ومبتدأ بحرف التوكيد "إنَّ" وجاء اسمها "نا" ضمير العظمة تأكيداً على شِدَّة ذلك الإنذار، ثمَّ يكرر ذلك في قوله تعالى: {أنذرناكم} مع ما يحمل زمن الفعل الماضي من قوَّة التَّأكيد على الحدث، وما يحمل ضمير المخاطبة المتصل بالفعل من معنى المواجهة والتَّبكيت، وما تدل عليه صيغة الجمع من عموم إنذار الكفرة الملحدين والمشركين والعصاة. ولذا قيل: قد أنزل جميع المشركين منزلة من يتردد في صحة وقوع العذاب ( ).
وفي وصف اليوم بالقريب دليلٌ على قرب حصوله، وإن ظنه اللاهون بعيداً ( ). لأنَّه قد أزف مقبلاً وكُلَّ ما هو آتٍ فهو قريب ( ).
ويأتي قوله تعالى: {يوم ينظر المرء ما قدَّمت يداه} أي: يرى كُلَّ ما أسلفه من الأعمال في الدُّنيا من خير أو شر، وقد خص – سبحانه- اليدين بفعل التَّقديم من عامة الجوارح: على سبيل التَّغليب ( )؛ لأنَّ غالب الأعمال توكل لليدين، أو يكون مجازاً مرسلاً؛ فذكرت اليدان وهي جزء من الجوارح بإرادة الكُلِّ، أو الكلام بطريق التَّمثيل ( ). فكل ما أسلفه من الأعمال في الدُّنيا من خير أو شر يحضر أمام عينه ليكون أعظم حُجَّة له أو عليه. نسأل الله اللطف والسَّلامة والعافية، والستر في الدُّنيا والآخرة آمين. وقد بيَّن نتيجة هذا النَّظر إمَّا المسرَّة به، وإمَّا الفزع منه ( ).
وعليه: {يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} عندما يرى أنَّ كُلَّ البهائم بعد القضاء بينها تكون تراباً بإذن ربِّها؛ عندها يتمنى الكافر لو كان فرداً منها، ويصير إلى ما صارت إليه، بعد أن كان في حياته الدُنيا متعالياً حتَّى على أوامر خالقه.
يقول ابن عاشور: وخص بالذِّكر من عموم المرء الإنسان الكافر؛ لأنَّ السُّورة أقيمت على إنذار منكري البعث، أي يوم يتمنى الكافر أن يكون أقل شيء مما لا إدراك له؛ وهو التُّراب، وذلك تلهفٌ وتندُّمٌ على ما قدمت يداه من الكفر؛ فجعل الله -تعالى- عقابهم بالتَّحسر والتَّمني أن يكونوا من جنس التُّراب. نسأل الله اللطف والسلامة والعافية من سوء المصير. وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين فقد تمت دراسة "جزء عمَّ" نفعني الله وإياكم بما قدمت وجعله حُجَّة لنا لا علينا آمين.
ما كان فيه من الصَّواب فبفضل الله وكرمه، وما فيه من خطأ أو نسيان فمن نفسي الضعيفة الفقيرة لرحمة الله، ومن الشيطان خزاه الله.
وأسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدِّين والدُّنيا والآخرة.
وأخر دعوانا أن الحمد للهِ ربِّ العالمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعزائي المتابعين والمتابعات استميحكم عذاً بالتوقف بعض الوقت ولنا بحول الله وقدرته وقوته عودة قريبة إن شاء الله تعالى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه امين يارب العالمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعزائي المتابعين والمتابعات يسعدني ويشرفني أن أضع بين أيديكم كتاب (الإعجاز البلاغي في جزء عمّ ) ككتاب كامل منقح ومزيد عمّا كانت عليه الدروس المختصرة السَّابقة .
وأسأل الله العلي العظيم أن ينفعنا به وكل من اطلع عليه وعمل على نشره والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسعد الله اوقاتكم بكل خير امين يارب العالمين

بحول الله وقوته سأنزل بعض الدروس المسموعة للاعجاز البلاغي في بعض سور القرآن وأسأل الله سبحانه العون والتوفيق وأن ينفعنا جميعاً بها في الدنيا والآخرة وأن يجعلها حجَّة لنا لا علينا امين يارب العالمين

للأسف لم يتم التسجيل من بداية المحاضرة لكن أسأل الله العلي العظيم أن يتقبل منا ومن الجميع صالح الأعمال امين يارب العالمين

وقفات تدبرية لسورة طه المباركة
الجزء الأول من السُّورة

بفضل من الله وكرمه تم اصدار كتاب (الإعجاز البلاغي في سورة الفاتحة)
من دار تكوين ورقي في المكتبة والكتروني في الموقع أرجو من الله أن يتقبل منا ويجعله عملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم وينفعنا به في الدنيا والآخرة اللهم امين يارب العالمين والمسلمين أجمعين

تم صدور الكتاب في الموقع الالكتروني لدار ومكتبة دار تكوين 🙏🏼

خالد بنَّاني