Telegram Web Link
يا بقية الله.

أنت الذي لطالما كنت معنا في أصعب الظروف.
أنت الذي أغثتنا في الشدائد.
أنت الذي أنقذتنا في المصاعب.
أنت الذي حضرت معنا في المحن..

يا بقية الله.
أنت الذي شاركتنا آلامنا وأحزاننا، ولم تشاركنا في ملذاتنا ونعمنا !!!!

أما أنا يا سيدي…! فأنا !
وعلمك بسوء حالي، يغني عن مقالي!
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.

لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.

لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..

أترون ما أعظمها من حسرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

هذه القناة خاصة بشرح وتدريس كتاب التوحيد للشيخ الصدوق رضوان الله عليه.


أسباب اختيار هذا الكتاب دون غيره:

1- ان الكتاب كما ذكرنا هو من أهم مصادر الشيعة العقائدية، حيث ان مؤلفه الشيخ الصدوق الذي ولد في الغيبة الصغرى من أجلة وكبار علمائنا.

2- الكتاب يتكون من روايات أهل البيت فقط، وكلها حول أهم موضوع في العقيدة وهو التوحيد، لذلك يمكن القول ان الكتاب يمتاز بالدقة والعمق العقائدي.

3- دراسة الكتاب ستعرف دارسه بالله تعالى بالمعرفة الصحيحة عن مصدرها الشرعي والصحيح أهل البيت عليهم السلام، بعيداً عن خرافات التصوف والعرفان والفلسفة.

4- سيتمكن دارسه من معرفة رواة الشيعة ومحدثيهم، حيث سنقرأ أسانيد الروايات ونبين حال الرواة، وحكم الرواية سنداً وكيف نتعامل معها.

5- دراسة الكتاب ستجعل المؤمن ذا عقيدة قوية وحصينة ان شاء الله، والتي هي صفة أساسية في أنصار الإمام الحجة.



طريقة التدريس:

الكتاب متوفر ورقي ومتوفر ألكتروني (وأعلان نسخة ألكترونية يمكنكم تحميلها).
فيمكن للجميع إقتناءه، وسيكون الشرح عن طريق بصمات صوتية هنا في التلكرام.

وسنقرأ سند كل رواية ونبين حاله، ثم نقرأ متن الرواية ونشرحه ونبين المطالب العقائدية فيه.

رغم ان حجم الكتاب كبير ودرسه سيستغرق وقتاً طويلاً، لكنه سيكون ذو فائدة عظيمة ان شاء الله.

وقت الدرس: كل يوم إثنين وخميس إن شاء الله.
سيدي يا بقية.

ترى كيف تكون حياة من فقد الشموس الطالعة؟ وغابت عنه الأقمار المنيرة، وأبتعدت الأنجم الزاهرة؟
هل يرى في حياته غير الظلام؟
هل يمكن أن يبصر النور في غيابك؟
لو جبنا الأرض طولاً وعرضاً، فهل نتخلص من الظلام ونحن قد فقدنا الشموس الطالعة والأقمار المنيرة والأنجم الزاهرة؟؟

متى سينتهي هذا الظلام سيدي؟
متى سترجع وتعيد النور الى حياتنا؟
متى تعود وتعود معك أرواحنا التي ذبلت وسط الظلام؟
سيدي يا بقية الله.

ألم ينهكك وينهكنا الغياب؟
ألم يتعبك ويتعبنا الفراق؟
ألم يؤذيك ويوذينا ذنوب العباد؟
ألم يرهقك ويرهقنا ظلم العباد؟

سيدي، ألم تتفطر القلوب لبعدك؟
ألم تتمزق الأحشاء جزعاً لغيبتك؟
ألم تحز الرقاب، وترض الضلوع، وتتمزق الأكباد في إنتظارك؟
كل صديق أو قريب أو شريك، لا بد أن يكون أحد النوعين:

النوع الأول الصديق الذي يشاركنا لحظات الفرح والرخاء والسعادة، ويهرب منا في لحظات الشدة والصعوبة والألم.
والنوع الثاني وهو الأفضل، الذي يكون معنا في لحظات الفرح والسعادة كما يكون معنا في لحظات الشدة والصعوبة والألم، وهذا هو الصديق الذي يمكن أن نعده صديقاً وفياً ومخلصاً.

أما أنت يا بقية الله، فانك تحضر معنا في لحظات الصعوبة والشدة والألم والمصاب، فتغيثنا وتطمئننا وتساعدنا وتنجينا.
لكن، لا شأن ولا حاجة لك بلحظات فرحنا ولذتنا وسعادتنا!
فأنت الوحيد يا أبن الحسن الذي يشاركنا ويحضرنا فقط في لحظات شدتنا وآلامنا ومصائبنا، وتستغني عن لحظات فرحنا ولذتنا!
عن أبان قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يا معشر الأحداث! اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم حتى يصيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولائج من دون الله، انا - والله - خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره.


كل من والى زعيماً وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.
كل من والى سياسياً وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.
كل من والى رجل دين وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.
كل من والى رجلاً دون المعصوم وتعصب له فقد اتخذ وليجة من دون المعصوم.


الطاعة العمياء، والتعصب، والولاء المطلق، لا يكون الا للمعصوم. ✔️✔️

الفقيه -المرجع- نقلده في الأحكام الفقهية ونطيعه فيها، لكن بدون تعصب، بحيث نكفر من لا يقلد مرجعنا.  ✔️✔️

رجال الدين الذين نثق بهم يمكن الاستماع لهم وقبول ما يقولونه، لكن لا نتعصب لقولهم ونجعله غير قابل للنقاش ونهاجمه من يخالفه ومن يناقشه.

التعصب والطاعة العمياء لكلام المعصوم فقط✔️✔️
مهدي.
يا من غيبته حزن ينغص كل فرح.
ويا من وجوده أمل ينعش كل ألم.

مهدي.
يا من بذكره تفرج أقسى الهموم.
ومن بالغفلة عنه تتراكم الأحزان والهموم.

مهدي.
يا من يداه بلسم لجروح الثاكلين.
ومن رؤياه نور لكل التائهين.

مهدي.
يا من فقده يفجع قلوب المخلصين.
ومن ظهوره رجاء لكل المستضعفين.

مهدي، مهدي، مهدي.
لو أردنا فرز وترتيب أولوياتنا اليومية، سنكتب ان لدينا صباحاً العمل أو الدوام الكذائي، ولدينا الأمر الكذائي، ولدينا ولدينا… ، ولدينا إمام حي يرزق يعيش بيننا وينظر إلينا…
ولننظر حينها، ماذا وكم يجب أن نخصص له من وقتنا؟
اذا شخص عزيز على قلوبنا، وذهب لمكان يحتمل فيه الخطر عليه.
سيأخذنا القلق عليه والأضطراب بشأنه أشد مأخذ ونتواصل معه بين الحين والآخر للإطمئنان عليه.

أما إذا ذهب لمكان خطورته كبيرة، ربما لا ينام الليل لشدة قلقه وخوفه عليه، وكثرة تفقده لحاله وسؤاله عنه..!

لكن، اذا ذهب لمكان مجهول وانقطع التواصل معه وتأخر في رجوعه، ربما ستفقد حياته طعمها ويذهب لونها حزناً وأسفاً على غائبه الذي لا يعلم بحاله..!


أما أنت يا صاحبنا، فقد فقدناك وأبتعدنا عنك منذ أكثر من ألف سنة، ولا نعلم شيئاً عن حالك، ولا مكانك، ولا ندري ما حل بك..!
فكيف يجب أن تكون حياتنا وأنت أعز مفقود عندنا..!
سيدي يا بقية الله.

لو عرفناك كما يجب أن نعرفك، وأدركنا نعمة وجودك كما أنعم الله علينا بها.

لأستكثرنا الدقيقة الواحدة في غيابك.
وأستثقلنا اللحظة في فراقك.
ولصعب علينا كل آن في بعدك.
ولمتنا جزعاً وشوقاً لك.

فكيف وقد حجبك الله عنا لألف من السنين؟
هل أصبح عمر الإمام الحجة مجرد رقم بالنسبة لنا؟

سنوياً في ذكرى ولادته نعد عمره ونقول قد وصل عمر الإمام كذا سنة، وبعد أيام سنقول قد وصل عمره 1189 سنة، وهكذا منذ عدة سنين ونحن في كل عام نقول قد وصل عمر الإمام كذا سنة…!

والى متى؟
هل أصبحنا مجرد متفرجين؟
هل يهون علينا ذلك؟
هل يهون علينا أن يبلغ عمره 1189 سنة وهو غائب عنا مهاجر لنا؟
عجباً، ما أقسى قلوبنا؟؟!!

لو عادت قلوبنا الى رشدها لأستثقلنا وأستصعبنا غيبة يوم واحد، فكيف طقنا وأستسهلنا غيبة زادت عن الألف سنة؟
سيدي يا بقية الله.


كان جدك أمير المؤمنين يتأوه شوقاً لرؤيتك وأنصارك.
وكان جدك الصادق يبكي بكاء الواله الثكلى لغيبتك، متمنياً أن يقضي حياته في خدمتك.

سيدي، وقد رحل أبيك العسكري وجدك الجواد في عشرينيات عمرهم الشريف، مضحين لأجلك، بعد ان أحكم الطغاة ظلمهم لقرب ولادتك.

سيدي، ان كانت هذه تضحيات وأشواق ودموع آبائك المعصومين، فماذا عنا؟
بماذا نضحي لك اذا كان الأئمة المعصومين قد ضحوا بأرواحهم الزكية!
ما قيمة أرواحنا أمام أرواحهم؟
بل، على ماذا نبكي وماذا نتمنى اذا كان صادق العترة يتمنى خدمتك؟

سيدي، لو قضينا أيام وساعات ولحظات عمرنا في خدمتك، والبكاء لغيبتك، والتضحية لأجلك، فهل سنوفي جزء من حقك وحق عترتك؟
في الرواية عن الصادق يتحدث فيها عن المهدي قال "لو أدركته لخدمته أيام حياتي".

مولاي، يا مهدي: إن كان الإمام الصادق يتمنى خدمتك، فمثلي ماذا يتمنى؟
خدمة خدامك؟
أو تنظيف حذائك بجبهتي؟
أو تقبيله والتبرك به؟
ربما هذا أكبر من مقامي،
فهل يناسبني أن أتمنى التبرك بالتراب الذي يطأه أقدامك؟
يا ابن الحسن، إن لم تفدى الأرواح لحضرتك، فما قيمتها؟!
وإن لم تبكي العيون لفراقك، فالعمى أولى بها ؟!
وان لم تتفطر القلوب لغيبتك، فما أوهنها؟
وان لم تهتضم الأرواح لبعدك، فما أبخسها؟
يا يوسف الزهراء.

يوسف قد غاب عن يعقوب 40 سنة.
وأنت غبت عنا 1188 سنة.
يوسف كان حاكماً في الأرض وملكاً.
وأنت وحيداً في سجن الغيبة.
يوسف قد بقي أبيه يعقوب مع أهله.
ونحن بلا امام هدى ولا علم يرى.
يوسف قد بقي يعقوب يلجأ له أهله وقريته.
ونحن نجول جولان النعم، نطلب المرعى فلا نجده.
يعقوب كان نبياً متمسكاً بالله، وفي غنى عن الجميع.
ونحن لا مغيث ولا منجي ولا مفرج ولا مداوي ولا مشافي ولا منقذ لنا غيرك.

كل هذا ويعقوب قد أبيضت عيناه من الشوق ليوسف.
لو كان يعقوب في زمننا لمات جزعاً لفراقك وغيبتك يا يوسف الزهراء.
مولاي يا صاحب الزمان.

اذا أنتهى الكلام، حلت الدموع محله.
لكن، ماذا اذا سالت الدموع حتى جفت لفراقك؟
بل، ماذا اذا سقيت الأرض وأرتوت من الدماء في انتظارك؟
بل، ماذا اذا نضحت الحياة من القرابين الزكية التي قدمت في طريقك؟
لم أجد عبارة تجمع ندبات المنتظرين وأشواقهم ولهفاتهم وحنينهم أكثر من عبارة:

مات التصبر بإنتظارك أيها المحيي الشريعة!

نعم، فقد عجز الصبر، وملّ الصبر في انتظارك!
هل قلوبنا من حديد أو حجر حتى تطيق كل هذا الصبر على فراقك؟
كيف لأرواحنا الهشة أن لا تتصدع لبعدك!

أما آن الأوان يا محيي الشريعة! ؟
فتحيي شريعة جدك، وتحيي قلوبنا المنكسرة لغيبتك!
سيدي يا بقية الله.

اذا كان التعب معك راحة، فكيف بالراحة معك؟
واذا كان الألم معك سعادة، فكيف بالسعادة معك؟
واذا كان الحزن معك خير من الفرح مع غيرك، فكيف بالفرح معك؟

واذا كان الموت معك خير من الحياة مع غيرك، فكيف بالحياة معك؟

عجباً ! فما لنا اخترنا الحياة مع غيرك على الحياة معك!
يا بقية الله..

لئن كان قدري أن لا أجتمع معك في الدنيا، جزاءً لما اقترفت يدي.
فان أملي بك في الحساب أن لا يفرق الله بيني وبينك، فاني غارق في هواي، مسرف في ذنوبي وليس لدي ما أتمسك به، وأتكئ عليه، سوى ولايتكم والبراءة من عدوكم، بها أتقرب الى الله، وأطفئ لهب الجحيم الهاوية.

واني لا أظن قلباً استعر بنار فراقك، أن يعاقبه الله بنار عذابه.
2024/09/22 17:26:05
Back to Top
HTML Embed Code: