Telegram Web Link
حين ترى بعض أهل الأهواء يسمع آيات القرآن ولا يتأثر بها، ولا يخضع لمضامينها، ولا ينفعل وجدانه بها، بل ربما استمتع بالكتب الفكرية والحوارات الفكرية وتلذذ بها، وقضى فيها غالب عمره، وهو هاجر لكتاب الله يمر به الشهر والشهران والثلاثة وهو لم يجلس مع كتاب ربه يتأمله ويتدبره ويبحث عن مراد الله من عباده، إذا رأيت ذلك كله؛ فاحمد الله يا أخي الكريم على العافية، وتذكر قول الله سبحانه: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾.

الطريق إلى القرآن (صـ16)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
اتباع الظن غلط في العلم وهو من جنس الشبهة، واتباع الهوى خلل في الإرادة وهو من جنس الشهوة، وأعمال ابن آدم هي حصيلة العلم والإرادة، فتكمل وتنقص بحسبهما.

📝 مقالة: كيف أسهم الإعلام الليبرالي في تعزيز شرعية الغلاة؟

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
حين يوفقك ربك فيكون لك حزب يومي من كتاب الله، كما كان لأصحاب رسول الله ﷺ أحزاب يومية من القرآن، فحين تنهي تلاوة وردك اليومي، فاحذر يا أخي الكريم أن تشعر بأي إدلال على الله أنك تقرأ القرآن، بل بمجرد أن تنتهي فاحمل نفسك على مقام إيماني آخر؛ وهو استشعار منة الله وفضله عليك أن أكرمك بهذه السويعة مع كتاب الله، فلولا فضل الله عليك لكانت تلك الدقائق ذهبت في الفضول كما ذهب غيرها، إذا التفتت النفس لذاتها بعد العمل الصالح نقص مسيرها إلى الله، فإذا التفتت إلى الله لتشكره على إعانته على العبادة ارتفعت في مدارج العبودية إلى ربها ومولاها، وقد نبهنا الله على ذلك بقوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا﴾، وقول الله: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾.

الطريق إلى القرآن (صـ17)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
في سورة النور، لما ذكر الله الأنشطة التجارية لم يتحدث عن أهميتها، أو فنونها، بل التحذير من أن تشغل القلب عن الانكباب على الله: ﴿رِجالٌ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ﴾، فإذا كان هذا حالهم أثناء التجارة المنهكة فكيف يكون أثناء الفراغ؟!

الطريق إلى القرآن (صـ111.110)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
تزكية النفوس فضل ورحمة من الله يتفضل بها على عبده، فهو بعد العبادة يحتاج إلى عبادة أخرى وهي الشكر والحمد، وبصورة أدق فالمرء يحتاج لعبادة قبل العبادة، وعبادة بعد العبادة، فهو يحتاج لعبادة الاستعانة قبل العبادة، ويحتاج لعبادة الشكر بعد العبادة، وكثير من الناس إذا عزم على العبادة يجعل غاية عزمه التخطيط والتصميم الجازم، وينسى أن كل هذه وسائل ثانوية وإنما الوسيلة الحقيقية: الاستعانة.

الطريق إلى القرآن (صـ18.17)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾.

أخي الكريم، يشهد الله وحده -وأنا أعلم شدة هذا الاستشهاد- أنني مامررت بهذه الآية إلا أحسست بمقاريض الحرج تنهش أطرافي. هاقد تصرمت ثلاثة عقود من عمري وأنا لم أتذوق هذا المقام الذي تصوره هذه الآية. مامررت بهذه الآية إلا تخيلت أولئك القوم الذين ترسم هذه الآية مشهدهم، وكأني أراهم منزعجين في فرشهم تتجافى بهم يتذكرون لقاء الله، ثم لم يطيقوا الأمر، وهبُّوا إلى مِيضأتهم، وتوجهوا للقبلة، وسبحوا في مناجاة مولاهم.

📝مقالة: السهر المجهول.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
وبرغم أن الاستعانة في ذاتها عبادة إلا أن الله أفردها بالذكر بعد العبادة فقال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، وهذه الاستعانة بالله عامة في كل شيء، في الشعائر، وفي المشروعات الإصلاحية، وفي مقاومة الانحرافات الشرعية، وفي الخطاب الدعوي، فمن استعان بالله ولجأ إليه فتح الله له أبواب توفيقه بألطف الأسباب التي لا يتصورها.

الطريق إلى القرآن (صـ18)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
في أوائل سورة الذاريات لما ذكر الله أهوال يوم القيامة توقف السياق ثم بدأت الآيات تلوِّح بذكر فريقٍ حصد السعادة الأبدية واستطاع الوصول إلى «جناتٍ وعيون»، ولكن ما السبب الذي أوصلهم إلى تلك السعادة بين مجاهل تلك الأهوال؟ إنه (السهر المجهول)! تأمل كيف تشرح الآيات سبب وصول ذلك الفريق إلى الجنات والعيون: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾.

📝مقالة: السهر المجهول.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
لا يمكن أن يفوت القارئ ملاحظة الانفعالات التي يحدثها القرآن في النفوس، والتي هي «سطوة القرآن» فعلًا، والسطوة أصل، معناها كما يقول ابن فارس: «أَصْلٌ يَدُلُّ على القَهْرِ والعُلُوِّ»، فالقرآن له قهر وعلو ملموس على النفوس، وهذا المعنى نظير وصف الله للقرآن بالإزهاق: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾، ونظير وصف الله للقرآن بالدمغ: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ﴾، ونظير وصف الله لقرآن بتصديع الكائنات:﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾، ونظير تشبيه الله للقرآن بالبرق: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾، كما نبّه على هذا التشبيه ابن عباس رضي الله عنه.

الطريق إلى القرآن (صـ19.18)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
يقول ابن القيم: قال الجنيد: «واشوقاه إلى أوقات البداية». يعني: لذة أوقات البداية، وجمع الهمة على الطلب، والسير إلى الله!

📝مقالة: السهر المجهول.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
تأمل كيف تنفعل الجمادات الصماء بسكينة القرآن: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾، الجبال الرواسي التي يضرب المثل في صلابتها تتصدع وتتشقق من هيبة كلام الله.

وتأمل كيف انبهر نساء المشركين وأطفالهم بسكينة القرآن، ففي صحيح البخاري: «أن أبا بكر ابتنى مسجدًا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقصّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجُلًا بَكّاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين»، التقصف هو: الازدحام والاكتظاظ.

الطريق إلى القرآن (صـ21)

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
ما وظيفة هذا السهر الإيماني؟

الحقيقة أن وظائفه كثيرة جدًا، ولكن من أعظم وظائفه أن تلك اللحظات هي لحظات (الاستمداد) إذا تجافى جنب المؤمن عن المضجع، وتوضأ ثم وقف بين يدي ربه ثم سجد بدأت دقائق الاستمداد، فيستمد من خزائن رحمات الله، من أرزاقه، من العلم، من التوفيق، من الهداية. إنها لحظة الدعم المفتوح، ورحمات الله إذا فتحت فلا تسل عن أمدائها ﴿ مَّا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ﴾.

📝مقالة: السهر المجهول.

••┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈••
T.me/Alsakrandrr
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
2024/09/30 02:25:18
Back to Top
HTML Embed Code: