ما ضاع في حياتي ليس هو الأهم في الحقيقة، كل شيء يصبح بلا جدوى، فلا اليأس ولا الأفراح تبدو لي ذات معنى في
مواجهة تلك السماء وما ينبعث منها من حرارة مضيئة.

- ألبير كامو
ألبير كامو Albert Camus
الغريب - ألبير كامو.pdf
في رواية "الغريب" لألبير كامو، نعيش مع بطل الرواية ميرسو وهو يواجه الحياة بمشاعر محايدة وأحيانًا بلا مبالاة. كامو يُعبّر من خلال هذه الشخصية عن أفكاره حول العبثية ومعنى الحياة.

اللامبالاة والعبث:
ميرسو يظهر بشكل غير متوقع عند وفاة والدته، ويتصرف بلامبالاة تجاه الأحداث المهمة في حياته. كامو يستخدم هذه الشخصية ليُوضّح فكرة أن الحياة قد تكون بلا معنى، وأن علينا مواجهة هذه العبثية.

الحياة والموت:
في لحظة محورية في الرواية، ميرسو يقتل شخصًا دون سبب واضح. المحكمة تركز على لامبالاته بدلاً من جريمته. كامو يطرح هنا سؤالًا عن قيمة الحياة والعدالة وكيف يُقيّم المجتمع الأفراد.

الوجودية:
كامو يُشدّد على فكرة أن الإنسان حر في اتخاذ قراراته وتحديد معنى لحياته حتى في عالم بلا معنى. ميرسو يُدرك في النهاية أن الحياة والوجود هما ما نصنعه بأنفسنا، وأن مواجهة هذه الحقيقة بشجاعة هو جوهر الفلسفة .
▪️ ألبير كامو .. إرث فلسفي يثير الجدل


خلال فترة الخمسينات كتب ألبير كامو في مذكراته: «أنا رجل عادي، والقيم التي يجب أن أدافع عنها، وأوضحها اليوم قيم عادية، إنها تتطلب موهبة أشك في أنني أمتلكها»، هذا التواضع الفكري ظهر في مقابلة صحفية جرت قبل شهر من وفاته عندما أشار المحاور إلى أن كامو كان مرشداً لجيله، كان رده واضحاً وفورياً: «أنا لا أتكلم باسم أحد، لدي صعوبة كافية في العثور على كلماتي الخاصة، أنا لا أرشد أحداً، أنا لا أعرف، أو أعرف إلى حد ما، إلى أين أنا ذاهب».

بعد أكثر من 60 عاماً من وفاته المفاجئة في عام 1960 عن عمر ناهز 46 عاماً لا يزال كامو مثيراً للأفكار، وفي كتاب «حياة تستحق أن تعاش.. ألبير كامو والبحث عن المعنى» (ترجمة إبراهيم قيس جركس) يقدم مؤلفه روبرت زارتسكي اختبارات شاملة وصارمة لحياته وعمله، ويساعدنا أيضاً على فهم قلقه المستمر ونصائحه في الفن والأدب.

نبوءة

قال ألبير كامو يوما: «حتى موتي سيطعن فيه، لكن كل ما أرغب فيه اليوم موت هادئ، يجلب السلام والطمـأنينة لجميع من أحبهم»، وقد تحققت تلك النبوءة التي كتبها خلال العقد الأخير من حياته، فقد ثار كثير من الجدل حول ميراثه كاتباً جزائرياً فرنسياً، عندما وصل ساركوزي إلى قصر الإليزيه، زار الجزائر، ولم يكن يرى سبباً يدفع فرنسا أن تعتذر للجزائر عن تاريخها الاستعماري، وكان ضمن مخططات زيارته الوقوف عند بلدة «تيبازة»، إحدى البلدات التي عاشت أحداثاً مأساوية خلال الاستعمار الفرنسي، وهي المكان الذي تردد إليه كامو مرات عدة خلال حياته القصيرة.

في عام 1936 كتب كامو «أعراس في تيبازة» و«العودة إلى تيبازة» عندما كان شاباً عاطلاً عن العمل، وصاحب طموحات كبيرة، وبعد عشرين عاماً عاد إلى تيبازة وقد غدا كاتباً كبيراً ذا شهرة عالمية واسعة، لكن نفسه لا تخلو من شكوك، عندما يقترب من القرية يتذكر الزيارة التي قام بها، قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الأحداث الأخيرة قد غيرت المكان: جنود وأسلاك شائكة، تحيط بالأعمدة والأقواس، حيث وقف في يوم من الأيام، عاري الصدر مبتسماً، خلال تلك الرحلة التي تلت الحرب، بدت روح كامو سجينة أيضاً، كان العالم يبدو هناك وكأنه انهار، أو أصيب بالجنون.

في عام 2010 مع اقتراب الذكرى الخمسين لوفاة كامو كان الكاتب الكبير في قلب السياسة، فقد اقترح ساركوزي نقل رفاة الفيلسوف الفرنسي إلى مجمع «البانثيون» لكن أصواتاً معارضة من اليسار، رفضت الاقتراح، بحجة أن الرئيس الفرنسي يحاول استعادة إرث كامو، خدمة لأجندته السياسية، وأصرت تلك الأصوات على إبقاء الرفاة في «لورمارين»، التي اكتشفها كامو بعد الحرب، وانتقل للإقامة بها، بمساعدة صديقه الشاعر رينيه شار، قبل سنوات قليلة من وفاته، كان اليمين يعتبره من المحافظين الطليعيين الجدد.

عدالة

ظل كامو يجاهد لسنوات عديدة لإيجاد حل يلبي مقتضيات العدالة لكل من العرب والمستعمرين على حد سواء، مجازفاً بحياته في السعي إلى سلام مستحيل، فشل والتزم الصمت، حتى وفاته عام 1960، وبينما انقسم الرأي العام الفرنسي بشأنه، كان عدد كبير من الكتاب الجزائريين يرى أنه واحد منهم، فكانت آسيا جبار ترى أن روحاً أخوية تدعوها من أجل النظر والتأمل والتفكير في الفوضى الدموية لماضي الجزائر.

يرى هذا الكتاب أن كامو يظل ذلك الرجل، الذي وقفت حياته شاهداً على نوع من البطولة اليائسة، إن إدانته الشديدة للمعاملة التي تتعامل بها الحكومة الفرنسية مع العرب والأمازيغ، ومعارضته المستمرة لعقوبة الإعدام، وجهوده الشجاعة للتفاوض على هدنة والتوصل إلى حل وسط في الجزائر التي مزقتها الحرب كلها تعكس أفعال رجل سعى لربط حياته بفكره وفلسفته.
ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺯﻩ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ في الأدب ، ﻛﺘﺐ ألبير ﻛﺎﻣﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ إلى ﻣﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ المقيم في الجزائر العاصمة :

19 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1957
ﻋﺰﻳﺰﻱ ﻣﺴﻴﻮ ﺟﻴﺮﻣﺎﻥ ،

ﺍﻧﺘﻈﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺗﻬﺪﺃ ﻗﻠﻴﻼً ﺍﻟﻀﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ، لقد ﻣُﻨﺤﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﺷﺮﻓًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ، ﻟﻢ ﺃﺳﻊ إﻟﻴﻪ ﻭﻟﻢ أﻟﺘﻤﺴﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﺨﺒﺮ ، ﻓﻜﺮﺕ ، ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ، ﺑﻚ. ﺑﺪﻭﻧﻚ ، ﺑﺪﻭﻥ ﻳﺪﻙ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺪﺩﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺘﻪ ، ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻚ ﻭﻧﻤﻮﺫﺟﻚ ﺍﻟﺨﺎﺹ ، ﻓﺈﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺤﺪﺙ. ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻛﻲ ﺃﻧﺎﻝ ﺷﺮﻓًﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻷﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ، ﻭﺃﺅﻛﺪ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺟﻬﺪﻙ ﻭﻋﻤﻠﻚ ﻭﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﺴﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻣﺪﺭﺳﺘﻚ ﺍﻟﺬﻱ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ، ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬﻙ ﺍﻟﻤﻤﺘﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ. ﺃﻋﺎﻧﻘﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ.

- ﺃﻟﺒﻴﺮ ﻛﺎﻣﻮ
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
لم يبحث عن الكآبة يوماً ، ولكن الإفراط بالأمل هو من ألقى به إلى تلك الزاوية المظلمة.

_ ألبير كامو.
عار على البشرية أن ينتحر أحدهم وقد كان في حاجة إلى عناق طويل ..

• ألبير كامو
˓لا يمكننا العيش مع الناس ونحن نعرف أفكارَهم الخفية و نواياهم

ألبير كامو
عذاب ألا نتشارك كل شيء، وتعاسة أن نتشارك كل شيء.

- ألبير كامو
الرجل الذي يملك حُسن الأداء يُسعَد دائماً في مجتمع النساء.
فالمرأة جمهور جيد.

- ألبير كامو
‏قبل أن تحكم على اختياراتي افهم أسبابي وقبل أن تحكم على أسبابي افهم حياتي

- ألبير كامو
‏"أمّا اليوم، فقد أدركت أنّ المرء حين يعمل ويحبّ ويتألّم فإنّما يعيش بالفعل".

- ألبير كامو، الموت السعيد.
‏" في ذلك الليل الذي يفيض بالنجوم أحسست للمرة الأولى برقة و عذوبة اللامبالاة،
و أحسست أنني كنت سعيدًا في يوم من الأيام،
و لازلت حتى الان…"

- ألبير كامو
من الطبيعي أن يتخلى المرء
عن جزء قليل من حياته
في سبيل ألا يخسرها كلها.


ألبير كامو
ماريا كازاريس وألبير كامو
علاقتهما العاطفية استمرت 15 عاماً وانتهت بحادثة سير مفجعة
.


لم تكن الكيمياء وحدها هي التي وضعت كلاً من ماريا وكامو في طريق الآخر، بل كانت هناك قواسم كثيرة مشتركة، بينها تعلقهما المصيري بأهداب الكتابة والفن، ورزوحهما الثقيل تحت وطأة الاحتلال والاستبداد.

على أن العلاقة الوطيدة التي جمعت بين الطرفين لم يكن لها أن تُعرف على نطاق عالمي، لولا الدور الإيجابي المتفهم الذي لعبته كاترين، ابنة كامو، لا في دفع الرسائل التي يربو عدد صفحاتها عن الألف إلى النشر فحسب، بل في دفاعها عن العلاقة الغرامية المتأججة التي أقامها كامو خارج المؤسسة الزوجية، ومسامحتها لأبيها في الوقت نفسه على ما تسبب به لأمها من آلام. وإذ عملت كاترين على كسب ودّ ماريا، التي كانت قد اعتزلت الوسط الفني، وأصرت على الاحتفاظ برسائلها المتبادلة مع كامو في الأدراج، رغم العروض السخية المقدمة لها من قبل الناشرين، لم تتردد الأخيرة في تسليمها مئات الرسائل التي تبادلها العاشقان على امتداد عقد ونصف عقد من الزمن. ولم تكتفِ الابنة المثقفة بدفع الرسائل إلى النشر، كاشفة النقاب عن بعض أجمل نصوص الحب والوله في القرن العشرين وأكثرها اتصالاً بشغاف القلب ولهب الشعر، بل تولت بنفسها وضع توطئة مؤثرة للنصوص المنشورة، تقول فيها: «رسائلهما جعلت العالم أوسع والفضاء أكثر إشراقاً والهواء أكثر عذوبة، لأنهما ببساطة كانا عاشقين».

كما أن حصول كامو على جائزة نوبل للآداب عام 1957 لم يزده إلا تعلقاً بكازاريس التي اعتبرها هدية السماء إليه، وجائزة وجوده الأثمن على الكوكب الأرضي. أما الرسالة الأخيرة التي عثر عليها بحوزته، إثر حادث السير المفجع الذي أودى بحياته في اليوم ما قبل الأخير من العام 1960، فقد عكست تلهفه الشديد للقاء المرأة الألصق بقلبه وروحه، التي قدّر لحياتها من بعده أن تطول حتى العام 2003.

حيث كتب لها ممنياً نفسه بلقائها المرتقب: «أرسل إليك آلاف الأماني الرقيقة لرأس السنة، وأتمنى أن تتدفق الحياة عبرك خلال العام، كي تعطيك هذا الوجه العزيز الذي أحببته على مر السنين. إنني أطوي معطفك الخاص بالمطر، وأُرفق معه كل شموس قلبي. أقبّلك وأضمك بانتظار يوم الثلاثاء، حيث سأحتضنك مجدداً». لكن يوم الثلاثاء ذاك لم يأتِ أبداً، ولم يقدّر للأمنيات الموعودة أن تتحقق.
‏- عندما تصل إلى العمر الذي تدرك فيه أن والديك كانا على حق، سيكون لديك إبن يعتقد أنك على خطأ.

- ألبير كامو
الموت يوقظنا ولكن بعد فوات الأوان.

يقول البير كامو في رواية الغريب:

إنّ البشر لا يقتنعون بأسبابك وصدقك وجدّية عذابك إلا حين تموت ، وما دمت حياً فإن قضيّتك مغمورة في الشك ،وليس لك أي حق إلا في الحصول على شكوكهم.

وفي رواية السقطة يقول :

‏ربما نحن لا نحب الحياة حباً كافياً. هل لاحظت أن الموت وحده هو الذي يوقظ مشاعرنا؟ وكيف أننا نحب الأصدقاء الذين غادرونا لتوّهم؟ وكيف نعجب باولئك الأساتذة الذين لم يعودوا يتحدثون، بعد أن ملأ التراب أفواههم.
قال ألبير كامو ذات مرة: "يولد العبث عندما يبحث البشر عن المعنى في عالم غير مبال"

ولكن من هذا العبث تولد ثلاث قوى: التمرد، والحرية، والعاطفة. "إن قبول حقيقة أن الحياة لا تحمل أي معنى جوهري ليس استسلامًا، بل هو دعوة للعيش بشكل كامل، ولخلق معنى في كل فعل، لأنه حتى في صمت العالم، فإن الوجود يستحق أن نحتضنه."
كلّ جيلٍ يلقي على عاتقه مهمةَ تشييد العالم، لكن جيلي عجز عن ذلك، كانت مهمته أَجَلّ، أن يحول دون انهياره.

من كلمة ‎#ألبير_كامو عند استلامه جائزة نوبل للآداب سنة 1957
2025/04/07 13:19:26
Back to Top
HTML Embed Code: