Telegram Web Link
سيدي يا بقية الله.

يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.

سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
سيدي يا بقية الله.

لو سألنا عن أغرب قصة حب في التاريخ، فبلا شك أنه حبك.
فقد أحببنا شخصاً لم تره العيون، لكنها دمعت لفراقه.
وأحببنا شخصاً لم تحط به الجفون، لكن هامت به القلوب.
سيدي، من يغيب عنه حبيبه سيطيل النظر في صوره، أو يستذكر شكله ويتخيله، وقد يصل به الحال لأن يرسم وجهه لشدة شوقه له.
الا نحن سيدي، فلا نملك صورة لك، ولم نر وجهك لنستذكره، رغم هذا فقد تقطعت القلوب شوقاً لنور وجهك!


فيا سيدي، ألم يحن الوقت لتقر عيوننا، وتسكن قلوبنا، برؤية حبيبنا الذي سكن قلوبنا وغاب عن عيوننا.
حسم النزاع في الشهادة الثالثة في التشهد.

هذا الفيديو تكملة للفيديو السابق حول الشهادة الثالثة، حيث حسمنا كل النزاع حول الموضوع في هذا الفيديو، وقطعنا الطريق أمام جميع المتصيدين بالماء العكر بإذن الله.


رابط الفيديو:

https://youtu.be/tnbM8nwzLRE?si=GlEQJ9-Ju_UKeGJ5
يا بقية الله.

كم عاشوراء وعاشوراء مر على قلبك؟
كم حز رؤوس وطحن أضلع وسبي نساء مر على عينك؟
كم قلوب تتلظئ عطشاً، وأضلاع مرضضة، وأصحاب مُجّزرة مرت بك؟
كم خيام محترقة، وأيتام مسلبة، ونساء مشردة، شاهدت عينيك؟

فماذا يهيجك وكل الذي ترى؟
لو أردنا فرز وترتيب أولوياتنا اليومية، سنكتب ان لدينا صباحاً العمل أو الدوام الكذائي، ولدينا الأمر الكذائي، ولدينا ولدينا… ، ولدينا إمام حي يرزق يعيش بيننا وينظر إلينا…
ولننظر حينها، ماذا وكم يجب أن نخصص له من وقتنا؟
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.

لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.

لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..

أترون ما أعظمها من حسرة؟
سيدي يا بقية الله.

مهما طالت ظلمة الأيام بغيابك،
فلا بد أن تشرق يوماً بظهورك،
وسيجتمع أنصارك وتقيموا دولة العدل الإلهية ولن يضركم تخاذل أحد عنكم، لأن الله معكم ولا فاقة بكم لغيره!

لكن أنا وأمثالي يا سيدي، كيف بنا ومن لنا؟
كيف إن أدركنا الموت قبل ظهورك؟

ما حالنا وما مآلنا وقد قضينا عمرنا في الظلمات!
تعصف بنا الفتن يميناً شمالاً، نتقدم تارة ونتراجع أخرى، لا مفزع ولا أمل لنا في الظلمات الا نورك الغائب!
في الرواية ان النظر الى وجه علي عبادة.
ولذلك كان بعض أصحابه يطيل النظر الى وجهه رغبة في أجر العبادة العظيمة عبادة النظر لوجهه.
وان ما يثبت لأحد الأئمة يثبت لجميعهم.

فالنظر لوجه الحسن عبادة، والنظر لوجه الحسين، والنظر لوجه السجاد…. والنظر لوجه المهدي..!

نعم، النظر لوجه المهدي عبادة عظيمة وتقرب المؤمن لله تعالى!
لكن، حرمنا منها أيضاً، ولم يبق لنا سوى تمني هذه العبادة، والحسرة عليها، والبكاء شوقاً لها!

فيا رب، بحق من جعلت النظر لوجهه عبادة، لا تطل علينا الحرمان من هذه العبادة، فقد تقطعت قلوبنا حسرات شوقاْ لها، وقد تجرعنا الغصات تلو الغصات، لحرماننا منها
يا بقية الله، انتهى كل الكلام بعد ال 1189 عام.

لم يبق من كلامنا شيء نندبك فيه ونأسى لطول فقدك.
ولم يبق لقلوبنا شيء نسكنها به عن بعدك.

فقد ذقنا كل المرارات في غيبتك، وعشنا جميع الآلآم بفقدك، وصبرنا على كل البلاءات بفراقك.
ولا زلنا على العهد نقول:

متى يا ابن الحسن؟
سيدي يا بقية الله.

ان لحظة بلقائك تستحق أن ننثر لها الأرواح قبل الورود.
وأن نفرش لها القلوب قبل الزهور.
وأن نضحي لأجلها بالأجساد والرؤوس.

لكن سيدي، بأي حال أطلب لقائك؟
بسمعي أم ببصري أم بفؤادي؟
أليس كلها نعم الله علي وبكلها عصيته؟
ألم أشبعها وألوثها بالمحرمات وأنت النور المطلق؟
فبأي حال وأي لسان لمثلي أن يطلب لقائك؟
سيدي يا بقية.

ترى كيف تكون حياة من فقد الشموس الطالعة؟ وغابت عنه الأقمار المنيرة، وأبتعدت الأنجم الزاهرة؟
هل يرى في حياته غير الظلام؟
هل يمكن أن يبصر النور في غيابك؟
لو جبنا الأرض طولاً وعرضاً، فهل نتخلص من الظلام ونحن قد فقدنا الشموس الطالعة والأقمار المنيرة والأنجم الزاهرة؟؟

متى سينتهي هذا الظلام سيدي؟
متى سترجع وتعيد النور الى حياتنا؟
متى تعود وتعود معك أرواحنا التي ذبلت وسط الظلام؟
يا يوسف الزهراء.

يوسف قد غاب عن يعقوب 40 سنة.
وأنت غبت عنا 1188 سنة.
يوسف كان حاكماً في الأرض وملكاً.
وأنت وحيداً في سجن الغيبة.
يوسف قد بقي أبيه يعقوب مع أهله.
ونحن بلا امام هدى ولا علم يرى.
يوسف قد بقي يعقوب يلجأ له أهله وقريته.
ونحن نجول جولان النعم، نطلب المرعى فلا نجده.
يعقوب كان نبياً متمسكاً بالله، وفي غنى عن الجميع.
ونحن لا مغيث ولا منجي ولا مفرج ولا مداوي ولا مشافي ولا منقذ لنا غيرك.

كل هذا ويعقوب قد أبيضت عيناه من الشوق ليوسف.
لو كان يعقوب في زمننا لمات جزعاً لفراقك وغيبتك يا يوسف الزهراء.
سيدي، يا بقية الله.

إن في قائمة المنتظرين لك، كل الأنبياء والرسل والأئمة.
وإن في قائمة أنصارك، عيسى والخضر وجبرائيل، والملائكة والجن.
وإن في قائمة المتشرفين بخدمتك، أولياء صالحين، لا يشغلهم عن خدمتك وطاعتك شيء..

لذلك، انا أعلم اني لا شيء أمامهم، فلا قيمة لي في المنتظرين لك، ولا في أنصارك، ولا في خدامك.

لكني قسماً بعينيك أحبك.
سيدي، بالدماء التي سفكت على محبتك.
بالأرواح التي ازهقت على ولايتك.
بالنفوس التي اختلست على طاعتك.
سيدي، بالدموع التي جرت لفراقك.
بالقلوب التي اعتصرت ألماً لغيبتك.
بالصدور الوغرة لبعدك.
سيدي، بالضلوع المكسرة التي تنتظر سيفك.
بالرؤوس المقطعة التي تترقب انتقامك.
بالجروح النازفة التي تنتظر دوائك.
سيدي، بكل مؤمن عطش للقائك.
بكل مؤمن يتلهف لطلعتك.
بكل مؤمن قد أرق الشوق عينيه.
بكل مؤمن قد سفح الإنتظار دمع عينيه.
بكل مؤمن قد أذاب البعد قلبه.
بكل مؤمن قد أذبل الفراق روحه.

أقسم عليك بكل هذا سيدي وأقول:
أما آن للفراق والبعد أن ينقضي !!؟
‏ربما كل العثرات التي تصطليك الآن ليست إلا تهيئة لمقام يتطلب منك صبرًا لن تبلغه إلا بكثير عمل ...
المؤمن الذي يريد أن يبقى مؤمناً وينال ثمرة كونه مؤمناً، يجب أن يشعر بالالتزام والمسؤولية تجاه جميع أحكام الله وأن يكون شعوره هذا على هذا النحو دوماً.

- الإمام الخامنئي (دام ظلّه)
مما روي عن الإمام الحجة "بي يدفع الله البلاء عن أهل بيتي وشيعتي".

سيدي، يا بقية أهل بيتك، يا من بك يدفع الله البلاء عن أهل بيتك وشيعتك.
إن البلاء لصعب، والصبر عليه صعب، لكن الصبر على غيبتك أصعب.
سيدي، إن البلاء ليطاق، لكن فراقك لا يطاق.
سيدي، إن طعم البلاء ليس بجميل، لكن طعم غيابك عسير مرير.

سيدي، يا من بك يدفع الله البلاء عنا، إدفع عنا البلاء الأكبر، والأمر، والأشد والأصعب، بلاء فراقك لنا وغيبتك عنا.
في آخر توقيع عن الإمام المهدي قال "فلا ظهور إلا بعد إذن الله، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب.. "

سيدي، قد قست القلوب لطول غيبتك.
قد تفتت القلوب شوقاً لك.
قد تحطمت القلوب لفراقك.
قد تمزقت القلوب لبعدها عنك.
قد تقطعت القلوب تلهفاً لك.
قد ذبلت القلوب ترقباً لك.

سيدي، قد طال أمد الغياب.
قد بعد اجل الفراق.
قد اشتد ألم الانقطاع.
قد تكاثر حزن الابتعاد.
قد اشتاقت الأرض والسماوات ومن فيهن لطلعتك.
سيدي يا بقية الله.

كيف لنا أن نهدأ ونحن لا ندري أيهما أسبق لنا الموت أم رؤيتك؟

بل كيف يمكن لنا الهنأ والراحة في غيبتك عنا؟

هل وجدنا مثلك فاستبدلناه بك؟
أم هل انقضت أوجاعنا وهمومنا فاستغنينا عنك؟

سيدي، مالنا!
كل ذرة فينا تفتقدك، وكل خلية فينا تتوجع لبعدك، فما لنا نسيناك وهجرناك واعتدنا العيش بدونك!
هل لغائب مثلك أن ينسى؟
بل هل لغائب مثلك أن يعوض!
سيدي، لو جمعنا الدنيا بما حوت، لما أغنت عن أنملة منك، فكيف استغنينا عنك رغم ضعفنا وفاقتنا!
سيدي يا بقية الله.

قد بلغ الظلم حده.
وقد تمادى الطغيان في غيه.
وازداد الجور في بغيه.
وتعالى العدوان في رأيه.

فمتى يا سيدي تقطع مَّدَه!
وتفني من الوجود ركنه!
وتقطع في الظلم حبله!
وتبيد من الجور أمده!
2024/09/21 11:51:15
Back to Top
HTML Embed Code: