Telegram Web Link
يا حاضراً لم تره العيون.
ويا غائباً لم يغب عن القلوب.

سيدي، كم متى ومتى يجب أن نقول؟
ألم تقرح العيون ونحن ننادي: متى يا ابن الحسن؟
ألم تصدع القلوب ونحن نقول: متى يا يوسف الزهراء؟
ألم تتمزق الأحشاء ونحن نأن: متى يا صاحبنا؟

متى؟ متى؟ والى متى ونحن ننادي متى يا غائبنا؟
حينما نرى يتيماً قد فقد أباه، أو مثكولة فقدت ابنها، ستتألم قلوبنا شفقة عليهم، سنتعاطف معهم ونحزن لحالهم، لأنهم فقدوا عزيزاً عليهم بعد أن كان بقربهم وبجوارهم دائماً.

لكن… ما حالنا نحن؟ وهل هنالك من يستحق الشفقة أكثر منا، وقد غاب عنا أعز مخلوق إمامنا الرؤوف منذ أكثر من ألف عام؟
لا طيب الله العيش في حياة غاب عنها المهدي..
تكسف الشمس لدقائق، فنضج لله بالصلاة والدعاء وطلب الرحمة، ونتذكر غضب الله ورحمته…
فكيف لنا أن نلتفت لهذه الآية الالهية.
ونغفل عن آيته العظمى، وشمسه الأكبر، ونوره الأجلى، وقد غاب عنا منذ أكثر من ألف عام !؟
جاء في الرواية أنه اذا ظهر القائم يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الامام.

انا لا أعلم ما هو شكل الحياة حينئذ وأين يذهبان الشمس والقمر.
لكن، الذي نعلمه أننا سنكتفي بمهدينا عن كل شيء، فمعه لا نحتاج لشيء وربما حتى للشمس والقمر..

أتدركون أي جناية عظيمة جنيناها على أنفسنا !
أترون عظم ما أقترفت أيدينا !
هل تشعرون أي نعمة عظيمة قد حرمنا الله ؟!

الويل لنا، هل طاب لنا العيش بفراق ولينا ومنقذنا، حتى نهنأ بالعيش بدونه ولا نضج لله في طلبه..!
يا بقية الله.

قد بعث الله 124 ألف نبي، و124 ألف وصي، كلهم كانوا ظاهرين بين قومهم حاضرين معهم، ومن غاب عنهم فغاب لسنين أو أقل ثم رجع.

وبعد كل هؤلاء الحجج الظاهرين، الذين لم تقدر البشرية نعمة وجودهم وحضورهم معهم، نفذ الله في مثل هذا اليوم أقسى عقوبة على البشرية، بحجبك عنهم، وإعماء عيون الخلق عن النظر اليك، والحضور بين يديك، كي تستشعر البشرية عظم جنايتها، وحاجتها لوجود الحجة معها.

ونحن الآن يا بقية الله نود ان نقول لك: وحقك علينا نحن نفتقدك، ونستشعر مأساتنا لغيبتك عنا، ونعلم عظم النعمة التي فرطنا بها.
مُبَارگ لگُم بَزُواج النُورِين عَليّ وفَاطمَة عَليهُم السَلام 🤍.
يا بقية الله

رحل جدك رسول الله بعد أن استنقذنا من الشرك والضلالة.
يا بقية الله، كل الأنبياء جاؤوا وشعارهم "ما أسالكم عليه من أجر"، الا جدك قال " لا أسالكم عليه أجراً الا المودة في القربى".

يا بقية الله، قد رحل القربى جميعاً ولم تؤد الأمة حق المودة لرسول الله فيهم.
ولم يبق منهم أحداً غيرك، ورسول الله وعترته يسألون أمتهم المودة فيك.

لكن عذراً، فقد ضيعنا حق رسول الله علينا اذ نسيناك وهجرناك، وآثرنا أهوائنا عليك.

فهلا عدنا وأعدتنا اليك لنكن ممن يحفظ حق المودة لرسول الله فيك.
الهي.

إنك تبتلي العبد لتعوضه بجميل عوضك.
فان صبر عوضته عوضاً عظيماً من حيث لا يحتسب وأكثر مما يرجو.

الهي.

بماذا ستعوضنا عن سنين غيبة قائمنا؟
بماذا ستعوضنا عن أعمارنا التي فنيت بألم الفراق!
بماذا ستعوضنا عن أرواحنا التي ذبلت لجزع الغيبة!
بماذا ستعوضنا عن قلوبنا التي ذابت في الإنتظار!

الهي.

لو ملكتنا الدنيا بأسرها ورزقتنا ما نشاء في الجنان، لما كان هذا عوضاً كافياً عن سنين الغيبة…!
فلا يكفينا الا أن تشبع عيوننا من نور وليك وحجتك..!
يا بقية الله

كيف حالك بعد ألف عام من الغياب والبعد الفراق والألم والمصائب؟

ماذا صنع الغياب بك! وبعينيك! وبقلبك!

أين أستقرت بك النوى!
أين استقرت بأوجاعك النوى!
أين أستقرت بعينيك النوى!
أين استقرت بقلبك النوى!
سيدي، ما أحوجنا لك حينما تشتد علينا الفتن.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما لا نجد ملجأ ولا مغيث في الشبهات.
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى دين جدك قد هدمت قواعده الرفيعة؟
سيدي، ما أحوجنا لك ونحن نرى إنه لم يبق من الإسلام الا أسمه.
سيدي، ما أحوجنا لك حينما يحتار اللبيب ولا يعرف الملجأ والمغيث له.
سيدي، ما أحوجنا لك رغم كل الذي جرى، وأنت أدرى وأعلم به.
يا بقية الله..

لئن كان قدري أن لا أجتمع معك في الدنيا، جزاءً لما اقترفت يدي.
فان أملي بك في الحساب أن لا يفرق الله بيني وبينك، فاني غارق في هواي، مسرف في ذنوبي وليس لدي ما أتمسك به، وأتكئ عليه، سوى ولايتكم والبراءة من عدوكم، بها أتقرب الى الله، وأطفئ لهب الجحيم الهاوية.

واني لا أظن قلباً استعر بنار فراقك، أن يعاقبه الله بنار عذابه.
يا بقية الله

ان الله تعالى فطر الخلق على الحاجة اليك..
فلا يلام من تفطر قلبه لفراقك.
ولا يلام من تمزقت أحشاءه لبعدك.
ولا يلام من ذبلت عيناه لعماها عنك.

بل، من جفاك هو الملام سيدي..!
ماذا رأى منك لتستحق منه الجفاء !
بل، ما الذي شوه فطرته لكي يغفل عنك
وينسى حاجته إليك..!
يا بقية الله.


اليوم، مع خروج الحسين من مكة، بدأت أحزان كربلاء تهيج قلبك.
بدأ عطش الحسين يفتت قلبك.
بدأ بكاء الأطفال يصدع مسامعك.
بدأت غربة زينب تمزق أحشاءك.

وكأن مصاب كربلاء قد بدأ من الآن معك.
وكأن مصابك وألمك سيبدأ من الآن يشتد عليك.
وكأن قلبك قد بدأ الآن يبكي دماً.
وكأنك ستتخذ الصحراء وطناً أسوة بغربة جدك الحسين.

فماذا يهيجك وكل الذي جرى؟
"يا مَن دَعَوتُهُ مَريضاً فَشَفاني وَعُرياناً فَكَساني وَجائِعاً فَأشبَعَني وَعَطشاناً فَأرواني وَذَليلاً فَأعَزَّني وَجاهِلاً فَعَرَّفَني وَوَحيداً فَكَثَّرَني وَغائِباً فَرَدَّني".


كيف حال غائبنا وهو يقرأ هذه الكلمات في دعاء الامام الحسين في عرفة ؟
سيدي يا بقية.

ما العيد وأنت غائب؟
هل يتذوقه من عاش ألم غيبتك؟
وهل يفرح به من فقد أعز مفقود؟
ما طعم العيد والقلب مقروح لفقدك؟
ما طعم العيد والروح ذابلة لبعدك؟
ما طعم العيد والعين محبوسة عن رؤيتك؟
ما طعم العيد والأحشاء ممزقة لفراقك؟
ما طعم العيد؟
ما طعم العيد؟
يا بقية الله.

أنت الذي لطالما كنت معنا في أصعب الظروف.
أنت الذي أغثتنا في الشدائد.
أنت الذي أنقذتنا في المصاعب.
أنت الذي حضرت معنا في المحن..

يا بقية الله.
أنت الذي شاركتنا آلامنا وأحزاننا، ولم تشاركنا في ملذاتنا ونعمنا !!!!

أما أنا يا سيدي…! فأنا !
وعلمك بسوء حالي، يغني عن مقالي!
لم أر ولم أسمع في التاريخ، عن علاقة بين إثنين أو أكثر، يكون فيها أحد الطرفين دائماً هو المحسن، دائماً هو المتفضل، دائماً هو المتسامح، دائماً هو المنعم والمعطي، ولم يصدر منه خطأ أو إساءة على الإطلاق.
وفي المقابل، الطرف الثاني، دائماً ما يكون منه الخطأ، ودائماً ما تكون منه الإساءة.
دائماً هو المقصر، ودائماً هو المسرف، ودائماً هو المجافي والقاطع.

وكل هذا وأكثر، ولم يفكر الطرف الأول إطلاقاً بإنهاء هكذا علاقة، ولم يفكر بترك رفيقه رغم كل ما يصدر منه، بل أنه يستمر دائماً بمد يد العون الى رفيقه حتى لو لم يطلب منه المساعدة، من دون مقابل ولا أجر.

بل، وفوق كل هذا، الطرف الأول هو السيد، والثاني هو العبد.
الأول هو المالك والغني والقادر، والثاني هو الضعيف والمحتاج والعاجز.

ان وجدتم هكذا شخصٌ، فلا شك أنكم ستتفقون جميعاً على أنه يستحق بذل كل شيء لأجله.

فإن لم تجدوا، فتيقنوا أنكم لم ولن تجدوا أحداً في الكون هكذا سوى صاحب زمانكم.
يا ابن الحسن.

تائهين.. حائرين.. ضائعين.. مشتتين.

تعصفنا الفتن يميناً وشمالاً، تضطرب بنا الشبهات بأمواجها، وتهوي بنا الظلمات في لجج أعماقها.

كل شيء حولنا مظلم، لا بصيص لشيء من النور فنتمسك به.

كل هذا ونحن بلا إمام هدى، ولا علم يرى.

فما أحوجنا لك سيدي وما أعظم وأصعب فقدنا اياك.
Forwarded from مراسل 15 شعبان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


سنبدأ من يوم غدٍ إن شاء الله بنقل أحداث الثورة الحسينية في هذه القناة، بنفس طريقتنا على شكل النشرات الاخبارية والعواجل والتحليلات.
وفقاً لما يلي:

1- كل ما سننقله انما ننقله عن المصادر المعتبرة، وليس نقلاً عن ما هو مسموع أو ما هو شائع.

2- سننقل الأحداث من بداية حركة الامام الحسين في المدينة، وحتى ما بعد يوم عاشور، بشكل مفصل ووافي ان شاء الله.

3- لا نكتفي بنقل الأحداث بشكل سطحي، بل سنشبع الأحداث بالتحقيقات والتحليلات التي تجيب عن كل الاستفهامات حول القضية الحسينية.

4- كما ذكرنا فان طريقتنا هي طريقة النشرات الأخبارية والعاجل وما شابه.

فكونوا معنا.
سيدي با بقية الله.

أعمارنا تتقدم يوماً بعد يوم.
نقترب للموت أكثر يوماً بعد يوم.
قلوبنا تقسوا، ظروفنا تسوء يوماً بعد يوم.
الشبهات تكثر، والثبات على الدين يصعب، يوماً بعد يوم.
غربتك وغربتنا تشتد، ألمك وألمنا يزداد، مصائبك ومصائبنا تتعاظم، يوماً بعد يوماً بعد يوم…

ومع كل هذا وذاك سيدي، فإنا بقلوبنا القاسية، وبمصائبنا وهمومنا وبلايانا، لا ننتظر سوى طلعتك، واشراقة نورك.

ننتظرها، يوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة، ولحظة بعد لحظة.
وكل لحظة في انتظارك، بحجم دهر مع غيرك.
2024/09/22 09:25:04
Back to Top
HTML Embed Code: