Telegram Web Link
سيدي، أيها الصائم القائم..

لو صمنا أياماً وشهوراً وسنيناً، فإن العطش للماء لا يقطع قلوبنا، ولا يمزق أحشاءنا، ولا يذبل أرواحنا، ولا يهيج ويشعل الألم في حياتنا..

أتدري ما الذي يقطع قلوبنا ويمزق أحشاءنا؟
أتدري ما الذي يذبل أرواحنا ويهيج حياتنا بالألم؟
أتدري؟
بلى، هي غيبتك
بئساً لنا وقد بلينا بفراقك، وأمتُحنا ببعدك.
مولاي يا أمل المستضعفين.

نجوب الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن منقذ، مخلص، مفرج، مغيث لنا فلا نجد أحداً..

وأنت تجوب الأرض طولاً وعرضاً، بحثاً عن أنصار لك ولدينك، فتجد شيعتك منشغلين عنك بغيرك.

ان الله معك، ولا حاجة بك لغيره، وتعلم أن خلاصنا بك.
وأما نحن فليس لنا أحد غيرك، لكننا نتركك ونلجأ لغيرك، مع ان خلاصنا ونجاتنا بك وحدك.
مولاي أيها الصائم وحيداً..

مع من تتسحر ومع من تفطر؟
من يعد لك الفطور بعد ان تتعبك هموم وبلايا شيعتك؟
كيف تشرب الماء بعد ظمأ الصيام وأنت تتذكر عطش جدك الحسين؟
مولاي، إن اختلطت دموعك على جدك بالماء، هل ستفطر بنفس الماء؟ وهل يروي عطشك؟

مولاي، ان الصيام عن الماء والشراب لبضع ساعات أمر يطاق.
لكن كيف يطاق الصيام عن رؤيتك لمئات السنين؟
سيدي يا بقية الله..

تلطف على من أقصى آماله تقبيل قدميك.
تحنن على من أعظم سعادته رؤيتك.
اشفق على من أعظم مصيبته غيبتك.
إرأف بمن أقسى آلامه فراقك.
إرحم من يتمنى التمسح بترابك.
اعطف بمن فارق حلاوة الحياة لبعدك.

فهلا أقبلت إلينا سيدي؟
يا وجه الله في الأرض.

اذا كان أحد المقربين لنا يحمل شهادة عالية أو منصب كبير، سنفتخر ونتكلم به في كل مكان، سنجد ربما إن الأرض لا تحملنا فرحاً وتفاخراً به، سنستغل كل فرصة لنقول ان فلان قريب لنا.

وأنت يا سيدي أقرب لنا من الجميع، بما فيهم والدينا، وأنت الذي بيدك السلطة على السماوات والأرض، وكل شيء فيهما خاضع لك، وبك قامتا، وبك استقامتا، وبك جرت الحياة فيهما…

أفلا يجب علينا أن نتفاخر بك؟ أن نتحدث عنك أينما ذهبنا؟ أن نذكرك ونتكلم عنك حيث ما حللنا؟
ألا يجب أن نتفاخر على الأرض ومن فيها بأننا نتبعك؟
ألا يجب أن نتفاخر على السماوات ومن فيها ومن تحتها بأن مهدي رب العالمين يحبنا؟
ألا يجب أن يكون صوتنا هو الأعلى بذكرك؟
ألا يجب أن نكون نحن الأكثر نشاطاً من كل الخلق بإمامتك؟
ألا يجب أن نكون أسعد الخلق باتباعك؟
ألا يجب أن يكون ذكرك قرين ﻻلسنتنا؟
ألا يجب أن يكون اسمك جليس لقلوبنا؟
في الرواية عن الصادق يتحدث فيها عن المهدي قال "لو أدركته لخدمته أيام حياتي".

مولاي، يا مهدي: إن كان الإمام الصادق يتمنى خدمتك، فمثلي ماذا يتمنى؟
خدمة خدامك؟
أو تنظيف حذائك بجبهتي؟
أو تقبيله والتبرك به؟
ربما هذا أكبر من مقامي،
فهل يناسبني أن أتمنى التبرك بالتراب الذي يطأه أقدامك؟
في آخر توقيع عن الإمام المهدي قال "فلا ظهور إلا بعد إذن الله، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب.. "

سيدي، قد قست القلوب لطول غيبتك.
قد تفتت القلوب شوقاً لك.
قد تحطمت القلوب لفراقك.
قد تمزقت القلوب لبعدها عنك.
قد تقطعت القلوب تلهفاً لك.
قد ذبلت القلوب ترقباً لك.

سيدي، قد طال أمد الغياب.
قد بعد اجل الفراق.
قد اشتد ألم الانقطاع.
قد تكاثر حزن الابتعاد.
قد اشتاقت الأرض والسماوات ومن فيهن لطلعتك.
يا بقية الله، مع تعدد الولائج، فنصرتي معدة لكم لا لغيركم.
ومع تعدد الأهواء، فهواي لكم لا لسواكم.
ومع تشتت الولاءات، فولائي لكم لا لغيركم.
واليوم، وكل يوم، معكم معكم، في كل قول ورأي، لا أحيد عنكم، وإن زالت الجبال الرواسي من أماكنها.
سيدي وإلهي.

قد بلوتنا وعاقبتنا بحجب وليك عن أعيننا، جزاءً لما أقترفته وجنته أيدينا، فأصبحنا بلا علم يرى، ولا إمام هدى.
سيدي، قد تراكم علينا الظلام لذلك، قد تراكمت علينا الظلامات لذلك، قد تراكمت علينا الفتن، وازدادت بنا المحن، واشتدت بنا الأحن، وزدنا حيرة وتيهاً، وبلاءً وضّيماً.

سيدي، لا أقول أننا أدركنا خطأنا واعترفنا بذنبنا وأصلحنا حالنا لتظهر لنا ولينا.
بل يا سيدي، وأنت الذي تعطي من سألك ومن لم يسألك ولم يعرفك، هلا تعطفت علينا برحمتك، وتفضلت علينا بكرمك، فأعدت لنا ولينا، واستنقذتنا به من الظلم والمحن، والحيرة والفتن!
إلهي، قد جمعت شمل يوسف بيعقوب بعد إن أبيضت عيناه من الحزن لفراقه.

إلهي، قد رددت ادريس الى قومه بعد أن ضجوا وجزعوا اليك لفراقه وما لاقوه في غيبته.

إلهي، قد عفوت عن قوم يونس ورردت يونس إليهم بعد أن فرقوا الإم عن ولدها وضجوا لك بالبكاء والأنين.

إلهي، قد رد موسى الى قومه من الميقات بعد أن تفرق وتاه قومه لغيبته.


إلهي، إن لم تبيض بالحزن عيوننا، فقد احمرت الأرض بدمائنا!

إلهي، إن كان قوم إدريس قد جزعوا لك لغيبة إدريس، فقد جزع الجزع من جزعنا!

إلهي، إن كان قوم يونس قد فرقوا بين الام وولدها وضجوا لك بالبكاء والأنين، فقد فرقت رؤوسنا عن أجسادنا، وقد أنّت الأرض لأنيننا، وبكت السماء لغربتنا!

إلهي، إن تفرق وتاه قوم موسى لغيبته عنهم أربعين يوماً وأخيه هارون بينهم، فنحن لألف من السنين بلا إمام هدى ولا علم يرى!

إلهي، قد رددت إليهم أوليائهم بعد الذي جرى لهم، وها نحن ترى ما ترى فينا، وتسمع ما تسمع!
يا بقية الله.

إنا لنعلم شدة رأفتك بنا وحبك لنا، ورعايتك لنا، ولطفك بنا، وغوثك المستمر لنا.
ونعلم أيضاً بإن إياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وان كل امة ستدعى بامام زمانها.

لذلك يا سيدي، فإنا أحوج ما نكون إلى رأفتك ورعايتك اذا جمعنا الله للحساب تحت لوائك.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا مالت أقدامنا عن الصراط.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا خفت موازيننا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا تطايرت صحفنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ضاق بنا الحشر وساء حالنا وأمرنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ثقلت ذنوبنا وسيئاتنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا لم نجد لنا من شافعين، ولا صديق حميم.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا بقي بيننا وبين عذاب الله مسافة قليلة.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا سُئلنا عن ذنوبنا وكل لساننا عن الجواب.
ان لصاحب الزمان رجال، يفضلون نصرته والحياة معه على الجنة!
حيث روي أنه اذا قام القائم يُخاطَّب المؤمنين في قبورهم بأن القائم قد ظهر، فان شئت الخروج معه ونصرته، وأن شئت البقاء في كرامة ربك (أي في الجنة).
وسيختار العديد منهم الخروج من الجنة والعودة مع صاحب الزمان ونصرته، كما دلت مئات الروايات عندنا على الرجعة.

أقول: فما لنا اخترنا دنيانا بكل سقمها وهمومها عليه!!
وآثرنا العيش فيها عليه لدرجة أنا نسيناه وغفلنا عنه!
سيدي، يا صاحب الزمان.

يقال أن الأيام الجميلة ذات الرخاء تمضي بسرعة دون أن نشعر بها.
وأن الأيام السيئة والعسيرة تمضي ببطء شديد، وتكون ثقيلة على القلب والروح.

سيدي، فكيف لو كانت هذه الأيام هي أيام غيبتك، فما أعسرها وأشدها!
وكيف لو طالت لألف من السنين، فما أطولها وأبعدها!

سيدي، إن كان للقلب روح فقد أعتصرت وذابت لطول الغياب!
سيدي يا بقية الله.

يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.

سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
سلسلة علامات الظهور.

الحلقة 1: هل يقع البداء في علامات الظهور؟


رابط الحلقة:
https://youtu.be/qvwAAAQbbVk?si=Z-GAi-LAnOmufIkz
سيدي، ما أحوجنا لك حينما تشتد علينا الفتن.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما لا نجد ملجأ ولا مغيث في الشبهات.
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى دين جدك قد هدمت قواعده الرفيعة؟
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى إنه لم يبق من الإسلام الا أسمه.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما يحتار اللبيب ولا يعرف الملجأ والمغيث له.
سيدي، ما أحوجنا لك رغم كل الذي جرى، وأنت أدرى وأعلم به.
سلسلة علامات الظهور.

الحلقة 2: ما هي علامات الظهور الحتمية؟


رابط الحلقة:
https://youtu.be/1cJZ4g3WjCg?si=odKtUAOkeBX0xJEj
سلسلة علامات الظهور - الحلقة 3.
ما هو نظام الخرز في علامات الظهور؟


رابط الحلقة: https://youtu.be/Bv7Xiv2VviU?si=xC1B0NhSIt_8xnJN
حينما نرى يتيماً قد فقد أباه، أو مثكولة فقدت ابنها، ستتألم قلوبنا شفقة عليهم، سنتعاطف معهم ونحزن لحالهم، لأنهم فقدوا عزيزاً عليهم بعد أن كان بقربهم وبجوارهم دائماً.

لكن… ما حالنا نحن؟ وهل هنالك من يستحق الشفقة أكثر منا، وقد غاب عنا أعز مخلوق إمامنا الرؤوف منذ أكثر من ألف عام؟
لا طيب الله العيش في حياة غاب عنها المهدي..
في الرواية عن ليلة القدر " إن الناس في تلك الليلة في صلاة ودعاء ومسألة، وصاحب هذا الامر في شغل تنزل الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها ".

يا ملائكة الله الوافدة الى صاحب زماننا، نقسم عليكم بصاحب الزمان وحقه عليكم، فأنتم أعرف به منا، اذا وفدتم الليلة عليه، فابلغوه سلامنا، وأشواقنا، ودموعنا، وجزعنا، وألمنا، ومرارة حياتنا، وإن أمكن، فقبلوه عنا.
2024/11/16 06:29:03
Back to Top
HTML Embed Code: