"وضعتُ يديّ فوق قلبي مئات المرّات في الايام التي مضت، يا رب يدُك أرحم من يدي ولُطفك أعظم من خوفي."

إنني أبكي الآن من كل الأشياء التي عاهدت نفسي بالأمس أن أتجاوزها، والتي دعوت الله مرارًا وتكرارًا من أجل أن أتخطاها بقلبٍ كامل ، لكن لا جديد
البداية هي نفسها ، والقصة لم أجد لها نهاية بعد.

‏"عجّل إلهي بلطفٍ منك يغمُرنا
يروي الفؤادَ مسرّاتٍ وتِحنانا" 🤍
-

{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}

• [الحجر : 97-99]

‏لا يوجد تبرير لسوء الخُلق إطلاقًا، لا نفسيّة سيّئة ولا مزاج متعكّر ولا غيره، والمُحترم الخلوق مهما مرّ بظروفٍ صعبة يبقى محترمًا خلوقًا.

إنّ الكِرام وإن ضاقت معيشتهُم .. دامت فضيلتُهم والأصلُ غلّابُ. 🤍

إنّ الذي يجعلُ المرء مُتماسِكًا أمام الهزّات النَّفسيَّة العميقة، ولحظات الضَّعْف الكثيرة، وليالي النُّواح الطويلة - هو وجود الله.. فقط.

الوحيد الذي يسمَعُ المرء منّا وهو يَنُوح وَحدَه لأسبابٍ لا تتجاوز قلبه ورُوحُه تكاد تَزْهَقُ مِن شدّة النَّحيب - هو الله.. الوحيدُ الذي يُدرِك حجم الشُّعور، مهما دَقَّ، يستمِع لتكرار كلّ الشّكاوى المُمِلّة، الموجود دومًا، القريب جدًّا، اللطيف جدًّا، بالِغ الرّحمة، هو الله!
لا أدري -حقيقةً- كيف كان الواحِد سيستيقِظُ مُستكينًا بعد أن نامَ باكيًا إذا لم يكُن اطْمِئنانُه بالله!

"ربّنا إنّك تعلَمُ ما نُخفي وما نُعْلِن"!

أعوذُ بجلَالِكَ من أن أكونَ سنَدًا للأفَّاكِين ، و متّكَأً للظالمِين ، و مرَافقًا للمتجبِّرِين ، أعوذُ بنورِ وجهِكَ من أن يأخذَني ذنبِي لموالاةِ كاسرِي الخواطِر ، و سليطِي اللِّسان ، لا يراعونَ حقَّ المرءِ في أخيهِ و لا ينصرونَ ضعيفًا و لا يرقّ قلبهم لمِسكِين ، أسألُكَ و أنتَ ربّ السماواتِ و الأرض ، ألا يكونَ من بينِ صَحْبِي مُفترٍ ، يستحلُّ لحمَ غيرِه ، يخوضُ في العِرض كمن يخوضُ في أحاديثِ القدامَى بلينٍ و هدوء و عن طِيب خاطر !

اللهمّ إنِّي أبرأ إليكَ من كلّ من يُغضبك ، اكفنِي شرَّهم و لا تجمع بيني و بينهم إلىٰ يومِ الدّين .

نافرٌ من الدُّنيا
خائفٌ من الموتِ
عالقٌ في المنتصف

حنانيك يا ربّ.

واحلل الحبال المُعقدّة يا ربّ
وسهّل كل شديد
وهوّن كل صعب
ومهّد كل طريق

إنك على كل شيءٍ قدير.

لو أن هناك شيء واحد يستحق أن نستعيذ منه في هذه الأيام فهو أن نستعيذ من الفجأة، الفجأة بكل أشكالها المؤلمة.

الموت الفجأة، الفقد الفجأة، قطع الأرزاق الفجأة، الفراق الفجأة، الإبتلاء الفجأة، الهم والحزن الفجأة، وتغير الحال الفجأة.

فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك.. فكانت الإستعاذة ليست من البلية ذاتها بقدر ما كانت من فجأتها.

فاللهم إنا نعوذ بك من فجأة نقمتك.

"يا ربّ يا جامع ، اجمعني وحاجتي بِلطفك
وبارك لي فيها."

يارب استرنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض .

يارب في ليلة الجمعة و فجر الجمعة أبعد عنا كل الهموم و أرح قلوبنا و احلل لنا عقدة الأمور .

من أكثر الأدعية التي تمنح الطّمأنينة، ويستجلب بها المدد، ويتصالح بها الإنسان مع نفسِه وأقداره الشاهد منها والغائب، دعاء النّبي صلّى الله عليه وسلَّم:

"اللهُمّ ما رزقتني ممّا أُحبُّ فاجعَلهُ لي قُوّةً فِيما تُحِبّ، وَما زَوَيتَ عَنّي ممّا أُحِبُّ فاجعَلهُ لي فَراغًا فِيما تُحِبّ".

أستغفر الله..

من كلّ تَعَبٍ لم يكن خالصًا للّه، وِمن خطوةٍ بلا قَصدٍ فلَم تَثبُت، ومن فكرةٍ شَوَّهَها حَظُّ نفسي فلم تَنبُت، ومِن كلمة كتبتها خالَطَها الإعجاب فلم تُثمر، ومِن مَقطَعٍ صَوّرته لأجل صورتي فلَم يَسكُن.

أستغفر الله من نَفَسٍ بلا رسالة، ومِن جهدٍ بلا صِدق، ومِن دمعةٍ بلا خشية، ومِن انشغالٍ بلا ثمرة، أستغفر الله مِن أيّامٍ بلا وضوح، وحياةٍ بلا هدف، وقَلبٍ بلا خبيئة، ومسيرةٍ بلا سِرّ، ودُنيا تُنسي الآخرة.

‏يارب آتنا الذي نرجوه ، و مُدّنا بما نأمل و هب لنا منك فتحًا مبينًا.

‏{وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ}.

يا رب كُن مع تلكَ القلوب المُدماة التي قد أضناها الفقدُ وأرهقها، وهي عند بابِك تتقوّى على مصابها ب "لا إله إلّا اللّٰه" وتحمدُك رغمَ البليّة ب "الحمدُ للّٰه ربّ العالمين" وتناجيك ب "يا ربّ"
فارحم ضعفَ عبادك المستضعفين، واربط على قلب من فقَد، وآوي إليك من تشرّد، وأجِرهم في مُصيبتهم واخلفهم خيرًا منها.. اللّٰهمَّ أنت أنت.. ونحن نحن.. ضعافٌ فقراء كما خلَقتنا، نرجوك ونتذلّل إليك تذلّلا يخفى أمامَ كبريائك وأنت تقدر ونحن لا نقدر!.

سَاعدنا على مُقاومة الدُنيا، ساعدنا على أنفسنا، وأجبرنا كثيرًا، حتى باب الجَنة.

يا ربّ.🤍

اللهم عليك بأعداء دينك وأعداء عبادك المسلمين، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم واجعل بأسهم بينهم واجعل تدميرهم في تدبيرهم، اللهم سلط بعضهم على بعض يارب العالمين، اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل.