكن يتعلم ليعرف في الأخير كيف يضربهم, يتعلم ليعرف كيف يبني بلاده، فيصبح ذلك الشعب الذي قهر على أيديهم يقهرهم هو في ميادين الإقتصاد.
الدولة نفسها كانت تهتم بالطلاب اليابانيين, تعطيهم مساعدات كبيرة, ورعاية كبيرة, كذلك الصين كانت تعمل فيعود الياباني وهو ياباني لم يتأثر, يعرف ما حصل في [هيروشيما] وفي غيرها, ما حصل من تدمير لدولة كانت تمثل إمبراطورية كبرى في شرق آسيا, فعادوا وهم لم يتأثروا, عادوا وهم يحملون اهتماما بأمتهم, ويعملون بجد من أجلها.
نفس الدولة إذا كان الكبير هو يحمل نفس المشاعر حتى ولو بدى في الصورة مستسلماً, وهو الشيء الذي نقول: نحن لم نلمس شيئاً, فمتى ما صدرت كلمات براقة من زعيم, أو كذا.., أنظر إلى الواقع ستلمس إذا كانت هذه الكلمات لها أثرها, هي كلمات تنطلق من أعماق نفسه, أو أنها فقط قد تكون خداعاً أنظر إلى الواقع ماذا يعمل على صعيد الواقع, وهو من يملك القرار في هذا الشعب أو ذاك, ماذا يعمل!.
كانت تبدو حكومة اليابان حتى في أثناء الإستسلام كانوا يحرصون على أن تبقى لهم هويتهم, كل شيء ممكن لكن هويتهم, ومَلِكُهم, قد يبدو الملك, قد تبدو الحكومة مستسلمة، أليس الإستسلام هو حاصل؟ لكن من الداخل هو يعرف كيف يعمل, من الداخل يثور, مستسلم وممكن يقف مع أمريكا في مواقف لكنه من الداخل يعرف أنه على رأس شعب قهر, وأن من واجبه أن يصعد بهذا الشعب ليكون هو الذي يقهر أعداءه ولو في أي ميدان من الميادين؛ هم يعرفون أن الصراع هو صراع شامل, لم يعد فقط صراعاً عسكرياً, صراع شامل, وأبرز ما فيه الصراع الإقتصادي فيما بين الدول.
اتجهوا نحو البناء فعلاً وهو أن يقفوا على أقدامهم, ما الذي حركهم؟ مشاعر داخلية نحو وطنهم, مشاعر داخلية من العداء لأولئك, شعور بأنهم قهروا. روحية افتقدها الناس, المسلمون أنفسهم وهم من يمتلكون دين العزة, وهم من يمتلكون القرآن الذي فيه ما يكشف لهم واقعهم في أي عصر من العصور, يبين لهم ما هم عليه, يبين لهم لدرجة أن القرآن يبدو وهو كتاب مخطوط حي وواعي أكثر منا فيما نحن عليه في كل عصر يستطيع أن يكلمك بما أنت عليه, وواقعك عليه, وكيف واقعك.
عاد اليابانيون وهم مجاميع كثيرة، وبنوا بلادهم فعلاً حتى أصبحوا دولة صناعية كبرى, دولة تملك رأس مال رهيب جداً, لها ثقل اقتصادي عالمي, أصبحت منتجاتها تغرق الدنيا وهي بلد صغير!
لدينا من التربة أكثر مما لديهم, بلدنا أوسع من بلادهم. من أول المشروبات التي كانت تصل إلينا مشروبات يابانية نشربها من شركة [متسو بيشي] عصاير, هم كانوا يزرعون في قوارب في البحر, لاحظ كيف الرجال يعم
لون, ليست لديهم تربة, أراضي ضيقة, أراضي جُزُر هكذا مفككة, فكانوا يستغلون أن يصنعوا قوارب من الخشب أو من أي مادة ويبحثوا عن كيف يملأونها بالتراب؛ لأنه لا يوجد لديهم مساحات كافية لأن تزرع, بلد ضيق, يزرعون في البحر, يملئون الزوارق بالتراب ويزرعونه, يزرعون حتى في شرفات منازلهم, الأسرة نفسها تزرع الباميا والبطاط والطماطم في شرفات المنازل, تعمل على اكتفاء نفسها من الخضار من الأسطح لضيق الأرض لديهم, ومن البرندات, شرفات المنازل.
ما الفارق بيننا وبينهم؟ هو أنهم يعرفون من هم, ويعرفون الآخرين الذين كانوا يرسلون أولادهم إليهم من هم, ويرعون الطلاب عندما يسافرون إلى أولئك, فلا يمشي إلا وقد هو فاهم. أصبحنا لا نعي من نحن, فما الذي تعرف بعد أن تكون لا تعرف من أنت؟ إذا أنت لا تعرف من أنت, ولا تعرف الآخرين من حولك فلا تستطيع أن تبني نفسك فعلاً.
وجدنا كيف أنفسنا أراضي كثيرة مهملة, ساحات واسعة صالحة للزراعة مهملة, ونستورد, نستورد كل شيء حتى [الملاخيخ], نستورد كل شيء حتى [القلوة]! ألسنا نستوردها؟ يذهب واحد يشتري كم [فشار]! وهكذا وضعية البلدان الأخرى. تدخل سوق الملح, أسواق صنعاء, وترى فيها فاصوليا, وعدس, وترى فيها فول, وترى فيها مختلف الحبوب, هذا من استراليا, وهذا من الصين, وهذا من تركيا, وهذا مدري من أين..!
اليمن صخرة لا يصلح أن يزرع فيه شيء!! أصبح وكأنه صخرة واحدة, ولو كان صخرة واحدة لاستطاع الناس كما عمل اليابانيون أن يزرعوا فوق أسطح المنازل وفي شرفات المنازل, ألم يكن بالإمكان أن يزرعوا فوق الصخرة؟ يعمل قليل تراب فوق الصخرة هذه ويزرع فيها أي شجرة مفيدة؟.
فعندما يفقد الناس الهوية فعلاً وتصبح وضعيتك بالشكل الذي تخدم عدوك, سيأتي عدوك ليقول: تحرك, تعلَّم, تعلَّم؛ لأنهم من وضعوا كل شيء لنا, هم من عرفوا كيف سنكون عندما نتعلم, لو أن هناك تعليم صحيح يبني فعلاً هل يمكن أن نسمع من جانبهم كلمة تعلّم؟.
لكنهم لا يعملون على أن نزرع, حتى الصندوق الاجتماعي ممكن يبني مراكز صحية, ممكن يبني مدارس, ممكن يبني حواجز مائية, لكن جانب الخدمة في الزراعة. لا, خزانات يشرب منها الناس, لكن يسقُّون منها. لا, لا يريدون أن نزرع؛ لأنهم يعرفون ماذا يعني أن نزرع, متى ما زرعنا ملكنا قوتنا, متى ملكنا قوتنا استطعنا أن نقول: لا, استطعنا أن نصرخ في وجوههم, استطعنا أن نتخذ القرار الذي يليق بنا أمامهم, فما دمنا لا نملك شيئاً لا نستطيع أن نقول شيئاً.
لهذا تجد الزراعة في اليمن مهملة, الزراعة مدمرة, وهكذا تجد في بقية الشعوب الأخرى في السودان في مصر, كل البلدان هذه. الزراعة لا يهتمون بها, هيا تعلموا لكن لا تزرعوا! لو أن التعليم صحيح بالشكل الذي يجعلنا واعين, نعرف من هم ومن نحن، وكيف يجب أن نكون؛ لما تكلموا بكلمة واحدة: تعلّموا.
القرآن الكريم يركز على هذه الأشياء كمقاييس؛ لأنه أحيانا قد يبدو عدوك وكأنه ناصح لك, كأنه ناصح لكن إذا كنت تعرف من هو ستكون يقظاً.
لاحظ ما حصل لآدم مع إبليس, ألم يبدو إبليس أمام آدم أنه ناصح؟ أنا أريد أن تأكل من هذه الشجرة, من أجل أن تصبح ملكاً, أو من أجل أن تخلد {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}(الأعراف: 21) أليس الله نبّه آدم قبل.. أن الشيطان لكما عدو مبين؟ لا تأكل من هذه الشجرة, وقال: الشيطان هو عدو انتبه للشيطان هو عدو؟ نسي آدم مسألة العداوة مثلما قال الله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً}(طه115).
دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة( من نحن ومن هم)
( ٣ )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: شهر شوال 1422هـ
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
عهد إليه أن هذا هو عدو, وأنك متى ما أكلت من الشجرة ستشقى, إفهم عدوك حتى وإن بدا أمامك وكأنه ناصح, بل يقسم الأيمان المغلظة أنه ناصح, ما الذي افتقد آدم؟ هو الشيء الذي نفتقده نحن أولاده, أو بعض أولاده, العرب, أو معظم المسلمين.
لم نفهم أن أولئك أعداء, عندما غابت من أذهاننا من هم، من خلال القرآن الكريم الذي سطر أن آدم قد قيل له: إن الشيطان عدو, لا تغتر به, تعامل معه كعدو, وسطر في نفس الوقت أن اليهود أعداء لنا, أن أهل الكتاب أعداء لنا, لما نسينا هذه كما نسي آدم سابقاً.
آدم لم يمر بدروس ربما، لكن نحن من بعد قرون أحداث كثيرة تبرهن تعرف من خلالها من هو العدو ومن هو الصديق إذا كنت ممن يفهم الأحداث, ويفهم نتائج الأحداث, وغايات الأمور.
لما نسينا هذه: أنهم أعداء, أنهم حاسدون, أنهم ما يودون لنا أي خير, أن قلوبهم مليئة بالحقد علينا, أنهم حريصون على إذلالنا, أنهم كذا, أنهم كذا... الخ, خصال متعددة نبهنا الله عليها في القرآن الكريم بالنسبة لهم نسيناها, بينما آدم نسي واحدة فقط, نسي أن الشيطان عدو, هو قيل له: إن الشيطان عدو, أما الله فقد قال لنا بالنسبة للآخرين من أهل الكتاب من اليهود والنصارى: هم حساد, لا يودون لكم أي خير, هم حاقدون, هم لا يحبونكم, ويكرهونكم, هم كذا, هم كذا.
نسينا هذه فما الذي جر علينا من وبالٍ نسيانُنا لهذا؟ أصبحنا نتثقف بثقافتهم, أصبحنا نحرص على أن نقلدهم في كل شيء بدءاً من كبارنا إلى أطفالنا ونسائنا, أصبحنا ننظر إليهم نظرة إكبار وإعظام وإجلال, أصبح الشخص منا يعتز بأنه أصبح شخصاً عصرياً وحضارياً عندما يمثلهم ويقلدهم في شؤون حياته فما الذي حصل؟ شقينا كما شقي آدم, ألم يشق العرب؟ تجمع لنا الشقاء والضلال كما شقي آدم عندما أُخرج من الجنة، إلا أنه لم يضل {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}(طه122) شقي في حياته, احتاج يقوم يشتغل, لم يعد معه لا ملابس ولا طعام ولا شراب، احتاج يقوم يكدّ.
لكن نحن على أيدي هؤلاء تجمع لنا الشقاء والضلال, الشقاء والضلال بكله, تجمع لنا على أيدي هؤلاء؛ لأننا نسينا من هم, والعجيب أيضاً تتجلى الأحداث إلى درجة عالية جداً من الوضوح, فيتجلى للعرب أن أمريكا وراء إسرائيل, وإسرائيل هي عدوهم, أليست الأشياء متجلية بشكل واضح جداً, لكن أصبح الناس في تيه وفي ضلال لدرجة أنهم لم يعرفوا ماذا يعني أنه إذا كان عدو, ما ذا يعني العداوة, وكيف أتعامل معه؟!.
عدو ينطلقون ليبحثوا عن السلام من تحت أقدامه, عدو يعتزون ويتسابقون على الولاء له, وأنه دولة صديقة, ويدخلون معه في مواثيق كثيرة, وفي اتفاقيات كثيرة, اقتصادية, ثقافية.. الخ!!.
فإذا كان آدم شقي عندما خرج من الجنة بموقف واحد, ونحن تراكم لدينا الشقاء بشكل رهيب جداً, تراكم الضلال بشكل رهيب جداً.
إذا كان الله سبحانه وتعالى مشَّى النتيجة على وفق ما عمل آدم أنه سيشقى, سيشقى, وفعلاً أشقاه, خرج من الجنة بدون ملابس هو وزوجته {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّة}(الأعراف22) نحن في نفس الوقت نرجو من الله بأنه لا يحصل شقاء, لا يحصل مدري أيش.. ومدري.. أو ننتظر منه هو, لكن.. لا, المسألة هي هكذا:{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه123).
ألم يحسم الموضوع من أول ما نزل آدم؟ من أول ما أهبط آدم؟ {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} ذكره الذي هو هداه, وتذكره هو سبحانه وتعالى {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} وأيضاً ماذا؟ وسيعيش ضالاً تائهاً في فكره وثقافته فيحشر يوم القيامة أعمى {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}(طه124).
لم نفهم المسألة بالشكل الصحيح، مثلما تحدثنا في العصر كيف أننا أصبحنا في واقعنا نفترض ما لم يحصل للأنبياء, نتبنى مواقف معينة بطريقة سلبية ونريد من ورائها ما لم يحصل للأنبياء, نحن كيف نريد أن نرسم لنا طريقاً إلى الجنة سهلة غير طريق الأنبياء! والجنة من هم دعاتها؟ الأنبياء؟. لو كانت المسألة فيها سهولة بشكل كبير لما كان دعاة الجنة هم أنفسهم يحتاجون إلى أن يتعبوا ويصارعوا في الحياة. هذا بالنسبة للجنة.
فالله هو الذي يهدي إلى الجنة، وليس نحن من نرسم طريق الجنة ونفصّلها، الله يقول: {وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}(ال
بقرة221) هو الذي يهدي إليها, ما معنى يهدي إليها؟ بالحظ! يرسم طريقها, صراط مستقيم أيضاً ليس طريقا غامضاً, صراط مستقيم, طريق واضح مستقيم, بيِّن.
في ميادين الصراع أيضاً ننطلق انطلاقة لم يكن عليها الأنبياء أنفسهم نريد أن ندعو: اللهم.. اللهم.. اهلك, ودمر, واعمل كذا بالأعداء! الدعاء جيد كإعراب عن موقف, كإعراب عن موقف, لكن لا تنتظر من ورائه شيئاً إذا لم تعمل, إذا لم تعمل, خاصة ولديك القدرة على أن تعمل شيئاً, وأن تعمل ما تستطيع ولديك القدرة, اعمل متى ما عملت سيستجاب الدعاء.
رسمنا طريق للجنة خاصة, ورسمنا منهجية في الصراع مع الآخرين خاصة, لم تتوفر للأنبياء لا هذه ولا هذه بالشكل الذي نريد أن تكون لنا، وكأننا أعلى مقاما من أنبياء الله ومن سيد المرسلين محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).
فأصبحت المسألة من الضلال إلى درجة أننا لم نعرف من نحن، ولم نعرف أعداءنا, ولم نعرف طريق جنته, ولم نعرف كيف كان عليه أنبياؤنا, ولم نعرف كتابنا, ولم نعرف شيئاً, أصبحنا صفر, لا نعرف شيئاً, ونتعامل أيضاً مع الله سبحانه وتعالى ناسين!.
وهذا مما جعلنا لا نثق بالله كثيراً هو: أننا ناسين أنه رحمن رحيم بنا, أي أنه ينبغي أن يكون محط ثقتنا حتى آياته [احسب ما هو سابر إما نمشي عليها, احسب أننا سنتورط, أو احسب أن المسألة ليست .....] صدق الله العظيم, صحيح لكن.. ما هناك ثقة بالله بأنه عندما يشرِّع, عندما يهدي, عندما يرسم طرق معينة, طريق إلى الجنة, طريق كيف نواجه الحياة, كيف نواجه الآخرين, أنها حقائق ثابتة, وأنه هدانا إليها من منطلق رحمته بنا, من منطلق رحمته بنا, فهو من يجب أن نثق به وثوقا كبيراً.
هل انت من اليمن 🔴⚪️⚫️
هل انت من المجاهدين ✌️
هل تبحث على قروب انصار الله

https://www.tg-me.com/joinchat-C-P9X0JlDH3pev3xe6a5EA
ممنوع دخول الاطفال في القروب لانه قروب خاص بالمجاهدون


https://www.tg-me.com/joinchat-C-P9X0JlDH3pev3xe6a5EA
دروس من هدي القرآن الكريم


في ظلال دعاء مكارم الأخلاق
الدرس الأول
( ٧ )
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 1/2/2002م
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ وسلم على محمد وعلى آله الطاهرين.
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (الأعراف: من الآية43).
أليس هذا هو الفضل العظيم؟ ألم يقل الله عن أولئك المجاهدين: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(المائدة: من الآية54)؟ لأنه هكذا أنت في ميدان أن تصنع لنفسك فضلا عظيما عند الله، أن تبني لنفسك رصيدا مهما من الأجر الكبير من الحسنات المضاعفة عند الله، المجاهدون هم أولئك الذين يعملون على أن ينقذوا الأمة, وينقذوا الأجيال من بعدهم فيكونوا هم من سيشاركون كل فرد في الأعمال الصالحة التي ينطلق فيها.. أليس هذا هو الفضل العظيم؟.
عمرك القصير سبعين سنة، ثمانين سنة، ستين سنة.. ماذا يمكن أن تتسع له أمام تقصيرك وقصورك وجهلك؟!. لكن تلك الأعمال المهمة هي الكفيلة بتغطية ذلك النقص.
أليس هذا هو فضل الله يؤتيه من يشاء بهذه العبارة؟: {يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} فمن هو الذي يجعل نفسه جديراً بأن يؤتيه الله ذلك الفضل؟ هو من ينطلق في أعماله بإخلاص.
هذا هو فيما يتعلق بقيمة الإخلاص لله، فيما يتعلق بأجر العمل وهو في نفس الوقت له أثره المهم في توحيد كلمة الأمة، توحيد كلمة المجموعة، توحيد كلمة العاملين، بل وفاعليتهم سينطلقون بجد حتى وإن كان في ظلمات الليل في الصحراء لا ينتظر لأحد أن يلتفت إليه فيقول: ما شاء الله. يرى نفسه في حالة شديدة في الصحراء من البرد، من الجوع، من الألم لا يخطر بباله أن يتمنى [أن فلان يراني ليعرف أني أحسن من ذلك الشخص الذي رابض عنده أو أحسن من فلان الذي يعتمد عليه.. أو.. أو..] من هذه العبارات الكثيرة.
هو وحده واثق أن هناك من يراه هو الله، وهذا هو المهم أن يكون الله الذي يراه، هو وحده الذي يقبل عمله ذلك.. أليس الإخلاص هو الذي سيجعل كل جندي يتفانى في أي ميدان هو؟. أليس الذي هو سيقفل كل بواعث التفرق؟.
معظم بواعث التفرق هي: البغي، والحسد. والبغي والحسد منبعه هو: النظرة الشخصية، مصالح شخصية، حقوق شخصية، أهداف شخصية، ومقاصد شخصية.. أليس هكذا الله تحدث عن أولئك الذين تفرقوا من بعد أنبيائهم، أن ما كان يدفعهم للتفرق هو البغي هو الحسد. البغي من بعضهم على بعض اعتداءهم، ومتى ستعتدي على أخ لك في الله وأنت وهو منطلقان في ميدان العمل لله بإخلاص لله.
من الذي سيفرق بينكم؟ الله الواحد الأحد يمكن أن يفرق بينكم؟! وهو الذي لم يفرق بين أنبيائه جيلا بعد جيل، وهو الذي طلب منا كمؤمنين أن نؤمن بأن لا تفرقة بين أنبياءه {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ}(البقرة: من الآية136) أبدا.. لا الله, ولا هديه، وإنما أنت أو أنا، إذا ما ابتعدنا عن هدى الله سيظهر البغي سيظهر الحسد، ستظهر المصالح الشخصية، ستظهر المقاصد السخيفة، ستظهر الحماقة.
ثم حينها سيكون كل طرف قوي.. قوي في سبيل مواجهته للطرف الآخر؛ لأنه حينئذ أصبح يتحرك لتحقيق أهداف شخصية لديه، وما أحمق الإنسان وما أضعف إيمانه، وما أضعف يقينه بالله إذا ما كانت حركته قوية عندما يتحرك من أجل مصالحه الشخصية، ومن أجل تحقيق أهدافه ثم هو الضعيف الضعيف إذا ما كانت حركته لله وفي سبيل الله.
الإخلاص لله سيقضي على كل هذه السلبيات، على كل هذه الثغرات سيسدها. حتى تكون نيتك على هذا المستوى أيضا أنت من يفكر دائما في عظمة الله، وفي حاجتك إليه، وفي أنه وحده فوق كل طرف آخر ممكن أن تطلب منه شيئا أو تخاف منه شيئا، الثناء من قبله وحده عليك أعظم من أي ثناء من الآخرين عليك.
فمنه وحده أطلب أن ينتهي بنيتك إلى أحسن النيات، فقل: ((وانته بنيتي - يا إلهي - إلى أحسن النيات)) انتهِ بنيتي إلى أحسن النيات. هل أنِّي على هذا النوع؟ هل يكون هذا مقصدي؟ إليك أنت وحدك يا إلهي اجعل عملي على أحسن ما ترى، وجِّهْهُ إلى أحسن ما ترى. فأن يكون عملك في الله ومتى كان العمل لله انظروا ماذا عمل سبحانه وتعالى لأولئك من أهل البيت الإمام علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) عندما تصدقوا بشيء بسيط لكنه انطلق منهم على هذا النحو: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً} (الإنسان:10).
هذه الروحية، هذه النية، تلك المقاصد هي التي جعلت حفنة من الشعير، أقراصاً معدودة تخلد ذكر أولئك الذين قدموها لمسكين واحد، وأسير واحد، ويتيم واحد، تخلد تلك الفضيلة وتلك العطية العظيمة البسيطة في القرآن الكريم، فنحن نقرأها لنعرف نحن كيف أن يكون همك هو أن تكون نيتك صالحة لله وفي الله، وأنت تعمل في سبيله، وأنت تقوم بأي عبادة من عبادات الله في صلاتك، في صيامك، في ذكرك لله، في حجك، في إنف
2024/09/27 09:33:16
Back to Top
HTML Embed Code: