نَهوىٰ أُنَاسًا لَا نُلائِم أرضَهُم
‏ونحبُّ أرضًا لَا نُلائمُ ناسَها

وليس عتاب المرء للمرء نافعًا
‏إذا لم يكن للمرء عقل يعاتبه

سَلَكْتُ كُلّ مَقامٍ في مَحَبّتِكُمْ
‏وما ترَكْتُ مقاماً قطُّ قُدّامي
‏وكُنْتُ أحسَبُ أنّي قد وَصَلْتُ إلى
‏أعْلى وأغْلى مقامِ بينَ أقوامي
‏حتى بَدا لي مَقامُ لم يكُنْ أَرَبي
‏ولم يَمُرّ بأفكاري وأوهامي

لو أنّني أقول للبحر ما أشعر به نحوكِ
‏لترك شواطئَه
‏وأصدافَه
‏وأسماكَه
‏وتبعني

وَلِأنَّ بَعضَ الحَالِ يصعبُ شَرحهُ
‏ آثَرتُ صَمتًا و السُّكُوتُ مريرُ

‏ياليتَ قارئة الكتابِ ترفقَت
بمُتيّمٍ لمحَ الجمالَ فذابا
ما ضَرَّها لو أنها ابتسمَت لهُ
فلَرُبَّ مبتسِمٍ ينالُ ثوابا

وَلَكَم شَدَدتَ القَوسَ، كَم أَرخَيتَهُ
وَرَمَيتَ ثُمَّ تُصِيبُ صَدرَكَ أَسهُمُك

عيناكَ بحرٌ ولمْ أبلغْ سواحلهُ
‏بل تُهتُ فيهِ وضيّعتُ اتجاهاتي

‏لا تسأليني لماذا الحُزْنُ ضَيَّعَنا
‏ولتسألي الحُزْنَ هَلْ ضاقَتْ بِهِ السُّبُلُ

‏أيها الفجر الذي أنعشني
‏بضياءٍ بعث الشوق الدّفينْ
‏أنت في قلبي يَنابيعُ رِضًا
‏تُنعش القلب وشّلالُ يقينْ

وضعيني مشطاً عاجياً
‏في عتمة شعرك.. وانسيني

ما كانَ لِلحُسنِ قاموسٌ نُراجِعُهُ
‏لَدى ظُهورِ غَريبٍ ما فَهِمناهُ
‏حَتّى رَأَيناكَ تَحوي الحُسنَ أَجمَعُهُ
‏فَكُنتُ قاموسَنا فيما جَهِلناهُ

قدرٌ أنت بشكل امرأة ٍ
‏وأنا مقتنعٌ جداً بهذا القدر ِ
‏إنني بعضكِ يا سيدتي
‏مثلما الأخضرُ بعضُ الشجر ِ
‏وأنا صوتكِ يا سيدتي
‏مثلما الآهُ امتدادُ الوتر

ترجو النجَاة وَلم تسلك مسالكها
‏إن السَّفِينَة لَا تجْرِي على اليبَس

‏الثُّغرُ وردةُ نسرينٍ يحاصرُها
خدانِ من صدَفٍ مغموسِ بالذهبِ
والعينُ بحرٌ وإنْ أبحرتَ يا ولدي
غرقتَ في عُمقِها المغمورِ بالعَجَبِ

أحبكِ يا امرأة لا تسمى
‏كأنكِ فوق التشابيه والتسميات

أَيَسُرُّكُم أَنّي هَجَرتُكُمُ
‏وَمَنَحتُ قَومًا غَيرَكُم وُدّي
‏لَسنا نَلومُ عَلى قَطيعَتِنا
‏مَن لا يَدومُ لَنا عَلى عَهدِ

قالو دواء الهجرِ هجرٌ مثلُهُ
‏جازِ الذين نسَوكَ بالنسيانِ
‏فكّرت ثم سألتهم متعجبًا
‏أو كان تهجر ماءَها العينانِ

‏يا فالِق الإصبَاحِ هبْ لقلوبِنَا
في كلِ صُبحٍ مُشرقٍ توفِيقاً