جِدْ ليْ ولو في العَرا غُصناً ألوذُ به
فكلُّ غاباتِ عُمري أصبحتْ بَددا

رحلوا وما رحل الحنينُ وليتَهُم
‏أخذوا فؤاداً خلّفوهُ حزينا

وأنتِ حروفي إذا ما نطقت
‏ وأنتِ سكوتي الطويلُ الكئيب
‏وأنتِ إذا ما ضحكتُ الرنين
‏وأنتِ إذا ما بكيتُ النحيب

وَوَاللَهِ لا قَطَعتك
‏ إِن زُرتَ أَو نَأَيت
‏وَلا زِلتُ عاشِقاً لَك
‏إِن شِئتَ أَو أَبَيت
‏رَجَوتُ السُلُوَّ عَنكَ
‏فَهَيهاتَ ما رَأَيت
‏وهَيهاتَ ما طَلَبتُ
‏وَهَيهاتَ ما اِبتَغَيت

ويبكي صاحبي فأخالُ أنّي
‏أنا الجاني وإن لم يتّهمني

نَصيبُكَ في حَياتِكَ من حَبيبٍ
‏نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خيَالِ
‏بعَيشِكِ هلْ سَلَوْتِ فإنّ قَلبي
‏وإنْ جانَبْتُ أرْضَكِ غيرُ سالِ

‏الشِّعرُ أصدقُ كذبةٍ مروية
‏وأدقُ فلسفة
‏وأعمقُ مسألة
‏هو طائف مسَّ الخيال بلمحةٍ
‏وأثار فيك ملاحمًا
‏من أسئلة
‏هو دهشةٌ.. هو رعشةٌ
‏هو قشةٌ قصمت بعيرًا
‏أو شظايا قنبلة

فأنتَ وحدَك مَن بالحُبِّ يسكُنني
‏وأنتَ أجمل ما ضمَّتهُ أقداري
‏وأنتَ أروعُ خلقِ اللهِ في نظري
‏وأنتَ عشقي بإعلاني وإسراري
‏أراكَ شمساً وأفلاكي تطوفُ بها
‏طافت بحُبِكَ يا دُنيايَ أقماري
‏واللهِ لستُ أرى إلّاكَ مُنفرداً
‏كالبدرِ مُكتملاً أشغلت أنظاري

إلزم هدوءك ،
إن الشوق ذباحُ
بيني وبينكِ آلامٌ وأتراحُ ..
‏بيني وبينكِ
‏أوجاعٌ وأسئلةٌ ،
‏وزفرةٌ لم تغب يومًا وتنزاحُ !

فَاِنحَلَّ ما كانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ما كانَ مَوصولاً بِأَيدينا
وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا

تَواضع تكُن كالنَّجم لاح لناظِرٍ
‏على صفحاتِ الْماءِ وهْو رفيعُ
‏ولا تكُ كالدُّخانِ يعلو بنفسهِ
‏إِلَى طبقاتِ الجوِّ وهو وضِيـعُ

لَا تَتْرُكِيهِ عَلَى أَعْتَابِ لَهْفَتِهِ
‏يَكَادُ يَهْوِي صَرِيعَاً مِنْ أَمَانِيهِ
‏طَالَتْ بِهِ شَقْوَةُ الأَيَّامِ فَابْتَسِمِي
‏فَلَيْسَ شَيْئاً سِوَى عَيْنَيْكِ يَشْفِيهِ

عندما قلتَ لي
‏فلنسِرْ
‏كنتُ مكسورةَ الروحِ
‏حافية القلبِ
‏لكنْ
‏مشيتْ
‏حينما بعتَ لي
‏وجعاً كاسداً
‏كنتُ أملكُ أضعافَه
‏واشتريتْ !
عندما صحتَ بي
‏فلنغنِ معاً
‏كنت مبحوحةَ الصوتِ
‏مشروخةَ الحسِّ
‏لكنْ شدوتْ
‏واستدار الزمانُ كهيئتِه
‏ها أنا
‏أرتدي غربتي
‏أتدثُّر ُ بالمُهلكاتِ
لماذا وكيف وليت!

‏ارقُصي بثباتٍ فالأحزانُ ماضيةٌ
‏لا همَّ يبقى وكُلُّ مهمومٍ سينشَرِحُ