سلامٌ على مَن لا يُغيِّرُهم دهرُ
يصونونَ عهدَ الودِّ مهما مَضى العُمْرُ
‏سلامٌ على مَن كلّما مرّ ذكرُهم
تهادى نسيمٌ أو تسامى لهم عِطرُ

ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى
‏من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى

‏وسكنتَني حتىٰ ظَننتُكَ أَجْمَعِيْ
‏وَظننـتُني بَعْضًا يُمـثلُ أجمَعَك
‏فَكأنّ رُوحكَ حيَّةٌ في أَضلعي
‏وكأنّ أنْفاسِي تُحرك أضْلُعكْ
‏فإذا رَآكَ النّاسُ تَمْشِي واحدًا
‏حيّوك فَردًا ثُم حَيّوني مَعكْ

وكم مَرَّ بي سائلٌ مُشفِقًا
فأهمس أني علىٰ ما يُرامُ
فَقلبُ الغريبِ أتىٰ سائلًا
وقلبكَ مَرَّ مُرورَ الكِرامُ

مالَ وَاِحتَجَب وَاِدَّعى الغَضَب
‏لَيتَ هاجِري يَشرَحُ السَبَب
‏عَتبُهُ رِضىً لَيتَهُ عَتَب

يا لقومي ضيّعوني
ورأوا قتلي مُباحا
للمنايا أسلموني
عندما سلّوا الصِفاحا

صيّرُوا من بعد أنس
فيه إيحاشا طويلا
لو فدتني كـلُّ نـفـس
كان في حقّي قليلا

رباهُ إن الروح ترجو رحمةً
‏تاهَ الطريقُ فيا إلهي دُلّها
‏ضاقَت بها الدُنيا وبابُك مشرعٌ
‏إن لم تكن أنتَ المغيثُ فمَن لها

‏وفي القلوبِ ضجيجٌ لا نبوحُ بهِ
بعض الكلامِ بقلبِ الحُرّ موؤدُ

‏أعرف فتاةً، كُلَّما نطقتْ تزاحُم حَولها الأطفال، يظنّون أنّ ما تقوله حَلوى.

تالله لو عابهُ الحُسَّادُ ما وجدُوا
‏عيبًا، سوى أنَّهُ في خِلْقةِ البَشَرِ

خذني إليكَ إذا أردتَ بقاءَنا
‏أمّا الفراقَ،فما أقولُ لأمنعَك؟
‏أبقيتَني رغمَ انتظاركَ- خائبًا
‏وأنا الذي لا شيءَ منّي أوجعَك
‏حسبي بأنك إنْ أردتَ تكلّمًا
‏أسكَتُّ صرْخاتِ العتابِ لأسمعَك
‏أُبقيكَ في عيني كأنك واقفٌ
‏في طرْفها؛ حتى أخافُ لأدمَعَك

وأشعرُ أنَّ في الأيامِ
‏شيئًا سوفَ ألقاهُ
‏وأشعرُ أنّهُ فَرَحٌ
‏كما قلبي تمنّاهُ
‏فؤادي موقنٌ دومًا
‏على ثقةٍ بمولاهُ

أنتِ تحتاجينَ مولاتي لخمسينَ لغهْ
‏ولآلاف العصافيرِ
‏وآلاف البلابل
‏فلماذا يا تُرى أُرْهِقُ نفسي
‏إن كلَّ الشعرِ في العالم لا يكفيكِ
‏لكن سأُحاول.

يُحِبُّكَ قلبي ما حَيِيتُ فإن أَمُت
يحبّك عظمٌ في الترابِ رميمُ

وَبينَ الرّضَىٰ وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَىٰ
مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلىٰ الهَوَىٰ مَا شكَّ في الوَصْلِ رَبُّهُ
وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي

جودي بوصلٍ وارحميني وانصفي
إني جريحٌ تاه في جفنيكِ
بالله رقي واذكريني و اعطفي
قد هام قلبي والفؤاد لديك
إني لاذكر عهدك والصفا
ويعلم الله أني لست بناسيكِ