Telegram Web Link
وكان نزوله(عليه السلام) في كربلاء في الثاني من المحرم سنة إحدى وستين، فجمع عليه السلام ولده واخوته وأهل بيته ونظر إليهم وبكى وقال : «اللهم إنا عترة نبيك محمد قد أُخْرِجْنَا وَطُرِدْنَا وأَزْعِجنا عن حرم جدنا وتعدَّتْ بنو أمية علينا، اللهم فَخُذْ لنا بحقنا، وانصرنا على القوم الظالمين" . وأقبل على أصحابه فقال :

"الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يَحُوطُونَه ما دَرَّتْ معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قل الديانون» .
ثم حمد الله وأثنى عليه، وصلى على محمد وآله وقال:

"أما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخَسِيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا تَرَوْنَ إلى الحق لا يُعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ؟ ...ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما» .
يلرديت يوسف على يعقوب
رد حسين يارب للعليلة💔.
السلامُ على أُم البنين الطاهرة..
‏"وأنّكِ أحسنتِ الكفالةَ وأدّيتِ الأمانة".
السفير الغريب والمغدور

الغربة التي عاشها مسلم بن عقيل (عليه السلام) لا يطيق الخيال الانتقال لها؛ فالكوفة كبيرة ومختلفة بكل ما فيها من أزقة وفرق وعقائد وتوجهات، وأما الأمراض الأخلاقية التي احتوتها قلوب أهل الكوفة فحدث ولا حرج...
كان يجوب تلك الأزقة باحثًا عن مأوى بلا مرشد أو دليل يأخذ بيده ليخرجه من وسط الخطر بكل ما احتواه مسلم روحي فداه من العطش والتعب والخطر المحدق به يتناهى إلى سمعه صوت أقدام الجنود التي تبحث عنه من زقاق إلى آخر سائلين مستفسرين عن مُفجر الثورة في الكوفة..
كم كانت عزائم الناس هشةً ؛ فقد أخمدها الذهب وحفنة من الدراهم يواصلون البحث عن كل من لديه ارتباط بمسلم أو من بينه وبين مسلم قرابة أو صلة ...
وهو بهذا الوضع، كم كان يُفكّر بالحسين (عليه السلام) بعد أن أخبره بالقدوم عندما كانت الحشود تُحيط به تهتف بالولاء والمبايعة للحسين بن علي (عليهما السلام) وما سيؤول إليه حال الحسين (عليه السلام) بعد أن تعرف على معدن هؤلاء القوم ؛ فهم بسفير الحسين قد
فعلوا كل هذا فكيف بمرسل السفير نفسه ؟! فكان الغدر والخيانة والطمع والنفاق تتخلل بين أهل الكوفة كتخلل
الماء في الثياب...
لم يستطع مسلم روحي فداه فعل أي شيء يمنع أو يوقف أو حتى يعرقل سير قافلة الإصلاح المتمثلة بالحسين (عليه السلام) نحو الكوفة، فلم يملك مسلم سوى سلام يُطلقه من شفتيه المجروحتين
اللتين يبس الدم عليهما والعطش قد أخذ مأخذه منهما بعد أن توجه إلى حيث الحسين (عليه السلام) من على سطح قصر الإمارة قبل أن تعرج روحه إلى الباري بلحظات... فسلام على ثقة الإمام الحسين (عليه السلام) مسلم بن عقيل (عليه السلام) يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم يُبْعَثُ حيا...


_مجتبى الإبراهيمي
رُفِعت راياتُ الحربِ بكربلاء، عندما أدّىٰ
مسلمٌ سلامهُ علىٰ الحُسينِ بأرضِ كوفان!
جمع الحسين(عليه السلام) أصحابه قرب المساء قبل مقتله بليلة، وخطب فيهم فقال : أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة، وعلمتنا القرآن، وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، ولم تجعلنا من المشركين، أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعاً .
ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام . وهذا الليل قد غَشِيكُم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم، وذَرُوني وهؤلاء، فإن القوم إنما يطلبونني ولو أصابوني، لذهلوا عن طلب غيري . فرفض ذلك اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله ابن جعفر وقال العباس بن علي : لِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ؟ لا أرانا الله ذلك أبداً ! »
وقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال: «أنحن نخلي عنك ..؟ ولمّا نعذر إلى الله في أداء حقك ! أما والله لا أفارقك حتى اكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به، لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك !

وقال سعيد بن عبد الله الحَنَفِيُّ : والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا حفظنا غيبة رسول الله فيك، والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا، ثم أحرق حياً ثم أُذَرُ، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا أنقضاء لها أبداً؟» .

وقال زهير بن القين : والله لوددت أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف مرة، وإن الله عزّ وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك ..
وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ.
"فَوضَعهُ في مَكانهِ وَرَجعَ إلى الخَيمةِ،
وَهَوَ يُكفكف دموعهُ بِكُمّه"💔
بَطَلٌ تورَّثَ مِن أبيه شَجاعَةً
فيها انُوفُ بني الضَّلالَةِ تُرغَمُ
بَطَلٌ إذا رَكِبَ المُطَّهَمَ خِلتَهُ
جَبَلاً أشَمَّ يَخِفُّ فيه مُطهَّمُ
‏إنْ يبكهِ عمُّهُ حُزناً لمصرعهِ
‏فما بكى قمرٌ إلا على قَمرِ
‏يا ساعدَ اللهُ قلبَ السِّبطِ ينظُرُهُ
‏فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العُمرِ .
تتقدم قناة وصال الحُب بإدارتها وكوادرها بأحر التعازي والمواساة إلى مولانا صاحب العصر والزمان والى الأمه الإسلامية جمعاء بذكرى إستشهاد أبا الاحرار الإمام الحسين عليه السلام سائلين الله عز وجل أن يهدن وإياكم إلى طريق الحق الذي دعا اليه حفيد رسولنا الكريم وآل بيته الاطهار.
فوقف الحسين يستريح ساعةً وقد ضعف عن القتال فبينما هو واقف إذ أتاه حجر فوقع في جبهته فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره فقال الحسين عليه السلام :بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله. ورفع رأسه إلى السماء وقال :إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره. ثم اخذ السهم فأخرجه من قفاه، فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت رمى الحسين بدمه إلى السماء، فما رجع من ذلك الدم قطرة وما عرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين بدمه إلى السماء. ثم وضع يده ثانياً فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته وقال: هكذا اكون حتى ألقى جدي رسول الله وأنا مخضوب بدمي وأقول : يا رسول الله قتلني فلان وفلان.

_اللهوف ص١٠٦.
فقال حميد بن مسلم : فوالله ما رأيت مكثوراً قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه عليه السلام، ان كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيه الذئب فلما رأى ذلك شمر بن ذي الجوشن استدعى الفرسان فصاروا في ظهور الرجالة وأمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهام حتى صار كالقنفذ، فأحجم عنهم فوقفوا بإزائه.
نادى عمر بن سعد في أصحابه: من ينتدب للحسين عليه السلام فيوطى الخيل ظهره وصدره، فانتدب منهم عشرة وهم: إسحاق بن حوية الذي سلب الحسين عليه السلام قميصه، واخنس بن مرشد وحكيم بن الطفيل السنبسي ، وعمر بن صبيح الصيداوي، ورجاء بن منقذ العبدي وسالم بن خثيمة الجعفي، وواحظ بن ناعم (غانم) ، وصالح بن وهب الجعفي، وهانىء بن ثبيت الحضرمي، وأسيد بن مالك، فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر خيلهم حتى رضوا صدره وظهره

قال الراوي : وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زیاد، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة عليهم لعائن الله :

نحن رضضنا الصدر بعد الضهر
بكل يعبوب شديد الأسر

فقال ابن زياد :من أنتم؟ قالوا:نحن الذين وطأنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا جناجن صدره. قال :فأمر لهم بجائزة يسيرة.
قال أبو عمر الزاهد فنظرنا إلى هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعاً أولاد زنا وهؤلاء أخذهم المختار فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا.

_اللهوف ص ١٢٠، ١٢١
2024/09/23 17:27:02
Back to Top
HTML Embed Code: