مبارك عليكم بلوغ الشهر الكريم.

اللهم اجعلنا من أهل طاعتك، وارزقنا فيه الهمة، وأحسن نيتنا وعملنا وتقبله منا يا رب العالمين.
«‏اغتنموا فسحة أعماركم وقوة أبدانكم في الإقبال على الخيرات في رمضان؛ فإن لكل شيء سوقاً، وإن سوق الآخرة رمضان، وإن من هُيِّئ له أن يدخل السوق ليربح ثم ٱنصرف عنه فهو من أعظم الخاسرين، وإن الخسارة التي لا ربحَ بعدها خسارةُ العبدِ مغفرةَ الله ورحمتَه.»
فتأمل معنى الصيام من حيث نظرت إليه: هو عتق النفس الإنسانية من كل رق، من رق الحياة ومطالبها، ومن رق الأبدان وحاجاتها في مآكلها ومشاربها، من رق النفس وشهواتها، ومن رق العقول ونوازعها، ومن رق المخاوف حاضرها وغائبها؛ حتى تشعر بالحرية الخالصة، حرية الوجود وحرية الإرادة ، وحرية العمل، فتحرير النفس المسلمة هو غاية الصيام الذي كتب عليها فرضاً.

- محمود شاكر.
من نعم الله العظيمة على الإنسان، ألا يكله إلى نفسه، بل يعينه بحوله وقوته، ويدبر له أمره.
ونحن ندعو الله في مطلوبنا ونلح عليه؛ فإذا حصل هذه المطلوب لم نذكر الله شاكرين إلا ساعة من نهار هذا إذا ذكرناه، ثم يتعلق ذكرنا بالأسباب، فنقول ثم قابلت فلان، ثم أعطاني فلان، فتوسط لي فلان، فكتب لي الطبيب دواء عالجني.
إننا نغفل عن أن هذا كله بالتدبير الإلهي، ولا نعطي التدبر في تصاريف التدخل الإلهي حقه من التأمل والتفكير ثم الدهشة والعجب والشكر والنظر للأسباب على أنها محض أسباب لولا أن يسرها الله لم تكن ولا كان مطلوبك.
والعجب أنا نذكر ربنا شاكين متذمرين إذا لم يحصل مطلوبنا، فيكون الله في الضيق مشكوًا وفي الفرح منسيًا، كما كانت أمي تردد دائمًا.
إن الإنسان لربه لكنود، وكان الإنسان كفورًا.
عن أبي رِمْثَةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أَرِنِي هذا الذي بِظَهْرِك؛ فإنِّي رجلٌ طبيبٌ، فقال له رسول الله: اللهُ الطَّبِيبُ (إنما الطبيب هو الله)، بل أنت رجلٌ رفيقٌ، طبيبُها الذي خلَقَها)).

- أحمد سالم.
‏«على قدر ما يسكن في قلبك من اليقين أن الله لا تتعاظمه حوائجك؛ يكون حظك من شعور الكفاية والانشراح عند إقبالك على الدعاء، وهذا من عين اليقين، أن تدعو ولا يخطر ببالك أن الله سيردك.»
لا شيء أذهب لهموم الدنيا من علوِّ همة المرء بالدِّين، وشُغل نفسه بعظائم الأمور، فإن تخلية النفس من همٍّ عظيم يجعلها تنشغل بالسفاسف وتتبُّع التوافه ويُسرع إليها بالضجر والملل، والهمُّ بالأمر العظيم من أمور الدين يمحو غيره من الهموم، فلا تلتفت إليها النفس ولا تكاد تشعر بها.

- إبراهيم المنوفي.
‏طوبى لمن أقبل بقلبه، وطمع في ربه، واستوحش من ذنوبه ففر منها إلى نور التوبة، وأمان الطاعة وفرحتها!

- وجدان العلي.
«انقضى الثلث الأول من الشهر وذهبت ساعاته إلى كتاب مسطور يراه أحدنا يومًا ما عند تطاير الصحف.

ذهبت لحظات الدعة والكسل والفتور ولم يبق من لذتها شيء، اللهم إلا شيء من الحسرة على الفوات ..

طويت الدقائق والساعات والبرامج والخطرات فلم يبق إلا ما كان فيه من عمل صالح؛ حتى التسبيحة لا يضيعها الله.

وهكذا سينقضي الثلث الأوسط قريبًا، ثم العشر الأواخر.
بل وهكذا تنقضي الأعمار؛ فإذ دخل الإنسان حفرته استفاق.

فاللهم أيقظنا من طول الرقاد وألهمنا رشدنا ما بقي من شهرنا واختمه لنا بالفرح لا الحسرات.»
‏«في الدُّنيا نجوبُ هُنا وهُناك، بين علوٍ ودنوّ، الحال ليس واحد، ولكن مُسبب الحال واحد؛ يهب لمن يشاء، ويمنع من يشاء، فالقنوط باب الشقاء، والرضا بوابة الراحة .. وما بينهما نتقرب لله بالأمل فيه سُبحانه وبحمده.»
«لا تألف النعمة فتنسى شكرها ولا تألف المعصية فتنسى أثمها وأثرها والاستغفار منها، ‏وَاسْأَلُوهُ أَلَّا يحرمَكُم ما عودكم من جميل فضله وإحسانه.»
{الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ}

اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.
Forwarded from تلاوة
بندر بليلة
اللهم لا تخرجنـا من هذه العشر المباركـة إلا ونحن مجبورين ودعواتنا مستجابـة وذنوبنـا مغفورة، مهتدين مقبولين يا الله.
«إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به.»
اللهم اجعلنا ممن أجيبت دعوته، وعُتقت رقبته، ومُحيت حَوبته.
تقبل الله منا ومنكم الطاعات، وأذاقكم حلاوة الإجابة، وجعلكم من المقبولين في السماء والأرض.

عيدكم مبارك.
كثير من الناس إذا رأى المنكر، أو تغير كثير من أحوال المسلمين= جزع وكل وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بأن الله مع الذين اتقوا.

و ما فيه حيلة لا يُعجز عنه، وما لا حيلة فيه لا يُجزع منه.

ابن تيمية.

قلت: وهذا أصل عظيم من علمه وعمل به= وقاه الله شر العجز والكسل، ونجاه الله من طريقة المعرضين عن عمل الخير المكتفين بشكوى الأيام ونواح المصائب.

ما تستطيع فعله من مواساة وتألم شرعي وتبرع ودعاء وإنكار لقعود القادرين= افعله وليس شرطًا أن تفعله على الفيسبوك لترضي رغبات رواده فلست عبدًا لهم، قدم ما تستطيع، وما لا تستطع فتيقن أن الله لم يكلفك إياه ولن يسألك عنه، وقد كان المسلمون يعذبون بمكة بمرأى عين رسول الله ولم يملك لهم سوى الدعاء ومواساة التثبيت، فلا يذهبن بك الشيطان مذاهب السوء، طالما لا تملك مفاتيح كنز جيش عربي فلا تحمل نفسك ما لا تطيق فيُقعدك هذا عما تطيق.
2025/04/08 01:16:06
Back to Top
HTML Embed Code: