Telegram Web Link
الدعوة إلى التقريب بين طوائف الأمة المختلفة في أصول الاعتقاد له في الواقع طريقتان .

فأما الطريقة الأولى فتقوم على توهم أن غالب ما اختلف فيه المسلمون فهو مما لا يستحق أن يسبب الفرقة بينهم ، بل هو عند التحقيق مجرد خلاف لفظي أو قريب من اللفظي ، وأن ما حصل من التباين والتفرق بين تلك الطوائف كان نتيجة الشحن المتبادل بينها لأسباب وظروف تاريخية ، يمكن تجاوزها في حال النظر إلى المسائل التي هي مدار الخلاف نظرا مجردا عن تلك الملابسات التاريخية .

وأما الطريقة الثانية فتستند إلى أن الخلاف بين الطوائف التي يشملها وصف الإسلام ، ولم تخرج بما استقلت به عن جملة المسلمين فليس هو مجرد خلاف لفظي أو قريب من اللفظي ، وليست الظروف التاريخية والشحن المتبادل بين تلك الطوائف هي وحدها السبب الحقيقي والكافي لوجود التفرق والخلاف بينها ، بل إن الخلاف في أصول الاعتقاد لم يكن مجرد اختلاف في وجهات نظر يجمعها منهج واحد ، وإنما هو في حقيقة الأمر اختلاف في منهج التلقي والاستدلال أدى بالضرورة إلى الاختلاف في تلك الأصول والمسائل ، وأن أي جهد لإلغاء التباين بين الطوائف الإسلامية مع تجاهل الاختلاف المنهجي بينهم سيذهب أدراج الرياح ، ولن تكون له أي نتيجة في الواقع ، وأن الجهد الحقيقي للتقريب بين الطوائف الإسلامية إنما يكون بدعوتها دعوة عامة إلى تصحيح المرجعية ، وتجديد فهم الدين على وفق ما كان عليه السلف الصالح قبل حدوث أسباب التفرق في الأمة .

والسبر التاريخي لنشوء التفرق في الأمة ، والنظر العلمي لحقيقة الخلاف في أصول الاعتقاد يؤكد على وجود منهجيتين متباينتين ، تقوم إحداهما على قاعدة التسليم المطلق لنصوص الكتاب والسنة ، والتقيد بمعاقد الإجماع المعتبر ، كما تقوم المنهحية الأخرى على تقييد التسليم بالنصوص الشرعية بما ينافي كمال التسليم بها ، إما بقيد الإمكان العقلي الذي هو في حقيقته مجرد شبهات لا تصح أن توصف بأنها مسلمات عقلية ، كما هو الحال عند جميع الطوائف الكلامية وإن اختلفت فيما بعد ذلك في تفاصيل تطبيق هذا القيد ، وإما بقيد عدم المعارضة للكشف والإلهام وما يلزم المريد مع شيخه مما غالبه أوهام لا ضابط لها ، كما هو الحال عند جميع الطوائف الصوفية ، وإما بأي قيد ينافي كمال التسليم بالوحي على ماكان عليه الحال قبل شذوذ الفرق عن جماعة المسلمين .

وعلى هذا فالدعوة إلى وحدة الأمة ونبذ التفرق بينها إنما يكون بتثبيت الاجتماع على المنهجية التي كانت عليها الأمة قبل حدوث الخلاف المنهجي الذي هو السبب الحقيقي في تفرقها ، وترك ما تختص به كل طائفة استقلت عن سواد الأمة بمنهج حصل لها بسببه الشذوذ عن إجماع المسلمين .

وكل ما يدعى غير ذلك مما هو من تهوين الخلاف في أصول الدين ونفي الخلاف الحقيقي فيها فلا يمكن أن يكون له أثر في جمع كلمة المسلمين ، وإنما غاية ما يحصل به هو التلبيس والخلط فيما قد تواترت في تقريره أقوال العلماء المعتبرين جيلا بعد جيل ، وفيما اجتمعت كلمتهم على التحذير منه ، مما أحدثته الطوائف البدعية من المقالات المخالفة للإجماع .
فلسفة بلا مبالغات..!
لو نُزعت المبالغات والإفراط من الفلسفة .. ستصبح أفكارا عادية منزوعة الدهشة ..!
غالب الفلاسفة المشهورين - في نظري- يتمسكون بفكرة ويهولونها ويضخمونها بأسلوب بعيدا عن الموضوعية ومراعاة المنهجية العلمية ومقتضياتها .
خذ مثلاً :
فلسفة نيتشه في القوة
وشوبنهاور في الإرادة
وهيجل في الجدل والصراع
وماركس في رأس المال
وهايدجر في الوجود
وفتغنشتاين في اللغة
واقرأ إن شئت نقد الفلاسفة لبعضهم بعضاً، فسترى العجب العجاب في قوة الدحض لمذاهب غيرهم .. وتتجلى لك حقيقة لا تخطئها عين الراصد المعتدل : إن براعة كثير منهم في النقض والتفنيد تفوق قدراتهم على التأسيس والتشييد .
وهذه إحدى الآفات لدى عديد من هواة الفلسفة : تتضخم لديهم أدوات الرفض والدحض والنقد والشكوى وعدم الانسجام ، مقابل نمو مخيف في العجز عن التنفيذ والعمل والقبول بالواقع ، وهذه أيضا من المبالغات التي تطبع شخصية الكثير من الفلاسفة ومقلديهم .
د. خالد الدريس
#تدوينات

أيهما أفضل … ؟!
كتبها : خالد بن منصور الدريس

‏يقول الاستراتيجيون أصحاب النظرة البعيدة في إدارة الحروب وحماية الدول وازدهارها:

💎(لتبقى سالماً عليك ألا تعتقد أنك في أمان)..

لذلك يركزون بصفة دائمة على تكثيف التمرينات العسكرية والدورات والمناورات مع العناية بدعم جهات مخصصة للرصد والمتابعة والحراسة .. هدفها هو الاستعداد للمفاجآت السيئة والحذر من التقلبات المباغتة.

🕌وعلى الصعيد الإيماني : يجب على المسلم أن يحذر دائماً من الافتتان وسوء الخاتمة.. فهو معرض لذلك .. أما إذا تبلد شعورياً وظن أنه في مأمن ولا خطر عليه .. فإن قابلية ابتلائه بذلك تكون مرتفعة جداً.

🏇🏼وعلى الصعيد الصحي : إذا أهمل الإنسان مراقبة أكله، ولم يبالِ بمارسة الرياضة والمشي.. فإن شعوره المتبلد بأن المخاطر بعيدة عنه .. ستفاجؤه بصورة مباغتة مروعة وتُفسد عليه روح حياته = الصحة والعافية.

💞وعلى الصعيد العاطفي : شعور الزوجين بأن زواجهما جيد .. يعرضهما لإمكانية الوقوع في فخ (الروتين) فيكونا فريسة سهلة لخطر (الاعتياد) الذي يقضي على الحب والشوق والتجدد العاطفي.. لكن لو أيقظا إحساسيهما بأنهما معرضين للخطر وسعيا لمواجهته في بداياته = سيحافظان على شغف الحب بينهما .

فالحكمة العملية تُخبرنا بأن الحزم والحذر أفضل من ظن يُفضي إلى الخَدر .. !

وتذكر : (لتبقى سالماً عليك ألا تعتقد أنك في أمان).

🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃

رابط القناة /
https://www.tg-me.com/Dralderes
" الشهوة الخفية "..

ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻣﺎ ﺭﻭﻯ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻦ (ﺃﺣﻤﺪَ ﺑﻦِ ﻣﺴﻜﻴﻦ) ؛ ﺃﺣﺪِ ﻋﻠﻤﺎﺀِ (ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ) ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻗﺎﻝ - رحمه الله - :
« ﺍﻣﺘُﺤِﻨﺖ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ (ﺳﻨﺔ 219) ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺷﻲﺀ ، ﻭﻟﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻃﻮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﻉ ﻳﺨﺴِﻒ ﺑﺎﻟﺠَﻮﻑِ ﺧﺴﻔﺎ، ﻓَﺠَﻤﻌْﺖُ ﻧﻴّﺘﻲ ﻋﻠﻰ (ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ) ﻭﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﺗﺴﺒﺐ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﻓﻠﻘﻴﻨﻲ (ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ) ؛ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻨﻴﺘﻲ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ؛ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻲ (ﺭُﻗﺎﻗﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ) ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻠﻮﻯ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻃﻌﻤﻬﺎ ﺃﻫﻠﻚ .
ﻭﻣﻀﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻱ ؛
ﻓﻠﻤﺎ ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻘﻴﺘﻨﻲ (ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺒﻲ) ، ﻓﻨﻈَﺮَﺕْ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮُّﻗﺎﻗﺘﻴﻦ ﻭﻗﺎﻟﺖ : « ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ، ﻫﺬﺍ ﻃﻔﻞ ﻳﺘﻴﻢ ﺟﺎﺋﻊ ، ﻭﻻ‌ ﺻﺒﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻓﺄﻃﻌﻤﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ » ، ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲّ ﺍﻟﻄﻔﻞُ ﻧﻈﺮﺓ ﻻ‌ ﺃﻧﺴﺎﻫﺎ ، ﻭﺧُﻴِّﻞ ﺇﻟﻲّ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺭﺽِ ﺗﻌﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣَﻦ ﻳُﺸﺒِﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺃﻣﻪ ؛ ﻓﺪﻓﻌﺖ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺧﺬﻱ ﻭﺃﻃﻌﻤﻲ ﺍﺑﻨﻚ ! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻻ‌ ﺻﻔﺮﺍﺀ ، ﻭﺇﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻱ ﻟﻤَﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻓﺪﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﺷﺮﻕ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺼﺒﻲ .

ﻭﻣﺸﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻬﻤﻮﻡ ، ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻭﺇﺫ ﺃﻧﺎ ﻛﺬﻟﻚ ؛ ﺇﺫ ﻣﺮّ (ﺃﺑﻮ ﻧﺼﺮ) ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻄﻴﺮ ﻓﺮﺣًﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻣﺎ ﻳُﺠﻠﺴﻚ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺭﻙ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ؟!
ﻗﻠﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻥ الله !
ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻧﺼﺮ ؟!
ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ مِن ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻚ ﺃﻭ ﺃﺣﺪٍ ﻣِﻦ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺛﻘﺎﻝٌ ﻭﺃﺣﻤﺎﻝٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﻝ!
ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﺧﺒﺮﻩ ؟!
ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﺗﺎﺟﺮ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﺃﻭﺩَﻋﻪ ﻣﺎﻻ‌ً ﻣِﻦ (ﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ)! ﻓﺄﻓﻠﺲ ﻭﺍﻧﻜﺴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ، ﻓﺼﻠﺢ ﺃﻣﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎﻙ ، ﻭﺃﻳﺴَﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐِﻨﻰ ، ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠّﻞ ، ﻓﺠﺎﺀﻙ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺑﺤﻪ ﻓﻲ (ﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ) .
ﻳﻘﻮﻝ (ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻜﻴﻦ) : ﺣﻤﺪﺕُ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻜﺮﺗﻪ ، ﻭﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﻜﻔﻴﺘﻬﻤﺎ ﻭﺃﺟﺮَﻳﺖُ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺭِﺯﻗﺎ ، ﺛﻢ ﺍﺗّﺠﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﺭﺑﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﻨﻴﻌﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺒﻞ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﻻ‌ ﻳﻨﻘﺺ .
ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻗﺪ ﺃعجبتني ﻧﻔﺴﻲ ، ﻭﺳﺮّﻧﻲ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ مُلأَﺕْ ﺳِﺠِﻼ‌ﺕُ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔِ ﺑﺤﺴﻨﺎﺗﻲ ، ﻭﺭﺟﻮﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘِﺒﺖُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ !
ﻓﻨﻤﺖُ ﻟﻴﻠﺔً ؛ ﻓﺮﺃﻳﺘُﻨﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳﻤﻮﺝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻭُﺳِّﻌَﺖْ ﺃﺑﺪﺍﻧُﻬﻢ ، ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺃﻭﺯﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﺠﺴّﻤﺔ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻜﺄﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺨﺰﻳﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ ، ﻭﺟﻲﺀ ﺑﻲ ﻟﻮﺯﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ، ﻓﺠُﻌِﻠﺖ ﺳﻴﺌﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﻛِﻔﺔ ، ﻭﺃﻟﻘَِﻴﺖ ﺳِﺠﻼ‌ﺕُ ﺣﺴﻨﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻯ ، ﻓﻄﺎﺷﺖ ﺍﻟﺴﺠﻼ‌ﺕ ، ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻌﻪ !
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﺣﺴﻨﺔٍ (ﺷﻬﻮﺓٌ ﺧﻔﻴﺔٌ) ﻣِﻦ ﺷﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻛﺎﻟﺮﻳﺎﺀ ،ِ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭِ ، ﻭﺣﺐِ ﺍﻟﻤَﺤْﻤﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻠﻢُ ﻟﻲ ﺷﻲﺀ، ﻭﻫﻠﻜﺖُ ﻋﻦ ﺣﺠﺘﻲ ، ﻭﺳﻤﻌﺖُ ﺻﻮﺗًﺎ : ﺃﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﺷﻲﺀ ؟
ﻓﻘﻴﻞ : « بقي ﻫﺬﺍ ، ﻭانا ﺃﻧﻈﺮ ﻷ‌ﺭﻯ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻘﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ، ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﺃﻧﻲ ﻫﺎﻟﻚ ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃُﺣﺴِﻦُ بمئةِ ﺩﻳﻨﺎﺭٍ ﺿﺮﺑﺔً ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨَﺖْ ﻋﻨﻲ ، ﻓﺎﻧﺨﺬﻟﺖ ﺍﻧﺨﺬﺍﻻ‌ً ﺷﺪﻳﺪًﺍ ، ﻓﻮُﺿِﻌَﺖ ﺍﻟﺮﻗﺎﻗﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻜﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺗﻨﺰﻝ ﻗﻠﻴﻼ‌ً ﻭﺭﺟﺤﺖ ﺑﻌﺾَ ﺍﻟﺮﺟﺤﺎﻥ ، ثم ﻭُﺿﻌﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻜﺖ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺇﻳﺜﺎﺭﻱ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭﺍﺑﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻲ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻜﻔﺔ ﺗﺮﺟُﺢ ، ﻭﻻ‌ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﺟُﺢ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗًﺎ ﻳﻘﻮﻝ : " ﻗﺪ ﻧﺠﺎ ".

« فلا تحقرنّ من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﺗﻤﺮﺓ » .

خاتمة:( لا يبقى العمل الصالح في ميزان الحسنات إلا إذا كان خالصاً لله).
فلا تعجب بما فعلت؛ حتى وإن كان كبيراً فهو مال الله قد ابتلانا به ليرى صنيعنا فيه ).

ذكرها الأديب الكبير : مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - في كتابه( وحي القلم )
💥🇺🇸
*الرعب القادم من الغرب*

اعتلى الرئيس الأمريكي منصته الرسمية وأعلن للعالم أجمع بشرى إصدار تشريعات جديدة تحمي الحريات الشاذة في بلاده أمريكا .

لم يعد القماطين (اللوطيين) والسحاقيات جريمة بعد اليوم في أمريكا .

.. لكنه لم يكن كذلك منذ مدة فما الجديد ؟!!

الجديد أنه أصبح وفق التشريعات الجديدة حاجة بشرية ﻻ بد من احترامها وحمايتها وصار زواج الذكور من الذكور والنساء من النساء أمراً قانونياً ، يتم رسمياً في الكنيسة تحت أقدام مخلصهم اليسوع .. الذي كما يزعمون كفر عن خطاياهم جميعها يوم صَلْبِهِ .

فقط ﻻ بد من تحديد الأدوار جيداً من سيقوم بدور الذكر ومن سيكون الأنثى ..


كم تمنيت أن أُبشِّركم بأن أمريكا دقت المسمار الأخير في نعشها الأنيق .

وأنَّ قومَ لوط حين شرعنوا للشذوذ وصار ثقافة ﻻ يستحى منها ، أهلكهم الله بكارثة مازالت تُحيّر علماءَ الجيولوجيا حتى اليوم .

تمنيتُ أن تشاهدوا معي الفيلم الوثائقي *( بومباي اليوم الأخير )* .
ليقص عليكم الراوي كيف تفجر بركان تلك المدينة ليشوي الأجساد ويختلط الرماد البركاني بسوائل الأجسام المتلوية من الألم فيحولها الى تماثيل من إسمنت .

ويدور بكم الفيلم في أروقة المدينة المحترقة لِيُظهرَ كم كانوا منعمين وكم كانوا فاسقين .
وكيف أنّهم شرعنوا رسمياً للشذوذ والزنا وأباحوا لأنفسهم منه ما ﻻ يُباح .

تمنيتُ أن أُبشِّركم أن أمريكا ﻻ ذِكر لها وﻻ إشاره في أحداث النهاية لأنّها ستزولُ عن الوجود بكارثة قريبة .

فها هو بركان محمية يولستون يتثائب ولن يلبثَ السوبر فولكينو أن يحدودب في مساحة من عشرات ومئات الأميال ليفتحَ فمه الكبير بعطسة حارة تحرق بحممها أمريكا .

لكن ﻻ بد أن نتحدثَ بالواقع ونتركَ الحلول الحاسمة فهي لم تعدْ تحدثُ منذ مدة .. ربما لأننا ﻻ نستحق .

الشر يتحد ويغرس جذوره في أعماق الأرض ماداً أذرعَهُ الطويلة إلى كل مكان ، والويل لِمَنْ خالفه .

نحن في عصرٍ صار فيه المؤمنُ أذلَّ من شاته ..
عصرٌ يُمِدُ الله للشر والفسق ليستطيرَ في الأرض ..

غداً ستخضعُ الحكوماتُ للضغوط بإزالة المواد التي تُجَرِّمُ الزنا والشذوذَ من قوانينها .
وستخرجُ مظاهراتُ للشواذ يطالبون بحرياتهم .. وسينزوي الخيرون الضعفاء أذلةً .

وإن ارتفعت أصوات العلماء والدعاة .. فستكون شاحبةً باهتةً .. وستكون الدعوةُ الأخيرة .

الزموا أمر خاصتكم .. فلم يعد بالإمكان تغيير المجتمعات الآن .

وسيصدقُ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم مرةً بعد مرةٍ :
*(( ما من عامٍ إلا الذي بعدَهُ شَرٌّ منهُ حتى تلْقَوا ربكُم ))* .

فانتبهوا اليوم لأبنائكم ..
تحدثوا معهم عن الفتن والشرور التي تخبؤها الأيام القادمة .

استثمروا في عقول أبنائكم لنجاتهم ونجاتكم .
*ﻻ تهربوا من المتدينين* .
*ﻻ تسيئوا للملتزمين وتُكَبِّروا عيوبَهم وتُعَظِّموا هفواتِهم* .
*ﻻ تُحَقِّروا العلماءَ والدعاةَ لأغراض سياسية فهم أعمدةُ الأمة وأوتادُها* .
*ﻻ تُشوِّهوا صورَهم في أذهان أبنائكم فسيكبرون وهم يكرهون الصالحين ويكرهون معهم الصلاحَ وأهلَه* .

أبناؤكم غداً إما جندُ الله .. أو جندُ الدجال .

*وأنتم من تحددون ذلك منذ اللحظة*.     

الأولاد يكبرون جسماً ويصغرون ديناً..
يشبعون طعاما ، ويجوعون حباً وجلوساً ووئاماً!!  
والزمان الآن لم يعد كسابقه...

في اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك !!
يهجم على عقله ألف فكرة خاطئة، وعلى عينيه ألف ألف مقطع سيء،!!
وعلى وقته ألف ألف شاغل وشاغل بالشر عن الخير....
فكيف بمن يغيبون شهوراً ودهوراً؟!!*

أيها الآباء،
لا حاجة لأولادكم في الثوب الجديد،
أو المصروف الكبير،
أو الميراث الوفير،،
إذا لم تؤسسه بحضورك على :
حب الله ومراقبته،
وتكتشف مواطن الخير فيه فتتعهدها وتنميها،
وتعرف مكامن الشر في نفسه فتنتزعها وتنقيها..

أيها الآباء..لا تعتذروا بضيق أوقاتكم فتكونوا كمن يضحك على نفسه!!*

ولا تعتذروا فللرجال بصمات ، وللنساء لمسات...
ولا غنى للولد عن كليهما.

ولا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم..
فبئس الرزق ذلك الذي يقدم للأمة أجساما معلوفة!!
وأخلاقا مهلهلة ضعيفة!!

الزمان الآن صعب ...
وأولادنا والله مساكين...
يحتاجون أضعاف أضعاف ما كنا نأخذ في مثل أعمارهم ،،
مع فرق الفتن والمغريات التي بين جيلنا وجيلهم!!

عودوا إلى بيوتكم،
واشبعوا حباً من أولادكم...
العبوا معهم، وقصوا عليهم،
واستمعوا كثيراً إليهم..
وتفرغوا من أجل هؤلاء الأبرياء عن بعض مشاغلكم... 
أوقفوا الدنيا كلها من أجل فلذات أكبادكم...
فدعاء أحد الصالحين أو الصالحات منهم لك بعد موتك من قلبه قائلا:
"رب اغفر لي ولوالدي" ....
خير لك من كل التفاهات التي شغلتك عنهم.هذا والله أعلم.
✍🏻
من يوميات الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه علي التليجرام
«‌من ‌غرائب ‌أحكام ‌العربيَّةِ أن يُمنَعَ من القياس لمانعٍ شرعيِّ، ولكنْ له نظائر كالمنع من تثنية أسماء الله تعالى وجمعها وتصغيرها، وإن كان قياس العربية يقتضى تثنية الأسماء المعربات على الجُمْلة، وكذلك تصغير الأسماء التي سُمِّى بها نَبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلَّم تسليما- فإنه أعظمُ الخَلْقِ عند الله تعالى، فلا يجوزُ تصغيرُ اسمهِ وإن كان لفظاً، لِعظَمِ المدلولِ-عليه السلام- والألفاظ تشرُفُ بِشَرَفِ مدلولها شَرْعاً، وهذا الموضع مما مَنَعَ الشرع من استعماله، وذلك يستلزم مَنْعَ القياس عليه، فمنَعَهُ الناظمُ وسمَّى ما سُمِع منه مخالفا للمشروع شاذاً، لمساواته للشاذِّ العربِّي الذي لا يقاس عليه، والله أعلم».
شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (4/ 65)
الجزء الرابع بتحقيق: د. محمد إبراهيم البنا، د. عبد المجيد قطامش.
سئلت كثيراً عن معنى الرجولة وأراها في:
١.  تحمل ثقل المسؤولية.
٢. وتغليب الحلم على الغضب.
٣. وتعود الصبر على التسرع.
٤. إدمان الكرم عن البخل.
٥. وفي خدمة أهله قبل كل احد.
٦.  وفي اللين لهم عند معاملتهم.
٧. وفي الصبر والرحمة عند تعليمهم وتقويمهم.
٨. وفي الصدق عند القول.
٩. والحزم عند الفعل.
١٠. والأهم أن يتخلق بخلق القرآن، فيحقق معنى العبودية ويحسن فعل الاستخلاف.

وأما الأنوثة فأراها في:
١. الحياء.
٢. وعدم مزاحمة الرجال. 
٣. والميل نحو التزين والجمال.
٤. وفي خفض الصوت.
٥. ورحمة القلب.
٦. ورقة الشعور ( وهذا يكون ببعض الشعر  وجميل التأديب)
٦.  وفي حسن الأنس ( الغاليات المؤنسات).
٧.  في الاحتواء كما فعلت أمنا خديجة. 
٨ . في جميل خدمتها لأبيها.
٩. وحسن تبعلها لزوجها.
١٠. وإدمان طاعتها لربها؛ وهي الأهم وعليها مدار توفيقها لكل ما سبق  .

عمار سليمان
https://cutt.us/PVZX5

وصية مهمة من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لطالب العلم .
مكة الخضراء أو ربيع مكة
د أميرة الصاعدي


أنعم الله على العباد والبلاد بموسم أمطار وخيرات وبركات، سالت على إثرها الأودية، وأخضرت الأرض، واكتست الجبال بألوان الخضرة والجمال، وتناقل الناس عبر وسائل التواصل، صور جبال مكة ورياضها الخضراء، وتنوعت المشاهد، وتجملت الأرض، وأصبحت تسر الناظرين.

وكنت في يومي هذا الجمعة ٢٠/ ٦/ ١٤٤٤ قد ذهبت إلى الطائف مع أبنائي للنزهة ولفت نظري، الفرق بين جبال مكة في هذه الأيام ذات الخضرة والجمال، والأزهار وجميل الألوان، وبين جبال الطائف وخلوها من الخضرة، وكنت أتسائل مع أولادي ما سر ذلك، فكل اجتهد بما أجاب، ولكني ما وجدت جواباً شافياً.

وعندما رجعت ليلاً، وكنت أراجع كلاماً للرامهرمزي من كتابه الأمثال المروية عن النبي ، وقفت له على نص حول قوله تعالى:" أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَتُصۡبِحُ ٱلۡأَرۡضُ مُخۡضَرَّةًۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرࣱ" فقال: وليس اخضرارها عقيب يوم يمطر فيه، إنما المعنى: أنه سبب له بإذن الله, وزعم قوم أن هذا بمكة موجود، تخضر الأرض في ليلة واحدة، ولا يكون إلا بمكة" فعرفت الجواب وهداني الله له، بأن هذا من خصائص البلاد الحارة.

فرجعت إلى أقوال المفسرين حول الآية، فوجدت جواب سؤالي عن الفرق بين جبال مكة وجبال الطائف،
قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: هَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِمَكَّةَ وَتِهَامَةَ. وَمَعْنَى هَذَا: أَنَّهُ أَخَذَ قَوْلَهُ: "فَتُصْبِحُ" مَقْصُودًا بِهِ صَبَاحُ لَيْلَةِ الْمَطَرِ وَذَهَبَ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ الِاخْضِرَارَ يَتَأَخَّرُ فِي سَائِرِ البلاد، وقد شاهدت هذا بسوس الْأَقْصَى نَزَلَ الْمَطَرُ لَيْلًا بَعْدَ قَحْطٍ أَصْبَحَتْ تِلْكَ الْأَرْضُ الرَّمِلَةُ الَّتِي نَسَفَتْهَا الرِّيَاحُ قَدِ اخْضَرَّتْ بِنَبَاتٍ ضَعِيفٍ رَقِيقٍ.

وقال ابن جزي: ﴿فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً﴾ تصبح هنا بمعنى تصير، وفهم بعضهم أنه أراد صبيحة ليلة المطر، فقال: لا تصبح الأرض مخضرة إلا بمكة، والبلاد الحارة.
وقال ابن كثير في قوله تعالى: (أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَتُصۡبِحُ ٱلۡأَرۡضُ مُخۡضَرَّةًۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرࣱ ۝٦٣: قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ: "أَنَّ بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا" وَمَعَ هَذَا هُوَ مُعَقَّبٌ بِالْفَاءِ، وَهَكَذَا هَاهُنَا قَالَ: ﴿فَتُصْبِحُ الأرْضُ مُخْضَرَّةً﴾ أَيْ: خَضْرَاءَ بَعْدَ يُبْسِهَا ومُحُولها.

وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْحِجَازِ: أَنَّهَا تُصْبِحُ عَقِبَ الْمَطَرِ خَضْرَاءَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال القرطبي: (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) أَيْ ذَاتَ خُضْرَةٍ، كَمَا تَقُولُ: مُبْقِلَةٌ وَمُسْبِعَةٌ، أَيْ ذَاتُ بَقْلٍ وَسِبَاعٍ. وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ اسْتِعْجَالِهَا إِثْرَ نُزُولِ الْمَاءِ بِالنَّبَاتِ وَاسْتِمْرَارِهَا كَذَلِكَ عَادَةً.

وقال السمعاني: قَالَ عِكْرِمَة: الْآيَة نزلت فِي مَكَّة خَاصَّة، فَإِن الْمَطَر هُنَاكَ يَقع بِاللَّيْلِ، وتخضر الأَرْض بِالنَّهَارِ."

فسبحان الخالق المبدع المصور.
حين وصف النبي ﷺ واقعنا بقوله: (تتداعى عليكم الأمم) بيّنَ -في نفس الحديث- سبب هذا الواقع فقال: (أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل).
ومن بين ركام الغثاء هناك بقايا من المصلحين، يعيد الله -بثباتهم ودعوتهم- الحياة في هذا الغثاء لينبُت مرة أخرى كما تنبت الحبة في جانب السيل.
ولذلك فإن من أهم أدوار المصلحين اليوم: إحياء الهمم والعزائم، وتوجيه الطاقات، ولفت انتباه أبناء المسلمين إلى حقيقة الدور المنوط بهم، وإخراجهم من مستنقعات التفاهة إلى المعالي والقمم.
ولمثل هذا ينبغي أن يعمل المصلحون ويبذل الباذلون.

أحمد يوسف السيد
| من أدب الدعاء: العناية باختيار ألفاظه، والحرص على جوامعه |

قال الإمام الخطابي:
(ولْيَتَخيَّرْ لدُعائهِ، والثناءِ على ربهِ: أحسنَ الألفاظِ، وأنبَلَها، وأجمعَها للمعاني، وأبينَها؛ لأنهُ مناجاةُ العبدِ سَيِّدَ الساداتِ الذي ليس لهُ مثل، ولا نظيرٌ.
ولو تقدّم بعضُ خَدَم ملوكِ أهل الدُنيا إلى صاحِبِه ورئيسِهِ في حاجةٍ يرْفَعُها إليهِ، أو معُونَةٍ يطلبُها منْهُ؛ لَتَخَير لهُ محاسِنَ الكلامِ، ولَتَخَلَّصَ إليه بأجود ما يقدرُ عليه من البيانِ، ولئن لم يستعملْ هذا المذهبَ في مخاطبَتِهِ إيّاهُ، ولم يَسْلُك هذهِ الطريقةَ فيها معهُ؛ أوشَكَ أن ينبوَ سمْعُهُ عن كلامِهِ، وأنْ لا يحظى بطائلٍ من حاجَتِهِ عندَهُ.
فما ظنُّكَ برَبّ العِزةِ -سُبحانَهُ- وبمقامِ عبدِهِ الذَّلِيلِ بينَ يَدَيْهِ؟!
ومَن عَسى أنْ يبلغَ بجهدِ بَيانِهِ كُنْهَ الثناءِ عليهِ؟!
وهذا رسولُهُ، وصفيُّهُ - ﷺ - قد أظهرَ العَجْزَ والانقطاعَ دونَه؛ فقالَ في مناجاتِهِ:
«وأعوذُ بِكَ مِنكَ، لا أُحْصِي ثَناءً عليكَ، أنْتَ كما أثنيتَ على نفسك».
فسبحانَ من جَعَل عَجْزَ العاجِزِينَ عن شُكْرِهِ والثناء عليه شكرًا لهم، كما جَعَل معرفة العارفينَ بأنهم لا يُدْركُونَ كُنْهَ صِفَتِهِ إيمانًا لهم).

[شأن الدعاء (ص١٥- ١٦)، تحقيق: أحمد الدقاق، دار الثقافة العربية]

https://www.tg-me.com/DHAIF86
Forwarded from السبيل
منشور مترجم لربة منزل أمريكية تتكلم فيه عن سعادتها بتوقفها عن العمل منذ مدة طويلة والتفرغ للعناية بزوجها وأطفالها مثل الأسر التقليدية. مررت على العديد من التعليقات التي وافقت هذا المنشور رغبة في ترك الوظيفة لكن دون قدرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، مشيرين إلى الفرق بين اقتصاد الخمسينات والاقتصاد الحالي. لقد قوّض النظام الاقتصادي الغربي حتى فرص المرأة الغربية في التراجع لطبيعتها في عمل ما تحب وتتفوق به عن جدارة.
أما نحن في عالمنا الإسلامي فما زالت بعض الأخوات المسلمات هداهن الله يهمهن تلك السعادة في تحقيق الذات والطموح في الخروج من المنزل للعمل غير مضطرات لساعات طويلة؛ بسبب ما تجمّله النسوية في عمل الوظائف وتستصغره في عمل المنزل وتربية الأطفال.
ملاحظة- المنشور الأصلي في التعليقات.

المنشور:

(أحب أن كوني ربة منزل كما كنّ النساء في الخمسينيات)
"أنا زوجة وأم لأربعة أطفال. اعتدت أن أكون مساعدة قانونية وكنت أحاول أن أصبح محامية، لكن عندما ارتبطت بزوجي أخبرني إذا لم أرغب في العمل، فلا داعي لذلك. في بداية علاقتنا واظبت على العمل ولكن مع مرور السنين أدركت أنني بائسة. في عام 2013 توقفت عن العمل نهائيا. في عام 2015، رزقنا بتوأم وانتهى بي الأمر أن أكون أما في المنزل. لم أكن أسعد بهذا الوقت من أي وقت مضى في حياتي كلها. أستمتع بالتواجد مع أطفالي كل يوم، أستمتع برعاية زوجي والتأكد من أنه سعيد ويتغذى. أحرص على أن يكون المنزل نظيفًا كل يوم له ولأطفالنا. مجرد نظرة الامتنان التي أراها في أعينهم جميعا والتقدير الذي أحصل عليه منهم يملأني كما لم تفعله أي مهنة على الإطلاق. لدينا زواج تقليدي للغاية وقد قيلت لي أشياء مثل أنه تم غسل دماغي وأن زوجي يتحكم بي، لكنني لا أرى الأمر بهذه الطريقة على الإطلاق. لقد كنا معًا لمدة 12 عامًا ونعيش معًا حياة سعيدة للغاية. أعتقد حقًا أن هذه السعادة بسبب طريقتنا التقليدية في العيش. وقبل أن يفكر أي شخص بأن لدينا مال كثير ولذلك باستطاعتي البقاء في المنزل، فهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. زوجي جندي قديم معاق ودخلنا الوحيد في الوقت الحالي هو معاشنا التقاعدي. لكن الطريقة التي أرى بها ما أقدمه لزوجي هي أنه حارب من أجل بلدنا ، وفقد أصدقاء له في الخارج ، وفعل ورأى أشياء لا أستطيع حتى تخيلها. لذا فإن أقل ما يمكنني فعله هو تنظيف منزلنا، وعمل شطيرة له عندما يطلب ذلك، والتأكد من أن ملابسه جاهزة له في الصباح. إنه يتأكد من أن لدينا منزلًا لطيفًا وطعامًا في بطوننا ويهتم بأي مشاكل قد تطرأ علينا. أنا حقًا لا أعرف ماذا سأفعل إذا فقدته. إنه كل شيء بالنسبة لي وأنا سعيدة للغاية لأنني تزوجته."

محمد نبيل
🌕 عن ابن عباس قال عجبت للكلاب والشاء ، إن الشاء يذبح منها في السنة كذا وكذا ، ويهدى كذا وكذا ، والكلب ؛ تضع الكلبة الواحدة كذا وكذا ، والشاء أكثر منها !

▫️ درجة الحديث: إسناده صحيح
▫️ الراوي: -
▫️ المحدث: الألباني في صحيح الأدب المفرد - 447

📚 الموسوعة الحديثية
في كتابها (تسليع الحياة الحميمية) تقارن الباحثة الأمريكية آرلي هوكسشيلد بين الثقافة اليبانية في نصح النساء والثقافة الأمريكية في نفس الأمر.

وتقول أنه بحسب الثقافة اليابانية في السبعينات، كانت النصائح الموجهة للنساء تخبرها بأن شرف المرأة ونُبلها وفخرها يكمن في استثمار طاقتها الشعورية لإسعاد من حولها من عائلتها.

أما في الثقافة الأمريكية فقد تم "تبريد" المرأة، أي جعلها أكثر برودة، أقل ارتباطًا بالمشاعر، أقل عطاءً لغيرها عاطفيًا، خلال السعي لمساواتها بالذكور.

لكن بما أنه من المستحيل أن يتم إلغاء عواطف المرأة كليًا، فبمَ تنصح الثقافة الأمريكية النساء حينذاك؟

تخبرنا هوكسشيلد أن الثقافة الأمريكية تشير إلى توجيه هذه العواطف إما إلى الذات [عبر عبارات مثل (أحبي نفسك) و (الثقة بالذات) و (احضني نفسك) و (استمتعي بالحياة) الخ..] وإما إلى استنزاف المرأة لخدمة أصحاب رؤوس الأموال في الشركات متعددة الجنسيات.

وفي كلا الحالتين، فقد تغير ارتباط المرأة العاطفي بمفهوم الشرف من الخدمة داخل بيتها لصالح أسرتها وإسعاد زوجها وأطفالها إلى الخدمة خارجها لصالح نفسها أو لصالح رب عملها.

هذا التغير في الشعور سيعقبه استعداد المرأة للتضحية بحسب ما تراه شرفاً، ففي الحالة اليابانية، ستضحي المرأة من أجل زوجها وأولادها وستكون متقبلة لهذا الأمر بل وتسعى إليه.

وأما في الحالة الأمريكية فستضحي من أجل نفسها فقط أو رب عملها ولن يكون لديها استعداد للبذل من أجل زوجها أو أطفالها.

إسماعيل عرفة
قال صلى الله عليه وسلم
الدنيا ملعونة ملعون ما فيها.

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: " كيف يصح أن الدنيا ملعونة، وليس من رزق، ولا من نعمة، ينالها العبد إلَّا على ظهرها؛ وقد قال تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ).
وإنما يذم منها حرام من غير وجهه، أو حلال على سبيل التكاثر والتفاخر، وما يُقتنى قصد المباهاة والمماراة، فذلك الَّذي هو ممقوت عند ذوي الألباب "
المتابعون الكرام

تجدون في هذا الوسم:
#متفرقات

أكثر من 120 سؤال حول تأصيلات عقدية في مسائل متنوعة، بإجابات وافية وأدلّة كافية -بإذن الله-، من أستاذات متخصصات.


•اضغط على الوسم أعلاه للتصفّح.

——————————————-
~ الفهرس.

• قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
#فضاءات


" منصات التواصل الاجتماعي ( كالفيس بوك والسناب شات والانستغرام وتويتر ) بل أغلب السوشل ميديا توصل لك إيحاء يترسخ عدة مرات في اليوم الواحد وهو :

كل العالم يحقق إنجازات إلا أنت ..

وهذا الإحباط يولد إحباطاً أعظم حتى يتضخم بداخلك شعور سلبي عن ذاتك ،

بينما الحقيقة الناقصة التي غابت عنك مختلفة تماماً عما تراه ..

الحقيقة هي :

إن الناس لن تشاركك إلا نجاحاتها وفي حال الفشل ستصمت وتتقوقع وتنكمش على نفسها .

‏الخلاصة: كلنا نعاني من الصعوبات والفشل ٩٠٪ من الوقت، ونشارك بعض ال١٠٪ الحلوة.

فلا يصبك الإحباط، أكمل مسيرتك. " *

منقول بتصرف.

🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃❄️🍃

رابط القناة /
https://www.tg-me.com/Dralderes
Forwarded from قناة / عبدالله القرني (عبدالله القرني)
ما يحصل من الكوارث والمصائب والزلازل قد يشوش على ضعاف الإيمان تسليمهم بعدل الله وحكمته ، لا على من حصلت لهم تلك المصائب وحدهم وإنما حتى على غيرهم ممن لم يتحقق له الفهم الصحيح لحقيقة الحياة الدنيا ، ومعنى الإيمان بالقضاء والقدر ، وأن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا ، وأنه لا يكون في ملكه ما ينافي عدله وحكمته .

ومدار الأمر كله هو أن يعلم أن حياتنا في هذه الدنيا إنما هي للابتلاء بالسراء والضراء ، ومن ظن أن الله تعالى إذا أغدق عليه النعم فإنما ذلك لأنه أحبه واصطفاه ، أو أنه إذا ابتلاه بالمصائب فإنما ذلك لأنه لا يحبه ولا يرضى عمله فقد أساء الظن في الحالين ، ولم يوفق إلى أن الابتلاء بالسراء قد يكون أشد عليه من الابتلاء بالضراء ، وأن عليه أن يراجع يقينه ، حتى لا يكون ممن يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه ، وهذا حال من يعبدالله على معنى المعاوضة العاجلة لا على ما يجب على المؤمن من اليقين الذي يورث الشكر في حال النعماء والصبر في حال الضراء ، وفي كلا الحالين فهو على خير ، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له "، ولهذا المعنى كان عمر رضي الله عنه يقول :"لو كان الصبر والشكر بعيرين ما باليت أيهما ركبت ".
2024/07/01 07:43:32
Back to Top
HTML Embed Code: