‏أغارُ عليك وأقسمُ لا أغارُ
‏ويدري الكون أجمع كم أغار
‏فإن همَسَت شفاهُك باسم غيري
‏شعرتُ بأنَ همستهَا انفِجارُ
‏وإن قرّت على عينيك عينٌ
‏وددتُ لو ارتمى فيها شرارُ
‏وإن فر الحوار إلى صديقٍ
‏وددتُ .. دعوتُ لو ماتَ الحوار
.

ويَظنُ أنَّي قد أمِيلُ لِغيرهِ
‏إنَّي وقلبي بإِسمهِ مَكتوب
‏أنَا مَا شَرِبتُ الحُبَ إلا مَرَّةً
‏والكُل بَعدَك كأسُهُ مَسكوب.

وإذا العناية لاحظتك عيونُها
لا تخشَ من بأسٍ فأنت تصانُ
وبكلّ أرضٍ قد نزلت قفارها
نم فالمخاوف كلُّهنَّ أمانُ

وإنِّي لراضٍ بالقَضا وبِمَا تشَاء
‏وعِندي يقينٌ أنَّ لُطفكَ شامِلي

كل الدروب لدى الأوروبيين توصل إلى روما‏
كل الدروب لدى العرب توصل إلى الشعر‏
وكل دروب الحب توصل إلى حلب‏

يا آيةً في الحُسْنِ ليس كمثلِها
‏خُلُقًا وخَلْقًا في النِّسا حَسناءُ
‏البدرُ أنتِ ومَن سِواكِ كواكبٌ
‏والغَيثُ أنتِ ومَن سِواكِ غُثاءُ

ضحِكت فجُنَّ البُنُّ في فنجانها
ويكادُ أن يتنهَّد الفِنجانُ

إذا لم نلتقِي في الأرضِ يومًا
وفرّق بيننا كأسُ المنونِ
فموعدُنا غدًا في دار خلدٍ
بها يحيىٰ الحنُون مع الحنونِ

أنا يا صديقة متعبٌ بعروبتي
‏فهل العروبة لعنةٌ وعقاب؟
‏أمشي على ورق الخريطة خائفًا
‏فعلى الخريطة كلنا أغراب
‏أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
‏وأعيد .. لكن ما هناك جواب
‏لولا العباءات التي التفّوا بها
‏ما كنتُ أحسب أنهم أعراب

بدون حضورك
‏ليس هناك حضورْ
‏وليس هناك للبحر لونٌ
‏وللرملِ لون
‏ولا للمركب لونٌ
‏ولا للطيورْ
‏بدونك ليس هناك قلوعٌ تسافر
‏ليس هناك نجوم تدورْ
‏بدونك ليس هناك عطرٌ جميلٌ
‏فإنك تاريخُ كلّ العطورْ

ولكن تبت عن قلبي
‏وقلبي تاب لولاك

وألينُ لك
‏وأنا التي لو مرّ شارعها أذىً
‏فورًا تزلزل من سلك
‏وألين لك غصنٌ تدلى، ظلّلك
‏وأصيرُ بين يديكَ ماءً دافقًا
‏وتصيرُ تسرفُ فيّ، تُهدرني، تبذّر كل قطراتي
‏وتضحَك.. كيف لك؟
.

أريحيني على صدرك
لأني متعب مثلك
وجئت إليكِ لا أدري لماذا جئت
فخلف الباب أمطار تطاردني
شتاءٌ قائم الأنفاس يخنقني
وأقدام بلون الليل تسحقني
وليس لي أحباب
ولابيت ليؤويني من الطوفان
وجئت إليكِ تحملني
رياح الشك للأيمان
فهل أرتاح بعض الوقت في عينيكِ
أم أمضي وحيدًا مع الاحزان

‏وما ندمتُ على ماكنت أفعلهُ
‏وسوف أُكملُ أيّامي بلاندمِ
‏هي الحياةُ محطات وأعبرها
‏كما البقية من سعدٍ الى ألمِ
‏سأدفع السوء بالحسنى وأبعدهُ
‏كي لا ينال لئيم الطبع من شيمي
‏إن الكرام إذا أزرى السفيه بهم
‏لايعبأون بفضلِ القول والكلمِ

‏وأُقسِمُ ما استبدَلْتُ بعدكَ خُلَّة
‏ولا لكَ عِندي في الفُؤادِ قَسِيمُ

‏قاسوكَ بالغُصنِ الرطيبِ جَهالةً
‏تاللهِ قد ظَلمَ المُشبِّهُ واعتَدى
‏حسنُ الغُصونِ إذا اكتست أوراقُها
‏ونراكَ أحسَنَ ما تكونُ مُجرَّدَا

أنت الذي نَعِمت عَيني بِرُؤيته
‏لأنها شقيت من بَعدها الفِكَر
‏أموتُ وجدًا ومالي منك مَرحمةٌ
‏وكم حَذِرتُ ولم يَنفَعني الحَذر
‏أستغفر اللَهَ لا وَاللَهِ ما خُلِقَت
‏عَيناك إلّا لكي يَفنى بها البَشر

إرمي أوراقك كاملةً.. 
وسأرضى عن أي قرار.. 
قولي. إنفعلي. إنفجري 
لا تقفي مثل المسمار.. 

جاءَ الشتاءُ وروحي في حرائقِها
‏وما أزالُ أُداري سرَّ إحراقي
‏الناسُ تُوقدُ في بَرْدِ الدجى حطباً
‏وإن قسا البَرْدُ بي أوقدتُ أشواقي

‏من ينزعِ الأمسَ من أعماقِ ذاكرتي
ينَلْ من الروحِ ما لم تُعطِهِ روحُ