أمِنُوا حَوَائِجَكُم وَأُمنِيَاتكُم عِنْدَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ أَلسَلَام ، وَسَّلُوهُ بِأَبَي الفَضْلِ العَبَاس عَلَيهِ ألسَلَام وَلَده، وهو لَنْ يُخَيبَ آمَالَكُم بِأِذْنِ اللّٰه.

أخِيرَاً تُصبِحُونَ عَلَىٰ عَطفِ آلِ بَيتِ الرَسُول عَلَيهِمُ ألسَلَام.

جميل أن تشعر بحب اللّٰه وقدرته وعظمته في خلقه.

أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا
إِنَّ شَرَّ الجُناةِ في الأَرضِ نَفسٌ
تَتَوَقّى قَبلَ الرَحيلِ الرَحيلا
وَتَرى الشَوكَ في الوُرودِ وَتَعمى
أَن تَرى فَوقَها النَدى إِكليلا
هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيلٌ
مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبءً ثَقيلا
وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ
لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا
لَيسَ أَشقى مِمَّن يَرى العَيشَ مُرّاً
وَيَظُنُّ اللَذاتِ فيهِ فُضولا
أَحكَمُ الناسِ في الحَياةِ أُناسٌ
عَلَّلوها فَأَحسَنوا التَعليلا
فَتَمَتَّع بِالصُبحِ ما دُمتَ فيهِ
لا تَخَف أَن يَزولَ حَتّى يَزولا
وَإِذا ما أَظَلَّ رَأسَكَ هَمٌّ
قَصِّرِ البَحثَ فيهِ كَيلا يَطولا
أَدرَكَت كُنهَها طُيورُ الرَوابي
فَمِنَ العارِ أَن تَظَلَّ جَهولا
#ايليا_ابي_ماضي

والأمرُ حينَ تستَوْدِعه اللهَ يفرُّ من ضعفِ حيلتِكَ إلى أمنِ رعايته.

لتنتهي آمالكم وتعلقاتكم بهذه الدنيا وما فيها من مخلوقات زائلة ولتسموا أنفسكم وعقولكم وقلوبكم مع اللّٰه في هذه الليلة المباركة، وإن الطريق إليه جل جلاله هو أهل البيت عليهم السلام وماخلاهم باطل ومضمحل (طرق مزيفة، وهمية، زينها الشيطان)، وإن الخلاص من تلك الذنوب التي نرتكبها طيلة ايام الاسبوع هو دعاء كميل بقلب متوجه إلى اللّٰه في ليلة الجمعة المباركة، حيث أن هناك وصل كبير وعظيم بين أن هذا الدعاء علمه الإمام علي عليه السلام لكميل في ليلة الجمعة، وفي صباحها يقلب الإمام الحجة أبن الحسن صحائف أعمالنا، وفي يوم الجمعة يظهر القائم، وهو يوم عظيم جداً، ودعاء كميل فيه كزهرة تفتحت في ربيعها وملأت أرجاءها عطراً وجمالاً بعد خريف جاف ومتعب لها.

وفي يوم الجمعة سلامٌ من الروح لقلبك المتحطم، سلامٌ من مشتاق يطلب دعائك، سلامٌ من موجود لا يرى الوجود إلا بك، سلامٌ يا عزيز فارقناه، وقلباً كسرناه، وعيناً أبكيناها، سلام أيتام يخافون أن تنتهي قصصهم ولا ملقى لك يا أباهم، مُدَّ يديك على رؤوسهم لعلهم يكسبون منها حناناً وأماناً يصبرهم لما بقى من الايام المظلمة وأنت غائب،
ما لليتيم غير يديك؟
وما للمحتاج غير عطفك؟
وما للخائف غير كتفك؟
نريدك كما تريد الصحراء القاحلة المطر، نريدك ياغيمة تشكلت من ماء الطف الاحمر، سلامٌ عليك يا عزيز الزهراء، سلامٌ عليك يا حبيب أم البنين، سلامٌ عليك يحمل صرخات المخيم وسبايا الطف.

للهواء وللشمس وللمطر وللغيم وللنجوم وللجبال وللوديان والسهول ولبقاع المياه، الأنهار والبحار والمحيطات، حيث أنها تحمل دعاء الندبة بصوت المشتاقين إلى أعالي السماوات حيث ربٌ سميع للدعاء تسأله الظهور.

‏فَتمَسكُوا بِرِفاقِكُم وسُرُورِكُم ما قِيمَةُ الدُّنيا بِلَا صُحبَاتِ؟

إياك والتفاهة، وأن يجذبك أجوَف المعنى هزيل المبنى…
إياك والفراغ، وأن تألف الراحة، فتترك الميدان لغيرك خوفاً وضعفاً، إياك والبحث عن سفاسف الأمور في ظل مرحلةٍ أنت أحوج ما يمكن لأن تُصقَلَ جيداً و تَثبُتَ كشجرةٍ لا تموت، وانتبه أن تضع نفسك موضع استخفاف.

اللهُم خَيراً يُصاحب أيامنا.

رحيمٌ أرتجيكَ لضعفِ نفسي
وخوفي من شقا عُمري وذنبي

أَغُصُّ بِحُرقَةِ البلوى وأبكي
وَأَرْكَنُ للهمومِ وأنتَ قُربي!

فيا رحمنُ عفوَكَ إنْ سعدي
جفاني واشتكى قحطي وجدبي

أجِرني من شقائيَ يا إلهي
وخذ بيديَّ يا سندي وطِبِّي

أجمل ما في القبر حين يرقد الجسد ويغطى بالتراب حتى امتلاء حفرته وكأن ذلك المكان الصغير لم يزاح منه ذرة تراب واحدة!ولا يبقى لتلك الجثة فضاء حولها لتبحث فيه عن ضوء او نور او ما شابه ذلك ولا حتى نسيم هواء،فقط تراب بتراب والذي يرقد فيه تراب،ألجميل هنا أن الروح التي بثَّها اللّٰه في هذا التراب طيلة تلك السنين تنظر ما يجري حولها ويعاد عليها ما جرى لها وتعطى نظراً من حديد لما سيجري عليها،،ألجميل أنها تمضي برزخها وهي عارفة بخالقها وممتنة له، تعيش حالة الحب الحقيقي الذي نبحث عنه هنا فوق الأرض، الأمان والطمأنينة والسكينة كلها هناك مع الخالق،وللأسف الشديد نمضي هذا السفر بالبحث عن كل شيء في الذين رافقونا بالرحلة،
اللّٰه لم يخلق أماناً غيره بل أنزله إلينا بآيات من عنده كالأب مثلا لكنه ليس دائم لأن الأمان الوحيد هو اللّٰه،
كذلك الحب فمن الأم والزوجة والإبنة نأخذه لكن لم يدم أي منهن فالحب الوحيد اللّٰه.
وكذلك بقية صفاتِ اللّٰه وآياته في خلقه.

في مثل هذا اليوم أرسل الإمام الحسين عليه السلام ابن عمه وحبيبه وأخيه مسلم إبن عقيل إلى الكوفة،ليبدأ من هنا نهر الفرات يروي دماء طفلين بريئين سالت على احد ساحليه ويخبرنا عن صراخهما ليصمت النهر ويستمع لصوت نحرهما، ودموع طفلة أرسلها المخيم المحترق إليه.

لم يبقى الا القليل لعاشوراء، يوم الدماء الطاهرة، يوم الصدور المنثورة، والعظام الملتصقة بحوافر الخيول، يوم السبايا اللاطمة، يوم ذبح الرضيع وضرب وسبي أثنين وثامنين طفلاً علوياً، يوم عاشوراء هو يوم بكاء السماء دماً وخجل الفرات وحيرة الأرض وعزاء الملائكة وفزعهم...

‏وأعرف أنني رغم كل بأسٍ سأصون ميلي لليسر، وقابليّتي للمحبة، ورغبتي بأن أكون أفضل، لا أقف عند الأذى الجاهز، وأختار موضعاً يليق بي، وأنني أتعلّم من التخبّط معنى، ويزيدني الصدّ حِلماً، وأُقبِل على القُبح بالتعامي، وعلى الماضي بالتخطّي، تلك مكاسبي التي لا ينازعني فيها أحد.