Telegram Web Link
سيدي يا بقية الله.

ما هو حالك في هذه الأيام؟
ما هو حال قلبك؟
ما هو حال عينيك؟
كيف تمر المصيبة عليك؟
وكيف تعيش معها؟
اذا ضمأت هل ستشرب الماء؟
أم أن الماء يجب أن يمتزج بدموعك قبل أن تشربه؟
اذا أرهقك التعب وحرارة الجو، هل ستريح بدنك؟
أم ستتذكر الصريع على رمضاء كربلاء لثلاثة أيام؟
كيف تواسي الحسين بعياله وأهله المقتولين المسبيين، وأنت لا عيال ولا أهل عندك؟
كيف تواسي الحسين بصحبه المجزرين؟
وأنت وحيداً لا صاحب ولا معين؟
كيف تواسي الحسين الذي فتت السهم المثلث قلبه، وقلبك مفتت من الألم طوال السنين والقرون؟
سيدي يا صاحب الزمان..
لا أريد أن أراك..

فقد علمت اني ليس أهلاً لرؤيتك، وليس أهلاً لسماع صوتك.

لكن، دعني فقط أواسيك في مصابك، دعني فقط أخفف المصاب عن قلبك.
دعني فقط أمسح الدمع عن عينيك..

حسناً، هل هذا كثير علي أيضاً؟

اذاً، فقط طمئنني بأن معك من يشاركك في المصاب، ومعك من يواسيك ويخفف عنك مصابك، ويمسح عنك دمعك.

وان كان حتى اخباري بأن معك من يشاركك المصاب ويخففه عنك كثير علي، فلا بأس..

كل ما أرجوه أن يكون فعلاً معك من يشاركك المصاب، ويمسح دمعتك، وكفى.
سيدي يا بقية الله.

من يواسيك في مصابك هذه الأيام؟
من يبكي معك على جدك الغريب في كربلاء؟
من يواسيك في غربتك التي فاقت غريب كربلاء؟
من يمسح الدموع عن عينيك بعد أن ترهقهما بالبكاء والنحيب؟
من يخفف ألم قلبك بعد أن يعتصر بالألم والجروح؟
من يخفف عنك الهم والغم والمصاب الذي أنت فيه؟

هل معك من يشاركك المصاب والعزاء سيدي؟
أم انك غريب كغربة جدك في صحراء كربلاء؟
عن عبد الله بن سنان عن الصادق (عليه السلام) قال: " دخلت عليه يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر كاللؤلؤ المتساقط، فقلت يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك، فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين (عليه السلام) أصيب في مثل هذا اليوم؟


تأملوا في هذه الرواية جيداً، فهي تشرح حال إمام زماننا هذه الأيام.
سيدي يا بقية الله..

انتهت مصيبة الحسين بإستشهاده، فبقيت زينب تحمل مصيبته، ومصائبها.
وانتهت مصيبة زينب بوفاتها، وبقي السجاد يحمل مصيبتها، ومصيبة الحسين، ومصائبه.
وانتهت مصائب السجاد بشهادته، وبقي كل امام يحمل مصائب الحسين وزينب، ومصائبه، ومصائب الإمام الذي سبقه.

وانتهت كل مصائبهم بشهادتهم، وبقيت أنت، تحمل مصيبة الحسين، وزينب ومصائب آبائك جميعاً، ومصائبك، ومصائب شيعتك.
السلام عليكم ورحمة الله.

سننقل غداً ان شاء الله تعالى أحداث المقتل الحسيني بالكامل عبر قناتنا مراسل 15 شعبان ونكمل بعدها باقي مسير الركب الحسيني.

* علماً اننا نقلنا فيها أحداث الثورة الحسينية من بداية المسير، وسنكمل حتى نهايته ان شاء
السلام عليكم ورحمة الله.

سننقل غداً ان شاء الله تعالى أحداث المقتل الحسيني بالكامل عبر قناتنا مراسل 15 شعبان

https://www.tg-me.com/reporter255

ونكمل بعدها باقي مسير الركب الحسيني.

* علماً اننا نقلنا فيها أحداث الثورة الحسينية من بداية المسير، وسنكمل حتى نهايته ان شاء
رؤوس مقطعة، أضلع مرضضة، خيام محترقة، أجساد مقطعة، دماء مراقة، هذه هي المشاهد الآن في عينك سيدي يا صاحب الزمان.

فماذا يهيجك وكل الذي ترى؟
فماذا يهيجك وكل الذي جرى؟
فماذا يهيجك وفي عينيك كربلاء؟
فماذا يهيجك وآلك على الثرى؟
فماذا يهيجك والرؤوس على الرمح مرتفعة؟
فماذا يهيجك والخيام محترقة؟
فماذا يهيجك والعترة مضطهدة؟
فماذا يهيجك بعد زينب، وما رأت زينب..!
يا بقية الله

كيف حالك بعد ألف عام من الغياب والبعد الفراق والألم والمصائب؟

ماذا صنع الغياب بك! وبعينيك! وبقلبك!

أين أستقرت بك النوى!
أين استقرت بأوجاعك النوى!
أين أستقرت بعينيك النوى!
أين استقرت بقلبك النوى!
يا بقية الله.

كم عاشوراء وعاشوراء مر على قلبك؟
كم حز رؤوس وطحن أضلع وسبي نساء مر على عينك؟
كم قلوب تتلظئ عطشاً، وأضلاع مرضضة، وأصحاب مجزرة مرت بك؟
كم خيام محترقة، وأيتام مسلبة، ونساء مشردة، شاهدت عينيك؟

فماذا يهيجك وكل الذي ترى؟
يا ابن الحسن.

تائهين.. حائرين.. ضائعين.. مشتتين.

تعصفنا الفتن يميناً وشمالاً، تضطرب بنا الشبهات بأمواجها، وتهوي بنا الظلمات في لجج أعماقها.

كل شيء حولنا مظلم، لا بصيص لشيء من النور فنتمسك به.

كل هذا ونحن بلا إمام هدى، ولا علم يرى.

فما أحوجنا لك سيدي وما أعظم وأصعب فقدنا اياك.
سيدي يا بقية الله.

بحجم جروحك نفتقدك.
بقدر آلامك نترقبك.
بمدى البعد عنك ننتظرك.
وبشدة قسوة فراقك نئن إليك!


سيدي، لقد طالت الأيام والسنين، وطال البعد والفراق، وبعد الأمد وقست القلوب، وأمتلئت الصدور حزناً، والعيون شوقاً، وأزدادت غربتنا ألماً ووحدة، ولا زلت عنا بعيد!
ولا زلت عنا غريب!
ولا زلت عنا غائب الى أمد مجهول!
لا ندري، أندركه، أم يدركنا الموت؟
أتتكحل عيوننا برؤيتك؟ أم سيسبقك التراب اليها؟
الهي، لأجله فقد طالت غيبته.
لأجله فقد طالت غربته.
لأجله فقد طالت وحدته.
لأجله فقد طال بعده.
لأجله فقد طالت وحشته.
لأجله فقد سال ما سال من دمعه.
لأجله، لأجله، عجل فرجه.
كم نحن مساكين، يا بقية الله!


كم نحن مساكين، حينما نقرأ ان أصحاب الأئمة كانوا يذهبون لأئمتهم ويرونهم متى شاؤوا، ونحن نتحسر على لحظة بلقائك!

كم نحن مساكين، حينما نقرأ ان أصحاب الأئمة يسألون الأئمة عن أبسط الأمور وأصغرها فتطمئن به قلوبهم، ونحن نتصادم يومياً بالشبهات والفتن ولا ملجأ لنا بغيبتك!

كم نحن مساكين، حينما نرى أصحاب الأئمة يلجأون لنور الله في الأرض، ونحن تحيط بنا الظلمات من كل جانب.


فكم نحن مساكين سيدي؟
إلهي.

بضلع فاطمة، عجل فرج المنتقم لضلع فاطمة.
بطبرة علي، عجل فرج المنتقم لطبرة علي.
بكبد الحسن، عجل فرج المنتقم لكبد الحسن.
بنحر الحسين، عجل فرج المنتقم لنحر الحسين.
بمظلومية أوليائك، عجل فرج المنتقم لمظلومية أوليائك.
بدينك القويم، عجل فرج المظهر لدينك على كل دين.
مولاي يا صاحب الزمان.

اذا أنتهى الكلام، حلت الدموع محله.
لكن، ماذا اذا سالت الدموع حتى جفت لفراقك؟
بل، ماذا اذا سقيت الأرض وأرتوت من الدماء في انتظارك؟
بل، ماذا اذا نضحت الحياة من القرابين الزكية التي قدمت في طريقك؟
لو أردنا فرز وترتيب أولوياتنا اليومية، سنكتب ان لدينا صباحاً العمل أو الدوام الكذائي، ولدينا الأمر الكذائي، ولدينا ولدينا… ، ولدينا إمام حي يرزق يعيش بيننا وينظر إلينا…
ولننظر حينها، ماذا وكم يجب أن نخصص له من وقتنا؟
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.

لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.

لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..

أترون ما أعظمها من حسرة؟
في رواية عن فرات بن الأحنف، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن نريد زيارة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، فلما صرنا إلى الثوية نزل فصلى ركعتين، فقلت: يا سيدي، ما هذه الصلاة؟
قال: هذا موضع منبر القائم، أحببت أن أشكر الله في هذا الموضع.


تخيلوا الموقف معي، الامام الصادق عليه السلام يصلي ركعتين شكر لله تعالى لأن هذا المكان بعد كذا قرن سيصبح منبراً للقائم…!

أما نحن! فالقائم بدمه ولحمه معنا!
ما أعظمها وأجلها من نعمة لو كنا ندركها!
2024/09/22 09:31:04
Back to Top
HTML Embed Code: