Telegram Web Link
"اللهم كثّر أحزانهم وجنازاتهم وعويلهم"
"هيبة بالعباية، ورماية بالإمّاية"..حكاية المدرس المشتبك المريض بالسرطان، الذي اقتص من مجرم أوجع أهل الخليل، وصحح بوصلة السلاح الذي أُلهي في الشجارات العائلية.
بعد قليل وصيّة الشهيد "محمد كامل الجعبري" منفذ عملية الخليل يوم أمس، يتبرّأ فيها من الفصائل والأحزاب في فلسطين، ويُعلن فيها ولاءَهُ لله ولرسوله ثم للمسلمين المستضعفين في الشام؛ ويتبرّأ فيها ممن طبعوا مع قاتلهم قبل أيام ..!
وصيّة الشهيد بإذن الله "محمد كامل الجعبري"
منفذ عملية الخليل البطولية يوم أمس ..
وصية الشهيد بإذن الله "محمد كامل الجعبري"

بسم الله الرحمن الرحيم

بادئ ذي بدء، الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونلتمس رحمته ومغفرته، ونؤب إليه في السرّاء والضرّاء خاشعينَ خاضعينَ، مُسلّمينَ لمقاديره، سائرين على هدي شريعتنا الغرّاء، وسنة الحبيب المصطفى – صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم- فهي ضياءٌ لمن احلولكت به الطرق، أو استأثرت العجاجةُ ببصيرته، أو من أغوته تِلك الفانية فأوبقته وأهلكته؛ وهي كلّما دانت له جعلته دنيئًا، فهذه الدُّنيا كالماء المالح؛ كلّما شربت منه؛ ازددت عطشًا، وهو عطشٌ لا ارتواء له؛ لكن حسبنا ما أمرنا به الله –عز وجل- بقوله:"وذر الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا وغرّتهم الحياة الدّنيا". صدق الله العظيم.

يا خير أمة أُخرجت للناس ولا زال المعتصمون بسّنة إمامها وقائدها وقدوتها يزدادون فيها كمًا وعددًا؛ فإنكم ترون ما يقترفه قاتلو الأنبياء، ومحرّفو الشرائع من اليهود و-معهم طواغيت العصر من النُصيريين والرافضة- الذين استباحوا أرض الإسلام ومسجدها الذي أسرى الله –عز وجل- برسوله من المسجد الحرام إليه، فلم يُبقِ هؤلاء حرمةً إلا وانتهكوها، ولا حرّةً إلا واعتدوا عليها، ولا أرضا طاهرة إلا ودنسّوها نجسًا وحقدًا، فلم يلتزموا بعهد أبرموه، ولا وعد قطعوه، ولا صُلح إلا وسحقوه بسحيق مكرهم، ولا دم إلا وأوغلوا فيه؛ وهو ما استشاطتْ بسببه الأفئدة، وأوغِرت من أجله الصدور، التي أنشدت قائلةً:

فدلّاهم في الغيِّ حتى تهافتوا
وكان مضلًا أمرهُ غير مُرشدِ

فأنزل ربي للنبيّ جنودهُ
وأيّده بالنصر في كلّ مشهدِ

فقد أنزل الله للنبيّ جنودًا، واصطفى من الخلائق مجاهدين ركلوا بهذه الدُّنيا إلى بئر لا قاع له، وما كتبه الشهداء من وصايا إلا دليلًا دامغًا على ذلك.

أنا العبد الفقير لمن يقول للشيء كن فيكون، ومن لا ترى سوى عظمته وجلاله العيون "محمد كامل الجعبري" أكتب لكم هذه السطور، متهيئًا لطريق اختاره من آمنوا بأن الجهاد فريضة، والقتال في سبيل إعلاء راية "لا إله إلا الله" تكليف ربّاني، فها قد أزف الموعد لكي يستفيق السيف من غمده؛ ليشهر نحو الذين تنساب دماؤنا عند مقاصلهم، فهذه الوصية ليست نعيًا أو رثاء؛ بل هي رسالة إلى كلِّ من يستفيؤون براية الإسلام؛ أن لا تنزلوا عن الجبل، فابقوا حيثما عدو أمتكم، وظلّوا في خنادقكم لا تبارحوها، فلا طريق لكم سوى طريق الجهاد؛ وهو طريق لا يُضِل سالكوه، لذا؛ فلم أجد بدًا عنه، فكيف إذا كان منتهاه مجاورة نبيُّنا وحبيبنا محمد –صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم. فلا تحزنوا على الرحيل عن هذه الفانية، ولا يخطر لكم خاطر أنّ كاتب هذه السطور قد كتبها في وجل وخشية، فما كتبتها إلا لأحوّل هذا الحبر رصاصًا يخترق أجساد مستبيحي أرضنا، فلا يغرّنكم تقلُّب الذين آبوا إلى الرافضة مستجدينَ فتح الأبواب لهم بعد قرعها بعظام أهل السُّنة في سوريا والعراق، أو من صافحت أيديهم أيدي النظام النصيريّ في سوريا، وعادوا إليه متذللين له، مسترضين إيّاه؛ وهي غصة مزّقت قلوب من أجزل لهؤلاء الولاء والبراء، فكيف لمن قالوا يومئذٍ أنّهم انحازوا لأهل السنة ضدّ النظام النصيريّ أن يعودوا إليه ويصالحوه ويصافحوه ويطنبوا في صبّ المديح بعد أن ولغ بدماء أهل السُّنة مستعينًا بحلفائه من الرافضة الذين استجاشهم ضدّ شعب يعزُّ عليّ أن أغادر هذه الدنيا قبل أن ينال مع شعوب الأمة حريّته وكرامته.

أمّا أنتَ يا والدي فها أنا قادم إليك بشوق، فلا العبارات تفيك ما أسديته ليّ ولأشقائي، فلا الكتابةُ تستطيع أن تضاهي ما أكنّه لك، ولا ما أكنّه لك يستطيع أن يضاهي ما قدّمته ليّ، فجزاك الله خيرًا، ووهبك مقعدًا في فردوس الخلود مجاورًا لحبيبك محمد –صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم-.
ولأهلي فقد تركت لكم وصيتي أن تتمسكوا بقرآن ربي وسنة رسوله وحبيبه.

خَلّوا بني الكفارِ عَن سبيلهِ
اليومَ نضربكُم على تأويلهِ

ضربًا يُزيلُ الهامَ عن مَقِيلهِ
ويُذهِلُ الخليلَ عَن خَلِيلهِ


اللهم إنّ هذا العمل خالصًا لوجهك الكريم، فلا أنا آتٍ من هذا الفصيل أو ذاك، ولا أرجو منه سوى الالتحاق بمن سبقوني إلى حوضٍ أشرب منه شربةً لا ظمأ بعدها

وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
قصف عنيف الان
اللهم سلم سلم
حسبناالله ونعم الوكيل
ضلالاً لهذا الموتِ من ظنّ نفسـهُ
ومنذُ متى يخشى المنايا مريدُها

فواللهِ إن مِتنا وعِــشنا ولم تَكُن
على ما أردناها المنايا نُعــيدُهــا

ونستعرضُ الأعــمارَ خَيلاً أمامنا
فلا نعـتلي إلا التي نَســتجِـيدُها

كَتقليـــبِ ثوبٍ من ثيابٍ كـثيرةٍ
قديمُ المنايـــا عِندَنا وجَـــدِيدُها

إلى أن نرى مَوتًا يَليـــقُ بِمـــثلِنا
ليَنشأَ من موتِ الكرامِ خلـــودُها

#أدب
يضيقُ صَدري فأمشي في الفضاءِ خُطىً
أُروِّحُ النفسَ من حينٍ إِلى حينِ

قَد كانَ بالشِّعرِ لي في الهَمِّ تَسليةٌ
واليومَ أَصبحَ شِعري لا يُسلِّيني

جميل صدقي الزهاوي.
والشِّعْرُ ما لمْ يَكُنْ ذِكرَى وعاطِفةً
أو حِكمَـةً ، فهــوَ تقطيــعٌ وأوزانُ

#أحمد_شوقي
لا ألفَيَنّكَ بعدَ الموتِ تَندُبنِي
وفي حَـياتيَ ما زوّدتني زَادا

#لقائلها
لولا التصــبّرُ ما أبصــرتَ ذا كَـلَـفٍ
إلّا صريعًا .. كئيبَ القلبِ .. معلولا !

#لقائلها
2024/10/01 09:41:23
Back to Top
HTML Embed Code: